تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على الإنترنت)
الكتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية |
أنا أسهو كثيرا في الوضوء، ماذا أفعل إن\" شككت \" أنّي زدت مرّة في فرض؟ وماذا أفعل إن شككت أنّي زدت أو أنقصت في سنّة من سنن الوضوء؟ أرجو الإفادة بكلّ الحالات الممكنة :أي إن وقع الشّكّ قبل الانتهاء من الفرض أو السّنّة المشكوك فيها، وبعد الانتهاء من هذا الفرض أو السّنّة وقبل الانتهاء من الوضوء، وبعد الانتهاء من الوضو، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.... (17/290)
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من شك في ترك فرض من فرائض الوضوء أو الصلاة قبل الانتهاء مما هو فيه من وضوءٍ أو صلاةٍ أو غيرهما من العبادات، فالواجب عليه الإتيان بما شك فيه لما قرر الفقهاء في أن من شك في ركنٍ بنى على اليقين، فإن كان في الصلاة وشك هل صلَّى ركعتين أو ثلاثاً بنى على الأقل الذي هو ركعتان، وإن كان في الوضوء وشك هل غسل رجلاً واحدة أو اثنتين غسل ما شك في غسله، إذ الذمة لا تبرأ إلا بمحقق، ومحل هذا إذا لم يكن الإنسان كثير الشكوك والوساوس كما سبق في الفتوى رقم: 7280، والفتوى رقم 22408أما إذا حصل الشك بعد الانتهاء من الوضوء أو الصلاة أو غيرهما فإنه لا عبرة به كما ذكره غير واحد من أهل العلم، وكما سبق في الفتوى المحال عليها.
قال ابن رجب الحنبلي في القواعد: (وإذا شك بعد الفراغ من الصلاة أو غيرها من العبادات في ترك ركنٍ منها فإنه لا يلتفت إلى الشك).
ومن شك في سنة من سنن الوضوء هل أتى بها أم لا ولم يتجاوز محلها أتى بها، وإن لم يتذكرها حتى تجاوز محلها أتى بها أيضًا ما لم ينب عنها غيرها كغسل اليدين أولاً، والله أعلم.
28924
عنوان الفتوى:حكم إضافة أحد الشريكين نشاطاً خاصاً به رقم الفتوى:28924تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : أشترك مع أخ في شركة ضمن 3 أنواع من الأنشطة ترى لو استحدثت نشاطا رابعا وخامسا خاصا بي ضمن طبيعة العمل هل في ذلك حرج مع العلم أنني أعمل من الساعة الثامنة حتى الساعة الثامنة مساء بصورة يومية طيلة 6 أيام من الأسبوع ؟ (17/291)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السائل الكريم لم يبين لنا نوع الشركة التي اشترك فيها مع أخيه هل هي شركة أبدان ومنافع تستغرق أنشطتها جميع جهده ووقته أم لا ؟
وعلى كلٍ؛ فإن كانت العادة تجري بأن تستغرق الأنشطة المذكورة جهدهما ووقتهما فلا يجوز شغل الوقت أو بذل الجهد في عمل آخر يخص أحدهما، وإذا وقع ذلك فإن النتيجة تكون بينهما حسب ما هو متفق عليه في العقد.
أما إذا كانت الأنشطة المذكورة لا تستغرق وقت العمل ولا يقتضي العقد الاقتصار عليها، ولا يؤثر عليها إضافة نشاط آخر خاص بأحدهما فنرجو ألا يكون في ذلك محذور شرعي، ولكن ينبغي أن توضح الأمور، وتُبين الأنشطة الخاصة للشريك حتى لا يقع شك أو اتهام من أحد الطرفين للآخر.
والله أعلم.
28926
عنوان الفتوى:مدى ثبوت الخبر الظني في الشرع والمعتقد رقم الفتوى:28926تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال : السؤال: هل في الأمور العقائدية يجب أن يكون النص فيها قطعي الثبوت وقطعي الدلالة أم يكتفى أن يكون قطعي الثبوت وإن كان ظني الدلالة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد دلت الأدلة الشرعية على أن المسلم متعبد بما دلت عليه آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من عقائد وعبادات ومعاملات وغيرها، دون تفريق بين ما هو ظني الدلالة أو قطعيها، بل لا يشترط في الأحاديث أن تكون قطعية الثبوت.
وقد ذهب فريق من المتكلمين إلى أن أدلة العقائد لا بد أن تفيد اليقين، فلا يؤخذ فيها إلا بما هو قطعي الثبوت والدلالة، واحتجوا على ذلك بأن الأدلة الظنية لا تفيد إلا الظن، والظن لا يجوز أن يُحتج به في مجال العقائد؛ لقوله تعالى: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ [النجم:23]. (17/292)
وقوله تعالى: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً [النجم:28].
ونحو ذلك من الآيات التي يذم الله فيها المشركين لاتباعهم الظن، واحتجاجهم بهذه الآيات وأمثالها مردود؛ لأن الظن في الآيات ليس هو الظن الذي عنوه، فإن النصوص التي ردوها ورفضوا الاحتجاج بها في مسائل العقيدة تفيد الظن الراجح، والظن الذي ذمه الله في قوله: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ الشك الذي هو الخرص والتخمين، فقد جاء في النهاية واللسان وغيرهما: الظن: الشك يعرض لك في الشيء فتتحققه وتحكم به. فهذا هو الظن الذي نهاه الله على المشركين، ومما يؤكد ذلك قولُ الله فيهم: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ [الأنعام:116].
أما الظن الراجح فليس داخلاً في ذلك، وإلا للزم أن تكون أدلة الشرع كلها قطعية، وليس كذلك باتفاق، فأكثر الأدلة الشرعية ظنية الدلالة أو الثبوت أو الدلالة والثبوت معاً، ولم يتوقف الصحابة أو التابعون في الأخذ بها في العقائد وغيرها.
وقد لخص ابن عبد البر رحمه الله مذاهب الأئمة في ذلك بقوله: وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعاً وديناً في معتقده، وعلى ذلك جماعة أهل السنة. انتهى
ولمزيد من التفصيل راجع الفتوى رقم:
6906 - والفتوى رقم: 14050.
والله أعلم.
28927
عنوان الفتوى:جواز الحمد للعاطس في الصلاة بلا مرية رقم الفتوى:28927تاريخ الفتوى:15 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجوز للمصلي أن يحمد الله إذا عطس وهو قائم أو راكع أو ساجد؟ (17/293)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فروى الترمذي بسنده عن رافعة بن رافع قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: من المتكلم في الصلاة ؟ فلم يتكلم أحد، ثم قالها الثانية، ثم قالها الثالثة، فقال رافعة بن رافع بن عفراء: أنا يا رسول الله، قال: كيف قلت ؟ قال: قلت: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكاً أيهم يصعد بها. قال الترمذي: حديث رافعة حديث حسن.
قال في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: قال ابن الملك: يدل الحديث على جواز الحمد للعاطس في الصلاة، يعني على الصحيح المعتمد... انتهى
وذهب بعض العلماء إلى أنه يحمد في نفسه، بل ذهب طائفة منهم إلى أنه لا يحمد ولو في نفسه، كما جاء في المنتقى شرح الموطأ: وعطس في الصلاة فلا يحمد الله إلا في نفسه. قال سحنون: ولا في نفسه.
والحديث يردَّ عليهم، وكما قال صاحب تحفة الأحوذي: فإن حديث الباب يدل على جواز الحمد للعاطس بلا مرية. انتهى
وسواء كان المصلي في القيام أو في الركوع أو في السجود أو غير ذلك.
والله أعلم.
2893
عنوان الفتوى:تمثيل القصص ضمن حدود الشرع والأدب جائز رقم الفتوى:2893تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم و جزاكم الله عنا خيراً.
نحن مجموعة من الأصدقاء نمتلك كاميرا فيديو و نريد عمل تمثيليات لقصص نكتبها، فهل في التمثيل حرج؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
إذا كانت هذه القصص هادفة، وتدعو إلى مكارم الأخلاق، وتحذر من معصية الله. وخلا تمثيلها من الأمور المحرمة كالموسيقى والكلمات الخارجة عن حدود الأدب والأخلاق، وكذلك تمثيل شخصيات الأنبياء والملائكة، وخلا من النساء بأي صورة من الصورفلا حرج في ذلك إن شاء الله. (17/294)
28931
عنوان الفتوى:مذاهب الفقهاء في المسح على الخفين مع وجود خرق رقم الفتوى:28931تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : كنت ألبس شراباً وقد كنت معتقداً أنها ساترة وتفاجأت بعد انتهاء المدة أن هناك شقاً في الجورب مقدار بصمة الاصبع السؤال هل أعيد الصلوات التي كنت أظن أنها مجزية أم لا وجزاكم الله خيراً....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يخلو أن يكون الخرق فوق الكعب، فلا يضر، ويجوز المسح مع وجوده؛ لأنه ليس في محل الفرض، أو يكون الخرق في الكعب فما تحته، وذلك كله محل للفرض، واختلف الفقهاء -رحمهم الله- في جواز المسح مع وجود خرق في محل الفرض.
فمذهب أحمد -رحمه الله- وهو أحد قولي الشافعي أنه لا يجوز المسح معه؛ لأنه غير ساتر للقدم؛ ولأن حكم ما ظهر الغسل وما استتر المسح، فإذا اجتمعا غلب حكم الغسل كما لو انكشفت إحدى قدميه.
ومذهب أبي حنيفة إن بلغ الخرق قدر ثلاث أصابع لم يجز وإن كان أقل جاز.
ومذهب مالك إن بلغ قدر الثلث لم يجز وإلا جاز.
وقد تعلقوا بعموم الأحاديث الدالة على المسح، وبأنه خف يمكن متابعة المشي فيه، فأشبه الصحيح، ولأن الغالب على خفاف العرب كونها مخرقة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمسحها من غير تفصيل، فينصرف إلى الخفاف الملبوسة عندهم غالباً، وبأنه خف يحرم على المحرم لبسه، وتجب به الفدية، فجاز المسح عليه كالصحيح.
والذي يظهر أن الصحيح هو القول بجواز المسح على الخفين المخرقين إذا كان الخرق يسيراً، وذلك لما تقدم من الأدلة.
والجوارب حكمها حكم الأخفاف. وعلى هذا فالخرق بمقدار البصمة يعد يسيراً يجوز المسح معه، وما دام المسح عليه صحيحاً فلا يجب إعادة الصلوات التي صليتها مع وجود ذلك الخرق. (17/295)
والله وأعلم.
28933
عنوان الفتوى:بعض الفروق بين الهدي والأضحية رقم الفتوى:28933تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: ما الفرق بين الأضحية والهدي وأين يجوز ذبح كل منهما ولمن يذبح كل منهما؟ جزاكم الله خيراً....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر الفقهاء فروقاً بين الهدي والأُضحية، ومن هذه الفروق:
الفرق الأول: من حيث الحكم، فإن الهدي واجب في الحج عند وجود سببه من تمتع أو قران أو لزوم دم، أما الأُضحية فجمهور الفقهاء على أنها سنة مؤكدة وليست بواجبة.
قال ابن قدامة في المغني: أكثر أهل العلم يرون الأُضحية سنة مؤكدة غير واجبة. انتهى.
وذهب بعض أهل العلم إلى القول بوجوبها.
الفرق الثاني: من حيث العيوب إذا حدثت، فقد نصَّ في المدونة على أن مالكاً يفرق بين الأُضحية والهدي من هذه الحيثية، ونص المدونة: قلت لابن القاسم: أكان مالك يجيز للرجل أن يبدل أُضحيته بخير منها ؟ قال: نعم، قلت: أكان مالك يجيز للرجل أن يبدل هديه بخير منه ؟ قال: لا، قلت: فبهذا يظن أن مالكاً فرق بين الضحايا والهدي في العيوب إذا حدثت ؟ قال: نعم. انتهى وهو قول لبعض الفقهاء.
والفرق الثالث: في المدونة: قال مالك: كل شيء في الحج إنما هو هدي، وما ليس في الحج إنما هو أضاحي. انتهى
هذه بعض الفروق بين الهدي والأُضحية، أما مكان ذبح كل منهما، فإن الفقهاء قد ذكروا أن ذبح الهدي يختص بالحرم، لقوله تعالى: هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ [المائدة: 95].
ويجوز الذبح في أي موضع شاء من الحرم، ولا يختص بمنى؛ لما روى أبو داود وابن ماجه بإسناد صحيح عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منى كلها منحر، وكل فجاج مكة طريق ومنحر. (17/296)
والأُضحية لا يختص ذبحها بمكان دون مكان، فتذبح في مكة وفي غيرها، ويذبحها الحاج وغيره. قال النووي في المجموع: قال الشافعي: الأَُضحية سنة على كل من وجد السبيل من المسلمين من أهل المدائن والقرى وأهل السفر والحضر والحج بمنى وغيرهم من كان معه هدي ومن لم يكن معه هدي. انتهى
وأما الحكم في لحم كل من الأُضحية والهدي فقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 9533.
والله أعلم.
28936
عنوان الفتوى:حكم إخراج قيمة الكفارة بدلاً من الطعام رقم الفتوى:28936تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : أختي وضعت منذ20 سنة في شهر رمضان وأخرجت مالاً عن أيام إفطارها والآن يقال لها صومي ما عليك رغم أنها أخرجت مالاً ما الحكم هل تصوم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على أختك أن تتوب إلى الله تعالى من تأخير الصيام طيلة هذا الزمن، ويجب عليها الآن قضاء هذه الأيام التي أفطرتها، ويلزمها مع القضاء كفارة، وقدرها مد من طعام عن كل يوم، وراجع الفتوى رقم:
5802 - والفتوى رقم: 10224.
وأما المال الذي أخرجته عن الأيام التي أفطرتها فنسأل الله تعالى أن يتقبله ويثيبها عليه، ولكن لا يجوز إخراج القيمة -قيمة الكفارة- بدلاً من الطعام على الراجح من أقوال أهل العلم للنص على الإطعام في الآية الكريمة: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [البقرة:184].
وللفائدة راجع الفتوى رقم:
6673.
وننبه إلى أن هذا المال إذا دفعتموه إلى من أخرج طعاماً - كالجمعيات الخيرية وأهل الخير - فقد أجزأ ولا يلزم إخراج الكفارة ثانية حينئذ والحمد لله.
والله أعلم.
28939
عنوان الفتوى:نبذة عن الحجاج بن يوسف الثقفي ووالده رقم الفتوى:28939تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : من هو أبو الحجاج يوسف الثقفي؟ (17/297)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فظاهر سؤالك أنك تستفسر عن والد الحجاج ، وهو يوسف بن الحكم بن أبي عقيل: عمرو بن مسعود بن عامر الثقفي
ولكن لعلك تريد أن تعرف ابنه الذي هو الحجاج بن يوسف الثقفي الأمير المشهور، والكلام عنه طويل، فيمكنك الرجوع - لمعرفة التفاصيل عنه - إلى كتب التاريخ كالبداية والنهاية لـ ابن كثير وتاريخ الطبري والذهبي وابن الأثير ، وهناك ترجمة موجزة له في كتاب الأعلام لـ الزركلي.
والله أعلم.
2894
عنوان الفتوى:الإحسان إلى الوالدين واجب ولا تطعهما في معصية الله رقم الفتوى:2894تاريخ الفتوى:02 ذو الحجة 1424السؤال : ما هي حقوق الوالدين؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
أما حقوق الوالدين فإن الله تعالى يقول: "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" والإحسان بابه واسع سواء كان في الأقوال أو الأفعال فكل ما هو معروف عند الناس أنه من الإحسان فالوالدان أولى به. ما لم يؤد إلى المعصية.
ومن الإحسان إليهما: الإنفاق عليهما إن كانا فقيرين وإسكانهما وكسوتهما بالمعروف وعلى الولد أيضا أن ينفذ وصية الله في بره بوالديه كما قال الحق سبحانه: "ووصيانا الإنسان بوالديه إحساناً".
وقد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام (أنه جاءه رجل يبايعه علي الهجرة والجهاد مبتغياً الآجر في ذلك عند الله فقال له: فهل لك من والديك أحد حي؟ قال نعم بل كلاهما قال وتبتغي الآجر من الله؟ قال: نعم. قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما) متفق عليه. والله تعالى أعلم.
28941
عنوان الفتوى:أثر الإيمان بوجه الله تعالى رقم الفتوى:28941تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : نحن نؤمن بأن لله وجها لا يشبه المخلوقين ما هو أثر الإيمان بذلك؟ (17/298)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن أثر الإيمان بوجه الله تعالى:
أولاً: الاستعاذة بوجهه سبحانه، وقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى جابر بن عبد الله أنه لما نزلت هذه الآية: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ [الأنعام: 65]. قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك.
ثانياً: إجابة من سألك بوجه الله ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه. صحيح سنن أبي داود .
ثالثاً: الطمع في رؤية وجه الله، عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني ما علمت الوفاة خيرًا خيرًا لي. إلى أن قال: وأسألك لذة النظر إلى وجهك.
والله أعلم.
28942
عنوان الفتوى:الفرق بين أسماء الله تعالى وصفاته رقم الفتوى:28942تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : ما هو الفرق بين صفات الله وأسمائه سبحانه وتعالى ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالفرق بين أسماء الله تعالى وصفاته يرجع إلى أمرين:
الأول: أن الأسماء هي كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به، مثل: الحكيم والعليم والسميع، فهي تدل على ذات الله، وما قام به من الحكمة والعلم والسمع والبصر.
والصفات: هي نعوت الكمال القائمة بذات الله تعالى، كالحكمة والعلم والسمع والبصر.
فالاسم يدل على أمرين، والصفة تدل على أمر واحد.
والثاني: أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء، فمن صفاته سبحانه، الإتيان والمجيئ والنزول، وليس لنا أن نشتق من هذه الصفات أسماء لله تعالى، فلا يقال: الآتي ولا الجائي ولا النازل. (17/299)
أما الأسماء فيدل كل اسم منها على صفة كما سبق، فالرحمن والسميع والبصير تدل على الرحمة والسمع والبصر.
ومن صفات الله تعالى ما يتعلق بأفعاله سبحانه كالفرح والضحك والغضب، وأفعاله لا منتهى لها، جل وعلا.
والله أعلم.
28946
عنوان الفتوى:ما يسن فعله لمن أراد الأضحية رقم الفتوى:28946تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...أما بعد:
أريد هذا العام ذبح أضحيه لوالدي فهل يجب علي فعل شيء أو والدي ؟ جزاكم الله خيراً .. وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيسنَّ لوالديك - إن كانا حيين - أن يكفا عن الأخذ من شعورهما وأظافرهما إذا هلَّ هلال ذي الحجة حتى يذبحا أُضحيتهما، وذلك كما في صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره. وفي رواية: فلا يأخذن شعراً ولا يقلمنَّ ظفراً.
قال العلماء: والحكمة في ذلك أن يبقى كامل الجسم حتى تعتق جميع أجزائه من النار، ومحل الكراهة ما لم تدع الحاجة إلى ذلك، فإذا دعت الحاجة إلى أخذ شيء من الأظافر والشعر انتفت الكراهة.
وأما بالنسبة لك فليس عليك الكف عن الأخذ من الشعر والأظافر؛ لأنك بمنزلة الوكيل عنهما، إلا إذا كنت نويت إشراكهما في الأُضحية فهنا ينبغي أن تكفَّ أنت عن الأخذ من الأظافر والشعر، وليس على من أشركت معك في ثواب الأضحية من أهلك الكف عن ذلك.
والله أعلم.
28947
عنوان الفتوى:صناديق جمع التبرعات والزكوات رقم الفتوى:28947تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم
برجاء توضيح ماهي صناديق التبرعات الموجودة بالجوامع( صندوق النذور) وكيفية توزيع المال المتجمع به، (17/300)
هل يمكن أن يوضع به الزكاة أو ما شابهه؟ ولكم خير الجزاء.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه الصناديق وضعت لجمع الزكاة بغرض توزيعها على مستحقيها أو وضعت لجمع المال لجهة ما، وهذه الجهة من الأصناف الذين تصرف لهم الزكاة فإنه يجوز أن يضع الإنسان زكاة ماله فيها بشرط أن يكون القائمون عليها محل ثقة.
ومصاريف الزكاة ثمانية ذكرها الله تعالى في محكم كتابه، فقال سبحانه: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:60].
والله أعلم.
28949
عنوان الفتوى:حكم نسيان التقصير والحلق رقم الفتوى:28949تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم:
ما حكم من عملت أكثر من عمرة ولم تقصر من شعرها اعتقاداً منها أن التقصير للرجال فقط وبعدها عملت أكثر من عمرة وقصرت لأنها علمت أن عليها تقصيراً؟ وما حكم من حجت ولم تقصر نسيانا والحج مضى عليه سنتان؟ جزاكم الله خيراً...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم من ترك الحلق والتقصير جاهلاً، وذلك في الفتوى رقم:
14924.
وأما بخصوص نسيان السائلة للتقصير في الحج فالواجب في هذه الحالة أن تقصر شعرها بنية النسك متى ما ذكرت ذلك في البلد الذي هي فيه.
وإذا كانت وقعت في محظور من محظورات الإحرام جاهلة بحرمة ذلك عليها فنرجو ألا يكون عليها في ذلك شيء. وراجعي الفتوى رقم:
9774.
والله أعلم.
28950
فتاوى
عنوان الفتوى:الوقت المستحب لحضور الإمام للمسجد يوم الجمعة رقم الفتوى:28950تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (17/301)
ماهو وقت دخول الإمام إلى المسجد يوم الجمعة وهل هناك حديث يتكلم عن طي المصحف وقت دخوله؟
وجزاكم الله خيراً...
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الوقت المستحب لدخول الإمام للمسجد يوم الجمعة هو بعد الزوال وقت الهاجرة عندما يجتمع الناس، فهذا هو السنة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل.
قال ابن القيم في الزاد: وكان صلى الله عليه وسلم يمهل يوم الجمعة حتى يجتمع الناس، فإذا اجتمعوا خرج إليهم، فإذا دخل المسجد سلم عليهم، فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه وسلم عليهم.
وفي الصحيحين وغيرهما واللفظ لـ البخاري عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس.
ولا مانع من دخول الإمام المسجد قبل هذا الوقت والجلوس فيه كغيره من المسلمين للأحاديث الواردة في الترغيب في التبكير يوم الجمعة لعامة المسلمين، ولعدم ورود الاستثناء للإمام أو غيره، ومجرد فعله صلى الله عليه وسلم لا يقتضي العموم ولا التخصيص للأحاديث العامة.
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر.
فهذا الحديث وما أشبهه يدل بعموم على أن الإمام كغيره ينبغي له أن يبادر بالحضور إن أمكنه ذلك. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: استنبط منه الماوردي أن التبكير لا يستحب للإمام. واعترض عليه الحافظ بقوله: وما قاله غير ظاهر لإمكان أن يجمع بين الأمرين بأن يبكر ولا يخرج من المكان المُعدّ له في الجامع إلا إذا حضر الوقت. انتهى (17/302)
وقد نص أهل العلم على أن الإمام إذا جاء قبل الوقت أو قبل اجتماع المصلين أنه يصلي تحية المسجد ويجلس كغيره حتى يحين وقت الصلاة ويجتمع الناس، ولم يذكروا في ذلك كراهة.
قال الدسوقي المالكي عند قول خليل: وكره تنفل إمام قبلها، قال: حيث دخل ليرقى المنبر، فإن دخل قبل وقته أو لانتظار الجماعة ندبت له التحية.
وقال النفراوي: ...وليرقَ المنبر كما يدخل. أي ساعة دخوله. وأما لو دخل المسجد قبل الزوال أو بعده وقبل حضور الجماعة فإنه يطالب بتحية المسجد.
ومعناه أن للإمام المجيء قبل دخول الوقت وقبل حضور المصلين، وليس في ذلك كراهة إن شاء الله تعالى.
ولا شك أن خروج الإمام وقت الخطبة وصعوده على المنبر مباشرة أقرب إلى السنة لفعله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا مانع ولا كراهة في التبكير للإمام للأحاديث الواردة في فضل ذلك.
وأما طي الصحف فقد ورد في أحاديث منها ما رواه أحمد والنسائي وغيرهما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد فكتبوا من جاء إلى الجمعة، فإذا خرج الإمام طوت الملائكة الصحف ودخلت تستمع الذكر. وأصل هذا الحديث في البخاري.
والله أعلم.
28953
عنوان الفتوى:ترك التدخين غير متعذر رقم الفتوى:28953تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل ابتلاني الله ببلاء التدخين وأدخن منذ حوالي 30 عاما عندما علمت بحرمة التدخين أحاول أن أتوقف عنه ولكن للأسف كل مرة أعود إليه، وقد أقسمت 3 مرات أن أتوقف عنه ولكن عدت إليه ثانية أرجو أفادتي بارك الله فيكم بالآتي : (17/303)
1- كيف أكفر عن هذه الأيمان التي حنثت بها ؟
2- دلوني على طريقة فعالة للتخلص من هذا البلاء؟
3- هل التدخين قد يكون سببا في عدم قبول دعائي؟ علما بأنني والحمد لله أصلي الفروض والنوافل وحريص على قيام الليل وأدعو الله كثيرا أن ينقذني من آفة التدخين،أفيدوني جعلكم الله سببا للامتناع عن هذه العادة الكريهة، كما أرجو التفضل بنشر إجابتكم في موقعكم الطيب حتى يستفيد منها الإخوة الذين ابتلوا بنفس البلاء؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك على التخلص من هذه العادة السيئة المضرة المحرمة، وأما كفارة هذه الأيمان الثلاثة التي حلفتها، فإن كانت في وقت واحد وقصدت بها التأكيد فإن عليك كفارة واحدة.
قال ابن أبي زيد في رسالته: وليس على مَن وكد اليمين فكررها في شيء واحد غير كفارة واحدة. ص:194 .
أما إذا كانت متفرقة وفي أوقات مختلفة فإن عليك كفارة لكل يمين حنثتها، وكفارة اليمين هي المذكورة في الآية الكريمة: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ... [البقرة:225، المائدة:89].
ولمعرفة تفاصيلها نحيلك إلى الفتوى رقم:
2053.
وننصحك بأن تكف عن كثرة الأيمان فإن ذلك غير محمود شرعاً.
وعليك أن تكف عن هذه العادة وتصبر عنها وتجزم على تركها، وتعزم على ذلك، فإن عزيمة الرجال تحطم الجبال - كما يقولون - والصبر بالتصبر والحلم بالتحلم، ولا داعي لكثرة الأيمان إذا لم تصاحبها إرادة قوية.
ومما يعينك على الكف عنها وتركها نهائيًّا إخلاص النية لله تعالى، وصدق الرغبة في تركها، وقوة العزيمة، وكثرة الدعاء لله تعالى، وخاصة في أوقات الإجابة، والاستعانة بالأصدقاء الصالحين، والبعد عن من يمارسون هذه العادة السيئة، ولمزيد من الوسائل المعينة على الإقلاع عن التدخين نحيلك إلى الفتوى رقم: 20739. (17/304)
وقد يكون شرب الدخان سبباً في عدم استجابة دعائك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لـ سعد: يا سعد: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة. رواه الطبراني في الأوسط.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل عن موانع إجابة الدعاء نحيلك إلى الفتوى رقم:
13728.
هذا ونسأل الله لنا ولك التوفيق.
والله أعلم.
28954
عنوان الفتوى:بين الفأل الحسن والطيرة رقم الفتوى:28954تاريخ الفتوى:03 ذو الحجة 1424السؤال : االسلام علكيم ورحمة الله،
هناك قول " تفاءلوا خيراً تجدوه" فهل هذا حديث للرسول عليه الصلاة والسلام ؟ وشكراً....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم نقف على حديث باللفظ المذكور منسوباً للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ورد في الصحيحين واللفظ لـ البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طيرة وخيرها الفأل. قالوا: وما الفأل يا رسول الله ؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم.
وفي سنن ابن ماجه ومسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة. وفي رواية: يحب الفال الحسن.
قال الحافظ ابن حجر : ...وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال.
ومن الفأل الحسن ما كان صلى الله عليه وسلم يفعله في حياته كلها، فكان صلى الله عليه وسلم يحب الأسماء الحسنة، ويعجبه التيمن في شأنه كله؛ لأن أصحاب اليمين أهل الجنة.
وهذا من باب حسن الظن بالله تعالى المأمور به شرعاً، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي. وفي رواية: فليظن بي ما شاء. (17/305)
والله أعلم.
28957
عنوان الفتوى:الجورب في معنى الخف من حيث المسح رقم الفتوى:28957تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : رأيت رجلاً في الوضوء وهو مرتدي الشراب، هل يجوز هذا أن يكون لابس شراب في الوضوء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان قد لبسه بعد وضوء فإنه يجوز له أن يمسح عليه يوماً وليلة إن كان مقيماً، وثلاثة أيام ولياليهن إن كان مسافراً، ولا يلزمه نزعه ليغسل قدميه حتى تنقضي المدة، أو يلزمه غسل أكبر كالجنابة، والأصل في ذلك ما رواه الترمذي عن المغيرة بن شعبة قال: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم ومسح على الجوربين والنعلين. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وهو قول غير واحد من أهل العلم، وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق قالوا: يمسح على الجوربين وإن لم يكن نعلين، إذا كانا ثخينين، ثم قال الترمذي رحمه الله: سمعت صالح بن محمد الترمذي قال: سمعت أبا مقاتل السمرقندي يقول: دخلت على أبي حنيفة في مرضه الذي مات فيه، فدعا بماءٍ، فتوضأ وعليه جوربان، فمسح عليهما.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: المسح على الجوربين يذكر عن سبعة أو ثمانية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما يدل على التوقيت المذكور ما رواه عوف بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالمسح على الخفين في غزوة تبوك ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم. رواه أحمد.
والجورب في معنى الخف؛ لأنه ملبوس ساتر للقدم يمكن متابعة المشي فيه، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 5345.
والله أعلم.
28959
عنوان الفتوى:هل يعجل الدواء الشفاء رقم الفتوى:28959تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : جزاكم الله خيراً على هذا الجهد المبارك (17/306)
سؤالي هو: هل الشفاء من المرض مرتبط بالدواء؟ بمعنى هل الدواء يعجل بالشفاء، أرجو الإجابة على هذا السؤال بالأدلة الشرعية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. متفق عليه.
وعن أسامة بن شريك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله أنتداوى، فقال: نعم يا عباد الله، تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داءً إلا وضع له شفاء غير داء واحد، قالوا: ما هو ؟ قال: الهِرم. رواه أحمد.
قال ابن القيم : فقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات، وإبطال قول من أنكرها، والأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها، بل ولا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وإذا تقرر هذا، فإذا كان هذا الدواء مما جعله الله شفاء لداء معين، فاستعمله صاحب الداء، برأ بإذن الله، وتعجل له بسبب ذلك الشفاء بإذن الله، لكن لا بد من اعتماد القلب على الله في حصول الشفاء؛ لأن الشفاء لا يكون إلا بإذنه كما قال تعالى: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء:80]، وقوله: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ [الأنعام:17.]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فالالتفات إلى الأسباب - كاستعمال الدواء دون توكل على الله -شرك في التوحيد- أي لعدم اعتماد القلب على الله - ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع.
واعلم أنه قد يشفى الإنسان بدون تعاطي دواء، فقد يشفى بما ييسره الله له من دعوة مستجابة أو رقية نافعة، أو قوة للقلب وحسن توكل ، ونحو ذلك. (17/307)
والله أعلم.
28960
عنوان الفتوى:الحرام لا يصير مباحاً بفتوى رقم الفتوى:28960تاريخ الفتوى:20 ذو الحجة 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
ماهوالحكم الشرعي في فتوى علماء الأزهر في إباحة الفوائد من البنوك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله عز وجل حرم الربا في نصوص شرعية كثيرة قطعية الثبوت قطعية الدلالة لا مجال للتشكيك فيها ولا الشك فيها.
فتحريم الربا من المعلوم في الدين بالضرورة لا يشك في ذلك مسلم، ولكن لما كثر الجهل بالدين وانتشرت بنوك الربا التي جاء بها الاستعمار وأعوانه، التبس الأمر على بعض العوام، ولكن الأغلبية من عموم المسلمين تعرف الحقيقة وتعلم أن الربا محرم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والصحيح أن علماء الأزهر الشريف قديماً وحديثًا أفتو بتحريم الربا، فقد أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف فتوى بتاريخ 20/2/1989م بتحريم فوائد البنوك، وكذلك أصدر كثير من علماء الأزهر على انفرادهم فتاوى بتحريم فوائد ا لبنوك.
ولعل السائل الكريم يقصد الفتوى التي أصدرها شيخ الأزهر ورد عليه كثير من علماء المسلمين من داخل الأزهر نفسه ومن خارجه.
والحاصل أن فتوى أي عالم مهما كانت منزلته لا يمكن أن تحل ما حرم الله تعالى من فوائد البنوك الربوية التي حرمها الله تعالى في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم:
26870.
والله أعلم.
28961
عنوان الفتوى:الأشياء التي خلقها الله بيده رقم الفتوى:28961تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : ما هي الأشياء التي خلقها الله بيده وما هي الأدلة على ذلك ولماذا خص اليد بالذكر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/308)
فقد أخبر الله تعالى أنه خلق آدم عليه السلام بيده، قال تعالى: قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ [ص:75].
وخلق جنة عدن وغرس أشجارها بيده، كما أخرج الحاكم في المستدرك، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله جنة عدن وغرس أشجارها بيده، فقال لها: تكلمي، فقالت: قد أ فلح المؤمنون.
والله أعلم.
28962
عنوان الفتوى:شروط إباحة نكاح نساء بلاد الغرب رقم الفتوى:28962تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أنا عربي مسلم وأعيش في بلد لا يعترف بالأديان وتعرفت على فتاة نصرانية وأنوي الزواج منها وهي تريد أن تسلم ولكن المشكلة أنه لا يوجد شخص ذو مرتبة دينية أو شرعية يستطيع أن يعقد قراني عليها ولا أستطيع العودة إلى بلد مسلم لأتم الأمر وأنا لا أريد أن أقع في الحرام ولكن النفس أمارة بالسوء، ماذا أفعل، مع العلم أن لدي هنا بعض الأصدقاء الملتزمين دينيا فهل يستطيع أحدهم القيام بذلك وكيف، أرجو الإسراع في الرد وجزاكم الله كل الخير...
والسلام عليكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمسلم أن يتزوج من نساء أهل الكتاب (اليهود والنصارى) بشرط أن تكون المرأة عفيفة، وعلى الأخ السائل أن يتأكد من وجود عدة شروط في تلك المرأة التي يريد الزواج بها:
الشرط الأول: أن تكون كتابية، ومعلوم أن كثيراً من الغربيات اليوم ملحدات لا يؤمن بدين، وهؤلاء يحرم الزواج بهنَّ، حيث يقول الله عز وجل: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ [البقرة:221].
وهذا النهي يشمل الملحدة، فيحرم الزواج منها إطلاقًا، ولم يبح الله للمسلم أن يتزوج من غير المسلمات إلا الكتابيات، وهنَّ وإن كنَّ مشركات إلا أن كونهنَّ يؤمن بدين سماوي كان سبباً لإباحة الزواج بهنَّ، قال تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ [المائدة:5] ولكون زواجها من مسلم قد يكون سبباً في هدايتها. (17/309)
الشرط الثاني: أن تكون عفيفة، والمعروف في بلاد الغرب أن هذا الوصف من الصعب تحققه، وتأمل التعبير القرآني، حيث كرر لفظ المحصنات لكل من المؤمنات والذين أوتو الكتاب، فلم يقل: والمحصنات من المؤمنات ومن الذين أوتوا الكتاب. إنما قال: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حتى بين ضرورة شرط العفة؛ لأنها إذا لم تكن عفيفة لم تؤمَن أن تدنس عرض زوجها، وأن تلحق به ما ليس منه من الأولاد.
الشرط الثالث: أن لا تكون هذه المرأة ممن يعادون الإسلام ويحاربون المسلمين؛ لأن الواجب حينئذ معاداتها لا الزواج بها.
الشرط الرابع: ألاَّ يكون في الزواج بها فتنة للمسلم عن دينه، بأن تجره إلى اتباع دينها، ولهذا ختم الله آية إباحة الزواج من الكتابيات بقوله جل وعلا: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:5]. أي احذر أن يجرك الزواج بالكتابية أن توافقها في دينها فتكون من الخاسرين.
وإذا تم الزواج في حال كونها نصرانية فإنه يلي زواجها وليها الكافر، فإن اعترض على زواجها من مسلم لكونه مسلماً، انتقلت الولاية عنه إلى غيره من الكفار، وإذا تم الزواج بعد إسلامها، فيجب أن توكل المرأة رجلاً مسلماً يعقد لك عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي. رواه أبو داود وغيره. قال الإمام أحمد هذا حديث صحيح.
ويكون ذلك في حضور شاهدين، ولا يجوز أن يزوجها وليها الكافر، لقوله تعالى: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً [النساء:141]. (17/310)
قال في البدائع: فلو جاز إنكاح كافر مؤمنة لثبت له عليها سبيل، وهذا لا يجوز، ونقل ابن المنذر الإجماع على ذلك.
وأنصح الأخ السائل -وفقه الله- أن يؤخر الزواج حتى تسلم المرأة، ويتبين حسن إسلامها، فهذا أحرى أن يُنْشىء أسرة متماسكة.
وللفائدة انظر فتوى رقم:
5315، والفتوى رقم: 10748.
والله أعلم.
28963
فتاوى
عنوان الفتوى:حكم أداء صلاة الفجر مع الظهر رقم الفتوى:28963تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال: هل يجوز صلاة الفجر مع الظهر ؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها بغير عذر كنوم أو نسيان أو مرض أو نحو ذلك، ولم يتضح لنا من سؤال السائل السبب في تأخير صلاة الفجر إلى الظهر، فإن كان لنسيان أو نوم فلا حرج عليه في أن يصلي صلاة الفجر مع الظهر لقوله صلى الله عليه وسلم: من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة له إلا ذلك. رواه مسلم.
وراجع الفتوى رقم:
26842.
وإن كان التأخير عن عمد أو تكاسل فراجع الفتوى رقم: 4034، والفتوى رقم: 7838، والفتوى رقم: 13561.
وللفائدة راجع الفتوى رقم:
10498، والفتوى رقم: 12922.
والله أعلم.
28964
عنوان الفتوى:حكم الاستفادة من التعويض المالي لقاء الضرر رقم الفتوى:28964تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد لي أخ يعيش في أمريكا تعرض لحادث أثناء عمله، وقد حصل لة ضرر جسدي دائم والذي نتج عنه عدم استطاعته للعمل سواء جالسا أو واقفا لفترة طويلة، وقد تلقى تعويضا عن ذلك لا أدري هل هو من شركة التأمين أم من الشركة التي كان يعمل بها، والسؤال هو: هل هذا المال الذي تلقاة حلال أم حرام؟ وهل أخذنا للمال منه سواء نقداً أو عينا أو هدايا جائز شرعا ؟ وفقكم الله لما يحبه ويرضاه... (17/311)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان ذلك المبلغ تلقاه أخوك من شركته تعويضاً له على ما أصابه من ضرر من جراء العمل المخول إليه، فلا حرج عليه في قبوله، وتبعاً لذلك فلا حرج عليكم في قبول هديته.
أما إذا كان ذلك المبلغ تلقاه من شركة التأمين فلا يخلو من حالين:
-إما أن تكون الشركة التي يعمل فيها أخوك هي المتعاقدة مع شركة التأمين، وقد استفادت من شركة التأمين في إعطاء أخيك حقه، فأيضا لا حرج على أخيك في قبوله، ولا حرج عليكم في قبول هدية أخيك، فإن للمتضرر أن يقبض العوض عمَّا لحق به من ضرر من أي جهة أحاله عليها من تسبب في هذا الضرر، سواء كانت شركة التأمين أو غيرها؛ لأنه غير مسؤول عن المال الذي كسبه غيره إذا دفعه إليه مقابل استحقاقه هو لهذا المال بصورة مشروعة.
-وإما أن يكون أخوك هو المتعاقد مع شركة التأمين، ففي هذه الحالة يحرم على أخيك قبول ما زاد على ما سدده من أقساط التأمين؛ لأن عقد التأمين عقد فاسد محرم شرعاً، لما فيه من الغرر والجهالة والميسر، كما هو مبين في موضعه، وانظر فتوى رقم
10046، والفتوى رقم: 472.
أما حكم قبول هديته في حال قبوله لما زاد على أقساط التأمين، فقد صدر في ذلك فتوى رقم: 6880.
والله أعلم.
28966
عنوان الفتوى:وقت طواف الإفاضة رقم الفتوى:28966تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : ما رأيكم في ما يفعله كثير من أهل مكة وهو الذهاب إلى الطواف والسعي في يوم عرفة في الصباح ثم بعد صلاة الظهر يذهب إلى عرفة . فهل حجه صحيح. (17/312)
وجزاكم الله خيراً
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان القصد بالطواف المذكور طواف الإفاضة، فهو غير مجزئ عنه لوقوعه في غير وقته، قال في الموسوعة الفقهية: فلا يصح طواف الإفاضة قبل الوقت المحدد له شرعاً، وهو وقت موسع يبتدئ من طلوع الفجر الثاني يوم النحر عند الحنفية والمالكية، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن أول وقت طواف الإفاضة بعد منتصف ليلة النحر. انتهى.
أما إن قصد به طواف تطوعٍ فلا حرج في ذلك، بل إن من أهل العلم من ذكر أنه يستحب لمن أحرم من مكة أن يطوف قبل إحرامه ويصلي ركعتين ثم يحرم، لكن لا يصح بعد هذا الطواف تقديم السعي على الوقوف بعرفة. قال في المدونة: قال مالك: إذا أحرم المكي أو المتمتع من مكة بالحج فليؤخر الطواف حتى يرجع إلى مكة من عرفات... إلى أن قال: فإذا رجع من عرفات فليطف بالبيت وليسع بين الصفا والمروة ولا يجزئه طوافه الأول ولا سعيه بين الصفا والمروة. انتهى.
وعلى هذا؛ فإن قصدوا بذلك طواف الإفاضة فهو غير مجزئ عنه كما تقدم، وعليهم أن يطوفوا للإفاضة ويسعوا بعده ولو كان ذلك بعد أيام التشريق.
وليُعلم أن التحلل الأكبر لا يحصل إلا بطواف الإفاضة لذلك، ولن يزالوا ممنوعين من قربان النساء حتى يطوفوا ذلك الطواف.
والله أعلم.
28968
عنوان الفتوى:لا يقبل الموظف الهدية إلا بعلم صاحب العمل رقم الفتوى:28968تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : كنت أعمل محاسباً بمكان معين ونفذت مهمة وبعد ما نفذت أتى لي صاحب المهمة وقال لك عندي هدية وأعطاني ظرفاً به مبلغ نقدي صغير مع الملاحظة بأن هذه المهمة نفذت مثل كل مرة أو ما يسبقها ولكن هو ميز عن باقي الشركات في أننا أخذنا منه بضاعة في حين أخذناها بنفس سعر السوق فهل هذا المبلغ حرام أم هدية لا ترد ؟ (17/313)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالغرض من الهدية هو استمالة القلوب كما قال صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا. أخرجه الإمام مالك في الموطأ.
ولا ريب أن المهدي ستكون له حظوة عند المهدى إليه، وهذا مما جبل الله عليه الناس، كما قال صلاح عبد القدوس:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ===== فطالما استعبد الإنسان إحسان
ولهذا شدد النبي صلى الله عليه وسلم، في قبول الهدايا من العمال والموظفين، وراجع الفتوى رقم: 3816، والفتوى رقم: 14160.
وعليه، فإنه لا يجوز لك أن تأخذ هذه الهدية إلا إذا أعلمت صاحب الشركة أو المدير المسؤول وأذن لك بذلك، وراجع الفتوى رقم:
17863، والفتوى رقم: 8321.
والله أعلم.
28969
عنوان الفتوى:حكم أخذ أجر إضافي دون عمل رقم الفتوى:28969تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : أنا أعمل كموظف حكومي في إحدى الوزارت والوزارة التي أعمل فيها تقوم بإعطاء ساعات إضافية للموظفين من غير أن يعملوا في تلك الساعات وأنا من بينهم فأنا يعطونني 30 ساعة عمل إضافية من غير أن أعمل بها وأن موعد دوامنا هو من الساعة 8 إلى 2.5 وأنا للحلال والحرام أداوم من الساعة 6.5 إلى 2.5 من غير تكليف الوزارة لي بذلك فهل هذا يجوز أو أطلب من الوزارة أن تزيل لي الساعات الإضافية؟ أفيدوني جزاكم الله كل خيراً...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن جاء في بنود المؤسسة التي تعملون فيها نص يشير إلى جواز أخذكم هذه الزيادة أو أذنت بذلك الجهة المختصة القائمة على العمل، فلا حرج عليكم في تسلمها والانتفاع بها. (17/314)
فإن لم يكن لدى المؤسسة بنود بهذا المعنى ولا أذنت بذلك الجهة المختصة فلا يجوز لكم أخذ هذه الزيادة لأنها أجر بلا عمل، ولا يفيد شيئاً أن تداوم قبل الموعد الرسمي بساعة أو أكثر، لأن ذلك لا يغير الحكم، وللفائدة راجع الفتوى رقم:
14249.
والله أعلم.
2897
عنوان الفتوى:من فاته الوتر بالليل فإنه يقضيه في النهار شفعا رقم الفتوى:2897تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : إذا نمت عن صلاة الوتر وأردت أن أصليها في الصباح فهل أصليها ركعة أم ركعتين؟
حيث أنني قد سمعت حديثا لا أعلم مدى صحته ، الحديث: " لا وتران في ليلة".
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن فاته الوتر بسبب نوم أو نسيان قضاه في النهار شفعا، فإن كان يصلي ثلاثا صلى أربعا ، وإن كان يصلي خمسا صلى ستا وهكذا. ودليل ذلك ما رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في حديث طويل عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها ، وكان إذا شغله عن قيام الليل نوم أو وجع أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة".
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، فدل حديث عائشة رضي الله عنها أنه كان إذا فاتته صلاة الليل يقضيها في النهار شفعا.
وأما حديث "لا وتران في ليلة" فقد رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وحسنه ابن حجر وصححه الألباني ومعناه: أنه لا يجوز للمسلم أن يصلي وترين في ليلة واحدة، وأن من أوتر أول الليل مثلا ثم بدا له القيام آخر الليل فله أن يصلي ما شاء الله له ، ولا يوتر مرة أخرى. هذا هو الراجح.
والله أعلم.
28972
عنوان الفتوى:الشذوذ الجنسي وأضراره رقم الفتوى:28972تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1423السؤال : لماذا من الحرام أن يكون هناك علاقة جنسية بين الجنس الواحد؟ الرجل والرجل والمرأة والمرأة؟ مع العلم أن لا توجد أي أضرار صحية ؟ (17/315)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشرع الحكيم قد حرم اللواط بين الرجال والمساحقة بين النساء، وهو ما كان عليه قوم لوط من قبيح الفعال، بين النساء مع النساء والرجال مع الرجال كما ورد في بعض الآثار، وقد دل على تحريمه الكتاب والسنة والإجماع.
وإذا ثبت كون الشيء محرماً دل ذلك على قبحه وعظيم ضرره، لأن الأحكام الشرعية صادرة عمن أحاط علمه بكل شيء، قال الله تعالى: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14].
فإذا حرم الشرع شيئاً ما تيقنا أنه اشتمل على الضرر المحض، أو على بعض المنفعة، مع المضرة الراجحة، وقد يكشف الله لخلقه بعض هذه الأضرار، ويخفي عنهم كثيراً منها، فلا يسع المؤمن إلا التسليم لحكم الله وشرعه كما قال الله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65].
وهذا التسليم لا يعني عدم البحث عن حكمة وأسرار التشريع في تحريم ما ذكر، لأن معرفة الحكمة تبعث في النفس اليقين والطمأنينة، وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك بشهادة الأطباء غير المسلمين فضلاً عن الأطباء المسلمين ما في مثل هذه العلاقات من الإصابة بالأمراض كالإيذر وغيره.
هذا بالإضافة إلى أن عمل قوم لوط مخالف للفطرة السليمة، إذ أن من المعلوم أن الرجل لم يخلق لهذا أي اللواط، وأن المرأة لم تخلق لتفعل السحاق، فالقيام بمثل هذه الأفعال دليل على انتكاس الفطرة، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
6872، والفتوى رقم: 9006.
والله أعلم.
28973 (17/316)
28979
عنوان الفتوى:هل يجب الحج عن الأب الميت رقم الفتوى:28979تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله تعالى
نوينا بإذن الله تعالى إرسال أحد الموثوق بهم لتأدية فريضة الحج هذه السنة عن والدنا المتوفى، وكان والدنا رجلاْ صالحاْ ومستقيما، لكن وضعه المادي حال دون ذلك وكنا غير مؤهلين في مساعدته،الآن أوضاع بعضنا ميسورة والبعض الآخر لا تسمح له المشاركة بالمصاريف.
السؤال:1-هل من الواجب الشرعي على الجميع المشاركة مساواة في دفع تلك المصاريف؟
2- هل يستطيع هذا البعض الآخر أخذ المال لهذا الغرض من أولاده الميسورين؟
3- هل الأجر والثواب في ذلك يلحق جميع أولاده أو فقط من سيساهم في دفع تلك المصاريف؟
الرجاء الفتوى والإفادة ؟ ولكم جزيل الأجر والثواب...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجب على الولد أن يحج عن أبيه المتوفى بنفسه أو بأن يدفع من ماله لمن يحج عنه، ولكن يستحب ذلك وهو من البِّر بأبيه بعد موته، لحديث المرأة التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: إن أمي ماتت ولم تحج أفاحج عنها؟ قالت: نعم حجي عنها. رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
فدل الحديث على أن الوارث لو تبرع على مورثه بمثل هذه القُربة أجزأ عن الميت، وإذا كان هذا الميت توفي بعد تمكنه من الحج ولم يحج، وترك مالاً فإنه يجب على الورثة أن يخرجوا من ماله (التركة) ما يحج به عنه كما هو مذهب أحمد والشافعي وقال مالك وأبو حنيفة: يسقط الحج عنه بالموت، فإن أوصى به فهو من الثلث.
وبما تقدم يظهر جواب السؤال الأول، أما السؤال الثاني فلا فرق بين أن يحج عنه ولده أو أجنبي بأجر أو تطوع، وكل من أعان على هذا بمال أو بجهد فهو مأجور مثاب إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
2898
عنوان الفتوى:لا يجوز للمسلم المشاركة في صندوق التكافل الاجتماعي الذي يتعامل مع البنك الربوي رقم الفتوى:2898تاريخ الفتوى:03 ذو الحجة 1421السؤال : أنا أعمل في وزارة التربية والتعليم في قطر ويوجد في الوزارة نظام لصندوق التكافل الاجتماعي حيث يقوم الصندوق باقتطاع قيمة راتب يوم عمل شهريا ويقوم الصندوق باستثمار هذه المبالغ ومن ضمن هذه الاستثمارات إن لم يكن الغالبية وضع هذه المبالغ في حسابات وديعة لدى البنك الإسلامي ، وعند انتهاء خدمات المشترك يقوم الصندوق بصرف مبلغ للمشترك بقيمة خمسة عشر يوماً عن كل سنة اشتراك في الصندوق أي أن المشترك يدفع راتب اثني عشر يوماً في السنة ويستلم راتب خمسة عشر يوماً عن كل سنة وهذه النسبة ثابتة لا تزيد ولا تنقص ربحت مشاريع الصندوق أم خسرت . ماهو حكم الاشتراك في هذا الصندوق علما بأن الاشتراك به اختياري . أفيدونا أفادكم الله . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . (17/317)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فلا تجوز المشاركة في هذا الصندوق ، وخاصة أن الشخص غير ملزم بها ، وذلك لأن الشخص المشترك يستفيد منه بطريقة ربوية ، لأنك ذكرت أن النسبة التي سيحصل عليها ثابتة معروفة مسبقاً لا تزيد ولا تنقص ربحت مشاريع الصندوق أم خسرت وهذه هي الفائدة التي تتعامل بها البنوك التجارية، وهذه ربا،ً كما قرر ذلك مجامع الفقه المعاصرة وجماهير العلماء، والذي أجازه بعض أهل العلم المعاصرين من جمعيات الموظفين : هو الصناديق التعاونية التي تنشأ بغرض إقراض المشاركين أو مساعدتهم في الظروف الطارئة ونحو ذلك . والله أعلم .
28984
عنوان الفتوى:الفروق بين الفقير والمسكين رقم الفتوى:28984تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال : ما هو الفرق بين الفقير والمسكين وهل يجوز إعطاء كامل مبلغ الزكاة لفقير واحد؟ وشكراً...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/318)
فقد اختلف الفقهاء واللغويون في الفرق بين الفقير والمسكين على أقوال أوصلها بعضهم إلى تسعة أقوال، إليك أهمها ملخصة من تفسير القرطبي رحمه الله تعالى.
1- أن الفقير أحسن حالاً من المسكين، وبهذا قال أهل اللغة والحديث والإمام أبو حنيفة ودليلهم قوله تعالى: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْر [الكهف:79].
2- أن الفقير والمسكين سواء لا فرق بينهما من حيث المعنى وإن اختلفا في الاسم، وإلى هذا ذهب مالك والشافعي وأصحابهما.
3- الفقير الذي له مسكن وخادم والمسكين الذي لا مال له.
قال القرطبي : وتظهر فائدة الخلاف فيمن أوصى بثلث ماله لفلان وللفقراء والمساكين، فمن قال: هما صنف واحد يكون لفلان نصف الثلث وللفقراء والمساكين نصف الثلث الثاني، ومن قال: هما صنفان يقسم الثلث بينهم ثلاثاً. انتهى
أما بشأن دفع الزكاة كاملة لفقير واحد فلا مانع منه، وانظر الفتوى رقم:
12930.
فالفقهاء قد نصوا على أن الفقير يعطى له الزكاة ما يغنيه ويدفع عنه اسم الفقر، وراجع الفتوى رقم: 11216.
والله أعلم.
28986
عنوان الفتوى:حول الوتر مع التراويح رقم الفتوى:28986تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال : هل الأفضل في صلاة التراويح أن تصلي الوتر مع الإمام أم تكمل الركعة وتصلي الوتر آخر الليل وإذا صليت الوتر مع الإمام ماهي صفة الصلاة إن أردت أداءها آخر الليل ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأفضل لمن صلى التراويح مع الإمام أن يصلي الوتر معه، وذلك للحديث الذي رواه الترمذي وغيره من حديث أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصلِّ بنا حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، ثم لم يقم بنا في السادسة، وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا له: يا رسول الله، لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه، فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. قال الألباني : صحيح. (17/319)
ومن أراد القيام آخر الليل فليصل شفعاً من غير وتر لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك كما في حديث قيس بن طلق قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا وتران في ليلة. رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
وروي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: أما أنا فإني أنام على فراشي، فإن استيقظت صليت شفعاً حتى الصباح. وكان سعيد بن المسيب يفعله.
ومن صلى مع الإمام التراويح والوتر وأحب أن يوتر آخر الليل فإنه إذا سلم الإمام لم يسلم معه ويقوم ليأتي بركعة أخرى يشفع بها صلاته مع الإمام. روي ذلك عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
1316.
والله أعلم.
28999
عنوان الفتوى:دلالة رؤية النبي بأشكال مختلفة رقم الفتوى:28999تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال : هل رؤية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام بأشكال مختلفة حق، حيث رأيت رسول الله 3 مرات ولكن في كل مرة كان وجهه (صلى الله عليه وسلم) مختلفا عن المرة السابقة؟ وشكراً....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن ما رأيته ليس شخص النبي صلى الله عليه وسلم للاختلاف الذي ذكرت أنه يحصل لك في كل مرة، ولكن قد يقال في رؤياك - إن كانت رؤيا صادقة -أن ما رأيته ليس شخص النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه يعبر عن شيء يتعلق بسنته أو الشريعة التي أرسل بها.
ولمعرفة الضوابط التي تتحقق بها رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ولمن تتحقق؟ راجع الفتويين التاليتين: 22154، والفتوى رقم: 23970. (17/320)
والله أعلم.
290
عنوان الفتوى:حكم أخذ الأجرة على قراءة القرآن رقم الفتوى:290تاريخ الفتوى:17 محرم 1422السؤال : هل يجوز لقارىء القرآن الكريم أن يأخذ أجرا من المال على تلاوته ؟ وخاصة الذين يقرأونه للإذاعة والتلفزيون .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإنه لا ينبغي لقارئ القرآن الكريم أن يأخذ أجرا على مجرد القراءة، لأن العلماء قد اختلفوا في أخذ الأجرة على التعليم مع أن فيه بذلا للجهد، وتفريغا للوقت، ومع ذلك فقد منعته طائفة من السلف. وقارئ القرآن يأخذ بكل حرف عشر حسنات، فلا ينبغي له أن يبتغي بقراءته عرضا من الدنيا، نعم إذا كان الشخص ذا حاجة ماسة وكان المال الذي يأخذه على القرآن من المال العام، وكان نفع قراءته نفعا عاما بحيث يستفيد من الإنصات له خلق كثير، فغير بعيد أن يكون أخذه من هذا الوجه بهذه الضوابط مما أباحه الله. ولا شك أن عدم الأخذ أفضل. والعلم عند الله تعالى.
2900
عنوان الفتوى:حكم العمل في شركات التأمين رقم الفتوى:2900تاريخ الفتوى:29 جمادي الأولى 1422السؤال : ما هو حكم العمل في شركات التأمين؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن الذي قررته مجامع الفقه الإسلامية وجماهير العلماء المعاصرين هو أن التأمين التجاري مبني على غير أساس شرعي وأنه - بكل أنواعه وصوره - مشتمل على محاذير شرعية منها الغرر والمقامرة والربا إلى آخرها. فإذا كانت الشركات التي تسأل عنها من هذا النوع ، فلا يجوز العمل فيها ولا التعامل معها لأن ذلك تعاون على الإثم والعدوان وقد قال الله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ).[ المائدة: 2]. وإن كانت الشركات "شركات تأمين تعاوني" وهي التي أنشأتها بعض الدول الإسلامية لتفادي المحاذير الشرعية التي يشتمل عليها التأمين التجاري ، فلا حرج - إن شاء الله في العمل فيها والتعامل معها - بعد التأكد من التزام أصحابها بالضوابط الشرعية. والله تعالى أعلم . (17/321)
29001
عنوان الفتوى:حكم التضحية بالخروف الأسترالي رقم الفتوى:29001تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الأفادة بارك الله فيكم
1-هل تارك العقيقة وهو قادر عليها آثم ؟
2-هل يصلح الخروف الاسترالى كأضحية ؟ شكراً وبارك الله فيكم....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما حكم ترك العقيقة مع القدرة عليها فقد سبق جوابه في الفتوى رقم: 6217.
وأما السؤال الثاني، فجوابه أن للأضحية شروطاً، فإذا توفرت هذه الشروط في الشاة صحت الأُضحية بها، سواء كانت استرالية أم كانت غيرها، وإن لم تتوفر فيها فلا تصح الأُضحية.
وانظر شروط الأُضحية في الفتوى رقم: 13884.
والله أعلم.
29002
عنوان الفتوى:هل كان أبو بكر يسبل إزاره رقم الفتوى:29002تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : قال النبي (صلى الله عليه وسلم):<< من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة قال أبوبكر يارسول الله إنّ أحد شقّي إزارى يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي(صلى الله عليه وسلم) لست ممن يصنعه خيلاء>>. رواه البخاري هل المقصود بهذا الحديث أن إسبال الثوب من دون قصد الخيلاء لا بأس به؟ (17/322)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتحريم جر الإزار ليس مقيداً بالخيلاء، بل يحرم ولو كان لغير الخيلاء، إلا أنه بالخيلاء أشد حرمة وأعظم عقوبة.
وأما أبو بكر فإنه لم يكن يسبل ولم يتعمد ذلك، بل كان يرفع إزاره إلى فوق الكعب ثم يسترخي عنه لنحالة جسمه من غير قصد منه، ومن كان حاله كذلك لم يدخل في النهي ولم يلحقه الوعيد، ولم يكن ممن يجر ثوبه خيلاء. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة ابن عمر رضي الله عنهما: قلت: كل لباس أوجد في المرء خيلاء وفخراً فتركه متعين ولو كان من غير ذهب ولا حرير، فإنا نرى الشاب يلبس الفرجية الصوف بفرو من أثمان أربع مئة درهم ونحوها، والكبر والخيلاء على مشيته ظاهر، فإن نصحته ولمته برفق كابر وقال: ما في خيلاء ولا فخر، وهذا السيد ابن عمر يخاف ذلك على نفسه، وكذلك ترى الفقيه المترف إذا ليم في تفصيل فرجية تحت كعبيه وقيل له: قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار. يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء وأنا لا أفعل خيلاء، فتراه يكابر ويبرئ نفسه الحمقاء، ويعمد إلى نص مستقل عام فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء، ويترخص بقول الصديق: إنه يا رسول الله يسترخي إزاري، فقال: لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء. فقلنا: أبو بكر رضي الله عنه لم يكن يشد إزاره مسدولاً على كعبيه أولاً، بل كان يشده فوق الكعب ثم فيما بعد يسترخي، وقد قال عليه السلام: إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين. ومثل هذا في النهي لمن فصل سراويل مغطيًّا لكعابه، ومنه طول الأكمام زائداً وتطويل العذبة وكل هذا من خيلاء كامن في النفوس، وقد يعذر الواحد منهم بالجهل، والعالم لا عذر له في تركه، الإنكار على الجهلة. انتهى. (17/323)
ولمزيد الفائدة انظر الفتوى رقم:
5943، والفتوى رقم: 26639، والفتوى رقم: 21266.
والله أعلم.
29004
عنوان الفتوى:حكم الاجتماع لقراءة القرآن للميت رقم الفتوى:29004تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجوز قراءة القرآن للميت أم يجب الدعاء له فقط؟ وما حكم الدين في اشتراك مجموعة في حلقة وكل شخص يأخذ جزءا ويتم ختم القرآن عن طريق تقسيمة؟ (17/324)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج إن شاء الله في قراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت على الراجح من أقوال أهل العلم، كما هو مبين في الفتوى رقم:
3406.
ولا يجب الدعاء للميت، لأن الدعاء للميت من الإحسان والبر، فإن فعلته أجرت عليه، وإن تركته فلا حرج،
وما ورد في السؤال من الاجتماع للقراءة فإن كان المقصود به الاجتماع للقراءة للميت -وهو الظاهر من السؤال- فهو أمر محدث لا أساس له في الشرع، والذي ينبغي هو أن يجلس الرجل منفرداً في بيته أو في المسجد ثم يقرأ ويهدي الثواب للميت إن شاء، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 3689.
والله أعلم.
29005
فتاوى
عنوان الفتوى:تفويت صلاة العصر أعظم من تفويت غيرها رقم الفتوى:29005تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال: كيف يقضي من فاتته صلاة العصر لعذر شرعي وأذن المغرب قبل أن يصلي العصر؟ هل يصلي العصر أولا أم يصلي المغرب في جماعة ومن ثم يصلي العصر قضاء ؟ وجزاكم الله خيراً....
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تأخير الصلاة عن وقتها من غير نوم ولا نسيان إثم كبير وجرم عظيم لأن فعل الصلاة في وقتها فرض من أوكد فرائض الصلاة.
وجاء النهي الشرعي عن تأخير الصلاة عن وقتها وبالأخص صلاة العصر، ففي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله. وفيهما أيضاً يقول صلى الله عليه وسلم: من فاتته صلاة العصر فقد حبط عمله.
قال شيخ الإسلام: تفويت العصر أعظم من تفويت غيرها فإنها الصلاة الوسطى المخصوصة بالأمر بالمحافظة عليها، وهي التي فرضت على من كان قبلنا فضيعوها. انتهى. (17/325)
فمن كان مستيقظاً ذاكراً للصلاة حرم عليه تأخيرها بحال، فليس لأحد قط أن يؤخر الصلاة عن وقتها لا لعذر ولا لغير عذر؛ لكن العذر يبيح له شيئين: يبيح له ترك ما يعجز عنه، ويبيح له الجمع بين الصلاتين، بل حتى حال القتال لا يجوز له تأخير الصلاة عن وقتها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فلم يجوزوا تأخير الصلاة حال القتال بل أوجبوا عليه الصلاة في الوقت، وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه، وعن أحمد رواية أخرى أنه يخير حال القتال بين الصلاة وبين التأخير، ومذهب أبي حنيفة يشتغل بالقتال ويصلي بعد الوقت. وأما تأخير الصلاة لغير الجهاد كصناعة أو زراعة أو صيد أو عمل من الأعمال ونحو ذلك فلا يجوزه أحد من العلماء ... وإنما يعذر بالتأخير النائم والناسي ... فلا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها لجنابة ولا حدث ولا نجاسة ولا غير ذلك؛ بل يصلي في الوقت بحسب حاله فإن كان محدثاً وقد عدم الماء أو خاف الضرر باستعماله تيمم وصلى وكذلك الجنب يتيمم ويصلي إذا عدم الماء أو خاف الضرر باستعماله لمرض أو لبرد، وكذلك العريان يصلي في الوقت عرياناً ولا يؤخر الصلاة حتى يصلي بعد الوقت في ثيابه، وكذلك إذا كان عليه نجاسة لا يقدر أن يزيلها فيصلي في الوقت بحسب حاله وهكذا المريض يصلي على حسب حاله في الوقت.... انتهى
وعليه فمن فوت الصلاة متعمداً فقد أتى كبيرة من أعظم الكبائر، وعليه القضاء عند جمهور العلماء، والذي فاتته صلاة العصر حتى حضرت صلاة المغرب فإنه يصلي العصر أولاً ثم المغرب، وإن كانت جماعة المغرب قد قامت فينوي مع الجماعة صلاة العصر فإذا سلموا من المغرب قام وأكمل الرابعة، كما هو مبين في الفتوى رقم: 18730، ثم يصلي المغرب بعد ذلك.
والله أعلم.
29008
عنوان الفتوى:لا يجوز تزوير شهادة حياة للحصول على راتب التقاعد رقم الفتوى:29008تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم (17/326)
لي عظيم الشكر أن أتقدم إلى سيادتكم بعدة أسئلة تتضمن ما يلي:
إنسان يعمل خارج وطنه ( فرنسا) مدة طويلة إلى أن يصل إلى مرحلة التقاعد، في هذه المرحلة مطلوب منه شهادة تثبت أنه على قيد الحياة لكي يستفيد من أجره الشهري، وبعد وفاته عمد أولاده إلى تبرير حياته بشهادة كاذبة للاستفادة من أجر الوالد، ما حكمكم في ذلك وهل تعتبر هذه الأموال حلالا أم حراما ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما فعله أولاد هذا الميت من احتيالهم على تقاعده بتزويرهم شهادة حياة يترتب عليه محظوران:
-الأول: أكل مال الغير بالباطل وهو أمر محرم، ولا فرق فيه بين أموال المسلمين وغيرهم ممن له عهد أو ذمة.
-الثاني: تزوير شهادة كاذبة من أجل الحصول بها على محرم.
وعليه؛ فيجب عليهم الكف عن هذا العمل والتخلص من ما حصلوا عليه من تلك الأموال وذلك بردها إلى أهلها إن أمكن ذلك.
وإلا فيصرفها في أي مصلحة من مصالح المسلمين العامة.
والله أعلم.
29010
عنوان الفتوى:حكم بيع جلد الأضحية رقم الفتوى:29010تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1423السؤال : ماحكم جلد الأضحية هل يحتفظ به المضحي؟ أم يتصدق به؟ وهل يجوز التصدق بثمنه بدلا من التصدق به؟ وجزاكم الله خيراً .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز بيع جلد الأضحية ولا غيره من أجزائها، لا بما ينتفع به في البيت، ولا بغيره، وله أن يهديه أو يتصدق به أو ينتفع به وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم.
وروي عن أحمد جواز بيعه والتصدق بثمنه، وقال أبو حنيفة: يجوز بيع ما شاء منها ويتصدق بثمنه، وقال الحسن والنخعي والأوزاعي ورواية عن أحمد: لا بأس أن يشتري به الغربال والنخل والفأس والميزان ونحوها من آلة البيت. (17/327)
والله أعلم.
29014
عنوان الفتوى:نبذة عن الشيخ أبي إسحاق الحويني رقم الفتوى:29014تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال :
أريد معلومات مفصلة عن الشيخ أبي إسحاق الحويني المصري، وخاصة مصنفاته؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس لدينا معلومات مفصلة عن الشيخ أبي إسحاق الحويني المصري ولا عن مصنفاته، وموقعنا يهدف إلى إسعاف المستفتين بإجابة أسئلتهم واستفساراتهم، وليس معنيًّا بتراجم الأشخاص وتقييمهم والحكم على عقائدهم ومناهجهم.
والذي نعرفه عن الشيخ أبي إسحاق هو أنه من المشايخ والدعاة البارزين، وله اهتمام بعلم الحديث وتخريج الأحاديث وتحقيقها، وله في ذلك جمع من الكتب منها:
1- غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود.
2- تحقيق سنن ابن ماجه.
3- تحقيق الأربعين الكبرى للبيهقي.
وللشيخ جهود مشهودة في مجال الدعوة، نسأل الله تعالى أن يوفق ويسدد الجميع لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين.
والله أعلم.
29015
فتاوى
عنوان الفتوى:من أخذ بأسباب الاستيقاظ للفجر فلم يستيقظ رقم الفتوى:29015تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال: ابنتي تبلغ من العمر 12 سنة ولم تبلغ ولكن علامات البلوغ ظهرت، هل عليها قضاء ما أفطرت في رمضان، وخاصة بها مرض لا يعلمه إلا الله، لم يستطع طبيب تشخيصه في (البطن) وبعض المشايخ يقول عين وهذا منذ كان عمرها سنتين، وكذلك الصلاة بعض الأحيان يشتد الألم عليها في الليل فلا تنام إلا متأخرة هل نوقظها لصلاة الفجر وهي تتبول أيضا في السرير وفي بعض الأوقات تكون جيدة ومن يراها لا يصدق أنها تعاني من شيء أرشدونا مشكورين؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/328)
فإذا كانت هذه البنت قد بلغت بأن ظهرت عليها إحدى علامات البلوغ وهي المبينة في الفتوى رقم: 10024.
فإنه يجب عليها قضاء ما أفطرت من رمضان بسبب العذر، وإن أفطرت بغير عذر فعليها مع القضاء التوبة والاستغفار.
وبالنسبة لصلاة الفجر فالواجب عليها أن تصلي الفجر في وقته كسائر الصلوات الأخرى التي أمر الله المكلفين أن يؤدوها في أوقاتها المحددة، قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتا [النساء:103].
ولا يجوز لها تعمد تأخيرها عن وقتها لكن إن أخذت بأسباب الاستيقاظ فلم تستيقظ إلا بعد خروج الوقت فلا إثم عليها لحديث: إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم الصلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
هذا وننصح السائل أن يبذل وسعه في علاجها، ولا ييأس فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء، نسأل الله تعالى لها الشفاء.
والله أعلم.
29016
عنوان الفتوى:"من سن في الإسلام سنة حسنة.." شرح وتفصيل رقم الفتوى:29016تاريخ الفتوى:20 ذو الحجة 1423السؤال : يقول عليه الصلاة والسلام ( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ) إلى آخر الحديث ولكن عندما نحاول عمل شيء فإنهم يقولون بأنه بدعة ولا يجوز ذلك فأرشدوني وجزاكم الله عن الأمة الإسلامية كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنَّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. رواه أحمد ومسلم والترمذي.
أقول: إن المقصود منه أن من سنَّ من الأعمال الواقعة تحت ما أمر الله ورسوله به وندب إليه فهو من الأعمال المحمودة التي يثاب عليها صاحبها، فيكون له أجرها وأجر من عمل بها، وإن لم يكن لهذه الأعمال مثالٌ موجود على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذا الباب قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح جماعة: نعمت البدعة هذه. وهذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنُّ الاجتماع لها طوال أيام الشهر، إنما صلَّى بهم ليالي ثم ترك ذلك، ولا كان الاجتماع لها على عهد أبي بكر ، وكان عمر رضي الله عنه أول من جمع الناس عليها وندبهم إليها - على النحو المعروف الآن - ومع ذلك فالاجتماع لصلاة التراويح سنة حسنة؛ لأنها موافقة للأصول الشرعية، فقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان، وصلَّى بهم جماعة ليالي من رمضان ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على الأمة، فلما مات - صلوات الله وسلامه عليه - وانقطع الوحي واستقرت الفرائض على ما هي عليه، كان فعل عمر لها -مع انتفاء المانع الذي خشيه النبي صلى الله عليه وسلم- سنة حسنة، ومن هذا الباب أيضاً أن الصحابة جمعوا القرآن وكتبوه في المصاحف وجمعوا الناس على المصاحف العثمانية، وأحرقوا ما سوى ذلك من المصاحف التي كانت عند الصحابة، واتبعهم الناس على ذلك فجمعوا العلم ودونوه وكتبوه، وهذا كله من قبيل السنة الحسنة مع أنه يندرج تحت أصول كانت موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مندرج فيما ندبت إليه الشريعة من الألفة وجمع الكلمة وعدم التفرق وحفظ القرآن...إلخ. (17/329)
ومما يؤكد ذلك أن السبب في ورود قوله صلى الله عليه وسلم: من سنَّ سنة حسنة... هو الصدقة، كما في صحيح مسلم من حديث جرير رضي الله عنه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال: وبعد: تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة، قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، فقال صلى الله عليه وسلم: من سنَّ في الإسلام سنة حسنة... (17/330)
فالصدقة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع، وعمل هذا الرجل عمل بما هو مشروع، ولكنه كان البادئ بهذا الخير، ويؤيد ذلك أيضاً أن كون العمل حسناً أو سيئاً إنما يعرف من جهة الشرع لا غير، فلا بد للعمل حتى يكون سنة حسنة أن يكون مندرجاً تحت ما هو مشروع.
وإذا تقرر هذا، فإذا كان العمل الذي يسأل السائل عنه مندرجاً تحت ما هو مشروع تشهد له أدلة الشريعة فهو سنة حسنة، وإلا كان بدعة مذمومة، وهي التي أشار إليها صلى الله عليه وسلم بقوله: ...ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها... ولهذا قال الإمام النووي في شرح الحديث: فيه الحث على الابتداء بالخيرات وسنّ السنن الحسنات، والتحذير من اختراع الأباطيل والمستقبحات.
وتتميماً للفائدة انظر فتوى رقم:
631.
واعلم -وفقك الله- أن شأن البدعة خطير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ...وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. رواه النسائي بسند صحيح. وأصل الحديث في صحيح مسلم.
وقال أيضاً: إن الله احتجر التوبة على كل صاحب بدعة. رواه الطبراني في الأوسط و الضياء في المختارة، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
والله أعلم.
29019
عنوان الفتوى:الله قادر على إيصال الضغطة للميت ولو بدون دفن رقم الفتوى:29019تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : هل ضمة القبر لجميع البشر، كما نعلم بأن الجميع لا يتم دفنهم حسب الشرع أفيدوني أفادكم الله؟ (17/331)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم جواب هذا السؤال في الفتوى رقم:
18370.
ونضيف هنا: أن البرزخ من أمور الغيب التي لا نعلم كيفيتها، والله تعالى قادر أن يوصل للميت هذه الضغطة، ولو أحرق وذرته الرياح فلا يمنع دفنهم على غير الطريقة الشرعية -كما لو دفنوا في توابيت أو أحرقوا- أن يُوْصِل الله إليهم هذه الضغطة. والله على كل شيء قدير.
والله أعلم.
2902
عنوان الفتوى:يجوز الاستمتاع بالزوجة على أي صفة باستثناء الدبر وزمن الحيض والنفاس رقم الفتوى:2902تاريخ الفتوى:22 جمادي الثانية 1422السؤال : ما حدود العلاقه الجنسية مع زوجتي أفيدوني جزاكم الله .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد أباح الله سبحانه وتعالى للزوجين أن يستمتع كل منهما بالآخر على أي صفة وفي أي وقت إلا ما حرم الله سبحانه وتعالى من ذلك كإتيان المرأة في دبرها أو إتيانها زمن الحيض والنفاس لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهناً فصدقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم" كما في المسند والسنن من حديث أبي هريرة. ولقول الله تعالى: (فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن * فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ).[ البقرة: 222]. ودليل الإباحة قول الله سبحانه وتعالى ( والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين)[ المؤمنون : 5ـ 6 ] . وقوله تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم * وقدموا لأنفسكم * واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه * وبشر المؤمنين). [البقرة: 223]. والله أعلم . (17/332)
29020
عنوان الفتوى:كيف يحسب زكاته من شارك غيره في عروض التجارة رقم الفتوى:29020تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : نحن و5 أشخاص كونا رأس مال بداية من مبلغ 1000 ريال لكل شخص ونقوم بتقسيط سيارات وأثاث ولا زلنا ندعم الصندوق بمبلغ 1000 ريال كل شهر ونبيع سيارة كل شهرين، فكيف نحسب الزكاة؟ جزاكم الله ألف خير وجعل هذا العمل الخير في موازين حسناتكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه السيارات والأثاث ونحوه مما تعدونه للتجارة تجب فيه زكاة عروض التجارة، إذا حال عليه الحول وبلغ النصاب، وهو ما يساوي خمسة وثمانين جراماً أو ما يزيد من الذهب الخالص، وكذلك ما لديكم في الصندوق فتجب فيه الزكاة إذا بلغ النصاب المذكور وحال عليه الحول.
وكيفية حساب الزكاة أن تقوموا بجرد ما عندكم من السيارات والأثاث، ونحوه ثم تقدروا قيمته بسعر السوق -أي كم يساوي في السوق- فتخرجون منه، اثنين ونصف في المائة، وكذلك ما لديكم في الصندوق من المال، تخرجون منه النسبة المذكورة، فإن كنتم حريصين على ألا تدفعوا من المال الذي في الصندوق إلا ما وجب من الزكاة، فعليكم أن تجعلوا جدول حساب لكل مبلغ بلغ نصاباً وحال عليه الحول وتخرجوا زكاته على حدة. (17/333)
وإن أردتم الراحة وسلكتم طريق السماحة فعليكم تزكية جميع ما لديكم في الصندوق حين يحول الحول على أول نصاب تجمع فيه وهذا أعظم لأجركم وأوفر لراحتكم وأرعى لحقوق الفقراء والمساكين.
والله أعلم.
29022
عنوان الفتوى:عِلَّة النهي من إعطاء القرآن للكافر رقم الفتوى:29022تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : هل إعطاء المصحف لرجل أجنبي محرم شرعا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز أن يعطى المصحف لكافر، لما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو. وزاد مسلم : مخافة أن يناله العدو.
فعِلَّة هذا النهي خوف إهانتهم له، وقد استدل العلماء بهذا الحديث على منع بيع المصحف لكافر أو هبته له لوجود المعنى المذكور في الحديث وهو ا لتمكن من استهزائهم به، ولا خلاف بين العلماء في تحريم البيع أو الهبة، وإنما وقع الخلاف: هل يصح البيع لو وقع، ويؤمر الكافر بإزالة ملكه عنه، أم لا يصح البيع ؟
وإذا كان يرجى إسلام الكافر أو كان المقصود إقامة الحجة عليه فيكفي أن يعطى ترجمة للقرآن وبعض الكتب التي تشرح الإسلام أو الرسائل ولو كان فيها آيات من القرآن، فقد نقل النووي رحمه الله الاتفاق على جواز الكتابة إليهم بمثل ذلك، ويؤيده قصة هرقل في صحيح البخاري حيث كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات، ومعلوم أن الترجمة للكتيبات أو الرسائل ليست قرآناً. (17/334)
وتتميماً للفائدة انظر فتوى رقم: 12328.
والله أعلم.
29023
فتاوى
عنوان الفتوى:هل يجوز مس المصحف لمريض السلس رقم الفتوى:29023تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال: أنا مدرس مادة القرآن الكريم وأعاني من انتفاخ في البطن وكثرة خروج الريح ولا أستطيع أن أحبس الريح في بطني لفترة طويلة، فهل يلزمني الوضوء بعد خروج الريح في كل مرة؟ علما بأنني لو فعلت ذلك قد أتوضأ في اليوم الدراسي أكثر من عشر مرات وهذا مما يشق علي ويضيع وقت التلاميذ.
أريد الإجابة على سؤالي مشكورين، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالظاهر -والله أعلم- أن حكم الذي يعاني من انتفاخ البطن وكثرة خروج الريح وعدم التحكم فيها حكم صاحب سلس البول. ومن المعروف أن صاحب السلس معذور يعامل في وضوئه وعبادته معاملة خاصة تختلف عن معاملة غيره من الأصحاء، وهذا من لطف ربنا بنا حيث لم يجعل علينا في الدين من حرج، ولم يكلفنا بما يشق علينا مشقة يعز علينا تحملها.
لذا فإنا نرى أن المدرس الذي يعاني مما ذكر في السؤال إذا كان يحتاج إلى مس المصحف له أن يكتفي بالوضوء أول مرة، ثم لا تلزمه إعادته بعد ذلك كلما خرجت ريح لما في ذلك من الحرج والمشقة المنافيين ليسر هذا الدين وسهولته.
علماً بأن الراجح في المذهب المالكي جواز مس المصحف الكامل - وأحرى غير الكامل - للمعلم والمتعلم ، انظر الشرح الكبير وحاشية الدسوقي عند قول خليل في مختصره: وجزء لمتعلم وإن بلغ. (17/335)
والله أعلم.
29026
عنوان الفتوى:من طرق التغلب على الشهوة رقم الفتوى:29026تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : أنا في فترة العقد وزوجي له رغبة جنسية عالية فخفت أن أرفض أن يتمتع بي حفظا له ثم نصحه أحد الشيوخ بأن هذا خطأ فتوقف ولكن هذه الفترة أثارت فيَّ رغبتي علما بأن زوجي هو المحرم الوحيد لي فسبب ذلك شدة تعلقي به وجاءت الظروف أنه يغيب عني أسبوعاً ويأتي الآخر فهو ليس معي طول الوقت فكيف أعالج تعلقي الزائد به فأنا لا أقوى على التركيز في أي شيء واختنق في بُعد رغم انهماكي في العمل مجرد سماع صوته يؤثر في وهو يرفض أن أقطع اتصالي به نهائيا وهل يحق لي ذلك حتى أعالج نفسي، ما علاج العشق إن كان للزوج؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأنه يجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف وعلى رأس هذه المعاشرة تلبية حاجاتها الغريزية، وإذا كانت المرأة حادة الشهوة فلا ينبغي أن يغيب الزوج عنها لفترة تتأثر بغيابه فيها، فإن استطاع أن يأخذها معه فذلك أفضل إعفافا له ولها، وإن لم يستطع ذلك فلا ينبغي أن يلزمها بالاتصال به وما شابهه إذا كان اتصالها يثير شهوتها.
وعلى الزوجة أن تجاهد نفسها حال غياب زوجها ولتشغل فكرها ونفسها بما يصرفها عن ذلك؟ وأن تبتعد عن كل ما يثير الشهوة، وليس شيء أعظم في إذهاب الرغبة في الجماع من تذكر الموت والقبر وأهوال القيامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب.
وينبغي أن تمتنع كذلك عن المأكولات المثيرة لشهوتها، ولتكثر من الصيام فإنه وجاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء. متفق عليه (17/336)
وليعلم أنه إذ أتم العقد فإنه يحل للزوج الخلوة بزوجته والسفر بها ووطؤها؛ ولكن لاينبغي أن يحصل ذلك إلا بعد إعلان النكاح، وراجعي الفتوى رقم: 3561.
والله أعلم.
29029
عنوان الفتوى:حكم نقل جثة الميت لقبر آخر رقم الفتوى:29029تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : أهل زوجتي قاموا بنقل جثة أبيها بعد دفنه بأكثر من عام من قبره الذي أوصى بدفنه فيه بعد وفاته إلى مقبرة العائلة وذلك من وراء علم زوجته وبناته مكيدة فيهم ما حكم ذلك وما أثره على المتوفى وما حكم قطع الأرحام بسبب هذا العمل مع العلم أن زوجتي قد قامت أكثر من مرة بمحاولة صلة الرحم بعد هذا ولم يستجب لها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنبش قبر الميت ونقله إلى مكان آخر للدفن فيه لا يجوز إلا لغرض صحيح، جاء في المنهاج للنووي: (ونبشه بعد دفنه للنقل وغيره حرام إلا لضرورة ..)
وما فعله أهل زوجتك من نبش القبر وإخراج الميت منه حرام لخلوه من الغرض الشرعي الصحيح، زيادة على أن فيه إيذاء لأهل الميت ومخالفة لوصيته فالواجب عليهم التوبة إلى الله تعالى من هذا الفعل المحرم، وطلب الصفح من أهل الميت لما ألحقوا بهم من الأذى، ومع هذا فإقدامهم على ما لا يجوز شرعاً لا يسوغ قطع رحمهم ولا معاملتهم معاملة سيئة، وإنما يجب نصحهم وتوجيههم إلى الطريق الصحيح وتحذيرهم من العود لمثل ذلك العمل، أما الهجر وقطع الرحم فلا يجوز، وتتأكد حرمته إذا كان ممن تجب صلة رحمه، كالأبناء والآباء والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات.
والله أعلم.
29035
عنوان الفتوى:لا ينبغي للمضحي أن يأخذ من لحيته ولا أظفاره رقم الفتوى:29035تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : هل عدم حلق اللحية وعدم تقليم الأظافر في حال النية في تقديم أضحية عيد الأضحى سنة في العشر الأوائل من ذي الحجة؟ وشكراً. (17/337)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاللحية يحرم حلقها سواء كان في ذي الحجة أو في غيره للمضحي أو لغيره لأن إعفاء اللحية واجب على كل مكلف مسلم ذكر، كما هو مبين في الفتوى رقم: 22410، والفتوى رقم: 3707، والفتوى رقم: 2711، والفتوى رقم: 1454.
إلا ما زاد عن القبضة فيجوز الأخذ منه إذ فعله بعض الصحابة، كماهو مبين في الفتوى رقم:
3851.
لكن من أراد أن يضحي فلا ينبغي له أن يأخذ من شعر رأسه ولا ما زاد عن القبضة من لحيته ولا من أظافره من حين يهل هلال ذي الحجة إلى أن يذبح أضحيته، كماهو مبين في الفتوى رقم: 4126، والفتوى رقم: 7150.
والله أعلم.
29037
عنوان الفتوى:حج صحيح لا ثواب فيه! رقم الفتوى:29037تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : أنا أعمل ببنك يتعامل بالفائدة حيث إنه لا توجد بنوك إسلامية في بلدي
سؤالي هو: هل يعتبر مالي ورزقي حرام؟ و إن كان كذلك وبما أنني أنوي القيام بعمرة خلال شهر رمضان القادم إن شاء الله فهل تقبل عمرتي أم لا ؟ أنيروني أناركم الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز العمل في البنوك الربوية لما في ذلك من المعاونه على الإثم، قال تعالى: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
بل إثم من أعظم الإثم وهو الربا المحرم بالكتاب والسنة والإجماع, والمال الحاصل بهذا العمل مال محرم لا يجوز الانتفاع به؛ بل يجب التخلص منه بدفعه للفقراء وفي مصالح المسلمين العامة, مع ترك هذا العمل والبحث عن عمل مباح ورزق حلال.
وأما فيما يتعلق بمثل هذا المال المحرم.. فإن هذا المال لا يعتمر به ولا يحج، وقد صرح غير واحد من أهل العلم بأن من حج أو اعتمر بمال محرم فحجه غير مقبول -مثاب عليه- لما ثبت في الحديث: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً". (17/338)
قال العلامة الأبّي في شرحه للحديث: (فالحج بالمال الحرام صحيح أي يسقط به الفرض وهو غير متقبل، أي لاثواب فيه).
والله أعلم.
29038
عنوان الفتوى:من أحكام زكاة الأرض رقم الفتوى:29038تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شخص امتلك أرضاً لغرض البناء والسكن عام 1990/1991 ولم يدفع عنها زكاة منذ ذلك الوقت، في شهر أبريل من عام 2002 أدخل قطعة الأرض( وقيمتها في ذلك الحين 85000.00 دينار أردني) كشريك في مشروع بناية شقق سكنية بغرض بيعها عند اكتمالها والمشروع مازال تحت التنفيذ وقد قام بإضافة مبلغ نقدي عليها بقيمة 85000.00 دينار أردني (اجمالي المبلغ المستثمر 170000.00)، كيف يمكن احتساب الزكاة على كل من المبلغين ( قطعة الأرض + المبلغ النقدي)؟ ومتى يستحق صرف الزكاة؟ علما بأن المشروع مازال قائما لم يكتمل بعد ولم يبع أي من الشقق أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن شروط وجوب الزكاة في العروض نية المتاجرة بها عند تملكها. وعليه؛ فهذه الأرض التي تملكتها لغير التجارة لا تجب عليك فيها الزكاة ما دمت لم تغير رأيك، وهذا باتفاق. أما إذا أدخلتها في مشروع تجاري فتجب عليك فيها الزكاة لأنها صارت عروض تجارة، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراج الصدقات مما هو معد للبيع؛ كما في سنن أبي داود ويبدأ حولها من اليوم الذي أدخلتها فيه في التجارة فتُقَوِّم حصتك جميعها من المشروع المذكور عند تمام الحول وتخرج من تلك القيمة 2.5% اثنين ونصف في المائة. هذا إذا لم يكن للنقود التي أضفتها إلى قيمة قطعة الأرض حول أصلاً، أما إذا كان لها حول سابق لا يتفق مع حول قطعة الأرض الذي ذكرنا أنه يبدأ في يوم إدخالها في المشروع فإن لك في هذه الحالة أن تزكي الجميع عند حلول زكاة الأول منهما بتمام حوله، ولك أيضاً أن تزكي كل واحد من المبلغين عند تمام حوله. (17/339)
والله أعلم.
29044
عنوان الفتوى:لا يجوز قبول حق الغير ظلما من أي مال كان رقم الفتوى:29044تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجوز قبول الميراث إذا علم أن فيه ظلماً لبقية الورثة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن أعطي حق غيره بدون وجه شرعي فلا يجوز له قبوله، سواء كان من ميراث أو من غيره، وسواء كان المعطي والداً أو قريباً أو بعيداً. ومن أخذه كان ظالماً آكلاً لأموال الناس بالباطل.
فعلى من أخذ حق غيره ظلماً أن يرجعه، وإلا فإنه يبقى عليه إلى يوم القيامة ليستوفيه المظلوم من حسناته، حيث لا دينار ولا درهم، ففي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فليستحللها منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم، وإنما يؤخذ من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فزيدت على سيئاته.
والله أعلم.
29045
عنوان الفتوى:التوكيل في الضحية يصح على كل حال رقم الفتوى:29045تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (17/340)
شخص لديه دورة دراسية فى دولة أوربية ويريد أن يضحي أضحية العيد فهل يجوز له أن يوصي إخوته ببلده أن يذبحوا له أضحية نيابة عنه علما بأن الدولة الأوربية التي يقيم بها حاليا تجبر أي شخص كان من تسليم ذبيحتة لغرض الفحص الطبي مدة 3 أيام الأمر الذي يؤدي لعدم الاستفادة من الذبيحة خلال فترة العيد علما بأنه راجع إلى بلده بعد أسبوع من العيد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمسلم أن يوكل غيره بذبح أُضحية عنه سواء في بلاده أو في غيرها، وسواء كان مسافراً أو غير مسافر، وسواء كان له عذر أو لم يكن له عذر.
ففي صحيح مسلم عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر ثلاثاً وستين بيده، وأمر عليًّا رضي الله عنه أن يذبح الباقي.
ففيه دلالة على صحة التوكيل في نحر الهدي وكل ما يتقرب به من ذبائح.
والله أعلم.
29048
عنوان الفتوى:حكم التصدق بعين الأضحية أو قيمتها رقم الفتوى:29048تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : لقد أرسلت مالاً إلى أهلي الأيتام لهم كأضحية ولهم أن يتصرفوا بالمال؟ هل تعتبر هذه الأموال أضحية؟!
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان قصد السائلة بإرسال ثمن الأُضحية إلى من ذكرت للنيابة عنها في شراء الأُضحية لها وذبحها عنها ومن ثم التصدق عليهم بلحمها فهذا جائز لا شيء فيه لجواز التوكيل في الأُضحية، وعدم اشتراط ذبحها في مكان المضحي، وانظر الفتوى رقم:
3258، والفتوى رقم: 2997.
أما إن قصدت بإرسال الثمن إليهم هو التصدق عليهم بثمن الأُضحية فهذا غير مجزئ عن الأُضحية؛ لأن المقصود إراقة الدم. قال صاحب بدائع الصنائع: ومن شروطها ألا يقوم غيرها، حتى لو تصدق بعين الشاة أو قيمتها في الوقت لا يجزيه عن الأُضحية؛ لأن الوجوب تعلق بالإراقة، والأصل أن الوجوب إذا تعلق بفعل معين أنه لا يقوم غيره مقامه، كما في الصلاة والصوم وغيرهما. انتهى. (17/341)
والله أعلم.
29049
عنوان الفتوى:التعريف بثمود ومسكنهم رقم الفتوى:29049تاريخ الفتوى:18 ذو الحجة 1423السؤال : هل ثمود نبي أو قوم نبي وأين يكونون ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فثمود اسم لقبيلة من العرب أرسل الله إليهم نبيه صالحاً عليه السلام. قال تعالى: وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً [الأعراف:73]. ومسكن ثمود: الحجر، وهو مكان بين المدينة وتبوك.
قال ابن كثير في البداية والنهاية: وثمود قبيلة مشهورة، يقال: ثمود باسم جدهم ثمود أخي جديس: وهما: ابنا عابر بن إرم بن سام بن نوح، وكانوا عرباً من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك، وقد مر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب إلى تبوك بمن معه من المسلمين. انتهى.
والله أعلم.
2905
عنوان الفتوى:وجوب النية من الليل لمن أراد القضاء رقم الفتوى:2905تاريخ الفتوى:07 شعبان 1422السؤال : ما حكم تبييت النية لصيام القضاء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيجب على العبد أن يبيت النية في أي وقت من الليل لكل صيام فرض، كصيام رمضان وقضائه، وصيام النذر والكفارة وغير ذلك، على الصحيح من قولي أهل العلم، وهو مذهب الشافعي وأحمد، والدليل عموم قوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" أخرجه أحمد وأصحاب السنن وحسنه السيوطي. وهناك قول آخر وهو أن الصائم تكفيه نية واحدة لكل صيام يجب تتابعه كصوم رمضان وكفارته، وكفارة القتل والظهار، وهو مذهب مالك ورواية عن أحمد، واستدل القائلون به بحديث الصحيحين: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" قالوا: وهذا نوى جميع الشهر فوجب أن يكون له ما نوى. (17/342)
وأما الصوم الذي لا يجب تتابعه كقضاء رمضان وكفارة اليمين، فلا بد فيه عندهم من تجديد النية له كل ليلة، كقول الجمهور.
والله أعلم.
29056
عنوان الفتوى:رؤية النبي عامة لمن أطاعه ذكورا وإناثا رقم الفتوى:29056تاريخ الفتوى:20 ذو الحجة 1423السؤال : جاءني الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام مرتين ولكنى لم أر وجهه الكريم، في المرة الأولى كان يداريني أنا وزوجي بعباءته وبعدها منّ الله علي بنعمة الحجاب الكامل. وفي المرة الثانية كان في بيت أصدقاء لنا في الله وكنت أتتبعه من غرفة إلى أخرى لكي أرى وجهه ولكني فقط رأيت ظهره عليه الصلاة والسلام، فهل يجوز للمرأة الدعاء لكي ترى وجه الرسول عليه الصلاة والسلام، وهل تمتع النساء فى الجنه برؤيته عليه الصلاة والسلام أم تكون هذه المتعة للرجال فقط، سامحوني على الإطالة وأفيدوني أفادكم الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فرؤيته الحقيقية صلى الله عليه وسلم من بشائر الخير للمؤمن؛ لأن من يراه في المنام فسيراه يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، فإن الشيطان لا يتمثل بي. لذلك فلا حرج على المسلم أن يسأل الله رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام. (17/343)
وأما رؤيته صلى الله عليه وسلم في الجنة فليست خاصة بالرجال دون النساء، بل هي عامة لكل من أطاعه، لعموم قوله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً [النساء:69].
وقد ذكر في سبب نزولها أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي وأحبّ إليَّ من أهلي، وأحبَّ إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك وأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإن دخلت الجنة خشيت ألا أراك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ.... الآية. رواه الطبراني والمقدسي.
وثبت في الصحاح والمسانيد وغيرها من طرق متواترة عن جماعة من الصحابة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يحب القوم ولم يلحق بهم؟ فقال: المرء مع من أحبَّ. قال أنس: فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث.
وقد ذكر ابن سعد وغيره أن نسيبة الأنصارية وابنها قالت لرسول صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن يجعلنا من رفقائك في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة.
والله أعلم.
29058
عنوان الفتوى:موقف الشرع من الشراء من أماكن تبيع المحرمات رقم الفتوى:29058تاريخ الفتوى:20 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجوز شراء المواد الغذائية من المحلات التجارية التي تباع فيها الخمور كمرجان وماكروعلما أنها تمتنع عن بيعها في رمضان؟ (17/344)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل هو جواز شراء المواد الغذائية وغيرها من المباحات من كل من يملكها، سواء كان يبيع الخمر أم لا، لكن بما أن هذه المحلات التجارية التي تباع فيها الخمور في بلاد المسلمين فإنا نرى أنه لا يجوز الشراء منها مع وجود غيرها؛ لأن الواجب هجر هذه الأماكن التي يعلن فيها بمعصية الله، والإنكار على أصحابها، كما قال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم. وأقل درجات الإنكار هو هجر هذه الأماكن.
ومن المعلوم أن المسلمين لو هجروا هذه المحلات لتضررت ضرراً يردعها عن المتاجرة في الخمور وغيرها من المحرمات، كما أن شراء المسلمين من هذه المحلات وأمثالها يشكل تقوية لها ودعماً لأنشطتها على حساب نشر المحرمات والرذائل في مجتمعات المسلمين، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
والله أعلم.
29059
عنوان الفتوى:المعاريض بديل مشروع عن الكذب رقم الفتوى:29059تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : أمي تريدني أكذب عندما يتصل أحد ولم ترد الرد عليه وتقسم علي وتغضب مني لفترة عندما أرفض وتنهرني وتقول سوف أدعو عليك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الكذب معصية، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار. متفق عليه.
وعليه؛ فلا تجوز طاعة والدتك في أمرها لك بالكذب، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن لك أن تستعملي المعاريض، والمعاريض جمع مِعْراض، وهو ذكر لفظ محتمل يفهم منه السامع خلاف ما يريده المتكلم، ولم يزل السلف يتحرون التباعد عن الكذب بالتعريض، فكان بعضهم يقول لخادمه: إذا جاء من يطلبه ولا غرض له بلقيه قل له: ما هو هون، يريد به الهاون الذي يدق فيه، ونحو ذلك من المعاريض. (17/345)
وانظري الفتوى رقم:
1126، والفتوى رقم: 1824K والفتوى رقم: 4512.
والله أعلم.
29061
عنوان الفتوى:إزالة الرائحة من الزينة المطلوبة لقاصد المسجد رقم الفتوى:29061تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : هل رائحة العرق تبطل الصلاة أم لا ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فرائحة العرق لا تُبطل الصلاة؛ لأن العرق ليس بنجس إجماعاً، وإنما يُستحب للمسلم أن يتنظف ويتطهر قبل الصلاة ليقوم بين يدي الله في أكمل حال، لقوله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف:31]، وحتى لا تتأذى الملائكة والمصلون من رائحته، قال صلى الله عليه وسلم: "من أكَل من هذه البقلة - الثوم والبصل والكراث - فلا يقربنا في مساجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم". رواه مسلم.
وألحق العلماء بالبصل والكراث كل ما له رائحة كريهة وكل ما يؤذي، فيدخل في ذلك رائحة العرق، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "حق لله على كل مسلم أن يغتسل كل سبعة أيام يوماً يغسل فيه رأسه وجسده". متفق عليه.
ويتأكد هذا الغسل يوم الجمعة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم". رواه مالك في الموطأ.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كَانَ النّاسُ يَنْتَابُونَ الْجُمُعَةَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ ومِنَ الْعَوَالِي، فَيَأْتُونَ فِي الْعَبَاءِ. وَيُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ، فَتَخْرُجُ مِنْهُمُ الرّيحُ. فَأَتَىَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم إِنْسَانٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنّكُمْ تَطَهّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا". (17/346)
وقد اختلف العلماء في غسل الجمعة فمذهب الجمهور أنه مستحب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل. رواه أحمد.
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجوبه على من له رائحة يتأذى منها الناس.
والله أعلم.
29063
عنوان الفتوى:من باع عيبا فليبينه رقم الفتوى:29063تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : أبيع التبن،أجمعه ثم أدرسه ثم أبيعه، يوجد أكثر من نوع للتبن ولكن أفضلها هو تبن القمح وهناك الأقل جودة في نظر المشتري مثل الأرز والذرة ولكن الخليط بديل تام للقمح فقط، عند استخدام تبن القمح فقط لا يوجد مكسب ولكن عند خلطه بالأرز أو بالذرة يكون هناك مكسب وفي نفس الوقت يؤدي الغرض المباع لأجله (علف للمواشي) فهل يجوزالخلط والبيع علما بأنه لو قلت لكل من جاء للشراء إن هذا التبن مخلوط لن يشتريه مني وأنا لست في حاجه أن أقول له إن هذا تبن قمح فقط (الكذب عليه) فعند شرائه يفحصه جيداً وإن لم يعجبه لا يشتري.
وفي حالة إجازة الخلط (علما بأن الخليط هو بديل تام عن تبن القمح فقط ) ما هي توصياتكم ليكون الربح حلالاً إن شاء الله؟ وشكرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصحك بأن تبين للمشتري أن ذلك التبن من تبن القمح والذرة أو الأرز؛ لأن ذلك الواجب عليك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم.
فما دمت تعلم أن الناس لو علموا أنه مخلوط لم يشتروه، فلا يحل لك أن تخفي ذلك عنهم، قال صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم، لا يحل لمسلم باع من أخيه بيعاً وفيه عيب إلا بينه له. رواه ابن ماجه. (17/347)
ويمكنك أن تجعل أمام المشترين صنفين من التبن أحدهما من تبن القمح، والآخر من التبن المخلوط، مع اختلاف السعر بما يحقق لك ربحاً مناسباً، وتترك لهم الخيار.
واعلم أن من اتقى الله جعل له مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب.
وتتميماً للفائدة انظر فتوى رقم:
26858.
والله أعلم.
29065
عنوان الفتوى:تحديد الربح مسبقاً ينافي صحة المضاربة رقم الفتوى:29065تاريخ الفتوى:20 ذو الحجة 1423السؤال : عندي محل صيانة به كهربائي وسباك وعامل وله 6 سنوات وأستلم منهم كمتوسط شهري أقل من 500 ريال علما بأن من الدخل يتم دفع مصاريف الإيجار وتجديدات الفيزا وتذاكر إجازاتهم، ولا يفصحون عن دخلهم وليس عندي وقت للجلوس بالمحل ولكن يبدو بأن الدخل جيد لأن كليهما لديه مركبة من دخل المحل والشراء بعلمي وأن سفرهم كل سنتين ولكن يمكث الواحد منهما حوالي 4 أشهر،هل يجوز أن أحدد مبلغا شهريا لي كأن آخذ منهم 1000 ريال والحال كما ذكرت. وسؤال آخر وهو أن الكهربائي يطالبني بتوقيع طلب استقدام زوجته وذكر في الطلب أن راتبه 3500 وإني موفر له سكن وطبعا قد يكون هذا دخله الفعلي ولكن ليس له مرتب شهري ويسكن ثلاثتهم بسكن عمال. فهل أوقع الطلب؟ وجزاكم الله خيراً..
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لما ذكرت صورتين:
الأولى: أن تكون بنيت أمرك مع من ذكرت على أساس المضاربة، فهنا لا يجوز لك تحديد مبلغ من المال مسبقاً، وذلك لما نص أهل العلم على حرمة ذلك في المضاربة. قال ابن قدامة في المغني نقلاً عن ابن المنذر : أجمع كل من نحفظ عنه على إبطال القراض إذا جعل أحدهما أو كلاهما لنفسه دراهم. انتهى.
الثاني: أن تكون أجرت لهم المحل بالمبلغ المذكور ثم رغبت في مضاعفته، فهذا لا حرج فيه إذا انتهت مدة الإجارة المقررة بينكم. (17/348)
أما بالنسبة للسؤال الثاني المتعلق باستقدام زوجة عمال الورشة، فالجواب إن كان هذا العامل من الدخل ما يكفيه فلا ينبغي أن يحال بينه وبين أهله، وذلك من الظلم الذي رفعه ودفعه ولو بالتوقيع على تلك الورقة جائز، وإن كان غير ذلك فلا يجوز.
والله أعلم.
29066
عنوان الفتوى:أقوال الفقهاء في زكاة الزروع رقم الفتوى:29066تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : لدي فدانان أحدهما مملوك لي والآخر مستأجر فماهي الزكاة المفروضة على كل منهما مع العلم أنهما مزروعان بنبات الموز والذي يكلف الكثير من المال حتى يثمر ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف العلماء فيما تجب فيه الزكاة من الخارج من الأرض، فذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنها تجب في القليل والكثير مما أخرجته الأرض من الحبوب كلها والثمار كلها والفواكه كالموز والرمان والخوخ، وكذلك من الخضروات والبقول والزهور، واستدل على ذلك بعموم قوله صلى الله عليه وسلم: " فيما سقت السماء والعيون - أو كان عثرياً العشر، وفيما سقي بالنضح نصف العشر".
رواه البخاري وغيره.
وذهب الأئمة الثلاثة إلى أنها تجب فيما يكال ويقتات كالبر والأرز والتمر والزبيب، واستدلوا على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة" متفق عليه. وقال: "وليس فيما دون خمسة أوسق من تمر أو حب صدقة". رواه مسلم وأحمد.
وهذا يدل على أن الزكاة إنما تجب فيما يكال ويقتات، كما سبق.
أما الفواكه والخضروات والبقول فليست مما يكال فلا تجب فيها الزكاة.
والراجح هو مذهب الجمهور فلا تجب الزكاة في الفواكه أو الخضروات؛ لأن الخضروات كانت كثيرة بالمدينة، والفواكه كانت كثيرة بالطائف، ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه أنه أخذ الزكاة من شيء من ذلك. (17/349)
وإذا تقرر هذا، فلا زكاة على الموز المزروع في الفدانين، إنما تجب الزكاة في ثمنه إذا بلغ ثمنه نصاباً بنفسه أو بضمه إلى غيره من النقود أو عروض تجارة وحال عليه الحول.
والله أعلم.
29069
عنوان الفتوى:عذاب القبر ونعيمه ثابت بالتواتر رقم الفتوى:29069تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم الذين لا يأخذون بأخبار الآحاد الصحيحة في العقيدة(لا يؤمنون بعذاب القبر ولا يكذبونه على سبيل المثال)؟ وجزاكم الله خيراً....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حديث الآحاد إذا ثبتت صحته فإنه يأخذ حكم المتواتر من حيث وجوب الإيمان به والعمل بمقتضاه، قال ابن أبي العز في شرحه للعقيدة الطحاوية: خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول عملاً به وتصديقاً له يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة، وهو أحد قسمي المتواتر، ولم يكن بين سلف الأمة في ذلك نزاع. انتهى
وقال ابن حجر في الفتح: قد شاع عمل الصحابة والتابعين بخبر الواحد من غير نكير فاقتضى الاتفاق منهم على القبول. انتهى
وبناء على هذا؛ فإنه لا فرق في ذلك بين الأمور المتعلقة بالعقيدة أو غيرها من الأحكام العملية ما دام الحديث صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
6906.
أما بخصوص عذاب القبر ونعيمه فنود أن ننبه السائل إلى أن الإيمان به واجب لثبوت ذلك في أحاديث بلغت حد التواتر، قال الحافظ ابن رجب في كتابه أهوال القبور: وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في عذاب القبر، ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أنها قالت: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر؟ قال: نعم، عذاب القبر حق. (17/350)
ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا. وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوْ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ. فَيُقَالُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ. رواه البخاري عن أنس.
وجملة القول هنا: إن الإنسان إذا أنكر عذاب القبر أو نعيمه لعدم علمه بثبوت ذلك شرعاً فإنه يعذر لجهله، أما إذا علم وأنكر فإنه يعتبر كافراً لرفضه ما هو قطعي من الدين.
والله أعلم.
29075
عنوان الفتوى:استئذان الزوج في قضاء الصيام رقم الفتوى:29075تاريخ الفتوى:20 ذو الحجة 1423السؤال : إذا كان صيام القضاء لا يصح الإفطار فيه بغير عذر فماذا لو طلب مني زوجي الإفطار بعد أن نويت الصيام فعلا فهل يصح أن أفطر أم أرفض؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/351)
فقد اتفق أئمة المذاهب وجمهور أهل العلم من السلف والخلف على أن قضاء رمضان في حق من أفطر بعذر كحيض أو سفر يجب على التراخي، ولا يشترط المبادرة به في أول الإمكان، ولا يجوز تأخيره عن شعبان، قاله النووي في شرح مسلم، وذلك لما في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان.
وعلى هذا.. فينبغي للمرأة إذا كان عليها قضاء وزوجها شاهد وبه حاجة إليها ألا تعجل بالقضاء إلا إذا أذن لها، ما دام في الوقت متسع.
وأما إذا صامت بغير إذنه فإن كان صومها نفلاً فقد اتفقوا على أن لزوجها الحق في قطع صومها بالجماع خاصة دون الأكل والشرب، وله كذلك أن يقطع صلاتها إذا كانت تطوعاً..، وذلك لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه.
أما إذا كان صيامها فرضاً فإن كان في رمضان أو غيره من الواجب إذا ضاق وقته فهذا لا حق للزوج أن يُسْتَأذن فيه، قال الحافظ في الفتح: إلا بإذنه، في غير صيام أيام رمضان، وكذا في غيره من الواجب إذا تضيق الوقت.
وأما إذا كان صيامها للواجب الموسع فقد اختلفوا فيه، ولعل الراجح من أقوالهم -إن شاء الله تعالى- ما ذهب إليه المالكية وهو أنه ليس للزوج أن يفطر زوجته إذا كان صيامها قضاء لرمضان، لأن الأحاديث الواردة هي في صوم التطوع وما أشبهه مما أوجبته المرأة على نفسها كالنذر، قال الحطاب: عند قول خليل: وليس لامرأة يحتاج لها زوج تطوع بلا إذن، قال: بخلاف قضاء رمضان. يعني أنه لا يحتاج إلى إذن من الزوج.
وقال الخرشي عند النص المذكور: ولا تستأذنه في قضاء رمضان زوجا كان أو سيداً، وليس له أن يجبر الزوجة على تأخير القضاء لشعبان.
وعلى هذا؛ فلا يحق لزوجك أن يقطع صيامك إذا كان قضاء لرمضان، ويجب عليك أن ترفضي طلبه ولا تمكنيه من نفسك. (17/352)
والله أعلم.
29077
عنوان الفتوى:التوفيق بين الأصالة والمعاصرة رقم الفتوى:29077تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : نريد سيدي الفاضل أن نعرف كيف أن ندمج بين الأصالة والعصرية؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصالة مصطلح يعنى به الرجوع إلى الأصول، والتي تعني عند أمة الإسلام الوحي المتمثل في الكتاب والسنة، لأنهما مصدرا التشريع الإسلامي، ويعنى بالمعاصرة مدى صلاحية التشريع لمواكبة مستجدات الأحداث، والتي يعبر عنها بـ"النوازل" بحيث يوجد فيه من الأسس ما يحكم به على هذه النوازل، فمضمون هذا السؤال هو: هل من سبيل إلى التوفيق بين الأصالة والمعاصرة؟
وقبل الجواب عن هذا السؤال نذكر مقدمة مختصرة تمثل مدخلاً لهذا الجواب، وهذه المقدمة هي أن من أبرز خصائص الإسلام الوسطية والتوازن في تشريعاته، وهذا الخاصية قلما تتوفر في أي نظام من النظم الوضعية، ذلك لأنها صادرة عن قصور في العلم والفهم، بخلاف التشريعات الإسلامية فإنها من عند الله الذي خلق ويعلم ما يصلح خلقه، وما يفسدهم، ولا يتسع المجال لبسط الأمثلة على ما ذكرنا، إلا أن ما نحن بصدده يكفي دليلاً على ذلك.
فبالنظر في رسالة الإسلام نجد أنها اشتملت على عنصر الثبات، وعنصر المرونة، وهذا من روائع الإعجاز في هذا الدين، ودليل على صلاحيته لكل زمان ومكان. وبيان ذلك: أن الأهداف والغايات، والأصول والكليات، والقيم الدينية والأخلاق تمثل ثوابت لا تتغير بتغير الزمان والمكان، فالإيمان بالله فضيلة، والشرك بالله قبح ورذيلة، والصدق فضيلة، والكذب قبح ورذيلة، وهذه أمور لا تتغير بتغير العصور.
ومن الجانب الآخر فإن معاملات الناس من بيع وشراء وحكم وسياسة، وغير ذلك مما يهم الناس في أمور حياتهم، تمثل جانياً يطرأ عليها كثير من المستجدات، فجعل لها الشارع ضوابط عامة يحكم بها على هذه المسائل الحادثة، ومن هنا كان الاجتهاد أصلاً من أصول التشريع في الإسلام، قال ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان: الأحكام نوعان: نوع لا يتغير عن حالة واحدة هو عليها لا بحسب الأزمنة ولا الأمكنة ولا اجتهاد الأئمة كوجوب وتحريم المحرمات والحدود المقدرة بالشرع على الجرائم ونحو ذلك، فهذا لا يتطرق إليه تغيير ولا اجتهاد يخالف ما وضع عليه. (17/353)
النوع الثاني: ما يتغير بحسب اقتضاء المصلحة له زماناً ومكاناً وحالاً كمقادير التعزيرات وأجناسها وصفاتها، فإن الشارع ينوع فيها بحسب المصلحة. انتهى
ويظهر أمر مراعاة الثوابت والتغيرات في سيرة الخلفاء الراشدين وفتاوى الأئمة المهديين، فمن مراعاة الثوابت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقفه من مانعي الزكاة وقوله في ذلك: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة. رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومن مراعاة المتغيرات في عهد الصديق رضي الله عنه جمعه للقرآن في مصحف واحد، وقصته في ذلك رواها البخاري في صحيحه.
أما الفاروق عمر رضي الله عنه فقد كثر في عهده النوازل والمستجدات لطول فترة خلافته، واتساع الفتوحات في عهده، فهو الذي توقف عند النص في قصة الفرار من الطاعون في قصة الطاعون بالشام لأنه لا مجال للاجتهاد مع وجود النص، وهذه القصة رواها البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وعمر رضي الله عنه هو الذي صالح نصارى بني تغلب على أن تُضعَّف عليهم الزكاة مرتين، كما روى ذلك ابن أبي شيبة في مصنفه.
وقد وردت كثير من الفتاوى عن أئمة المذاهب الأربعة، وغيرهم من الأئمة، والتي اعتبروا فيها العمل بالمصالح المرسلة، قال الزركشي في كتابه البحر المحيط -وهو في أصول الفقه الشافعي- وهو يتحدث عن أقسام المصالح قال: القسم الثالث: ألَّا يعلم اعتباره ولا إلغاؤه، وهو الذي لا يشهد له أصل معين من أصول الشريعة بالاعتبار، وهو المسمى بـ"المصالح المرسله" وسيأتي الكلام فيه، والمشهور اختصاص المالكية بها وليس كذلك، فإن العلماء في جميع المذاهب يكتفون بمطلق المناسبة، ولا معنى للمصلحة المرسلة إلا ذلك. انتهى. (17/354)
ثم إن علماء الأمة مازالوا في كل عصر من العصور يجتهدون في النوازل التي تستجد على الناس في أمور الاقتصاد والاجتماع والسياسة والطب، وإن الناظر إلى قرارات مجمع الفقه الإسلامي يجد هذه الجهود واضحة وجلية، ونذكر على سبيل المثال القرارات بشأن التأمين بأنواعه، وتشريح الجثث، ونقل الأعضاء وغيرها من القرارات، ليبقى كل ذلك شاهداً على صلاحية هذا الدين لكل زمان ومكان.
والله أعلم.
29078
عنوان الفتوى:شروط جواز إمساك الطير في القفص رقم الفتوى:29078تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز تربية العصافير الصغيرة ( الدرر ) وحبسها في أقفاص؟ جزاكم الله خيراً...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعصافير يجوز تربيتها في أقفاص، إذا أطعمت ما تحتاج من الطعام، لما ثبت في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
فمفهوم الحديث أنها لو أطعمتها لم تعذب، ولما ثبت أيضًا في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير، قال: أحسبه فطيماً، وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير ما فعل النغير. والنغير طائر صغير كان يلعب به. (17/355)
لذا قال الحافظ ابن حجر في الفتح في ذكر فوائد هذا الحديث: أن منها: ...جواز إمساك الطير في القفص ونحوه.
والله أعلم.
29079
فتاوى
عنوان الفتوى:الوصية بأداء الحقوق لازمة رقم الفتوى:29079تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال: قبل وفاة أبي بيومين قال لي إنه عليه دين عشرون جنيها لأحد محلات الزهور ووصف لي المحل ولكني نسيت عنوانه. فهل من الممكن أن أتصدق بهذه النقود وبذلك أكون وفيت الدين عنه أم ماذا أفعل؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب عليك أن تجتهد في البحث عن صاحب المحل الذي يطلب حقه على أبيك، وقد كلفك بالبحث عنه حتى توصل إليه حقه، فإن هذا الحق أصبح أمانة في عنقك يجب أن تسعى لأدائها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فإذا بذلت ما تستطيع من جهد في الوصول إليه، ولم تجده فلك أن تتصدق عنه بالمبلغ المذكور، فإذا وجدته بعد ذلك، فأخبره بذلك فإن أمضاه فقد برئت ذمة أبيك، وإلا فأده إليه، ويبقى أجر الصدقة لك إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
29080
عنوان الفتوى:العمد والخطأ في ما يترتب على الإتلاف سواء رقم الفتوى:29080تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : قبل 12 سنة وبينما كنت في عجلة من أمري وبدون قصد صدمت بسيارتي رأس غنم على طريق سريع في منطقة نائية لا توجد بقربها منازل ولقد نسيت هذا الحادث ولكني تذكرته في هذه الأيام فما علي أن أفعل علماً بأنني لا أستطيع معرفة مكان الحادث بالضبط حتى أتمكن من البحث عن صاحب رأس الغنم ودفع غرامة له؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/356)
فلا ينبغي للمسلم أن يسرع بسيارته فوق العادة والقدر المسموح به لأن في ذلك تعريضاً لنفسه ولغيره للخطر، أما ما أتلفته من أموال الناس سواء كان ذلك عن عمد أو خطإ فيجب عليك رد قيمته أو مثله، فالعمد والخطأ في أموال الناس سواء، فيجب عليك أن تبحث عن صاحب الشاة التي قتلت، وتسلمه قيمتها، فإذا بذلت ما تستطيع من جهد في الوصول إليه ولم تجده فلك أن تتصدق عنه بثمنها فإن وجدته بعد ذلك فأخبره بما فعلت فإن أمضاه فقد برئت ذمتك، وإلا فإن عليك أن تدفع له ثمن شاته.
وأما من ناحية قتل الحيوانات خطأ فلا إثم فيه -إن شاء الله تعالى- ولا كفارة؛ لأن الله تعالى رفع عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، ولكن عليك بالانضباط في سيرك حتى لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى.
والله أعلم.
29081
فتاوى
عنوان الفتوى:المسبوق.. ودعاء الاستفتاح رقم الفتوى:29081تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال: إذا دخل رجل في الصلاة مع جماعة وقد فاته بعضها فهل له أن يدعو بدعاء الإستفتاح وخاصة إذا دخل بعد الرفع من الركوع ولديه متسع من الوقت؟
وجزاكم الله خيرا
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسبوق إذا دخل إلى الصلاة أحرم فوراً بتكبيرة الإحرام ودخل مع الإمام كيفما وجده.
ولا يقرأ دعاء الاستفتاح إلا إذا وجده قائماً في قراءة سرية وقد علم أنه يتمكن من قراءة الفاتحة بعد ذلك قبل أن يركع الإمام؛ وإلا فلا يقرأ دعاء الاستفتاح بل يقدم الفاتحة لأن دعاء الاستفتاح مستحب وقراءة الفاتحة واجبة.
أما إذا وجد الإمام في الركوع أو بعد الرفع منه أو في السجود... فلا يقرأ دعاء الاستفتاح لأن هذه الأماكن لها أذكارها الخاصة بها، ودعاء الاستفتاح محله القيام قبل الفاتحة وبعد تكبيرة الإحرام وقد فات.
والله أعلم.
29082
عنوان الفتوى:النائم إذا أتلف شيئا رقم الفتوى:29082تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : هل يستطيع الشخص وهو نائم التحرك وفعل أشياء دونما يشعر؟ (17/357)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد يحصل من بعض الناس تصرفات في حال نومهم من غير دراية منهم لذلك؛ بل قد يقومون بممارسة بعض أعمالهم الاعتيادية في حال اليقظة.
ولكن الذي نود أن ننبه إليه هنا: هو أنه إذا حصل من الإنسان اعتداء على الغير كإتلاف نفس أو مال فإنه يعتبر مسؤولاً عن ذلك ولو كان نائماً، فإن كان نفساً لزمته ديتها، وتدفعها عاقلته لأنه في حكم الخطأ، وإن كان مالاً ضمنه من ماله.
والله أعلم.
29088
عنوان الفتوى:من آدب الجوار رقم الفتوى:29088تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : جاري يؤذيني بترك ماشيته تأكل حرثي وقد قلت له بذلك كثيرا ورددت على أقربائه ولكن لم ينته فهل لي أن أترك ماشيتي لتأكل من زرعه حتى يعتبر بذلك وينتهي عما يفعل ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أمر المولى عز وجل بالإحسان إلى الجار بحسب الطاقة قال الله تعالى: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ) (النساء: من الآية36) .
ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن أذية الجار فضلاً عن ظلمه والبغي عليه، وجعل ذلك من الذنوب الموجبة لنقصان الإيمان، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن ! قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جأره بوائقه " والبوائق الغش والظلم كما جاء ذلك مفسراً في رواية حديث أحمد
وبناء على هذا؛ فلا يجوز لك أن تؤذي جارك، ولا أن تعتدي عليه؛ لكن إذا رأيت أنه مصر على فعله هذا وبذلت كل الطرق التي من شأنها أن تصده عن اعتدائه ولم تفد فيه، فلا حرج عليك حينئذ في رفع أمره إلى السلطات لرفع ضرره عنك، وأخذ الحق لك منه. (17/358)
والله أعلم.
29089
عنوان الفتوى:نقض الوضوء من أكل لحم الإبل حكم عام رقم الفتوى:29089تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : هل أكل لحم الجزور ( الجمال ينقض الوضوء ) أم أن هذا خاص بشيء معين ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالراجح من أقوال أهل العلم أن أكل لحم الجزور ينقض الوضوء لصحة الحديث بذلك، ففي صحيح مسلم عن البراء بن عازب قال: سئل رسول الله عليه وسلم عن لحوم الإبل فقال: " توضؤوا منها " وانظر الفتوى رقم 2062 ورقم 18943
ولم يثبت أن هذا الحكم خاص بحادثة معينة، وإنما هو عام لكل الناس.
والله أعلم.
29092
عنوان الفتوى:هل يسجد للتلاوة من قرأ على فراش النوم رقم الفتوى:29092تاريخ الفتوى:01 ذو الحجة 1424السؤال : -هل تجوز تلاوة القرآن على فراش النوم؟
- عند الوصول إلى سجدة,هل أسجد على الفراش؟ أم كيف؟
ولكم جزيل الشكر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج من قراءة القرآن على فراش النوم؛ بل يشرع له ذلك ولو كان مضطجعاً على جنبه: كما هو مبين في الفتوى رقم :
19472
وإذا وافق سجدة تلاوة فيشرع له السجود ولو على فراشه بشرط الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر، وطهارة البدن والثوب والمكان من النجس، وستر العورة، واستقبال القبلة، والنية.
لأن سجود التلاوة يشترط له على الصحيح ما يشترط لصلاة النافلة.
وانظر للمزيد الفتوى رقم 2769
والله أعلم.
29098
عنوان الفتوى:حكم شراء الأسهم في شركة الاتصالات والكهرباء..... رقم الفتوى:29098تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : ما حكم البيع والشراء في الاسهم مثل الاتصالات وشركة الكهرباء وطيبة للاستثمار والمواشي ونحو ذلك من غير؟ (17/359)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فللحكم على جواز بيع وشراء الأسهم في هذه الشركات المذكورة من عدمه لا بد لنا من الوقوف على أنشطة هذه الشركات وهذا لا يتيسر لنا الآن ولذلك فإننا سوف نحيلك على بعض الضوابط في بيع الأسهم فراجعها في الفتاوى التالية: 4142، 2420، 499، 28305.
والله أعلم.
29101
عنوان الفتوى:رد المصلي على السلام رقم الفتوى:29101تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : هل على المأموم رد السلام في الصلاة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا سلم أحد على المصلي سواء كان إمامًا أو مأموماً لم يكن له رد السلام بالكلام، فإن فعل بطلت صلاته، وهو قول أكثر أهل العلم كما ذكر ابن قدامة في المغني. روى مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول الله، كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا، فقال: إن في - أو في - الصلاة لشغلاً. هذا فيما إذا كان السلام بالكلام.
أما رد السلام بالإشارة فهو قول الجمهور أيضاً، وقد وردت به السنة، فقد روى أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلت لبلال: كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول هكذا، وبسط كفه وجعل بطنه أسفل، وجعل ظهره إلى فوق. هذا فيما إذا كان المقصود سلام من هو خارج الصلاة.
أما إذا كان المقصود سلام الإمام أو المصلين معه فقد ذهب الشافعية إلى أنه ينوي الرد عليهم، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: (17/360)
7821.
والله أعلم.
29103
عنوان الفتوى:يصح الاستنجاء بغير الماء مطلقاً رقم الفتوى:29103تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم...
ماحكم الصلاة إذا اكتفى الشخص بمسح أثر البول عوض الاستنجاء لشدة برودة الماء؟ وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يشترط في الاستنجاء أن يكون بالماء؛ بل يجوز أن يكون بالحجارة أو ما يقوم مقامها من الأشياء الطاهرة سواء كان في جو بارد أو في غيره، كما هو مبين في الفتوى رقم: 26771.
والله أعلم.
29104
عنوان الفتوى:يمكنك توكيل من يرفع أمرك للقاضي رقم الفتوى:29104تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : امرأة تقول أنا في عصمة زوج لمدة ثلاث سنوات حصل بيننا خلاف بعد العقد فلم يقم بنفقتي ولا المكالمة وطلبت منه أن يطلقني فأبى وأنا أعيش فى بلاد الغرب لذلك لم أجد قاضيا إسلاميا أعرض عليه قضيتي فهل يمكن لي أن الفسخ وكيف؟ أفيدوني أفادكم الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من القواعد المتفق عليها أن الضرر يزال، وجاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن: لا ضرر ولا ضرار. رواه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.
من هذا المنطلق نقول: إن المرأة إذا لم يقم زوجها بواجبه تجاهها من نفقة وكسوة وغير ذلك من حقوقها فلها أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي أو من يقوم مقامه ليأخذ لها حقها من زوجها أو يطلقها عليه، فإذا لم يتيسر لها من يأخذ لها حقها الشرعي لكونها في بلاد ليس فيها قاضٍ شرعي ولا من يقوم مقامه كالمراكز الإسلامية التي توجد في بلاد الغرب فلها أن توكل من يقوم بأمرها في بلد آخر من بلاد المسلمين.
والله أعلم.
29105
عنوان الفتوى:لكل بلد رؤيته سواء في رمضان أم غيره رقم الفتوى:29105تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : هل يصوم المسلمون يوم عرفة حسب التقويم أم عليهم أن يصوموا مع السعودية ؟ (17/361)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن المقرر شرعاً أن مطالع هلال الشهور القمرية تختلف من بلد لآخر، وعلى كل أهل بلد أن يلتزم اعتبار ظهور الهلال أو عدمه حسبما تقرر اللجنة المختصة بإثبات ذلك أو نفيه، ولا عبرة بالتقويم؛ لأنه يبنى غالباً على الحسابات الفلكية.
وبناءً على ذلك، فإذا كانت البلد التي تعيش فيها تعتمد رؤية الهلال عند البلاد السعودية لاتحاد المطلع معها، فيوم عرفة عندكم هو يوم عرفة عندهم، أما إن كانت بلدك تعتمد إثبات الهلال بنفسها فعليك أن تلتزم بها سواء وافقت البلاد السعودية أم لم توافقها، ولمزيد من الفوائد والأحكام راجع الفتوى رقم:
13807، والفتوى رقم: 14067.
والله أعلم.
29107
عنوان الفتوى:السعي إلى وحدة المسلمين في صيامهم وأعيادهم مطلوب رقم الفتوى:29107تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
كلنا نعرف أن الدول الإسلامية لا تحتفل بالأعياد في يوم واحد هل هذا جائز شرعا وماهي أسباب هذا الخلاف هل هو راجع للزمن أم ماذا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسبب الشرعي المعتبر لاختلاف المسلمين في يوم العيد هو اختلاف المطالع، فمن المعلوم أن بين المطالع تفاوتاً ملحوظاً، فقد يرى أهل بلد الهلال، ولا يراه أهل بلد آخر، والذي عليه المحققون من أهل العلم أن اختلاف المطالع معتبر، وقد بينا دليل ذلك في الفتوى رقم:
2536، والفتوى رقم: 6636 فلتراجعا.
وأما ما عدا ذلك فهي اختلافات سياسية لا يقرُّها الشرع، وعلى جميع المسلمين نبذ خلافاتهم والسعي إلى وحدة المسلمين في صيامهم وأعيادهم، ويجب عليهم الاجتهاد في إزالة العوائق والقضاء على بذور الخلاف والشقاق، نسأل الله لنا ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق. (17/362)
والله أعلم.
29109
عنوان الفتوى:الحكمة في موافقة الشرع رقم الفتوى:29109تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : لدى ابنتي خادمة نصرانية، تريد أن تسلم عن قناعة، ولكنها تخشى مفارقة زوجها وأطفالها ولذلك فهي مترددة،
وهذا يثير سؤال في أذهاننا، هل ندعو إلى الإسلام الرجال فقط، وغير المتزوجات، ونترك المتزوجات لجهنم والعياذ بالله؟
من يدخل في الإسلام ويكون مبتدئا يكون إيمانه ضعيفا ويحتاج إلى وقت ليصير ثابتا، وقد استشهد لي أحدهم بالسيدة أم حبيبة زوجة رسول الله حينما جاءها أبوها أبو سفيان فحجبت عنه فراش رسول الله لأنه كافر ... فقلت له يا أخي اتق الله، هل تقارن زوجة رسول الله بامرأة حديثة عهد بالإسلام ؟؟؟
لقد قرأت عدة فتاوى في هذا الموضوع وكلها عنيفة جدا، وغير منطقية، ولا تنظر إطلاقا إلى سبل الهداية وتيسيرها لشريحة من البشر، وليذهبوا إلى الجحيم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدعوة إلى الله تعالى وإرشاد الناس إلى سبيل الهداية أمر واجب على هذه الأمة، تُسأل عنه أمام الله تعالى، وهذه الدعوة توجه إلى الناس على مختلف أجناسهم وأصنافهم، لا فرق في ذلك بين الصغير والكبير، والذكر والأثنى، والمتزوج وغير المتزوج، فقد قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً [سبأ:28].
ثم إن الدعوة إلى الله تعالى تحتاج إلى سلوك سبيل الحكمة والموعظة الحسنة والرفق واللين، إلا أنه لا بد من مراعاة الشرع في ذلك، إذ أن الحكمة في موافقة الشرع. وإن المرأة إذا أسلمت وبقي زوجها على الكفر فإنها لا يجوز لها أن تمكنه من نفسها باتفاق العلماء، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: (17/363)
25469.
والأولى بالنسبة لهذه الخادمة أن يُبين لها الحكم وتُطمأن بأن زوجها أحق بها إذا أسلم، وأنها أحق بالأولاد من زوجها إذا بقي على الكفر، وينبغي أن تذكر لها محاسن دين الإسلام وترغب فيه.
والله أعلم.
29121
عنوان الفتوى:من أحسن الكتب الفقهية رقم الفتوى:29121تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : هل يوجد كتاب مطبوع يعرض كافة المسائل الفقهية في جميع أبواب الفقه بأسلوب سهل ويكون مبنيا على منهج التأصيل الشرعي مع ذكر الدليل الصحيح والترجيح ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من أحسن ما ألف في هذا المجال هو كتاب المغني لـ ابن قدامة، والمجموع لـ لنووي، وبداية المجتهد لـ ابن رشد. فقد تعرض أصحابها لجميع المسائل الفقهية أو أكثرها مع ذكر أدلتها والترجيح لما تعارض منها وسبب الاختلاف فيها.
والله أعلم.
29122
عنوان الفتوى:هل يزور أخاه إذا كان يقيم مع امرأة أجنبية رقم الفتوى:29122تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : لدي أخ يعيش مع امرأة بدون زواج منذ سنوات وقد دعاني لزيارته فهل ألبي الدعوة أم لا ؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه المرأة أجنبية عن أخيك -كما هو المفهوم من سؤالك- فإنه يعتبر عاصيًّا لله تعالى، مقيماً على ذنب من أخطر الذنوب وأعظم المنكرات، فيجب عليك أن تغير منكره هذا بقدر وسعك، فإن لم تستطع تغييره فانصحه، وإلا فلا تلبي دعوته إذا دعاك، بل الواجب عليك هو هجره ما دام مصرًّا على ما هو عليه إذا كان هجره يردعه عن معصيته، نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين. (17/364)
والله أعلم.
29123
عنوان الفتوى:لا بأس بتقسيم الوقت بين تعلم عدة علوم رقم الفتوى:29123تاريخ الفتوى:21 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز أن نخصص في التعلم وقتا لقراءة شيء من القرآن ووقتا للاستماع إلى شريط ووقتا آخر لقراءة كتاب أو مطوية؟
والسلام عليكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من تقسيم الوقت بين قراءة القرآن واستماع الأشرطة النافعة والقراءة في الكتب المفيدة، بل إن هذا مما يعين الشخص على الاستفادة من وقته أكثر، ويتخير من الأوقات ما يناسب العلوم التي يريد تعلُّمها.
وراجع الفتوى رقم:
5549.
والله أعلم.
29127
فتاوى
عنوان الفتوى:حول الحيض والنفاس رقم الفتوى:29127تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال: ما هو الحيض؟ وما هو النفاس؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم تعريف الحيض لغة وشرعاً والفرق بينه وبين الاستحاضة في الفتوى رقم: 20699.
وتقدم كذلك تعريف النفاس في الفتوى رقم: 11379، والفتوى رقم: 28868.
والله أعلم.
29129
عنوان الفتوى:موقف الشرع من القرض بفائدة للضرورة رقم الفتوى:29129تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : هل القرض بفائدة ممكن في بعض الحالات؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بين الله سبحانه وتعالى أن الضرورات تبيح المحظورات، ومن المقرر فقهياً أن الضرورة تقدر بقدرها، فقال الله -تبارك وتعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119]. (17/365)
وقال الله تعالى بعد ذكر بعض المحرمات: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:173].
ومعلوم أن الربا من المحرمات التي جاء بها نص القرآن، فتوعد عليها ما لم يتوعد على غيرها، فقال عز وجل: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279].
أي إن لم تتركوا الربا فقد حاربتم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن حارب الله ورسوله فليأذن بالحرب هو كذلك، ومع شدة حرمة الربا، وغلظ ذنب فاعليه، فقد أذن الله تعالى في فعله عند الضرورة كغيره من المحرمات، والاضطرار هنا يكون من المقترض لا من المقرض فيكون الذنب لاحقاً بغير المضطر منهما -وهو المقرض- لوجود الرخصة في حق المقترض دونه، وقد وضع العلماء للضرورة ضوابط لا بد من مراعاتها، لئلا تتخذ وسيلة لارتكاب المحرم دون تحققها، ومن أهم هذه الضوابط:
أولاً: أن تكون الضرورة قائمة لا منتظرة، فلا يجوز الاقتراض بالربا تحسباً لما قد يكون في المستقبل.
ثانياً: ألا يكون لدفع الضرورة وسيلة أخرى إلا مخالفة الأوامر والنواهي الشرعية، فلا يجوز الإقبال على القرض الربوي مع وجود البديل المشروع أو الأخف حرمة.
ثالثاً: يجب على المضطر مراعاة قدر الضرورة، لأن ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها، ولذلك قرر الفقهاء أنه لا يجوز للمضطر أن يأكل من الميتة، إلا بما يسد رمقه.
رابعاً: ألا يقدم المضطر على فعل لا يحتمل الرخصة بحال، فلا يجوز له قتل غيره افتداء لنفسه، لأن نفسه ليست أولى من نفس غيره، ونحو هذا.
فعلى السائل أن يستوعب ما ذكرناه جيداً، وليتذكر المضطر دائماً قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2]. (17/366)
وقوله تعالى: إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [الشرح:6]، وقوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62]، وراجع الفتاوى التالية:
10319، 24863.
والله نسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
2913
عنوان الفتوى:لا يجوز أخذ القروض من البنوك الربوية رقم الفتوى:2913تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم أنا تاجر وقد وقعت في دين كبير ولم يبق لدي إلا أحد حلين، الأول أن أقترض من البنك لكن بالربا، أو أن أعطي رشوة حتى أتمكن من الحصول على طلب شراءٍ مهم من إحدى الشركات؟ فأرجوا أن ترشدوني يرحمكم الله، وأن تنصحوني؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: أخي السائل الكريم : اعلم وفقك الله تعالى أنه لا تنزل مصيبة بأحد إلا بكسب يده أو بذنب اقترفه كما قال تعالى في محكم كتابه ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).[الشورى: 30]. فعليك أخي أن تكثر من الاستغفار وأن تكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله " وقد قال عليه الصلاة والسلام " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب ".[ رواه أبو داود وابن ماجة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما]. ثم اعلم أخي الكريم أنه ينبغي لك أن تحمد الله على أن المصيبة لم تكن في الدين فهي وإن عظمت إلا أن مصيبة الدين أعظم وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ".[ رواه الترمذي عن ابن عمر وهو صحيح ] ، وصدق عليٌ قال: إذا أبقت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بطائل واعلم أخي الكريم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرشد رجلاً اشتكى إليه عجزه في تأدية ما عليه أن يقول: " اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك ". [رواه الترمذي وقال عنه إنه حسن]. فأنت تلمس أخي الكريم من إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل إلى إن يدعو بهذا الدعاء أن فيه إشارة إلى أنه يخشى على هذا الرجل حينما تضيق عليه السبل أن يلجأ إلى الحرام ، فقال له قل: " اللهم اكفني بحلالك عن حرامك". [رواه الترمذي وقال عنه إنه حسن] ، وفيه لفتة عجيبة إلى أنه ينبغي على من وقع في مثل ما وقع فيه هذا الرجل أن يتقي الله وأن لا يلجأ إلى ما حرمه الله عليه فيكون بذلك قد خسر الدنيا والآخرة . واعلم يا أخي الكريم أنه لا يخفى على أحد الذل الذي يلحق بالمدين والهم الذي يصيبه فلذا كثر تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم منه فكان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن (17/367)
والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال". [رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه]. فالذي توصى به أخي الكريم هو ما يلي : 1 - أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله . 2 - أن تدعو بالدعاء المأثور الوارد سابقاً في الإجابة . 3 - احذر أن تقع فيما يغضب الله وذلك بأخذ الديون الربوية أو المعاملات التي فيها رشاوى فتكون قد أغضبت ربك . 4 - اعلم أن الله متى ما علم منك أنك ستحاول قضاء الديون التي عليك بالطرق المشروعة ، فإن الله سوف يعينك ويغنيك من فضله ، نسأل الله لنا ولك أن يقضي عنا الدين وأن يغنينا من الفقر. والله أعلم . (17/368)
29130
عنوان الفتوى:مدى مشروعية الخروج على الحاكم رقم الفتوى:29130تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : ما مدى مشروعية المظاهرة إسلاميا في بلد إسلامي يحكم حكما جبرياً؟ وهل يجوز الخروج على الحاكم والصدام معه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد مضى بيان حكم المظاهرات بضوابطها في الفتاوى التالية أرقامها:
5843، 5844، 15749.
أما الخروج على الحاكم، فمذهب أهل السنة والجماعة أنه لا يجوز الخروج على الحاكم إلا إذا بدا منه كفر بواح، ففي الحديث الصحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه برهان. رواه الشيخان.
ولا بد أن يثبت هذا الكفر عن طريق أهل العلم الذين يمتلكون الآلة الفقهية التي تمكنهم من إصدار مثل هذه الأحكام على الناس.
وليُعلم أن الحاكم إذا ارتد أو كان كافراً، فإن جواز الخروج عليه يدور مع المصلحة وجوداً وعدماً، فإذا ترتب على الخروج عليه مفسدة أعظم من المصلحة المرجوة من إزالته، ترك الناس الخروج عليه، وكذلك العكس، وذلك بناءً على عدة قواعد شرعية بنيت عليها كثير من الأحكام الفرعية، كقاعدة "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" وقاعدة "يرتكب أخف الضررين" وقاعدة "تحصيل أعلى المصلحتين"، وإننا لنوجه نصيحتنا لشباب الأمة من هذا المنبر بأن يتمسكوا بدينهم، ويتركوا اتباع الأهواء، ويعملوا بجد ودأب، ويسلكوا طريق الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يحذروا من اتباع أنصاف المتعلمين، الذين لم يتمكنوا من العلوم الشرعية، ولم يهتدوا لأهدافها ومقاصدها، لما في ذلك من الضرر العاجل في الدنيا، والآجل في الآخرة. (17/369)
والله أعلم.
29133
عنوان الفتوى:ما يلزم من ترك واجباً من واجبات الحج أو العمرة رقم الفتوى:29133تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : تركت واجباً من واجبات الحج فهل يجب دم وإن كان يجب فهل يمكن تكليف المؤسسات الخيرية بذلك على الرغم بأنهم يتبرعون بها للخارج؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن ترك واجباً من واجبات العمرة أو الحج لزمه الإتيان به إن بقي وقته وتمكن من أدائه، فإن كان قد انقضى وقته أو تعذر عليه أداؤه فينظر في تركه له إن كان بغير عذر فعليه بالتوبة والاستغفار من الإثم الذي لحقه وتلزمه فدية، وإن كان له عذر في ترك الواجب سقط عنه الإثم ولزمته الفدية فقط.
وفدية ترك الواجب هي عبارة عن شاة تجزئ في الأضحية، تذبح في الحرم وتوزع على فقرائه، ويجزئ فيه أن يشترك سبعه في بدنه أو بقرة. ولا حرج في تسليم قيمة الدم لإحدى الجمعيات الإسلامية الموجودة في الحرم وتوكيلها في الذبح لأنهم يذبحون الفدية في الحرم، وينقلون لحمها إلى خارج الحرم عند انعدام من يأخذ اللحم من فقراء الحرم، وهذا لا حرج فيه. (17/370)
أما إن كانت هذه الجمعيات تأخذ الهدي أو الفدية وتذبحها خارج الحرم أو تتصدق بقيمتها في الحرم أو في غيره فلا يجوز تسليمها إليها.
والله أعلم.
29134
عنوان الفتوى:لإذن بالحج صدر من رب العالمين رقم الفتوى:29134تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : ذهبت للحج ولم يكن معي تصريح ومر السائق عن طريق الجبل عند نقطة التفتيش والحمد لله وصلنا وقضيت مناسك الحج كاملة فهل الطريقة التي وصلت بها غير شرعية وهل توجد فيها مخالفة لأن البعض يخيفني وأنا حريص على أن يكون الحج صحيحا أفيدوني وفقكم الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أوجب الله على عباده الحج، فقال الله عز وجل: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً [آل عمران:97].
وجعل الحج من أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها، فقال صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم. وغيرهما.
فمن استطاع أن يحج البيت وجب عليه ذلك على الفور، على الراجح من قولي العلماء، وبناءً على هذا، فحجك بالصورة المذكورة صحيح إذا استوفى الأركان والواجبات التي يلزم الحاج فعلها،لأن الإذن بالحج قد صدر من رب العالمين سبحانه وتعالى، فلا تحتاج بعده إلى إذن أحد من خلقه، قال تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف:54]. والله أعلم.
29135
عنوان الفتوى:بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها رقم الفتوى:29135تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم (17/371)
إني أواجه مشكلة إني أفكر في شكل الله وأحيانا أتخيل أشكال غريبة، فأرجوكم أن تساعدوني، وهل هذا حرام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي أوقعك في هذه المشكلة أمران:
الأول: التصور الفاسد وتشبيه الخالق بالمخلوق، وقد أبطل الله ذلك بقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
وقوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص].
وعلاج هذا التصور الفاسد هو أن تعتقد اعتقاداً لا يخالطه ريب أن الخالق جل وعلا لا يشبهه شيء من المخلوقات وأنه منزه عن الأشكال والأبعاض، وأنه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وأنه تعالى لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام، قال تعالى: وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً [طه:110].
الثاني: استرسالك مع وسوسة الشيطان.. فالشيطان عندما يعجز عن صرف الإنسان عن عبادة الله يحاول أن يجره إلى الانشغال بما لم يُخْلَق له ولا يستطيع عقله المحدود الضعيف إدراكه وتصوره، وهو التفكير في ذات الله تعالى، وعلاج ذلك بالانصراف عن هذه الوساوس، والاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.
فالواجب عليك عند ورود هذه الوساوس الانصراف عنها ودفعها قدر استطاعتك، والاستعانة بمن بيده قلوب العباد، وسؤاله أن يعيذك من الشيطان ووسوسته.
والله أعلم.
29137
عنوان الفتوى:يجوز نتف الشعر من الوجه رقم الفتوى:29137تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : هناك شعرة تنبت فوق حاجبي الأيسر بحوالي سنتيمتر، فهل يجوز لي إزالتها؟ (17/372)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمحرم هو إزالة شعر الحاجب وهو النمص الذي جاء الشرع بذم فاعله وطالبه، كما ثبت من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات. رواه البخاري ومسلم وغيرهما، قال أبو داود: والنامصة هي التي تنقش الحاجب حتى ترقه، والمتنمصة هي المعمول بها. انتهى.
أما إذا نبت للمرأة شعر في وجهها فلها أن تنتفه ولا شيء عليها إن شاء الله.
ومما يدل على ذلك ما ذكره الحافظ في الفتح قال: أخرج الطبراني من طريق أبي إسحاق عن امرأته أنها دخلت على عائشة أم المؤمنين، وكانت -أي امرأة أبي إسحاق - شابة يعجبها الجمال، فقالت: المرأة تحف جبينها لزوجها، فقالت عائشة، أميطي عنك الأذى ما استطعت. انتهى.
وقال النووي في المجموع: لو نبت للمرأة لحية استحب لها نتفها وحلقها لأنها مثلة في حقها بخلاف الرجل، وكذا يستحب نتف وحلق الشارب والعنفقة. انتهى.
ويضاف إلى اللحية والشارب والعنفقة.. أي شعر ينبت في أي مكان من وجه المرأة سوى حاجبيها.
والله أعلم.
29138
فتاوى
عنوان الفتوى:شروط جواز تأجير المسلم نفسه لذمي رقم الفتوى:29138تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال: أعمل في جمعية قبطية فهل الراتب الذي أتقضاه على عملي حرام لأني أنا مسلمة وأقدم لهم خدمات ولكني أتقاضى على خدماتي لهم مرتبا فهل هذا المال حرام؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا لم يكن العمل في هذه الجمعية متضمناً أمرًا محرماً شرعاً من طباعة كتبهم الدينية أو مشاركة في أعمالهم الكنسية التنصيرية أو غير ذلك من الأعمال المحرمة أو التي فيها إعانة على كفرهم وشركهم فلا بأس في هذا العمل، والأجر المأخوذ عليه أجر حلال. (17/373)
فإن جماهير الفقهاء يقولون بجواز أن يكون المسلم أجيراً عند الذمِّي بشرط أن يكون العمل الذي يؤجر نفسه للقيام به مما يجوز له فعلُه، واستثنى بعض العلماء - ومنهم الحنابلة - الخدمة الشخصية، قال ابن قدامة في المغني: ولا تجوز إجارة المسلم للذمي لخدمته. نصَّ عليه أحمد. وعلّل ابن قدامة على عدم الجواز بقوله: ولنا أنه عقد يتضمن حبس المسلم عند الكافر وإذلاله له واستخدامه..
فأمَّا إن أجر نفسه منه في عمل معين في الذمة كخياطة ثوب وقصارته، جاز بغير خلاف فعله؛ لأن عليًّا رضي الله عنه أجر نفسه من يهودي يستقي له كل دلو بتمرة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فلم يُنكره، وكذلك الأنصاري، ولأنه عقد معاوضة لا يتضمن إذلال المسلم ولا استخدامه. وإن أجر نفسه منه لعمل غير الخدمة مدة معلومة جاز أيضاً. انتهى.
والله أعلم.
29139
عنوان الفتوى:خطأ بعض العلماء لا يسوغ اتهام الجميع رقم الفتوى:29139تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : أودُّ إعلام فضيلتكم أنني أرجو بأسئلتي هذه الورع والتقوى أصبحت في الفترة الأخيرة أقرأ وأسمع وأشاهد فتاوى أفتى بها علماء وفقهاء وشيوخ من جامع الأزهر ولكنها ليست من الإسلام في شيء ومن الناس من لا يميّز فيأخذ بالفتوى ويقول في ذمة المفتي وأصبحت أقول لكل من أرى(( إذا علمت أن فلاناً أو فلانة من الأزهر فاشطب ولا تستمع أبداً للقول ولا تأخذ منه شيئاً وأنا مسؤولة عن هذا الكلام)) فهل يجوز لي ذلك أم عليَّ الاستغفار والتوبة وعدم الرجوع إلى ذلك وعدم التعرض لأي عالم من علماء المسلمين؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يحق له أن يقول إن فتوى العالم الفلاني أو علماء الجهة الفلانية من الإسلام أو ليست من الإسلام، هم أهل العلم الثقات العدول، فما من أحد من أهل العلم إلا وهو رادً أو مردود عليه، وإنما يجب التسليم المطلق لله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهما المرجع عند التنازع، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59]. (17/374)
وأما عوام المسلمين وطلبة العلم، فالواجب عليهم كف ألسنتهم عن الخوض في أعراض العلماء، فإن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في أخذ منتقصيهم معلومة، ويجب عليهم التوبة والاستغفار من هذا الذنب العظيم الذي هو غيبة عامة لكل علماء الأزهر والمتخرجين منه، فكيف يلقى المسلم ربه، وخصومه هم هؤلاء العلماء والفضلاء الذين لا يحصيهم إلا الله ممن تخرجوا من هذه الجامعة العريقة التي لها قدم صدق في نشر الإسلام والذود عن حياضه، وخطأ رجل أو رجال لا يسوغ اتهام الجميع، فإن هذا من البغي الذي لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن جهة ثانية.. على العوام أن يقلدوا من العلماء من يثقون بدينهم وعلمهم وورعهم، فإنه إذا كان على العلماء أن يجتهدوا في الدليل، فعلى العوام أن يجتهدوا في تقليد الأعلم الأتقى.
والله أعلم.
29140
عنوان الفتوى:كيف يُعرف الدجال رقم الفتوى:29140تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : ظهرت صورة في الفتره الأخيره على حسب كلام الناس أنها صورة دجال ويتم توزيعها على الناس
الصورة هي http://www2.yawwar.com/strangepic/strange75.htm
أفيدونا وجزاكم الله خير وحتى نتمكن من الرد على أباطيل المخرفين في الإنترنت ولكم كل التقدير والاحترام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/375)
فقد سبق بيان صفة الدجال الواردة في الأحاديث، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها:
9300، 9715، 10491، 16525.
وهي غير منطبقه على الصورة الموجودة بالموقع، والدجال عند خروجه، لا تتوقف معرفته على صورته الظاهرة وحدها بل يعرف من خلال صورته وكفره وادعائه الربوبية، وما يجريه الله على يديه من الخوارق.
والله أعلم.
29142
عنوان الفتوى:إذا لم يكن المرء يشتهي الأكل فلا حرج أن يقدم الصلاة رقم الفتوى:29142تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم
غالبا ما أكون جائعة ولكنني لا أشتهي الأكل ولا أستطيع الأكل إلا بعد المغرب أو العشاء فهل يجوز لي أن أصلي وأنا جائعة ومعدتي خالية ؟؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد نص أهل العلم على كراهة الصلاة بحضرة الطعام أو الشراب والنفس تشتهيه، ويلحق بذلك كل ما في معناه مما يشغل القلب، ويذهب كمال الخشوع.
وذلك لما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " "لا صلاة بحضرة الطعام , ولاهو يدافعه الأخبثان" .
هذا إذا كانت نفسه تشتهيه.. أما إذا كان لا يشتهيه ولا يعبأ به فلا مانع من الصلاة بحضرته لأن علة النهي عن الصلاة بحضرة الطعام تعلق القلب به، وهي هنا منتفية.
والله أعلم.
29143
عنوان الفتوى:احترام العلماء وتقديرهم والتغاضي عن زلاتهم رقم الفتوى:29143تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال :
هل يجوز أن أتسمى بالسلفي؟ وهناك بعض الإخوة يقومون بالطعن في العلماء والدعاة مثل الشيخ عائض القرني والشيخ سلمان العودة وغيرهم الكثير البعض يتهمهم بأنهم خوارج والآخر يقول بأنهم يميلون للصوفية بل إن بعضهم تكلم في الشيخ العلامة بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء وعندما تسألهم لماذا يقولون لأن الشيخ ربيع المدخلي متكلم فيه فهل هم على حق وإذا كانوا غير ذلك فنريد منكم الرد؟ (17/376)
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من ورد ذكرهم في هذا السؤال هم من الدعاة المشهود لهم بسلامة المعتقد والحرص على السير على نهج السلف الصالح من أئمة الهدى، فالواجب تقديرهم، واحترامهم، وشكر ما يقومون به من جهد في الدعوة إلى الله والنصح لهذه الأمة، وما يقعون فيه من خطأ اجتهاداً منهم يثابون عليه،إذ أنهم بشر غير معصومين، فيسلك في بيان خطئهم أدب الإسلام، وهدي سيد الأنام، من غير غلو وتقصير ومن غير إفراط وتفريط , ولمزيد من الفائدة في ذلك نحيل السائل على الفتاوى تحت الأرقام التالية:
11967، 4402، 19536.
أما بخصوص التسمي بالسلفية فهوا أمر جائز؛ ويجب اتباع منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين في العقيدة والعبادة والسلوك، وأنعم بهم من قدوة، فحق لمن اتبع سبيلهم أن يفخر بذلك، لاسيما في هذا الزمان الذي انتشرت فيه البدع والخرافات، وقلّ فيه النصير لهذا المنهج، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى بالرقم:
5608.
والله أعلم.
29145
عنوان الفتوى:نهي الزوج زوجته عن المصافحة رقم الفتوى:29145تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
زوجي يكره المصافحة وأنا أحياناً أحرج عندما يأتي بعض الأقارب ويصافح وخاصة أنني كنت أصافح فقط القريب وأنا أحرج وزوجي يغضب مني جداً ولكني أحياناً لا أعرف كيف أتجنب المصافحة مع العلم أنني لا أصافح الغريب وأن من أصافحهم هم إما من الذين كنت أعتبرهم إخوة لي وكنت أعلمهم وأطعمهم ومنهم مثل أبي أرجو الرد؟ (17/377)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم حكم المصافحة في الأجوبة التالية أرقامها:
1025، 15995، 12503.
وبالرجوع إلى تلك الأجوبة يتبين أن المصافحة منها ماهو محرم، ومنها ما ليس محرماً.
لذا فإنا نقول للسائلة: إذا كان من تصافحين من النوع الذي لا يجوز مصافحته لكونه أجنبياً عنك أو تخشي من مصافحة الفتنة فيجب عليك أن تكفي عن مصافحة ولو رضي الزوج بها، أما إذا كان من تصافحين من محارمك ولم تكن هنالك ريبة فالأصل الجواز؛ لكن إذا كان ذلك يغيظ الزوج وينهى عنه فإنه يجب طاعته عليك في غير معصية، وترك مصافحة المحارم أعلى درجاتها الجواز.
والله تعال أعلم.
29147
عنوان الفتوى:الجمع بين نية الكفارة ونية النافلة رقم الفتوى:29147تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : حلفت على زوجتي ( قلت لها ثلاثة بالله العظيم لئن خرجت من المنزل بدون علمي تكونين طالقا)
وهل إذا صمت العشر الأوائل من ذي الحجة وفي الثلاثة أيام الأول صمت بنية الكفارة وصيام العشر من ذي الحجة فما حكم الإسلام في هذا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالظاهر -والله تعالى أعلم- أن ما صدر من السائل يعتبر يميناً بالله تعالى على طلاق زوجته إن خرجت بدون علمه، وعليه؛ فإذا خرجت بدون علم منه فهو يخير بين أن يبر يمينه ويطلقها، وبين أن يكفر عن يمينه ولا يطلق زوجته. أما بخصوص جمع بين نية الكفارة - على فرض وجود من لزمته- مع كفارة مع صيام أداء الكفارة وصيام العشر من ذي الحجة، فقد سبق بيان الحكم فيه وذلك بالفتوى رقم: (17/378)
6579.
وفي ختام هذا الجواب ننبه السائل إلى أنه ينبغي حفظ اللسان عن التلفظ بالطلاق لما يترتب عليه من الوقوع في الحرج.
والله أعلم.
29153
عنوان الفتوى:إطلاق لفظ "سيد" بين الجواز والمنع رقم الفتوى:29153تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : ما حكم مناداة الكافر بلفظ ياسيد ويا صديق ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز قول سيدي أو سيدنا للمنافق والكافر لحديث: لا تقولوا للمنافق سيدنا , فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم. رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني في صحيح الجامع وكذلك لفظ صديق ؛ لأن مناداة الكافر بلفظ صديق يشعر بأنه له على المسلم من المودة والاحترام والنصرة ما يحرم أن يكون لكافر؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَق [الممتحنة:1] وقال جل وعلا أيضاً: تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُون [المائدة:80] والولاية والموالاة هي المحبة والنصر.
أما مناداته بلفظ: يا سيد الفلانيين ؛ فهي جائزة لأنه سيد أهله أو سيد قبيلته, أونحو ذلك، وفي الترتيل وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَاب [يوسف: 25].
وكانت العرب تسمي رؤساء القبائل والكبراء (سادة ) ( سيد بني فلان ) (17/379)
ومثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم " لما سأل بعض العرب: من سيدكم يابني فلان؟ أي من رئيسكم ؟
ومن باب أولى أن يجوز إطلاقها على المسلم, قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
وإنما يكره أن يخاطب بـ( ياسيدي ) ( ياسيدنا ), لأنه لما قيل للرسول صلى الله عليه وسلم: أنت سيدنا، قال: السيد الله تبارك وتعالى. ولأن هذا قد يكسبه غروراً وتعظماً فينبغي ترك ذلك, فيقال: يا فلان, أو يأ أبا فلان.. بالأسماء والكنى والألقاب التي تعرف.
وأما إطلاق كلمة السيد بالألف واللام كقولك: يا السيد فلا يجوز ولو على المسلم, لأن السيد هو الله, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: السيد الله. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
والله أعلم.
29161
فتاوى
عنوان الفتوى:الحبة السوداء منافع وشفاء رقم الفتوى:29161تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال: الإخوة الأكارم
أكرمكم الله وجزاكم خيراً
الرجاء بيان حرمة أو حِلّية "حبة البركة" هكذا نسميها في الأردن وهي عادة توضع على الطعام لإعطاء نكهة مميزة حرام أم حلال، حيث تباينت فيها آراء العلماء بين محلل ومحرم؟!
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعرف ماذا يقصد الأخ بحبة البركة هذه.. فإن كان يقصد الحبة السوداء وهي الشونيز بلغة الفرس، فلا شك في إباحتها وهي كثيرة المنافع جداً، وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام. رواه البخاري ومسلم.
وإن كان القصد بحبة البركة جوزة الطيب، فقد تقدم حكمها مفصلاً في الفتوى رقم:
16440، والفتوى رقم: 18576.
والله أعلم.
29165
عنوان الفتوى:فتاوى تتعلق بالعقيقة رقم الفتوى:29165تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : عندي ثلاثة أبناء ولم أعمل لهم عقيقة حيث أنني لم أكن أعلم بها وأيضا لضيق ذات اليد فما العمل الآن وما حكم العقيقة وكيف تؤدي أفيدوني أفادكم الله؟ وجزاكم الله خيراً. (17/380)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعقيقة سنة مؤكدة وسبق بيان أحكامها في الفتوى رقم: 18630، والفتوى رقم: 15288، والفتوى رقم: 16868.
وذكرنا في هذه الفتاوى أن الرأس من غير الإبل والبقر لا يجزئ إلا عن ولد واحد، وانظر الفتوى رقم: 2287 ففيها بيان ما احتواه سؤالك.
والله أعلم.
29172
عنوان الفتوى:السعادة كنز ثمين يمكن تملُّكه رقم الفتوى:29172تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : ما هو السبيل إلى السعادة أفيدوني جزاكم الله عنا ألف خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسعادة هي تلك الجنة التي ينشدها كل الناس، وقليل منهم من يوفق إلى سلوك طريقها الصحيح، والأكثر يطلبها في غير موضعها، فيزداد شقاء إلى شقائه، وتعاسة إلى تعاسة، فيظن أكثر الناس أن السعادة في الغنى والمال، لكننا وجدنا كثيراً من الأغنياء في شقاء حقيقي، ويظن آخرون أن السعادة في كثرة الأولاد الذين هم زهرة الحياة وزينة الدنيا، ولكننا وجدنا كثيراً من هؤلاء يعاني من أولاده الأمرين.
ويظن البعض أن السعادة في الشهرة والوجاهة والمناصب العالية، ولكننا وجدنا كثيراً من أصحاب الشهرة والمناصب يموتون منتحرين !!
إذاً أين السعادة إذا لم تكن في وفرة المال ولا كثرة الأولاد ولا سطوة الجاه ؟ السعادة كما يقول أحد العلماء: شيء معنوي لايرى بالعين ولا يقاس بالكم ولا تحتويه الخزائن ولا يشترى بالدنيا ...، السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه،... صفاء نفس وطمأنينة قلب وانشراح صدر وراحة ضمير.
وهذا كله تجده في الإيمان العميق بالله سبحانه وفي ذكره ومراقبته والعمل الصالح ابتغاء وجهه، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]. (17/381)
وقال: من عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97].
هذا الإيمان والعمل الصالح هو الذي جعل السلف يقولون: إننا في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف. وقالوا: إنه لتمر علينا ساعات نقول فيها لوكان أهل الجنة في مثل ما نحن فيه إنهم لفي عيش طيب
فالسعادة إذاً شجرة ماؤها وغذاؤها الإيمان الحق بالله وبالدار الآخرة, ومهما أوتي الإنسان من الأسباب المادية فلن يصل إلى السعادة إذا خلا قلبه من الإيمان وعقله من القرآن وهدفه من مرضاة الله، ونحن هنا لا ننكر دور المادة في تحقيق السعادة.. لكننا نقول: إن الإيمان يغني عنها ولكنها لا تغني عن الإيمان، فإن اجتمع للمسلم الإيمان والمال فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وفي الحديث: من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح. رواه أحمد بإسناد صحيح.
والله أعلم.
29173
عنوان الفتوى:طاعة الزوج في المعروف من أوجب الواجبات رقم الفتوى:29173تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوج بفضل الله من إنسانة متدينة وعندي طفلة عمرها سنة، وزوجتي كانت في إجازة خلال هذه السنة لرعاية الطفلة، وهي تريد أن تعود للعمل الآن، ولا يوجد من يعيش معنا لرعاية الطفلة، مع العلم بأن دخلي جيد جدا بفضل الله ولا أحتاج لمال من عمل زوجتي، وعندما طلبت منها أن تجدد الإجازة لمدة عام آخر فقط رفضت بشدة، وقالت إنها ستطلب من أمها أن تأتي لتعيش معنا وترعى الطفلة أو أن تدخلها حضانة في هذه السن، وأنا لا أريد هذا ولا ذاك، وحاولت اقناعها بشتى الوسائل، ولكن لا فائدة، لدرجة أنها خيرتني بأن تعيش معي في حياة كلها تعاسة ونكد، أو أن ننفصل إذا أصررت على رأيي لأني من وجهة نظرها أناني. فماذا أفعل؟ وكيف أقنعها؟ أفيدوني أفادكم الله؟ وجزاكم الله خيراً. (17/382)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على الزوجة طاعة زوجها، ما لم يكن في معصية الله تعالى، وطاعة الزوج مقدمة على طاعة كل أحد حتى الوالدين، لأن حقه عليها بعد زواجها به أعظم من حق والديها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب. انتهى
وهذا الحق للزوج، لا ينفي حقوق الزوجة على زوجها من نفقة وكسوة وسكنى وغير ذلك، ولمعرفة المزيد من الفائدة عن هذه الحقوق تُراجع الفتاوى التالية أرقامها:
4180، 19419، 13748.
وبما أن هذه الحقوق قد جاءت بصورة تبادلية، فالواجب على كل واحد من الطرفين أن يؤدي ما عليه ليطلب ما له، لأن كل حق في الشريعة يقابله واجب من الواجبات، فإذا قصر أحد الطرفين فيما عليه أثر ذلك فيما له، وأدى إلى اضطراب الحياة ووقوع الشقاق والفرقة، فضلاً عما فيه من إغضاب لرب العالمين -سبحانه وتعالى- وإن من أوجب واجبات الزوجة طاعة زوجها في المعروف، ولهذا فإن أمْر الزوج السائل لزوجته بترك العمل يوجب عليها طاعته فيه ولو كان عملاً مباحاً، فإن لم تفعل فهي عاصية لربها وناشز في حق زوجها، وقد سبق بيان حكم الناشز في الفتوى رقم: (17/383)
17322، والفتوى رقم: 9904.
كما سبق بيان حكم الزوجة إذا تعارض حق طاعة الزوج مع العمل في الفتوى رقم:
23844، والفتوى رقم: 15500.
ومع هذا.. فإننا نوصي كلا الزوجين أن يتفهما الأمر، ويحاولا التوصل إلى حل وسط تسير معه الحياة على منهاج قويم، ولا يكون ذلك إلا بانتفاء الشح بينهما، إذ كل واحد من الزوجين شحيح عند الخصام أن يتنازل لصاحبه، ولذلك أمرهما الله بالإحسان، عند ذكر آية الصلح فقال: وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء:128].
ولتعلما أن الحياة الزوجية حبل متين، وميثاق غليظ، لا ينبغي للزوجين أن يفرطا فيه عند أول نسمة من ريح الخلاف والشقاق، والله تعالى نسأل أن يوفق بينكما، وأن يجمع بينكما في خير.
والله أعلم.
29179
عنوان الفتوى:الرضاع المستوفي للشروط تنبني عليه أحكامه رقم الفتوى:29179تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : طفل رضع من جدته لأمه فصار أخا لها وصار يرى كل بنات خالاته وأخواله لأنه خال لبنات الخالات وعم لبنات الأخوال من الرضاعة فهل يصح مثل هذا الرضاع دلونا على مرجع فيه تفصيل المسألة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان هذا الطفل قد رضع من جدته لأمه في فترة حولي الرضاع خمس رضعات مشبعات، فتصير جدته أماً له من الرضاع، وأخواله وخالاته إخوان له، فيكون محرماً لبنات خالاته وبنات أخواله، لأن الرضاع يحرم ما يحرم النسب للحديث الصحيح: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب. متفق عليه من حديث عائشة. (17/384)
أما المرجع في مسألة تحريم الرضاع فلا يخلو كتاب فقهي منها، ولكن لك أن تقرأ في كتاب "فقه السنة" للسيد سابق رحمه الله، أو تفسير آية المحرمات من النساء في سورة النساء 23 من تفسير القرطبي "الجامع لأحكام القرآن".
والله أعلم.
2918
عنوان الفتوى:يجوز اتخاذ كلاب الحراسة لحفظ البيوت والدور عند الحاجة رقم الفتوى:2918تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما حكم وجود الكلب في المنزل؟ علما بأن الكلب يبقى في حديقة المنزل للحراسة دون دخوله إلى داخل المنزل
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبهأما بعد:
فثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اتخذ كلباً إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط." ففي الحديث نهي عن اقتناء الكلاب إلا ما استثني منها في الحديث، وقاس بعض أهل العلم على ذلك اتخاذها لحفظ البيوت والدور وحراستها إذا احتيج إلى ذلك. والله أعلم.
29180
عنوان الفتوى:حكم من كرر التكبير سهوا رقم الفتوى:29180تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجب أن أسجد للسهوإذا قلت الله أكبر مرتين عند الانتقال من ركن لآخر في الصلاة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يشرع لمن زاد في الصلاة تكبيرة أو تسبيحة سهواً أن يسجد سجدتي السهو بعد السلام جبراً لتلك الزيادة على سبيل الاستحباب وليس الوجوب، قال في المغني بعد أن حكى في المسألة روايتين قال: والثاني: يشرع له السجود؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس. رواه مسلم. فإذا قلنا يشرع له السجود فذلك مستحب غير واجب. انتهى. (17/385)
والله أعلم.
29181
عنوان الفتوى:يقدم العمرة على النكاح إلا إذا خاف على نفسه العنت رقم الفتوى:29181تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : أريد أداء العمرة بالرغم من أني لم أتزوج إلى الآن فهل أعتمر أم أضيف هذا المبلغ لكي يساهم في نفقات الزواج ؟ علما بأن سني 24 عاماً؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى وجوب العمرة مرة في العمر كالحج، وذلك إذا توفرت الشروط الموجبة لذلك، ومن جملتها توفر المال اللازم لذلك، لكن إذا كان الإنسان يخاف على نفسه الوقوع في الزنا، وليس لديه مال يكفي لأداء العمرة، ودفع تكاليف الزواج فإنه والحالة هذه يقدم النكاح، قال ابن قدامة في المغني:( وإن احتاج إلى النكاح وخاف على نفسه العنت قدم التزويج لأنه واجب عليه ولا غنى به عنه فهو كنفقته، وإن لم يخف قدم الحج لأن النكاح تطوع. ) انتهى.
والحاصل: أنه إذا كان السائل يخاف الزنا قدم النكاح على العمرة وإلا قدم العمرة عليه.
والله أعلم.
29185
فتاوى
عنوان الفتوى:التسمي بأسماء الآلهة حرام رقم الفتوى:29185تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال: هل يجوز تسمية اسم نصراني أو اسم آلهة أو صنم خصوصا أن اسمي نصراني من دون أن أعلم؟ مثل: مايا، يارا؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن للأسماء تأثيراً على النفس البشرية، ولهذا اعتنى الإسلام بها عناية خاصة، وأمر باختيارها وتحسينها، ومنع التسمية بالأسماء المختصة بغير المسلمين سواء كانوا نصارى أو كانوا غيرهم، وهي التي تحمل شعاراتهم ومعاني دينهم. (17/386)
ويشتد المنع إذا كانت الأسماء لآلهة أو أصنام، أو فيها معنى التعبيد لغير الله تعالى من المخلوقات، ويجب على من تسمى بشيء من ذلك أن يغير اسمه فوراً اتباعاً لسنة نبيناً صلى الله عليه وسلم حيث كان يغير الأسماء المكروهة.
والمسلم لا يرضى لنفسه أو ولده.... أن يدعى بشيء من هذه الأسماء الفاسدة التي تنافي عقيدته وأخلاقه، ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 20275.
والله أعلم.
29186
عنوان الفتوى:حكم هدية الوالد لابنه الحاصل على شهادة تعليمية رقم الفتوى:29186تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : السلام
لقد أعطاني والدي مبلغا من المال عند حصولي على الماجستير وأنا الوحيد من إخوتي الذي وصل لهذا المستوى
فهل هذا المبلغ حلال علي لأن إخوتي لم يأخذوا مثله لأنهم لم يتحصلوا على هذه الشهادة ؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على الأب التسوية بين أبنائه في العطية فلا يعطي بعضاً دون بعض على القول المعتمد من أقوال أهل العلم ما لم يكن ذلك لسبب وجيه، قال ابن قدامة في المغني: فإن خص بعضهم لمعنى يقتضي تخصيصه مثل اختصاصه بحاجة أو زمانة أو عمى أو أكثر عائلة أو اشتغاله بالعلم أو نحوه من الفضائل. انتهى.
وعلى هذا؛ فإن هبة الوالد لك على هذا النحو جائزة تقديراً منه على ما بذلته في تحصيل العلم، وانظر الفتوى رقم: 28403.
والله أعلم.
29187
عنوان الفتوى:حكم قص شعر المرأة من الأمام رقم الفتوى:29187تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : ما حكم قص الشعر من الأمام للمرأة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/387)
فيجوز للمرأة أن تقص شعرها من أي ناحية لغرض صحيح مثل التزين لزوجها؛ لكن بشرط ألا يكون في ذلك تشبه بالرجال أو بالنساء الكافرات، ودليل هذا ما أخرجه مسلم في صحيحه من أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كنَّ يأخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة، وانظري الفتوى رقم: 5516.
والله أعلم.
29190
عنوان الفتوى:من أراد النسك وكان دون المواقيت يحرم من حيث هو رقم الفتوى:29190تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : أنا من سكان مكة وأخي من سكان جدة ولدى أخي خادمة وأرادت هذه الخادمة أن تحج فأرسلها أخي لي في مكة من يوم السادس من ذي الحجة على أن أرسلها مع حملة من حملات الحج في يوم الثامن.
ولكن هذه الخادمة نوت للإحرام بالحج من منزلي بمكة في اليوم الثامن فهل هناك خطأ ما أفيدونا إفادة تفصيلية جزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأولاً يجب أن يعرف حكم استقدام الخادمة وسفرها من بلادها إلى بلد آخر بغير محرم، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 1962، وذكرنا فيه الضوابط والمحاذير المتصلة به.
أما بالنسبة لسؤالكم فالراجح جواز ذهابها من جدة إلى مكة لأداء الحج أو العمرة إذا كان الحج أو العمرة مما يجب عليها، لكن يشترط أن تكون برفقة صالحة مأمونة وأن تكون هي مأمونة في نفسها، ويجب عليها أن تحرم من جدة مكان إقامتها؛ لأن من أراد الحج أو العمرة وكان دون المواقيت فيحرم من حيث هو فلا يتجاوز موطنه بغير إحرام، وبما أنها لم تحرم إلا في مكة.. فإن كانت جاهلة بالحكم سقط عنها الإثم ولزمها دم، وهو شاة تذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم لتركها الواجب، وإن كانت عالمة بالحكم لزمها الدم ولحقها الإثم، فعليها أن تستغفر وتتوب من تفريطها وحجها صحيح على كل حال.
والله أعلم.
29192
عنوان الفتوى:الكم ليس من مواطن المسح رقم الفتوى:29192تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجوز للمرأة أن تمسح على كم العباءة للوضوء نظراً لأنها تتوضأ وسط جمع من الرجال أو لأن كم العباءة ضيق يصعب تشميره مع العلم أنها لبست العباءة على وضوء؟ (17/388)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تمسح على كم ثوبها للوضوء، ولا يصح وضوءها بذلك؛ لأن الكم ليس من المواطن التي أجاز الشارع مسحها كالخفين والعمائم والعصائب والجبائر والجوارب.
وكون العباءة ضيقة يصعب تشميرها ليس عذراً يترك له الوضوء، فعلى المرأة أن تخيط أكمام ثيابها بما يتم لها الوضوء.
وأما كون الرجال ينظرون إليها فيمكنها الاحتراز عنهم، ويمكنها أخذ الماء والوضوء بعيدًا عن المكان المخصص للوضوء إذا كان الرجال يطلعون على من تكون فيه.
والله أعلم.
29193
عنوان الفتوى:لا مانع من إظهار الصدقة لقصد حسن رقم الفتوى:29193تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : أود أن أهدي بعض المساجد نسخاً من القران الكريم وأود أن أكتب عليه من الداخل عبارة
--وقف لله تعالى إهداء من د/ محمد رضوان--
وذلك دعوة لكي يتخذني الآخرون قدوة في ذلك فهل يعتبر هذا من قبيل الرياء والسمعة أو أبتعد عنها لكي يكون عملي خالصا لوجه الله ولا يداخله أي شعور آخر ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج على المسلم في إظهار القربات أمام الناس إذا أمن على نفسه الرياء، بل قد يكون مأجورًا إذا أراد حث الناس على مثل فعله، وإن تأسى به أحد في فعل الخير كان له مثل أجر ما فعله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجرهم شيء" رواه مسلم ولا نرى أن تكتب اسمك على المصاحف؛ لأن المقصد المذكور يتحقق بإظهار الصدقة وحث الناس عليها أو كتابة فاعل خير عليها دون كتابة اسم المتصدق قطعاً للرياء ولدابر الشيطان. (17/389)
والله أعلم.
29194
عنوان الفتوى:الضرورة المبيحة للحرام يحددها الشرع وليس البشر رقم الفتوى:29194تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : أخذت مبلغ عشرة آلاف جنيه مصري قرضا من البنك للضرورة وأقوم بسدادها كل شهر بدفع 80% من
المرتب فهل علي هذا المبلغ زكاة وأنا لا أملك دفع أي شيء آخر وشكراً؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان هذا القرض بغير فائدة ربوية فالزكاة فيه واجبة إذا كان قد بلغ النصاب الشرعي وحال عليه الحول وهو بالغ النصاب بعد أن يخصم منه الدين الذي عليك، فإذا لم يفضل بعد خصم الدين نصاب فلا زكاة؛ لأن الراجح من أقوال أهل العلم أن الدين يمنع الزكاة.
وراجع الفتوى رقم:
6336.
أما إن كان هذا القرض بفائدة ربوية فإنه قرض ربوي محرم يلزمك التوبة منه والاستغفار والندم على ما فعلت، وليس كل ضرورة تبيح للمسلم أكل الحرام والتعامل به، وإنما يجوز ذلك عند الضرورة التي تبيح أكل الميتة، أما قبل أن يصل المسلم إلى هذا الحد من المشقة والضرورة فلا، كما هو مبين في الفتوى رقم:
9666، والفتوى رقم: 22106.
وعليه؛ فإن هذا المال قد قبضته بعقد فاسد محرم، والمقبوض بعقد فاسد لا يفيد ملكه ولا يجيز لك الانتفاع به ولا التصرف بأي وجه من وجوه التصرف حكمه حكم ما لا تملك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: المقبوض بالعقد الفاسد يجب فيه التراد من الجانبين، فيرد كل منهما على الآخر ما قبضه منه، كما في تقابض الربا عند من يقول: المقبوض بالعقد الفاسد لا يملك كما هو المعروف من مذهب الشافعي وأحمد. انتهى. (17/390)
وعليه؛ فإذا كان هذا المال لازال معك فيلزمك إرجاعه إلى البنك ولا يلزمك دفع فوائده، فإن أجبرت عليها فتؤديها، ولا يكون ذلك مبرراً لك في أخذ المال المقترض بالربا والتصرف فيه.
والله أعلم.
29195
عنوان الفتوى:من أحدث وهو في الطواف رقم الفتوى:29195تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : قد حججت هذا العام وفي أثناء طواف الوداع أحدثت في منتصف الشوط الرابع فخرجت للوضوء ثم استكملت الطواف من نفس النقطة التي توقفت منها في الشوط الرابع علما بأني كنت أطوف في الدور الثاني. فما حكم ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي عليه أكثر أهل العلم أن الطهارة من شروط الطواف، وعليه فمن انتقضت طهارته أثناء الطواف قطع الطواف وتوضأ، ثم هل يبني على طوافه من حيث توقف -أي الموضع الذي وصل إليه- أم يبتدئ الطواف من جديد ؟ محل خلاف عند العلماء ؟
فالشافعية ذهبوا إلى أنه يبني ولا يبتدئ، قال صاحب المهذب: وإن أحدث وهو في الطواف توضأ ويبني؛ لأنه لا يجوز إفراد بعضه عن بعض، فإذا بطل ما صادفه الحدث منه لم يبطل الباقي فجاز له البناء عليه. انتهى.
قال الإمام النووي في شرحه للمهذب: فرع: حيث قطع الطواف في أثنائه بحدث أو غيره وقلنا يبني على الماضي، فظاهر عبارة جمهور الأصحاب أنه يبني من الموضع الذي كان وصل إليه. انتهى.
وما ذهب إليه الشافعية من البناء وافقهم عليه الحنابلة في رواية عنهم، وإليه ذهب مالك في رواية عنه.
وعليه؛ فالراجح فيمن وقع منه الحدث أثناء طوافه أن يبني ويبتدئ من حيث وصل؛ لأن الموالاة في الطواف تسقط بالعذر، ومن وقع منه الحدث في طوافه معذور يجوز له البناء. (17/391)
والله أعلم.
29196
عنوان الفتوى:صيغ التكبير متعددة رقم الفتوى:29196تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال :
سؤالي حول التكبيرات عقب كل صلاة مفروضة في أيام التشريق الثلاثة حيث يتم التكبير بعد كل صلاة مفروضة بشكل جماعي في المسجد (الله أكبر ثلاث مرات، لا إله إلا الله، الله اكبر مرتين، ولله الحمد) يتم التكبير بهذا الشكل ثلاث مرات بعد كل صلاة مفروضة من أيام عيد الأضحى المبارك هل هي مأخوذة عن السنة المحمديه الشريفة وماهو الإسناد فيها؟ وجزاكم الله ألف خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتكبير في أيام التشريق مما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم بأسانيد صحيحة، كما هو مبين في الفتوى رقم: 7335.
وليعلم الأخ السائل أن صيغ التكبير المروية عن الصحابة متعددة والأمر فيه سعة، وللفائدة أكثر أنظر الفتوى رقم: 18435.
والله أعلم.
29197
عنوان الفتوى:تخيَّر من أساليب النصح أحسنها، ومن الوسائل أنفعها رقم الفتوى:29197تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم
أعيش في أمريكا ويعيش في نفس المدينة التي أعيش فيها خالي، خالي لا يصلي أبداً، وهو صاحب شخصية قوية، أي من الصعب إقناعه بالصلاة، فما هي الطريقة المناسبة التي تجعلني أنصحه؟
جمعناالله( عزوجل ) وإياكم في جناته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المسلم أن يبذل النصح وليس عليه هداية المنصوح، فالهداية بيد الله تعالى، قال الله عز وجل: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56].
وعلى الناصح أن يختار من أساليب النصح أحسنها، ومن الوسائل أنفعها، قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]. (17/392)
ولو أن الناس تركوا النصح بحجة عدم قبول المنصوح للنصح وإصراره على المعصية لبطل النصح، وتعطل واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فلا تيأس أيها الأخ الكريم، بل كرر النصح وعددَّ الوسائل من النصيحة بالمشافهة إلى إهدائه كتاباً أو شريطاً، أو سلط عليه من يحترمهم، ويسمع لكلامهم، فوسائل الدعوة كثيرة.
نسأل الله لك الإعانة، ولخالك الهداية.
والله أعلم.
292
عنوان الفتوى:صبغ جزء من الحاجب ليس نمصاً رقم الفتوى:292تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1421السؤال : ماحكم صبغ أو تغيير لون جزء من الحواجب لتكون رقيقة كبديل عن النمص، فهل تأخذ حكم النمص ؟مع العلم أن المراد التزين للزوج . وجزاكم الله خيراً
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:
فإن هذا الأمر لا يدخل تحت النمص المنهي عنه إن شاء الله، لأنه من باب صبغ الشعر وصبغه جائز إذا تجنب اللون الأسود فالصبغ به مكروه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "غيروا لونه - يعني شيب أبي قحافة والد أبي بكر- واجتنبوا السواد" رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه . والله أعلم.
29201
عنوان الفتوى:يرجى لمن قصر ثم حلق أن ينال الثواب رقم الفتوى:29201تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : السؤال هو / رجل حج وانتهى من الحج ورمى الجمرات وقصر ولم يحلق وعندما خلع إحرامه ونام وجلس من النوم ذهب وحلق بالموس فهل له أجر على الحلق ولم يطف بالبيت إلا بعد الحلق ,,
فهل الأجر حاصل إن شاء الله ؟؟؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كلاً من الحلق والتقصير مجزئ حاصل به المقصود؛ لقول الله تعالى حاكيًّا حال قاصدي بيت الله الحرام: مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ [الفتح:27]. (17/393)
وبناء على هذا؛ فإن ما فعله هذا الأخ من التقصير كان مجزئاً عنه، وهو غير مطالب شرعاً بما سواه ما دام قد فعله.
أما الآن وقد حلق بعد ما قصر فنرجو أن لا يحرم الأجر والمثوبة على ذلك إذا كان قصده أن يتدارك الأمر ويفعل الأفضل ويلتمس الدخول في جملة الذين كرر النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لهم بالرحمة، حيث قال: اللهم ارحم المحلقين، وقالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: اللهم ارحم المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: والمقصرين. متفق عليه.
والله أعلم.
29208
عنوان الفتوى:الدعوة إلى الله بصدق قد تؤهل لرؤية النبي في المنام رقم الفتوى:29208تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : قبل رمضان بثلاثة أيام نمت متوضئا ثم رأيت النبي عليه السلام شديد جمال الوجه أكحل العينين .. وأتخيل وأذكر أننا كنا في قاع البحر في مكان جميل جدا وفيه أسماك رائعة الجمال ثم بعد ذلك خرج عليه السلام أمامي متحركا ثم أشار لي إلى مقام ابراهيم كأنه يريد أن يخبرني أن هذا هو مقام إبراهيم وأنا وراء الرسول أتبعه وبعد ذلك انطلق عليه السلام أمامي وارتفع إلى الأعلى سابحا طبعا لك أن تتخيل فضيلتك أن ذلك كان متتابعا أي الأسماك ثم تحرك إلى الأمام إلى المقام ثم خروجه عليه السلام إلى الأعلى وبعد ذلك استيقظت للفجر وكان أثر الدموع في عيني لم تجف أي استيقظت باكيا !! اجيبونا بالتفصيل أحسن الله إليكم ولكم الدعاء بالمناسبة أنا طالب في أوكرانيا وداعية نشيط إن شاء الله للدين وقد يكون تفسير الرؤيا يتعلق بالدعوة لاسيما أن إبراهيم كان إمام الدعاة ؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنعتذر للسائل الكريم عن تأويل الرؤيا، وبإمكانه أن يحوله إلى أي جهة مختصة في تعبير الرؤيا، ومع ذلك نطمئنه بأن هذه الرؤيا رؤيا حسنة إن شاء الله تعالى، كما نهنئه برؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتخيل بي. (17/394)
ومن كان يدعو إلى الله تعالى بصدق وإخلاص فهو أهل لأن يرى النبي صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والثبات.
والله أعلم.
29209
عنوان الفتوى:حكم رد المرأة السلام على الصبي رقم الفتوى:29209تاريخ الفتوى:22 ذو الحجة 1423السؤال : نحن في جامعة مختلطة ولا أجد سبيلا غيرها .. فعندما يدخل أحد الفتيان ويسلم فهل من الواجب إفشاء السلام أم يمكن رد السلام بالقلب، وإذا سلم الصبي فهل يجوز للمرأة رد السلام أو إفشاءه أم هو مقتصر على الفتيان؟؟
وجزاكم الله خيراً...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا دخل أحد الفتيان وسلم فيكفي أن يرد عليه أحد الفتيان، لأن رد السلام واجب على الكفاية، فإذا رد البعض سقط الإثم عن الآخرين، وإذا سلم الصبي جاز للمرأة أن ترد عليه، بل قد يتعين إذا لم يقم غيرها برد السلام.
ولمعرفة حكم إلقاء السلام على المرأة الأجنبية يرجى مراجعة فتوى رقم:
6158.
ولمعرفة حكم الاختلاط وضوابط الكلام بين الرجل والمرأة يرجى مراجعة الفتوى رقم:
4030، الفتوى رقم: 2672.
ونسأل الله لنا ولك الثبات والتوفيق.
والله أعلم.
29214
عنوان الفتوى:تقصير المسلمين في الأخذ بأسباب العلوم الكونية رقم الفتوى:29214تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : كثير من العلماء المعاصرين يقولون بأن المسلمين في هذا الزمان يعيشون عالة على اكتشافات الغربيين هم يخترعون والمسلمون يستعملون لذا فهم آثمون
· فهل عدم اكتشافات المسلم تحط من قيمته عند الله
· وهل الآيات التي تحث المسلمين في القرآن على النظر في الكون يفهم منها وجوب الاكتشافات؟ (17/395)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد نص الفقهاء على إباحة استعمال ما أنتجه الكفار من الملابس والسلاح وغير ذلك.. وهذا مشهور في كتبهم.
والاكتشافات منوطة ببذل الوسع والجهد؛ كما في قوله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60].
فإذا قامت طائفة من المسلمين بالتخصص في المجالات التي هي من فروض الكفايات كالطب وما يتصل به وبذلوا وسعهم في ذلك فقد سقط الإثم عن الأمة.
ولا شك أن هنالك تقصيراً كبيراً من عموم المسلمين في الأخذ بأسباب العلوم الكونية النافعة والاستفادة منها حتى سبقهم إليها الكفار. وصار المسلمون عالة عليهم في كثير منها، مع أن أسلافهم كانت لهم الريادة في هذه العلوم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
والله أعلم.
29216
عنوان الفتوى:كتب نافعة حول الصلاة و حجاب المرأة رقم الفتوى:29216تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
ماحكم الشرع فيما يخص الخمار' أرغب بكتب تساعدني في التمسك بالحجاب والصلاة بالخصوص ؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالخمار الذي تغطى به المرأة رأسها ونحرها واجب على المسلمة البالغة إذا خرجت من بيتها أو كانت بحضرة رجال أجانب أو قامت إلى الصلاة، لقول الله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور: من الآية31]. (17/396)
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
والمراد بالحائض: البالغة.
أما الكتب التي ننصحك بقراءتها في الموضوع فهي:
1- رسالة في حجاب المرأة المسلمة في الصلاة لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2- رسالة في حجاب المرأة المسلمة في الصلاة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
3- رسالة في الحجاب للشيخ عبد العزيز بن باز.
4- رسالة في الحجاب للشيخ محمد بن صالح العثيمين.
5- كتاب عودة الحجاب للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم.
وأما بخصوص الصلاة فهناك كتاب الصلاة للإمام ابن القيم، وكتاب الأركان الأربعة لأبي الحسن الندوي، وكتاب الصلاة لماذا؟ لمحمد بن إسماعيل المقدم، ونسأل الله لك الإعانة والتوفيق لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
29217
عنوان الفتوى:يرجى لمن توخى الأيام الفاضلة في القضاء أن لا يحرم أجرها رقم الفتوى:29217تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : في العشر الأوائل من ذي الحجة كان عليَّ قضاء صيام فاتني وقد صمت هذه العشر فكنت أنوي كل يوم بصيامي قضاء مما عليَّ وسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله فهل يجوز هذا أم علي أن أقضي أولاً ما عليَّ من صيام ثمّ أنوي النوافل في أيّام أخرى؟ (17/397)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن كان عليه قضاء صوم فيجب عليه أن يصوم بنية القضاء دون أن ينوي معه غيره، وإن توخى أن يكون قضاؤه في الأيام الفاضلة كأيام البيض أو عشر ذي الحجة ونحوها فيرجى له أن لا يحرم أجر الصيام تلك الأيام.
أما إذا أشرك مع نية القضاء نية النفل فلا يصح صيامه لأنه شرك النية بين عبادتين مستقلتين، وإن شرك فهل يقع صيامه قضاءً أو نفلاً أو لا يقع عن واحد منهما؟ خلاف بين أهل العلم كما هو مبين في الفتوى رقم:
6579، والفتوى رقم: 13662.
والله أعلم.
29218
عنوان الفتوى:لا بأس بالتهرب من المكوس رقم الفتوى:29218تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال :
أملك شركة استيراد ومن عملنا أننا نستورد بضائع وندفع عليها جمرك وفي إحدى الشحنات تم تقدير الجمرك بمبلغ معين وقام شريكي بإعداد الصك وقدمه للخزينة فاتصل به موظف الجمرك وعرض عليه أن يخفض قيمةالجمرك على أن يأخذ هو 30% من قيمة التخفيض فهل هذا يجوز.
إن كان الجواب بلا فماذا أفعل بذلك المبلغ، وإن رفض شريكي ذلك فهل يجوز أن أخرج نصيبي من ذلك المبلغ وأتصدق به على جمعية خيرية تابعة للدولة أو مسجد أو على الفقراء.
علماً بأننا في دولة غنية ولا تحتاج إلى هذه الضريبة وهي لا تنفق عليناهذه المبالغ التي تتقاضاها من الجمارك أو الضرائب، وهل يجوز كذلك عدم دفع الضرائب للدولة؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففرض الجمارك الزائدة عن الخدمات أو حاجة الدولة يعتبر من المكوس، ولا بأس بالتهرب من دفعها وبالأحرى التحايل على تخفيفها، كما سبق في الفتوى رقم: 8097، والفتوى رقم: 23330، والفتوى رقم: 8574. (17/398)
والله أعلم.
29219
عنوان الفتوى:حكم كلمة كلمة باي.. أو باي باي رقم الفتوى:29219تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال هو: انتشر في النت هذا الكلام؟
أتعلمون أن معنى كلمة باي 000 تعني بحفظ البابا أو يليق بمسلم أن نقول له بحفظ البابا وهو من اعتنق أسمى الأديان ما حكم هذا الكلام ؟وهل هو صحيح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كلمة باي أو باي باي.. كلمة عامية في اللغة الإنجليزية، والفصحى منها (جود باي) تعني إلى اللقاء أو مع السلامة، والمعنى الذي ذكرته قد يكون حادثاً، وعلى كل حال فالأولى اجتنابها واستعمال الألفاظ العربية والشرعية.
والله أعلم.
29226
فتاوى
عنوان الفتوى:تدرج في التعليم وأجرك على الله رقم الفتوى:29226تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال: زوجة والدي لم تكمل تعليمها فهي لا تجيد القراءة لهذا لا تستطيع أن تقرأ من القرآن إلا السور الصغيرة والسؤال أنني أقوم بمساعدتها على قراءة السور الكبيرة مثل الكهف بأن أقرأ جزء من الآية وهي تكرر خلفي حتى نكمل السورة فهل هذا العمل جائز وهل يجوز لي أن أتجاهل المد أو الإدغام وغيره من الأحكام فقط عندما أقرأ معها لأن هذا صعب عليها، ملاحظة في حالة الشخص المتعلم هل الإدغام وغيره من الأحكام واجب؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن ما تقوم به من تعليم القرآن لهذه المرأة من أفضل القربات، فقد روى البخاري في صحيحه عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى وجوب التجويد عند قراءة القرآن؛ لقول الله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآن تَرْتِيلاَ [المزمل:4]. (17/399)
وحكى بعضهم الإجماع على ذلك، وبما أن التعليم يحتاج إلى التدرج فإن الأولى التركيز على صحة النطق والرفق بها في ذلك، ثم تعليمها القراءة المجودة، ولا شك أن البدء بقصار السور أرجى لحسن التعليم وأدعى للفهم والتركيز.
نسأل الله لك حسن الثواب وأن يكتب لك ما تقوم به في ميزان حسناتك.
والله أعلم.
29227
عنوان الفتوى:حكم تشريح الحيوانات لغرض التعليم رقم الفتوى:29227تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجوز أن أشرِّح الحلزون أوالفأر أوالضفدع في المدرسة لتعليم الطلاب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من تشريح الحيوانات للأغراض التعليمية، لما في ذلك من الفوائد التي تعود على العلم بالرقي والازدهار، وذلك بشرط الاقتصار على الضروري من ذلك، مع الحرص على استخدام أيسر الطرق للتخفيف على الحيوان من الآلام والتعذيب، وراجع الفتوى رقم: 9907.
والله أعلم.
29228
فتاوى
عنوان الفتوى:ضوابط الاشتراك في الضمان الاجتماعي رقم الفتوى:29228تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال: ماهي شرعية الاشتراك بالضمان الاجتماعي الذي طرح مؤخرا ( في الأردن ) لقطاع المغتربين،
علما بأن هذا الضمان مخصص للقطاع الحكومي والخاص في الأردن ويتم اقتطاع ما يعادل 14.5 % من الراتب بحيث يتم دفع راتب تقاعدي للمشترك عند بلوغ سن التقاعد أو في حالة العجز عن العمل، علما بأن هذه المؤسسة تستثمر أموالها في مجالات متعددة منها المباح شرعا ومنها غير المباح؟ وجزاكم الله خيراً .
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع شرعاً من الاشتراك في الضمان الاجتماعي إذا خلا من المحاذير التالية:
1- عدم وضع أموال الضمان في بنوك تجارية (ربوية) سواء كان في الحساب الجاري أو التوفير، إلا إذا دعت الضرورة لوضعها فيها، فتوضع في الحساب الجاري، وذلك عند عدم وجود بنوك إسلامية. (17/400)
2- ألا تستثمر هذه الأموال بعضها أو كلها في مجالات محرمة أو مشبوهة.
3- أن يلتزم في حقوقه وواجباته بضوابط الشريعة الإسلامية وأحكامها.
وننبه الأخ السائل إلى أنه لا يجوز لأحد أن يشترك في هذا التأمين إذا احتوى على محذور شرعي من المحاذير التي ذكرناها أو غيرها، إلا إذا كان إجباريًّا، ويترتب على تركه مفسدة، فيجوز له الاشتراك فيه ولا إثم عليه، ولكن الإثم على من أجبره، لكن عليه أن يتخلص من نسبة المال المحرم عند استيفاء حقه المقرر في الضمان إبراءً لذمته.
ولمزيد من الأحكام والتفاصيل راجع الفتاوى بالأرقام التالية: 25244، 10664، 9532، 9531، 2898.
والله أعلم.
29232
عنوان الفتوى:تستطيع القيام بكثير من أمور الدين رقم الفتوى:29232تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : هل تستطيع المرأة عدم التّديّن عندما تكون خائفة على نفسها من السّجن أو الطرد من الشّغل فهنا في بلادنا يمنعون التّديّن رغم أنّه بلد عربيّ مسلم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على المسلم إن كان في بلد عجز فيه عن إظهار شعائر الدين الهجرة إلى بلد يتمكن فيه من عبادة ربه، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً [النساء:97]، وقال تعالى: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ [العنكبوت:56].
وقد سبق الكلام عن أحكام الهجرة في الفتوى رقم:
12829.
وتعبير الأخ السائل بلفظ "عدم التدين" غير صحيح؛ لأن كثيراً من أمور الدين يمكن القيام بها دون علم أحد كالصيام والصلاة والذكر، وعلى ذلك فقس. (17/401)
وقد سبقت لنا فتاوى عن حكم كشف المرأة لوجهها عند الضرورة أو قول كلمة الكفر عند الإكراه الملجئ، وذلك تحت الأرقام التالية:
12489، 12498، 12633.
والله أعلم.
29234
عنوان الفتوى:الطلاق بلفظ الثلاث يلزم به ثلاث طلقات رقم الفتوى:29234تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم
قمت بتطليق زوجتي بلفظ ثلاث تطليقات وبقيت عندي 24 ساعة وفي لحظه غضب قلت لها أنت حرام علي وقلت كلاماً كثيراً ، لجأنا إلى جماعة للصلح وقالو لي بأن حكمي هو طلقتان وشككت في ذلك أرجوكم أفيدوني وجزاكم الله خيراً؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن جمهور الفقهاء ومنهم الأئمة الأربعة على أن الطلاق بلفظ الثلاث يلزم به ثلاث طلقات لا تحل الزوجة بعده حتى تنكح زوجاً آخر، ويدخل بها دخولاً حقيقيًّا ثم يطلقها.
وقد سبق بيان ذلك مفصلاً في الفتوى رقم:
5584.
وبخصوص قول الرجل لزوجته أنت عليَّ حرام، فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنه يرجع في ذلك إلى نية القائل، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:
2182.
وإننا نرى أن الأولى في مثل هذه المسائل الرجوع إلى المحاكم الشرعية لتدرس المسألة من جميع جوانبها، ولأن حكم القاضي يرفع خلاف المجتهدين في المسألة المعينة.
والله أعلم.
29236
فتاوى
عنوان الفتوى:النية فرض من فرائض الصلاة رقم الفتوى:29236تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال: السلام عليكم
السؤال: صليت العصر وأنا أحسب أنها الظهر ثم صليت المغرب والعشاء ثم بعد أسبوع تقريبا عرفت أني صليت العصر وأنا ناويها الظهر ، فما الحكم في ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن نية الصلاة المعينة فرض من فرائض الصلاة. قال ابن رشد : من الفرائض المتفق عليها للصلاة النية. (17/402)
ودليل ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنية، ولامرئٍ ما نوى. رواه البخاري ومسلم.
فلا تجزئ الصلاة إلا إذا عينها، فإن نوى بها غيرها فإنها لا تجزئ.
فعلى هذا.. فإن الواجب على السائل إعادة هذه الصلاة فوراً، ولا يجوز له تأخيرها لقوله صلى الله عليه وسلم: من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك. رواه مسلم.
والله أعلم.
29238
عنوان الفتوى:الصفة لا تفارق الموصوف رقم الفتوى:29238تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
سؤالي هو: تناقشت أنا وأحد الأصدقاء عن طريق الإنترنت على مسألة خلق القرآن وطال النقاش بيني وبينه ذكرت له الأدلة من القرآن والسنة على أن القرآن هو كلام الله وأتاني هو أيضاً بالأدلة من القرآن والسنة واشتد النقاش ولم أقتنع ولكن في نهاية النقاش سألني سؤالاً حيرني جداً قال لي من المعروف أنه يوجد في هذه الدنيا خالق ومخلوق ضع القرآن في أيهما شئت؟ أرجو منكم أن تزيلوا الحيرة التي أصابتني ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقرآن كلام الله غير مخلوق، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع السلف؛ لأنه صفة من صفات الله تعالى وصفاته تعالى غير مخلوقة، فما أورده هذا المبتدع - عافاه الله - مجرد تلبيس لأنه لا يقول عاقل أن الصفة تفارق الموصوف حتى يقال ما ثَمَّ إلا خالق ومخلوق فضع الصفة، من أيهما.
وانظر تتميماً للفائدة الفتاوى التالية:
3988، 1930، 17271.
ونوصيك بالبعد عن مجالسة أهل الأهواء والشبهات -المبتدعين- لأن مجالستهم تمرض القلب وتورث الشبهة وتوقع في الريب، لا سيما لمن لم يكن مؤهلاً برسوخه في العلم ودرايته بأساليب المناظرة وآدابها. (17/403)
والله أعلم.
2924
عنوان الفتوى:حكم أهل الكتاب رقم الفتوى:2924تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال :
ما حكم أهل الكتاب في الوقت الحاضر في الإسلام هل هم مؤمنون أم كافرون ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
1- فقد دل القرآن والسنة والإجماع على أن من دان بغير الإسلام فهو كافر، ودينه مردود عليه وهو في الآخرة من الخاسرين قال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) [آل عمران:85] وقال تعالى: ( إن الدين عند الله الإسلام )[آل عمران:19]
2- وجاء النص القاطع بأن أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، أو أشركوا مع الله غيره، أو جحدوا بنبوة نبي من الأنبياء أنهم كفرة ولا يدفع عنهم الكفر إيمانهم أو التزامهم بكتابتهم، فلو آمنوا حقاً بالنبي والكتاب لآمنوا بجميع الأنبياء والرسل. قال الله تعالى: ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً ) [النساء: 150، 151]
وقال تعالى : ( يأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ) [آل عمران:70] وقال:(قل يأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعلمون ) [آل عمران:98] وهو خطاب لأهل الكتاب المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم وهم يؤمنون بعيسى والإنجيل، وبموسى والتوراة. وقال تعالى: ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) [المائدة: 73] وقال تعالى: ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) [التوبة:31] (17/404)
وقال تعالى: ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) [البينة: 1]
فكونهم أهل كتاب لا يمنع من كونهم كفاراً، كما نطق بذلك كتاب الله.
3- وإباحة طعام أهل الكتاب لا ينافي الحكم بكفرهم، فإن الذي أباح طعامهم هو الذي حكم بكفرهم، ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه جل وعلا.
4- وما جاء في القرآن الكريم من وعد النصارى أو اليهود بالجنة إنما هو للموحدين منهم الذين آمنوا بنبيهم ولم يشركوا بالله أحداً ولم يدركوا بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك قوله تعالى: (إن اللذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [البقرة: 62]
وهذا ما اتفق عليه أهل التفسير والعلم بكتاب الله عز وجل، ويؤيده أن من اعتقد ألوهية عيسى أو بنوته لله أو أعتقد أن الله فقير أو يمسه اللغوب والتعب فليس مؤمناً بالله حقيقة وكذلك من اعتقد أن عيسى عليه السلام هو الذي يحاسب الناس يوم القيامة ويجعل النار لمن لم يؤمن بألوهيته أو بنوته، من اعتقد ذلك لم يكن مؤمناً باليوم الآخر حقيقة، ولهذا وصف القرآن أهل الكتاب من اليهود والنصارى بأنهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، فقال تعالى: ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) [التوبة:29] (17/405)
وأما قوله تعالى: ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ) [المائدة: 82] فتمام الآيات يبين أن المراد بهؤلاء من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وتأثر بسماع القرآن ودعوته، ولكثرة المستجيبين من النصارى كان النصارى أقرب مودة للمسلمين وأسرع قبولاً للإسلام وهذا يصدقه التاريخ والواقع قال تعالى: ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون* وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين* ومالنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين* فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين* والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم. ) [المائدة:82- 86]
5- إذا تقرر هذا فأهل الكتاب الموجودون في عصرنا صنفان: صنف بلغته دعوة الإسلام وسمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به، فهؤلاء كفار في الدنيا، مخلدون في النار في الآخرة إن ماتوا على كفرهم، والدليل على ذلك الآيات المذكورة آنفاً، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" رواه مسلم. (17/406)
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل : " إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر أو فاجر أو غبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود فيقال لهم: من تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيراً ابن الله فقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فما تعبدون؟ فقالوا: عطشنا ربنا فاسقنا فيشار ألا تردون ؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً، فيتسا قطون فى النار.
ثم يدعى النصارى فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم: ما ذا تبغون ؟ فكذلك مثل الأول " رواه البخاري ومسلم.
والصنف الثاني: صنف لم تبلغهم دعوة الإسلام ولم يسمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء على فرض وجودهم في هذا الزمان الذي تقدمت فيه وسائل المعرفة والاتصال، اختلف العلماء في حكمهم في الآخرة، وأرجح الأقوال أنهم يمتحنون في عرصات القيامة، فمنهم الموفق الناجي ومنهم الخاسر الموبق.
أما حكمهم في الدنيا فهم كفار باتفاق أهل الإسلام، تجب دعوتهم وإيصال الهدى إليهم، وتجري عليهم أحكام الكفار من أهل الكتاب.
6- وجميع ما سبق يعد من الأمور المعلومة بالاضطرار من دين الإسلام، فمن أنكر كفر اليهود والنصارى أو شك في ذلك فهو كافر . قال القاضي عياض في كتابه الشفا، في سياق ذكره ما هو كفر بالإجماع: ( ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل أو توقف فيهم أو شك أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك) انتهى (17/407)
وقال في الإقناع وشرحه من كتب الحنابلة في باب المرتد: ( أو لم يكفر من دان بغير الإسلام كالنصارى واليهود، أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم. فهو كافر لأنه مكذب لقوله تعالى: ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) [آل عمران 85]
والله أعلم
29241
عنوان الفتوى:فروق شاسعة بين النكاح والزنا رقم الفتوى:29241تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : هل يعتبر الجماع أو المباشرة الزوجية زنى أم ماذا؟ وهل يجوز الاستحمام مع الزوجة أفيدوني ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يعتبر جماع الزوجة أو مباشرتها زناً، بل هو قربة عظيمة إلى الله جل وعلا، قال صلى الله عليه وسلم: وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر. رواه مسلم.
والبُضع هو الفرج، أما الزنا فهو جماع الرجل غير زوجته، وهو من أكبر الذنوب، قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].
ومدح الله المؤمنين بالبعد عنه فقال: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون:5، 6].
والفرق بين جماع الزوجة والزنا كالفرق بين السماء والأرض، فجماع الزوجة يحصل به غض البصر وإعفاف النفس وتحصين الفرج وتكثير الأمة، كما قال صلى الله عليه وسلم: تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة. رواه عبد الرزاق. إلى آخر ما في النكاح من مصالح. (17/408)
أما الزنا فيحصل به جملة من شرور الدنيا والآخرة ومن غضب الباري جل جلاله، ومن ضياع الأسر واختلاط الأنساب، وانتهاك الأعراض، وكثرة أولاد الزنا الذين لا يجدون عائلاً ولا مأوى فيكونون نقمة على مجتمعهم، كما هو مشاهد في المجتمعات التي فشت فيها تلك الرذيلة، إلى آخر ما في الزنا من بلايا.
ولهذا قرن الله الزنا بالشرك وقتل النفس؛ فقال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:68 - 70].
وأما الاستحمام مع الزوجة فهو جائز لما ثبت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من قولها: كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد تختلف أيدينا فيه. متفق عليه. زاد مسلم: من الجنابة.
وتتميماً للفائدة انظر فتوى رقم:
21297.
والله أعلم.
29243
عنوان الفتوى:التصوف.. تعريفه..نشأته.. حكم الانتماء إليهم رقم الفتوى:29243تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : التصوف ماتعريفه؟ وماهو ؟ ومتى نشأ ؟ وما مذهبهم؟ وهل هم على حق أم على باطل؟ وما أدلتنا في ذلك ؟
وشكراً لكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسؤالك عن التصوف بالصورة المذكورة لا تكفي للإجابة عليه فتوى أو مقال، لكننا سنلقي الضوء على أهم ما يقتضيه المقام مع إحالتك على ما يفيدك في ذلك إن شاء الله، فنقول: (17/409)
أولاً: تعريف الصوفية: اختلفت ألفاظ المنتمين إلى التصوف في تعريفه، حتى أوصلها بعضهم إلى ألف قول، قال السبكي في طبقات الشافعية: قال ابن الصلاح: ورأيت كتاباً في معنى لفظي التصوف والصوفي، جمع فيه من أقوال الصوفية ألف قول، مرتبة على حروف المعجم. انتهى 5/140 .
وهذا الاختلاف الكبير في تعريف هذه اللفظة يدل على أنها لا تستند على قواعد ثابتة، بل يتم تعريفها من كل فرد على مجرد ذوقه وتجربته الفردية، التي يعتمدها وسيلة للوصول إلى غايته في التعبد، قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل في كتابه هذه هي الصوفية: الذوق الفردي هو وحده وسيلة المعرفة ومصدرها - يعني عند الصوفية - انتهى. 21/
ولمعرفة كثير من هذه التعريفات والاصطلاحات راجع كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم لـ التهانوي 2/1102 .
ومن هذه التعاريف كما قال الشبلي : هو حفظ حواسك، ومراعاة أنفاسك انتهى.
ثانياً: نشأة التصوف: سبق لنا الكلام عنها في الفتوى رقم:
13353، والفتوى رقم: 596.
ثالثاً: حقيقة مذهبهم، وحكم الانتماء إليهم، والسير في ركبهم. وسبق وبينا أكثر هذه الأمور في الفتاوى التالية: 8500، 322، 7230، 13742، 27699.
ويمكن للأخ السائل الكريم الرجوع إلى البحث النصي للبحث عن الكلمات الآتية: البرهانية - الخلوتية - الشاذلية - التيجانية - البريلوية.
ومن خلال الاطلاع على الفتاوى الخاصة بها سيعلم حقيقة بعض الطرق الصوفية، ولمزيد من الفائدة والاطلاع راجع فتاوى ابن تيمية رحمه الله في المواضع التالية: ج 36/176، 178- ج 36/77 : 178- ج 36/190 : 196.
وليُعلم أن الطرق الصوفية تتفاوت فيما بينها قرباً وبعداً عن السنة، كما أنها تختلف في مقاصدها وأهدافها قديماً وحديثًا، فلا ينبغي الحكم عليها حكماً واحداً، إذ منهم المبتدعة، ومنهم الزنادقة، ومنهم الزهاد. (17/410)
قال في رد المحتار نقلاً عن أبي اليُسر: الصوفية أنواع، فمنهم قوم يضربون بالمزامير، ويشربون الخمور. انتهى.
وإننا لننأى بالسائل الكريم أن يزج بنفسه في هذه الطرق لما فيها من البدع والضلالات، ونوصيه بتقوى الله تعالى وطلب العلم الشرعي الصحيح على أيدي العلماء الورعين وأصحاب الحكمة والفطنة، الذين يتبعون منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه. رواه مالك في الموطأ وحسنه الألباني.
ولمعرفة صفات الشيخ الذي تقتدي به في علمك وعملك راجع الفتوى رقم: 18328، والفتوى رقم: 24872.
والله أعلم.
29246
عنوان الفتوى:التعاون لا التعصب رقم الفتوى:29246تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : ما موقفكم من المشاركة في حزب سياسي إسلامي ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما ينبغي أن يعلم أن الواجب على المسلمين أن يكونوا أمة واحدة، وأنه لا يجوز التفرق والاختلاف الذي يؤدي إلى التباغض والتناحر، قال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:104، 105].
ومما لا شك فيه أن الواقع الذي تعيشه الأحزاب السياسية التي تنتمي إلى الإسلام واقع مؤلم يشوبه الكثير من المخالفات الشرعية، من تقاطع وتدابر، وبغض وكيد، وغير ذلك مما هو مضاد لمقصود الشرع.
لذا فإن الانتماء لحزب سياسي إسلامي بحاجة إلى وقفة ونظر، فإن كان هذا الحزب يتبنى منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والفكر والسلوك والأخلاق، ويتحرى الوسائل الشرعية في الدعوة والعمل من أجل الإسلام فيجوز الانتماء إليه من باب التعاون على الخير بلا تعصب للأسماء والشعارات أو عقد للولاء والبراء من أجل هذا الحزب، بل تبقى الأخوة لكل من أطاع الله ورسوله واتبع سبيل المؤمنين. قال تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [المائدة:55، 56]. (17/411)
وإن كان هذا الحزب يتبنى فكراً منحرفاً مناقضاً لفكر أهل السنة والجماعة فلا يجوز الانتماء إليه، لما في ذلك من المحادة لله ورسوله، واتباع سبل الشيطان. قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].
وراجع الفتوى رقم: 6512.
وللدخول في الانتخابات عموماً لا بد أن تطلع على الفتوى رقم: 5141.
والله أعلم.
29249
عنوان الفتوى:هذا الاجتماع غير مشروع رقم الفتوى:29249تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدينا في بلادنا بعد وفاة شخص ما، يقومون بعمل ختمات جماعية للقرآن، بحيث يقرأ كل شخص مجموعة من الأجزاء، وفي اليوم الثالث يتجمع الجميع ويقرأون القسم الأخير من جزء عم ثم بعض الأدعية جماعيا، حيث تهدى للميت، وتختم بتناول العشاء، فما حكم ذلك الفعل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه الكيفية التي وردت في هذا السؤال لا أساس لها في الشرع، ولم تثبت عن سلف هذه الأمة الصالح، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، والمشروع في ذلك هو أن يقرأ الرجل منفرداً في بيته أو في المسجد، ثم يقرأ القرآن، ويهدي الثواب للميت كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 29004. (17/412)
والله أعلم.
2925
عنوان الفتوى:يجوز للرجل دفن زوجته ولحدها. رقم الفتوى:2925تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل يجوز للرجل أن يدفن زوجته وأن يدخلها إلى اللحد ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للرجل أن يدفن زوجته ويدخلها إلى اللحد، بل هو أحق من غيره بذلك عند فقهاء الشافعية.
والجمهور على أن أولى الناس بدفن المرأة محارمها من الرجال الأقرب فالأقرب، ثم زوجها ثم الرجال الأجانب، لأن امرأة عمر رضي الله عنها لما توفيت قال لأهلها: أنتم أحق بها.
ويجوز للرجال الأجانب تولي دفن المرأة، لما روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم حين ماتت ابنته أمر أبا طلحة فنزل في قبرها. وهو أجنبي عنها.
ومما يدل على جواز دفن الرجل زوجته قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك" رواه ابن ماجه، وهو دليل على جواز تغسيله لها أيضاً، كما هو مذهب جمهور أهل العلم خلافاً للحنفية.
والله أعلم.
29250
عنوان الفتوى:نبذة عن تيمور لنك رقم الفتوى:29250تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : ماهي ديانة تيمور لنك ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تيمور لنك كان يظهر الإسلام ويحضر الجمعة، ويصلي قائماً رغم عرجه، وتقام شعائر الإسلام بالبلاد التي يحكمها. قال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب: ونزل تيمور بالقصر الأبلق من الميدان، ثم تحول منه إلى دار وهدمه وحرقه وعبر المدينة من باب الصغير حتى صلى الجمعة بجامع بني أمية، وقدم القاضي الحنفي محمود بن الكشك للخطبة والصلاة، ثم جرت مناظرة بين إمامه عبد الجبار وفقهاء دمشق وهو يترجم عن تيمور بأشياء منها وقائع علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع معاوية وما وقع ليزيد بن معاوية مع الحسين....إلخ انتهى. (17/413)
وقد أفتى جمع من أهل العلم بكفره؛ لأنه كان يحكم بقواعد جنكيس خان ويجعلها أصلاً في كل الأمور، قال ابن العماد في الشذرات أيضاً: وكان يقدم قواعد جنكيس خان ويجعلها أصلاً، ولذلك أفتى جمع جم بكفره مع أن شعائر الإسلام في بلاده ظاهرة. انتهى.
والله أعلم.
29252
عنوان الفتوى:حكم تحديد ربح المبيع بالتقسيط مسبقاً رقم الفتوى:29252تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
شخص يبيع بالتقسيط هل يجوز لي أن أحدد له قطعة أرض أو عمارة أرغب أنا في شرائها وهو أيضا لا يملكها ليشتريها هو لأن لديه المال حاضراً على أن أؤكد له أن أشتريها منه بالتقسيط بمكسب محدد مغرٍ مثلا (اشتري لي هذه الأرض وقسطها علي وانا أعطيك مكسبا على قيمة شرائك لها 50000 خمسين ألفا) وبعد شرائه لها أشتريها منه بالتقسيط ؟ وما الحكم إذا لم نحدد مكسب البائع بالتقسيط مسبقا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه الصفقة تدخل ضمن بيع المرابحة، وقد بينا ضوابط ذلك وشروطه، وما قد يقع من مخالفات في ثنايا ذلك العقد كل ذلك بيناه في الفتوى رقم:
20793، وكذلك الفتاوى المربوطة بها.
وأما تحديد ما سيبذله المشتري بالتقسيط للبائع من الربح مسبقاً فغير لازم؛ لأن ما يحصل بينهما أولاً إنما هو مواعدة بالشراء وليس عقداً ملزماً، لذلك لا حرج أن يكون فيه شيء من الإبهام والإجمال، كأن يقول له: سوف أعطيك ربحاً طيباً أو نحو ذلك، ولكن إذا جاء وقت عقد الصفقة فلا بد من تحديد كل شيء حتى لا تكون هنالك جهالة ولا غرر. (17/414)
والله أعلم.
29253
عنوان الفتوى:حكم الأم إذا أقدمت على قتل ابنتها الزانية رقم الفتوى:29253تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : زنى إخوان بأختهما والعياذ بالله وحملت منهما ووضعت وعلم أمرهما فسجنا ثم قتلت الأم ابنتها فسجنت فماذا يترتب على تلك التي زنت؟ وماهو حكم الإسلام في أمهما؟ وما هو حكمه في الزانيين؟ وماذا يترتب على المولود وإلى من ينسب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالزنى جريمة عظيمة وإثم كبير وهو أعظم جرماً وأشد إثماً إذا كان بالمحارم، نسأل الله العافية والسلامة.
وحكم الزاني إذا ثبت زناه هو الجلد للبكر والرجم للثيب بالنسبة الزنى بالأجنبي، كما هو مبين في الفتوى رقم: 1602، أما الزنى بالمحارم فقد سبق أن بينا حكمه في الفتوى رقم:
3970 فتراجع.
وهذه الأم التي أقدمت على قتل ابنتها الزانية ارتكبت خطأً عظيماً بفعلها هذا، ولكنها لا تقتل بها قوداً، فالوالد لا يقاد بولده كما في الحديث: لا يقاد والد بولده. رواه أحمد والترمذي ولفظ الترمذي: لا يقتل الوالد بالولد.
قال الشافعي: حفظت عن عدد من أهل العلم لقيتهم أن لا يقتل الوالد بالولد، وبذلك أقول. انتهى.
والأم أحد الوالدين فأشبهت الأب، ولأنها أولى بالبر فكانت أولى بنفي القصاص عنها، وأما حكم الولد من الزنا وإلى من ينسب، فانظر في ذلك الفتوى رقم: 6012، وراجع الفتوى رقم: 2376.
والله أعلم.
29258
عنوان الفتوى:حكم من رمى جمرة العقبة الكبرى في غير موقعها رقم الفتوى:29258تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1423السؤال : ماحكم من رمى جمرة العقبة الكبرى يوم النحر في غير موقعها معتقداً أنه الموقع الصحيح علما بأنه رمى عن نفسه وعن اثنتين من محارمه؟ وجزاكم الله خيراً. (17/415)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من شروط الرمي أن يقع الحصى في المكان المقصود رميه وهو المكان الذي يجتمع فيه الحصى. قال الشافعي رحمه الله تعالى: الجمرة مجتمع الحصى، لا ما سال من الحصى. فمن أصاب مجتمعه أجزأه، ومن أصاب سائله لم يجزئه. انتهى.
وتوسع الحنفية فقالوا كما في البدائع وفتح القدير: لو رماها فوقعت قريباً من الجمرة يكفيه ذلك؛ لأن ما يقرب من المكان يعطى حكمه، ولأن الاحتراز من ذلك مما يعسر ويشق، فكان معفوًّا عنه ومرجع القرب والبعد عندهم العرف.
والجمرتان: الصغرى والوسطى يجوز رميهما من كل جهة، وأما العقبة فترمى في جهة واحدة وهي أسفل الوادي يجعلها الرامي عن يمينه مستقبلاً القبلة.
وبناءً على ما تقدم.. فإذا تيقن هذا الشخص أن رميه لم يكن على الصفة المذكورة لم يجزئه عن نفسه ولا عن من أنابه، وعلى كل واحد منهم دم لتركهم واجباً من واجبات الحج.
والله أعلم.
29264
فتاوى
عنوان الفتوى:ما ينزل من المرأة بعد الغسل رقم الفتوى:29264تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال: امرأة اغتسلت من الجماع وبعد الغسل بفترة نزل عليها سائل من أثرالجماع السابق؟ هل ينقض الوضوء وهل هو نجس؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان ما ينزل من المرأة بعد الغسل منياً فهو طاهر على القول الراجح، ولكنه ينقض الوضوء ولا يوجب إعادة الغسل، أما إن كان مذيًّا فإنه نجس باتفاق وناقض أيضاً للوضوء.
وللاطلاع على أدلة ما ذكرنا انظر الفتوى رقم:
6264.
والله أعلم.
29265
عنوان الفتوى:لو سألت عمَّا تنتفع به في دينك أجبتك رقم الفتوى:29265تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : لو خلا رجل بمرأة في جزيرة مثلا وليس في الجزيرة أي إنس ولا يستطيع العودة إلى بلاده ولا يعرف حتى متى سيخرج من هذه الجزيرة فأراد أن يتزوج تلك المرأة فكيف يتزوجها؟ شكراً لكم. (17/416)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما ذكره السائل أمر افتراضي يصعب وقوعه لا سيما في هذه الأيام التي تطورت فيها وسائل الاتصال والرصد، وتنوعت وسائل النقل والاستكشاف، وقد كان السلف رضوان الله عليهم إذا سئلوا عن مثل هذا قالوا: دعوه حتى يقع، وقد ذكر الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه: أن رجلاً جاء إلى مالك فسأله عن مسألة فلم يجبه، فقال له: يا أبا عبد الله، ألا تجيبني عمَّا أسالك عنه؟ فقال له مالك: لو سألت عمَّا تنتفع به -أو قال تحتاج إليه- في دينك أجبتك. انتهى.
وللاطلاع على شروط الزواج الصحيح انظر الفتوى رقم:
1766.
والله أعلم.
29266
عنوان الفتوى:حول استبدال الذهب وصنعه رقم الفتوى:29266تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : أنا أبيع الذهب بالآجل أي بالدين وأستبدل الذهب الجديد بذهب خام وآخذ بدله أجرة عن كل جرام دولاراً مثلاً؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بيع الذهب بالنقود الورقية لا يجوز التأخير فيه من أحدهما، فيشترط في صحة البيع أن يتم التقابض حال البيع في المجلس.
ولتفاصيل ذلك وأدلته نحيلك إلى الفتوى رقم:
3079.
وكذا لا يجوز استبدال الذهب بالذهب وأخذ زيادة مقابل المصنعية، فلا بد من المماثلة وعدم المفاضلة، ولو كان أحدهما مضروباً (مصنوعاً) والآخر خاماً، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: متماثلين غير متفاضلين.
ولتفاصيل ذلك وأدلته نحيلك إلى الفتوى رقم:
8359.
وإذا كان قصدك أن العميل يأتيك بذهب خام أو مصنوع صناعة لا تعجبه ويريد منك أن تصيغه له صياغة جديدة مقابل مبلغ معين فهذا جائز ولا شك؛ لأن المبلغ مقابل عمل يدك وهو ليس زيادة منه على ذهب آخر. (17/417)
والله أعلم.
29268
عنوان الفتوى:لأمة المسلمة مأمورة بإعداد ما تستطيع من قوة رقم الفتوى:29268تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجوز في الإسلام امتلاك قنبلة ذرية بغرض الدفاع عن المسلمين وحمايتها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أمر الإسلام الأمة المسلمة بإعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها، وذلك للحفاظ على حياة المسلمين من جهة، ولترهيب أعداء الإسلام فلا يفكروا في الاعتداء على المسلمين من جهة أخرى، حتى يتحقق المقصود وهو أن تكون كملة الله تعالى هي العليا، وكلمة أعدائه هي السفلى، ودليل هذا قول الله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ [الأنفال:60].
وفي صحيح مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة.. ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي. .
قال القرطبي في تفسيره للآية السابقة: أمر الله المؤمنين بإعداد القوة للأعداء، فإن الله سبحانه لو شاء لهزمهم بالكلام والتفل في وجوههم وبحفنة من تراب كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه أراد أن يبتلي بعض الناس ببعض بعلمه السابق وقضائه النافذ. انتهى.
وبناء على ما تقدم من أدلة فإنه لا مانع إن لم يكن من الواجب أن يمتلك المسلمون القنبلة الذرية وغيرها من الأسلحة مما يقوى شوكتهم حتى يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم وحماية أراضيهم ومقدساتهم.
والله أعلم. (17/418)
29269
عنوان الفتوى:وفاة أم رفع لعيسى عليه السلام رقم الفتوى:29269تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : يقول الله عز وجل من سورة آل عمران آية 54 : { ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي} وفي سورة المائدة آية 119: { فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم} ويقول في سورة النساء آية 157: { وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه} الضمير في رفعه يعود إلى عيسى عليه السلام، الآية الأولى والثانية تفيدان أنه رفع روحه، لأن الرفع بعد الموت لا يكون إلا للروح، الآية الثالثة تفيد أنه رفع بذاته السؤال: فأي المعنيين أصح؟ هل رفعت الذات أم رفعت الروح؟ وكيف نوفق بين الآيتين لرفع التناقض على الأقل في الظاهر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد دلت الأحاديث بأن عيسى عليه السلام لا يزال حيًّا وأنه لم يمت، وأنه باقٍ في السماء على الحياة التي كان عليها في الدنيا حتى ينزل إلى الأرض في آخر الزمان.
وأما ما أشارت إليه آية آل عمران وآية المائدة من الوفاة قبل رفعه، فالمراد به عند جمهور المفسرين هو: وفاة نوم، أي أن الله تعالى ألقى عليه النوم قبل رفعه إلى السماء. قال ابن كثير في تفسيره: وقال الأكثرون المراد بالوفاة هاهنا النوم؛ كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام:60]، وقال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً [الزمر:42]. انتهى.
وقال القرطبي في تفسيره عن قوله تعالى: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة:117] قال: قيل هذا يدل على أن الله عز وجل توفاه قبل أن يرفعه، وليس بشيء؛ لأن الأخبار تظاهرت برفعه وأنه في السماء حي، وأنه ينزل ويقتل الدجال، وإنما المعنى: فلما رفعتني إلى السماء. انتهى. (17/419)
وبهذا يعلم السائل أنه لا تعارض بين الآيتين من سورتي آل عمران والمائدة، وهما قوله سبحانه: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ [آل عمران:55]، وقوله: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة:117]. وبين آية سورة النساء وهي قوله سبحانه: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْه [النساء: 157، 158]، وأن الرفع بالروح والجسد معاً، وليس بالروح فقط.
والله أعلم.
29273
عنوان الفتوى:رمي الجمرات رمز إلى عداوة الشيطان رقم الفتوى:29273تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم
ما هي قصة رجم سيدنا إبراهيم عليه السلام للشيطان؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى هذه القصة الإمام أحمد في مسنده مرة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومرة موقوفة على ابن عباس رضي الله عنهما، ولفظ المرفوع منها: أن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرى القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه: يا أبتِ أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك من دمي، فإذا ذبحتني فشده، فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه: أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا [الصافات:، 105،104].
وقد ضعف هذه الرواية الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة، وأصل القصة دون ذكر كون الذبيح إسحاق رواها البيهقي في سننه، و الحاكم في مستدركه مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الحاكم : هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (17/420)
فرمي الجمرات هو اقتداء بإبراهيم عليه السلام، لذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية البيهقي بعد أن ذكر القصة: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان: فكان الرمي رمزاً وإشارة إلى عداوة الشيطان التي أمرنا الله تعالى بها في قوله: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً [فاطر:6]. انتهى.
والله أعلم.
29275
عنوان الفتوى:الزواج في سن مبكرة رقم الفتوى:29275تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : أنا فتاة لا زلت في 18 من عمري أعيش بعيداً عن أهلي بسبب ظروف الدراسة تعرفت هناك على أحد أصحابنا وهو على معرفة بأهلي وأهلي يعرفوه جيداً ويحبوه كثيراً ولقد لمح لي كثيراً على رغبته بالارتباط بي وهو شاب متميز ويمتلك الصفات المناسبة لشاب الأحلام ولكن المشكلة هي أني أعتبر نفسي صغيرة على هذا النوع من الأرتباط ولكن كل من حولي موافق عليه وأنا أيضا من داخلي موافقة لا أعرف هل أن عمري صغير على الارتباط؟ والجزء الآخر من السؤال هو أنه يحاول الالتقاء بي بوجود أهله ليزيد من معرفتي به وبأخلاقه فهل يجوز ذلك؟ شاكرة لكم تعاونكم معنا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع شرعاً من الزواج في سن مبكرة من العمر، وربما كان ذلك خيرًا للفتاة وللشاب، وخاصة في الزمن الذي كثر فيه الفساد وانتشرت المغريات، فإن الزواج أغض للبصر وأحصن للفرج.
فإذا بلغ الولد مبلغ الرجال فقد أصبح رجلاً، وبإمكانه أن يتزوج إذا شاء، وكذلك البنت إذا بلغت مبلغ النساء فلا مانع من زواجها إن شاءت، وليست هناك سن معينة للزواج، ولكن ذلك متوقف على رغبة الشخص وإمكاناته. (17/421)
فقد تزوجت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع سنين، وبإمكانك الاطلاع على المزيد من الفائدة والتفصيل في الفتوى رقم:
13553.
وأما الشق الثاني من السؤال فإنه لا يجوز للفتاة أن تلتقي بشاب أجنبي عنها، فإذا كان يرغب في الزواج منها فبإمكانه أن ينظر إليها بحضرة بعض محارمها، فقد رخص لهما الشرع بذلك. ولكن لا يجوز له النظر إليها بعد ذلك إلا إذا تم عقد الزواج.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نحيلك إلى الفتوى رقم:
15545.
والله أعلم.
29276
عنوان الفتوى:سبب تغليظ تحريم شرب الدخان في الأماكن العامة رقم الفتوى:29276تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : شرب الشيشة في القهوة --- حلال أم حرام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن شرب الدخان لا يجوز، وقد دل على ذلك كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسواء كان شرب الدخان سرًّا في خفاء وبعيداً عن أعين الناس، أو كان علانية في المحلات المخصصة أو غيرها، ولكن شربه علانية وأمام الناس أشد تحريماً لما في ذلك من التبجح بالمعصية وإظهارها أمام الناس وتشجيع ضعاف النفوس على الوقوع في هذه المخالفة وأذية ا لمسلمين بدخانه.
ولمزيد من التفصيل والأدلة نحيلك إلى الفتوى رقم:
1671.
والله أعلم.
29278
عنوان الفتوى:لا شيء على من احتلم في نهار رمضان رقم الفتوى:29278تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : حدث في رمضان أني نويت الصيام ونمت قبل الفجر، ولكني احتلمت بعد الفجر واستيقظت أثناء الاحتلام ولم أحاول منع نفسي فما حكم ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شيء على من احتلم في نهار رمضان لخروج ذلك عن اختياره. وعليه فإذا كان خروج المني بعد الفجر خارجاً عن إرادتك فلا إثم ولا قضاء عليك. أما إذا كان باختيارك وإرادتك فتكون بذلك قد ارتكبت إثماً عظيماً لانتهاكك لحرمة هذا الشهر وتعمدك إفساد الصوم، ويجب عليك قضاء ذلك اليوم مع التوبة مما تجرأت عليه . (17/422)
والله أعلم.
29279
عنوان الفتوى:الآغاخانية.. نسبتهم..تواجدهم.. ومعتقداتهم رقم الفتوى:29279تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
من هو أغاخان (كريم شاه) المتبع من قبل الإسماعيليين القاطن في فرنسا ( الإسماعيليون الموجودون في سوريا)؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشخص المسؤول عنه اسمه كريم وهو الأغاخان الرابع وهو من مواليد 1957م وما يزال حتى الآن حياً، وينتمى كريم إلى إحدى فرق الإسماعيلية المعروفة بالآغاخانية.
قال في موسوعة الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: ظهرت هذه الفرقة في إيران في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي وترجع عقيدتهم إلى الإسماعيلية النزارية.
وتوجد هذه الفرقة الآن في عدة دول منها: نيروبي ودار السلام والكنغو والهند وسوريا، ومركز قيادتهم في كراتشي بباكستان، ومن المعلوم أن هذه الفرقة المذكورة وما ترجع إليه من جذور هي من الفرق الضالة المنحرفة لما خالط مذهبها من عقائد فاسدة ترجع في أصلها إلى الفلسفة وعقائد الفرس القديمة والبوذية.
ومن معتقداتهم أنهم ينكرون صفات الله سبحانه وتعالى، ومنها قولهم بتناسخ الأرواح هذا فضلاً عن استباحتهم لمحارم الله عز وجل. قال في موسوعة الأديان نقل عن الغزالي: المنقول عنهم الإباحة المطلقة ورفع الحجاب واستباحة المحظورات واستحلالها وإنكار الشرائع.
والله أعلم.
29280
عنوان الفتوى:آراء العلماء في تكييف الإقالة رقم الفتوى:29280تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال :
هل الإقالة فسخ أم ماذا رجاء أريد تفصيلاً عن الموضوع؟ وشكراً. (17/423)
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإقالة في اصطلاح الفقهاء هي: رفع العقد وإلغاء حكمه وآثاره بتراضي الطرفين. وقد اختلف العلماء في تكييفها على عدة آراء:
الرأي الأول: أنها فسخ ينحل به العقد مطلقاً، وهذا رأي الشافعية والحنابلة ومحمد بن الحسن. ووجه هذا الرأي بأن الإقالة في اللغة عبارة عن الرفع، يقال في الدعاء "اللهم أقل عثراتي" أي ارفعها، والأصل أن معنى التصرف شرعاً ينبيء عنه اللفظ لغة، ورفع العقد فسخه، ولأن البيع والإقالة اختلفا اسماً فتخالفا حكماً، فإذا كانت رفعاً فلا تكون بيعاً لأن البيع إثبات والرفع نفي وبينهما تناف، فكانت الإقالة على هذا التقدير فسخاً محضاً.
الرأي الثاني: أنها بيع في حق العاقدين وغيرهما, إلا إذا تعذر جعلها بيعاً فإنها تكون فسخاً. وهذا قول أبي يوسف والإمام مالك. ومن أمثلة ذلك أن تقع الإقالة في الطعام قبل قبضه، وجه هذا القول أن معنى البيع هو مبادلة المال بالمال, وهو أخذ بدل وإعطاء بدل, وقد وجد, فكانت الإقالة بيعاً لوجود معنى البيع فيها, والعبرة في العقود للمعاني لا للألفاظ والمباني.
الرأي الثالث: أنها فسخ في حق العاقدين بيع في غيرهما, وهو قول أبي حنيفة. وجه هذا القول أن الإقالة تنبيء عن الفسخ والإزالة, فلا تحتمل معنى آخر نفياً للاشتراك, والأصل العمل بحقيقة اللفظ, وإنما جعل بيعاً في غير العاقدين, لأن فيها نقل ملك بإيجاب وقبول بعوض مالي, فجعلت بيعاً في حق غير العاقد محافظةً على حقه من الإسقاط, إذ لا يملك العاقددان إسقاط حق غيرهما.
ويترتب على اختلاف آراء العلماء في تكييف الإقالة آثار كثيرة في التطبيق يرجع إليها في مظانها من كتب الفقه.
والله أعلم.
29281
عنوان الفتوى:الذود عن حياض الصحابة الكرام واجب رقم الفتوى:29281تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : ما المفروض أن أفعل إذا كنت جالسا في مجلس سبَّ أحد الموجودين فيه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً. (17/424)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم أفضل البشرية على الإطلاق بعد الأنبياء والمرسلين، وقد زكاهم الله عز وجل وأثنى عليهم في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا خير في من يسبهم، ولا حظ له في الإسلام لأنه قد رد تزكية الله لهم، وتزكية رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فهو مكذب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، علم أو لم يعلم.
ولا يجوز لمسلم أن يقعد في مجلس تنتهك فيه حرمات الإسلام، ويسب فيه أصحاب رسول لله صلى الله عليه وسلم، ويجب على من شهد ذلك أو سمعه أن يدافع عن الصحابة الكرام، ويذود عن أعراضهم فلا خير في من يسكت على هذا الباطل العظيم أو يستمع إليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة. رواه أحمد والترمذي.
فهذا في عامة المسلمين.. فكيف بالصحابة الكرام المزكين من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم! والذين كانوا يفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمهجهم وأرواحهم، فمن حقهم علينا أن ندافع عنهم ونبين فساد عقيدة من يسبهم أو ينال من أعراضهم، وأنه مكذب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم حتى نبين بذلك الحق، ونرد الأمور إلى نصابها ونقنع الجاهلين والمغفلين الذين لبس عليهم أهل الأهواء والبدع، فإذا لم يستطع المسلم أن يفعل ذلك، فإن عليه أن يغادر المجلس، ويهجر أهله، وكل من يرضى باستماع سب الصحابة أو التقليل من شأنهم .
قال الله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً [النساء:140]. (17/425)
والحاصل أنه يجب على المسلم أن يدافع عن أعراض الصحابة الكرام، فإذا لم يستطع فإن عليه أن يهجر الأشخاص والأماكن التي يسب فيها الصحابة ـ رضوان الله عليهم.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 2429.
والله أعلم.
29282
عنوان الفتوى:طواف الوداع واجب على غير المكي رقم الفتوى:29282تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : قمت بالحج هذا العام ونويت حج إفراد وقمت بعمل كل المناسك ما عدا طواف الوداع وأنا من سكان مدينة جدة فهل يجب علي عمل طواف الوداع أم لا ولكم جزيل الشكر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي عليه جمهور أهل العلم أن طواف الوداع واجب على غير المكي، وأنه يسقط عن الحائض والنفساء ومن كان واجباً عليه فتركه فانه يلزمه دم شاة تذبح وتوزع على فقراء الحرم، وبناء على هذا فالواجب عليك الآن هو هذا الدم، وليس الرجوع إلى مكة والطواف، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
1480، والفتوى رقم: 22923.
والله أعلم.
2929
عنوان الفتوى:يجوز للأم أن تدفع الزكاة لابنتها لسداد ديونها رقم الفتوى:2929تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل يجوز للأم أن تعطي زكاة أموالها لابنتها المطلقة لسداد دين يثقل كاهلها ، علما بأنها تعمل إلا أن راتبها لا يكفي لها ولبناتها ؟ وجزاكم ا لله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للأم أن تدفع زكاة أموالها لابنتها لسداد ديونها إذا لم يكن عندها ما تسدد به كل الديون، لأن كون البنت مدينة بدين لا تستطيع سداده جعلها مصرفا للزكاة، ولا مانع من دفع الأم الزكاة لها لهذا الغرض، ثم إنه ينبغي لهذه المرأة العاملة أن تقتصد في الإنفاق حتى لا تثقل كاهلها بالديون. (17/426)
والله أعلم.
2930
عنوان الفتوى:لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق ويجب على الرجل المعاشرة بالمعروف رقم الفتوى:2930تاريخ الفتوى:03 ذو الحجة 1424السؤال : هل يجوز طلب الطلاق من الزوج: 1) إذا أراد أن يتزوج بأخرى و كانت الزوجة شديدة الغيرة ولا تستطيع أن تقوم بحقوق زوجها عليها؟ 2)إذا كان لا يحترم مشاعرها و ليس هناك مجال للكلمة الطيبة ولا المجاملة بين الزوجين ولا تشعر بالسعادة وقد يصرح لها أحيانا أنه لا رغبة له بها ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مما ينبغي أن يعلم أن الزواج من الأمور التي حث عليها ديننا الحنيف ثم إن من مقاصد الزواج العظمى الألفة بين الزوجين كما قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). فينصح الزوج بأن يتقي الله في زوجته فلا يسمعها كلاماً جارحاً لمشاعرها فكما لا يحب أن تسمعه شيئاً من ذلك فكذلك لا ينبغي له أن يسمعها شيئاً، فالله جل وعلا يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف). ثم إننا ننصح الأخت السائلة بأن طلب طلقها من زوجها بهذا السبب المذكور يعتبر طلباً غير مشروع فإن الله جل وعلا قد أباح للرجل الذي علم من نفسه القدرة على العدل وتحمل أعباء التعدد أن يتزوج أكثر من واحدة قال تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة.. الآية). هذا وقد روى أبو داود والترمذي وابن ماجة عن ثوبان رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة". وأخيراً ننصح الزوج بأن يكف عن إذاية الزوجة بتصريحه بعدم رغبته فيها فإن هذا النوع من التصاريح شديد الوقع على نفوس النساء ونذكره قول الله جل وعلا: (وإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً). (17/427)
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر". رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه. فإما أن يمسك هذه المرأة بمعروف وإما أن يسرحها بإحسان. والله تعالى أعلم.
29308
عنوان الفتوى:متى يجزئ التيمم عن الغسل رقم الفتوى:29308تاريخ الفتوى:01 ذو الحجة 1424السؤال : أخرج للعمل فجراً والبرد قارس بهولندا فأستعيض عن الغسل بالتيمم فهل يجب الاغتسال مرة أخرى عند رجوعي أم أواصل صلاتي بهذا التيمم؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتيمم لا يجزئ عن الغسل الواجب عند وجود الماء إلا في حالة عدم القدرة على استخدامه كالبرد الشديد الذي لا يحتمل، مع العجز عن تسخينه، وعليه فإذا قدرت على توفير الماء الساخن فلا يجوز لك التيمم، فإن لم تتمكن ولم تجد إلا ماء بارداً تعجز عن الغسل به فلا حرج عليك أن تتيمم وتصلي، ومتى ما قدرت على استعمال الماء ولو بالتسخين فقد زال عذرك، ويجب عليك الغسل والوضوء لما استقبل من صلوات، ولا يجوز لك الصلاة بالتيمم. (17/428)
والله أعلم.
29311
عنوان الفتوى:لكلام أثناء قضاء الحاجة رقم الفتوى:29311تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : ما حكم الكلام في الخلاء ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيكره الكلام أثناء قضاء الحاجة إلا لمصلحة، قال ابن حجر الهيتمي في التحفة: ولو بغير ذكر أو رد سلام للنهي عن التحدث على الغائط، ولو عطس حمد بقلبه فقط كمجامع، فإن تكلم ولم يسمع نفسه فلا كراهة. انتهى.
وانظر الفتوى رقم:
26825.
والله أعلم.
29315
عنوان الفتوى:تجب الزكاة في ريع المؤَجَر بشروط رقم الفتوى:29315تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : لدي شاحنة مؤجرة كيف أخرج الزكاة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس عليك زكاة في شاحنتك؛ ولكن تجب الزكاة في ريعها إن بلغ نصاباً بنفسه أو بما انضم إليه من أموالك وحال على ذلك النصاب حول. وهذا ما بيناه في الفتوى رقم: 1371.
والله أعلم.
29317
عنوان الفتوى:هذه الأرض لا زكاة فيها رقم الفتوى:29317تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
أملك أرضاً لغرض بناء مساكن للإيجار ولكن لم يتيسر لي البناء، فهل تجب علي الزكاة وكيف؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزكاة لا تجب في هذه الأرض ما دامت معدة لبناء مساكن عليها، لكن نحيلك على الفتوى رقم: 19817 لمزيد من الفائدة، وهذا باتفاق العلماء. (17/429)
والله أعلم.
29319
فتاوى
عنوان الفتوى:ليس كل ما كان حقا للإنسان يجوز له بيعه رقم الفتوى:29319تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال:
ما حكم بيع (( البطاقة المدنية)) بمبلغ معين لشركة ما من أجل أن تشتري هذه الشركه بهذا الاسم عدد أكبر من الأسهم حيث إن المجال مخصص للمواطنين فقط ؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز بيع هذه البطاقات لوجهين:
الأول: أن في ذلك أكلاً لأموال الناس بالباطل، فأنت لم تقدم ما تستحق عليه هذا المال، وهذه البطاقة ليست متمولة عند الناس، وإنما هي حق ممنوح لك من الدولة لتستفيد منه بنفسك، وليس كل ما كان حقًّا للإنسان يجوز له بيعه كحق الشفعة والحضانة، ونحو ذلك كما هو مذهب الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة.
الثاني: قد يكون في ذلك تعريضٌ لإذلال النفس وإهانتها في حالة اكتشاف ذلك من قبل الدولة -إن كانت تمنعه- كما هو معلوم، قال صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق. رواه الترمذي وصححه الألباني.
والله أعلم.
2932
عنوان الفتوى:يجب الغسل على المرء بمجرد خروج المني رقم الفتوى:2932تاريخ الفتوى:28 شوال 1421السؤال : إذا احتلمت وكان المني حينما صحوت يابسا هل يجب أن أغتسل ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
فاعلم أنه يجب عليك الغسل بمجرد خروج المني منك ولو لم تصح من النوم إلا بعد أن يبس المني ، فيبسه لا أثر له في مسألة الغسل، والدليل على وجوب غسل من احتلم فوجد منيا هو: ما رواه أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما قال "يغتسل ، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولا يرى بللا فقال لا غسل عليه". فالمعول عليه خروج المني ، والبلل وصف لاأثر له ، وإنما هو دليل الوجود ، فكذلك وجوده يابسا. (17/430)
والله أعلم.
29324
عنوان الفتوى:خطورة الأفلام الخليعة على شباب الأمة رقم الفتوى:29324تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
مشايخنا الأفاضل لدي سؤال أرقٍ بعض الشباب وهو: هل مشاهدة الأفلام الخليعة جدًا والمعروفة المنتشرة على الإنترنت ولا تحتاج إلى توضيح (الخليعة الخليعة) هل هي كبيرة من كبائر الذنوب أم من الصغائر؟ وجزاكم الله خيرا مع الإيضاح للشباب مخاطر هذه الأفلام على العقيدة لعلي ولعل شباب الأمة الإسلامية يتفهمون هذا الغزو الفكري الصهيوني للإسلام وشبابه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النظر إلى الصور العارية، والمناظر الخليعة، والمواقع التي تنشر العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة، وغيرها من المواقع الشاذة، من أكبر معاول هدم إيمان الأفراد، ومن أسوأ الخطوات التي تقود الأمم إلى مستنقع الرذيلة، وظلمات الذنوب والمعاصي، مما يؤدي إلى هلاكها ودمارها، قال صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط.
ولمعرفة حكم هذا الفعل وشناعته راجع الفتوى رقم:
26620 - والفتوى رقم: 27367 - والفتوى رقم: 27402 .
ولمعرفة علاج هذه الآفة والتخلص منها راجع الفتاوى التالية أرقامها: (17/431)
26617 ، 20701 ، 23243 ، 21807 ، 26549 ، 28148 ، 5197 .
وليعلم أن النظر إلى المعصية باعتبار أنها مخالفة لأمر الله تعالى يجعلها كبيرة ولو كانت صغيرة؛ لأن حق الله أن يطاع فلا يُعصى وأن يُشكر فلا يُكفر، هذا وقد دلت السنة على أن النظر وما أشبهه من الصغائر، وكونه من الصغائر لا ينفي عنه الحرمة، فمما أثر عن السلف قولهم: لا تنظر إلى صغر الذنب وانظر إلى عظمة من عصيت.
هذا وليُعلم أنه يراد من هذه الأفلام إغواء المسلمين، ونشر الرذيلة، وهدم الأخلاق، وضياع الأمم، وتشويه العقول، وتلويث الثقافة، وما ذلك إلا بتدبير المفسدين في الأرض الذين قال الله عنهم: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [النور:19].
نسأل الله تعالى أن يجنب شبابنا وبناتنا الفتن والشرور، وأن يحصن فروجهم، ويرزقهم غض البصر.
والله أعلم.
29326
عنوان الفتوى:الرد المفحم على من نفى تحريف الإنجيل ونسبه ظلما وعدوانا للقرآن الكريم . رقم الفتوى:29326تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال :
بعض النصارى يقولون إن الإنجيل غير محرف بل القرآن نفسه مؤلف من قبل البشر فبماذا نرد عليهم؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أدلة حصول التحريف في التوراة والإنجيل لا تُحصى، ومن أهم هذه الأدلة:
1-أن كُتاب الأناجيل ليسوا من تلامذة المسيح المباشرين، بل اقتبسوا من أفكار بولس الإلحادية والوثنية، ونسبوها إلى المسيح عليه السلام، وذلك لأن الأناجيل الأربعة المشهورة (متى، يوحنا، لوقا، مرقس) لم تعرف إلا في أوائل القرن الثالث، وأول من ذكرها أرينوس سنة 209م، ومن هنا ارتفعت الثقة عن هذه الأناجيل والكتب المسيحية.
2-أن هذه الأناجيل على مر التاريخ امتدت إليها يد التحريف والتعديل حتى لا تكاد توجد نسخة تشبه الأخرى، قال محمد ضياء الأعظمي في كتابه دراسات في اليهودية والمسيحية، نقلاً عن كتاب قصة الحضارة: أقدم الكتابة يرجع ما بين 60م - 120م، ثم تعرضت بعد كتابتها مدى قرنين من الزمان لأخطاء في النقل، ولعلها تعرضت أيضاً لتحريف مقصود يراد به التوفيق بينها وبين الطائفة التي ينتمي إليها الناسخ أو أغراضها. انتهى. (17/432)
3-احتواء الأناجيل على الوثنية الواضحة، فضلاً عن الاختلاف البين بين طوائف المسيحية في ألوهية المسيح عليه السلام، وقد سبق بيان ذلك في فتاوى عدة تحت الأرقام التالية: 9732، 8210، 2105، 20706، 22275 .
ولمزيد من الفائدة يُرجى الاطلاع على كتاب هداية الحيارى في أجوبة النصارى لـ ابن القيم ، وكتاب الجواب الصحيح لـ ابن تيمية ، وكتاب قذائف الحق للشيخ محمد الغزالي رحمه الله، وكتاب إظهار الحق لـ رحمة الله الهندي ، وأشرطة مناظرات الشيخ أحمد ديدات مع النصارى، وغيرهم.
أما عن ثبوت صحة القرآن وعدم تحريفه، فقد دلت على ذلك أمور منها:
1- عدم الاختلاف بين نسخه الموجودة الآن.
2- أنه منقول إلينا بالتواتر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- أنه دون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- وهو أبلغها في دحض هذه الفرية أن الله جل وعلا قد تحدَّى الخلق بأن يأتوا بمثل القرآن ثم انتقل التحدي إلى الإتيان بعشر سور ثم انتقل إلى الإتيان بسورة واحدة، وقد ظل هذا التحدي قائماً حتى الآن، فلو كان مؤلفاً كما يدعي هؤلاء فلما لا يؤلفون سورة واحدة من مثله ويقطعون دابر عدوهم.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها:
15858 ، 21627 ، 25373 ، 22912.
والله أعلم.
29328
عنوان الفتوى:مذاهب العلماء في حكم صلاة العيدين رقم الفتوى:29328تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : إذا أخطأ الإمام في صلاة السنة (العيد) فهل يجب عليه سجود السهو؟ وما هو الحل لو لم يفعل ذلك؟ (17/433)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبداية ننبه الأخ السائل ـ وفقه الله ـ إلى أمرين:
الأمر الأول: أن صلاة العيد ولو كانت سنة فلها حكم سائر الصلوات المشروعة؛ فيجب فيها كل ما يجب في الصلوات الأخرى في الجملة .
الأمر الثاني: أن قوله إن صلاة العيد سنة، ليس محل اتفاق بين العلماء، فقد اختلف العلماء في حكم صلاة العيد على ثلاثة أقوال:
أولاً: أن صلاة العيد واجبة على الأعيان، وهذا هو الصحيح عند الحنفية، قال الكاساني : (والصحيح أنها واجبة، وهو قول أصحابنا.) واستدلوا على ذلك بمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها من دون تركها ولو مرة، وأنه لا يصلى التطوع بجماعة - ما خلا قيام رمضان وكسوف الشمس وصلاة العيدين، فإنها تؤدى بجماعة - فلو كانت سنة ولم تكن واجبة لاستثناها الشارع كما استثنى التراويح وصلاة الخسوف.
الثاني: أن صلاة العيد سنة مؤكدة، وإلى هذا ذهب الشافعية والمالكية، قال الشيرازي : ( صلاة العيد سنة.) وقال في التاج والإكليل: ( صلاة العيد سنة مؤكدة.) ودليلهم على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح للأعرابي - وكان قد ذكر له الرسول صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس - فقال له: هل عليَّ غيرهنَّ؟ قال: لا، إلا أن تطوع. متفق عليه.
الثالث: أن صلاة العيد فرض كفاية، وإليه ذهب الحنابلة، قال ابن قدامة في المغني: ( وصلاة العيد فرض على الكفاية في ظاهر المذهب. ) ودليلهم على ذلك عموم قول الله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، ولمداومة الرسول صلى الله عليه وسلم على فعلها، ولأنها من أعلام الدين الظاهرة.
والراجح هو مذهب الجمهور وهو القول الثاني. :
أما في جواب سؤالك فنقول إن خطأ الإمام في صلاة العيد كخطئه في غيرها من الصلوات ، وراجع الفتويين التاليتين : (17/434)
10674 ،: 12121.
أما ما هو الحل إذا لم يسجد للسهو، فعلى السائل الكريم أن يبين نوع الخطأ الذي أخطأه حتى يمكننا جوابه بالتفصيل.
وعلى كل حال فجمهور العلماء على أنه لا يشرع له الآن سجود للسهو أو قضاء لصلاة العيد، وعليه أن يتوب إلى الله من ترك سجود السهو إن كان فعل ذلك متعمداً.
والله أعلم.
29329
فتاوى
عنوان الفتوى:حكم بطاقات الهاتف التي تفقد قيمتها بعد زمن معين رقم الفتوى:29329تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال: ما رأيكم في بطاقة الاتصالات (( سواء )) المدفوعة الثمن مسبقًا والمدة شهرين ثم تنتهي إذا لم تتكلم بها؟ والله يحفظكم
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه البطاقة عقد من عقود الإجارة الجائزة بين مشتري هذه البطاقة وهيئة الاتصالات، يتمكن به المشتري من الانتفاع بأحد خطوط هذه الهيئة في اتصال هاتفي يختلف زمنه باختلاف الجهة التي يراد الاتصال بها على أن يتم إجراء الاتصال الهاتفي خلال شهرين -مثلاً- فإن فاتت تلك المدة دون أن يستوعب قيمتها في المحادثة الهاتفية سقط حقه في الانتفاع بعد مضيها، وقد يشكل على ذلك أن الخط الذي تم من خلاله الانتفاع غير محدد مسبقاً، ولكن في الحقيقة لا إشكال؛ لأن هذا من قبيل إجارة المشاع، وهي جائزة عند الشافعية والصاحبين من الحنفية والمالكية وفي قولٍ لـ أحمد ؛ لأن المشاع مقدور على الانتفاع به عن طريق المهايأة الزمنية، بأن يتناوب المشترون لهذه البطاقات في استيفاء منفعة الاتصال من خطوط هذه الهيئة، وقد دل على جواز هذه المهايأة قوله تعالى في قصة نبي الله صالح وقومه: وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ [القمر:28]. فهذا يدل على جواز المهايأة الزمنية بنصه.
وثبت في مسند أحمد وغيره أنهم كانوا يوم بدر يتناوبون الركوب على الدواب، فيتعاقب الثلاثة على بعير، وهذا يدل أيضاً على جواز إجارة المشاع عن طريق المهايأة. (17/435)
ولا يشكل على الجواز أيضاً كون المشتري لهذه البطاقة يسقط حقه في الانتفاع إذا لم يستوف منفعتها خلال مدة زمنية معينة؛ لأن عدم انتفاعه في هذه الفترة تفريط منه، كما لو أجر له غرفة أو شقة ليسكنها لفترة زمنية، فإذا مرت ولم يفعل فقد أسقط حقه.
وهذه البطاقات تعلقت بها حاجة الناس ومصلحتهم دون محظورٍ شرعي، ومثل هذا لا تمنع منه الشريعة.
والله أعلم.
29334
عنوان الفتوى:الاستحالة وضوابطها عند العلماء . رقم الفتوى:29334تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال : ما حكم الاستحالة في المطعومات مثال ذلك: خلط كمية قليلة من مادة محرمة مع كمية كبيرة من مادة طاهرة كخمسة كيلوجرامات من منفحة خنزير مع ستين طنا من الحليب لأجل التجبين
· فهل المادة المحرمة باقية في التركيب أم تتغلب عليها المادة المباحة؟
· وهل يمكن قياس المائعات في الطهارات على الماء كالزيت والخل والحليب والمشروبات إذا كانت فوق قلتين لا تحمل الخبث ؟
هناك من يقول بأن الاستحالة لا تتحقق بخلط الشيء النجس مع الطاهر وإنما تكون بمعالجة الشيء النجس حتى يتحول عن أصله كحرق النجاسة لوحدها أم مع غيرها حتى تصير رمادا أو تحويل الحجر الصم جيراً أبيض بالإحراق · فماهو ضابط الاستحالة يرحمكم الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستحالة هي انقلاب الشيء من حقيقته إلى حقيقة أخرى، أو هي تغير العين وانقلاب حقيقتها إلى حقيقة أخرى، كالعذرة تصبح رماداً والخمر ينقلب خلا والخنزير ملحاً.
والعلماء متفقون على هذا المضمون للاستحالة، وإن اختلفت عباراتهم.
فالحنفية يعرفون الاستحالة بأنها: تغير العين وانقلاب حقيقتها إلى حقيقة أخرى. انتهى من الدر المختار 1/210 .
والشافعية يقولون: انقلاب الشيء من صفة إلى صفة أخرى. انتهى من المجموع 1/55 . (17/436)
وعند المالكية الاستحالة: تحول المادة عن صفاتها وخروجها عن اسمها الذي كانت به إلى صفات واسم يختص بها. انتهى من مواهب الجليل 1/97 .
واعلم أن العلماء اتفقوا على طهارة الخمر إذا صارت خلاًّ بدون فعل فاعل. واختلفوا في طهارة باقي النجاسات بالاستحالة، وهو مبين في الفتوى رقم:
6861، والفتوى رقم: 25587، والفتوى رقم: 12250.
وبالنسبة لقياس المائعات على الماء في التطهير فالراجح من أقوال أهل العلم أن المائع الطاهر إذا لم يتغير بملاقاة النجاسة فإنه يبقى طاهراً، وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية والزهري والبخاري وروي عن مالك وهو مذهب أبي حنيفة.
وللمزيد انظر الفتوى رقم:
9298، والفتوى رقم: 23200.
والله أعلم.
29335
فتاوى
عنوان الفتوى:أحكام مترتبة على التأمين الاجتماعي رقم الفتوى:29335تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال: ما حكم سداد قيمة مديونيتي لهيئة التأمينات الاجتماعية على أقساط تعادل في نهايتها ضعف مبلغ المديونية؟
علما بأن نظام الهيئة إما سداد المبلغ كاملا دفعة واحدة أو يتم سداده على دفعات حتى سن الإحالة على المعاش علما بأنني قد حاولت التفاوض معهم على تخفيض المدة لسرعة السداد ولم يوافقوا عملا بنظام الهيئة
ولكم جزيل الشكر
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان التأمين إجباريًّا وكنت مضطراً إلى دفع المبلغ على أقساط ولا يمكنك دفعه نقدًا فلا إثم عليك إن شاء الله، وإنما الإثم على من أجبروك على ذلك.
أما إذا كان التأمين الاجتماعي اختياريًّا وكان تأميناً تعاونيًّا وتستثمر أموال المؤمنين بطرق مشروعة فيجوز الاشتراك فيه، فإذا تراكمت عليك ديون لهم فليس لهم أن يطالبوك إلا بما عليك من دين فقط، فإن زادوا عليك المبلغ في مقابل زيادة الأجل فذلك رباً، وعليك حينئذ أن تلغي اشتراكك لديهم وتأخذ ما دفعته قبل ذلك. (17/437)
أما إذا كان تأميناً تجاريًّا أو كانت الأموال تستثمر في البنوك الربوية أو تودع فيها أو تستثمر بطرق أخرى محرمة، فلا يجوز لك ما دمت مختاراً أن تشارك في هذا النوع من التأمين، بل عليك أن تبادر إلى إلغاء اشتراكك وسحب ما وضعته من أموال لديهم.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
2898، والفتوى رقم: 9531، والفتوى رقم: 9532، والفتوى رقم: 10664.
والله أعلم.
29337
عنوان الفتوى:حكم التوكيل لرمي الجمار أيام التشريق والسفر بعد رمي جمرة العقبة رقم الفتوى:29337تاريخ الفتوى:29 ذو القعدة 1424السؤال : هل يجوز للحاج التوكيل لرمي الجمار في باقي أيام التشريق والسفر بعد رمي جمرة العقبة في يوم النحر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن كان قادرًا على الرمي فلا يجوز له التوكيل بحال، وسفره بعد رمي جمرة العقبة يعني إخلاله بواجب الرمي وواجب المبيت بمنى، وفعل ذلك حرام، يجب فيه دم عن ترك المبيت وآخر عن ترك الرمي وعلى الحاج أن يتذكر أنه في ضيافة الله تعالى، فالحجاج هم وفد الله الذين دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم، وليجمع الحاج همته على أن يؤدي فرضه تاماً بأركانه وواجباته وسننه، مع الإخلاص لله تعالى، والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ليعود من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
والله أعلم.
29338
عنوان الفتوى:حكم الكتابة في السحر رقم الفتوى:29338تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : هل الكتابة في موضوع السحر مع ذكر الطلاسم مع أنني فعلت ذلك من أجل تبيين مجموعة أشياء يقوم بها الناس؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/438)
فإن كان المقصود أنك تقوم بكتابة وممارسة السحر فذلك محرم وكبيرة من كبائر الذنوب، وسبق بيان ذلك في الفتاوى التالية: 20371، 1653، 11104، 16618.
وإن كان المقصود أنك تكتب في التحذير من السحر وكتابة الطلاسم فذلك من الخير والبر الذي تثاب عليه.
والله أعلم.
29341
عنوان الفتوى:يقتص الله للبهائم من بعضها البعض يوم القيامة رقم الفتوى:29341تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال :
هل ورد ما يشير إلى مصير بعض المخلوقات في الآخرة وخاصة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم في إشارات إيمانية مثل هدهد سليمان عليه السلام وكلب أصحاب الكهف وغيرها أم أن علم ذلك عند الله وحده؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة أن البهائم تبعث وتحشر يوم القيامة للقصاص، وجاءت الآثار أنه بعد أن يقتص من بعضها لبعض يقول الله رب العزة: كوني ترابًا، فتصير كذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وأما البهائم فجميعها يحشرها الله سبحانه كما دل عليه الكتاب والسنة، قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ [الأنعام:38]، وقال تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [التكوير:5]، وقال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ [الشورى:29] وحرف(إذا) إنما يكون لما يأتي لا محالة، والأحاديث في ذلك مشهورة، فإن الله عز وجل يوم القيامة يحشر البهائم ويقتص لبعضها من بعض ثم يقول لها: كوني تراباً فتصير تراباً، فيقول الكافر حينئذ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً [النبأ:40]، ومن قال إنها لا تحيا فهو مخطئ في ذلك أقبح خطأ، بل هو ضال أو كافر والله أعلم. انتهى. (17/439)
وأخرج الحاكم وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن جرير عن أبي هريرة قال: ما من دابة ولا طائر إلا سيحشر يوم القيامة ثم يقتص لبعضها من بعض حتى يقتص للجلحاء من ذات القرن ثم يقال لها: كوني تراباً، فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت تراباً، وإن شئتم فاقرأوا: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ.
وفي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.
وهدهد سليمان وكلب أصحاب الكهف وغيرهما من أعيان الحيوانات التي ذكرت في القرآن لا نعلم لها مخصصاً من الحكم السابق، بل تدخل فيه.
والله أعلم.
29342
عنوان الفتوى:المرأة المتزوجة.. والإنفاق على أبويها رقم الفتوى:29342تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : أسكن في أوربا والدولة تدفع مساعدة للأطفال وطلبت من زوجي أن يعطيني هذا المال حتى أساعد به والدي لأنه شيخ لا يستطيع العمل، وأعرف أن زوجي يرسل المال إلى أمه شهرياً كيف أستطيع المكث معه وأنا على علم أن عائلتي لا تجد شيئاً للأكل وراتب زوجي ستة آلاف شهرياً ويملك أربعة بيوت، وكنت أدخر من المال الذي يعطيني زوجي لنفقات أولادي وكنت أرسله إلى عائلتي فقد كنت أعمل في السابق وكان يأخذ مالي فلم أكن أقل له شيئاً أريد أن أعرف هل محرم علي أن أعمل الآن أم لا؟ إذا كان محرماً فكيف يمكن لشيخ كبير أن يجد طعاماً ليسد به جوعه، وكيف أقبل أن يرسل زوجي المال إلى أمه ولا يرسل إلى عائلتي لأني امرأة؟ آمل الإجابة بالعربية. (17/440)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنفقة واجبة على الزوج لزوجته غير الناشز، وأما أهلها فلا يلزمه النفقة عليهم، لكن ينبغي له أن يعاملهم بالبرِّ والإحسان والمعروف، وأن يقدمهم في صدقته ومعونته لمكان زوجته.
وأما المرأة فيجب عليها أن تبرَّ أبويها قبل زواجها وبعده، وأن تحسن إليهما، وإن احتاجا إلى نفقة وكانت ذات مال وجب عليها الإنفاق عليهما.
وأما عمل المرأة إن احتاجت إليه ولم يكن عملاً محرماً أو اشتمل على محرم كاختلاط محرم وخلوة وتبرج ونحو ذلك، فلا بأس به إن كان بإذن الزوج؛ لأن الشرع جعل من حق الزوج على زوجته ألاَّ تخرج من بيته إلا بإذنه.
وما تحصلت عليه الزوجة من مال فهو لها تتصرف فيه كيف شاءت، ولا يحق للزوج الاستيلاء عليه، وإن أخذه بغير رضاها لزمه رده إليها.
والله أعلم.
29345
عنوان الفتوى:ماذا على من أراد أن يضحي رقم الفتوى:29345تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم
نويت أن أضحي فما الواجب علي عمله من أول ذي الحجة؟ وجزاكم الله خيراً..
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/441)
فقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أنه يستحب لمن أراد أن يضحي ألا يقص شعراً ولا يقلم ظفراً، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره. رواه مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها.
وانظر الفتوى رقم:
13877، والفتوى رقم: 4126.
والله أعلم.
29347
عنوان الفتوى:المتصدي لدعوة غير المسلمين يحتاج للتحلي بعدة أمور رقم الفتوى:29347تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : أريد أن أناقش نصارى ومحاولة إقناعهم بالإسلام فماذا تشيرون به مع العلم أنني أريد قراءة الإنجيل لتكون لي المداخل وأنا أحاول جاهدة معرفه ديني بقراءة التفسير وقصص الأنبياء فبماذا تنصحونني لأكون ملمة وقادرة علي الرد بإذن الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التصدي لدعوة غير المسلمين للإسلام أمر هام وجلل، ويحتاج ممن أراده إلى كثير من الجهد والمثابرة، إذ يجب عليه أن يُلم بدينه أولاً، ويعرف شبهات الأعداء فيه والرد عليها، ثم يُلم بما يكون سبباً في إظهار عوار الأديان المخالفة للدين الحق، وإنما يجب ذلك لأن الداخل في هذا الميدان دون سلاح عرضة للافتتان أو على الأقل الانهزام، فربَّ فكرة صحيحة صادقة تفقد صدقها وقوتها بسبب من يتصدى لها، لا لأن الفكرة غير صحيحة، بل لضعف المتصدي لها وعدم إلمامه بها.
وعلم مقارنة الأديان صار علماً مستقلاً في هذه الأزمان، وألفت فيه الكتب، وصنفت فيه المصنفات، ولذا فإننا ننصح السائلة باتخاذ الخطوات الآنفة الذكر قبل البدء في مشروع دعوة غير المسلمين لئلا تكون فريسة لشبههم، مع ما قد يحصل لها من العجز عن رد شبههم في الإسلام، ومما يعين على ذلك قراءة كتاب قذائف الحق للشيخ محمد الغزالي رحمه الله، وكتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لـ ابن القيم ، وكتاب إظهار الحق لـ الدهلوي ، وكتاب الجواب الصحيح لـ ابن تيمية ، وغير ذلك. (17/442)
كما أننا ننصح بسماع مناظرات الشيخ أحمد ديدات مع النصارى.
ولمزيد من المعلومات والفوائد راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 27986، 15690، 20818، 8210، 19093، 19602، 10326، 22018، 25615، 28335.
والله أعلم.
29351
عنوان الفتوى:حكم رهن عقار مقابل دين رقم الفتوى:29351تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعمل فى مجال المقاولات في مصر وهذا المجال لا بد من التعامل معه لدى البنوك على هذه الكيفية بأنني أقوم برهن بعض العقارات والأصول الثابتة والمملوكة لي في سبيل أن يقوم البنك بإعطائي خطابات ضمان وكذلك بعض المبالغ المالية في حالة الاحتياج لها هذا مقابل عمولات للبنك هذا التعامل مع البنك اضطراري ولا أستطيع العمل في هذا المجال دون مشاركة البنوك القومية معنا هل هذا التعامل حلال أم حرام ولكم جزيل الشكر وبارك الله فيكم وفي هذ الأمة المباركة.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التعامل مع البنوك الربوية لا يجوز، سواء كان ذلك إيداعاً أو قرضاً أو غير ذلك، لما في ذلك من انتهاك للحرام المقطوع به، والتشجيع لأهله على التمادي في هذه الكبيرة والمجاهرة بها، فلا يجوز التعامل معهم إلا إذا كان الشخص مضطراً فعلاً ولا يجد غيرهم.
ولمعرفة حد الضرورة التي تبيح التعامل بالربا نحيلك إلى الفتوى رقم: (17/443)
6501.
وأما بالنسبة لرهن العقارات والأصول الثابتة مقابل الدَّين فلا مانع منه شرعاً، سواء كان ذلك لفرد أو مؤسسة، وسواء كانت قيمة المرهون أقل أو أكثر من الدَّين، فلا بأس بذلك كله ما لم يكن في الدَّين رباً.
والله أعلم.
29352
عنوان الفتوى:الأماكن المقدسة في الإسلام وأفضلها رقم الفتوى:29352تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : ماهي الأماكن المقدسة وماهي حرمتها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأماكن المقدسة في الإسلام هي المساجد وما أشبهها في كل مكان مخصص لطاعة الله تعالى، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحبِّ البلاد إلى الله مساجدها.
وعلى رأس هذه المساجد المساجد الثلاثة: المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى بيت المقدس.
وتختص هذه المساجد الثلاثة دون غيرها بأنها لا تشد الرحال إلى غيرها من بقاع الأرض بقصد التعبد والثواب.
كما تختص مكة والمدينة بحرمة تنفير صيدها وقطع شجرها الذي لم يستنبته الناس في العادة.
والله أعلم.
29353
عنوان الفتوى:يعظم الإثم بازدياد تعاطي المحرم رقم الفتوى:29353تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : ماهو حكم رجل يدخن سيجارة واحدة فقط يوميا هل يدخل هذا في التحريم المطلق أم له حكم آخر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتدخين حرام مطلقاً سواء دخن سيجارة واحدة يومياً أو أكثر، لكن يعظم الإثم بزيادة عدد ما يتناوله من السجائر، ولمعرفة حكم التدخين نحيلكم على فتوى رقم: 1671، والفتوى رقم: 1819.
والله أعلم.
29355
عنوان الفتوى:فتاوى حول المسح على الخفين رقم الفتوى:29355تاريخ الفتوى:24 ذو الحجة 1423السؤال : إذا توضأ وهو لابس الخفين ثم نقض الوضوء هل يمسح الخفين؟ (17/444)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يمسح على الخفين إلا إذا لبسهما على طهارة، بأن توضأ وغسل قدميه قبل لبسهما، وانظر لذلك الفتاوى التالية أرقامها: 14702، 5345، 12368.
والله أعلم.
29358
فتاوى
عنوان الفتوى:فتاوى حول الصلاة في المقبرة رقم الفتوى:29358تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أتقدم لكم بهذا السؤال: أنا شاب من الجزائر أسألكم: هل تجوز صلاة الجنازة في المقبرة وصلاة الفرض؟
هل تجوز الصلاة في المسجد الذي يوجد فيه قبر؟
والسلام عليكم.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم الصلاة على الجنازة في المقبرة في الفتوى رقم: 11238.
وأما صلاة الفرض في المقبرة فلا تجوز، وانظر الفتوى رقم: 17764، والفتوى رقم: 13365.
والله أعلم.
2936
عنوان الفتوى:سبب تسمية سورة البقرة بهذا الاسم رقم الفتوى:2936تاريخ الفتوى:12 ربيع الثاني 1422السؤال : لماذا سميت سورة البقرة بهذا الإسم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فإنما سميت سورة البقرة بهذا الاسم والله أعلم بسبب ما ورد فيها من قصة موسى عليه السلام مع قومه بشأن القتيل الذي لم يعرف قاتله ثم بعد ذلك أمر الله موسى أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة أياً كانت فشدّدوا في طلب أوصافها فشدّد الله عليهم- والقصة مبدؤها قول الحق سبحانه وتعالى: (وإذْ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) . [البقرة : 67]. والله أعلم
29365
عنوان الفتوى:استئذان الطلبة إمام المسجد أفضل رقم الفتوى:29365تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجوز لمجموعة من الطلبة التدارس في المسجد ويكون هذا بدون استشارة إمام المسجد؟ وشكراً. (17/445)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من ذلك، على أن يلتزم الطلبة بأدب المسجد وحرمته، وإن استُئذن الإمام فهو أفضل، وليس له منعهم من ذلك.
والله أعلم.
29368
عنوان الفتوى:حكم من لم تبلغه الدعوة كحكم أهل الفترة رقم الفتوى:29368تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : قال سبحانه وتعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) صدق الله العظيم.
عرفت قارة أمريكا أنها قد سكنها الهنود الحمر لالأف السنين وكانوا على غير اتصال بالناس في القارات الأخرى حتى تم اكتشاف القارة بواسطة أحد المستكشفين الأوروبيين، السؤال هو: هل تلكم الناس المسمون بالهنود الحمر كانوا يدينون بدين سماوي أم أنهم عاشوا على وثنيه منذ وجودهم على تلك الأرض، وهذا بعيداً عن مفهوم الآية الكريمة؟ أرجو الإفادة أفادكم الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا لم نطلع على الدين الذين كان عليه الهنود الحمر في القارة الأمريكية قبل اكتشافهم في العصور الأخيرة، وعلى أي حال كانوا سواء أكانوا يدينون بدين سماوي جاء به إليهم نبي من أنبياء الله تعالى، أم لم يكونوا يدينون فليس هنالك ما يتعارض مع معنى الآية الكريمة، ومعنى الآية -والله تعالى أعلم- أن الله تعالى لا يعذب أحداً من خلقه إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسل ووصول الدعوة إليه.
فإذا كان أولئك القوم لم تصل إليهم دعوة الأنبياء -قديماً أو حديثًا- فإن الله تعالى لن يعذبهم بصريح الآية المذكورة وما أشبهها مما هو في معناها، فحكمهم كحكم أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة الأنبياء، وقد وردت الأحاديث أنهم يمتحنون يوم القيامة.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل عن هذا الموضوع نحيلك إلى الفتوى رقم: 3191. (17/446)
والله أعلم.
29369
عنوان الفتوى:العبرة ليست بكثرة من سيدخل الجنة أو النار رقم الفتوى:29369تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : يوجد في العالم بحدود ستة مليار إنسان، فإذا فرضنا من هؤلاء مليار مسلم فقط، فهل سيذهب الباقون جميعهم إلى جهنم باعتبارهم كفار بموجب النصوص الكريمة وما هو موقفهم يوم القيامة، أرجو الإجابة بالتفصيل لأهمية السؤال، ولكثرة المتشككين به؟
والسلام عليكم .....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
فمن تمرد على الله ورفض عبادته فلا شك أنه في النار، تواترت على ذلك نصوص الوحي والكتاب والسنة، قال تعالى: فَأَمَّا مَنْ طَغَى* وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:37 - 39].
وهذا ما يُسلِّم به العقل السليم والنظر الصحيح، فإن من تمرد على القوانين الأرضية التي وضعها البشر أو رفض أوامر من يحكمون بها فقد عرض نفسه للعذاب المهين في هذه الحياة، وربما قضى عشرات السنين في ظلمات السجون وأليم العذاب، ولا يستنكر هذا لأنها عقوبة قانونية.
فإذا كنا نسلم بأن مخالفة القوانين تستوجب العقوبة من الحاكم وواضعي القوانين.. فكيف لا نسلم بأن مخالف أوامر الله رب العالمين يستحق العقاب؟! وهو سبحانه وتعالى الخالق الرازق.
فالعبرة ليست بكثرة من سيذهب إلى هنا أو هناك، وإنما هي بالطاعة والامتثال، فالله تعالى ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، كما قال تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:123، 124]. (17/447)
ولا يحق لأحد أن يعترض على حكمه سبحانه وتعالى لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23].
ولا تغرنك كثرة المشككين، فإن العاقل إذا سلم بأن الله تعالى هو الخالق لزم من ذلك أن يسلم تلقائيًّا بأنه الآمر الناهي الذي يجب أن يطاع أمره ويجتنب نهيه، كما قال تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].
وعليك أن تعلم أن الله جل و علا قد قال: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]، وقال: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأنعام: من الآية116].
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتوى رقم:
5492.
والله أعلم.
2937
عنوان الفتوى:الغش حرام في الامتحانات وغيرها رقم الفتوى:2937تاريخ الفتوى:13 رجب 1422السؤال : ما هو حكم الغش في الامتحانات الجامعية ، مع العلم أن العلوم التي تدرس هي علوم دنيوية ، وأن الجامعة غير إسلامية بالمفهوم الإسلامي ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فالغش والخديعة خلقان محرمان مذمومان لا يتصف بهما المؤمن الذي يخاف ربه ولا ينبغي له أن يزاولهما أصلا، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غشنا فليس منا" أخرجه مسلم عن أبي هريرة وأخرج عنه أيضاً "من غش فليس مني". وأخرج الطبراني أيضاً "من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار> وهذا يعم كل غش وكل خديعة وكل مكر في أي مجال كان وفي حق أي شخص كما يتبين من ألفاظ الحديث. ومما يزيد هذه الأخلاق قبحاً أنها من صفات المنافقين المميزة لهم كما قال تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) [سورة البقرة الآية: 9]. وبهذا تعلم أن الغش في الامتحانات خلق ذميم ومحرم سواء كانت المادة التي يختبر فيها دينية أو دنيوية لعموم الأحاديث المتقدمة ثم إن الطالب الذي يجتاز الامتحان يحصل على شهادة، وبموجب هذه الشهادة يتولى مسؤولية، إما في التعليم أو الطب أو غيرهما، ويصبح مؤتمناً على ما تولى، وكيف يصح له أن يتولى عملاً ويأخذ في مقابله مالاً وهو إنما حصل عليه بالغش والحيلة؟ هذا ظلم لنفسه، وظلم وخيانة لعموم الأمة، فالغش في الامتحانات أعظم من الغش في كثير من المعاملات. والكل محرم. والله أعلم. (17/448)
29371
عنوان الفتوى:حكم تعلم المرأة على يد شيخ رقم الفتوى:29371تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : أنا طالبة في الجامعة، درسني أحد الشيوخ التربية الإسلامية وبفضله اهتديت إلى الحجاب وإلى أمور كثيرة جداً لم أكن أعرفها عن الإسلام.. ولكن المشكلة بعد انتهاء ذلك الفصل الدراسي أحس بأني متعلقة به فأريد تعلم المزيد منه من أمور الدين بل أريد تعلم كل شيء عن الإسلام، ولكن كيف وهو رجل وأنا فتاة؟؟ وكيف أتخلص من الشكوك التي تراودني من حين إلى آخر لأخلع الحجاب وأسمع الأغاني كما تفعل كل الطالبات في الجامعة؟؟ فمنذ أن لبست الحجاب وابتعدت عن سماع الأغاني والموسيقى وأنا أعيش منزوية، لا أحد يريد الخروج معي فكلهم يخجلون من المسير معي وخصوصاً أنا أعيش في أسرة غير متدينة فكل من حولي يسمع الأغاني والفتيات يخرجن متبرجات، أفيدوني أرجوكم ..؟ (17/449)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبدايةً نهنئك على ما منَّ الله به عليك من لبس الحجاب والبعد عن سماع الأغاني، ثم نقول: إذا أمكنك التعلم من هذا الشيخ أو من غيره مع عدم وجود محظورات شرعية من خلوة أو إطلاق للنظر أو ريبة فلا حرج، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم النساء ويخصهنَّ بيومٍ، كما في صحيح البخاري عن أبي سعيد رضي الله عنه: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهنَّ يوماً لقيهنَّ فيه فوعظهنَّ وأمرهنَّ... الحديث.
أما إذا وجدت خلوة أو محظور من المحظورات التي أشرنا إليها أو غيرها فلا يجوز؛ لأن ذلك ذريعة إلى الفساد، وقد قال صلى الله عليه وسلم في التحذير من هذا: كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع، ألا إن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه. رواه مسلم.
وينبغي أن يتعلق قلبك بالله دون ما سواه، فهذا مقتضى شهادة ألا إله إلا الله، فإن الإله هو الذي تألهه القلوب رجاءً وخوفاً ومحبة وتعظيماً وتوكلاً، فمتى تعلق القلب بغير الله نقص من توحيده بقدر هذا التعلق، ولهذا لم يحك الله هذا التعلق إلا عن المشركين، كما قال عن امرأة العزيز في عشقها ليوسف عليه السلام: قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً [يوسف:30]، وقال عن يوسف عليه السلام الذي كمل تعلقه بالله: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24]. (17/450)
وتتميماً للفائدة انظري الفتوى رقم:
9360.
واعلمي - وفقك الله - أن القليل من الناس هم الذين يسلكون طريق الحق، كما قال عز وجل: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13]، وقال جل وعلا أيضاً: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأنعام:116].
وكم في القرآن من قول الحق سبحانه: وَلَكنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ [الأنعام:111]، فلا تستوحشي من انصراف من انصرف عنك، فلا يضرك كثرة الهالكين ولا قلة السالكين، فقد قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء. وقلة السالكين الذين يسلكون سبيل الله إنما هو بالنسبة لكثرة الهالكين، وإلا فيمكنك بحمد الله أن تجدي لك أخوات مؤمنات فاضلات يشددن من أزرك، ويشركنك في أمرك، ويكنَّ بعد الله خير عون لك، وانظري الفتوى رقم:
27921، والفتوى رقم: 28973.
والله أعلم.
29372
عنوان الفتوى:شروط السمسرة الجائزة رقم الفتوى:29372تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : "شركة تنتج الألماس وتبيعه عبر شبكة الإنترنت عبر أسلوب التسويق الشبكي، ويقوم العميل بشراء المنتج من الشركة بشكل مباشر إما عن طريق التقسيط أو بدفع كامل ثمن المنتج ودون زيادة في الثمن في كلا الحالتين، وكل شخص يشتري المنتج تقوم الشركة بفتح موقع له ضمن شبكتها عبر الأنترنت وتعطيه عمولة عن كل شخص يشتري المنتج بواسطته وموقع الشركة هو www.my7diamonds.com أرجو من فضيلتكم التفضل بإبداء وجهة نظر الشرع في مثل هذه التجارة؟ وشكراً. (17/451)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا علم لنا بهذه الشركة ولا كيفية تعاملها، لكن لا حرج على المسلم في شراء الماس سواء كان حالَّ الثمن أو مؤجلاً مقسطاً أو غير مقسط، ولو بزيادة على ثمن شرائها حالاً؛ لأن الزيادة في الثمن لأجل الأجل جائزة، ولأن الماس ليس من الأصناف الربوية التي يحرم بيعها مؤجلاً.
لكن يشترط أن يتم العقد بينك وبين الشركة على أحد الثمنين، إما الحال أو المؤجل، منعاً لحصول الجهالة في الثمن، وبشرط أن لا يكون بينكما اتفاق على أنه إذا تأخر سداد الأقساط يزاد عليه مبلغ مقابل التأخير؛ لأن هذا هو ربا الجاهلية الذي حرمه الإسلام.
وأما أخذ عمولة نظير الدلالة على هذه الشركة عبر أسلوب التسويق الشبكي الهرمي فلا يجوز، إذ بعد اطلاعنا على برنامج التسويق الشبكي تبين أنه برنامج لا يمكن أن ينمو إلا في وجود من يخسر لمصلحة من يربح، سواء توقف النمو أم لم يتوقف، فالخسائر للطبقات الأخيرة من الأعضاء لازمة، وبدونها لا يمكن تحقيق العمولات الخيالية للطبقات العليا، وهذا يعني أن الأكثرية تخسر لكي تربح الأقلية، وكسبها بدون حق هو أكل للمال بالباطل الذي حرمه الله.
كما أنه لا يقوم إلا على تغرير الآخرين، وبيع الوهم لهم لمصلحة القلة أصحاب الشركة، فمن يدخل لا غرض له في السلعة، وإنما كلٌّ يقامر على أنه سيربح من العمولات، فالداخل يُغرى بالثراء كي يدفع ثمن الانضمام إلى البرنامج، وفي حقيقة الأمر أن احتمال خسارته أضعاف أضعاف احتمال كسبه، وهذا هو الغرر المحرم الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم . (17/452)
قال الرملي في نهاية المحتاج: الغرر هو ما احتمل أمرين أغلبهما أخوفهما.
والحاصل أن المنتجات التي تبيعها الشركة سواء كانت ماسا أو غيره، ما هي إلا ستار للانضمام للبرنامج، بينما الانضمام للبرنامج إنما هو مقابل ثمن الغرر وأكل المال بالباطل.
فليس الأمر مجرد سمسرة كما يظنه البعض، إذ السمسرة عقد يحصل بموجبه السمسار على أجر لقاء بيع سلعة، أما التسويق الهرمي فالمسوق هو نفسه يدفع أجرا لكي يكون مسوقا، وهذا عكس السمسرة، كما أن الهدف في التسويق الهرمي ليس بيع بضاعة، بل جذب مسوِّقين جدد ليجذبوا بدورهم مسوقين آخرين وهكذا.
والله أعلم.
29373
عنوان الفتوى:حقوق الإنسان مصطلح ظاهره حسن وباطنه يقصد به عكس ذلك رقم الفتوى:29373تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: إن مما عمت به البلوى في هذه الأيام هو انتشار ما يسمى ببرنامج حقوق الإنسان الذي أنتجه الغرب، وأصبح هذا البرنامج يدخل معظم مؤسسات المجتمع التعليمية والصحية عن طريق التثقيف المدني وإقامة المخيمات، حيث يتم من خلال ذلك نشر أفكار مسمومة تتعارض مع الإسلام، وأنا أعلم أن الإجابة على هذا السؤال بحاجة إلى كثير من النقاط، أفيدونا بإختصار -بارك الله فيكم.
ملاحظة: ارفقوا لنا- إذا تكرمتم- مع الإجابة بعض المواقع التي تحتوي على ردود حول الموضوع المطروح أعلاه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما سألت عنه أمر شائك وخطير، ويجب على كل مسلم أن يُلم ولو بصورة مجملة بهذا المصطلح الذي يخفى وراءهُ كثيرٌ من الباطل والزور، وإن ظهر بصورة حسنة جميلة، فإن المرء حينما يسمع كلمة (حقوق الإنسان) يخيل إليه العدل والقسط والإحسان والبر، ونحو ذلك من المعاني الجميلة والأهداف النبيلة، لكنه حينما يعرف أن حقوق الإنسان في الغرب تعني: (17/453)
أولاً: التخلص من التكاليف الشرعية، والخضوع للعادات والتقاليد والقوانين الوضعية.
ثانياً: إباحة المحرمات كالزنا واللواط والشذوذ الجنسي باسم الحرية.
ثالثاً: إقرار أهل الباطل على باطلهم وترك دعوتهم للإسلام حتى يصل الناس إلى القول بوحدة الأديان، مما يؤدي إلى عدم إظهار الفرق بين الدين الحق والأديان الباطلة.
وغير ذلك من معاني هذا المصطلح الخادع، فإن المرء حينما يعرف ذلك لا بد أن يقف منها موقف المسلم الموالي لدينه وأهله، المعادي لأهل الباطل وما هم عليه.
وقد سبق وبينا بعض هذه المعاني مع ذكر المراجع التي تدل المرء على ذلك في الفتوى رقم:
3642، والفتوى رقم: 2297.
ونعتذر عن الإحالة على مواقع الإنترنت لعدم علمنا بهوية أصحابها واتجاهاتهم، وما أحلناك عليه من مراجع في الفتويين المشار إليها كافٍ إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
29374
عنوان الفتوى:كفارة الحلف بالحرام رقم الفتوى:29374تاريخ الفتوى:02 ذو الحجة 1424السؤال : حلف زوج أختي على والدتي إن لم تبيتي اليوم معنا في الشقة فعلي الحرام بنتك لن تدخل شقتك وهو نادم فما كفارة اليمين هذا ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم الحلف بالحرام في جوابنا رقم: 7438، وتبين منه أن الحلف بالحرام يأخذ حكم الظهار في الراجح، وقد وقع التحريم هنا معلقاً على ذهاب زوجته إلى بيت أمها إن لم تبت أمها عنده، وبناءً على ذلك.. فإذا باتت الأم عنده فقد برت قسمه، ولا كفارة عليه، أما إذا لم تبت عنده فإنه يحنث إذا ذهبت زوجته إلى بيت أمها بعد ذلك، ولا يحنث إن لم تذهب. (17/454)
والواجب عليه إن حصل الحنث كفارة الظهار، وهي المذكورة في قول الله تعالى: فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً [ المجادلة:3، 4].
ويحرم عليه الجماع ومقدماته حتى يكفِّر.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
22979.
والله أعلم.
29375
عنوان الفتوى:هل يجزئ ازدواج النية في العقيقة رقم الفتوى:29375تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : أنا أسأل هل أستطيع أن أعق عن ابني وعن نفسي في عقيقة واحدة مع العلم أن والدي لم يعق عني عندما كنت طفلا أي أزدواج النية؟ وجزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العقيقة سنة مؤكدة على مذهب أكثر العلماء، وهي سنة على الأب، فإن لم يعق عن ابنه فمات صغيرًا لم يشفع لأبيه على أحد التفسيرين لحديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه، ويسمى فيه، ويحلق رأسه. رواه أحمد وأصحاب السنن.
وكون الولد يعق عن نفسه بعد أن يبلغ خلاف السنة على قول الإمام أحمد ؛ لأن السنة على أبيه، وأجاز ذلك الإمام الشافعي رحمه الله.
وعلى كلٍ فالأولى ألا تعق عن نفسك، فإن أردت ذلك فلا تجزئك عقيقة ابنك، ولا بد من عقيقة مستقلة، ولا يجزئ فيها إلا ما يجزئ في الأُضحية على الأصح. (17/455)
والله أعلم.
29376
عنوان الفتوى:القول الراجح في تحديد أيام التشريق رقم الفتوى:29376تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : كم عدد أيام التشريق ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اتفق الفقهاء على أن أيام التشريق ثلاثة، واختلفوا في تحديدها على قولين:
أحدهما: أنها أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة.
والآخر: أنها أيام العاشر (يوم العيد) والحادي عشر، والثاني عشر منه.
والراجح القول الأول لأدلة منها: قوله صلى الله عليه وسلم: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب. رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر منها. وعلى هذا القول عمل المسلمين الآن في الحج.
والله أعلم.
29380
عنوان الفتوى:الثبات على المبدأ بالصبر على الابتلاء رقم الفتوى:29380تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أسأل عن مصافحة المرأة للرجل الغير محرم عنها ونحن نعيش في الغرب ونتعرض لذلك كثيراً ويكون من الصعب علينا في أحيان كثيرة أن نعتذر حتى أن ذلك يبعدنا ويجنبنا أن نخلتط معهم ويتقربوا منا أي أن تكون المصافحة في حالة الضرورة؟ وجزاكم الله كل خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم مصافحة المرأة الأجنبية في الفتوى رقم:
1025، والفتوى رقم: 2412.
وما ذكرته السائلة لا يعتبر ضرورة تبيح لها هذا المحظور؛ لأن الضرورة المعتبرة شرعاً هي خوف الإنسان على نفسه أو ولده أو ماله المحتاج إليه أو نحو ذلك.
وما تجده السائلة من صعوبة في ذلك لا يخرج عن دائرة الابتلاء الذي يجب مقابلته بالصبر، فإن عاقبة هذا الصبر التمكين والنصر، إذ أن تثبيت المبادئ بالصبر على البلاء أدعى للإقبال على الدين من المداهنة والتنكر للمبادئ، فنصيحتنا للأخت السائلة وغيرها أن تتجنب مخالطة الرجال والأجانب ما أمكن، فإن عرض لقاء بهم فإن عليها التمسك بتكاليف دينها. (17/456)
ثم إننا ننصح من لم تلجئه الضرورة للإقامة في بلاد الكفر أو كان غرضه القيام بواجب الدعوة بأن يهاجر منها إلى ديار المسلمين حفظاً لدينه وبعداً عن أسباب الفتن، إذ أن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز إلا لضرورة.
والله أعلم.
29388
عنوان الفتوى:من الحالات التي يكون فيها الإخوة حاجبين محجوبين رقم الفتوى:29388تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : رجل مات وترك أبا وأما وأخوة أشقاء وأولاد أخ شقيق متوفى، فما نصيب كل منهم في تركته؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كل ما تركه هذا الميت يقسم بين أبيه وأمه على النحو التالي: للأم السدس لوجود جمع من الإخوة، والباقي للأب، ولا شيء للإخوة ولا لأبناء الأخ المتوفى من باب أولى؛ لأن الكل محجوبون بالأب.
ودليل هذا في كتاب الله تعالى حيث قال: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ [النساء:11].
وهذه إحدى الحالات التي يكون فيها الإخوة حاجبين محجوبين في آنٍ واحد، فهم حجبوا الأم من الثلث إلى السدس، وحجبهم الأب لكونه أولى بالميت منهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر. متفق عليه.
ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات. (17/457)
والله أعلم.
2939
عنوان الفتوى:لا توجد منزلة بين الجنة والنار في الآخرة . رقم الفتوى:2939تاريخ الفتوى:12 ربيع الثاني 1422السؤال : هل هناك منزلة بين الجنة والنار ؟ ومن هم أهل الأعراف؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فلا توجد منزلة بين الجنة والنار في المآل بمعنى أنهم لا يدخلون الجنة ولا يدخلون النار لأن الله تعالى يقول: "فريق في الجنة وفريق في السعير".[ الشورى:7] أما قبل أن يفصل الله بين الناس فهناك منزلة أهل الأعراف وهم الذين تتساوى حسناتهم وسيئاتهم فيحبسون حتى يقضي الله فيهم بحكمه. والله تعالى أعلم.
29390
عنوان الفتوى:حكم أكل ذبائح الدروز رقم الفتوى:29390تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم
هل يجوز أكل اللحوم التي ذبحها الدروز؟ شكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الدروز فرقة باطنية تؤله الحاكم بأمر الله، وليسوا أصحاب دين سماوي ولا أهل كتاب، وعليه فلا يجوز أكل ذبائحهم؛ لأنهم لا ملة لهم، فهم - من هذه الناحية - أشبه بالوثنيين أو المرتدين الذين لا تصح ذكاتهم.
ومن المعلوم أن من شروط صحة الذكاة أن يكون المذكي صاحب دين سماوي (مسلماً أو يهوديًّا، أو نصرانيًّا).
وراجع الفتوى رقم:
2354، والفتوى رقم: 13149.
والله أعلم. (17/458)
29396
عنوان الفتوى:اتباع الدليل هو الأصل رقم الفتوى:29396تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم
أنا أتبع المذهب الحنفي ويصعب علي إذا احتجت إلى أي فتوى أن أجد إجابة من شيخ لذا اشتريت كتاب فقه ولاحظت فيه أحيانا اختلاف بين الإمام أبي حنيفة و أبي يوسف ومحمد مع أنهم كلهم أئمة المذهب الحنفي فهل لي حرية الاختيار بينهم حسب الاقتناع بالسند أو الأيسر لي في حل مشكلتي؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل هو اتباع الدليل من الكتاب والسنة، فما كان موافقاً للدليل من أقوال العلماء هو الأولى في الأخذ به بغض النظر عن قائله، وهذا ما أوصى به الأئمة الأربعة وغيرهم، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم:
5812.
فإن كان السائل له القدرة على التمييز بين الأدلة ودلالتها، والمقارنة بين أقول الفقهاء، ومعرفة الراجح منها، والعمل به، فإن هذا هو العمل الواجب في حقه، وإن لم تكن له هذه الملكة فإنه ـيجوز له تقليد مذهب معين كالمذهب الحنفي الذي ذكر في السؤال، وحينئذ يتحرى المعتمد في المذهب والمفتى به فيه، سواء كان من أقوال الإمام أو أحد صاحبيه وهذا التقليد ليس بواجب في حقه حيث إنه يجوز له العمل بفتوى من يفتيه من أهل العلم من أي مذهب كان.
لكن ننبه هنا إلى أنه لا يجوز البحث عن الرخص في المذاهب المختلفة إذ أن ذلك نوع من الضلال كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 414، فليرجع إليها ففيها تقسيم الرخص وبيان أحكام تتبعها.
والله أعلم.
29397
عنوان الفتوى:ما يترتب على تزويج المرأة نفسها دون ولي وشهود رقم الفتوى:29397تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
هنالك شخص دخل على بنت بعد كتابتها ورقه أنها زوجته نفسها، وأهلها يريدون تزويجها من آخر الآن، فما الحكم وما العمل؟ وشكراً لكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/459)
فكتابة هذه الورقة وعدمها على السواء، ودخول هذا الرجل على المرأة سفاح لا نكاح، ويجب على هذا الشخص مفارقة هذه المرأة فورا ثم تستبرأ، وعندها إذا أحب الزواج بها، وأذن وليها، واكتملت أركان عقد النكاح فلا بأس وانظر الفتاوى برقم:
24970، 28082، 22277، 4832.
ولأولياء هذه المرأة أن يزوجوها بعد استبرائها بصاحب الدين والخلق، وما ترتب على دخول الرجل على المرأة من ولد فإنه يلحقه، وكذا مهر المثل والنفقة وما ذلك إلا للشبهة.
والله أعلم.
2940
عنوان الفتوى:الخلوة بالزوجة بعد عقد القران وقبل الدخول بها رقم الفتوى:2940تاريخ الفتوى:11 ذو الحجة 1424السؤال : هل يجوز الاختلاء بالزوجة قبل العرس أي بعد عقد القران ، وإن جاز فما حكم التقبيل ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الرجل يملك بضع المرأة بمجرد العقد وتصير زوجة له يحل له أن يختلي بها، وأن يرى منها ما شاء، وأن يطأها متى شاء في الأوقات المباحة.
إلا أنه ينبغي على العاقد أن يراعي العرف الجاري في بلده وأن يوفي بالاتفاق مع ولي المرأة إن كان هنالك اتفاق على أن الدخول مرجأ إلى موعد متأخر عن العقد، أو كان هنالك عرف قائم مقام الاتفاق. ولا يخالف هذا العرف نصاً من كتاب ولا سنة ، بل إن الشرع علق أحكاماً على مجرد العقد وأخرى على الدخول ، ومما علقه على مجرد العقد، حرمة الأم بمجرد العقد على البنت وأن المرأة المعقود عليها تصير محرمة على التأبيد على أب الزوج.
ومن الأحكام التي علقها الشارع على الدخول : وجوب جميع المهر ، وإيجاب العدة عليها بالطلاق.
فعلى الرجل أن يراعي ما اتفق عليه وأن يسير على العرف الجاري لديهم ، وإن حدث جماع أو خلوة شرعية صحيحة فلا إثم عليه إن شاء الله ، لأنها زوجته حقيقة ، وتنبني على ذلك أحكام الدخول كلها ، فالولد ولده والمهر يلزمه كاملاً إلخ. (17/460)
والله أعلم.
29404
عنوان الفتوى:هل يسجد الإمام للسهو في صلاة العيدين رقم الفتوى:29404تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : إذا أخطأ الإمام في صلاة السنة (العيد) فهل يجب عليه سجود السهو؟ وما هو الحل لو لم يفعل ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبداية ننبه الأخ السائل ـ وفقه الله ـ إلى أمرين:
الأمر الأول: أن صلاة العيد ولو كانت سنة فلها حكم سائر الصلوات المشروعة؛ فيجب فيها كل ما يجب في الصلوات الأخرى في الجملة .
الأمر الثاني: أن قوله إن صلاة العيد سنة، ليس محل اتفاق بين العلماء، فقد اختلف العلماء في حكم صلاة العيد على ثلاثة أقوال:
أولاً: أن صلاة العيد واجبة على الأعيان، وهذا هو الصحيح عند الحنفية، قال الكاساني : (والصحيح أنها واجبة، وهو قول أصحابنا.) واستدلوا على ذلك بمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها من دون تركها ولو مرة، وأنه لا يصلى التطوع بجماعة - ما خلا قيام رمضان وكسوف الشمس وصلاة العيدين، فإنها تؤدى بجماعة - فلو كانت سنة ولم تكن واجبة لاستثناها الشارع كما استثنى التراويح وصلاة الخسوف.
الثاني: أن صلاة العيد سنة مؤكدة، وإلى هذا ذهب الشافعية والمالكية، قال الشيرازي : ( صلاة العيد سنة.) وقال في التاج والإكليل: ( صلاة العيد سنة مؤكدة.) ودليلهم على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح للأعرابي - وكان قد ذكر له الرسول صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس - فقال له: هل عليَّ غيرهنَّ؟ قال: لا، إلا أن تطوع. متفق عليه.
الثالث: أن صلاة العيد فرض كفاية، وإليه ذهب الحنابلة، قال ابن قدامة في المغني: ( وصلاة العيد فرض على الكفاية في ظاهر المذهب. ) ودليلهم على ذلك عموم قول الله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، ولمداومة الرسول صلى الله عليه وسلم على فعلها، ولأنها من أعلام الدين الظاهرة. (17/461)
والراجح هو مذهب الجمهور وهو القول الثاني. :
أما في جواب سؤالك فنقول إن خطأ الإمام في صلاة العيد كخطئه في غيرها من الصلوات ، وراجع الفتويين التاليتين :
10674 ،: 12121.
أما ما هو الحل إذا لم يسجد للسهو، فعلى السائل الكريم أن يبين نوع الخطأ الذي أخطأه حتى يمكننا جوابه بالتفصيل.
وعلى كل حال فجمهور العلماء على أنه لا يشرع له الآن سجود للسهو أو قضاء لصلاة العيد، وعليه أن يتوب إلى الله من ترك سجود السهو إن كان فعل ذلك متعمداً.
والله أعلم.
29405
عنوان الفتوى:أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله أداء فرائضه رقم الفتوى:29405تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال :
السلام عليكم
أنا أريد أن أتقرب من الله وأحبه وأحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، السؤال:- كيف أتقرب من الله ورسوله الكريم وأرضيهما بأعمالي ؟؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن أراد حب الله والتقرب إليه فليكن متبعاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أقواله وأفعاله إذ لاسبيل للقرب من الله إلا بهذا، قال الله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران: 31] وقال سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر: 7 ] .
وهذا على وجه العموم.
اماعلى الخصوص فهناك أعمال كثيرة تقرب العبد إلى خالقه جل وعلا كالصلاة والحج والإنفاق وبر الوالدين وغيرها من أعمال الطاعات لكن أهم الأعمال على الإطلاق واحبها إلى الله وأزكاها هي المحافظة على الفرائض وتأديتها على الوجه الصحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الله تعالى قال من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه "" رواه البخاري وغيره. (17/462)
والله أعلم.
29407
عنوان الفتوى:كلمة الكفر إذا خرجت من اللسان دون قصد فهل تعد كفرا . رقم الفتوى:29407تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد: فلدي سؤال وهو أني ذات مرة كنت أصلي وقطعت امرأة صلاتي فسلمت وبدأت ألومها فقالت لي إنها لم ترني أو كلمة اعتذار فقلت لها أنا كنت أعيط الفوق ولم أقلها كنت أقرأ الفوق وكنت حينها أجهر في صلاتي فهل فى هذا استهزاء بالقرآن الكريم؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستهزاء بالله أو بآياته كفر مخرج من الملة، ولوكان المستهزئ هازلاً غير جاد لقوله سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة: 66].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقد أخبرهم أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب ، وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر، ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولوكان الإيمان في قلبه منعه ان يتكلم بهذا الكلام.
إلا إذا خرجت كلمة الكفر على اللسان دون أن يقصد التلفظ بها فلا يعد ذك كفراً بل لغو معفو عنه أما مع قصدها ولو هازلاً فإنه كفر يخرج من الملة وقولك (أعيط الفوق) معناها عند بعض الناس أصرخ عالياً ، ومثل هذه الكلمة في الموطن الذي ذكرت ليست من الاستهزاء إذ المقصود أن صوتك بالصلاة كان مرتفعاً يمكن المرأة أن تسمعه، علماً بأن المرأة لا تقطع الصلاة إذا مرت بين يدي المصلي على الراجح، وراجع الفتوى رقم: 28786. (17/463)
والله أعلم.
2941
عنوان الفتوى:الاستنشاق والاستنثار في الوضوء من السنة رقم الفتوى:2941تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أنا دائما إذا توضأت للصلاة لا أستنشق ولا أستنثر بل أمسح على أنفي أو أتمضمض وأغسل وجهي فقط وأُكمل الوضوء هل يجوز ذلك أم لا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فحاصل الجواب على هذا السؤال أن المضمضة والاستنشاق اختلف أهل العلم فيهما فمن قائل بالوجوب لثبوت الأمر بهما ومنه ما رواه أبو داود بسند صحيح من حديث لقيط بن صبرة وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً " ولمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليهما. ومن قائل بالندب محتجاً بأن المفروض في الوضوء هو ما ذكره الله في الآية وهي قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) [ المائدة : 6 ] . ولما رواه أبو داود وابن ماجه أنه عليه الصلاة والسلام قال: "لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله تعالى فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين". فلم يذكر المضمضة والاستنشاق واقتصر على الواجب الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به وحينئذ فيؤول الأمر إلى الندب وهذا القول هو الراجح وعليه فإن وضوءك صحيح وإن كان الأولى أن لا تترك الاستنشاق لأن النبي صلى الله عليه وسلم واظب عليه. (17/464)
والله تعالى أعلم.
29412
عنوان الفتوى:( شرط الواقف كنص الشارع ) . رقم الفتوى:29412تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال :
يوجد وقف ينص على أن أولاد الذكور يأخذون وأولاد البطون لا يأخذون مع العلم أن الجميع بعض المستفيدين من الوقف يسكنون فيه السؤال هو: هل يجوز السكن للمستفيدين منه في الوقف ؟ وكيف يمكن تقسيم عائد الوقف على المستفيدين مع العلم أن المستفيدين هم ثلاث بنات متزوجات وولد واحد متزوج ولديه أربعة أطفال بنتً وثلاثة أولاد فكيف يمكن تقسيم عائد الوقف عليهم أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنحن لا نستطيع إن نجيب جواباً كافياً على هذا السؤال فإننا لم نقف على نص ألفاظ الواقف ولا شروطه ولكننا نجيب إجابة عامة، وهي أن الواقف إذا اشترط أن ينتفع بهذا الوقف أولاد أولاده الذكور دون الإناث، فإنه لا يجوز مخالفة هذا الشرط، لإن للواقف الحق أن يقف على من يشاء ويترك من يشاء، وإن كان يكره له ديانة أن يحرم الإناث، ويخص بوقفه الذكور، لما في ذلك من إحياء للنزعة الجاهلية في تفضيل الذكور على الإناث، والذي يحكم شروط الوقف هي القاعدة الفقهية المعروفة( شرط الواقف كنص الشارع ) ومقصودها أن شرط الواقف يعامل معاملة نص الشارع من وجوب العمل به وعدم جواز مخالفته وفي طريقة فهم المراد منه. (17/465)
هذا وإذا لم ينص في الوقف المذكور على المفاضلة بين المستفيدين منه فإن الغلة تقسم بينهم بالتساوي دون تمييز بين ذكر أو أنثى إذ لا مرجح، وننصح بالرجوع إلى المحاكم الشرعية وعرض نص الوقف عليها.
والله أعلم.
29435
عنوان الفتوى:الاتجار في العملات عن طريق البنوك الربوية لا يجوز . رقم الفتوى:29435تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم
ما حكم العمل في تجارة العملات (الفوركس) وهي أن اشتري عملة دولة ما إذا رأيت أنها في صعود وأبيع عملة دولة أخرى في المقابل وهكذا بيع ثم شراء عن طريق الوسيط (البنك)، مع العلم بأني قد عملت في هذا المجال من قبل وقبضت أجراً عن ذلك فما حكم المال الذي قبضته أفادكم الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن بيع وشراء العملات بغرض الاتجار جائز إذا تم فيه التقابض في مجلس العقد، وخلا من الغش والتدليس ونحوهما، كما يشترط عدم إجراء هذه الصفقات عن طريق البنوك الربوية لما في ذلك من التعاون معها، وإقرارها على العمل الذي تقوم به، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]. (17/466)
وبناء على ذلك فلا يجوز لك العمل بالصورة المذكورة لاتصالها بالبنوك الربوية، ويجوز لك العمل بها إذا خلت من هذا المحظور وغيره مما سبق، وراجع في هذا الفتاوى التالية أرقامها:
20539، 9832، 3702، 3708، 27781.
أما عن المال الذي اكتسبه بالطريقة المذكورة، فالواجب عليك التخلص منه في سبل الخير والتوبة إلى الله تعالى من طريق كسبه.
وما أنفقته منه على نفسك أو عيالك، فلا يجب عليك فيه شيء إلا التوبة إلى الله تعالى من الطريقة التي تم اكتسابه بها.
والله أعلم.
29437
عنوان الفتوى:لا يصح أن يلي عقد المسلمة تارك الصلاة بالكلية . رقم الفتوى:29437تاريخ الفتوى:03 ذو الحجة 1424السؤال :
أريد الزواج من مسلمة في أوروبا ليس لها ولي مسلم إذ لا أحد من عائلتها يصلي ولن يقبلوا أبداً بخاطب متدين وهي تريد صاحب دين فكيف يمكن أن يتم عقد الزواج من الناحية الشرعية؟ جزاكم الله كل خير.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالراجح من أقوال أهل العلم أن تارك الصلاة بالكلية كافر، ولا يصح أن يلي الكافر عقد المسلمة بحال من الأحوال، ولمعرفة حكم تارك الصلاة راجع الفتاوى التالية أرقامها:
17277، 5259، 1145.
فإذا سقطت ولاية الأقرب لتزويج المرأة انتقلت إلى الأبعد، فإن كانوا جميعاً تاركين للصلاة كمسألتنا تولى السلطان أمرها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: السلطان ولي من لا ولي له. رواه أحمد وأبو داود.
فإن لم يوجد السلطان المسلم أو نائبه حل محله من يقوم مقامه من جماعة المسلمين أو من يمثلها كالمراكز الإسلامية، ولتراجع في هذا الفتوى رقم: 3686، 3804. (17/467)
والله أعلم.
29438
عنوان الفتوى:لا يجزيء الاشتراك في ثمن الأضحية إن كانت شاة . رقم الفتوى:29438تاريخ الفتوى:27 ذو الحجة 1423السؤال :
شقيق زوجي دفع نصيبنا في أضحية العيد العائلية مع العلم بأننا قادرون ماديا على دفع هذا المبلغ، هل كتب لنا الثواب أم يعتبر معلقا إلى أن نرد إليه المبلغ الذي دفعه باسمنا؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاشتراك في ثمن الأضحية -إن كانت شاة- لا يجزئ وهذا محل اتفاق بين أهل العلم حسب علمنا.
وأما الاشتراك في ثمنها -إن كانت بدنة أو بقرة- فهو مجزئ عند الجمهور في الجملة، وذهب المالكية إلى أنه غير مجزئ، ومذهب الجمهور راجح ، ومما استدلوا به حديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم قال: نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة. وهذا في الهدي والأضحية تقاس عليه.
وعلى هذا فإن كان ما دفعه هذا الأخ جزءاً من ثمن شاة فذلك غير مجزئ، وإن كان ما دفعه جزءاً من ثمن بدنة أو بقرة فذلك مجزئ إن شاء الله تعالى.
وننبه إلى أن من ملك شاة جاز له أن يشرك غيره معه في نية التضحية بها من غير أن يدفع له ذلك شيئاً وفي سنن الترمذي وابن ماجه عن عطاء بن يسار أنه قال: سألت أبا أيوب الأنصاري كيف كان الضحايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون حتى تباهى الناس فصار كما ترى... والحديث صحيح.
وفي المسند وسنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم: أتي بكبش فذبحه، وقال: باسم الله والله أكبر، هذا عني وعن من لم يضح من أمتي.
والله أعلم.
2944
عنوان الفتوى:أداء الفرائض وترك المحرمات من أفضل الأعمال رقم الفتوى:2944تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما هي أفضل الأعمال التي تنجي من عذاب الله واكتساب رضوانه ومحبته؟ (17/468)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فأفضل الأعمال التي تنجي من عذاب الله أداء ما افترض عليك وترك ما حرم عليك ربك ، إذ إن الفرائض هي أعظم ما يقوم به العبد كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدى يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ...".[ رواه البخاري ].
والله أعلم.
29442
عنوان الفتوى:صورتان للزواج العرفي رقم الفتوى:29442تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال :
ما هو حكم الدين فيمن شهد على عقد زواج عرفي، وماذا يفعل إذا طلبت منه الشهادة؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لفظ الزواج العرفي يطلق على نوعين من الزواج، فقد يطلق مراداً به الزواج الذي توافرت أركانه وشروطه إلا أنه لم يوثق في المحكمة، فإن كان هذا هو المقصود فهو زواج صحيح ولا حرج إن شاء الله في الشهادة عليه وتلبية الطلب في ذلك متى ما طلب منه.
وقد يطلق هذا اللفظ مراداً به اتفاق الرجل والمرأة على الزواج دون حضور الولي، فإن كان هذا هو المقصود فإنه ليس بزواج أصلاً فلا تجوز الشهادة عليه ولا تلبية طلب هذه الشهادة ومن فعل ذلك فهو آثم تجب عليه التوبة والندم، ولمزيد من الفائدة نحيل السائل على الفتوى رقم:
5962.
والله أعلم.
29444
عنوان الفتوى:ترك الركن يبطل الركعة ويلزم المأموم الإتيان بها مع السجود للسهو . رقم الفتوى:29444تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال : عندما تكون في صلاة جماعة وتترك ركنا وهذا طبعا سهوا فهل تأتي بسجود السهو أم لا؟ جزاكم الله خيراً. (17/469)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن سها عن الإتيان بأحد أركان الصلاة خلف إمامه، ولم يستدركه بطلت تلك الركعة التي فاته فيها الركن، والواجب عليه أن يأتي بها بعد سلام الإمام، ويسجد للسهو بعد ذلك، قال في مطالب أولى النهى "حنبلي": فإن سلم إمامه أتى المأموم بما شك فيه مع إمامه ليخرج من الصلاة بيقين، وسجد للسهو ويسلم. انتهى.
والشك عندهم كالترك، قال في زاد المستقنع: وإن شك في ترك ركن فكتركه. انتهى.
وذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى وجوب الإتيان بالركن مع إسقاط سجود السهو عنه، قال في أسنى المطالب "شافعي": فإن ترك المأموم ركناً غير النية وتكبيرة الإحرام والسلام، أتى بركعة بعد سلام الإمام ولا يسجد لأنه سها حال القدوة. انتهى.
وقال في منح الجليل "مالكي": وإن تمادى على ترك السجدة لعدم طمعه فيها قبل عقد إمامه، ولحق الإمام وقضى ركعة، بعد سلامه فلا سجود عليه -أي المأموم- لزيادة ركعة النقص لحملها الإمام عنه. انتهى.
وقال في الفتاوى الهندية: سهو المؤتم لا يوجب السجدة. انتهى.
والراجح عندنا في هذه المسألة -والله أعلم- هو مذهب الحنابلة، ولمعرفة أركان الصلاة وواجباتها وسننها وصفتها عندهم راجع الفتوى رقم:
12455، والفتوى رقم: 8249، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 8438، والفتوى رقم: 4831.
علماً بأن المذاهب الثلاثة الأخرى تحتوي على تفاصيل وفروع كثيرة تتصل بهذه المسألة تركناها خشية الإطالة.
والله أعلم.
29447
عنوان الفتوى:خسة الطبع لا تصدر من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم رقم الفتوى:29447تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (17/470)
وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد:
فلا أتقن اللغة ولدي سؤال هام بالنسبة لي فهو حول العقيدة وهو أني أريد معنى خسة الطبع تلكم التي عصم الرسل عليهم الصلاة والسلام من الصغائر التي تدل عليها؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أجمع العلماء على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون في شيئين:
الأول: في تبليغهم رسالات ربهم على الوجه الذي أمرهم الله به.
والثاني: في عدم وقوعهم في كبائر الذنوب، فالأنبياء معصومون من ارتكاب الكبائر، ولا عبرة بما قد يصدر من بعضهم قبل النبوة كما في قصة موسى عليه السلام، وقتله القبطي، قال الله تعالى: فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ* قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [القصص:15-16].
أما صغائر الذنوب فالصحيح الذي عليه جمهور العلماء أن الأنبياء غير معصومين منها بحكم طبيعتهم البشرية، فقد يقع أحدهم في الصغيرة ولكن الله تعالى يوفقه للتوبة منها كما أخبر عن داود عليه السلام: وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ* فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ [صّ:24-25].
وكانت معصيته التسرع في الحكم قبل سماع الطرف الآخر، وكما أخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى [عبس:1-2].
وقال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً [الفتح:2].
فدل على جواز وقوع الذنب منه صلى الله عليه وسلم ومن غيره بطريق الأولى. (17/471)
أما ما يتعلق بخسة الطبع المسؤول عنها مثل خيانة الأمانة والغدر ونحو ذلك فلا يمكن صدورها من نبي من الأنبياء، لأن الأنبياء يتحلون بمكارم الأخلاق وأحاسن الخلال، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، وإليك حديثاً صحيحاً يدل على هذا المعنى أخرجه أبو داود والبيهقي والحاكم والبزار عن مصعب بن سعد ابن عبد الله بن أبي سرح عن سعد قال: لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وسماهم وابن أبي سرح "يعني أباه عبد الله" فذكر الحديث قال: وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله بايع عبد الله، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً، كل ذلك يأبى أن يبايعه، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟ فقالوا: ما ندري ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك، قال: لا إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين.
فنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ونزه كل نبي عن هذا السلوك الذي فيه خسة وغدر، وكذلك يقال في كل صفة تنافي المروءة ومكارم الأخلاق.
والله أعلم.
2945
عنوان الفتوى:فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل قدير رقم الفتوى:2945تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : في أحد أذكار الصباح والمساء يوجد فضل لمن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد (يحيي ويميت) وهو على كل شيء قدير وألاحظ أنني أزيد (يحيي ويميت) على الورد المذكورفهل هذا يضر ؟ وهل هذا ينقص من الأجر المذكور؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فهذه الجملة ( يحيي ويميت) ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر الذي ذكرت كما في المسند والسنن. فقولها نافع غيرضار وقائلها كاسب أجر لا مقترف وزر إن شاء الله تعالى. والله أعلم. (17/472)
29450
عنوان الفتوى:ما يباح لإمام المسجد الانتفاع به من مائه وأوراقه وما إلى ذلك . رقم الفتوى:29450تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال : ماهي حدود ما يجوز للإمام أن يستعمله من حاجات المسجد له ولأهله من مياه وكاسات وأقلام وأوراق وحاجات قديمة لا يحتاجها المسجد وقد ترمى أحيانا في القمامة وهي أشياء عامة والمسجد تجمع له تبرعات من الإخوة في امريكا ولإمامه ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان إمام المسجد هو القائم بإصلاحه ونظافته وتوسعته وتهيئته ونحو ذلك فإنه يعتبر ناظراً على هذا الوقف فله الانتفاع بمائه وأوراقه ونحو ذلك بالمعروف لأن النبي صلى الله عليه وسلم أباح لناظر الوقف أن ينتفع منه بشرط الا يتمول منه أي يجمع منه رأس مال له، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أصاب عمر أرضاً بخيبر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها، فقال: يا رسول الله إني أصبت أرضاً بخيبر لم أحب مالاً قط هو أنفس عندي منها فما تأمرني به، قال: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها، قال فتصدق بها عمر، إنه لا يباع أصلها ولا يبتاع ولا يورث ولا يوهب، قال: فتصدق عمر في الفقراء وفي القربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل والضيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقاً غير متأثل مالاً. وفي رواية: غير متمول. أي غير مدخرٍ ولا جامع رأس مال لنفسه من هذا الوقف.
وأما إذا كان إمام المسجد ليس ناظراً فإنه يصير كغيره من الناس له الانتفاع بما أباح الواقف الانتفاع به لعامة المصلين.
والله أعلم.
29452 (17/473)
عنوان الفتوى:حديث ( يأتي الشيطان أحدكم ) تخريجه ومعناه . رقم الفتوى:29452تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال : أريد البحث عن الحديث الشريف( يأتي الشيطان أحدكم)؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث المسؤول عنه رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا حتى يقول له من خلق ربك، فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.
قال الإمام النووي رحمه الله: معناه إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها. والله أعلم. انتهى.
والله أعلم.
29467
عنوان الفتوى:لا يجب على المسلم أن يغسل من بدنه إلا ما أصابه من النجاسة فقط . رقم الفتوى:29467تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجب الاغتسال للجسم بالكامل حين يقع على الأرجل أو اليد بعض من البول ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجب على المسلم أن يغسل من بدنه إلا المكان الذي وقعت عليه النجاسة، بخلاف الحدث الأصغر فيجب فيه غسل الأعضاء المذكورة في كتاب الله ومسح الرأس، وبخلاف الحدث الأكبر فيجب فيه غسل جميع البدن، وكل هذا معلوم، وانظر الفتوى رقم:
27072، والفتوى رقم: 24814.
والله أعلم.
29468
عنوان الفتوى:الإعجاز العددي له ضوابط لا بد من مراعاتها . رقم الفتوى:29468تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً... وبعد السلام عليكم:
في هذه الأيام كنت أبحث داخل الإنترنت فعثرت على موقع يقدم بعض الكتب ومن بين ما وقفت عليه كتابان لمؤلفهما --بسام جرار-- الأول بعنوان: الحساب والسنين والثاني بعنوان: إرهاصات الإعجاز العددي في القرآن الكريم السؤال هو: ما تعليقكم على الكتابين وهل تنصحوننا بالاعتداد والاستدلال بهما على من يريد مجادلتنا في ديننا وربنا؟ (17/474)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يمكننا الحكم على كتاب إلا بعد أن نطلع عليه، وهذا ما لا يمكننا مع ازدحام الأعمال وكثرة الفتاوى، ولكننا نحيل الأخ السائل على ضوابط عامة في باب الإعجاز العددي، وذلك في الفتوى رقم:
17108، فمن تقيد بتلك الضوابط فلا حرج عليه في أن يخوض في هذا الباب.
والله أعلم.
29469
عنوان الفتوى:ذكر الموت والخوف من سوء الخاتمة دأب الصالحين . رقم الفتوى:29469تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال :
إذا جاءتني وساوس الشياطين يخوفونني من الموت فماذا أفعل ليذهب الخوف عني ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فذكر الموت والخوف منه دأب الصالحين ووصية سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم القائل: أكثروا من ذكر هاذم اللذات. يعني الموت. رواه النسائي والترمذي وابن ماجه وأحمد.
وذكر الموت والخوف منه يجلب خشية الله ومراقبته ويبعث على فعل الخيرات والاستعداد للآخرة والبعد عن الذنوب والمعاصي، ويزهد في شهوات الدنيا الفانية.
إلا أنه لا يجوز أن يصل هذا الخوف إلى حد اليأس والقنوط من رحمة الله أو الانشغال عن عمل الصالحات وما أمرنا به من الاستخلاف في الحياة، والمؤمن الحق هو الذي يجمع بين الخوف والرجاء، ويحذر العقاب ويرجو الثواب، ويخاف الآخرة ويستعد لها، ويزهد في الدنيا ويستعمرها، والقلق والخوف الذي يأتي الإنسان لا تخرج أسبابه عن ثلاثة أمور: خوف من المستقبل، أو هم لحاضر، أو حزن على ماضٍ.
فعلى المسلم أن يترك المستقبل لما يأتي فلا يدري ما الله صانع فيه، وعليه الاستعداد له بما أمر، وأما الحاضر فهو يومك وسيمضي كما مضى غيره بأتراحه وأفراحه، وأما الماضي فقد ولى ولن يعود، فلا الحزن يرجعه ولا البكاء يعيده، والخلاص من ذلك بالإيمان بالقضاء والقدر والرضا بما يكتبه الله على العبد. (17/475)
فعليك بذلك وأشغل وقتك بتلاوة القرآن، والإكثار من ذكر الله، ومجالسة الصالحين، والبعد عن المنكرات.
وانظر الفتوى رقم:
21259.
والله أعلم.
2947
عنوان الفتوى:سفينة نوح عليه السلام رقم الفتوى:2947تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل توجد سفينة نوح بتركيا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد ذكر بعض أهل التفسير أن أوائل هذه الأمة قد رأوا شيئاً من آثار سفينة نوح... ولا نعلم أين هي الآن وهل بقي منها شيء أولاً . أما الجبل الذي كانت قد رست عليه في نهاية غرق الطوفان فاسمه "الجودي" نص على ذلك الله جل وعلا في قوله ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي) [ هود : 44 ] وهو الآن في منطقة تابعة لتركيا ومتاخمة لحدود الأراضي السورية والعراقية . والله أعلم .
29471
عنوان الفتوى:الصبح والفجر اسمان لمسمى واحد . رقم الفتوى:29471تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال :
ماهوالدليل على أن صلاة الصبح هي الفرض وصلاة الفجر هي النافلة؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة الفجر هي صلاة الصبح، وهي إحدى الصلوات الخمس التي افترضها الله على عباده، وهي ركعتان جهريتان، ووقتهما يبدأ من طلوع الفجر ويخرج بطلوع الشمس.
فلا فرق بين الصبح والفجر فهما اسمان لمسمى واحد.
قال الشافعي في الأم: والصبح والفجر فلهما اسمان الصبح والفجر لا أحب أن تسمى إلا بأحدهما.
وقال الطحاوي في مشكل الآثار: الصبح سميت بالصبح لأنها تصلى عند الإصباح، وسميت صلاة الفجر لأنها تصلى بقرب الفجر. انتهى. (17/476)
لكن كثيراً من الفقهاء يعبر عن ركعتي الفجر واللتين تؤديان قبل الفريضة وهما سنة مؤكدة يعبرون عنها بصلاة الفجر وعن صلاة الفريضة بصلاة الصبح.
والله أعلم.
29478
فتاوى
عنوان الفتوى:لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ينسى القرآن نسياانا كليا . رقم الفتوى:29478تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال: ما الدليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا ينسى القرآن ؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينسى القرآن الكريم هو الآية التي في سورة الأعلى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ [الأعلى:6، 7].
ولكن اختلف أهل التفسير في معنى النسيان وفي الاستثناء، فمنهم من قال: النسيان على ظاهره بمعنى عدم الذكر، ومنهم من قال: النسيان معناه ترك العمل، أو معناه النسخ.
وقد ذهب عدد من محققي المفسرين كـ الطبري يرحمه الله و ابن كثير يرحمه الله إلى أن النسيان هنا على حقيقته، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نسي بعض القرآن في صلاته كما هو في الحديث الذي رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقرأ في سورة بالليل فقال: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أُنسيتها من سورة كذا وكذا. هذا لفظ البخاري ، ولفظ مسلم : رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أُنسيتها.
وكون النبي صلى الله عليه وسلم كان ينسى ثبت في أحاديث أخرى عن أُبَي بن كعب وعبد الله بن عباس وآثار عن ابن عباس والحسن وقتادة وغيرهم.
ولكنه لم يكن ينسى نسياناً كليًّا، بل كان يذكر ما ينساه، ذكر ذلك القرطبي في تفسيره عن ابن عباس وقتادة وقال أيضاً أنه لم ينسَ شيئاً من القرآن بعد نزول هذه الآية عليه سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وحمل الاستثناء هنا على ما قاله الفراء وغير واحد من أهل اللغة: إلا ما شاء الله وهو لم يشأ أن تنسى شيئاً كقوله تعالى: خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ [هود:108]. (17/477)
ولكن الطبري يرحمه الله لم يرجح هذا القول، بل رجح أن الإنساء يكون بمشيئة الله له وهو مختص بالنسخ والرفع، قال في تفسيره (30/154): والقول الذي هو أولى بالصواب عندي قول من قال: فَلا تَنْسَى : فلا تنسى إلا أن نشاء نحن أن ننسيكه بنسخه ورفعه.
وخلاصة القول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نادراً ما ينسى القرآن، ونسيانه بحكم أنه بشر كما قال: إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون. متفق عليه.
ولكنه كان يذكر ما ينساه، وأنه لم ينس قط بعد أن أنزل الله عليه الآية الكريمة: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى* إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إلا ما شاء الله نسخه من القرآن نسخ تلاوة وحكم، حيث لم يعد مطلوباً منه حفظه ولا العمل به.
والله أعلم.
29487
عنوان الفتوى:من بدع الصلاة المصافحة عقيبها وقول تقبل الله ونحوها . رقم الفتوى:29487تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله
هل تصافح المصلين بعد الانتهاء من الصلاة فى المسجد وقول تقبل الله بدعة الرجاء الإفادة؟
والسلام عليكم ورحمة الله.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمصافحة المسلم لأخيه المسلم مشروعة ويؤجر عليها لما رواه الترمذي عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا. وغيره من الأحاديث الدالة على فضل واستحباب المصافحة. (17/478)
إلا أن تقييد المصافحة بعقب الصلوات أو بعضها كما يفعله بعض الناس غير مشروع، بل هو بدعة كما نص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: المصافحة عقيب الصلاة ليست مسنونة بل هي بدعة. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 8063.
ومثلها في الحكم الدعاء الذي يقوله بعض الناس بعد الانتهاء من الصلاة وهو تقبل الله أو حرماً، ونحو ذلك مما لم يأتِ به الشرع.
والله أعلم.
29495
عنوان الفتوى:خدمة التحويل في مقابل أجرة لا حرج فيها . رقم الفتوى:29495تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال : شرعت في كفالة يتيم ولكن عن طريق إحدى المؤسسات الخيرية عن طريق بنك ربوي بمعنى سحب مبلغ معين من رصيدي إلي رصيد المؤسسة الخيرية شهرياً ولكن خدمة التحويل ليست مجاناً فهل هناك أي شبهه في هذه المسألة أفيدونا؟ جزاكم الله ألف خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأولاً: لا يجوز وضع المال في بنك يتعامل بالربا ولو لم يأخذ صاحب المال شيئًا من الربا ولم يعطه؛ لأن ذلك من الإعانة على الحرام، وقد نهى الله جل وعلا عن الإعانة عليه في قوله سبحانه: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2].
اللهم إلا أن يكون الشخص مضطراً لوضع ماله فيه كأن لم يجد بنكاً لا يتعامل بالربا وخشي على ماله الضياع، فله أن يضع ماله فيه مع عدم الانتفاع بشيء من فوائده والتصدق بها على سبيل التخلص منها.
ثانياً: بخصوص السؤال، هذا المبلغ الذي يخصمه البنك نظير تحويله لمبلغ الكفالة الشهري إلى حساب المؤسسة الخيرية، شيء مستقل ولا نرى في أخذه ودفعه حرجاً لأنه أجرة مقابل هذا التحويل. (17/479)
وننصحك بإيجاد بديل شرعي تتعامل معه في حفظ أموالك واستثمارها والإنفاق منها في وجوه الخير، وتقبل الله صالح أعمالك.
والله أعلم.
29501
عنوان الفتوى:يجب هجر الأهل الذين يتعاملون مع السحرة والكهنة إذا كان ذلك يصلحهم . رقم الفتوى:29501تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال : بعض من الأهل يتعامل مع سحرة وكهنة ما حكم صلة الأرحام لهم علما بمقاطعتنا لهم فعلا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتعامل مع السحرة والكهنة من أكبر المحرمات، قال صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهناً أو عرَّافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد.
وقد ثبتت بالسنة مشروعية هجر أصحاب المعاصي حتى تظهر منهم توبة، كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة المتخلفين عن غزوة تبوك من غير عذر، ولكن هذا الهجر تراعى فيه المصلحة بما هو مبين في الفتوى رقم: 14139.
ومنها تعلم ما إن كان هجرك لهم سوف يؤدي إلى ردعهم عن تعاطي المحرمات من التعامل مع السحرة والكهنة ونحو ذلك، فينبغي أن تهجرهم، وإن كانت صلتك بهم ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة - مع عدم لحوق ضرر بكم - أدعى إلى توبتهم فالأولى عدم هجرهم، وإن كان الأمر مستوي الطرفين أي أن هجرهم أو عدم هجرهم لا يدعوهم إلى الخير، ولا يردعهم عن الشر فالأولى هجرهم؛ لأن المسلم مأمور بإنكار المنكر حسب وسعه، ومن ذلك أن يهجر صاحب المنكر حتى ينتهي عنه ويظهر توبته، ما لم تترتب على هذا الهجر مفسدة راجحة. قيل لـ سمرة بن جندب رضي الله عنه: إن ابنك البارحة لم يبت، فقال بشما؟ -أي أأكثر من الطعام حتى منعه النوم- قالوا: نعم، قال: أما إنه لو مات لم أصلِّ عليه ذكر هذا الأثر شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى. (17/480)
فإذا كان الذي أكل حتى بشم فمات يستحق الهجر مع أنه لم يقصد قتل نفسه فمن باب أولى أن يهجر من يتعامل مع السحرة والكهنة.
والله أعلم.
2951
عنوان الفتوى:حدود عورة المرأة مع النساء المسلمات رقم الفتوى:2951تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم جزاكم الله خيرا ونفع بكم في إجابة السؤال رقم 857 عن عورة المرأة " عورة المرأة المسلمة إذا كانت بين نساء مسلمات هي ما بين السرة والركبة. " هل هذا يعني أنه يجوز للمرأة كشف ما عدا ذلك دون الحاجة إلى كشفه؟ وما الدليل على ذلك؟ لأن بعض النساء-هداهن الله - يتخذن ذلك حجة فيبدين ذلك ويتفنن في إظهاره في المناسبات وحفلات الأعراس، ولا شك أن هذا يذهب الحياء و يصبح مجالا للفتنة والوقوع في الحرام ، وما الوسيلة لإقناعهن ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل في تحديد عورة المسلمة إذا كانت مع نساء مسلمات هو أنها ما بين السرة والركبة وأن لها الكشف عما سوى ذلك ، هذا قول عامة أهل العلم ولكنه - كما هو معلوم - مقيد بما إذا لم يؤد الأخذ به إلى الوقوع فيما حرمه الله ، فقد نص العلماء على أن مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، ومن المعلوم أن لبس اللباس في الحفلات على وضع يجعل اللابسة قدوة سيئة لمن يراها من النساء محرم قطعاً لما ينجر عنه من المفاسد فيجب تركه . فالحاصل أن الشيء قد يكون جائزاً في نفسه فإن أدى إلى محرم حرم ، لا لذاته ولكن لما يترتب عليه ، ينضاف إلى هذا أن أثمن ما تملكه المرأة هو الحياء ، فإذا فقدته فإن ما سواه في طريقه إلى أن يفقد ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة : إذا لم تستح فاصنع ما شئت" .[رواه البخاري وغيره] . وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل كان يعظ أخاه في الحياء" : " دعه فإن الحياء من الإيمان".[ متفق عليه]. والله أعلم . (17/481)
29511
عنوان الفتوى:لا يجوز الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر . رقم الفتوى:29511تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال :
السلام عليكم
أما بعد: ففي عملي أحيانا يجب علي مجالسة أجانب وهم يشربون الخمر ولكن الحديث يكون في إطار العمل،
هل يجوز ذلك شرعا وهو شيء من الضرورة لأنني أخاف أن أفقد العمل...؟ جزاكم الله كل الخير.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز الجلوس على الموائد التي يشرب عليها الخمر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يُشرب عليها الخمر. رواه أحمد والدارمي عن جابر رضي الله عنه.
لأن ذلك المكان يُعصى فيه الله تعالى، ويسكت الحاضرون فيه عن المنكر، ولربما وقعوا في هذا المنكر مع فاعليه ولو بعد حين، فقد رفع إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز جماعة شربوا الخمر بينهم صائم فأمر أن يضرب الحد مثلهم وتلا قول الله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140]. (17/482)
ولا يجوز لك أيها الأخ السائل أن تعمل في هذا العمل الذي يضطرك لمخالفة الشرع، والوقوع في معصية الله تعالى، ويجب عليك تركه والبحث عن غيره، لكن إن استطعت أن تتجنب الجلوس معهم أثناء شرب الخمر، ثم تجلس معهم بعد ذلك لإنجاز العمل، فلا مانع من البقاء في هذا العمل، والأفضل في هذه الحالة أن تبحث عن عمل غيره، كما أنه يجوز لك كذلك البقاء فيه حتى تجد غيره إن كنت مضطراً للعمل فيه وفاءً بما يجب عليك من نفقات لا تستطيع الوفاء بها إلا عن طريق عمل ما، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 2، 3].
وراجع الفتوى رقم:
3069، والفتوى رقم: 7179.
والله أعلم.
29514
عنوان الفتوى:توبة من وقع في زنا المحارم . رقم الفتوى:29514تاريخ الفتوى:28 ذو الحجة 1423السؤال :
ما الذي يجب على من اعتدى على أخواته، أي على عرضه للرجوع إلى الله ولتغفر ذنوبه؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالزنا كبيرة من الكبائر التي حرمها الله تعالى على عباده، بل حرم القرب منها والوقوع في دواعيها ومقدماتها، فقال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].
وإذا كان الزنا محرماً بين عموم الناس فإن حرمته أشد إذا وقع على المحارم، فقد روى أحمد في مسنده و الحاكم في مستدركه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. وقال الحاكم في المستدرك: صحيح ولم يخرجاه. (17/483)
وقال ابن حجر في الزواجر عند سياق هذا الحديث: وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم. انتهى.
وذلك لأن المحرم مطلوب منه الحفاظ على عرض محارمه والذود عنه، لا أن يكون هو أول الهاتكين له المضيعين لأركانه.
والواجب على من وقع في هذه الفاحشة العظيمة أن يتوب إلى الله تعالى، بترك الذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه، مع التزام صحبة أهل الخير والصلاح، والحرص على القيام بالواجبات الدينية من صلاة وصيام ونحوهما، والتمسك بالاستغفار، والتشبث بنوافل العبادات، فإن ذلك مما يطمئن القلب ويصرفه عن دواعي الشر، مع الأخذ بعين الاعتبار الابتعاد عن مواطن فتنته السابقة، والانصراف عما يقرب إليها؛ لأن المقترب منها كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
ولمزيد من الفوائد والنصائح راجع الفتوى رقم: 2376، والفتوى رقم: 15674.
والله أعلم.
2952
عنوان الفتوى:ذبائح أهل الكتاب حلال للمسلمين رقم الفتوى:2952تاريخ الفتوى:19 رمضان 1421السؤال : هل يجوز الأكل من طعام أهل الكتاب إذا سافرنا إلى بلدهم وذلك يتضمن كل أنواع اللحوم والدجاج -إلا الخنزير طبعا-بغض النظر عن طريقة ذبحها او سلخها أوطهيها؟مع الدليل ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فقد أحل الله للمسلمين ذبائح أهل الكتاب قال تعالى: ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ) [المائدة: 5]. فما ذبحه أهل الكتاب على النحو المعروف من قطع الودجين والبلعوم فهو حل لنا وما كان منه بطريق الصعق أو الخنق أو نحو ذلك مما يخالف الطريق الشرعية فهو ميتة لا يحل لمسلم أن يطعمها قال تعالى: ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير..) [المائدة:3]فما ورد إلى بلاد المسلمين من ذبائح إن كانت من دول تدين بدين أهل الكتاب فهي حل للمسلمين إذا لم يعلم أنها ذبحت على غير الوجه الشرعي، إذا الأصل حلها بالنص القرآني فلا يعدل عن ذلك إلا بأمر محقق يقتضي تحريمها. أما إذا كانت واردة من دول لا دين لها أو دول وثنية كالدولة الملحدة أو البوذية ونحو ذلك فهي حرام على المسلمين لا يجوز أكلها بالنص والإجماع وإن كتب عليها ما كتب ما لم يتحقق من أنها ذبحت على الطريقة الشرعية من ذابح مسلم أو كتابي وكذا إذا كانت من بلاد كتابية ولكن جرت عادة أهلها أنهم يذبحون بغير الطريقة الشرعية كالصعق أو الخنق ونحو ذلك فلا يجوز الأكل منها وإذا جهل الحال لهذه الذبائح الواردة من أهل الكتاب فالأصل حلها. (17/484)
والله أعلم.
29523
عنوان الفتوى:كيف يصنع من دخل في برجه حمام لا يملكه ولا يعرف صاحبه . رقم الفتوى:29523تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال :
أمتلك برج حمام ويأتي فيه حمام ليس ملكاً لي فماذا أفعل حيث إنني لا أعرف صاحبه ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على من وجد حماماً غير حمامه في برجه وميزه أن يرده بعينه إلى صاحبه إن علمه، فإن لم يستطع تمييزه مع علمه بصاحبه، اصطلح معه على ما يتفقان عليه، بأن يبيع الحمام له، أو أن يبيعاه لشخص ثالث، ونحو ذلك ثم يأخذ كل واحد حصته، ولا يضر الجهل بعين المبيع هنا للضرورة، فإن لم يعلم صاحب الحمام كان له حكم اللقطة، قال في كشاف القناع: إن لم يعرف صاحبه فلقطة، وإن عرفه أعلمه فوراً. انتهى. (17/485)
وقال المحلي في شرحه على المنهاج المعروف بكنز الراغبين: ولو تحول حمامه من برجه إلى برج غيره المشتمل على حمامه لزمه رده إن تميز عن حمامه. انتهى.
وقال أيضاً: ويجوز بيع أحدهما وهبته ماله منه لصاحبه في الأصح ويغتفر الجهل بعين المبيع للضرورة. انتهى.
وقال أيضاً: فإن باعهما -أي الحمامين- لثالث، والعدد معلوم والقيمة سواء، صح البيع ووزع الثمن على العدد. انتهى.
وإذا لم يعرف مالك الحمام فهو لقطة ويجوز التصرف فيها، مع تعريفها بصفتها لمدة سنة، فإذا جاء صاحبها قبل التصرف فيها فهو أحق بها، وإن جاء بعد التصرف فيها غرم الملتقط ثمنها وقت التصرف فيها، وراجع في هذا الفتوى رقم:
7149، والفتوى رقم: 5663.
والله أعلم.
2953
عنوان الفتوى:أنواع حلق الرأس رقم الفتوى:2953تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ورحمته الله و بركاته، ما حكم حلق الرأس كله ولكن ترك المقدمة أطول من ذلك كله؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحلق الرأس على أربعة أنواع :
الأول: حلقه في الحج والعمرة ، فهذا من أمر الله ورسوله وهو مشروع وثابت بالكتاب والسنة والإجماع ، قال تعالى: (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين). [الفتح: 27 ].
الثاني : حلق الرأس للحاجة مثل أن يحلقه للتداوي ، فهذا أيضاً جائز بالكتاب والسنة والإجماع ، فإن الله تعالى رخص للمحرم الذي لا يجوز له حلق رأسه أن يحلقه إذا كان به أذى ، قال تعالى: (ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك).[البقرة: 196 ]. وكما ثبت في حديث كعب بن عجرة لما مر به النبي صلى الله عليه وسلم - والقمل ينهال على رأسه - فقال له صلى الله عليه وسلم: "أيؤذيك هوامك؟ " قال: نعم، فقال: "احلق رأسك وانسك شاة، أو صم ثلاثة أيام، أو أطعم فرقا بين ستة مساكين". [وهذا الحديث متفق عليه]. (17/486)
النوع الثالث : حلقه على وجه التعبد والتدين والزهد من غير حج ولا عمرة، أو جعل حلق الرأس شعاراً ، فهذا من البدع المنكرة ، وهو من سيما الخوارج كما في البخاري عن أبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوماً سيكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحليق، ثم قال: "شر الخلق، يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق".[ رواه البخاري].
الرابع : أن يحلق رأسه في غير النسك لا على وجه التقرب والتدين ولا لغير حاجة ، فهذا لأهل العلم فيه قولان: أحدهما: أنه مكروه وهو مذهب مالك، والثاني: أنه مباح وهو الراجح إن شاء الله وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى غلاماً قد حلق بعض رأسه فقال: "احلقوه كله أو دعوه كله" . [ أخرجه ابن حبان وأبو داود والنسائي ].
وأما حلق الرأس وترك مقدمه، فإن هذا مما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه كما جاء في الحديث السابق ، ولذلك قال: "احلقوه كله أو دعوه كله" ، وهو ما يعرف بالقزع ، وعلى ذلك لا يجوز حلق بعض الرأس وترك بعضه.
والله أعلم.
29530
عنوان الفتوى:بغض الصحابة كفر ونفاق وطغيان رقم الفتوى:29530تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال : إخوتي الكرام
تتردد كثيرا لدينا نحن الجزائريين نكتة مضحكة تسيء إلى الصحابة والتابعين.. وكنا لا نملك إلا أن نضحك عليها ..هل يجوز لنا الضحك؟ هل نعاقب على ذلك؟ وماذا نفعل إزاء ذلك؟ (17/487)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن للصحابة من المنزلة والفضل مالا يخفى على أحد من المسلمين، فقد نطق كتاب الله بالثناء عليهم وجاءت السنة ببيان عظيم مكانتهم ووجوب حبهم واحترامهم، ووجوب الحذر من سبهم والتنقص من قدرهم.
قال الطحاوي في عقيدته: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولانفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.
وقد سبق ذكر النصوص من الكتاب والسنة الدالة على فضلهم وذلك في الفتوى رقم: 2429.
وإذا كان الصحابة في هذه الدرجة من الشرف فكيف يجرؤ مسلم عرف قدرهم على الاستهزاء بهم والسخرية منهم وجعلهم مثاراً للتفكه والتندر والضحك، فإن الاستهزاء بعامة المؤمنين من أعظم الجرائم وأكبر الإثم، فكيف إذا كان استهزاء بمن اختارهم الله تعالى ليكونوا وزراء نبيه يقاتلون عن دينه، فإن هذا لا يكون إلا ممن انطمست بصيرته وانطفأت جذوة الإيمان في قلبه فأصبح يرى المنكر معروفاً والمعروف منكراً.
فقد ذم الله تعالى قوماً صدر منهم مثل ذلك في عهد النبوة فقال لهم: لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:66].
وانظر لمعرفة سبب نزول هذه الآية الفتوى رقم:15399.
فالواجب على من صدر منه مثل هذه الأفعال التوبة إلى الله تعالى والدعاء للصحابة والترضي عنهم رضي الله عنهم فإن الحسنة تمحو السيئة.
والله أعلم.
29542
عنوان الفتوى:الخطا المبطل للقراءة وغير المبطل . رقم الفتوى:29542تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال : ما حكم إمامة الزوج لزوجته وهو يخطئ أحيانا في القراءة ولا يعرف أحكام التجويد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/488)
فإن الخطأ الذي تبطل به صلاة المصلي هو ما كان في الفاتحة وكان فيه تغيير للمعنى كضم تاء أنعمت ونحو ذلك.
أما غير ذلك فلا يجوز تعمده، ويجب تحاشيه وتفادي الوقوع فيه قدر الاستطاعة، وإن حصل شيء منه في الصلاة من غير قصد فإنه لا يبطلها على المصلي ولا على من اقتدى به.
ولمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم:
26582.
وبناءً عليه فإن كان خطأ هذا الزوج غير مبطل لصلاته فإنه تجوز إمامته لزوجته وغيرها.
والله أعلم.
29544
عنوان الفتوى:الفرق بين المحرم والمكروه . رقم الفتوى:29544تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: هل الدخان محرم أو مكروه وأتمنى النصيحة وأود أن أعرف الفرق بين المحرم والمكروه؟ وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسبق بيان حكم شرب الدخان في الفتوى رقم:
1671.
والفرق بين المحرم والمكروه أن المحرم ما طلب الشرع تركه تركاً جازماً، والمكروه ما طلب الشرع تركه تركاً غير جازم، ويترتب على ذلك أن من ترك المحرم والمكروه امتثالاً يثاب، ومن ارتكب المحرم يأثم بخلاف مرتكب المكروه فلا يأثم.
وعلى المسلم أن يعقد همته على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات، ليحصل على عظيم الدرجات.
والله أعلم.
29555
عنوان الفتوى:في زكاة الحلي خلاف ولا بأس بزكاته احتياطا . رقم الفتوى:29555تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال :
زوجتي لديها ساعة مطلية بالذهب، السوال: هل على هذه الساعة زكاة، مع العلم بأنها لم تستخدمها منذ مدة طويلة.... فإذا كانت عليها زكاة فماذا عن السنين السابقة، وهل تجب الزكاة في الذهب الذي تلبسه باستمرار؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العلماء مختلفون في وجوب الزكاة في حُليِّ المرأة المعد للاستعمال، وقد سبق ذكر أقوالهم في الفتاوى التالية أرقامها: 979، 6237، 2870 فراجعها. (17/489)
وعليه فإذا أخذت زوجتك بالأحوط من هذه الأقوال وأرادت أن تخرج زكاة حُليها فتنظر في قدر الذهب الذي طليت به الساعة فيضاف إلى الحلي الموجود معها، فإذا بلغ مع الحلي نصاباً وهو 85 جراماً أخرجت ربع العشر 2.5% كما هو مبين في الفتوى رقم:
2127.
وبالنسبة للسنوات السابقة فإنها تنظر كم كان سعر الذهب في ذلك الوقت ثم تخرج ربع العشر عن كل سنة ماضية.
والله أعلم.
29558
عنوان الفتوى:لا يفتتح المصحف للفأل . رقم الفتوى:29558تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال :
ما حكم أخذ الخيرة بالقرآن الكريم علماً بأن التي تأخذها لها فراسة وامرأة مسلمة ومؤمنة جدا؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان المقصود هو طلب الفأل من القرآن الكريم فقد اختلف العلماء في ذلك، فذهب ابن العربي المالكي إلى أنه يحرم، ومثله في ذلك الطرطوشي وهو مالكي أيضاً، وكرهه الشافعي وغيره، وذهب أبو عبيد الله بن بطَّة إلى جوازه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: ولا يفتتح المصحف للفأل، قاله طائفة من العلماء خلافاً لإبي عبد الله بن بطه. انتهى.
وقال صاحب مطالب أولي النهى: واستنتاج الفأل فيه - أي المصحف - فعله أبو عبيد الله بن بطه ولم يره الشيخ تقي الدين ولا غيره من أئمتنا، ونقل عن ابن العربي أنه يحرم، وحكاه القرافي عن الطرطوشي المالكي، وظاهر مذهب الشافعي الكراهة. انتهى.
والراجح هو ما قاله ابن العربي وغيره؛ لأن هذا لو كان خيراً لما تركه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولأنه قد يستفتح فيفتح عينه على آية لا تناسب ما يريد كأن يستفتح فيجد اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108] أو يجد: أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ [إبراهيم:3] فيقع في التطير وقد نهي عنه. (17/490)
والله أعلم.
29559
عنوان الفتوى:ذكر الله وتلاوة القرآن بالتدبر والخشوع شفاء لما في الصدور رقم الفتوى:29559تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال :
أنا شاب في 20 من عمري أتخيل أشياء غريبة وفي بعض الأحيان أشعر بالاكتئاب والحزن وأحيانا بالخوف والقلق وعندما أناقش هذه المشكلة مع أصدقائي يقولون إنها المراهقة فقط، والحقيقة أن هذه المشكلة ابتدأت لدي منذ 3 سنوات عندما كنت داخلا إلى الإعدادية لما أحسست بقشعريرة في جسدي ودوار في رأسي وألم في صدري منذ ذلك الحين وأنا أعاني الاكتئاب والحزن والخوف والقلق، ساعدوني أعانكم وإياي الله تعالى؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك ويشرح صدرك ويفرج همك، وعلاج ما ابتليت به هو الالتجاء إلى الله تعالى قبل كل شيء، والتضرع إليه، فهو الذي يجيب دعوة المضطر ويكشف السوء ويفرج الهم والغم سبحانه وتعالى.
ثم عليك بالإكثار من ذكر الله تعالى، وتلاوة كتابه بتدبر وخشوع، ففي ذلك شفاء محقق لما في الصدور وتفريج لغمومها وهمومها وإذهاب لأحزانها واكتئابها.
يقول الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82].
ويقول: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاء [فصلت:44].
ويقول: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57].
ويقول: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]. (17/491)
ولا يفوتنا أن نثلج صدرك بالدلالة على حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي) إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً، فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
ثم إن استمر معك ما تشعر به فلا بأس أن تعرض نفسك على من يوثق بدينه وورعه ممن يعرف الرقية الشرعية.
واحذر كل الحذر من المشعوذين والدجَّالين، فإنهم لا يزيدون المرء إلا خبالاً.
والله أعلم.
29565
عنوان الفتوى:طريقة الإنجاب - توضيح وبيان . رقم الفتوى:29565تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال :
أنا رجل متزوج ولا أعرف طريقة الإنجاب ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإنجاب يتم عن طريق تلقيح الحيوان المنوي من الرجل لبويضة المرأة وغالباً ما تنضج البويضة وتكون جاهزة للتلقيح في منتصف الدورة والتي هي غالباً شهر، وتبدأ الدورة عند رؤية دم الحيض فيحرص من أراد الحمل على معاشرة زوجته في الأيام العشر الوسطى من الدورة الشهرية وكلما قرب منتصفها كلما كانت امكانية الحمل أقوى، وهذه مشيئة الله وقدرته فإن لم ييسر الله ذلك في شهر فقد ييسره في آخر وإن لم ييسره في سنة فقد ييسره في سنة آخرى ويمكن الرجل إذا تأخر في الإنجاب مراجعة الطبيب المختص الموثوق به المأمون للكشف عليه وكذلك زوجته تذهب إلى الطبيبة لنفس الغرض، فإن كان بهما أو بأحدهما عقم أخذا بأسباب العلاج الممكنة مع لجوئهما إلى الله ودعائه أن يهب لهما الذرية الصالحة فإن الله سبحانه بيده كل شئ ولا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورأَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ [الشورى:50]. (17/492)
وعليكما بالرضا بقضاء الله وقدره والتسليم لحكم الله، فالله إذا منع عبده شيئاً مما يحب ثم صبر واحتسب فإنه سبحانه يعوضه خيراً مما منعه عاجلاً في الدنيا أو آجلاً في الدار الآخرة.
والله أعلم.
29566
عنوان الفتوى:إسقاط الجنين ذنب عظبم . رقم الفتوى:29566تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله. أما بعد.. سؤالي كالآتي:
رجل عقد على امرأة عقداً شرعياً ثم حدث أن جامعها قبل يوم الدخلة المحدد بينهما فحملت منه مولوداً
فقامت بإجهاضه إخفاء للفضيحة على حد زعمهما فما الذي يترتب عليهما؟ وشكرا جزيلا لكم.
والسلام عليكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا تم العقد الشرعي على المرأة فيحل لزوجها الاستمتاع بها ولو بالجماع, لكن الأولى ترك الجماع حتى يتم الدخول حسب العرف, وذلك سداً لذريعة التهمة بغيره أو به ويظن أن ذلك كان قبل العقد ونحو ذلك. (17/493)
وحملها منه بعد العقد حمل شرعي لا يلحقها من تركه إثم ولاعار.
بل الإثم والعار في إسقاطه, ولا يحل إسقاط الحمل سواء كان شرعياً أومن زنا أو غيره إلا في حالة ثبوت تحقق الضرر على الأم من بقائه.
أما لغير ذلك فإسقاطه إثم وإفساد وإهلاك للنسل إن كان قبل نفخ الروح ( 120 يوما )ويدخل تحت قوله تعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَاد َ [البقرة:205].
ويجب على من فعله سواء المرأة أو من أعانها على الإجهاض التوبة إلى الله.
وينبغي له الاستغفار والإكثار من الصدقة والأعمال الصالحات.
أما إن كان الحمل قد بلغ مائة وعشرين يوما فإسقاطه قتل للنفس التي حرم الله إلا بالحق, ويجب فيه أمران الأول: الدية وهي قيمة عشر دية الإنسان تدفعها الأم من مالها إن انفردت بالإجهاض وإن شاركها الزوج أو غيره اشتركا في الدية ولا يرثان منها شيئاً لقضاء النبي صلى الله عليه وسلم في امرأة ضربت أخرى فأسقطت جنيناً بغرة ( عبد أو أمة) رواه البخاري.
والثاني: الكفارة وهي صيام شهرين متتابعين, وإيجابها هو مذهب الشافعية والحنابلة وهو الأحوط، هذا مع التوبة إلى الله تعالى من هذا العمل المنكر.
والله أعلم.
29568
عنوان الفتوى:الواجب على صاحب دفتر التوفير أن ينسحب منه فورا . رقم الفتوى:29568تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1423السؤال : هل يجوز أن أضع مدخراتي في (البوستة) وهل الأرباح حلال؟ وهل إذا ما كانت الأرباح ليست حلالا يجوز أن يبقي رأس المال مع التصدق بهذه الأرباح؟ أم من الأفضل أن أبقيها كوديعة بدون أرباح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (17/494)
فيحرم وضع المال في حساب بدفتر التوفير، لأن ذلك يعد من قبيل الربا المحرم, حيث يقطع لصاحب المبلغ المودع نسبة معلومة تضاف إلى رأس المال، وهذا هو عين الربا، ويزيد على ذلك أن البريد يضع أموال مودعيه في البنوك الربوية فيأخذ عليها نسبة معلومة، ومن هذه النسبة يوزع جزءا على المودعين، ويحجز الباقي لحسابه لأنه لا يجازف بالاستثمار، فيفضل وضعها في بنك تجاري، ولو فرض أنه يستثمر الأموال المودعة فيحرم استقطاع مبلغ معلوم على رأس المال.
إذا تبين ذلك فعلى المسلم أن يتجنب التعامل مع دفاتر التوفير والبنوك الربوية، ويبحث عما أحل الله له. فقد توعد الله آكل الربا بالحرب .
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُون [البقرة:279].
وقال صلى الله عليه وسلم: درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ست وثلاثين زنية. رواه الإمام أحمد.
وروى مسلم من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. يعني في الإثم. والأحاديث في بيان الوعيد على التعامل بالربا وعقوبة آكله كثيرة جداً، علماً بأنه لا يجوز وضع الأموال في صناديق التوفير ولو بدون أرباح كوديعة مثلاً، إلا عند الضرورة كما أنه لا يجوز تركها مع أخذ فوائدها وتوزيعها في سبل الخير، لأنه لا يستعان على فعل الخير بالمحرمات قال الشاعر:
ومطعمة الأيتام من كد فرجها === لك الويل لا تزني ولا تتصدقي .
والواجب على من وقع في فخ هذه الدفاتر أن ينسحب منها فوراً، وما حصل عليه من فوائد ربوية خلال الفترة الماضية يجب عليه التخلص منه في سبل الخير، وليس له إلا رأس ماله. (17/495)
والله أعلم.
2957
عنوان الفتوى:جسد الآدمي الميت طاهر رقم الفتوى:2957تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : إذا أصاب ملابسي أثناء تشريح الميت شيء من لحمه وصليت فيها فهل تعتبر صلاتي صحيحة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجسد الآدمي الميت طاهر وأجزاؤه طاهرة أيضا على الراجح من أقوال أهل العلم. وعلى ذلك فالملابس التي مسها شيء من ذلك طاهرة تجوز فيها الصلاة وغيرها من العبادات. إلا إذا أصاب الملابس دم من ذلك فالواجب تطهيرها لأن دم الآدمي نجس عند الجمهور، وراجع الفتوى رقم: 3978
وأما الغسل من ملامسة الميت مباشرة أو غير مباشرة فلا يجب، وإنما الوارد الأمر لمن غسل الميت أن يغتسل كما في المسند والسنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غسل ميتاً فليغتسل" حسنه السيوطي، وصححه الألباني.
والله أعلم
2959
عنوان الفتوى:من سلم من سجدتي السهو تسليمة واحدة أجزأته رقم الفتوى:2959تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بعد أن سلم الإمام التسليمتين في آخر الصلاة سجد سجدتي السهو ثم سلم تسليمة واحدة فقط على اليمين فهل عمله صحيح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن سلم من سجدتي السهو تسليمة واحدة أجزأه ذلك وفعله صحيح ، لما في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم " سجد سجدتي السهو - بعد ما سلم من صلاته - ثم سلم، من غير تقيد بعدد معين فكان الاقتصار على تسليمة واحدة مجزئا .
والله أعلم.
29594
عنوان الفتوى:فعل الفاحشة في رمضان هو في الحقيقة جريمتان . رقم الفتوى:29594تاريخ الفتوى:30 ذو الحجة 1423السؤال : ماحكم الإسلام في كلٍّ من: من جامع زوجته في نهار شهر رمضان وأيضاً من زنا في نهار شهر رمضان وأيضاً من نكح يديه في نهار شهر رمضان ؟ وهل الكفارة واحدة للثلاثة؟ (17/496)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ارتكاب أي من الأفعال الثلاثة في نهار رمضان محرم تحريماً غليظاً واثنان يوجبان الكفارة الكبرى مع القضاء وهما الجماع للزوجة والزنا بالأجنبية وأما الاستمناء فيوجب القضاء فقط ولا يوجب الكفارة عند جماهير العلماء غير أن هذه الأفعال تتفاوت من حيث إن جماع الزوجة جائز في غير نهار رمضان ويحرم فيه على من كان يجب عليه صومه، أما الفعلان الآخران فهما محرمان في رمضان وفي غيره على كل حال وفاعلهما في رمضان مرتكب لجريمتين جريمة الفعل أصلاً وجريمة انتهاك حرمة ذلك الشهر العظيم الذي يعظم فيه الذنب.
وننبه إلى أن الفعلين الموجبين للكفارة إن حصلا من شخص ـ والعياذ بالله تعالىـ في يوم واحد فإنه تلزمه كفارة واحدة، وإن وقع كل واحد في يوم فإنه تلزمه كفارات متعددة، ولمعرفة الكفارة الواجبة تراجع الفتوى رقم: 1104، والفتوى رقم: 6733.
والله أعلم.
296
عنوان الفتوى:التوبة الصادقة تكفّر الزنا بإذن الله رقم الفتوى:296تاريخ الفتوى:02 جمادي الثانية 1422السؤال : إذا زنى الإنسان ثم تزوج ممن زنى بها، هل يعتبر ذلك كفارة له، وإن لم يكن فكيف تكون كفارة ذلك؟ .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فالزنا كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب ، كما قال تعالى :" ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً " [الإسراء:32] وكفارة الزنى : التوبة الصادقة إلى الله تعالى ، بالندم والاستغفار والعزم الأكيد على عدم العود .
والحد في الدنيا تطهير للزاني ، لكن من وقع في هذه الكبيرة فليستتر بستر الله تعالى . ولا يجوز أن يتزوج الرجل ممن زنى بها إلا إذا تابت إلى الله تعالى وحسن حالها واستقام أمرها ، وتاب هو كذلك إلى الله ، أما مجرد الزواج دون توبة إلى الله فليس بكفارة ، وقانا الله وإياك شر ذلك . (17/497)
29607
عنوان الفتوى:ضيق الرزق وسعته من أقدار الله على عباده . رقم الفتوى:29607تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال : ما أسباب ضيق الرزق وكيفية التوسعة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ضيق الرزق وسعته من أقدار الله تعالى على عباده فيبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويضيق على بعض كل ذلك لحكم بالغة، قال الله تعالى: اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [العنكبوت:62].
وقال تعالى: أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الزمر:52]، ومعنى "يقدر": يضِّيق.
وإن من أعظم أسباب سعة الرزق تقوى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لايَحْتَسِب [الطلاق: 3].
ومن أعظم أسباب ضيق الرزق معصية الله تعالى، ففي المسند وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
وهناك أسباب أخرى متفرعة عن السببين المتقدمين، منها مثلا صلة الرحم، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه.
ومنها أيضاً كثرة الإنفاق في سبيل الله والصدقة ابتغاء وجهه تعالى، ومما يسبب ضيق الرزق ومحق بركته التعامل بالربا قال الله تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَات [البقرة:276].
ولا بد أن ننبه إلى أمرمهم وهو أن سعة الرزق أو ضيقه تعني بالدرجة الأولى ما يجعله الله تعالى من البركة في ما آتاه لعبده وما يمتعه به من السعادة والطمأنينة به، وشواهد ذلك كثيرة من واقع الناس. (17/498)
والله أعلم.
2961
عنوان الفتوى:من نزل منه منيّ أثناء النوم وجب عليه الغسل رقم الفتوى:2961تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل يجب علي الاغتسال إذا نزل مني المني أثناء النوم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن نزل منه مني أثناء النوم وجب عليه الغسل. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سليم لما سألته هل على المرأة الغسل إذا احتلمت قال "نعم إذا رأت الماء" أي المني والحديث في الصحيحين وغيرهما. والرجل مثل المرأة في هذا الحكم لقول النبي صلى الله عليه وسلم لخولة بنت حكيم لما سألت عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل فقال: " ليس عليها غسل حتى ينزل الماء، كما أن الرجل ليس عليه غسل حتى ينزل " كما في المسند.
والله أعلم.
29610
عنوان الفتوى:لا حرج على من لم يشارك في الانتخابات خوفا من الوقوع في المخالفات . رقم الفتوى:29610تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال : أنا من اليمن ونحن على وشك الانتخابات وأنا أنتمي إلى الحزب المعارض والمطلوب مني أن أشتغل معهم ليتمكن حزبنا من الفوز فهل أنا آثمة إذا رفضت المشاركة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن غالب الانتخابات التي تجرى في كثير من البلاد لا تجوز المشاركة فيها لما يترتب على المشاركة فيها من ارتكاب المحظورات الشرعية، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 5141.
وقد تجوز المشاركة لتحقيق مصلحة راجحة لا يمكن تحقيقها إلا بذلك أو لدفع مفسدة لا تندفع إلا بذلك، وقد بينا ذلك أيضاً في الفتوى رقم:
18315.
ومن شارك في الانتخابات حسب الضوابط الشرعية المتقدمة فلا حرج عليه بل قد يكون مأجوراً حسب نيته وقصده، ومن لم يشارك خوفاً من الوقوع في المخالفات التي تحصل فيها فغير آثم إن شاء الله. (17/499)
والله أعلم.
29612
عنوان الفتوى:ضرب الطلاب - رؤية شرعية . رقم الفتوى:29612تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال : ما حكم ضرب المدرس للطالب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن للمدرس أن يضرب الطلاب ضربا يحصل به المقصود - وهو التأديب وإلزامه بالتعليم ـ ولا يلحقه منه ضرر، وقد جعل الفقهاء لذلك ضوابط وقيودا حتى ينضبط الأمر ويحصل منه المقصود من غير تعد ولا عدوان.
من تلك القيود:
1ـ أن يكون الضرب معتاداً ألما وكيفاً ومحلا، يعلم المعلم الأمن منه ويكون ضربه باليد لا بالعصا وبقدر الحاجة ولا يتجاوز فيه عشر ضربات لما في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تجلدوا فوق عشر إلا في حدود الله تعالى.
2ـ أن يكون الضرب بإذن الولي ولا يكفي مجرد تسليمه للمعلم إلا إذا كان الضرب متعارفاً عليه عند الجميع فيقوم العرف مقام التصريح بالإذن به.
3ـ أن يكون الصبي يعقل التأديب، قال الأثرم سئل أحمد عن ضرب المعلم للصبيان فقال: على قدر ذنوبهم ويتوقى بجهده الضرب، وإذا كان صغيراً لا يعقل فلا يضربه.
والله أعلم.
29613
عنوان الفتوى:لا حرج على من أخر العمرة بعد وصوله ما دام حافظا لإحرامه رقم الفتوى:29613تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال :
قدمت الوالدة من مصر لأداء العمرة وأحرمت وهي على الباخرة بناء علي طلب بعض السيدات معها إلا أنني عندما استقبلتها في الميناء أخذتها إلي منزلي وبعدها بعدة أيام أرسلتها لأداء العمرة ثم سافرت بعد ذلك فما الحكم؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن سافر من مصر بحراً قاصداً الحج أو العمرة فلا يجوز له أن يتجاوز الجحفة "وعلامتها الآن مدينة رابغ" بدون إحرام، ولعله من كان مع أمك في الباخرة طلب منها الإحرام عند محاذاة الميقات وهذا هو الصواب، فإن كانت أحرمت بعد مجاوزة الميقات فيلزمها الرجوع إليه أو إلى محاذاته والإحرام منه، وإن تعذر ذلك أو فاتها الأمر كما هو الحال المسؤول عنه فيلزمها دم يذبح في مكة ويوزع على فقراء الحرم أما إن كانت أحرمت من الميقات إلا أنها جلست معك وهي محرمة قبل أن تؤدي بقية مناسك العمرة فلا حرج عليها في ذلك إلا أنه يلزمها اجتناب محظورات الإحرام إلى أن تقضي عمرتها ، ولكن لتعلم أنه كان الأولى لها أن تؤدي عمرتها أولا ، ثم إذا أحلت منها فلا بأس أن تأخذها لتقيم عندك بعد ذلك . (17/500)
والله أعلم.
29614
عنوان الفتوى:حكم رد المال المسروق في االصغر . رقم الفتوى:29614تاريخ الفتوى:11 ذو الحجة 1424السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد:
فهل على من كان يسرق فى صغره قبل أن يبلغ قضاء ما سرق وإن كان كذلك فهل يجوز أن يقضيه بصفة غير مباشرة وهولا يذكره كله؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه مما لا شك فيه أن الله تعالى حرم أخذ مال المسلم إلا عن طيب نفس منه لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء:29].
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم.
وقد رتب سبحانه العقوبة على من يفعل ذلك بقطع يده إذا توافرت الشروط الموجبة لذلك فإن الله تعالى يقول: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا [المائدة:38].
وهذا الذي ذكرناه في حق البالغ.
أما الصبي فإنه وإن كان لا يترتب على فعله ذلك ذنب يؤاخذ عليه ولا عقوبة بحكم عدم تكليفه الا أنه مع ذلك يضمن ما سرقه فإن كان ذلك لا يزال موجوداً رده إلى صاحبه وعينه وأما إن تلف فإنه يضمن قيمة الشيء المسروق يوم سرقته له . (18/1)
والحاصل أن الواجب على هذا الإنسان الذي سرق في حال طفولته إرجاع ذلك الشيء المسروق إلى صاحبه إن كان يعلمه وإلا احتاط، ولا حرج في رده إليه بطريقة غير مباشرة إن كان يرى ذلك أستر لحاله.
والله أعلم.
29617
فتاوى
عنوان الفتوى:الشكوى بغرض النصيحة والمشورة لا تعد غيبة . رقم الفتوى:29617تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال: السلام عليكم
أريد الاستفسار عن شيء جزاكم الله خيراً.
هل إذا كانت صديقة تشكو لي عن مشاكلها مثلا من أختها، أو زوجها، يعني باختصار من أحد معارفها، من أجل التفريج عن ما بداخلها، وفي بعض الأحيان للمشورة، هل يعتبر هذا نميمة أوغيبة؟
وكذلك العكس صحيح، أكون أنا في بعض الأوقات أحكي لها عن همومي ومشاكلي من أقربائي، أنتظر الإجابة منكم؟ وجزاكم الله خيراً عن كل ما تفعلونه من أجل التعريف بديننا وتنوير المسلمين الى الطريق المستقيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن اغتياب الناس في أعراضهم وأكل لحومهم من كبائر الذنوب كما صرح بذلك جمع من أهل العلم.
ولاتجوز الغيبة إلا إذا تعينت وسيلةً وحيدةً لتحقيق مصلحة معتبرة أو دفع مفسدة مرتقبة، وقد بينا تعريف الغيبة وحكمها والحالات التي تجوز فيها في فتاوى لنا سابقة منها الفتوى رقم: 6710، والفتوى رقم: 6082.
وبناء على ما هو مقرر في الفتويين المشار إليهما ، فإذا كان ما يدور بينك وبين صديقتك من باب المشورة وطلب النصح فلا حرج في ذلك بشرط أن تقتصرا في ذلك على ما تدعو إليه الحاجة ، وأن لا تفشيا شيئا من ذلك.
والله أعلم.
2962
عنوان الفتوى:لا ميراث لولد الولد مع وجود الأعمام رقم الفتوى:2962تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يرث الحفيد من أموال الجد إذا كان قد توفي والد الحفيد قبل وفاة الجد؟ وما هو مقدار الميراث إن وجد مع الدليل الشرعي؟ وجزاكم الله خيرا. (18/2)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فالحفيد ( ولد الولد) يرث من جده ( أبي أبيه ) لأنه من جملة أبنائه. ويكون إرثه منه على وجه التعصيب فله ما للعصبة ويحجب بمن هو أقرب منه إلى الميت من العصبة كأبناء الصلب أي أعمام الحفيد فلا إرث له مع وجود واحد منهم ما دام أبوه قد مات في حياة جده. وفي حالة إرثه فالمقدار الذي له يختلف بحسب من يرث معه وإن أردت أن نحدد ذلك لك فأرسل لنا بعدد من تركهم هذا الجد وصلاتهم به. والله أعلم.
29622
عنوان الفتوى:التلذذ بقبلة الأمرد ولمسه والنظر إليه حرام باتفاق المسلمين . رقم الفتوى:29622تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبارك الله لكم في هذا الموقع
أما بعد:
لدي يا فضيلة الشيخ مشكلة أعاني منها منذ سنين، ألا وهي أني ابتليت بحب المردان بشكل غريب جداً وحاولت التوبة ولكن دون جدوى لأني تعرفت قبل سنين على أمرد جميل وهو من النوع الطيب وليست له خبرة في الدنيا وهو دائما معي وأخاف كل الخوف أن نقع في الفحشاء والله المستعان وأريد من الله ثم فضيلتكم الحل لهذه الطامة من قبل أن يغويني الشيطان ... والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع العلم أن عمري 27 سنة.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الميل إلى الذكر -أي عشق المردان- منكر عظيم وفاحشة قبيحة محرمة باتفاق المسلمين كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية فبعد أن نقل أن اللوطية محرمة بالاضطرار من دين الإسلام وأديان سائر الأمم قال: وكذلك مقدمات الفاحشة عند التلذذ بقبلة الأمرد ولمسه والنظر إليه هو حرام باتفاق من المسلمين. (18/3)
ومن ابتلي بهذا المنكر واسترسل في مباشرة ومشاهدة المردان منه لم يكد يسلم من الفاحشة، فعليك بمراقبة الله والخوف منه ومجاهدة نفسك في الإقلاع عن هذه القبيحة ويلزمك مفارقة هذا الشخص والابتعاد عنه إذ أن قربك منه ورؤيتك له تحرك شهوتك وتزين هواك، فاستعن بالله واقطع علا قتك به وأكثر من الصوم وعجل الزواج إن لم تكن متزوجاً وانظر في أهمية علاج هذا المرض الفتاوى التالية:
3867، 6872، 7413، 9360.
والله أعلم.
29625
عنوان الفتوى:وقت راتبتي الظهر والعشاء . رقم الفتوى:29625تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال : هل الركعتان بعد العشاء (ما نسميهما بالشفع) تعتبران من الرواتب وهل تصليان مباشرة بعده أم يجوز تأخيرهما إلى ما بعد القيام، وكذلك بالنسبة للراتبة قبل الظهر هل يجوز أن نصليها قبل الأذان وكم هي المدة التي تسمح بذلك، أرجو الرد سريعا والله لا يضيع أجركم وبارك الله فيكم؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبعد صلاة العشاء تسن صلاة ركعتين وهما من رواتب الصلاة المؤكدة كما هو مبين في الفتوى رقم:
2116، والفتوى رقم: 17250.
ويبدأ وقت الراتبة للظهر أو لغيرها من الصلوات من دخول وقت فريضتها، فيبدأ وقت راتبة الظهر مثلاً من دخول وقت فريضة الظهر، ولا علامة لذلك بالأذان مادام قد دخل فإذا صليت الراتبة القبلية أجزأتك ولولم يوذن المهم أن يكون وقت الفريضة قد دخل، ومن لا علم له بمواقيت الصلوات يلزمه التقيد بالأذان لأن المؤذن مؤتمن والأذان شرع لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة، وكذلك ينتهي وقت الراتبة البعدية بانتهاء وقت الفريضة، فمثلاً راتبة العشاء ينتهي وقتها بانتهاء وقت العشاء، وينتهي وقت الأداء لصلاة العشاء بمنتصف الليل كما هو مبين في الفتوى رقم: (18/4)
1883.
وعليه فلك أن تصلي راتبة العشاء البعدية بعد العشاء مباشرة وهو الأولى وإن أخرتها إلى منتصف الليل فلا حرج سواء صليتها قبل القيام أو بعده إلا أن الأفضل تأخير القيام، أما صلاتها بعد منتصف الليل فلا يكون إلا لعذر لأنه وقت ضرورة.
والله أعلم.
29637
عنوان الفتوى:لا حرج على من نوى أن يتصدق على أناس ثم صرف المبلغ لغيرهم . رقم الفتوى:29637تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال :
فذات مرة هممت بسوء ثم هداني الله فعزمت على أن أصرف ما كنت سأعمله به ابتغاء مرضات الله سبحانه وتعالى وفكرت في ما سأصرفه فتذكرت أقواماً أستطيع أن أصرفه إليهم وعزمت على ذلك ولا أدري أتكلمت أم لا ولكن أعتقد أني إن كنت قد تكلمت فإني قلت إن شاء الله ثم صرفت ذلك لكن على غير أولئك بل على قوم سألوا بجانبي ولست متأكدا هل هم كما وصفوا أنفسهم؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن هم بسوء ثم تركه لم يكتب عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. رواه البخاري ومسلم.
لكن هذا إذا كان مجرد خاطر، أما إذا كان الخاطر قد ارتقى إلى درجة العزم الجازم فإنه ينزل منزلة الفعل ولا بد من التوبة والاستغفار منه، وحيث إنه قد تم منك ذلك فنسأل الله لك المغفرة، وما صنعته في ذلك المال هو التصرف اللائق بالتائب الصادق وما نويت في نفسك بأن تتصدق بكذا أو تصرفه في كذا فلك أجر هذه النية ولا يعتبر ذلك نذراً لازماً عليك لأن النذر لا بد له من صيغة يلفظها الناذر بلسانه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 11382. (18/5)
وعليه فلا يلزمك شيء وحيث صرفت المال فلك أجره إلا أنه ينبغي التحري في الموطن الأنفع والأكثر حاجة.
والله أعلم.
2964
عنوان الفتوى:يجب على الزوجين الغسل في حال الإيلاج أنزل الزوج أم لم ينزل رقم الفتوى:2964تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1421السؤال : ما الحكم في ملامسة فرجي الزوجين من غير حائل ؟ هل يوجب الغسل أم يجب الغسل عند الإدخال والإنزال ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيجب الغسل على الزوجين في حال الإيلاج أنزل الزوج أو لم ينزل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا جلس بين شعبيها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل" متفق عليه زاد مسلم: وإن لم ينزل. وأما إذا لم يتم الإيلاج وحدثت ملامسة بين الفرجين فلا يجب الغسل إلا إن حدث إنزال فيجب لخروج المني لا لمجرد الملامسة. والله أعلم.
29642
عنوان الفتوى:خوف النفاق علامة الإيمان رقم الفتوى:29642تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال : السلام عليكم
هل يصحو المنافق على صلاة الفجر في أي من الأحوال، وهل من الطبيعي أن يسأل الإنسان نفسه بشكل مستمر إن كان منافقا ويراقب تصرفاتها ليعرف ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن التخلف عن صلاة الفجر صفة من صفات المنافقين فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً. (18/6)
إلا أنه لا يلزم من ذلك أن كل من تخلف بلا عذر قد أصبح بذلك منافقاً، إلا إذا أصبح ذلك له خلقاً وعادة، كما أن المنافق قد يستيقظ أحياناً لصلاة الفجر في جماعة، وأما خوف الإنسان على نفسه من النفاق فعلامة من علامات الإيمان، روى البخاري معلقاً عن ابن أبي مليكة قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه.
قال الحافظ في الفتح: ولا يلزم من ذلك وقوعه منهم بل ذلك على سبيل المبالغة في الورع والتقوى رضي الله عنهم. انتهى.
ويفهم من هذا أن هذا الخوف كان يزيدهم طاعة وقربة إلى الله تعالى، ومن هنا يلزم الحذر من أن يؤدي هذا الخوف بالمرء إلى الوقوع في اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى.
والله أعلم.
29643
عنوان الفتوى:من شك في حصول الحدث أثناء الطواف فوضوؤه باق . رقم الفتوى:29643تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال : حججت هذه السنة وعند طواف الوداع أحسست ولم أتيقن بأنني خرجت مني ريح وكنت أعاني من القولون والمغص الذي يصيبني كل ساعتين ولم يتيسر لي الوضوء من شدة الزحام فهل علي شيء؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالطهارة من الحدثين شرط في الطواف بالبيت ولا يصح الطواف إلا بها في قول جماهير أهل العلم، وما دام الذي حصل لك هو مجرد الشك في حصول الحدث، فلا شيء عليك لأن وضوءك لم ينقض ، وهذا يعني أنك طفت طاهرا لقاعدة "اليقين لا يزول بالشك" وقاعدة "الأصل بقاء ما كان على ما كان" ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
25043، والفتوى رقم: 3035.
والله أعلم.
29645
عنوان الفتوى:حكم من طاف الإفاضة على غير طهارة . رقم الفتوى:29645تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال : (18/7)
امرأة أدت مناسك الحج كلها إلا أنها في طواف الإفاضة طافت بعض الأشواط الأخيرة وهي منتقضة الوضوء وضوء الصلاة وبعد الطواف صلت ركعتين، ماذا تقولون لهذه المرأة وقد رجعت إلى بلادها فرنسا؟ جزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف العلماء في الطهارة هل هي شرط في صحة الطواف على قولين مشهورين: أحدهما: أنها شرط وهو مذهب مالك والشافعي وأحمد في إحدى الروايتين.
والثاني: أنها ليست بشرط وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد في الرواية الأخرى.
فعند هؤلاء لو طاف جنبا أو محدثا أو حاملا للنجاسة أجزأه الطواف وعليه دم وهو عند أبي حنيفة، بدنه إذا كانت حائضاً أو جنباً وعند أحمد شاة ولو كانت حائضاً أو جنباً.
وعند أحمد رواية أنه إن كان ناسياً لطهارته حتى رجع إلى بلده فلا شيء عليه، وعليه -وحال المرأة ما ذكر وقد رجعت إلى بلدها- فإنه يلزمها أن ترسل بقيمة شاة تذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم وحجها يكون صحيحاً، وأما صلاة ركعتي الطواف أو غيرهما من الصلاة فلا تصح إلا بالطهارة باتفاق، لكن ركعتي الطواف سنة على الصحيح من أقوال أهل العلم، ولا يلزم المرأة من صلاتهما على غير طهارة شيء.
والله أعلم.
29646
فتاوى
عنوان الفتوى:الفتوى لا بد أن تكون مستندة إلى دليل . رقم الفتوى:29646تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد:
فماذا على من كان يعتقد أن الدليل شرط فى الفتوى وكان يقول عن من يأخذون الفتوى بغير دليل أنهم ممن اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أعني هل فى هذا تكفير مع أنه لم يكفر أولئك المسلمين؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالفتوى إعلام للمستفتي بحكم الشرع في النازلة المسؤول عنها ، وعليه فلا يمكن أن تكون هناك فتوى غير مستندة إلى دليل شرعي من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس، إلا أن الأئمة والعلماء قد يتفاوتون ويختلفون في إثبات الحكم من الأدلة نتيجة لاختلافهم في إثبات صحة الدليل أو في صحة الاستدلال به كما هو مبين في الفتوى رقم: 6787. (18/8)
لكن لا يعلم إمام معتبر قصد بفتواه مخالفة الدليل وإن وجد له مثل ذلك فهو من غير قصد وله في ذلك عذره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولاً عاماً يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقاً يقينياً على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد له من عذر في تركه وجميع الأعذار ثلاثة أصناف:
أحدهما: عدم اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله.
والثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول.
والثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ.
وهذا الأصناف الثلاثة تتفرع إلى أسباب متعددة. انتهى.
ثم ذكر أسباب ذلك في رسالته المشهورة رفع الملام عن الأئمة الأعلام.
فمتى ظهر الدليل وجب الأخذ به ولا يجوز العدول عنه، ولا عذر لأحد عند الله في اتباع قول يعلم أن الدليل ثابت بخلافه ومن فعل ذلك لحقه نصيب من الذم المذكور في قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّه [التوبة:31]،وقد لا يكفر بذلك لوجود مانع أو فوات شرط، قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً على الآية: فمن أطاع أحداً في دين لم يأذن الله به من تحليل أو تحريم أو استحباب أو إيجاب فقد لحقه من هذا الذم نصيب كما يلحق الآمر الناهي، ثم قد يكون كل منهما معفواً عنه فيتخلف الذم لفوات شرطه أو وجود مانعه وإن كان المقتضي له قائماً، ويلحق الذم من تبين له الحق فتركه أو قصر في طلبه فلم يتبين له أو أعرض عن طلبه لهوى أو كسل ونحو ذلك. انتهى. (18/9)
لكن لا يلزم المفتي أن يظهر الدليل للمستفتي، وإن فعل ذلك فهو الأولى إذا كان الدليل مما يدركه عقل المستفتي.
والله أعلم.
29649
فتاوى
عنوان الفتوى:اللعن لا يؤثر في الملعون إلا إذا كان مستحقا للعن . رقم الفتوى:29649تاريخ الفتوى:01 محرم 1424السؤال:
بعض الناس هداهم الله يلعنون والعياذ بالله ولا يفكرون في عاقبة اللعن كأن يقول أحدهم لأحد الله يلعنك فترجع اللعنة عليه لكن إذا لعن أم أحد أو أباه ما ذنبهما إذا رجعت عليهما اللعنة أو ابن عاق قال لا أريد أن يدخل والداي الجنة فما ذنبهما إذا طردا من رحمة الله حتى بعض الناس يلعن وهو لا يدري لعن أم أحد أو أباه في لحظة غضب، فهل في هذه الحالات يطرد الوالدان من رحمة الله والعياذ بالله أم لا يطردان، وبعض الناس إذا توفي والداه صاحب رفقة سيئة فيلعن كثيراً كأن يلعن أم أحد أو أباه فهل ترجع عليهما اللعنة أم لا وهل يعذب الوالدان في الآخرة أم يعذب الابن وما ذنبهما إذا عذبا؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسبق أن تكلمنا عن خطورة اللعن في الفتوى رقم:
8334، والفتوى رقم: 6561. (18/10)
وأما قولك عن الأبوين "فما ذنبهما إذا طردا من رحمة الله" فالجواب عليه: اللعن لا يؤثر في الملعون إلا إذا كان مستحقاً للعن، فإن لم يكن مستحقاً رجعت على اللاعن ففي الحديث: إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلاً رجعت إلى قائلها.
ومن سب أو لعن أبا مسلم فقام الآخر بسب أبيه فهو آثم مرتين ومرتكب لجرمين، أما الأول فبسبه ولعنه لوالد صاحبه وأما الثاني فبتسببه في لعن أبيه.
والله أعلم.
2966
عنوان الفتوى:الاقتراض من البنك يختلف حكمه باختلاف البنك رقم الفتوى:2966تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أب متوفى وعليه دين كبير ومن عنده من الأبناء والأبناء لا تسمح قدرتهم ومادتهم بقضاء الدين دفعة واحدة فهل يجوز لهم أخذ قسط من البنك لسداد الدين وبالتالي يمكنهم دفع أقساط للبنك ؟ إذا كان غير جائز أفيدونا بحل آخر؟ جزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاقتراض من البنك حكمه يختلف باختلاف البنك المقرِض وطبيعة القرض منه، فإن كان البنك يقرض قرضا حسنا بدون أن يفرض أي نسبة ربوية فلا بأس بأخذ القرض منه لهذه المهمة وإن كان غير ذلك فلا، وحينئذ نقترح بدلا عن ذلك أن يتفق أصحاب الدين مع أولاد الميت على أن يحولوا الديون على أسماء الأولاد ويتفقوا معهم على تسديدها بالأقساط ونذكر أصحاب الديون بأن الله جل وعلا أو جب إنظار المعسر إلى الإيسار كما رغب في التصدق عليه بما حال الإعسار بينه وبين سداده قال تعالى: وإن كان ذوا عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون. [البقرة: 280] ونسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه حبه ورضاه .
والله أعلم.
29668
عنوان الفتوى:تلزم العودة لطواف الوداع ما لم يبلغ مسافة القصر من مكة . رقم الفتوى:29668تاريخ الفتوى:02 محرم 1424السؤال : (18/11)
السلام عليكم... وبعد:
فضيلة الشيخ حججت أنا وأمي وأدينا المناسك في منى وعرفات ولكننا لم نطف طواف الوداع مع العلم بأننا أحرمنا من جدة يوم الثامن من شهر ذي الحجة فهل حجنا صحيح أم لا؟ أو ماذا علينا؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فطواف الوداع واجب على كل حاج بعد الانتهاء من مناسكه وعزمه على مغادرة مكة المكرمة، وذلك على قول جماهير أهل العلم من الحنفية والشافعية والحنابلة وغيرهم إلا أنه يسقط عن الحائض والنفساء، ودليل ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما:" أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن الحائض رواه البخاري .
والواجب على من ترك طواف الوداع ناسياً أو جاهلا أن يريق دماً ولا إثم عليه، فإن تركه عامداً وجب عليه الدم مع الإثم لتعمده الترك إذا تجاوز في بعده عن مكة مسافة القصر وهي 85 كيلو متراً تقريباً، ويصح حجه في كل الأحوال إذا أدى ما وجب عليه، قال النووي في المجموع: إذا خرج بلا وداع وقلنا: يجب طواف الوداع عصى ولزمه العود للطواف مالم يبلغ مسافة القصر من مكة، فإن بلغها لم يجب العود بعد ذلك، ومتى لم يعد لزمه الدم.
وقال الخرقي في مختصره: فإن خرج قبل الوداع رجع إن كان بالقرب وإن بعد بعث بدم.
وبناء على هذا فإن كان محل إقامتكما جدة فالواجب عليكما أن تعودا لأداء طواف الوداع لأن المسافة بين مكة وجدة لا تبلغ مسافة القصر، أما إذا كنتما تقيمان ببلد تبلغ المسافة بينه وبين مكة مسافة قصر، فالواجب على كل منكما ذبح شاة وتوزيع لحمها على فقراء الحرم، راجع الفتوى رقم:
29282.
والله أعلم.
2967
عنوان الفتوى:أوجبت الشريعة على الرجل العدل بين زوجاته رقم الفتوى:2967تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : لي زوجتان ولكني أعدل بينهما في المبيت بالتساوي ولكني أتناول الغذاء عند الأولى أكثر من الثانية بسبب وجود الأولاد وحرصي على رؤيتهم وإرجاعهم من المدارس إلى بيت الأولى علما بأن البيتين يقعان في منطقتين بعيدتين عن بعضهما . فهل العدل الواجب في المبيت فقط أم يجب العدل في المبيت والنهار بالتساوي مهما تكن الظروف .؟ (18/12)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: يجب عليك العدل بين زوجتيك قدر استطاعتك.فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط " وفي رواية إذا كان عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط وفي رواية " فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل" كما في المسند والسنن. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة المصرحة بوجوب العدل بين الزوجات وهديه في ذلك معروف مشهور. وبهذا تعلم خطورة عدم العدل بين الزوجات، ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى الرجل أن يقتصر على واحدة إذا خاف عدم العدل في حالة التعدد. فعليك أن تعدل ما استطعت بين زوجتيك وتتقي الله فيهما وتسأله أن يغفر لك ما لم تستطعه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك" رواه أحمد وأصحاب السنن واعلم أن اليوم تابع لليلة الزوجة التي تبيت فيها عندها فما ينبغي أن تذهب إلى ضرتها في يومها إلا لحاجة أوضرورة مثل تفقد حالها أو حال أولادها كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل. ويقتصر في ذلك كله على قدر الحاجة أو الضرورة. وعلى هذا فقس حالك واحكم لنفسك واتق الله تعالى وراقبه فهو المطلع على ما في الصدور. والله أعلم.
29676
عنوان الفتوى:البيع للآمر بالشراء بغرض التملك أو التورق . رقم الفتوى:29676تاريخ الفتوى:04 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله (18/13)
أريد شراء سيارة عن طريق مصرف قطر الإسلامي ولكنني سمعت بالخلاف الشديد بين العلماء بهذا الشأن فمنهم من ذهب إلى تحريم هذا الفعل ومنهم من أجازه ومنهم ومنهم ... ولكنني في إحدى زياراتي للحرم تحدث أحد مشايخ الحرم أثناء درس كان يلقيه بأن هذا الموضوع حرام وأن ما يفتي به هو أنه غير جائز وهذا الكلام فيه اجماع من علماء الحرم وليس لشخص واحد والناس في حيرة من ذلك.
وسؤالي إذا أردت شراء السيارة بهذه الطريق لبيعها ومن ثم شراء بيت لي في بلدي حيث إنني لا أملك ثمن هذا البيت، أريد إجابة دقيقة والتحريم يكون من أي باب وهل يجوز شراء السيارة للركوب فقط ؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسؤالك يتضمن صورتين مختلفتين:
إحداهما: البيع للآمر بالشراء بغرض التملك.
والثانية: البيع للآمر بالشراء بغرض التورق، فأما الصورة الأولى فالصحيح -إن شاء الله- أنها جائزة، وذلك لأن المصرف يتملك السلعة ثم يبيعها على الآمر بالشراء، وقد أجاز هذه الصورة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله واللجنة الدائمة بالسعودية، ولهم كثير من الفتاوى المبيحة لها بشرطين: تملك السلعة من المصرف ونحوه، وحيازتها ونقلها إن كانت مما ينقل.
وأما الصورة الثانية فهي مسألة التورق المشهورة، وقد سبق الجواب عنها في الفتوى رقم:
2819.
والله أعلم.
2968
عنوان الفتوى:لا يحب الله تعالى أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوماً رقم الفتوى:2968تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ما تفسير الآية الكريمة "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"؟ هل يجوز للمظلوم أن يدعو على الظالم كأن يقول اللهم اجعل مصيبته في صحته أو أولاده أو ما شابه أو أن يلعنه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فقال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية ما نصه: "قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس: في الآية يقول: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوماً فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه. وذلك قوله: إلا من ظلم. وإن صبر فهو خير له" ثم قال بعد أسطر " وقال عبد الكريم بن مالك الجذري في هذه الآية: هو الرجل يشتمك فتشتمه ولكن إن افترى عليك فلا تفتر عليه. لقول الله تعالى: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) [الشورى 41] . وعلى هذا فيجوز له أن يعفو عن الظالم ويصفح. قال الله تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يجب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور). [الشورى: 40، 41، 42، 43]. وروى مسلم والترمذي وأبو داود عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم". وإن دعا المظلوم على ظالمه فلا يدعون على أبويه ولا على أولاده. ولا يلعنه إلا إذا كان الظالم بدأ باللعن ولا يدعو عليه بأكثر مما ظلمه به للحديث السابق. (18/14)
29682
عنوان الفتوى:من أحكام الوضوء . رقم الفتوى:29682تاريخ الفتوى:04 محرم 1424السؤال : هل يجوز الوضوء في الحمامات ؟ وإذا كان يجوز ذلك فهل تكون أذكار الوضوء سراً،
وهل يجوز مسح الماء بعد الوضوء؟ وجزاكم الله ألف خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت لنا فتوى عن حكم الوضوء في الحمام برقم: 14269.
وفتوى في حكم التسمية قبل الوضوء في الحمام برقم: 10030، وفتوى عن مشروعية الأذكار عند غسل كل عضو برقم: 15513، وفتوى عن حكم تنشيف الأعضاء بعد الوضوء برقم:
13407. (18/15)
والله أعلم.
29686
عنوان الفتوى:لا يجوز الأخذ من مال الأب إلا بإذنه . رقم الفتوى:29686تاريخ الفتوى:04 محرم 1424السؤال :
والدي مريض جدا وعملية رعايته تتطلب مني ترك محلي والتفرغ له علما بأن محلي هو مصدر رزقي الوحيد وزوجتي على وشك أن تلد ومصاريفي تزداد بالاستمرار، ووالدي غني والحمد لله فهل علي حرج إذا أخذت جزء من ماله لاستئجار عامل للمحل علما أن أمواله تحت تصرفي وأخوتي هداهم الله لا يساعدونني
في موضوع رعاية والدي حق رعايته خصوصا أنه شبه عاجز، وما حكم هذا المال بفرض أني أخذته علما بأني سأرده حال استطاعتي المالية في المستقبل، أرجو الإجابة مع الدليل من فضلكم؟ وجزاكم الله عن المسلمين كل خير، والحمد لله رب العالمين
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لك أخذ شيء من مال أبيك إلا بإذنه سواءً كان ذلك على سبيل الاقتراض أو غيره كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 27073.
ولذا فإننا نوصيك ببر والدك والإحسان إليه بقدر ما تستطيع بحيث لا يضر بك ولا بمن تعول.
والله أعلم.
29689
عنوان الفتوى:الحكمة من ذكر أحداث القيامة في القرآن بلفظ الماضي . رقم الفتوى:29689تاريخ الفتوى:04 محرم 1424السؤال : لماذا ذكر الله أحداث يوم القيامة فى القرآن بالماضي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله جل وعلا ذكر ذلك لتحقق الوقوع ومنه: أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ [النحل:1].
ومنه: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر:68].
والله أعلم.
2969
عنوان الفتوى:التوبة النصوح واللجوء إلى الله حماية من القنوط رقم الفتوى:2969تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : إنني أعلم أن الله غفور رحيم ولكني خائف ألا يغفر الله لي. فكيف أحمي نفسي من القنوط؟ (18/16)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فاعلم رحمك الله أن من أسماء الله الحسنى الغفور الرحيم، فهو غفور لعباده رحيم بهم قال تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)[طه: 82] أي وإني كثير المغفرة لمن تاب من الذنوب التي أعظمها الشرك بالله وآمن بالله وعمل صالحاً. وقال تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين) [آل عمران: 135-136].وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم". والعبد الذي يذنب ويعلم أن له رباً يأخذ بالذنب ويعفو يكون منكسرا لربه خاضعا لجنابه متذللا لعظمته. ومن رحمة الله بعباده الذين قد تابوا مما عملوا أن سيئاتهم يبدلها المولى تعالى حسنات. (إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) [الفرقان: 70]. ونهى الله تعالى عباده عن القنوط من رحمة مولاهم، وكيف يقنط العبد والله جل وعلا من أسمائه الحسنى الغفور والعفو الرحيم والغفار والتواب. قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر: 53]. وهذا لمن رجع عن المعاصي التي كان قد اقترفها. ولذلك قال تبارك وتعالى: (نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم) [الحجر: 49] وأما
من تسول له نفسه السيئات فعليه أن يتذكر قوله تعالى: (وأن عذابي هو العذاب الأليم) [الحجر: 50]. (18/17)
29694
عنوان الفتوى:لا تصلي الزوجة الركعتين ليلة الزفاف إذا كانت حائضا . رقم الفتوى:29694تاريخ الفتوى:04 محرم 1424السؤال :
إذا كانت الزوجة حائضاً في أول يوم في العرس (يوم الدخلة) هل يجوز لها الصلاة في يوم دخلتها؟ وما الحكم في أن يقوم الزوج بتقبيل زوجته بدون أن يجامعها وبدون صلاة ليلة الدخلة؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دامت المرأة حائضاً فلا يجوز لها الصلاة أو الصيام فإذا طهرت قضت ما فاتها من الصيام الواجب ولم تقض الصلاة، ولا بأس بأن يقبلها زوجها دون جماع، لأن الجماع لا يجوز حال الحيض، ولكن جواز التقبيل ونحوه مشروط بما إذا كان يستطيع أن يملك نفسه ولا يقع فيما حرم الله من الجماع حال الحيض، ولذا فإننا ننصح بتأخير البناء "الدخلة" حتى تطهر المرأة من حيضها.
ولا يجب أن يصلي الزوجان ركعتين قبل الدخول إنما يستحب ذلك كما روى الطبراني وابن أبي شيبة عن ابن مسعود ، فإذا كانت المرأة حائضاً، شرع للزوج أن يصلي ركعتين وإذا كانت المرأة طاهرة صلت معه ثم يأخذ الزوج بناصية زوجته ويدعو بالدعاء المأثور: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه. رواه أبو داود بسند حسن.
وتتميماً للفائدة انظر الفتوى رقم:
19643، والفتوى رقم: 20567، والفتوى رقم: 20121.
والله أعلم.
29697
عنوان الفتوى:النهي عن دخول المسجد لمن أكل ثوماً مكروه تحريما أم تنزيها؟ رقم الفتوى:29697تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل حرمة الذهاب للصلاة في المسجد بعد أكل البصل أو الثوم مكروهة كراهية تحريم أم تنزيه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري وغيره أنه قال: "من أكل هذه الشجرة - يعني الثوم - فلا يقربن مسجدنا". (18/18)
قال الإمام النووي : هذا تصريح بنهي من أكل الثوم ونحوه عن دخول كل مسجد، وهذا مذهب العلماء كافة؛ إلا ما حكاه القاضي عياض عن بعضهم (أن النهي خاص بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى، ويحمل هذا النهي على المنع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج من وجدت منه ريح الثوم، كما في صحيح مسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع". .
قال النووي : هذا فيه إخراج من وجدت منه ريح الثوم والبصل ونحوهما من المسجد، وإزالة المنكر باليد لمن أمكنه.
فكل هذا يدل على أن النهي للتحريم، وليس للتنزيه.
والله أعلم.
297
عنوان الفتوى:يعطي الزوج لأولى زوجتيه كما يعطي للثانية إن لم يكن أعطاها من قبل رقم الفتوى:297تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : تزوج زوجي علي وعند زواجه وللعادة المتبعة قام بشراء كميات من الملابس والذهب والهدايا للزوجة الجديدة هل عليه أن يحضر لي مثلها من باب العدل بين الزوجات؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإذا كان زوجك قد اشترى لك مثل الذي اشترى عندما تزوج الثانية فهو غير مطالب بأن يشتري لك من جديد، أما إذا كان لم يفعله لك فينبغي له أن يفعله الآن. والذي ننصحك به ألا تلحي عليه في شيء من هذه الأمور فالإلحاح في هذا الباب من أعظم أسباب نكد العيش بين الزوجين خصوصاً إذا كان الزوج ضيق ذات اليد. والله أعلم.
2970
عنوان الفتوى:الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان رقم الفتوى:2970تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد أرجو أن تسمحوا لي بأن أطرح على فضيلتكم هذا السؤال وأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقكم بالإجابة عليه. رأيت في المنام بأن زوجتي والعياذ بالله تزني وبرغم ثقتي الكبيرة فيها إلا أن هذه الرؤيا جعلتني أشك فيها. مع العلم أن هذه الرؤيا تكررت مرتين مع فارق الأحداث والزمن البعيد بينهما. وقد قرأت في كتاب تفسير الأحلام بأن من رأى في المنام زوجته تزني فقد زنت . وهذا ما جعلني أطرح على فضيلتكم هذا السؤال راجياَ من فضيلتكم الإجابة مهما كانت؟ وجزاكم الله خيرا. (18/19)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي للمؤمن أن يعلق على الرؤيا أحكاماً أو تجعله يشك فيمن أحسن عشرته وكان ظاهره الصلاح. فإن الرؤيا تسر ولا تضر بإذن الله. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره" رواه البخاري. وروى البخاري أيضا عن أبي قتادة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلماً يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره" فعليك إذا رأيت مثل ذلك أو ما تكره في منامك أن تبصق عن يسارك وتستعيذ بالله من شرها ولا تحدث بها أحدا ولا يضرك مثل ما رأيت واحذر من وساوس الشيطان، فإنه أحرص ما يكون على الوقيعة بين الرجل وزوجه في هذا الباب.
والله أعلم.
29701
فتاوى
عنوان الفتوى:دلك أعضاء الوضوء سنة لا فرض . رقم الفتوى:29701تاريخ الفتوى:04 محرم 1424السؤال:
أنا فتاة أتوضأ ولكني أشك في طريقة وضوئي ؟!! هل يجب علي الوضوء بلمس جميع أعضاء الوضوء؟ أم فقط يجب أن يصل إلى جميع الأعضاء بالماء بدون لمس....... ساعدوني أرجوكم؟ (18/20)
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فذهب جمهور العلماء بما في ذلك الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن الدلك لأعضاء الوضوء سنة لا فرض، وذهب المالكية إلى أن الدلك واجب مستقل ولو وصل الماء للبشرة بلا دلك.
قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع 2/215: مذهبنا أن دلك الأعضاء في الغسل وفي الوضوء سنة ليس بواجب فلو أفاض الماء عليه فوصل به ولم يمسه بيديه أو انغمس في ماء كثير أو وقف تحت ميزاب أو تحت المطر ناوياً فوصل شعره وبشره أجزأه وضوؤه وغسله، وبه قال العلماء كافة إلا مالكاً والمزني فإنهما شرطاه في صحة الغسل والوضوء. انتهى.
والدليل لمذهب الجمهور هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك. رواه أحمد وأبو داود وغيرهما.
فإن لم يصل الماء إلى البشرة إلا بإمرار اليد وجب إمرارها، وأما علاج الشك والوسواس فسبق في الفتوى رقم: 12158، والفتوى رقم: 7578.
والله أعلم.
29709
عنوان الفتوى:إذا دفع التأمين الدية أجزأت عن القاتل . رقم الفتوى:29709تاريخ الفتوى:04 محرم 1424السؤال : أقوم الآن بصيام شهرين متتابعين وذلك ككفارة القتل الخطأ بعد ما سألت عن وجود عتق رقبة فهل توجد أي رقبة للعتق أم لا؟ هذا القتل الخطأ حدث بالسعودية وقد سامحني أهل المتوفى في أي حقوق علي أي الدية وقد قامت التأمينات الاجتماعية السعودية بصرف تعويض لأهل القتيل فهل هذا التعويض يعتبر أيضا كدية خاصة أن القتيل أبناؤه قصر؟
ملحوظة: كان التعويض ما يقرب من 200000 ريال سعودي بمعنى أنه أكبر من دية القتيل
وسؤالي هل تعتبر التأمينات السعودية عاقلة لنا؟ وماذا يجب علي في رأيكم أقوم به؟
أرجو الإجابة الواضحة الشافية والله الهادي إلى سواء السبيل؟ (18/21)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن قتل مؤمناً خطأً لزمته الكفارة وهي عتق رقبة ويشترط فيها أن تكون مؤمنة لا عيب فيها يخل بالعمل والكسب، ولو صغيرة لا هرماً عاجزاً ولا معتوهاً ولا مريضاً مرضاً لا يرجى برؤه فإن لم يجدها كما هو الحال في العصر الحاضر فإنه يصوم شهرين متتابعين.
وعلى عاقلته وهم عصبته من أقربائه الدية تدفع إلى ورثة المقتول إلا أن يعفوا فإن عفا البعض سقط حقه بشرط أن يكون بالغاً رشيداً، وأما القصر فإنها تدفع لهم فإن لم تدفعها العاقلة لزمت القاتل فإن دفعها بنفسه أو دفعها عنه غيره كالتأمين أجزأت إلا أننا ننبه هنا إلى أمر وهو أن التأمين محرم بكل أنواعه إلا التأمين التعاوني، ولذا فلا يجوز للشخص أن يشترك فيه باختياره فإن ألزم بالاشتراك فالإثم على من ألزمه في حالة أن يقع له حادث ونحوه فإنه لا يجوز له أن يأخذ من التأمين أكثر مما دفع له لأنه يكون قد استرد ماله الذي أخذ منه بعقد محرم فإن قام التأمين بدفع التعويض إلى أولياء المقتول وهو يساوي الدية أو أكثر ولم يسلمه للقاتل فقد سقطت الدية عن القاتل وإن كان أقل لزمه تكميل الدية ما لم يعف عنها أولياء المقتول.
والله أعلم.
29711
فتاوى
عنوان الفتوى:وجود الصور في البيت - إلا مااستثني - يمنع دخول الملائكة . رقم الفتوى:29711تاريخ الفتوى:04 محرم 1424السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوالي هو :
ما الحكم فى لبس الذهب والملابس أو أي أداة تستخدم فى البيت والتي تحتوي على أشكال مجسمه كحوت أو رأس إنسان أو كائن خرافي؟ هل تمنع دخول الملائكة إلى البيت؟ وإذا كان ليس بمقدوري التصرف بها بطمس المعالم أو التخلص منها نهائياً؟ وماهي الرسومات التي تمنع دخول الملائكة؟ وجزاكم الله عنا كل خير.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/22)
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة. رواه الشيخان وأحمد وأصحاب السنن الأربعة والدارمي والبيهقي عن ابن عباس سمعه من أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنهما.
وسببه قصة الجرو الذي دخل تحت سرير في بيت عائشة رضي الله عنها فمنع جبريل عليه السلام من الدخول لموعده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والصورة هنا تشمل كل ما تطلق عليه لأي شيء ذي روح سواء كانت تمثالاً أو رسماً باليد أو تصويراً فوتوغرافياً على قول بعض أهل العلم.
وقد جاء في بعض ألفاظ الحديث: ولا صورة تمثال. وفي بعضها: ولا تمثال. وفي بعضها: ولا تصاوير. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر عائشة بهتك الستر الذي فيه تصاوير كما جاء في صحيح مسلم وغيره.
وعليه فلا يجوز لبس ما فيه صورة أو الاحتفاظ بصور ذوات الأرواح، اللهم إلا الصور المأذون فيها للضرورة أو الحاجة كالصورة التي في جواز السفر ورخصة القيادة ونحوها.
ولا يجوز تعليق شيء من ذلك، ووجود هذه الصور يمنع دخول الملائكة ولا يستثنى إلا لعب الأطفال التي صنعوها بأيديهم أو صنعت لهم لا على هذه الهيئات التي تضاهي الصور الحقيقية لها.
أما لباس الذهب أو ما فيه ذهب فحرام على الرجال دون النساء للحديث الذي أخرجه أحمد وأصحاب السنن وهذا لفظ الترمذي: حرم لباس الذهب والحرير على ذكور أمتي وأحل لإناثهم.
ومحل جواز لبس الذهب أو غيره للنساء ما لم يشتمل على صورة ما فيه روح أو نحت له أو نحو ذلك، وإلا فلا يجوز لبسه لا للمرأة ولا للرجل بالأولى إذ لا يجوز ادخاره فضلاً عن لبسه.
اللهم إلا إذا كانت الصورة أو النحث مقطوع الرأس وغيره مما لا تصح الحياة بدونه، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 7886.
والله أعلم.
29714
عنوان الفتوى:نرك الحجاب مسايرة للمجتمع يدخل في شرك الطاعة . رقم الفتوى:29714تاريخ الفتوى:04 محرم 1424السؤال : هل ترك المرأة للحجاب تحت تأثير خارجي (المجتمع أو السلطة) يعتبر شركا؟ مع التوضيح جزاك الله خيراً. (18/23)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحجاب فريضة فرضها الله تعالى على المرأة المسلمة، قال الله عز وجل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنّ [النور:31].
وأجمعت الأمة على فرضيته ووجوبه، وعليه فترك المرأة للحجاب معصية عظيمة وإثم كبير، ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم.
وعليه نقول إن ترك المسلمة لحجابها خوفاً من المجتمع أو البيئة أو مسايرة لهما، ينافي كمال التوحيد فإن الله تعالى يقول: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ [المائدة:44].
وقال: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175].
وإذا كانت المسلمة ترى أن الواجب ما أوجبه المجتمع والحرام ما حرمه والمباح ما أباحه، فإنها بهذا واقعة في شرك الطاعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم: لما قرأ: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة:31]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
فالمقصود أن طاعة غير الله في معصية الله سواء كان هذا المطاع شخصاً أو نظاماً أو مجتمعاً، يصدق عليه أن يقال هو شرك في الطاعة، فالشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، ولا نقصد بما قررنا آنفاً أن هذه المرأة بتركها لحجابها تحت تأثير المجتمع صارت مشركة شركاً أكبر يخرجها من الملة غاية ما في الأمر أنها واقعة في معصية عظيمة تنافي كمال التوحيد وكمال الطاعة فإن الله ورسوله إذا أمرا لم يكن للمؤمن خيار في الطاعة، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً [الأحزاب:36]. (18/24)
والله أعلم.
2973
عنوان الفتوى:التمتع هو أفضل الأنساك رقم الفتوى:2973تاريخ الفتوى:17 ذو القعدة 1421السؤال : أيهما أفضل عند الله الإحرام بالحج مفرداً أو متمتعاً، علماً بأني سأحج لأول مرة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى إله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن الأنساك ثلاثة:
الإفراد، والقران، والتمتع، وقد اختلف أهل العلم في أيها أفضل، والذي عليه المحققون (وهو مذهب الإمام أحمد) أن التمتع أفضلها، لأنه هو النسك الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتحول إليه، وأخبر أنه لو استقبل من أمره ما استدبر لما ساق الهدي (أي لم يحرم قارناً) ولجعل إحرامه الأول للعمرة، ثم يحرم للحج إذا جاء اليوم الثامن، ومع ذلك فلو أحرم الحاج بأي نوع منها كان حجه صحيحاً.
والله أعلم.
29730
فتاوى
عنوان الفتوى:تصرفات أهل الميت البدعية بعد موته لا يلحقه إثمها إلا إذا أوصى بها . رقم الفتوى:29730تاريخ الفتوى:05 محرم 1424السؤال:
هل علينا إثم إذا حدث أثناء غسل الجنازة أو دفنها أو في العزاء أي نوع من البدع ونحن لسنا راضين ولكن تم ذلك رغماً عنا ونحن نعلم أن الميت لا يرضى ذلك ولكن أهل هذه البلدة يعتقدون بذلك كأن يعلنوا بالصوت عن الميت وقراءة الفاتحة وقراءة القرآن والمديح والنعي وشراء أحسن المأكولات من أحسن مطعم والتباهي بمراسم الدفن والبناء على القبر وماذا علينا حيال ذلك أفيدونا بارك الله فيكم ونفع الأمة بكم؟ (18/25)
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تصرفات أهل الميت البدعية بعد موته لا يلحقه إثمها، إلا إذا أوصى بها، أو لم ينههم عنها مع علمه بأنهم سيفعلونها، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
قال الإمام النووي يرحمه الله: تأولها الجمهور على من وصى بأن يبكى عليه ويناح بعد موته، فنفذت وصيته، فهذا يعذب ببكاء أهله عليه ونوحهم، لأنه بسببه ومنسوب إليه. انتهى.
وقال ابن حجر في فتح الباري: أو يكون قد عرف أن لأهله عادة بفعل أمر منكر وأهمل نهيهم عنه. انتهى.
وقال أيضاً: قال ابن المبارك: إذا كان ينهاهم في حياته، ففعلوا شيئاً من ذلك بعد وفاته لم يكن عليه شيء. انتهى.
وبهذا يتبين لك أيها السائل الكريم أن الميت لا شيء عليه من ذلك، لأنه لم يأمر به، وهو له كاره، وإنما الإثم على من فعله بعده، أما بالنسبة لكم، فالواجب عليكم أن تنكروا البدع بكل أنواعها كل على حسب استطاعته، وفي حدود سلطته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم وغيره.
وعلى من استطاع تغيير المنكر أن يتخير الأسلوب الأمثل في تغييره، بحيث لا ينفر الناس منه، أو يحملهم على كراهية الحق.
ونحب أن ننبه السائل هنا إلى أن النعي منه المشروع ومنه الممنوع، فإذا كان الغرض منه إخبار الناس للاجتماع للصلاة عليه وتجهيزه ودفنه فهذا لا مانع منه، ما لم يصحبه تعداد شمائله أو الافتخار بنسبه ونحو ذلك، وراجع الفتوى رقم: (18/26)
23113.
ولمعرفة حكم قراءة القرآن على القبور راجع الفتوى رقم: 14865.
ولمعرفة حكم قراءة القرآن للأموات إذا لم يكن القارئ عند القبر، راجع الفتوى رقم:
3406، والفتوى رقم: 8150.
ولمعرفة حكم صنع الولائم للأموات، راجع الفتوى رقم: 5010، والفتوى رقم: 8300.
ولمعرفة صفة القبور في السنة، راجع الفتوى رقم: 504، والفتوى رقم: 562.
والله أعلم.
29732
عنوان الفتوى:القذف هو رمي الغير بالزنا صراحة أو ضمنا . رقم الفتوى:29732تاريخ الفتوى:05 محرم 1424السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله
السؤال: هل يجوز شرعا فحص DNA لدي الأبناء لمن عنده شك في زوجته، وهل يعتبر هذا الفحص قذفاً حتى ولو تم سراً ؟ وهل من الممكن الحصول على رقم هاتف المفتي؟
وجزاكم الله خيراً... والسلام .
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقذف هو: رمي "اتهام" الغير بالزنا، صراحة أو ضمناً، ومثال الصريح منه أن يقول يا زان أو يا زانية، ومثال الضمني أن يقول: هذا الولد من غير زوجك، ونحو ذلك وبناء على ذلك فإذا حصل الاختبار المذكور بموافقة الزوجة ورضاها فلا يعتبر قذفاً لعدم التصريح أو التلميح به لأحد على ما سيأتي من تفصيل، والقذف لغير الزاني حرام، بل هو من السبع الموبقات، فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات، وعدَّ منهن... قذف المحصنات المؤمنات الغافلات.
والواجب على من أراد إثبات الزنا من الأزواج أن يكون متيقناً مما يقول، كتيقنه من رؤية الشمس في الظهيرة، أما إذا كان القاذف بالزنا غير الزوج فلا يجوز له القذف إلا إذا اجتمع معه ثلاثة من الشهود الذين ثبت لديهم الأمر كما ثبت لديه، قال الله تعالى: لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النور:13]. هذا في حالة اليقين ، والشاهد في هذا بيان خطورة الأمر وحساسية الأمر الذي يجعل الإقدام على اتهام الزوجة أو غيرها من المحصنات أمراً خطيراً جداً وكل من أقدم عليه بدون البينة السابقة يكون ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب والموبقات ويستحق بذلك اللعن والحد وهو هنا ثمانون جلدة، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:4]. (18/27)
ويقول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور:23].
لكن نقول للأخ السائل لا تقدم على هذا الأمر أبداً لا سراً ولا جهراً ولو وافقت الزوجة لأنه لا فائدة في نتائجه شرعاً إذ لا يترتب عليه نفي الولد ولا إلحاقه ، وبالتالي فإنه يصبح مدعاة للوساوس والشكوك والمرء في غنى عنها.
والله أعلم.
29734
عنوان الفتوى:الزنا بقريبة الزوجة جريمة تدل على خسة فاعلها . رقم الفتوى:29734تاريخ الفتوى:05 محرم 1424السؤال :
شخص ما عاقد قرانه على إحدى الفتيات كان يعاشرها قبل الزواج ثم في فترة قام بمعاشرة أختها في نفس الوقت الذي كان عاقداً لقرانه على اختها والفتاة المعقود قرانها بعد أن علمت بما حصل مع أختها تسأل ما هو حكم الشرع في حالتها.. وفقكم الله؟
والسلام عليكم ورحمة الله. (18/28)
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما فعله هذا الشخص مع أخت زوجته اعتداء عظيم ، وجريمة من أكبر الجرائم وأقبحها، تدل على ضعف إيمان صاحبها وخسة نفسه ودنو همته، فأهل الجاهلية على كفرهم وقوتهم وجفائهم كانوا يأنفون من مثل ما أقدم عليه هذا الشخص، ويعيرون من يفعله.
وفي هذا يقول بعضهم: ومثلك قد أحببت ليست بكنة* ولا جارة ولا حليلة صاحب.
فكون أهل الجاهلية الذين لم يأتهم نذير ولم يسمعوا وحياً ولم يؤمنوا بجنة أعدت للمتقين ولا نار وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين والخارجين عن طاعة الله سبحانه وتعالى، يمنعهم حياؤهم ومروءتهم من الزنا بجاراتهم وقريبات زوجاتهم دليل واضح على أن الذي يفعل ذلك الفعل عادم الرجولة والمروءة.
أما بالنسبة لتأثير هذا العمل على عصمة هذا الزوج لكون من زنا بها أخت زوجته فنقول إنه لا يؤثر عليها لأنه زنا والحرام لا يحرم الحلال، وبخصوص علاقته بمن عقد عليها عقد القران، تراجع الفتوى رقم:
5859، والفتوى رقم: 7249.
والله أعلم.
2974
عنوان الفتوى:لا يضر الزواج من كتابية عفيفة بنية الطلاق رقم الفتوى:2974تاريخ الفتوى:20 شعبان 1422السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أود أن أسأل حضرتكم عن أمر يحتاج الى مشورتكم. أنا شاب عربي مسلم أدرس في روسيا وهنا كما تعرفون حضرتكم الفساد يعم البلاد من زنا وتعاط الخمر ولا أستطيع الثبات دون زواج , وأن أتزوج من فتاة روسية أمر صعب لعدة أسباب منها أن عاداتهم وتقاليدهم لاتتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا وعدم المقدرة على أخذها والعيش في البلاد العربية . فما رأي حضرتكم في الزواج المؤقت من طرفي (أي عندما أنهي دراستي أقوم بتطليقها دون علمها مسبقا ) وفي حالة أن أنجبت منها مولوداً فما العمل؟ نرجوا الإجابة على هذا السؤال. وجزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فاعلم أخي الكريم أن المسألة أكبر مما تتصور لعدة أمور، وفيها تساؤلات أخر لم تذكرها ولم تتنبه لها، منها هل إقامتك في تلك البلاد ضرورية بحيث تكون إقامتك فيها مشروعة لأن إقامة المسلم في دار الكفار وبين ظهورهم لغير ضرورة معتبرة شرعا أمر خطير جدا وقد تترتب عليه مضار كبيرة ومخاطر عظيمة ليس ما تصفه من حالك أهونها. ومن تلك الأمور التي لم تتنبه لها أن الاختلاف الذي بينك وبين أهل تلك البلاد أكبر مما ذكرت فإن الاختلاف أساسه الاختلاف في الدين والعقيدة أما العادات والتقاليد فالاختلاف فيها أمر هين. ومنها أن أغلب أهل تلك البلاد ملحدون شيوعيون لا يؤمنون بوجود الله أصلا ومن كانوا كذلك لا يجوز الزواج منهم لأن المسلم إنما يجوز له أن يتزوج المسلمة والكتابية -اليهودية أو النصرانية فقط وعلى افتراض أن تكون التي تنوى الاقتران بها كتابية فمن الصعب أن يتحقق فيها وصف الإحصان وهو وصف شرطه الله تعالى في جواز زواج المسلم من الكتابية والمراد به أن تكون عفيفة بعيدة عن الزنا فإن تأكدت من كونها كتابية عفيفة فلك أن تتزوج بها ولا يضرك الزواج بنية الطلاق عند فترة انتهاء إقامتك، وهذا مذهب أكثرأهل العلم لأن النية لا يطلع عليها إلا الله وقد تتغير. وهذا ما لم تكن أنت والمرأة متفقين على ذلك فيكون حينئذ نكاح متعة وهو باطل بإجماع المسلمين وعلى كل حال فعليك أخي الكريم أن تتحقق من جواز إقامتك في تلك البلاد ولا أظن أن هناك ضرورة تلجئك إلى الإقامة فيها. والله أعلم. (18/29)
29745
عنوان الفتوى:بين الطيرة والشرك . رقم الفتوى:29745تاريخ الفتوى:05 محرم 1424السؤال :
ماهي بعض الأمثلة عن الطيرة التي هي من الشرك مع تعريف الطيرة؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتطير في اللغة: التشاؤم.
يقال تطير بالشيء، ومن الشيء: تشاءم به. (18/30)
وجاء في فتح الباري: التطير والتشاؤم شيء واحداً. انتهى.
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية: والمعنى الاصطلاحي لا يختلف عن المعنى اللغوي. انتهى.
وأصل التطير أن العرب كانوا في الجاهلية إذا خرج أحدهم لأمر قصد إلى عش طائر، فيهيجه، فإذا طار الطائر يمنة تيمن به، ومضى في الأمر، وإذا طار يسرة تشاءم به، ورجع عما عزم عليه، ويسمون التشاؤم "البارح" والتفاؤل "السانح" فأبطل الإسلام ذلك ونهى عنه، ففي مسند أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك، قالوا: يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول أحدهم اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك. وحسنه الأرناؤوط.
وفي مسند البزار: من ردته الطيرة عن شيء فقد قارف الشرك. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وروى مسلم في صحيحه أن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى، ولا طيرة، ولا صفر.
هذا وليُعلم أن الطيرة تكون شركاً أكبر إذا اعتقد أن الذي شاهده من حال ما تطير به موجب لما ظنه، ومؤثر فيه بذاته، أما إذا علم أن الله سبحانه هو المتصرف والمدبر وحدهُ، ولكنه يجد في نفسه شيئاً من الخوف، بمقتضى العادة التي جرت له، من وجود المكروه عن حصول الشيء الذي تطير منه، فهذا مكروه إن وطن نفسه عليه وهو من الشرك الأصغر، وإن استعاذ بالله من الشر ومضى متوكلاً على الله، فلا يضره ما وجد في نفسه، روى مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم السلمي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: منا رجال يتطيرون، قال ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصّدنّهم. وإنما نهى الشرع عن التطير لما فيه من ضعف الإيمان بالقدر، والتوكل على غير الله تعالى، وتعلق القلب به، قال حافظ أحمد حكمي:
فكل شيء بقضاء وقدر === والكل في أم الكتاب مستطر
لا نوء لا عدوى ولا طير ولا === عما قضى الله تعالى محولاً
لا غول لا هامة لا ولا صفر === كما بذا أخبر سيد البشر (18/31)
ولمعرفة أمثلة من التطير راجع الفتاوى رقم:
10538، 11835، 14326، 25734.
كما نحيلك على كتاب قد عني بهذا الموضوع، وهو كتاب، "توحيد الألوهية في العقائد الشعبية"، للشيخ عبد السلام البسيوني.
والله أعلم.
29746
عنوان الفتوى:عهد الله تارة تكون يمينا ونذرا وتارة يمينا فقط . رقم الفتوى:29746تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال :
ما حكم التراجع عن عهد لله في غير ما يغضب الله وكانت الصيغة (أعاهد الله على كذا)؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في صيغة "أعاهد الله على كذا" فذهبت الحنفية إلى أنها من الأيمان، لأن اليمين هي عهد الله على تحقيق شيء أونفيه، قال الله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا [النحل:91].
فجعل العهد يميناً، قال صاحب الاختيار من الحنفية: ولو قال لعمر الله.... أو عهد الله، ... فهو يمين.
وللمالكية قولان كما في مختصر خليل: وفي أعاهد الله قولان.
وقال الدردير في شرحه: أظهرها ليس بيمين. وسلم له ذلك الدسوقي في حاشيته.
أما الحنابلة فمذهبهم أنها يمين، قال ابن قدامة في المغني: إذا حلف بالعهد أو قال عهد الله وكفالته، فذلك يمين يجب تكفيرها إذا حنث فيها.
وإما الشافعية فذهبوا إلى أنها لا تكون يميناً إلا بالنية كما في تحفة المحتاج وغيره، وهذا رواية عن أحمد، كما في الإنصاف، والراجح أنها تارة تكون يميناً ونذراً وتارة يميناً فقط، فإن التزم بها قربة وطاعة فهي نذر ويمين، كما لو قال "أعاهد الله أن أحج هذا العام"، وكما في قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ [التوبة:75].
وإن التزم بها ما ليس بقربة فهي يمين لا نذر، كما لو قال "أعاهد الله ألا أكلم فلاناً" وإلى هذا التفصيل ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية فقال رحمه الله: فإذا قال أعاهدُ الله أني أحج العام فهو نذر وعهد ويمين وإن قال لا أكلم زيداً فيمين وعهد لا نذر. (18/32)
وثمرة هذا التفصيل أن ما كان نذراً وأمكنه فعله لزمه ذلك ولم تجزه كفارة يمين، أما ما كان يميناً فهو مخير بين أن يمضي -إن كان في غير معصية- أو يكفر كفارة يمين.
وينبغي هنا أن ننبه إلى أن شأن العهد عند الله عظيم، قال الإمام أحمد: العهد شديدة في عشرة مواضع من كتاب الله: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً [الإسراء:34].
ويتقرب إلى الله تعالى إن حلف بالعهد وحنث، ما استطاع، فإن عائشة رضي الله عنها أعتقت أربعين رقبة، ثم كانت تبكي حتى تبل خمارها وتقول واعهداه، يعني عندما عاهدت الله ألا تكلم ابن الزبير ثم رجعت وكفرت.
والله أعلم.
29747
فتاوى
عنوان الفتوى:البدار إلى الصلاة لأول وقتها أفضل من تأخيرها . رقم الفتوى:29747تاريخ الفتوى:05 محرم 1424السؤال: ماحكم تأخير الصلاة عن وقتها ساعة بسبب عدم وجود فرصة صلاة في المدرسة ، وذلك قرار من إدارة المدرسة ونحن ملزمون به رغم رفضنا لتقبل ذلك؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن أداء الصلاة في أول وقتها أفضل، لما ورد في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.
قال الحافظ في الفتح: قال ابن بطال: فيه أن البدار إلى الصلاة في أول وقتها أفضل من التراخي فيه. انتهى
فمن أخر الصلاة بعد الأذان ساعة أو نصف ساعة فلا شيء عليه، إن كان بعذر، أما إذا لم يكن ثم عذر، فلا إثم عليه لكن يفوته فضل التعجيل بالصلاة في أول وقتها على ما مر في الحديث، وفي سنن النسائي: أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل فصلى به الصلوات الخمس في أول وقتها، ثم جاءه في اليوم الثاني فصلى به الصلوات في آخر وقتها، إلا صلاة المغرب فقد صلاها كاليوم الأول، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما بين هذين وقت كله. وصححه الألباني. (18/33)
وفي مسند أحمد عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت صلاة الصبح، قال: فأمر بلالاً حين طلع الفجر فأقام الصلاة، ثم أسفر من الغد حتى أسفر، ثم قال: أين السائل عن وقت صلاة الغداة؟ ما بين هاتين أو قال: هذين وقت. وصححه الأرناؤوط.
وبناءًَ على هذا فإذا كانت إدارة المدرسة تؤخر الصلاة لتأديتها جماعة، ولعدم الإخلال بأوقات الدراسة، فلا نرى ذلك أمراً منكراً، لما فيه من إدراك الصلاة في وقتها مع تأديتها جماعة، ولأن الوعيد المذكور في قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5]، محمول على من أخر الصلاة حتى خرج وقتها، ويدخل وقت الصلاة التي تليها، وإن كنا نرى أن الأفضل لإدارة المدرسة تقديم الصلاة في وقتها جمعاً بين خيري فضيلة أول الوقت والجماعة، وراجع الفتوى رقم: 23055، والفتوى رقم: 19687.
والله أعلم.
29758
عنوان الفتوى:الزكاة على أفراد الأسرة - بيان وتوضيح . رقم الفتوى:29758تاريخ الفتوى:05 محرم 1424السؤال : هل يصح إعطاء الزكاة إلى أحد أفراد الأسرة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان المقصود بأحد أفراد الأسرة الأب والأم والأبناء والبنات والزوجة، فلا يجوز دفع الزكاة لهم، لأن النفقة على هؤلاء واجبة.
أما إن كان المراد بأحد أفراد الأسرة غير هؤلاء المذكورين مثل الأخ والأخت والعم والخال فيجوز دفع الزكاة إليهم، بل يستحب ذلك لأن فيه صدقة وصلة للرحم فأجره أكثر، وقد استشار ابو طلحة النبي صلى الله عليه وسلم في صدقته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أرى أن تجعلها في الأقربين. رواه البخاري. (18/34)
والله أعلم.
2976
عنوان الفتوى:العادة السرية أمر محرم شرعاً رقم الفتوى:2976تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم أنارجل متزوج ولكن أحياناً زوجتي لاتأتيني إذا أردتها وتطول المدة أحيانا إلى أسابيع فخوفا من الفتنة ألجأ إلي العادة السرية,وحاولت مرارا تركهابالصيام فلم أفلح؟ أفتونا مأجورين.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فممارسة العادة السرية أمر محرم شرعاً واعتداء وتعد لما أحل الله تعالى. قال تعالى في وصف المؤمنين المفلحين: (والذين هم لفروجهم حافظون * إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ).[ المؤمنون: 6-7]. فبين الله تعالى أن من صفات المؤمنين المفلحين حفظهم لفروجهم إلاّ على زوجاتهم أو ما ملكت أيمانهم ، وأن من لم يحفظ فرجه عما سوى ذلك فقد اعتدى وهو ملوم عند الله تعالى . فلذلك يحرم عليك اللجوء إلى هذه العادة الخبيثة الضارة وعليك أن تحاول إقناع زوجتك بطاعتك فيما تريد منها مما شرع الله وأن تعظها وتخوفها الله تعالى وتبين لها خطورة عدم مطاوعتها لك ، خصوصاً في هذا الباب. فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ". وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلاّ كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضي عنها ". فإن تابت إلى الله تعالى وتراجعت عن غيها ورجعت إلى رشدها ، فذلك المطلوب ، وإن أبت وامتنعت وأصرت على ما هي عليه ، فقد جعل الله لك حلاً سهلاً ومشروعاً فتزوج أخرى ، ولا تلجأ إلى ما حرم الله تعالى فتهلك ، فإن لم تستطع شيئاً من ذلك ، فعليك بالصوم كما أرشدك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وادعاؤك أن الصوم لم ينفعك فسبب ذلك إن كان حقاً هو عدم اقتناعك به حلاً لمشكلتك وتعلقك بما حرم الله تعالى . والله أعلم . (18/35)
2977
عنوان الفتوى:إهداء الطاعات للنبي صلى الله عليه وسلم لم يردعن السلف. رقم الفتوى:2977تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل قراءة القرآن تفيد الميت؟ واذا كان الجواب بنعم هل يجوز ان أهبها للنبي عليه الصلاة والسلام وعلى الصحابة أجمعين؟ (18/36)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أيها السائل الكريم تقدم جواب عن وصول القراءة وغيرها من الطاعات للميت برقم: 3406 فراجعه جزاك الله خيراً.
والنبي صلى الله عليه وسلم غني عن أن توهب له الطاعات، بل ينبغي أن يكثر العبد من الصلاة والسلام عليه كما أمر بذلك الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]
والله أعلم.
29770
عنوان الفتوى:بعض الوسائل النافعة لتجنيب الأولاد خطر الأغاني والمسلسلات . رقم الفتوى:29770تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال : عندي بنت عمرها 13 عاماً وأريد أن أجعلها ملتزمه دينيا ولديها الرغبة.. ولكنها ترغب في سماع الأغاني ومتابعة المسلسلات هل أمنعها نهائياً أو لا ضرر في ذلك..لأنني أخاف عليها أن تنفر من الدين عند الضغط عليها...أرجو أن تدلوني على الطريقة التي أتعامل بها معها؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الأغاني والمسلسلات التي تعرض في وسائل الإعلام اليوم لها ضرر أعظم على أبناء المسلمين وبناتهم، ولهذا فإن واجب الآباء منع أبنائهم وبناتهم من مشاهدتها أو الاستماع إليها، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6].
وينبغي أن يكون هذا المنع بحكمة ورفق خشية أن يؤدي إلى نتائج عكسية، فمعلوم أن شرط إزالة المنكر أن لا يؤدي إلى منكر أعظم منه، والنفور من الدين أعظم بلا ريب من سماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات. (18/37)
فالذي ننصح به هذه الأم هو ان تنصح ابنتها وتبين لها مفاسد الأغاني والمسلسلات، ثم تسعى إلى إيجاد البديل الحلال كالأناشيد المباحة، ولتحرص على ربط بنتها ببنات صالحات في مثل عمرها، وملء فراغها بالهوايات النافعة الجائزة ، وتشجعها بالكلام الطيب والهدايا كلما تقدمت في هذه الأعمال، وهكذا لن تجد البنت وقتاً لسماع الأغاني أو مشاهدة المسلسلات، ويمكن للأخت السائلة الرجوع إلى بعض الفتاوى المتقدمة في تربية الأولاد منها الفتوى رقم:
13767، والفتوى رقم: 17078، والفتوى رقم: 17114.
والله أعلم.
29772
عنوان الفتوى:حكم زيادة قول من جنس الصلاة سهواً رقم الفتوى:29772تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال : إذا كنت في التشهد الأول فقلته ثم قلت التشهد الأخير بعد التشهد الأول حيث تتبقى لي الركعة الثالثة والرابعة فهل أسلم وأعيد الصلاة أم أرفع للركعة الثالثة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه الزيادة لا تبطل الصلاة ولو كانت عمداً، إذ أنها زيادة قول من جنس الصلاة، قال ابن قدامة في المغني وهو يتحدث عن زيادات الأقوال في الصلاة: القسم الثاني: ما لا يبطل عمده الصلاة، وهو نوعان:
أحدهما: أن يأتي بذكر مشروع في الصلاة في غير محله، كالقراءة في الركوع والسجود، والتشهد في القيام، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول، وقراءة السورة في الأخريين من الرباعية أو الأخيرة من المغرب وما أشبه ذلك، إذا فعله سهواً فهل يشرع له السجود؟ على روايتين:
إحداهما: لا يشرع له سجود لأن الصلاة لا تبطل بعمده فلم يشرع السجود لسهوه كترك سنن الأفعال.
الثانية: يشرع له السجود لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس. رواه مسلم. انتهى. (18/38)
ثم ذكر النوع الثاني: وهو أن يأتي فيها بذكر أو دعاء لم يرد الشرع به فيها.
فعلى هذا.. فإن على السائل في هذه الحالة أن يكمل صلاته وأن يسجد سجدتين للسهو استحباباً.
والله أعلم.
29774
عنوان الفتوى:مقتل عثمان وموقف علي ومعاوية من قتلته رقم الفتوى:29774تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال : السؤال حول مقتل عثمان رضي الله عنه، من هم قتلته ولماذا قتلوه؟ ماذا فعل الإمام علي رضي الله عنه بمن اشتركوا في قتل عثمان رضي الله عنه؟ وهل فعل معاوية رضي الله عنه شيئاً بعد تسلمه الخلافة؟ وهل حوكم منهم أحد في أي عهد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قتل الخليفة الراشد الثالث ذو النورين صهر النبي صلى الله عليه وسلم، على اثنتين من بناته رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما، وأشد هذه الأمة حياء، جامع القرآن، الذي كان يقوم به وربما يقرؤه كله في ركعة واحدة من الليل، أمير المؤمنين المقتول ظلماً عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان مقتله في 18 من ذي الحجة 35هـ على أيدي جماعة مارقة قارب عددهم الألفين، اختلفت أغراضهم وأهواؤهم غير أنهم اتفقوا جميعاً على عزله أولاً ثم على قتله بعد ذلك وكلهم قتلة له.
غير أن الذين باشروا قتله هم: كنانة بن بشر التجيبي وهو الذي ذبحه: وقيل سودان بن حمران السكوني بعد أن طعنه قتيرة السكوني تسع طعنات من خنجر، وكان الذي ابتدأ ضربه، بعد أن هاب الناس ذلك لكونه كان يقرأ القرآن هو الغافقي بن حرب العكي، ضربه بالسيف وركل المصحف برجله فسقط في حجره، وسقطت قطرة دم على قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [البقرة:137].
وهؤلاء المذكورون من أهل مصر، وشاركتهم جماعة من أهل البصرة كحرقوص بن زهير السعدي وحكيم بن جبلة، ومن أهل الكوفة جماعة مثل الأشتر مالك بن الحارث النخعي. (18/39)
وقد كفى الله تعالى عثمان رضي الله عنه كل من شارك في قتله فمات مقتولاً حتى قتل آخر رجلين منهم بعد أربعين سنة من ذلك قتلهما الحجاج بن يوسف الثقفي من أجل قتلهما عثمان وهما: عمير بن ضابىء البرجمي، وكميل بن زياد النخعي. ومن القتلة المباشرين قُتِل اثنان فور مقتله، قتلهما عبيد عثمان وهما قتيرة السكوني وقيل الآخر هو سودان بن حمران السكوني.
وقتل كنانة النخعي مخذولاً في الحرب بين محمد بن أبي بكر وعمرو بن العاص وقتل محمد بن أبي بكر بعدها، ومات الأشتر النخعي من شربة عسل مسمومة بالسويس، وقتل حكيم بن جبلة اللص في معركة البصرة قتلته جماعة عائشة وطلحة والزبير.
وكان قتل أكثرهم بأمر طلحة والزبير رضي الله عنهما بعد معارك بالبصرة فقتلوا كل من شارك من أهل البصرة وكانوا نحو ستمائة رجل ولم ينج منهم إلا حرقوص بن زهير السعدي قتل بعد ذلك بمدة وكانت قد منعته قبيلته.
أما ماذا فعل معهم علي رضي الله عنه؟ فإنه لم يمكنه قتلهم لأنه كان يرى أن تتم البيعة له أولاً وتستقر وتهدأ الأمور ثم يحاكمهم ويقتص منهم، ولم يمكنه ذلك لعدم مبايعة كثير من الصحابة له وعلى رأسهم عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وخروج كثير من البلاد عليه وقيام الثورات الداخلية والفتن.. وأهم من ذلك اختلاط هؤلاء القتلة بالناس بعد استيلائهم على المدينة وكانوا هم الغالبين وبيدهم السلاح ثم اختلاطهم بجيشه، حتى أعلن بعد صلحه أولاً مع طلحة والزبير ألا يرجع معه للمدينة أحد شارك في قتل عثمان، ثم حدثت بعد ذلك الفتنة بسبب هؤلاء بأن هجموا على كلا المعسكرين معسكر علي ومعسكر طلحة والزبير ليلاً وأوقعوا فيهم القتل وظن كل معسكر أن الآخر هو الذي هجم عليه، فكانت بينهم واقعة الجمل، ثم انفرط عقد الأمورمن يد علي فاستقل معاوية بالشام وأعلن نفسه خليفة، وخرجت مصر واليمن ومكة والمدينة نفسها والبصرة ولم يبق لعلي إلا الكوفة وهي لا تستقر وفيها معه عدد كبير من هؤلاء القتلة، وكان قد خرج عليه الخوارج وما زالوا ينازعونه الأمر حتى قتلوه مظلوماً في سنة 40 هـ فرضي الله عنه ورحمه من إمام عادل وحبر عامل. (18/40)
أما ماذا فعل معاوية معهم؟ فالذي يظهر أنه لم يحاكم من بقي منهم وكان أكثرهم قد قتل قبل مبايعته بالخلافة، وأهم سبب -والله أعلم- هو الشرط الذي اشترطه عليه الحسن بن علي لما تنازل لمعاوية عن الخلافة في ربيع الأول سنة 41هـ وذلك أنه اشترط عليه حقن دماء المسلمين جميعاً -خاصة الذين قاتلهم معاوية من جماعة علي- وأن يرفع السيف حتى تجتمع الأمة، وتخمد الفتنة لأنه وضح للجميع أن الحروب التي كانت من أجل دم عثمان ثار منها شر مستطير وأضعفت الأمة حتى طمع فيها الأعداء من الروم وأرادوا غزو الشام، وتعطل الجهاد، وتوقفت الفتوحات.
والخلاصة: لا نعلم من حوكم من قتلة عثمان لا من قبل علي ولا الحسن ولا معاوية ولا من أحد بعدهم اللهم إلا من قتلهم الحجاج. (18/41)
أما لماذا قتلوه؟ فقد نسبوا إلى عثمان جملة أمور أخذوها عليه لا نريد الخوض فيها حتى نحتاج للرد عليها فيطول بنا المقام، ولكننا نحيل السائل على كتاب مهم للغاية في ذلك وهو كتاب "العواصم من القواصم".. في تحقيق مواقف الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاضي أبي بكر بن العربي المالكي، وعليه تعليقات قيمة جداً لمحب الدين الخطيب عليهما رحمة الله.
وإجمالاً فقد أخذوا عليه توليته لعدد من أقاربه الولايات كمعاوية ومروان بن الحكم، وإنفاقه الأموال الضخمة على أقاربه من بني أمية.. وقد أثبت لهم أنه كان ينفق عليهم من ماله الخاص وكان أغنى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ونقموا عليه أنه عاقب عدداً من الصحابة كأبي ذر نفاه إلى الربذة، وضرب ابن مسعود وغيره، وأخذوا عليه جمع الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة للقرآن، وتحريقه المصاحف، وأنه علا درجة في المنبر على درجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد انحط أبو بكر وعمر عنها، ومنهم من كان يرى أنه خدع علياً وتولى مكانه وكان الأحق بالخلافة علي.
ولكل هذه الشبهات وغيرها جواب شافٍ في الكتاب والمذكور فليرجع إليه.
ثم إنه دخلت دوافع ومطامع شخصية كثيرة.. فمن هؤلاء من كان عاقبه عثمان بحد أو تعزير فنقم عليه، ومنهم من طمع في المال، ومنهم من أغراه لين عثمان ورحمته وإحسانه إليه، ومنهم من كان ناقماً على الدين مثل عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادعى الإسلام وهو الذي قاد هذه الفتنة من خلف الأستار، وثبت أنه جاء مع أهل مصر لقتل عثمان، وكان يرمز لنفسه بالموت الأسود، والسبئية اتباعه هم الذين كانوا سبباً في نشوب أكثر الفتن وظهور البدع والمقالات المخالفة للإسلام.
والله أعلم.
29775
عنوان الفتوى:منزلة الدعاء عند الأذان والإقامة رقم الفتوى:29775تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله (18/42)
أحبائي أهل التوحيد وبقايا أهل العلم إني أحبكم في الله، لقد قرأنا في سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء فهل وقت الأذان أي حين سماع الأذان من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء وما الدليل؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدعاء عند الأذان مستجاب؛ لما رواه عبد الرزاق في المصنف عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان عند الأذان فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء، وإذا كان عند الإقامة لم ترد دعوة.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ثُوّب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء. رواه أحمد وحسنه الألباني.
وروى عبد الرزاق عن محارب عن ابن عمر رضي الله عنه قال: كان يأمر بالدعاء عند أذان المؤذنين.
وقال البهوتي في كشاف القناع: ويتحرى -الداعي- أوقات الإجابة وهي: الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان والإقامة....
والله أعلم.
2978
عنوان الفتوى:من مات قبل الحلم فلا حساب عليه رقم الفتوى:2978تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال :
رزقت بطفلة ثم ماتت بسبب مرض في القلب وهي تبلغ من العمر ثلاثة أشهر،هل يوجد دعاء معين للذين يموتون في هذا السن ؟ ثم ما جزاء مثل هؤلاء الأطفال عند الله ؟ جزاكم الله كل الخير على رحابة الصدر.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
نقول لك أولاً آجرك الله في مصيبتك وأخلفك خيراً منها. ثم إنه ليس هنا دعاء مخصوص للذين يموتون في هذه السن لا في أثناء الصلاة عليهم ولا بعد ذلك ، والدعاء الذي يذكر في صلاة جنازة الطفل غير ثابت. ومن مات من أولاد الناس قبل أن يبلغ الحلم فلا حساب عليه ولا عقاب، بل يجعله الله تعالى في كنف إبراهيم عليه السلام كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري وغيره . واعلم أن من مات له ولد فاسترجع وحمد الله تعالى وصبر، أدخله الله الجنة بشفاعة ذلك الولد وبنى الله له بيتاً في الجنة ، دلت على ذلك أحاديث كثيرة صحيحة : منها ما في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صغاركم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه أو أبويه فيأخذ بيده كما آخذ بصنفة ثوبك هذا فلا يفارقه حتى يدخله الله وإياه الجنة ". وفي المسند والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات ولد العبد قال الله سبحانه وتعالى للملائكة أقبضتم ولد عبدي؟ قالوا نعم! قال: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ قالوا نعم ! قال فما قال؟ قالوا استرجع وحمدك. قال ابنوا له بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد ". وفي الصحيحين أنه قال: " لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم ". والله أعلم (18/43)
29781
عنوان الفتوى:معارضة الأهل.. وخوف الوقوع في الزنا رقم الفتوى:29781تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال : الأهل يرفضون فكرة الزواج من أجنبية ويهددوني بالغضب علي إذا فعلت لمبررات منها أني أدرس وأني صغير 19 عاما علماً بأن البلاد هنا أعني ألمانيا مليئة بالزنا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن خشيت على نفسك الفتنة والوقوع في الحرام وكنت قادراً على مؤن النكاح، فلا يجوز لك طاعة والديك في ترك الزواج، ولا يجوز لهما منعك، ولكن عليك أن تتلطف في إقناعهم بالأمر ويمكنك توسيط من تراه من أهل الخير مع بيان أن المبررات التي ذكروها ليست بشيء، وإن كنت عاجزاً عن النفقة أو العشرة فعليك بالصيام وتلاوة القرآن والإكثار من الطاعات والرياضة حتى تشغل نفسك عن المعصية، والله نسأل أن يوفقك لكل خير، وانظر الفتوى رقم: (18/44)
22386.
والله أعلم.
29782
عنوان الفتوى:حول فتح مقهى إنترنت رقم الفتوى:29782تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا صاحب مقهى إنترنت ولدي بعض الزبائن الذين يدخلون إلى مواقع إباحية وأخرى فيها بعض المحرمات كالأغاني علما بأنني لا أغير هذا المنكر إلا في حالات قليلة وهي بالقول والنصيحة فقط فهل يكون عملي هذا بمقهى الإنترنت جائزاً أو علي أن أغير هذه الوظيفة رغم صعوبة هذا الأمر لأننا شركاء في المحل وبارك الله فيكم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت عاجزاً عن تغيير منكر مقهى الإنترنت فيحرم عليك العمل فيه أو المشاركة في فتحه،لأن ذلك ولا شك من الاعانة على المنكرات وشيوع الفواحش، وقد علم من خلال كثير من الاحصائيات أن نسبة تزيد على السبعين في المائة إنما يدخلون لمشاهدة ما يغضب الله تعالى، وانظر الفتوى رقم: 6075.
وأما إن كنت قادراً على تغيير المنكر ووضع الضوابط لهذا العمل فلا بأس، وانظر الفتوى رقم: 16843، والفتوى رقم: 10836.
ومن اتقى الله جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب.
والله أعلم.
29785
عنوان الفتوى:دلائل قبول توبة العاصي رقم الفتوى:29785تاريخ الفتوى:05 محرم 1424السؤال : هل هناك ذنب يغضب منه الله فلا يسامح الإنسان لمدة طويلة مهما فعل وربما لا يسامحه أبداً مهما فعل؟ كيف نعرف أن الله راضٍ عنا أو غاضبُُ علينا؟ (18/45)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تبارك وتعالى شرع لعباده التوبة من الذنوب، ووعدهم بمغفرتها، كما في قوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
والذنب الوحيد الذي لا يغفره الله عز وجل هو الشرك بالله إذا مات الإنسان عليه ولم يتب منه، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء:48].
أما الذنوب دون الشرك بالله فيغفرها الله تعالى لمن تاب منها برحمته وفضله مهما عظمت وكثرت، والحمد لله على منِّه وإحسانه: وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً [الفرقان:71].
هذا إذا توافرت شروط التوبة وهي:
1- إخلاص التوبة لله.
2- الندم على الذنب.
3- الإقلاع عن الذنب.
4- العزم على عدم العودة.
5- أن يوقع التوبة في وقت القبول -وهي بفضل الله- تقبل في كل وقت إلا في حالتين: إذا بلغت الروح الحلقوم، وإذا طلعت الشمس من مغربها.
6- رد المظالم إن كان الذنب في حق آدمي.
وأما كون الله تعالى لا يسامح ولا يغفر بعض الذنوب -دون الشرك- أبداً! فهذا تحكُّم في الله تعالى وسوء ظن به، فإن الله أمر بالتوبة ووعد بالمغفرة والله لا يخلف الميعاد، وقد قال سبحانه وهو البر الرحيم: مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً [النساء:147]. (18/46)
أما الوقت الذي تقبل فيه التوبة من العبد، فعلمه عند الله، ويظهر أن الله يقبل توبة عبده فور إيقاعها، وقد يؤخر قبولها لحكمة ومدة يعلمها هو سبحانه.
فعلى المرء أن يتوب من ذنوبه جميعاً ويلح على الله في طلب مغفرتها ويحسن ظنه بربه، ويظل بين رجائه مغفرة ربه، وخوفه من عاقبة ذنبه فذلك أدعى لأن يغفر الله له ويرحمه.
أما علامة رضا الله عن عبده أو سخطه عليه فمعيارها التوفيق للطاعة أو عدمه، فمن أطاع الله بفعل ما أمره به، وترك ما نهاه عنه فهو راضٍ عنه، فمن رأى أنه موفق للطاعات وعمل الخيرات وهو مخلص في ذلك لله تعالى فليبشر، فهذا من دلائل رضا الله عنه في تلك الحال ولا يأمن مكر الله بل يسأل الله الثبات وحسن الخاتمة.
ومن رأى من نفسه حب المعاصي والإصرار عليها وعدم التوفيق لكثير من الخير فهذا -عياذاً بالله- من دلائل غضب الله عليه، فليتدارك ذلك بتوبة نصوح لعل الله يوفقه إليها فيختم له بخير.
نسأل الله لنا ولكم وللمسلمين التوفيق لما يحب ربنا ويرضى.
والله أعلم.
29786
عنوان الفتوى:أبهى صور العدل والسماحة في الإسلام رقم الفتوى:29786تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : أريد معرفة الكثير حول التسامح في الإسلام ؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإسلام هو الدين الذي قامت الدلائل العقلية والنقلية على أنه دين الحق المنزل من عند الله القائم على توحيده، فهو منهج الحياة الذي ينظم علاقة الإنسان بربه وبأخيه الإنسان وبالحيوان وبالمادة وبالكون، وبالجملة فهو منهج يحكم تصرفات الإنسان من المهد إلى اللحد، منهج يربط كل الأنظمة والتشريعات التي تحكم الفرد والمجتمع بما يريده الله من خلقه ويرتب على ذلك الثواب والعقاب، ولو تعقل الناس هذا الدين وتدبروا هذا المنهج الإلهي لكان لهم معه شأن آخر، وهو الطاعة والاستسلام والرضا والقبول. (18/47)
ولكن عندما يصطدم هذا المنهج بشهوات الناس وأهوائهم يصدون عن مبادئه؛ بل ربما أدى بهم ذلك إلى مهاجمته وإثارة الشبهات حوله ونشر الأكاذيب عنه لصد الناس عنه أو لزعزعة أصوله ومبادئه لدى معتنقيه، يفعلون ذلك بغياً وظلماً وحسداً من عند أنفسهم، ومن نظر بعين الإنصاف إلى أحكام الإسلام ومسيرة حكمه في التاريخ رأى أبهى صور العدل والإنصاف والسماحة واحترام آدمية الإنسان وكرامته، ورأى أنه منهج جاء بالطهارة والزكاة والبذل والإنفاق والتعاون والتكافل والتراحم والتناصح والمودة والإحسان والطهر والعفاف والسماحة والبشارة، وحارب الربا والشح والأثرة والفردية والتخاصم والتناحر والتباغض والتفاضح والظلم والبغي والدنس والقذارة.
وأنه المنهج الوحيد الذي سمح بقيام مجتمع عالمي تعيش فيه الديانات الأخرى تحت سلطان الإسلام مصونة الأنفس والأموال والأعراض.
ومن يثير الشبه حول الإسلام وسماحته اليوم مغالط للحقائق، يأتي إلى قضية معينة ويسلط الضوء على حكم الإسلام فيها متهماً له بالجور والحيف، وهذا من الظلم الذي لا يقبله عقلاء البشر في الحكم على القضايا والجهات، بل لا بد من تمحيص القضية والنظر في أطرافها وأبعادها وأسبابها ومؤثراتها حتى يخرج بحكم صادق فيها.
ولو أعطيت هذه القضايا حقها من النظر لظهر أن الإسلام مظلوم الظلم الواضح من قبل الآخرين، ولتجسدت عدالة كل قضية يتبناها الإسلام ويدعو إليها. (18/48)
والله أعلم.
29787
عنوان الفتوى:خطورة التشاؤم والتطير رقم الفتوى:29787تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال : أنا دائماً متفائل بالشر ودائماً أحس بالشيء الذي سيحدث لي أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتفاؤل بالشر دائماً بدون سبب متحقق من الطيرة المنهي عنها لما فيه من سوء الظن بالله تعالى وتوقع البلاء، وفي الحديث عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة. رواه ابن ماجه.
والأصل في المسلم أن يكون متفائلاً بالخير راجياً فوائد الله وعوائده عند كل سبب ولو كان السبب ضعيفاً، فإنه إذا قطع أمله ورجاءه من الله تعالى كان شراً له، ففي صحيح البخاري: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ قَالَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ قُلْتُ طَهُورٌ كَلَّا بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ أَوْ تَثُورُ عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ تُزِيرُهُ الْقُبُورَ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَعَمْ إِذًا.
ومعنى قوله "فنعم إذاً" أي إذا أبيت العافية وساء ظنك بالله تعالى فنعم أي كان كما ظننت، وقد روي أن هذا الأعرابي أصبح ميتاً.
فننصح الأخ السائل بصدق التوكل على الله وحسن الظن فيه فإن هذا علاجه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الطيرة شرك، وما منا إلا؛ ولكن الله عز وجل يذهبه بالتوكل. رواه ابن ماجه وغيره.
والمقصود بالحديث أن كل أحد يخطر على باله التشاؤم ولكن يذهبه التوكل على الله، والاعتماد عليه والاستناد إليه، فلا عبرة بالخاطرة التي تعقبها عودة وأوبة.. لكن الخطورة هي استقرار تلك الخاطرة ورسوخها في قلب المسلم. (18/49)
والله أعلم.
2979
عنوان الفتوى:لا يجوز للحائض أن تمكث في المسجد للتعلم أو التعليم رقم الفتوى:2979تاريخ الفتوى:08 رمضان 1422السؤال : يوجد في مسجدنا مصلى نساء بالطابق العلوي من المسجد ويستعمل لتحفيظ القرآن الكريم وهذا المصلى له شرفة تطل على المسجد ويوجد به سلم يستعمل للصعود للطابق العلوي فهل يجوز لمن تعلم وتحفظ القرآن الدخول إلى هذا المصلى وهي في حالة عدم طهر ( حيض ) مع أنه لا توجد لدينا إلا هذه المحفظة أفيدونا أفادكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هذا المكان معداً - في الأصل - للصلاة فيه واتخذ مسجداً ، فلا يجوز للحائض أن تمكث فيه ولو لتعلم وتعليم القرآن الكريم- إلى ذلك ذهب جماهير أهل العلم ومنهم الأئمة الأربعة . لقوله تعالى: (ولا جنباً إلاّ عابري سبيل حتى تغتسلوا) .[ النساء: 43]. والحيض يلزم منه ما يلزم من الجنابة ويزيد عليها بأن الله تعالى وصفه بأنه أذى في قوله: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى) [ البقرة : 222] . ولما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب". ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: " ناوليني الخمرة من المسجد " قالت: "إني حائض" قال: " إن حيضتك ليست في يدك " . [رواه مسلم]. ووجه الدليل من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها على أن الحائض لا تدخل المسجد ولكن بين أنه لا بأس بإدخال يدها فيه لأنها ليست محل الحيض. وأما إن كان هذا المكان لم يعد للصلاة ولكن أعد كمكان لتحفيظ القرآن الكريم ويصلى فيه بالتبع ، فلا يأخذ حكم المسجد وعليه - والحالة هكذا - يجوز المكث فيه للحائض . (18/50)
والله أعلم .
29790
عنوان الفتوى:مرتكب الكبائر بين الهجر والتأليف رقم الفتوى:29790تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز مواصلة مرتكب أكبر الكبائر بالتحية أو ما شابه ذلك مع العلم بمعاملة الرسول صلى الله عليه وسلم للثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وهل تكون هذه الحادثة مقياساً لنا على هؤلاء العصاة حتى يتوبوا إلى الله ونريد أن نعرف كيفية المعاملة معهم حتى ولو كانوا من أقرب الناس إلينا؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن أظهر المعصية وجب الإنكار عليه، ولو كان من أقرب الناس إلينا، وإذا وجب الإنكار عليه كان من ذلك أن يهجر حتى ينتهي عن معصيته، سواء كانت معصيته من أكبر الكبائر أو دون ذلك؛ ولكن هذا الهجر تختلف مشروعيته باختلاف الأحوال، فإذا كان مفيداً في ردع أصحاب المعاصي بحيث يشكل ضغطاً نفسياً عليهم يجعلهم يكفون عن المعصية كان مشروعاً مرغباً فيه، كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر، وأمر الناس بهجرهم حتى كان حالهم كما وصف الله في قوله تعالى: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التوبة:118]. (18/51)
وإذا كان الهجر مستلزماً لمفسدة راجحة، كأن يزداد المهجور بسبب الهجر في الشر وفعل المنكرات لم يكن مشروعاً، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل الهجران تارة والتأليف تارة، كما هجر الثلاثة الذين خلفوا ومنع الناس من مخالطتهم، وتألف أقواماً ممن هم حديثو عهد بالإسلام ومن يخاف عليه الفتنة.. كما في الحديث الصحيح: إِنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الَّذِي أُعْطِي، أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ الْغِنَى وَالْخَيْرِ...
وهذا لأن المقصود دعوة الخلق إلى طاعة الله بأقوم طريق، فيستعمل الهجر حيث يكون أصلح والتأليف حيث يكون أصلح، ويدخل في الهجر المشروع ترك إلقاء السلام على من أظهر المعصية، وكذلك ترك عيادتهم وتشييع جنازتهم، ويدخل في التأليف المشروع الإحسان إليهم ووعظهم ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة والإنكار برفق عليهم.... إلى آخر الطرق المفيدة في هدايتهم وإصلاحهم، ومن هذا الباب ما رواه ابن أبي حاتم أن عمر رضي الله عنه، افتقد رجلاً من أهل الشام من أهل البأس، فقال: ما فعل فلان بن فلان، فقالوا: يا أمير المؤمنين تتابع في هذا الشراب -يعني الخمر-، قال: فدعا عمر كاتبه، فقال: اكتب من عمر بن الخطاب، إلى فلان بن فلان سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، ثم قال: لأصحابه ادعوا الله لأخيكم أن يُقْبِل بقلبه ويتوب عليه، فلما بلغ الرجل الكتاب جعل يقرؤه ويردده ويقول: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي. زاد أبو نعيم: فلما بلغ عمر خبره، قال: هكذا اصنعوا إذا رأيتم أخاً لكم زل زلة فسددوه ووثقوه وادعوا الله له أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعواناً للشيطان عليه. (18/52)
والله أعلم.
29795
عنوان الفتوى:لا يجوز لأحد أن يعتدي على مال غيره . رقم الفتوى:29795تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال :
هل يجوز أخذ المال بدون إذن أو بالقوة من والدتي أو إخوتي لأنني آخذ من مال أبي المتوفي وذلك بسبب حاجتي إلى المال في مصاريفي أو حاجاتي الخاصة بي . وما حكم ذلك حيث إن المال في تصرف والدتي ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أيها الأخ السائل أنه لا يجوز لأحد أن يعتدي على مال غيره في أي حال من الأحوال، إلا إذا اضطر إلى ذلك، كمن أشرف على الهلاك، ولا يتمكن من إنقاذ نفسه إلا بذلك، والحكم على حالتك يختلف باختلاف حالك، واختلاف صاحب المال الذي تأخذه منه، فإن كنت بلغت راشداً وطلبت قسمة التركة فأبوا ذلك جاز لك الأخذ من تركة أبيك بشرط ألا تزيد على حقك المقرر شرعاً، ثم يُخصم ما أخذت من نصيبك عند تقسيم التركة عن طريق القضاء ونحوه؛ لأنه لا يجوز للوصي - أمًّا كانت أو غيرها - أن تمنع قسمة الميراث على مستحقيه إذا بلغوا راشدين، قال تعالى: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ [النساء:6]. (18/53)
ولا يجوز لك أيها الأخ السائل أن تأخذ شيئاً من الأموال الخاصة بإخوانك وأمك إلا إذا رضوا بذلك عن طيب نفس منهم، لقوله عليه الصلاة والسلام: لا يحل مال مسلم إلا بطيب نفس منه. رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني.
أما إذا لم تبلغ أو بلغت لكنك لم ترشد، فلا يجوز لك الأخذ من تركة أبيك شيئاً؛ لأنها تحت ولاية الوصي (الأم) وقد جعل الله تعالى البلوغ والرشد حدًّا لتصرفك في هذا المال، أما قبلهما فلا حق لك في ذلك، ومن باب أولى لا يجوز لك الأخذ من مال إخوتك؛ لأنه اعتداء كما سبق بيانه. ومعنى الرشد: أن يحسن التصرف في الأمور الدنيوية.
وليعلم أنه في حالة جواز أخذك للمال، يجب ألا تصحب ذلك إساءة للأم، لما ورد في الشرع من عظيم حقها، وسابق فضلها، والأمر بالبر بها والإحسان إليها.
والله أعلم.
2980
عنوان الفتوى:الزكاة والضريبة مصطلحان متغايران رقم الفتوى:2980تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما الفرق بين الزكاة والضريبة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هناك فرقاَ بين الزكاة والضريبة من عدة وجوه:
أولاً: الزكاة جزء من مال المسلم فرض الله عليه أن يخرجه على الوجه المخصوص، والضريبة فرضتها الدولة لقاء خدماتها للمواطنين. (18/54)
ثانياً: الزكاة يجب دفعها إلى الفقراء والمساكين وبقية الأصناف الثمانية، والضريبة للدولة، ولا علاقة لها بالفقراء ولا غيرهم من الأصناف الثمانية.
ثالثا: الزكاة حدد الشارع مقدارها، ولا يستطيع أحد أن يزيد فيها أو ينقص منها، والضريبة يحددها الحاكم، فيزيد وينقص حسب مصلحة الدولة.
رابعاً: الزكاة لها شروط خاصة من نصاب وحول وملكية وإسلام ، والضريبة لا تخضع لشيء من هذه الشروط، وإنما تكون حسب ما يراه الحاكم وتقتضيه المصلحة، وتختلف من بلد لبلد.
والله أعلم.
29801
عنوان الفتوى:حكم الاشتغال بعلم الجرح والتعديل رقم الفتوى:29801تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال : ما هو رأيكم في التجريح والتعديل، وما هي شروطه وهل ينبغي للطلاب الاطلاع عليه أم يجب عليهم أن يجتنبوه؟ بارك الله فيكم وأعانكم على فعل الخير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلم الجرح والتعديل أحد فروع علم الحديث، وهو علم جليل الشأن، تعرف به صفة من تقبل روايته ومن ترد روايته من رجال الحديث، وما يتعلق بذلك من قدح وجرح وتوثيق وتعديل.
ولا يقوم بهذا العلم إلا الجهابذة من علماء الحديث الذين خبروا الرواة ومروياتهم من أمثال البخاري وابن المديني وأبي زرعة وأبي حاتم وابن عدي وابن معين وغيرهم كثير.
وكل من تكلم في هذا العلم من علماء العصر لا بد له من أن يعتمد على أقوال هؤلاء ويستضيء بحكمهم على الرواة، وإلا لم يسلم من الخطأ والتفرد ومخالفة الأئمة، وأما هل ينبغي للطلاب الاطلاع عليه فالجواب أن الطلاب يتفاوتون في ذلك؛ لأن هذا العلم من فروض الكفايات، فمن حصل العلم الواجب الذي يصح به اعتقاده وعبادته ومعاملاته فلا حرج عليه في أن يشتغل بهذا العلم، بل قد يجب إذا لم يقم به غيره، وأما من لم يحصل العلم الواجب فلا ينبغي له أن يشتغل بعلم غير واجب عن علم واجب . (18/55)
والله أعلم.
29813
عنوان الفتوى:يرد الغاصب مقدار ما اغتصب فقط رقم الفتوى:29813تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال : ماهو حكم الإسلام في من يجمع أموالاً كثيرة من مصدر غير شرعي وهو لا يستطيع تحديد مقدار هذه الأموال ولا من هم أصحابها نظراً لكثرتها وبعد الزمن وعلى فرض تنامي هذه الأموال فكيف يصنع بربحها الذي زاد على أصلها أرجو الإفادة؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسؤالك سبق جوابه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29699، 4603، 3051.
وليس على من غصب مال غيره أن يرد إلا المقدار الذي أخذ، لأن يد الغاصب يد ضمان. هذا إذا كانت الزيادة في المال المغصوب عيناً، أما إذا كانت أثراً كمن غصب من غيره ذهباً خاماً وجعله حُلياً، أو حنطة فطحنها، فليس للغاصب أجرة شيء من ذلك.
والله أعلم.
29816
عنوان الفتوى:زوال محل الفرض يسقط الفرض رقم الفتوى:29816تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال :
أنا معاق عندي بتر بالساقين تحت الركبة بحوالي 15 سم فهل يجب غسلهما أثناء الوضوء أم أمسح على الأطراف الصناعية أم ماذا أفعل؟ جزاكم الله عنا خيراً.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأقطع إما أن يبقى له من محل الفرض شيء فهنا يجب غسلُه بلا نزاع، وإما أن يكون القطع من فوق محل الفرض فلا يجب عليه الغسل بلا نزاع أيضاً، وإما أن يكون القطع من مفصل الكعبين أو المرفقين فقيل: يجب غسل طرف الساق والعَضد، وقيل: لا يجب، ولكن يستحب أن يمس رأس العضو بماء. (18/56)
وعليه نقول للأخ السائل: إذا كان القطع فوق مفصل الكعب -كما هو ظاهر سؤالك- فلا يجب عليك غسل ذلك الموضع ولا المسح على الأطراف الصناعية؛ لأن الله تعالى إنما أوجب عليك غسل القدم إلى الكعب كما قال تعالى: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6]، فإذا زال محل الفرض سقط الفرض لعدم محله.
والله أعلم.
29817
فتاوى
عنوان الفتوى:الإسلام يحض على إعتاق العبيد . رقم الفتوى:29817تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال:
هل يوجد حكم قطعي بتحريم الرق ؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنظام الرق ليس محرما، لا تحريماً قطعياً ولا ظنياً وإن كان الإسلام يتشوف إلى إعتاق العبيد، ويحث على ذلك بصور كثيرة متنوعة.
وانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم:
12210، والفتوى رقم: 18713، وما أحيل عليه من الفتاوى بداخلها.
والله أعلم.
29819
عنوان الفتوى:إقامة الحدود موكولة إلى الحاكم أو نائبه . رقم الفتوى:29819تاريخ الفتوى:06 محرم 1424السؤال :
أرجو من المولى أن يثيبكم ويعينكم
قرأت بعض الفتاوى الخاصة بالشذوذ واللواط في موقعكم هذا وخاصة التي تتكلم عن الحد، فهل هناك من ينوب عن الحاكم في القيام بها ونحن نعيش في بلد يحكمه كفرة أو مسلمون عاصون لا يحكمون كتاب الله وهل الحرق أو الرمي من أعالي الجبال يعتبر حداً وكفارة أم حداً في الدنيا يليه عقاب الله لا محالة حتى وإن تاب الرجل إلى مولاه........ أرجو منكم إفادتي؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن إقامة الحدود على أهلها مما اختص به الحاكم المسلم كما قال الحسن : أربعة إلى السلطان الزكاة والصلاة والحدود والقضاء، وقال ابن العربي المالكي عند تفسير قوله تعالى: فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا [النور:2]، المسألة السادسة: لا خلاف أن المخاطبة بهذا الأمر بالجلد الإمام ومن ناب عنه. (18/57)
وإنما كانت إقامة الحدود إلى الحاكم أو نائبه لخطرها واحتياجها إلى النظر والاستيثاق، ولو أنه أذن لكل مستحق للحد استيفاؤه لعمت الفوضى ولأخذ البريء مع المذنب، وإذا كان حكام المسلمين لا يقيمون الحدود فعلى المسلمين أن يبذلوا جهدهم في نصيحة هولاء الحكام وإنزالهم على حكم الله ورسوله، والحد الشرعي إذا اقيم على الشخص يعتبر كفارة له، وانظر في جواب ذلك في الفتوى رقم: 23576، والفتوى رقم: 7320.
والله أعلم.
2982
عنوان الفتوى:لا يمس القرآن إلا طاهر رقم الفتوى:2982تاريخ الفتوى:16 جمادي الثانية 1422السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم أنا موظفة في إحدى الدوائر الحكومية وأحب في وقت الفراغ في العمل أن أقرأ القرآن الكريم ولكن لا أكون على وضوء والحمام يكون بعيدا علما أنني أعاني دائما من الغازات مما لايجعلني على طهارة دائما هل يجوز أن أقرأ القرآن على هذا الوضع أم علي دائما الوضوء .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصحيح -إن شاء الله- من أقوال أهل العلم، أن المصحف لا يجوز مسه إلا لمن هو على طهارة، لقوله تعالى: ( لا يمسه إلا المطهرون ) [الواقعة:79 ] وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن" ولا يمس القرآن إلا طاهر" أخرجه الحاكم وغيره وصححه ووافقه الذهبي.
وبناء على ذلك فإنه يجب عليك أن تكوني على طهارة إذا أردت مس المصحف، فإن كانت ملازمة الطهارة تشق عليك، فاقرئي ما تيسر لك من القرآن مما تحفظينه عن ظهر قلب، في الوقت الذي لا تكونين فيه على طهارة ، واشتغلي بالأذكار والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، واعمري وقتك بذلك، أما قراءة القرآن عن ظهر غيب فلا حرج عليك فيها لأن الوضوء ليس شرطاً في جوازها. (18/58)
والله أعلم.
29821
عنوان الفتوى:لا مانع من طلب الرقية المشروعة رقم الفتوى:29821تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : أصبت بعين من أربع سنوات في يدي اليمنى وذهبت للرجل الذي أصابني بعين ولم يرض أن يتوضأ لي في ماء وقرأ لي بعض الإخوة في ماء ولم يذهب عني المرض، وأبي يعرف رجلاً يعالج من العين ولكن هذا الرجل
نفسه به عين وهو لا يعرف السحر ولا الشعوذة ولا الدجل وقال لي أبي إنه سوف يقرأ بعض الآيات هل أذهب إليه للعلاج أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيشرع لك أن تتداوى من هذه العين التي أصابتك، ومن هذا أن ترقي نفسك أو يرقيك غيرك، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا رقية إلا من عين أو حمة. رواه البخاري, ومعنى الحديث: لا رقية أنفع وأولى من الرقية بسبب العين أو الحمة أي السم الذي يصاب به من يلدغ من الحيات والعقارب، والرقية المشروعة ما كان من القرآن والسنة وأسماء الله الحسنى وما في معنى ذلك من الأدعية، وأما ما عدا ذلك فحرام ولا سيما إذا كان لا يفهم معناه، فإذا كان هذا الشخص الذي يعالج من العين، يلتزم بالرقى المشروعة، فلا بأس أن تذهب إليه كما يستحب لك أن ترقي نفسك بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقى نفسه، ففي صحيح البخاري ومسند أحمد عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، قالت: عائشة فلما ثقل جعلت أنفث عليه بهما وأمسح بيمينه التماس بركتها. (18/59)
ولمزيد من الفائدة أنظر الفتوى رقم:
1796.
والله أعلم.
29823
عنوان الفتوى:تُكْتَسَب الدعوة بالممارسة والتدريب رقم الفتوى:29823تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : أريد أن أدعو زميلاتي وأحبب الدين إليهن ولكن ليس لدي أسلوب وينتابني الخجل ويقولون عني معقدة أفيدوني أثابكم الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحرصك على دعوة زميلاتك للدين أمر طيب تشكرين عليه، وتؤجرين على هذه النية الصالحة إن شاء الله، فنسأل الله أن يوفقك لما تريدين من عمل الخير.
واعلمي أن الشيطان يوسوس للإنسان حتى يصرفه عن عمل الخير، فلا تدعي له مجالاً، واحرصي على الدعوة إلى الله، فإنها أشرف مهنة، فقد قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33].
أما الأسلوب فإنك تستطيعين أن تكتسبيه من الممارسة العلمية للدعوة، والقراءة في الكتب التي تتحدث عن الدعوة وأساليبها ومنها كتاب "التربية الإسلامية في المدرسة والبيت والمجتمع" لعبد الرحمن النحلاوي، وكتاب "أصول الدعوة" للدكتور عبد الكريم زيدان, وكل شيء من ذلك يمكن اكتسابه بإذن الله، : فإنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرى الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه. أخرجه الطبراني في الأوسط وغيره وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير والسلسلة الصحيحة. (18/60)
ومع الإخلاص لله تعالى والاجتهاد في اختيار الأسلوب المناسب وسؤال الله التوفيق سوف يوفقك الله تعالى لما تحبين، وسيزول عنك ما تشعرين به من الخجل إذا أقدمت، فإنما هي البداية ثم يفتح الله عليك، واحرصي على مخالطة زميلاتك في الخير واعلمي: أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وهو حديث صحيح.
والله أعلم.
29824
عنوان الفتوى:هل بوسع القاضي إعادة المطلقة بالثلاث لزوجها رقم الفتوى:29824تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : هل يجوز الرجل أن يرجع مطلقته التي سبق تطليقها ثلاث طلقات بقسيمة من المحكمة إذا كانت المرأة راضية وليس لها من يعولها ولها طفل منه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاء النص القرآني الصريح بعدم جواز عودة المطلقة ثلاثاً إلى زوجها المطلق حتى تنكح زوجاً غيره، فقد قال تعالى: فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ [البقرة:230].
ولا عبرة بفقرها أو عدم وجود من يعولها، كما أنه لا عبرة بوجود الأطفال أو عدمهم، وعلى من أراد رعاية مطلقته والعناية بأولاده منها أن ينفق عليهم بتوفير المسكن والمأكل والملبس ونحو ذلك، لا أن يتعدى حدود الله تعالى، ويخالف أمره، ولا عبرة بإعادة القاضي لها إذا تيقن القاضي أن الطلقات الثلاث واقعة، لأنه لا يسع أحداً أن يخالف صريح نص القرآن أو السنة، ولو كان القاضي الذي هو نائب الإمام في شأنه، ولا يجوز لك اتباعه في هذه الحالة، لكن إذا كان القاضي قد ألغى إحدى الطلقات الثلاث أو ثنتين منها أو ألغاها كلها بناءً على أنها غير واقعة في نظره، كأن تكون الطلقة في الحيض وهو يرى عدم وقوع الطلاق في الحيض، أو يكون الطلاق ثلاثاً بلفظ واحد وهو لا يرى وقوع الطلاق بهذه الصورة ثلاثاً، ونحو ذلك من الأمور الاجتهادية، فلا يمنع والحالة كذلك أن تأخذ بحكم القاضي، ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4801، 15417، 11678. (18/61)
والله أعلم.
29836
عنوان الفتوى:الجائز والحرام في الدعاء للكافر رقم الفتوى:29836تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال :
هل يجوز الدعاء لطوائف الكفر عامة بالهداية أو بتخصيص طائفة بعينها كاليهود والنصارى والعلمانية بالهداية، وهل الدعاء لشخص كافر بعينه بالهداية يجوز؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمسلم أن يدعو للكفار بالهداية سواء كان المدعو له واحداً أو أكثر، ويجوز التأمين على دعاء الكافر لنفسه بالهداية وللمؤمنين بالنصرة ونحوه؛ بل يجوز الدعاء للكافر الذمي بالشفاء والصحة كما نص على ذلك جمع من أهل العلم، وإنما الحرام الدعاء له بالمغفرة لقول الله تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113].
وقال بعض الفقهاء يحرم الدعاء للكافر بالمغفرة إذا كان ميتاً أو حياً وأراد الداعي المغفرة له مع موته، وعلى هذا تدل الآية السابقة وأما إذا أراد بقوله ( اللهم اغفر له) إن أسلم أو أراد بالدعاء له بالمغفرة أن يحصل له سببها وهو الإسلام فلا حرج في ذلك، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 14165. (18/62)
والله أعلم.
2984
عنوان الفتوى:حكم فتح صالونات تجميل النساء رقم الفتوى:2984تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته السؤال هل يجوز فتح صالون نساء للتجميل ؟ وجزاكم الله خيرا .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن على المرأة أن تتجمل لزوجها، وهذا مطلب شرعي لدوام الألفة بينهما والمحبة. وهذا التجميل قد لا يتأتى لبعض النساء إلا بوجود امرأة تقوم بهذا العمل. إن لم تكن الزوجة ممن يحسن القيام به، وعلى هذا ففتح صالونات لتجميل النساء لا حرج فيه إن اقتصر العمل فيه على تجميل من تتجمل لزوجها، ولا تبرز زينتها للأجانب، ولا تفتن الناس بذلك، وخلا من عمل محرم، كنمص الحواجب ووصل الشعر والاطلاع على العورات وأما إن كانت هذه الصالونات ترتادها البرة والفاجرة والمتحجبة والمتبرجة أو اشتملت على محرم فلا يجوز فتحها ولا العمل فيها، لما في ذلك من التعاون على معصية الله وقد قال جل وعلا: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [المائدة: 2]. فإن كنت تعلمين من نفسك عدم التهاون في هذا الأمر والتساهل في تسهيل معصية الله لمن تعصي الله تعالى بتبرجها. فلا حرج فيه إن شاء الله. وإن كنت لا تستطيعين التحكم بمن تأتي إلى هذا المحل فإن عليك أن تبتعدي عن هذا المجال وتبحثي عن مجال آخر مباح. والله أعلم.
29842
عنوان الفتوى:التعصب.. معناه.. وأقسامه رقم الفتوى:29842تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : ماهو التعصب في الدين ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/63)
فالتعصب هو التجمع على شيء والتناصر عليه وهو على قسمين:
الأول: تعصب محمود وهو التعصب على نصرة الحق وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 4321.
والثاني: تعصب مذموم وهو التعصب على الظلم أو البدعة أو على أمر شرعي مختلف فيه خلافاً سائغاً مما يؤدي إلى الفرقة والعداوة؛ كما يقع من بعض أتباع المذاهب أو بعض الجماعات الإسلامية.
29843
عنوان الفتوى:حكم إعطاء غير المسلم من الأضحية رقم الفتوى:29843تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : هل تفرقة الضحية على غير المسلم في البلاد غير المسلمة مقبولة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب المالكية إلى كراهية إطعام الكافرين من الأضحية، وقال مالك رحمه الله: غيرهم أحب إلينا، وذهب الشافعية إلى حرمة إعطاء الكافرين من الأضحية الواجبة وكراهية ذلك في الأضحية المندوبة, ورخص بعض أهل العلم في إعطاء الكفار غير المحاربين، ولذا فلا ينبغي إعطاء غير المسلمين من لحوم الأضحية، لا سيما لو راعينا حال كثير من المسلمين الذين لا يجدون ما يسد رمقهم، فكيف يليق بمسلم أن يترك إخوانه المسلمين مع حاجتهم ثم يرسل لحوم الأضاحي لمن كفر بالله وجحد نعمه؟!!.
وأما إرسال الأضحية إلى بلد غير بلد المضحي ففيه خلاف، والأولى عدم فعل ذلك خروجا من خلاف من حرم نقلها كالشافعية, ما لم تكن هناك مصلحة معتبرة كغنى أهل البلد وحاجة غيرهم. وانظر الفتوى رقم: 2997.
والله أعلم.
29845
عنوان الفتوى:هل يصح تزويج رجل وامرأة بالغين نفسيهما رقم الفتوى:29845تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : أنا مخطوبة من رجل ذي دين فهل يجوز لمسي من قبله والتقبيل و... ألخ وبدون كتب الكتاب بيننا وهل يجوز أن نقول صيغة كتب الكتاب بين بعضنا لأننا بالغين أنا في سن 26 وهو33 سنة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/64)
فإن المرأة قبل العقد عليها أجنبية على من خطبها لا يحل له منها ما يحل للرجل من زوجته، فلا يمس جسدها، ولا يخلو بها إلا مع ذي محرم. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 994.
وبخصوص عقد الزواج فإنه لا يكون صحيحاً إلا إذا توافرت فيه شروط الصحة من وجود ولي المرأة والشهود على هذا الزواج ولو كان الزوجان بالغين رشيدين، أما مجرد الاتفاق بين الزوجين على الزواج دون توافر الشروط سالفة الذكر فإن الزواج حينئذ يكون باطلاً، وهو الذي يطلق عليه في بعض البلاد [الزواج العرفي]، وقد سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 5962.
والله أعلم.
29849
عنوان الفتوى:تحديد عمر الجنين الموجب للغرة رقم الفتوى:29849تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : قمت بإسقاط جنين من زوجي عمره ستة أسابيع عمداً وقد كنت وقتها غافلة عن الله، وبعد أن تبت إلى الله سألت أحد الدعاة وأخبرني أنه علي التصدق وتصدقت لأخي المحتاج بما يعادل إطعام خمسين مسكينا، ثم علمت من موقعكم بأنه وجبت علي الدية، فهل الصدقة تعفيني من الإيفاء بالدية؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، ويقبل توبتك، ويهديك صراطه المستقيم، ولتعملي أنه لا يجوز إسقاط الجنين إذا استبان بعض خلقه، إلا إذا ثبت بالتقارير الطبية الموثوقة أنه يشكل خطراً على حياة الأم إذا بقي في رحمها، لأن حياة الأم في هذه الحالة متيقنة، وحياة الطفل موهومة، والمتيقن يقدم على الموهوم.
وقد ذهب جمهور كبير من العلماء إلى أن الخلق يبين في الجنين بعد أربعين يوماً من حمله، وأكد ذلك الأطباء المعاصرون عن طريق الكشف بالأشعة ونحوها، وبناء على ذلك فالواجب عليك هنا أمران:
الأول: تجديد التوبة إلى الله تعالى من هذا الأمر دائماً، وذلك بالندم عليه والعزم على عدم العودة إليه. (18/65)
الثاني: تجب عليك غرة [عبد أو وليدة ]، وهذا متعسر الآن لعدم وجوده، فيجب عليك بدلاً منه عشر دية المرأة كما هو مقرر عند الفقهاء، وتمكن معرفة عشر هذه الدية بسؤال المحاكم التي ببلدك عن دية المرأة كاملة، ويوزع هذا العشر على ورثة الجنين كما ورد في الشرع، وليس لك أنت منها شيء، لأن القاتل [ولو كان خطاًْ] لا يرث من دية المقتول على الراجح من قولي العلماء.
وبهذا تعلمي أن الصدقة التي أخرجتها لا تجزئ عن الغرة، ولمزيد من التفاصيل راجعي الجواب رقم: 9332.
والله أعلم.
2985
عنوان الفتوى:الأصل في التبرعات العموم إلا إذا حدد المتبرع أوجه الإنفاق رقم الفتوى:2985تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما هى كيفية التصرف المشروع نحو التبرعات في المساجد. قيل إن هذه التبرعات لا يصح استعمالها إلا فيما يتعلق بأمور المساجد فقط، فلا يجوز توزيع بعضها على اليتامى والفقراء وإعانة المحتاجين وما إلى ذلك!! مع العلم أن المتبرعين حين تبرعوا كان قصدهم ابتغاء وجه الله أو الحصول على الصدقة الجارية كما في الحديث. أرشدوني في هذا الأمر، حيث إنه قد وقع في بلادي، مسجد يكنز 92,000 جنيها تقريبا فلا ينفقها إلا لمصلحة المسجد فقط! أليس هذا يتنافى مع روح الزكاة أو مانعا من الصدقة الجارية؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في أموال التبرعات أن تنفق فيما حدده المنفق من أوجه البر ، فإن لم يحدد عملاً معيناً وكانت الجهة التي تقبل التبرعات تأخذه مثلاً لغرض محدد معلن عنه أو لصندوق يتولى بعض الأعمال الخيرة ، فلا يصح أن يتعدى هذه الجهات أو الأغراض. فإن كانت هذه التبرعات لأعمال صيانة المساجد والإنفاق منها عليه فلا تتعدى إلى غيرها لأن تلك الأموال لها حكم الوقف. وأما إذا كانت تبرعات عامة ولم يقصد بها غرض محدد من أعمال البر فلا شك أن كل من احتاج لها من المساكين والفقراء فله فيها حق . والله أعلم . (18/66)
29850
عنوان الفتوى:معاني كلمة (رب) رقم الفتوى:29850تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : بعد الصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تحية إسلامية... وبعد:
جرت مناقشة حادة بيني وبين أحد الأصدقاء في كلمة اسم (ربي) فهو كما يزعم أنها اشتقت من التربية ويقول في ذلك أن الرب رباه، كما أنه مربي الإنسانية جمعاء بمسلميها وغيرها، بينما أنا أقول أن كلمة الرب لا تعني ما يقول البتة لأن مثل هذه الكلمة تطلق على الكثير، نقول مثلا رب العمل ورب كلمة تقال: أما رب العائلة وربة البيت فيصح أن تدخل فيها التربية، هكذا قولي: وأرجو الجواب الصحيح من فضلكم عاجلاً وغير آجل.
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالرب اسم من أسماء الله تعالى، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، تقول: رب الدار، رب كذا، وأما الرب فلا يقال إلا لله عز وجل، وقد قيل إنه الاسم الأعظم، كما ذكر ذلك عدد من المفسرين.
وهو في اللغة يطلق على عدة معانٍ:
يطلق على المالك، كما يقال لمالك الدار: رب الدار ويطلق على السيد، ومنه قوله تعالى: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّك [يوسف:42]، : وفي الحديث: أن تلد الأمة ربتها أي سيدتها، كما يقال لمالك الدار رب الدار، ويطلق على المصلح والمدبر والقائم . قال الهروي وغيره: يقال لمن قام بإصلاح شيء وإتمامه: قد ربه يربه فهو رب له، ومنه سمي الربانيون لقيامهم بالكتب. وفي الحديث: هل لك من نعمة تربُّها عليه. أي تقوم بها وتصلحها. (18/67)
ويطلق على : المعبود ، ومنه قول الشاعر:
أرب يبول الثعلبان برأسه ===== لقد ذل من بالت عليه الثعالب
وهو بكل هذه المعاني صحيح إطلاقه على الله تعالى فهو المالك وهو السيد وهو المصلح والمدبر وهو المعبود بحق.
والله أعلم.
29851
عنوان الفتوى:حكم الوصية المعلقة على الموت رقم الفتوى:29851تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : توفى جدي منذ 50 عاما وعنده 11 بنت وولد واحد هو أبي قام جدي بكتابة ما يملك (18 فدان) لأبنه وحرم بناته، ورضي أبى بذلك هل يقع الأثم على جدي وأبي معاً أم على جدي فقط؟ توفى أبي حديثا وعنده 4 بنات وولدان أنا واحد منهم قام أبي ببيع 10 أفدنه لإنفاق وبقي 8 فقط، هل يقع شيء من الإتم علينا أنا وإخوتى؟ هل يجب علينا رد شيء من الأرض لعماتي علما بأن معظمهمن قد توفى؟ إذا كنت قد نويت أن أرد كل ما ورثت عن أبي لأولاد عماتي حتى يغفر الله لأبي فهل أنا على صواب أم خطأ؟ كيف توزع التركه؟ هل من عمل تنصحون به حتى يرضى الله عن أبي وعني؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أخطأ جدكم ووقع في الإثم حينما فضل الذكر على الإناث، سواء كان ذلك بهبته له حال حياته، أو بالوصية له به بعد موته كما يأثم من رضي بذلك وأقره وهو أبوكم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الهبة حال الحياة للأولاد: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم. متفق عليه
وأمر برد الهبة الجائرة.. ولقوله في الوصية بعد الموت: إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث. رواه الترمذي والنسائي وغيرهما وصححه الألباني. (18/68)
وما فعله جدكم يعتبر وصية، وقد اتفق أهل العلم على بطلان الوصية للوارثين سواء كانت في مرض الموت أو موقوفة على الموت، ووجوب إعطاء كل ذي حق حقه، وأنها لا عبرة بها.
وللورثة أو ورثتهم في هذه الحالة اللجوء إلى القضاء للحصول على حقهم.
أما إذا سلم الموصي "الجد" الأرض للموصَى له في حياته، وحازها حيازة حقيقية فعلية فهذه عطية أو هبة جائرة، يجب على الموصَى له ردها إلى الورثة ديانة، كما يجب على الموصي الرجوع فيها كذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ـ للنعمان بن بشير: فاردده. وفي راوية: فأرجعه. ، فإن لم يفعل الموصي والموصَى له، فلا يحق لأحد من الورثة المطالبة بحقه قضاء، وإن كان يجب رد الحق ديانة على الموصي والموصَى له، وهذا قول جماهير العلماء، كما بينا ذلك واضحاً في الفتاوى ذات الأرقام التالية:
17791، 27771، 5348.
وبناء على ما سبق، فإذا كان جدكم قد كتب الأرض لأبيكم وعلق ذلك على موته، فالواجب قسمة الميراث حسب الشرع بين أبيكم وأخواته الإحدى عشرة ولا عبرة لهذه الوصية ثم يقسم نصيب أبيكم بعد ذلك حسب الشرع أيضاً، أما إذا كان جدكم قد سلم هذه الأرض لأبيكم حال حياته، فهي عطية نافذة، وكان يجب على أبيكم ردها ديانة، وإن كان لا يحق لاخواته طلبها منه قضاء، وبما أن أباكم لم يفعل، فالواجب عليكم ديانة رد باقي هذه الأرض إلى مستحقيها لعلمكم بأنها حق خالص لهم، وما باعه أبوكم سابقاً لا شيء عليكم فيه، وعليكم أن تطلبوا السماح لأبيكم من عماتكم، مع الإكثار من الدعاء له بالمغفرة والتصدق عنه ونحو ذلك مما ينفع الميت.
وليعلم أن أمر التركات شائك وخطير، لا يكتفى فيه بفتوى مفتٍ أو جواب عالم، ولكن لا بد فيه من الرجوع إلى الجهات المختصة بذلك، نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والسداد والرشاد. (18/69)
والله أعلم.
29852
عنوان الفتوى:مذاهب العلماء في حكم وراثة المرتد رقم الفتوى:29852تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : أخي لا يصلي وقد وصى والدي بأن لا يرث وهو من العلماء ولكن عندما توفي الوالد صار يصلي لأنه علم أن الوالد وصى بذلك خوفا من أن لا يرث فقط يصلي إذا كان معه أحد من أصحاب الوالد وهو لا يعترف بوجود الله وقد نطقها عدة مرات، ماذا نفعل حياله إذا كنا لا نستطيع منعه من الميراث خوفا من شره فهو يتوعدنا إذا لم نعطه من الميراث ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان الأخ المذكور ينكر وجود الله تعالى، ولم يتب من ذلك بتجديد إسلامه، فلا حظ له في الميراث، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرث مسلم كافراً، ولا كافر مسلماً. متفق عليه.
وقال الرحبي رحمه الله في منظومته في الميراث:
ويمنع الشخص من الميراث ====== واحدة من علل ثلاث
رق وقتل واختلاف دين ===== فافهم فليس الشك كاليقين
ولا يقبل من هذا الأخ دعواه العودة إلى الدين إلا إذا صرح بالنطق بالشهادتين، مع إعلان التوبة من إنكاره لوجود الله، قال ابن قدامة: فلا يحكم بإسلامه حتى يوحد الله تعالى، ويقر بما كان يجحده.
فإذا أسلم بالصورة التي ذكرناها فإنه يرث من تركة أبيه ما لم تقسم على الراجح من قولي العلماء، وهو مذهب الحنابلة، وقول أشهب من المالكية. قال في الإنصاف: إلا أن يسلم قبل قسم ميراثه فيرثه، وكذا لوكان مرتداً، على ما يأتي في كلام المصنف، وهذا المذهب.
وقال: وإرثه قبل قسم الميراث من انفرادات المذهب. ، وقال في التاج والإكليل: ولو مات للمرتد موروث في حال ارتداده فإن مات على ردته لم يرثه، فإن راجع الإسلام ، فقال ابن القاسم: لا يرثه، وقال أشهب: يرثه كما يرجعا إليه ماله. (18/70)
وإنما قلنا بجواز إرثه ترغيباً له في الإسلام وحثاً له عليه، قال ابن قدامة في المغني: يتجدد حق من أسلم من ورثته في تركته ترغيبا في الإسلام وحثاً عليه، فأما إذا قسمت التركة، وتعين حق كل وارث ثم أسلم فلا شيء له.
والذي نراه هنا -والله أعلم- هو أن يرغب هؤلاء الإخوة أخاهم في الدين، ويتوددوا إليه بلين الكلام، وحسن الفعال فلعل ذلك يكون سبباً في هدايته وعودته، فإن صرح أمامهم بالشهادتين وأقام الصلاة ولم يفعل ناقضاً من نواقض الإسلام، فليس لهم أن يرفضوا ذلك، بل عليهم قبوله، وبناء الأحكام عليه لأننا لم نؤمر بالتنقيب عن البواطن، لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما نحكم بالظواهر، والله يتولى السرائر.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس.
فإن أبى أخوكم الإسلام، وأصر على إنكار وجود الله وترك إقامة الصلاة فلا ميراث له، لأن ترك الصلاة كفر أكبر في قول جمهور كبير من أهل العلم ، فإن غلبكم على أخذ ميراثه في هذه الحالة فلا شيء عليكم، ولكن عليكم عند اليأس من إسلامه أن تراجعوا الجهات المختصة لتفصل لكم في القضية، فالمحاكم الشرعية هي التي ترفع الخلاف وتغلق باب النزاع.
لكن لا بأس أن ننقل لك أيها الأخ السائل نصوص الحنفية والمالكية والشافعية الدالة على أنهم يمنعون المرتد من الإرث، ولو أسلم بعد وفاة مورثه.
قال الحصكفي في الدر المختار عند كلامه عن موانع الإرث: واختلاف الدين إسلاماً وكفراً، وقال أحمد: إذا أسلم الكافر قبل التركة ورث.
وقال ابن عاصم في تحفة الحكام -مالكي-:
الكفر والرق لإرث منعا ===== وإن هما بعد الممات ارتفعا
وقال في أسنى المطالب -شافعي-: والمرتد لا يرث أحداً، وإن عاد إلى الإسلام بعد موته. (18/71)
والله أعلم.
29853
عنوان الفتوى:البلسم الشافي لداء الوحشة وضيق الصدر رقم الفتوى:29853تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي في الله أشعر بالوحشة في هذ الدنيا من جراء ما أقترف من الذنوب والمعاصي وأشعر دوما بالنفاق لأني أحس أني ملتزم في الظاهر أما الباطن فبه الكثير من الأسقام والضعف أسألكم بالله أن تدلوني على ما يزيل تلك الوحشة ويعينني على طاعة الله كما كنت وأن أحس بلذة الطاعة كما كنت أشعر بها من قبل ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا بد أن نعلم أن طمأنينة القلب وانشراح الصدر وزوال الوحشة لا يمكن أن يتأتى إلا إذا رضي عنا ربنا الذي خلقنا ـسبحانه- وهذا لا يتم أبداً ولا يوجد في النفوس إلا إذا ابتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب واقترب من الله تعالى، فللذنوب أضرار في القلوب كأضرار السموم في الأبدان، وكل ضرر واقع في الدنيا والآخرة فسببه الذنوب والمعاصي.
ومن آثارها التي تفسد على الإنسان دنياه وآخرته:
ـ حرمان العلم
ـ حرمان الطاعة
ـ حرمان الرزق
ـ وحشة يجدها العاصي
ـ ظلمة في القلب
ـ ابتعاد الملائكة عنه وتسلط الشياطين عليه
ـ رد الدعاء
وغير ذلك من الآثار الكثيرة . يقول ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.
وسأذكر لك بحول الله عدة ينابيع تنفي عنك الوحشة وضيق الصدر:
-إن أول ينبوع ننهل منه فترتوي قلوبنا هو: ينبوع الإيمان بالله، إذ لا سعادة إطلاقاً بدون الإيمان الراسخ بالله -عز وجل- وبالقدر خيره وشره, قال تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام:125]. (18/72)
-أما الينبوع الثاني فهو: ينبوع التوكل على الله، فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ولا تزعجه الحوادث، لعلمه أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيطمئن لوعده، كما أنه يسعد حين يسعى في بذل الخير للناس ويحسن إليهم ولا ينتظر منهم جزاءً ولا شكوراً، بل يرجو ذلك من ربه سبحانه، قال تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36].
-وثالث هذه الينابيع هو: ينبوع القناعة، حيث إن الذي لا يعرف القناعة لن يعرف السعادة أبداً ولو ملك كنوز الأرض، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب. رواه البخاري وغيره. وقال صلى الله عليه وسلم: قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه. رواه مسلم
-أما الينبوع الرابع فهو: تلاوة القرآن والاشتغال بذكر الله عن هموم الدنيا، واللجوء إلى الله بالدعاء مع اليقين بأنه -سبحانه- سيجيب دعوتك في الحال، أو يدفع عنك من السوء مثلها، أو يدخرها لك في الآخرة.
واعلم أن ما تخشاه على نفسك من النفاق يدل على أن قلبك حي ومتصل بالله، كما قال الحسن البصري رحمه الله: والله ما خافه إلا مؤمن و لا أمنه إلا منافق.
ومما يعينك على طاعة الله وتحصيل لذة العبادة عدة أمور،منها :
ـ تلقي أوامر الله تعالى بالقبول والامتثال، وعدم معارضتها بشهوة أو رأي .
ـ التخلق بالخصال الثلاث التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. متفق عليه (18/73)
ـ الحرص على الإخلاص، وإخفاء الأعمال عن الخلق قدر المستطاع، ومطالعة عيوب النفس ونقائص الأعمال ومفسداتها من الكبر والعجب والرياء وضعف الصدق، والتقصير في إكمال العمل وإتمامه.
ـ الإشفاق من رد الأعمال وعدم قبولها.
ـ مشاهدة فضل الله وإحسانه ، والحياء منه، لاطلاعه على تفاصيل ما في القلوب, وتذكر الموقف والمقام بين يديه، والخوف منه، وإظهار الضعف والافتقار إليه والتعلق به دون غيره.
ـ ومن أعظم الطرق: معرفة الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا .. والعلم النافع وهو: العلم بآيات الله الكونية والشرعية، الذي يربط القلب بالله.
وكذلك الإكثار من ذكر الموت، والجنة والنار، والإكثار من ذكر الله، وطول التأمل وكثرة التدبر، الذي يورث الصلة بالله تعالى، والمسارعة في الطاعات، واستباق الخيرات، ونسأل الله أن يشرح صدورنا وأن يقر أعيننا بذوق حلاوة طاعته.
والله أعلم.
29865
عنوان الفتوى:حكم ذبح البهيمة الحامل وأكل لحم جنينها رقم الفتوى:29865تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ماحكم ذبح الشاة العشراء بدون علم وهل يجوز أكل لحمها ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج على من ذبح بهيمة حاملاً سواء كان يعلم بذلك أو لا يعلم، ويجوز أكل جنينها سواء أشعر أم لم يشعر إلا إذا خرج وفيه حياة مستقرة يمكن أن يذكى فلم يذكه حتى مات فهو حرام، وفي سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري: قلنا: يا رسول الله، ننحر الناقة ونذبح البقرة والشاة فنجد في بطنها الجنين أنلقيه أم نأكله؟ قال كلوه إن شئتم، فإن ذكاته ذكاة أمه.
والله أعلم.
29870
عنوان الفتوى:حكم الصيام بنيتين في وقت واحد رقم الفتوى:29870تاريخ الفتوى:07 محرم 1424السؤال : هل يجوز لي الصيام بنيتين في وقت واحد ؟ (18/74)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الجمع بين عبادتين من جنس واحد بنية واحدة، يُعرف عند العلماء بمسألة التشريك، وحكمه أنه إذا كان في ما يتداخل أو كان في الوسائل، صح وحصل المطلوب من العبادتين، كاغتسال الجنب يوم الجمعة عن الجنابة والجمعة معاً، وكذلك الحكم لو كانت إحداهما مقصودة بذاتها، والأخرى مقصودة لغيرها، كتحية المسجد مع السنة الراتبة فإن السنة الراتبة مقصودة لذاتها، وتحية المسجد مقصودة لشغل البقعة بالصلاة.
أما إذا كانت العبادات مما لا تداخل بينها أو كانت كلها مقصودة لذاتها فلا يصح التشريك كصيام القضاء أو المنذور مع الستة من شوال بنية التشريك، فهذا لا يصح لأن القضاء والنذر والستة من شوال كلها مقصودة لذاتها، وكما لو صادف يوم عاشوراء الخميس، فلا يصح أن ينوي الاثنين معاً فيجعل ذلك اليوم الواحد عن عاشوراء وسنة صيام الخميس، لكن للخروج من الخلاف في هذه الحالة ينوي يوم عاشوراء وحده لعدم صحة التشريك، ويُرجى له حصول ثواب سنة صيام الخميس، لكنه لا يكون مثل صيامه منفرداً.
قال الطبلاوي في حاشيته على تحفة المحتاج: قال في النهاية: وَلَوْ صَامَ فِي شَوَّالٍ قَضَاءً أَوْ نَذْرًا أَوْ غَيْرَهُمَا أَوْ فِي نَحْوِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ حَصَلَ لَهُ ثَوَابُ تَطَوُّعِهَا كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ رحمه الله تعالى تَبَعًا لِلْبَارِزِيِّ وَالْأَصْفُونِيِّ وَالنَّاشِرِيِّ وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ لَكِنْ لَا يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ الْكَامِلُ الْمُرَتَّبُ عَلَى الْمَطْلُوبِ. انتهى.
وراجع الفتوى رقم: 7273، والفتوى رقم: 6579.
والله أعلم.
2988
عنوان الفتوى:من وجب عليه الحج وعليه دين وعنده مال يفي بدينه رقم الفتوى:2988تاريخ الفتوى:21 شوال 1421السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم أرغب بالحج مع والدي ووالدتي المسنين وذلك لأداء فريضة الحج لهذا العام إن شاء الله ، ولكن يوجد علي دين للشركة التي أعمل بها (ولكن مكافأة نهاية الخدمة لي في هذه الشركه تزيد عن الدين المطلوب مني للشركة) وكذلك أنا مدين لأخي بمبلغ من المال(ويوجد لي ممتلكات تغطي هذا الدين وتزيد) وأنا لم أحج من قبل وكذلك والدي ووالدتي وأنا أرغب بمساعدتهما بالحج علما بأن والدتي لا تقوى على المشي وتحتاج لمن يساعدها أرجو منك إفادتي هل يجوز لي الحج أم لا ؟ وبارك الله فيكم . (18/75)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان ما عندك من المال يمكن أن يفي بالدين الذي عليك ، فإن عليك أن تحج مع والديك لتؤدي فريضة الحج عن نفسك ولتساعد والديك فإن ذلك من برهما . والدين الذي عليك لا يسقط عنك وجوب الحج الآن، لأن عندك مايكفي لسداده ، والدين الذي يسقط وجوب الحج هو الدين الذي ليس عند المدين ما يقضيه به ، وليس له دين عند مليء يرجوه. والله أعلم.
29882
عنوان الفتوى:0 رقم الفتوى:29882تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : لقد قمت بطلاق زوجتي امام باب منزلنا الخارجي ثم دخلت إلى داخل المنزل وأثناء دخولي قمت بتكرير لفظ الطلاق ثانية في سياق حدثي وفي حالة شديدة من الغضب . ماذا علي وهل وقع الطلاق وإن وقع فهل هو طلقه واحدة ام طلقتان؟ أفتونا اثابكم الله ...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن زوجتك تعتبر طالقاً لأن الغضب لا يمنع من وقوع الطلاق إلا إذا وصل بصاحبه إلى مرحلة لا يتحكم فيها بنفسه ولا يعي ما يقول، فإذا وصل الشخص إلى تلك المرحلة فإن طلاقه لا يقع ولا يمضي شيء من تصرفاته؛ لأنه كالمكره والمجنون.
فإذا كنت لم تصل إلى تلك المرحلة من الغضب فإن زوجتك قد طلقت منك بصريح العبارة. (18/76)
وهل هي طلقة واحدة أو طلقتان؟
الجواب أنك إن كنت كررت الطلاق نسقاً بقصد التوكيد فإن ذلك يعتبر طلقة واحدة، وأما إذا كنت عطفت الثانية على الأولى أو نويت بالثانية طلقة أخرى فإنها تعتبر طالقاً طلقتين أو ثلاثاً إن كنت كررته ثلاثاً أو أكثر.
ولمزيد من الفائدة في المسألة راجع الفتوى رقم:
17678.
والله أعلم
29884
عنوان الفتوى:هل يحشر الناس بأصواتهم التي كانت في الدنيا رقم الفتوى:29884تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : هل صحيح أن الناس يحشرون على أصواتهم الحقيقية منهم كأصوات الحيوانات؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال. أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح، وحسنه الحافظ في الفتح.
قال في تحفة الأحوذي : قال المظَهَّرُ: يعني صورهم صور الإنسان وجثثهم كجثة الذر في الصغر. قال الطيبي: لفظ الحديث يساعد هذا المعنى لأن قوله أمثال الذر تشبيه لهم بالذر ولا بد من بيان وجه الشبه، لأنه يحتمل أن يكون وجه الشبه الصغر في الجثة، وأن يكون الحقارة والصغار، فقوله في صور الرجال بيان للوجه، ودفع وهم من يتوهم خلافه. انتهى.
أما حشرهم بأصواتهم التي كانت في الدنيا، فلا نعلم في ذلك أثراً إلا ما أسند الثعالبي في تفسيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه: هذه النوائح يجعلن يوم القيامة صفين صفاً عن اليمين وصفاً عن الشمال، ينبحن كما تنبح الكلاب. ، والحديث ضعيف، وما سوى ذلك فغيب لا يتكلم فيه إلا بوحي.
والله أعلم.
29887
عنوان الفتوى:أهم ما يتحلى به العالم رقم الفتوى:29887تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم
أريد أن أصبح طالب علم لأكون ممن يحملون علم الدين للناس وأكون مقصدا للتعلم، فأرجو إرشادي ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً. والسلام عليكم. (18/77)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدمت لنا نصائح لمن يريد طلب العلم وضحنا فيها بم يبدأ من أجل تحصيل علمي مؤهل، يمكنك أن تنظرها في الفتوى رقم: 4131..
وإضافة إلى ما تقدم ننصحك بأن تخلص النية لله سبحانه وتعالى، ولا تبغي من وراء هذا التعلم إلا رضا الله ونشر الخير والفوز بجنات النعيم، ولتظل مستشعراً الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن أول من تسعر بهم جهنم ومنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن! قال: كذبت! ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار."
والله أعلم.
29888
عنوان الفتوى:الزواج على الإنترنت - رؤية شرعية رقم الفتوى:29888تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : هل يصح الزواج على الإنترنت إذا كان الزوج والزوجة معروفين وبوجود شهود معروفين لدى الطرفين؟ وقد جرى ذلك بوجود الزوج في بلد والزوجة والشهود في بلد آخر؟ والزوج قد رأى المرأة قبل أن يتم العقد وبالعكس؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا توافرت شروط النكاح فهو صحيح سواء تم بحضور الزوج أو توكيله، وشروط الزواج هي:
1-تعيين الزوجين.
2- رضا الزوجين.
3- وجود الولي.
4- الاشهاد على الزواج.
5- الصداق.
6- خلو الزوجين من الموانع.
فإذا كانت هذه الشروط متوافرة فزواجكما صحيح، وإعلام الولي والشهود بالزواج أي طلب العقد عن طريق الإنترنت جائز لأنه وسيلة من وسائل الإعلام بشرط أن يكون ذلك بالاتصال الصوتي لا عبر الكتابة فيه حتى يحصل التأكد من أن المتصل هو طالب الزواج لا غيره. (18/78)
والله أعلم.
29889
عنوان الفتوى:ذكر قصة عمير بن الحمام رقم الفتوى:29889تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : صحابي سمع الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة بدر يرغبهم في الجنة فرمى تمرات كانت بيده وقال (بخ بخ ) ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء وقاتل حتى قتل فمن هو ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصحابي المسؤول عنه هو عمير بن الحمام بن الجموح الأنصاري السلمي البدري، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة نقلاً عن ابن إسحاق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا ادخله الله الجنة، فقال عمير بن الحمام أحد بني سلمة وفي يده تمرات يأكلهن بخ بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء فقذف التمر من يده وأخذ سيفه فقاتل حتى قتل."
والله أعلم.
29891
عنوان الفتوى:من أحكام الطلاق رقم الفتوى:29891تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أعرض على سيادتكم أمري، ووفقكم الله وبعد:
أنا والحمد لله تزوجت وأنجبت ثلاثة أولاد، وكانت زوجتي (أمهم) بها بعض الأمور التي حاولت جاهدا أن أقومها ولكن الطبع يغلب التطبع، حتى أنني تلفظت بالطلاق مرتين، أولاهما: قلت لها أثناء النقاش حتى أجعلها تسكت أنتي طالق، والأخرى كذلك.
ولما يئست فكرت جديا بالزواج ووفقت إلاَّ أنها أصرت على الطلاق
فلما أصرت طلقتها وتزوجت،
ولكن حنيني لأولادي أن أكون بجانبهم فأريد أن أتزوجها مرة أخرى فهل من حل؟
ثانيا: طلقتها ولكن الأمور بفضل الله تسير على ما قاله القران تسريح بإحسان، فتركت لها المنزل بما فيه وأعطيهم نفقتهم ودوما أزورهم، علما بأننا نقيم على مقربة من منزل أمَّ أولادي . (18/79)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن سؤال السائل الكريم ليس بواضح، ولكننا نقول له: إنه إذا كان طلق زوجته ثلاث مرات وهذا هو ما يفهم من السؤال، فإنها قد بانت منه بينونة كبرى، ولا يحل له الرجوع إليها حتى تنكح زوجاً غيره نكاح رغبة لا نكاح تحليل، فإذا طلقها وتمت عدتها جاز له أن يتزوجها بشروط الزواج المعروفة، قال الله تعالى: فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ [البقرة:230].
وأما إذا كان طلقها دون الثلاث فلا مانع من الرجوع إليها، فإذا كانت في العدة فله الرجوع بدون عقد ولا صداق، وأما إذا كانت قد خرجت من العدة فيتوقف على رضا وليها وعقد جديد وصداق.
والله أعلم.
29892
عنوان الفتوى:مداعبة الزوجة بين نقض الوضوء وعدمه رقم الفتوى:29892تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : هل مداعبة الرجل لزوجته تبطل الوضوء ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مجرد المداعبة لا ينقض الوضوء -على الراجح من أقوال أهل العلم- ما لم ينضم إليه خروج مذي مثلاً، وقد رأى البعض أنها تنقض، لقول الله تعالى: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} [النساء:43].
ولكن المقصود بالملامسة هنا الجماع عند الأكثر، قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير: (وأما وجوب الوضوء أو التيمم على من لمس المرأة بيده أو بشيء من بدنه فلا يصح القول به استدلالاً بهذه الآية.) انتهى.
وللإفادة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 1795.قد بينا فيها نواقض الوضوء المجمع عليها والمختلف فيها هناك.
والله أعلم.
29893
عنوان الفتوى:شروط جواز شراء أسهم بالتقسيط ثم بيعها رقم الفتوى:29893تاريخ الفتوى:02 ذو الحجة 1424السؤال : لقد أردت سلفة من بنك الراجحي تقسيط سيارة وقال الموظف سوف نعطيك بدل السيارة أسهماً تختار اسم الأسهم ونشريها لك وتبيعها أنت أو نبيعها نحن لك مارأيكم؟ (18/80)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت هذه الأسهم التي يريد بيعها لك جزءاً من أسهم شركة أو مؤسسة موضوع تعاملها أو تجارتها حلال فلا حرج في شراء تلك الأسهم ولو بالتقسيط، فإذا تم عقد البيع ودخلت في ملكك فلا حرج عليك أن تبيعها إلى آخرين، أو يقوم البائع الأول ببيعها لك لأنه بمثابة الوكيل عنك.
لكن بشرط أن لا يكون هناك مانع آخر من البيع كالغرر والغش، وأن لا تكون الشركة صاحبة الأسهم تودع جزءاً من أموالها أو كلها في البنوك الربوية وتتقاضى عليها فائدة تضم إلى أرباحها لأن هذا إدخال للربا على جميع المساهمين، وانظر الفتوى رقم: 10369.
والله أعلم.
29894
فتاوى
عنوان الفتوى:طالب العلم هل تصرف له الزكاة رقم الفتوى:29894تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متي يجوز لطالب العلم أن يأخذ من زكاة المال ؟ وهل يمكن ذلك في حال كونه موسرا لكنه يتفرغ للتعليم بدون مقابل ؟
وهل ما يقال في طالب العلم ينطبق على الداعية المتفرغ ؟ وهل يمكن الإنفاق في خدمة الدعوة من زكاة المال - مثل شراء مسجل لتسجيل الدروس العلمية وشروح الكتب والمحاضرات الدعوية -وذلك في حالة الحاجة وعدم وجود البديل ؟
أفتونا نفع الله بكم ، وجزاكم الله خيرا .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالداعية وطالب العلم المتفرغ الذي ليس لديه ما يغنيه يجوز له أن يأخذ من الزكاة، فإن كان له ما يغنيه أو استطاع أن يتعلم ويتكسب لم يجز له أخذ الزكاة، وقيل إذا تفرغ جاز له الأخذ من الزكاة ولو كان قادرا على الكسب ، لا نشغله بطلب العلم عن الكسب، نقل ابن عابدين في المبسوط: قوله لا يجوز دفع الزكاة إلى من يملك نصاباً إلا إلى طالب العلم أو الغازي ومنقطع الحج. (18/81)
قال ابن عابدين: والأوجه تقييده بالفقير، ويكون طلب العلم مرخصاً لجواز سؤاله من الزكاة وغيرها وإن كان قادراً على الكسب، إذ بدونه لا يحل له السؤال. انتهى من الدر المختار.
قال النووي في المجموع: قالوا: ولو قدر على كسب يليق بحاله إلا أنه مشتغل بتحصيل بعض العلوم الشرعية بحيث لو أقبل على الكسب لتقطع عن التحصيل حلت له الزكاة، لأن تحصيل العلم فرض كفاية، وأما من يتأتى منه التحصيل فلا تحل له الزكاة إذا قدر على الكسب، وإن كان مقيماً بالمدرسة هذا الذي ذكرناه هو الصحيح المشهور. انتهى.
وما يقال في طالب العلم يقال في الداعية والمحفظ.
قال ابن حجر الهيثمي في الفتاوى الكبرى: عندما سُئل هل يحل أخذ الزكاة لمن اشتغل بعلم شرعي يشتري بها كتباً وكل ما يعينه على طلب العلم أو لا؟
فأجاب بقوله: إن من اشتغل عن كسبه الحلال اللائق به الذي يكفيه ويكفي مُمَوّنه بتعلم شرعي أو آلة له وكان يتأتى منه أو يتعلم القرآن دون نوافل العبادات جاز له أن يأخذ من الزكاة بقدر كفايته وكفاية مُموَنه اللائقة بهم العمر الغالب ثم ما أخذه يصير ملكه فله أن يصرفه في شراء كتب علوم الشرع وآلاتها.
وأما حكم جواز صرف الزكاة لأمور الدعوة من طبع كتب ونشرات وشراء أجهزة ونحو ذلك، فانظر الفتوى رقم:
2057.
والله أعلم.
29895
عنوان الفتوى:إعطاة الصدقة للسائل المسلم في بلاد الكفر.. نظرة شرعية رقم الفتوى:29895تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : أنا أسكن في بريطانيا وأنا في الطريق يتعرض لي أخوات مسلمات يطلبن صدقة وأنا أعرف أن في هذه الدولة لا يوجد محتاجون كما في بلاد الإسلام فهل أعطيهن صدقة أم لا؟ لأني سمعت أنه حتى تأخذ أجر الصدقة يجب أن تتحرى صاحبها هل هو بحاجة أم لا؟ ولكن ذلك هنا صعب،كيف لي أن أتحرى ذلك أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً. (18/82)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيستحب أن تعطي هؤلاء النسوة من الصدقة لأنه يجوز أن يعطى المجهول الذي يدعي الفقر من الصدقة، كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم رجلين سألاه فرآهما جلدين، فقال: "إن شئتما أعطيتكما، ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب." رواه أحمد.
وهذا لأن إعطاء الغني خير من حرمان الفقير، فإذا كان هذا في حق آحاد الناس فهو في حق هؤلاء المسلمات اللواتي يعشن في بلاد غير إسلامية أوكد، لما فيه من حفظ أعراضهن من الوقوع فيما حرم الله، ولاسيما في تلك المجتمعات التي تشيع فيها الفاحشة.
والله أعلم.
29896
عنوان الفتوى:حكم تنظيم النسل لضيق السكن رقم الفتوى:29896تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
أنا امرأة متزوجة ولي 3 أولاد وأريد أن أنجب لكن زوجي امتنع بداعي أننا نعيش في غرفة واحدة وهو مريض بداء السكري قال يمكن أن ننجب في وقت لاحق عندما يكون لدينا سكن ونكون في وضع أحسن أفيدونا.
جزاكم الله عنا كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للزوج منع زوجته من الحمل لأجل السبب المذكور، لأن الإسلام حث على النسل وأمر بالإكثار منه، مع ضمان الله تعالى لرزقه، قال الله عز وجل: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود:6]. (18/83)
علماً بأن تنظيم النسل جائز عند الحاجة إليه بشروط ذكرناها في الفتوى رقم: 18375
ومنها: أن يكون ذلك برضى الزوجين، لأن حق النسل ثابت لكليهما، فلا يجوز لأحدهما منع الآخر منه.
ولمعرفة الأمر بالتفصيل تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16894، 11479، 20016، 18487، 16894.
والله أعلم.
29897
عنوان الفتوى:الروزادية رقم الفتوى:29897تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : شرح الديانة الروزدية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبالرجوع إلى موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة وبعد البحث والتقصي لم نعثر على شيء يختص بالديانة الروزدية، ولعل السائل الكريم قد أخطأ في تهجي الكلمة، فإن كان الأمر كذلك فنرجو إعادة كتابة الكلمة بطريقة صحيحة حتى يمكن لنا أن نجيب على سؤالك، والله المسؤول أن يفقهنا وإياك في دينه.
والله أعلم.
29899
عنوان الفتوى:النجس إذا لاقى شيئاً طاهراً وهما جافان لا ينجسه رقم الفتوى:29899تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : هل كل جاف طاهر وإن كان قد أصابه بول قبل ذلك؟ وهل أعتبر ما أشك في نجاسته طاهرا لمجرد أنه جاف طالما لم أر بعيني أي نوع من أنواع النجاسة عليه؟ وهل ما عليه نجاسة ولكنه جاف ينقل النجاسة إلى جاف آخر؟ وكيف تُطهر الملابس والأشياء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففي جواب هذا السؤال مسائل:
إحداها: أن الشيء الطاهر أياً كان أرضاً أو ثوباً.... إلخ، إذا تنجس فإنه لا يطهره إلا الماء الطهور عند أكثر العلماء، إلا ما استثناه النص كالنعل يطهر بالدلك وذيل المرأة بالأرض. (18/84)
وذهب أبو حنيفة ومن وافقه إلى أنه يطهر بكل مائع طاهر قالع كالخل وماء الورد ونحوه، وزاد الجفاف بالشمس والريح بالنسبة للأرض.
وهل يطهر غير الأرض بالجفاف؟ قال ابن تيمية: ويطهر غيرها بالشمس والريح أيضاً وهو قول في مذهب أحمد ونص عليه أحمد في حبل الغسال. انتهى من مجموع الفتاوى.
المسألة الثانية: وهي حكم ملاقاة الجاف النجس للجاف الطاهر، هل يصيره نجساً؟ فالجواب: أنه لا يصير نجساً بمجرد الملاقاة كما في القاعدة الفقهية التي ذكرها في الأشباه والنظائر، قال: النجس إذا لاقى شيئاً طاهراً وهما جافان لا ينجسه. انتهى
المسألة الثالثة: كيفية تطهير الثياب والأشياء، وقد تقدم شيء من ذلك في بداية الجواب، وراجع للمزيد من الفائدة الفتاوى التالية:
5678
2598
26356.
هذا ولتعلم أن الأصل في الأشياء الطهارة فلا ينتقل عن هذا الأصل إلا إذا تحققت النجاسة.
والله أعلم.
299
عنوان الفتوى:الدم في غير أيام العادة يعتبراستحاضة، وله أحكام رقم الفتوى:299تاريخ الفتوى:04 محرم 1424السؤال : ما حكم المرأة التي ترى الدم الأحمر لمدة تزيد عن مدة الدورة لديها وماحكم مجامعة الزوج لها في تلك الفترة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله وصحبه أما بعد:
فالعادة قد تزيد وتنقص، وما رأته المرأة من الدم متصلا بعادتها فهو حيض، إلا أن يتجاوز خمسة عشر يوما فإن تجاوزها فهو استحاضة.
وما جاء من الصفرة أو الكدرة بعد الطهر فلا يعد حيضا.
والمستحاضة تصوم وتصلي ، لكنها لا تتطهر للصلاة إلا بعد دخول الوقت ويجوز لها الجمع بين صلاتي الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء، وهي مخيرة بين جمع التقديم والتأخير، ولا تصلي بوضوء واحد صلاتين مفروضتين في وقتين ما لم تجمعهما. ولها أن تصلي الفريضة وما تشاء من نوافل. والأولى أن لا يقربها زوجها في فترة الاستحاضة إلا أن يطول زمنها. (18/85)
والله أعلم.
2990
عنوان الفتوى:لا شيء على المرء في قتل الطيور والحيوانات خطأ رقم الفتوى:2990تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ماحكم الشرع في قتل الطيور والحيوانات بالخطأ بصدمها بالسيارات بدون قصد؟ وهل على الإنسان المسلم كفارة أو ما شابه اذا قتل خطأ احدى هذه المخلوقات غير الآدمية ؟ على أنها جميعا مخلوقات تسبح لله تعالى ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فلا شيء في قتل تلك الطيور والحيوانات بالخطأ. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه عن أبي ذر.
29901
عنوان الفتوى:كم عدد الصحابة رقم الفتوى:29901تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......
كم عدد الصحابة رضي الله عنهم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أنه لا يمكن القطع بعدد معين للصحابة رضي الله عنهم لتفرقهم في البلدان والقرى والبوادي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لم يكن يجمع الصحابة كتاب حافظ حتى يمكن الوقوف على عددهم، كما قال كعب بن مالك رضي الله عنه في سياق قصة تخلفه عن غزوة تبوك، قال: وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ.
وقد ذكر بعض العلماء أن عدد الصحابة الذين توفي الرسول عنهم مائة ألف وأربعة عشر ألفاً، قال أبو زرعة الرازي: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مائة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممن روى وسمع عنه. (18/86)
قال السيوطي تعليقاً على هذا القول: وهذا لا تحديد فيه، وكيف يمكن الاطلاع علىتحرير ذلك مع تفرق الصحابة في البلدان والبوادي والقرى.
ثم ذكر أن العراقي قال: وروى الساجي في المناقب بسند جيد عن الرافعي قال: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ستون ألفاً ثلاثون ألفاً بالمدينة، وثلاثون ألفاً في قبائل العرب وغير ذلك.
قال: ومع هذا فجميع من صنف في الصحابة لم يبلغ مجموع ما في تصانيفهم عشرة آلاف، مع كونهم يذكرون من توفي في حياته صلى الله عليه وسلم، ومن عاصره أو أدركه صغيراً. انتهى.
والله أعلم.
29902
عنوان الفتوى:من مقتضيات توبة من غش الامتحان رقم الفتوى:29902تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : بعد التحية:
أنا شاب أكملت دراستي الجامعية وفي بعض المراحل كنت أغش في الامتحان النهائي فما حكم الشريعة في هذا الموضوع وكيف يمكن التوبة منه؟ ولكم مني جزيل الشكر وسدد الله خطاكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالغش في الامتحان محرم، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:2937.، والفتوى رقم: 20811.
ومن كان قد حصل منه شيء من ذلك فعليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً مثل توبته من سائر الذنوب.
ومما يقتضيه نصح توبته أنه إذا كانت الشهادة التي يحملها لم يحصل عليها عن طريق الكفاءة والاستحقاق وإنما حصل عليها بذلك الخداع والغش فقط، فعليه في هذه الحالة أن لا يكون توظيفه معتمداً عليها، وإنما يكون معتمداً أساساً على الكفاءة في المجال المتقدم له والخبرة، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 8731.
والله أعلم.
29911
فتاوى
عنوان الفتوى:لا حرج في الانصراف أثناء الخطبة ما لم تكن خطبة جمعة رقم الفتوى:29911تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال: ما حكم الخروج بعد انتهاء الخطبة الأولى دون انتظار انتهاء الإمام من الخطبتين وبدون أي عذر شرعي؟ (18/87)
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحضور خطبتي الجمعة واجب ولا يجوز للشخص أن ينصرف أثناء الخطبة سواء كان انصرافه في الأولى أو الثانية، ويشتد الأمر ويعظم الإثم إذا كان انصرافه هذا يضيع عليه صلاة الجمعة، ولا عذر له في الإنصراف، أما مع وجود العذر القاهر فلا حرج عليه في الإنصراف ويصلي بدل الجمعة ظهراً.
وأما سائر الخطب غير الجمعة كخطبة العيدين فلا يجب حضورها، ويجوز الانصراف عنها.
وفي سنن أبي داود عن عبد الله بن السائب قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، فلما قضى الصلاة قال: إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
16515 - والفتوى رقم:
24839.
والله أعلم.
29912
عنوان الفتوى:النقشبندية..مؤسسها.. والحكم عليها رقم الفتوى:29912تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : الرجاء ثم الرجاء إخباري مع الأدلة القرآنية والأحايث الشريفة عن الطريقة الصوفية النقشبندية وكيف أدافع عن صحتها أو بطلانها ولكم جزيل الشكر مع دعائي لكم بالتوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنقشبندية طريقة من الطرق الصوفية تنسب إلى بهاء الدين السيد محمد الأويسي البخاري المعروف بشاه نقشبند والمولود بقصر عارفان من أعمال بخارى، والنقشبندية كغيرها من فرق الصوفية لهم أوراد مبتدعة خاصة بهم، فضلاً عن مخالفتهم لمعتقد أهل السنة والجماعة لاسيما في مسائل الإيمان وغيرها من أصول العقيدة، لذا نحذر السائل منهم ومن طريقتهم، ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية:596.6604.8500. (18/88)
والله أعلم.
29913
عنوان الفتوى:حدود التعامل مع الحماة رقم الفتوى:29913تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : يصدر عن حماتي أشياء ما تضايقني خاصة كلما حاولت أن أحسن لها بالمعاملة، أريد أن أعرف مدى حدود التعامل، مع العلم بأنني أصبحت أتضايق كلما رأيتها ولا أريد أن أغضب الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في التعامل بين المسلمين أنه يقوم على المودة والرحمة والعطف والتسامح في الأقوال والأفعال، قال عز وجل: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة:83].
وقال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء:53].
وقال: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى." رواه مسلم وغيره.
وقال صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض، يرحمكم من في السماء." رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها." رواه البخاري وغيره.
فهذه النصوص وأمثالها كثير تدل على أهمية تنمية هذه الروح، ورفع درجتها في حياة المسلمين عامة، فإذا كانت علاقة التعامل تندرج تحت درجة أخرى من القرابة غير الإسلام، كالنسب والرحم والجوار، تأكد العمل بهذه المعاني، والسعي في تقويتها وإن حماة المرأة "أم زوجها" لا يجب على زوجة ابنها أن تصلها أكثر مما تصل غيرها من المسلمين، وهذا لا ينفي معاملتها بالحسنى، والتودد إليها والرفق بها، وتحمل أذاها، بل الأفضل أن تفعل ذلك، رعاية لزوجها وحفاظاً على شعورها وكسباً لودها وطاعة الزوج في مثل هذا البر من حسن عشرته وكسب مودته. (18/89)
والله أعلم.
29916
عنوان الفتوى:حكم التوكيل في الهدي رقم الفتوى:29916تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : رجل عليه دم لتركه واجباً من واجبات الحج ويسأل كيف يمكنه إبراء ذمته؟ هل يمكنه توكيل غيره لذبح شاة لفقراء الحرم هذه الأيام أم ينتظر لموسم الحج التالى؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن من ترك واجباً من واجبات الحج، فإنه يلزمه بذلك دم يذبحه بمكة ويوزعه على فقرائها، لقول الله عز وجل: {هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة:95].
لكن إذا نسي الإنسان أو لم يعلم بلزوم ذلك إلا بعد رجوعه إلى بلده، فإنه يجوز له أن يوكل أحداً من أهل مكة ليقوم عنه بشراء الهدي وتوزيعه على أهل مكة.
قال القرافي في فروقه: (الأفعال قسمان منها ما يشتمل فعله على مصلحة مع قطع النظر عن فاعله كرد الودائع وقضاء الديون ورد الغصوبات وتفريق الزكوات والكفارات ولحوم الهدايا والضحايا وذبح النسك ونحوها فيصح في جميع ذلك النيابة إجماعاً، لأن المقصود انتفاع أهلها بها، وذلك حاصل ممن هي عليه لحصولها من نائبه، ولذلك لم تشترط النيات في أكثرها). ا. هـ
ثم ذكر القسم الآخر وهو ما لا يتضمن مصلحة في نفسه.
والله أعلم.
29918
فتاوى
عنوان الفتوى:لا يجوز للزوج يأمر زوجنه بالتنازل عن ميراثها منه رقم الفتوى:29918تاريخ الفتوى:03 ذو الحجة 1424السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم سؤالي هو: (18/90)
هل يجوز للزوج أن يأمر زوجته بالتنازل عن حقها الشرعي في الميراث مقابل مبلغ ما مع العلم بأن هذه الزوجة لا تعلم شيئاً عن ثروة زوجها وذلك كي يحافظ على حقوق أولاده من الزوجة الأولى لأن الزوجة الثانية لا يوجد عندها أطفال وهو يقول لها هذا ضمان لحقك؟ وجزاكم الله كل خير.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للزوج أن يأمر زوجته بالتنازل عن ميراثها منه، بل ولا يصح هذا التنازل ولو وقع باتفاق أهل العلم.
ونصيحتنا لهذا الزوج أن يرضى بما شرعه الله لعباده من أحكام الميراث، فقد قال الله تعالى بعد أن ذكر قسمته العادلة للميراث: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء:13-14].
فمن أقدم على عمل يسبب حرمان وارثه من تركته فقد تعدى حدود الله، وظلم نفسه وارتكب كبيرة عظيمة من الكبائر وفوت على نفسه الثواب الجزيل والأجر العظيم في طاعة الله ورسوله.
والله أعلم.
29925
عنوان الفتوى:حكم من حلف على القرآن كاذبا رقم الفتوى:29925تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : ما حكم الدين في الحلف على القرآن بالكذب مع العلم؟ وما هي الكفارة ؟ وأيضا الحلف بالله ؟ وهل حتى لو كفَّر عن ذلك نتجنبه أو ماذا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن حلف بالقرآن فقال: والقرآن، أو وضع يده على القرآن وحلف بالله تعالى كاذباً، فقد باء بإثم عظيم، وهذه هي اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في النار والعياذ بالله، وفي الحلف بالله على المصحف تغليظ لليمين وزيادة في الإثم إن كان الحالف كاذباً، وعليه التوبة والاستغفار وكفارة يمين عند بعض أهل العلم، وهي: عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم الرجل أهله، أو كسوتهم، فإن لم يستطع واحداً من هذه الثلاثة صام ثلاثة أيام، ولمزيد من الفائدة عن هذا تراجع الفتوى رقم: 7228. (18/91)
والله أعلم.
29928
عنوان الفتوى:طلاق المريض مرضا عصبيا هل يقع رقم الفتوى:29928تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : مريض عصبيا طلق زوجته وهو متذكر واعٍ لما يقول ثم ندم على ذلك فهل يقع طلاقه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزوج إذا طلق زوجته طلاقاً صريحاً وكان يعي ما يقول فقد وقع طلاقه، فإن كانت الطلقة الأولى أو الثانية فهو يملك رجعتها، وإن كانت الطلقة الثالثة فلا تحل له إلا من بعد أن تنكح زوجاً غيره ويدخل بها ويكون قد تزوجها بغير نية التحليل، ثم إذا طلقها حلت لزوجها الأول بانتهاء عدتها، لكن إذا كان الزوج مريضاً مرضاً عصبياً -كما جاء في السؤال- فقد يبدو للسامع أو الناظر أنه عندما طلق كان يعي ما يقول وتكون الحقيقة على العكس من ذلك، والذي يفصل في هذه المسألة هم الأطباء الثقات المأمونون من ذوي الاختصاص في هذا المرض، فالقول قولهم، فإن حكموا بأنه لا يعي فلا يحكم بوقوع الطلاق لهذا العارض؛ وإلا وقع الطلاق وترتبت عليه آثاره.
والله أعلم.
2993
عنوان الفتوى:يجوز تربية طيور الزينة بشرط الإحسان إليها والاعتناء بها رقم الفتوى:2993تاريخ الفتوى:06 صفر 1422السؤال : ماهو حكم تربية طيور الزينة فى المنزل ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
لا حرج في تربية أسماك الزينة وطيورها، وكذلك الحيوانات الأليفة إن قصد بذلك قصد حسن مثل التفكر في مخلوقات الله تعالى والنظر إلى بديع صنعه والاستمتاع برؤيتها. أو قصد بذلك تسلية أولاده، والترويح عنهم. (18/92)
وقد ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ يقال له: أبو عمير، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء قال: " يا أبا عمير ما فعل النغير؟". والنغير تصغير نغر وهو : طائر صغير.
قال ابن حجر في الفتح : إن في الحديث دلالة على جواز إمساك الطير في القفص ونحوه ، ويجب على من حبس حيواناً من الحيوانات أن يحسن إليه ويطعمه ما يحتاجه لقول النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم: " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض". متفق عليه .
والله أعلم .
29931
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:29931تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : إمام يصلي بالناس صلاة الظهر وبعد تكبيرة الإحرام قرأ الفاتحة وقرأ بعدها آية [ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها...]، فهل يسجد وإن سجد فكيف يعلم من وراءه، أفيدونا أفادكم الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا قرأ الإمام في الصلاة السرية آية السجدة فإنه يسجد ويسجد من خلفه، جاء في بدائع الصنائع من كتب الحنفية: .. وإن تلاها [آية السجدة] مع ذلك -كراهة قراءة آية السجدة في الصلاة السرية- سجد لها وسجد القوم معه. انتهى. وجاء في المجموع من كتب الشافعية: ويسجد متى قرأها. أي آية السجدة، وقال في منح الجليل شرح مختصر خليل من كتب المالكية: وجهر ندباً بقراءة آية السجدة إمام الصلاة السرية ليعلم مأموميه سبب سجوده فيتبعوه فيه. انتهى.
هذا ومذهب الاحناف وطائفة من الحنابلة كراهية قراءة آية السجدة في الصلاة السرية لما يترتب على ذلك من تشويش على المصلين، ولكي لا يوقع المأمومين في هذا التشويش فإنه يندب له أن يجهر بآية السجدة إذا قرأها، كما ذكرنا في مذهب المالكية، ورأى الشافعية أنه يستحب له تأخير السجود إلى ما بعد السلام قال في المجموع: قال صاحب البحر وعلى مذهبنا يستحب تأخير السجود حتى يسلم الناس لئلا يهوش على المأمومين. انتهى. (18/93)
وذهب بعض الحنابلة إلى أنه لا يسجد، قال ابن قدامة: (قال بعض أصحابنا: يكره للإمام قراءة آية السجدة في صلاة لا يجهر فيها وإن قرأ لم يسجد.)
وهو قول أبي حنيفة لأن فيه إيهاماً على المأموم، ولم يكرهه الشافعي لأن ابن عمر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه سجد في الظهر. رواه أبو داود، واتباع النبي أولى.
والله أعلم.
29932
عنوان الفتوى:علة عدم السماح للمرأة أن تضرب زوجها رقم الفتوى:29932تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم
لماذا سمح في الإسلام بضرب المرأة من قبل زوجها إذا أخطأت ولم يسمح بالعكس؟ وهل هذا يعتبر إنقاصاً من شأن المرأة وتفضيلاً للرجل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس في الإذن للزوج بضرب زوجته في حالات خاصة، ما يدل على إنقاص الإسلام لشأن المرأة ولا غض من قدرها؛ ولكنه من الصلاحيات التي قد يضطر إليها الرجل للقيام بواجب القوامة، كما قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:34]،
ولو أُذن للمرأة أن تضرب زوجها لبطل معنى القوامة، وللمزيد من الفائدة في هذا الموضوع راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5729.5625.16032.6897.
والله أعلم.
29933
عنوان الفتوى:من أحكام النفقة رقم الفتوى:29933تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : كم تستمر الفترة الشرعية لنفقة الزوجة المطلقة؟ إذا تزوجت المطلقة من رجل آخر وكان لديها أطفال قصر هل تستمر النفقة؟ ما رأي المذهب المالكي فى هذا الشأن؟ (18/94)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتجب النفقة للمطلقة طلاقاً رجعياً، كما تجب لها السكنى والكسوة وغير ذلك مما تحتاجه، وذلك لأنها مازالت زوجة ما دامت في فترة العدة، فإذا انقضت العدة ولم يراجعها زوجها فقد بانت منه بينونة صغرى وبذلك لا تلزمه لها نفقة ولا سكنى.
وأما المطلقة طلاقاً بائناً فلها حالتان:
الحالة الأولى: أن تكون حاملاً فتجب لها النفقة والسكنى لقوله سبحانه: {وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق:6].
الحالة الثانية: ألا تكون حاملاً فلا نفقة لها ولا كسوة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس: "لا نفقه لك إلا أن تكوني حاملاً." رواه أبو داود.
وأما الأولاد فتجب لهم النفقة على أبيهم ويختلف هذا باختلاف حال الزوج من اليسار أو الإعسار، كما يختلف من بلد لآخر والعرف المعمول به في كل بلد، وتجب هذه النفقة للأولاد ما داموا فقراء عاجزين عن الكسب، وتتميماً للفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية
20270 295
29936
عنوان الفتوى:جواز لبس الساعة في اليد اليسرى رقم الفتوى:29936تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم و رحمة الله
ما حكم لبس الساعة في اليد اليسرى هل فيه تقليد للكفار؟ جزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز لبس الساعة في اليد اليمنى وفي اليد اليسرى وهي أشبه ما تكون بالخاتم، وقد روى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى. ، وروى مسلم أيضاً عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتم فضة في يمينه... (18/95)
وليس في لبس الساعة في اليد اليسرى تشبه بالكفار، لأنه ليس من خصائصهم، بل شاع بين أوساط المسلمين لبسها في اليد اليسرى، وننصحك بمراجعة الفتوى رقم: 12438.
والله أعلم.
29938
عنوان الفتوى:الدعاء بصفات الله حسبما ورد في الشرع رقم الفتوى:29938تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : أمي عندما تدعو الله تقول لجأت إلى صدرك فهل يجوز قول هذا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز هذا الدعاء لأن التوسل إلى الله بصفاته إنما يكون بما أثبته تعالى لنفسه لأنه لا يصف اللهَ أعلمُ بالله من الله، أو بما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصف اللهَ بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فيما نعلم إثبات صفة الصدر له تعالى، لذا يجب على المرء أن يتوقف، ولا يثبت لربه شيئاً من عنده.
والله أعلم.
29940
عنوان الفتوى:الاجتماع لقراءة القرآن للميت غير مشروع رقم الفتوى:29940تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
توجد عادة لدينا في ليبيا وهى أن يقوم أهل الميت باستدعاء طلبة القرآن الكريم لديهم وقراءة القرآن كاملا ويسمى هذا الفعل عندنا "الختمة" ثم يقوم أهل الميت بتكريم الطلبة بمأدبة طعام أو إعطائهم بعض المال وأفيدكم علماً بأن بعض أهل العلم أجاز ذلك وبعضهم قال إنها بدعة فلم أستطع أن آخذ أحد الأمرين؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: (18/96)
فهذه العادة غير مشروعة لعدم ورودها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن سلف هذه الأمة، وإنما المشروع أن يقرأ الإنسان القرآن ويهدي ثوابه للميت من غير اجتماعٍ ولا عمل طعامٍ.
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2504 3689، 4271، 3406
والله أعلم.
29941
عنوان الفتوى:سب الدين لزوجته وهو في الطريق إلى منى رقم الفتوى:29941تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : الحمد لله أتممت الحج هذا العام وأخذت معي والدتي وزوجتي وابنتي وابنيّ (9 سنوات و8 سنوات) وفي يوم الثامن من ذي الحجة ونحن في الطريق إلي منى سببت الدين لزوجتي قائلاً لها يلعن دينك يا فلانة... ما الحكم؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن سب الدين كفر مخرج من الملة بإجماع العلماء وقد بينا ذلك في فتاوى سابقة منها: 133، 11652، 17875.
ولا شك أن إضافة الدين إلى هذه المرأة لا يؤثر لأن دينها معلوم أنه دين الإسلام.
وبناءً على ذلك فعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً من هذه الكلمة الكبرى التي خرجت من فمك، فهي كلمة عظيمة وخطيرة يجب على المسلم أن يعود نفسه على الابتعاد عنها والحذر منها أشد الحذر ويكون دائماً جاعلاً نصب عينيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم." أخرجه البخاري وغيره.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله عز وجل ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل بها عليه سخطه إلى يوم القيامة." أخرجه الإمام أحمد والإمام مالك وغيرهما.
وكان علقمة الليثي أحد رواة هذا الحديث يقول: (كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث.) يعني هذا الحديث.
ثم اعلم أن الحكم بالردة في ذلك الوقت الذي ذكرت ينبني عليه بطلان الحج عند جماهير العلماء كالصلاة والصوم. (18/97)
وعلى ذلك فإن كنت قد تبت إلى الله من حينك وجددت إسلامك وأنشأت إحراماً جديداً لحجك فحجك صحيح مجزئ إن شاء الله تعالى.
أما إن كنت أتممت حجك بناءً على إحرامك السابق فالحج غير صحيح لبطلان الإحرام الذي بنيته عليه كما أسلفنا.
ثم إن كانت تلك هي حجة الإسلام بالنسبة لك فيجب عليك أن تحج مرة أخرى لعدم إجزاء هذه عنك، وأما إن كانت حجتك حجة تطوع فلا يلزمك قضاؤها.
والله أعلم.
29942
عنوان الفتوى:خلط المال لا يؤثر في الزكاة رقم الفتوى:29942تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال :
السلام عليكم.... أما بعد:
نحن ثلاثة شركاء نملك رأس مال فاق النصاب وحال عليه الحول لكن إذا وزعناه بيننا لا يبلغ حق كل واحد منا النصاب هل ندفع الزكاة أم حتى يبلغ حق كل واحد منا النصاب؟ وشكراً على المجهودات المبذولة من طرفكم.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا زكاة على من لم يكن سهمه من الشركة نصاباً بنفسه أو بما انضم إليه من نقود أخرى أو عروض تجارة،هي ملك له وذلك لأن خلط المال لا يؤثر في الزكاة في غير المواشي على قول الجمهور.
والله أعلم
29943
عنوان الفتوى:حكم السنوية للميت رقم الفتوى:29943تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : والدي قد توفاه الله منذ عدة شهور وقد قمنا بعمل صدقات جارية له والحمد لله ودائما لاننساه في الدعاء والحمد لله وقد لآحظت أن أختي تريد أن تذهب إلي قبر الوالد كل يوم خميس كعادة أهل البلد ويقرأون القرآن فهل يجوز ذلك أم يمكن لنا زيارة القبر في أي وقت وأي يوم وكذلك بالنسبة للسنوية فهل يستحب فيها تحديد هذا اليوم ( وأقصد مرور سنة على الوفاة ) لقراءة القرآن أم ما هو الواجب شرعا فعله؟ وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/98)
فقد سبق في الفتوى رقم:
3592، حكم زيارة النساء للقبور وبيان الراجح فيها، مع ضوابطها، وذكرنا هنالك أن من تلك الضوابط أن لا تكثر المرأة منها، وليس للزيارة وقت معين، أما حكم قراءة القرآن عند القبر فقد سبق في الفتوى رقم:
14865.
كما سبق حكم ما سمي بالسنوية برقم:
21198.
والله أعلم.
29945
عنوان الفتوى:طروء الحيض أثناء طواف الوداع رقم الفتوى:29945تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : زوجتي حجت وأدت أعمال الحج كاملة، وعند طوافها طواف الوداع، وفي الشوط الرابع شعرت ببللٍ ولم تعلم هل ذلك البلل هو بسبب التعرق أو شيء آخر، وبعد أن أكملت الطواف وصلت ركعتين خلف المقام وذهبت الى السكن وجدت أن ذلك البلل هو الدورة الشهرية، فهل عليها شيء أم لا؟ علماً بأنها بدأت الطواف على طهارة، ونأمل الإجابة أثابكم الله، والسلام عليكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالطهارة من الحدث الأصغر والحدث الأكبر شرط لصحة الطواف عند جماهير أهل العلم، وما دامت زوجتك قد تبينت أن ما نزل منها أثناء الطواف حيض وليس بعرق فطوافها باطل، إلا أنه لا يلزمها شيء، لأن طواف الوداع يسقط عن الحائض، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 3398.
والله أعلم.
29946
عنوان الفتوى:حكم عدم الدفع للمواصلات في بلاد الكفر رقم الفتوى:29946تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... بوركتم على المجهود العظيم.... إخواننا أريد أن أستفتي مشايخنا في قضية وهي:
أنني طالب أدرس بدولة أوربية وتوجد مواصلات أنشأتها الحكومة داخلية بين المدينة واستخدم المواصلات للتنقل... ولكن المشكلة أنه كل ساعة ندفع ما يعادل دولاراً ونصف دولار لاستخدامنا هذه الوسيلة وهي غالية نسبيا بسبب وضعي كطالب يدرس وعلى نفقتي. أما الحكومة أوالمسؤلون فلا يدققون في من يدفع أو لا يدفع... لكن قانونيا يجب الدفع ومن هذه المواصلات المترو والباصات والترام. (18/99)
فسؤالي: لو كنت أستخدم هذه المواصلات يوماً أدفع وآخر لا... هل يوجد إثم على ذلك...؟ أي هل يجب ان أدفع لأنها أمانة؟
أفتوني جزاكم الله خيراًً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالحق الذي يلزمك بركوب هذه الوسيلة من وسائل المواصلات يجب عليك دفعه، ولا يسقط عنك لقلة ما في يدك، لأنك بسكنك في هذه البلاد، وأخذك تأشيرة الإقامة منهم قد أمنتهم على أموالهم وأنفسهم فلا يحل لك أن تخونهم.
والله أعلم.
29947
عنوان الفتوى:خير الناس من تعلم القرآن وعلمه رقم الفتوى:29947تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : أنا أعلم التجويد في بريطانيا ولا آخذ أجراً على ذلك والحمد لله فأنا أطلب الأجر من الله، ولكن المسجد الذي أعطي فيه التجويد بعيد والمواصلات غالية فهل لي أن أحتسب ما أدفعه للمواصلات صدقة والله يتقبلها أم ماذا تعتبر؟ ولكن الأخوات يردن أن يدفعن لي أجرة المواصلات هل إذا قبلتها ينقص ذلك من أجري؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فشكر الله لك تعظيمك لكتاب الله عز وجل ، ونسأل الله أن يثيبك ويثقل به موازينك، واعلمي أن ذهابك وإيابك وما تدفعينه من أجور مواصلات، من الأعمال الصالحة التي تكتب لك، ولا بأس أن تأخذي أجرة المواصلات وفي هذه الحال يبقى لك أجر تعليم القرآن ، والسعي إليه من مكانك الذي أنت فيه ونِعمَّا هذا الأمر، ففي الحديث: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه." رواه البخاري. (18/100)
وروى مسلم بسنده عن عقبة بن عامر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: "أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم نحب ذلك. قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين ، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل."
والله أعلم.
29948
عنوان الفتوى:الاختلاع بغير حاجة لا يجوز رقم الفتوى:29948تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : لقد أقسمت كذبا على أن زوجي يسبني ويهينني حتى أحصل على الخلع لكنه هو الذى دفعني لذلك برفضه تطليقي فهلا دللتموني على كفارة ذلك خاصة أنني أريد الزواج من آخر أحبه ويحبني وننوي إقامة حدود الله بيننا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلمي أن طلب المرأة الطلاق من زوجها من غير سبب مشروع كبيرة من الكبائر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. حديث صحيح أخرجه أحمد وابن ماجه والدارمي. ويزداد الإثم ويعظم الجرم إذا كان الباعث لها على هذا الطلب هو رغبتها في رجل آخر بينهما علاقة محرمة، وهو آثم إثماً كبيراً في إفساده المرأة على زوجها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده. أخرجه أبو داود والبيهقي والنسائي في الكبرى وصححه الألباني. (18/101)
فعليك بتقوى الله عز وجل والابتعاد عن هذا الرجل الذي وعدك بالزواج في حالة اختلاعك من زوجك، واعلمي أن اختلاعك في هذه الحالة يعرضك للعقوبة الإلهية والحرمان من دخول الجنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المختلعات هن المنافقات. أخرجه الترمذي وصححه الألباني، وذكر له الترمذي رواية أخرى لم يسندها: أيما امرأة اختلعت من زوجها لم ترح رائحة الجنة.
أما من احتاجت للاختلاع من زوجها لسبب مشروع كأن تكون تكرهه كرهاً لا يمكنها بسببه العيش معه، وهو ليس مفرطاً في شيء من حقوقها، وليس فيه ما يعاب ديناً ولا خلقاً، ففي هذه الحالة يشرع لها الخلع وترد عليه ما أصدقها إياه، كما فعلت امرأة ثابت بن قيس بن شماس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثها في البخاري ومسند أحمد وسنن النسائي والترمذي والبيهقي.
أما حلفك بالله كاذبة أنه كان يسبك ويهينك فهو يمين غموس وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في النار -والعياذ بالله- إن لم يتب منها وهي من أكبر الكبائر، فتلزمك التوبة منها واستغفار الله عز وجل واستعفاء زوجك منها، وأكثري من الأعمال الصالحات وحافظي على زوجك، ولا كفارة في اليمين الغموس على مذهب جمهور الفقهاء لأنها أعظم عند الله من أن تكفر.
والله أعلم.
29950
عنوان الفتوى:حكم توقيع الموظف نيابة عن زميله رقم الفتوى:29950تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : هل يجوز لموظف أن يوقع لزميله الموظف حضوراً أو انصرافاً وهو ليس موجوداً في العمل؟ (18/102)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتوقيع الموظف نيابة عن زميله حضوراً أو انصرافاً وزميله غائب عن العمل غش وتدليس وتعاون على الإثم والعدوان، لأن الموظف يجب عليه الالتزام بالدوام المتفق عليه في العقد، ومن ذلك مراعاة مواعيد الحضور والانصراف التي تحددها جهة العمل المسؤولة.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة:1].
وترجى مراجعة الفتاوى التالية للأهمية: 6326، 11774، 20058.
والله أعلم.
29951
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:29951تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : االسلام عليكم
ما هو الحسد وكيف يؤثر فى الغير؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى : الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان معنى الحسد في الفتوى رقم :a href="ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=7253 ">7253
كما سبق بيان كيفية تأثيره وأعراضه وعلاجه في الفتاوى ذات الأرقام التالية:
24972
5557
16750</a
7151
والله أعلم.
29952
عنوان الفتوى:من ترك المبيت في المزدلفة عامدا أو جاهلا أو ناسيا فعليه دم رقم الفتوى:29952تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : رزقني الله هذا العام بالحج وتم خروجي يوم عرفة متأخراً متوجهاً إلى المزدلفة ووقف الأتوبيس فى منطقة مليئة بالأتوبيسات والحجاج الذين يلتقطون الحصى، ونزل باقي أفراد الرحلة وتم نزولي ظناً أن هذا المكان هو المزدلفة وصلينا المغرب والعشاء جمعاً وقصراً وكان هذا حوالي الساعة الثالثة صباح يوم العيد تقريباً وكان الطريق مزدحماً واستكمل الأتوبيس رحلته إلى منى وفى الطريق وبعد شروق الشمس قرأت لافتة مكتوباً عليها "بداية مزدلفة" أى أن أغلب الظن أن المكان الذي كنا فيه ليس بمزدلفة، فهل علي أن أذبح أم لا؟ هل فوائد البنوك الإسلامية (فى مصر) حلال؟ (18/103)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمبيت بمزدلفة واجب ويجب بتركه دم سواءً ترك نسياناً أو جهلاً، قال ابن قدامة في المغني: وجملة ذلك أن المبيت بمزدلفة واجب يجب بتركه دم سواءً تركه عمداً أو خطأ عالماً أو جاهلاً لأنه ترك نسكاً. انتهى.
وقال النووي في المجموع: لو ترك المبيت -بمنى ومثله بمزدلفة- ناسياً كان كتركه عامداً صرح به الدارمي وغيره. انتهى.
وعليه فالواجب عليك دم إذا علمت أنك خارج مزدلفة فإن لم تجد فعليك صيام عشرة أيام ثلاثة في الحج وسبعة في البلد وما دامت أيام الحج قد انقضت فإنك تصوم عشرة أيام في البلد إلا أنك تفصل بينها بالصفة االتي بينها الخطيب الشربيني قال رحمه الله في مغني المحتاج: ولو فاتته الثلاثة في الحج بعذر أو غيره فالأظهر أنه يلزمه قضاؤها لما مر وأن يفرق في قضائها بينها وبين السبعة بقدر أربعة أيام يوم النحر وأيام التشريق ومدة إمكان السير إلى أهله على العادة الغالبة كما في الأداء فلو صام عشرة ولاء حصلت الثلاثة ولايعتد بالبقية لعدم التفريق. انتهى.
ففوائد البنوك على قسمين:
الأول: أن تكون هذه الفوائد نتيجة مضاربة مشروعة وهي التي تتم في البنوك الإسلامية الملتزمة بأحكام الشريعة في معاملاتها، (18/104)
والثاني: أن تكون هذه الفوائد مقابل الإقراض أو الإيداع في البنوك ونحو ذلك فهي محرمة ولو كان البنك يطلق على نفسه بنكاً إسلامياً لأن العبرة بالحقيقة وواقع البنك لا بمجرد تسميته ولا نستطيع الحكم على جميع البنوك الإسلامية بمصر بحكم واحد لعدم معرفتنا بها جميعاً، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
14288، والفتوى رقم: 27595.
والله أعلم.
29953
عنوان الفتوى:لا تجزيء ذبيحة واحدة عن العقيقة وعن ترك المبيت بمنى رقم الفتوى:29953تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سيدى فضيلة الشيخ هل يجوز أن تذبح شاة في الحج لعدم المبيت في منى وأن تنوى أن تكون كفارة لعدم المبيت وتكون أيضا عقيقة لأحد الأبناء يعني نيتين لذبيحة واحدة؟
وجزاكم الله الخير .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدمت لنا فتوى عن المبيت بمنى تحت الرقم: 5229 بينا فيها أن الراجح أن من تركه لزمه دم، ومن لزمه دم من تركه المبيت أيام التشريق بمنى لا يجزئه أن يشرك معه العقيقة بنية واحدة، لأن كلا من العقيقة والدم الواجب من ترك المبيت عبادة مقصودة لذاتها، ولها سبب يخالف سبب الأخرى، وإن قلنا بالتداخل بطل المقصود من كل منهما.
قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الكبرى: (الذي دل عليه كلام الأصحاب وجرينا عليه منذ سنين أنه لا تداخل في ذلك، لأن كلا من الأضحية والعقيقة سنة مقصودة لذاتها، ولها سبب يخالف سبب الأخرى، والمقصود منها غير المقصود من الأخرى).
وإذا منع التداخل بين الأضحية والعقيقة فلأن يمنع بين العقيقة والدم اللازم بسبب ترك المبيت بمنى أولى وأحرى.
والله أعلم.
29954
عنوان الفتوى:الصراحة أو المعاريض تغني عن الكذب رقم الفتوى:29954تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : أعمل في صيدلية يأتي أناس للسؤال عن صرف فأخبرهم أنه لا يوجد بينما يوجد، وأكون في حاجة لهذا الصرف من أجل العمل، فهل أنا آثم وماذا أفعل؟ (18/105)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحل لك أن تكذب على هؤلاء ولكن كن صريحاً معهم وأخبرهم بأن لديك صرفاً ولكنك في حاجة إليه لعملك، وليس في هذا أي حرج شرعي، والواجب عليك التوبة مما صنعت والحذر من العود إليه.
ولك أن تستعمل التورية، بأن تجيبهم بما يفهمون منه عدم وجود الصرف عندك، كأن تقول مثلا: لا يوجد ، وتقصد أنه لا يوجد صرف زائد على حاجتك، وقد صح عن عمران بن عصين قوله: "إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " رواه البخاري في الأدب المفرد.
والله أعلم.
29957
فتاوى
عنوان الفتوى:حق الزوج على زوجته عظيم رقم الفتوى:29957تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال: توفيت أم زوجي منذ حوالي شهر ومنذ ذلك انقلب زوجي وأصبح عصبيا للغاية أنا أفهم أنه حزين على أمه ولكن هذا قضاء الله علينا أن نرضى به، وهو يصب جام غضبه علي ويختلق المشاكل الواحدة تلو الأخرى ، وأنا أحاول أن أكظم غيظي وأصبر عليه حتى تذهب عنه سحابات الحزن وهذا يتواصل معه إلى اليوم حيث يمتنع عن مخاطبتي ويتعصب علي بسبب وبدون سبب وكل هذا يجرح كرامتي وأشعر بالاهانة وبالكره تجاهه لأنه يظلمني وأنا مظلومة والله على ما أقول شهيد أنتظر منكم النصح و الإرشاد والله المستعان؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجزاك الله خيراً على هذا التحمل والصبر ونسأل الله أن يثقل به ميزانك يوم القيامة، فما تقربت المرأة لربها بعد أداء فرائض الله عليها بمثل الحرص على طاعة زوجها وإرضائه، لعظم حقه عليها، قال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة. أخرجه الترمذي. (18/106)
وفي المسند عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشرٍ ولو صلح لبشر أن يسجد لبشرٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تجري بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه.
ونوصيك بمزيد من الصبر والتحمل حتى تمر هذه السحابة التي كدرت حياتكما الزوجية، ففي الصبر والتحمل العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46].
وقال جل وعلا: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155].
وعليك أن تستعملي مع ذلك ما أرشد الله إليه في قوله عز من قائل: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34].
فمقابلة إساءة الزوج بإحسانك إليه كفيلة -إن شاء الله- بتنبيهه على الخطأ في حقك، ومن هذا أن تكثري من الدعاء والاستغفار لأمه بحضرته وتنوين بذلك الحرص على نفع أم زوجك وبر زوجك.
ولا يعني هذا أن زوجك معذور فيما يفعل فلا شك أن هذا لا يجوز له ، وأنه يجب عليه الصبر على فقد أمه، وأن يحتسب في ذلك الأجر عند الله، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن الله تعالى قال: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة. رواه البخاري.
أما أن يحمله الجزع على فقد أمه على العدوان على زوجته أو أولاده أو الآخرين، فهذا مسلك خطأ يعود عليه بضرر الدنيا وعقاب الآخرة، وللأهمية تراجع الفتوى رقم: 2589، والفتوى رقم: 22709.
والله أعلم. (18/107)
29958
عنوان الفتوى:من وقف في مكان ظن أنه مزدلفة ثم تبين له خلاف ذلك رقم الفتوى:29958تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : رزقني الله هذا العام بالحج وتم خروجي يوم عرفة متأخراً متوجهاً إلى المزدلفة وقف الأتوبيس في منطقة مليئة بالأتوبيسات والحجاج الذين يلتقطون الحصى ونزل باقي أفراد الرحلة وتم نزولي ظناً أن هذا المكان هو المزدلفة وصلينا المغرب والعشاء جمعاً وقصراً وكان هذا حوالى الساعة الثالثة صباح يوم العيد تقريباً وكان الطريق مزدحماً واستكمل الأتوبيس رحلته إلى منى وفي الطريق وبعد شروق الشمس قرأت لافتة مكتوب عليها "بداية المزدلفة" أي أن أغلب الظن أن المكان الذي كنا فيه ليس بمزدلفة فهل علي أن أذبح أم لا؟.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمبيت بمزدلفة واجب من واجبات الحج عند جمهور الفقهاء يجب على من تركه دم (وهو شاة) يوزعها على فقراء الحرم، ومن وقف في مكان ظناً منه أنه مزدلفة ثم تبين له خلاف ذلك باليقين أو بغلبة الظن، فهو كمن لم يقف بها، فالقاعدة أنه: لا عبرة بالظن البين خطؤه.
وقد نص علماء الحنابلة وغيرهم على ذلك، فقال ابن قدامة في المغني: (المبيت بمزدلفة واجب يجب بتركه دم، سواء تركه عمداً أو خطأ، عالماً أو جاهلاً، لأنه ترك نسكاً، وللنسيان أثره في ترك الموجود كالمعدوم، لا في جعل المعدوم كالموجود). ا.هـ
وبناء على ذلك، فإن الواجب عليك وعلى من معك ذبح شاة عن كل شخص توزع على فقراء الحرم، لعدم التيقن من الإتيان بالعبادة على الوجه المطلوب شرعاً، وراجع الجواب رقم: 28044.
والله أعلم.
2996
عنوان الفتوى:اختيار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر للإمامة في الصلاة إشارة إلى رضاه بخلافته ومبايعة علي لأبي بك رقم الفتوى:2996تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد: تقول بعض الطوائف من المسلمين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم, قد ألمح بأن الخلافة بعده هي للإمام علي رضي الله عنه. و بعد وفاة المصطفى تولى الخلافة أبو بكر وعمر( رضي الله عنهما) ولكن الإمام علي لم يكن راضيا عن ذلك لأنه كان يعتقد بأن الخلافة يجب أن تبقى في آل بيت رسول الله. فهل صحيح أن عليا عليه السلام رفض مبايعة أبي بكر رضي الله عنه. وإن كان تأ خر في مبايعته , فما هو سبب ذلك؟ ولكم منا جزيل الشكر. (18/108)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن ما أشيع ويعتقد من بعض الطوائف من أن النبي صلى الله عليه وسلم ألمح إلى أن الخلافة من بعده هي لعلي رضي الله عنه، أو أوصى بها له لهو محض اختراع وتلفيق. إذ إن الوصية من النبي صلى الله عليه وسلم من الدين الذي يجب أن لا يحيد عنه أحد من المسلمين، فالحيدان عنه إنما هو اتهام للمسلمين كافة وطعن في إيمان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعهم. فكيف يقبل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ترك هذه الوصية ويقود مباشرة تعطيلها، ثم كيف يقبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالسكوت عن هذه الوصية مدة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وهو الذي لا يخشى في الله لومة لائم. ولئن ذكر بعضهم أنه بايع في الظاهر. فمتى كان علي رضى الله عنه والصحابة أجمعين يظهرون غير ما يبطنون وقد عرف منه ومن بقية الصحابة ما عرف من الشجاعة والقوة في الحق. وقد صدر من النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى خلافة أبي بكر رضي الله عنه فقد ارتضاه النبي صلى الله عليه وسلم إماماً للمسلمين في مرض موته ولئن ارتضاه إماماً لهم في الصلاة التي هي عمود الدين ففي ذلك إشارة إلى ارتضائه إماماً لهم في الخلافة التي هي سياسة الدولة بالدين. وأما ما أشيع عن رفض علي رضي الله عنه مبايعة الخليفة الراشد أبي بكر رضي الله عنه أو تأخره حتى وفاة فاطمة رضي الله عنها فهو محض افتراء وكذب، فما كان علي ليفارق جماعة المسلمين مدة ستة أشهر وهو الذي عرف بالإيمان ودعا إلى وحدة القلوب وأحس بأخوة الإسلام منذ نعومة أظافره. وقد بايع علي رضي الله عنه أبا بكر مرتين مرة مع الناس يوم بويع أبوبكر ثم حدثت فترة كان علي رضي الله عنه معتزلا في البيت لا يتردد كثيراً على أبي بكر ينصحه ويستشيره وإن كان بجانبه في معضلات الأمور مثل الدفاع عن المدينة في حرب المرتدين. وكان هذا بسبب مرض فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد شغل بتمريضها حتى توفيت بعد ستة أشهر من وفاة النبي (18/109)
صلى الله عليه وسلم. ثم بايع علي رضي الله عنه أبا بكر مرة ثانية تأكيداً للبيعة الأولى ولعل مبعث اللبس أن بعض الرواة أدرجوا بيعة علي الثانية في موضوع ما حدث بين فاطمة وعلي وأبي بكر وذلك أن فاطمة رضي الله عنها قد جاءت مع العباس رضي الله عنه إلى أبي بكر رضي الله عنه يطلبان ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر وفدك فقال لها أبو بكر رضي الله عنه: "أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا نورث ما تركناه صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه إلا صنعته" فحدثت جفوة بعد ذلك بين علي وأبي بكر رضي الله عنهما. فلما توفيت فاطمة رضي الله عنها اجتمع عدد من بني هاشم عند علي رضى الله عنه وأرسلوا إلى أبي بكر ليأتيهم فجاءهم، فقام علي رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد فإنه لم يمنعنا أن نبايعك يا أبا بكر إنكاراً لفضلك ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله إليك ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا فاستبددتم به علينا (يقصد بالحق الميراث) ثم ذكر قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقه ولم يزل علي يذكر ذلك حتى بكى أبو بكر. فلما سكت علي تشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فوالله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصلهم من قرابتي وإني والله ما آلو بكم في هذه الأموال التي كانت بيني وبينكم على الخير ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا نورث ما تركناه صدقة وإنما يأكل آل محمد في هذا المال" وإني والله لا أذكر صنعة فيه إلا صنعته إن شاء الله. ثم قال علي رضي الله عنه: "موعدك للبيعة العشية فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس ثم عذر علياً ببعض ما اعتذر به ثم قام علي فعظم حق أبي بكر وذكر فضله وسابقته ثم مضى فبايعه وأقبل الناس على علي فقالوا : أصبت وأحسنت، وقد ثبت أن (18/110)
أصل هذه القصة في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ويبدو،أن هذه البيعة كان تأخرها بسبب موضوع الميراث وهذه بيعة خاصة وأنها حدثت بعد البيعة العامة وكانت البيعة الثانية بمثابة تأكيد للأولى. والاعتذار كان عن الجفوة وعدم التردد على دار أبي بكر رضي الله عنه. والله أعلم. (18/111)
29962
عنوان الفتوى:كيف تصلي المرأة إذا تجاوز دم الحيض عادتها رقم الفتوى:29962تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : كيف يمكن للمرأة الصلاة إذا طالت بها العادة الشهرية إلى أكثر من شهر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا تجاوز دم الحيض عادة المرأة، فإنها تأخذ حكم الحائض ما لم يتجاوز حيضها خمسة عشر يوماً، فإن تجاوزها أخذت حكم المستحاضة، فتغتسل وتصلي، ثم تتوضأ بعد ذلك لكل صلاة، فإذا تكرر ذلك بعد ذلك، جلست عادتها إن كانت لها عادة وتحسب الباقي استحاضة، فإن لم تكن لها عادة عملت بالتمييز، فإن لم تكن لها عادة ولا تمييز عملت بغالب عادة نساء أهلها.
وراجعي هذا في الفتوى رقم:
26053، والفتوى رقم: 1040.
ولمعرفة أحكام الاستحاضة راجعي الفتوى رقم: 4109، والفتوى رقم: 21611.
والواجب عليك قضاء الصلوات التي تركتها في الأيام التي احتسبتها حيضاً وهي استحاضة.
والله أعلم.
29965
عنوان الفتوى:صدقة الفطر عن الجنين رقم الفتوى:29965تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : أرجو توضيح حكم الصدقة عن الجنين في بطن أمه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنت تقصد بسؤالك عن حكم الصدقة عن الجنين حكم إخراج زكاة الفطر عنه، فلا تجب عند أكثر أهل العلم حتى نقل ابن المنذر الإجماع على ذلك، واستحب الحنابلة إخراجها عنه، لأن عثمان رضي الله عنه كان يخرجها عن الجنين، وعن أبي قلابة قال: كان يعجبهم أن يعطوا زكاة الفطر عن الصغير والكبير حتى عن الحمل في بطن أمه. رواه أبو بكر عن الشافي.
وإذا كنت تقصد مطلق الصدقة، فليس هناك من النصوص الشرعية ما يمنع من الصدقة عن الجنين، وفعل عثمان رضي الله عنه وغيره من الصحابة يدل بفحواه على مشروعية الصدقة عنه، لأنه دل على أنه يعامل معاملة من تحققت حياته، والحي يشرع التصدق عنه، وإن كان الأولى أن يقتصر المسلم في ذلك على صدقة الفطر، لأن الآثار لم ترد في غيره. (18/112)
والله أعلم.
29966
عنوان الفتوى:ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها رقم الفتوى:29966تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) فما هي هذه الثلاث ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض.
وليعلم أن الله تعالى لا يقبل توبة أحدٍ عند بلوغ الروح الحلقوم (الغرغرة) لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه أحمد وغيره، وحسنه الأرناؤوط والألباني. قال حافظ أحمد حكمي رحمه الله تعالى:
وتقبل التوبة قبل الغرغرة ====== كما أتى في الشرعة المطهرة
أما متى تُغلقُ عن طالبها ====== فبطلوع الشمس من مغربها
والله أعلم
2997
عنوان الفتوى:يجوز أن يوكل المرء من يضحي عنه في بلد غير البلد الذي يقيم فيه رقم الفتوى:2997تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم.أود أن أضحي في عيد الأضحى المبارك و في مسقط رأس والدي فهل أبعث إلى عمي كي يضحي عنا وهل أفضل أن توزع بكاملها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأفضل أن تضحي في البلد الذي أنت فيه وأن تتولى ذبحها بنفسك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم لذلك. وإن وكلت من يضحي عنك في بلد غير البلد الذي أنت فيه جاز ذلك فليست هنالك فضيلة ولا مزية شرعية لأن تضحي في مسقط رأس والدك. ولحم الأضحية للمضحي أن يأكل منه ويتصدق ويدخر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك كما في الصحيحين وغيرهما عن سلمة بن الأكوع وعائشة وجابر رضي الله عنهم. (18/113)
29972
عنوان الفتوى:الوصية بين الندب والوجوب والحرمة رقم الفتوى:29972تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : ما حكم الشرع في الوصية التي يوصي بها المتوفى وهل هي واجبة أو مستحبة؟ وما حكم الشرع في الموعظة التي تقام في بيت الميت وهل هي بدعة أو مستحبة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الوصية تختلف باختلاف الأحوال عند أصحاب المذاهب الأربعة، فقد تكون واجبة إذا كان الشخص عليه حق شرعي يخشى ضياعه إن لم يوص به كوديعة أو أمانة يجب أداؤها، أو عليه دين لا يعلمه غيره، أو كان حقاً لله تعالى كزكاة.
وقد تكون مندوبة كأن يوصي الشخص بجزء مأذون فيه من أمواله للأقارب غير الوارثين ، أو الفقراء، أو إعانة على خير كطلبة العلم الشرعي.
وقد تكون محرمة كما إذا كان يترتب عليها إضرار بالورثة، بدليل ما أخرجه عبد الرزاق من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى حافَ في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة، فيعدل في وصية فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة".
ومعنى قوله حاف في وصيته: جار وظلم فيها.
وينبغي تجهيز الوصية وتوثيقها دائماً بأن تكون قريبة من الشخص، بدليل ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين أو ثلاثاً إلا ووصيته مكتوبة عنده". (18/114)
قال ابن عمر: (ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك إلا ووصيتي مكتوبة عندي).
والله أعلم.
29973
عنوان الفتوى:اختلاط النساء بالرجال في الطواف - رؤية شرعية رقم الفتوى:29973تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد000
سؤالي بخصوص ما يحدث من أمور بالحج، وخصوصًا عند التزاحم بالطواف وعند رمي الجمرات ما يحدث من تدافع والتصاقات بين أجساد الحجاج النساء بالرجال الأغراب، التصاق به إحساس كبير بتفاصيل الجسد وفيه جرح لكرامة الحاجة، وبه الخروج الكبير عن المألوف عن معنى التزاحم، والحج جهاد المرأة .
سؤالي ألا يؤثر وضع كهذا على وضوء الحجاج، خصوصًا في الأوضاع التى تحتاج للوضوء، وهل لا يستحق هذا الأمر من أصحاب الأمر الاجتهاد بجعل طواف النساء أكثر كرامة لهم مما يحدث، وما تستمعون له من الأهل والأصدقاء مما تعاني منه الحاجات لبيت الله، وامتناع الكثيرات عن القيام بالحج بسبب ما يروى لهن، وهل يأثم من على ذلك؟ وهل هذا هو الجهاد الذي يرضي الله ورسوله؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن النساء يطفن من وراء الرجال ولا يختلطن بهم، وقد مضى بيان ذلك في الفتوى رقم: 22371.
فإن لم يستطع الناس الالتزام بذلك أو خالفوه خطأً أو عمداً فالواجب على المرء المسلم التحفظ والاجتهاد في تجنب ما لا يرضي الله تعالى حسب استطاعته، فيغض من بصره ويشغل لسانه وقلبه بالدعاء والذكر ونحو ذلك، وإن حصلت ملامسة بين الرجل والمرأة فالواجب أن يبتعد قدر استطاعته ولا يتمادى فيها، ومجرد المس لا ينقض الوضوء على الراجح من أقوال العلماء، وقد مضى بيان ذلك في الفتاوى رقم: 2248 - 10045 - 637. (18/115)
والله تعالى أعلم.
29974
عنوان الفتوى:لا يجوز البناء على القبور إلا لضرورة رقم الفتوى:29974تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتريت قطعة أرض مساحتها 40 متراً لعملها مدفنا أريد بناءها وفقا للسنة النبوية وعملها باللحد فما هو شكل اللحد الشرعي مع العلم بأن مقاول البناء قال لي إن اللحد سيكون بعمق 1.30ْ فى عرض80 سم وهل يجوز بعد فترة من الزمن فتح اللحد ووضع جثمان شخص آخر وهل يجب تقسيم المساحة بين الرجال والسيدات كأن يكون نصفه للرجال ونصفه للنساء أم يوضع جثمان الشخص المتوفى بالترتيب تبعا لتاريخ الوفاة سواء أكان ذكرا أو أنثى؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي جرى عليه عمل المسلمين في الأزمنة المتقدمة أن تكون المقبرة وقفاً على جميع المسلمين ، ومن مات منهم دفن في تلك الأرض الموقوفة لا فرق بين غني وفقير أو قبيلة وأخرى، ولم يكن من سنة المسلمين أن يجعلوا لكل أسرة مقبرة خاصة يدفن فيها أفراد العائلة ، وهذا يؤدي إلى أن كل مقبرة تبنى بناء مستقلاً عن الأخرى حتى لا تختلط قبور العوائل والعشائر وهذا لا شك أن فيه مفاسد كثيرة.
فمن هذه المفاسد البناء على المقابر، ومنها التباهي والتفاخر في بنائها، ومنها الكتابة على القبور "هذا مدفن عائلة فلان بن فلان"، ومنها ما يفعله بعض الجهلة من بناء غرفة للاستقبال بجوار المقبرة يجلس فيها أهل الميت بالساعات وربما الأيام يتجاذبون أطراف الحديث يظنون أن ذلك يؤنس الميت، ولا شك أن كل ذلك من المنكرات التي لم ترد في شرع الله ويجب على العلماء إنكار ذلك عند المسؤولين حتى لا يكون ذريعة لوقوع الناس في المحاذير الشرعية، ومن اضطر إلى شراء مقبرة له ولأسرته -كمن كان في دولة تلجئ الناس إلى ذلك- فلا حرج عليه حينئذ. (18/116)
وهل يبني حول مقبرته سوراً لحمايتها من الاعتداء أو نحو ذلك؟ الذي يظهر أنه لا حرج في ذلك بحيث لا يزيد في البناء على قدر الحاجة، ومن الزيادة على قدر الحاجة تسقيف المقبرة أو رفع السور فوق الحد الذي به يحمي من الاعتداء، وننبه إلى أن الأصل في القبور حرمة البناء عليها لما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه.
وروى مسلم في صحيحه أن ثمامة بن شقي قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره فسوي ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها.
وروى عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته. رواه مسلم.
قال الإمام الشوكاني يرحمه الله: وفي هذا أعظم دلالة على أن تسوية كل قبر مشرف بحيث يرتفع زيادة على القدر المشروع واجبة متحتمة فمن إشراف القبور أن يرفع سمكها أو يجعل عليها القباب أو المساجد فإن ذلك من المنهي عنه بلا شك ولا شبهة، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعث لهدمها أمير المؤمنين علياً ثم أمير المؤمنين بعث لهدمها أبا الهياج الأسدى في أيام خلافته. انتهى. (18/117)
فلا يجوز البناء على القبور إلا لضرورة وراجع الفتوى رقم: 20280 للفائدة.
وأما صفة اللحد وعمقه فإنه يكون بقدر ما يمنع السيول أن تجرف الميت ويمنع السباع من نبشه والوصول إليه ويستحب أن يكون عميقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: احفروا وأوسعوا وأحسنوا. رواه الترمذي وقال حسن صحيح، والنسائي ولفظه: احفروا وأعمقوا وأحسنوا.
ولمعرفة المزيد في صفة القبور راجع الفتوى رقم: 504.
وأما حكم نبش القبر لدفن ميت آخر فقد سبق جوابه مفصلاً في الفتاوى ذات الأرقام التالية:
7713، 22870، 16343.
هذا ولا حرج أن تكون قبور النساء بجانب قبور الرجال فما زالت مقابر المسلمين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم مختلطة رجالاً ونساءً بلا نكير، وعليه فليس هناك ما يدعو إلى تقسيم المقبرة إلى نصفين بل يدفن الرجل بجوار المرأة ولكن لا يجمعان في قبر واحد إلا لضرورة، كما تقدم في الفتوى رقم:
7713.
والله أعلم.
29976
عنوان الفتوى:هل يجوز للأسير أن ينتحر لتعرضه للتعذيب؟ رقم الفتوى:29976تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال :
هل إقدام المسلمين الأسرى على الانتحار يجيزه الشرع نظرا لما يتعرضون له من تعذيب؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للأسرى المسلمين الإقدام على الانتحار بحجة تعرضهم للتعذيب، لقوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء:29].
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" متفق عليه. (18/118)
فدل الحديث على أن قتل الإنسان نفسه من أعظم الكبائر .
وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً، فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام: هذا من أهل النار، فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً فأصابته جراحة فقيل: يا رسول الله، الرجل الذي قلت له آنفاً إنه من أهل النار فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً، وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إلى النار، فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت، ولكن به جرح شديد، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".
فهذا الرجل لم يتحمل، ولم يصبر على ما أصابه من ألم الجراح فقتل نفسه، فدخل النار ولم يشفع له جهاده وبلاؤه في سبيل الله، فدل ذلك على تحريم قتل النفس مهما بلغ الإنسان من الألم والضرر، فالواجب الصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى، فإنما هي لحظات فإما فرج من الله في الدنيا أو موت يخلص المؤمن بعده إلى جنة الله تعالى التي تنسي من دخلها كل بؤس وشقاء، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط" أخرجه مسلم. (18/119)
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على آل ياسر وهم يعذبون فيقول لهم: صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة.
والله أعلم.
29977
عنوان الفتوى:جواز التوكيل في الصرف رقم الفتوى:29977تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى الوكالة في البيع والشراء وخاصة في العملات؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الوكالة تعني تفويض التصرف إلى الغير، ذكر هذا المعنى السرخسي في المبسوط، قال ابن قدامة في المغني: (كتاب الوكالة: وهي جائزة بالكتاب والسنة والإجماع.) انتهى.
ومن أدلة الكتاب على جوازها قول الله تعالى عن أهل الكهف: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) [الكهف:19] وهذه وكالة.
ومن أدلة السنة ما رواه البخاري عن عروة البارقي رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ديناراً يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين." (18/120)
قال ابن قدامة في المغني: (وأجمعت الأمة على جواز الوكالة في الجملة، ولأن الحاجة داعية إلى ذلك، فإنه لا يمكن كل واحد فعل ما يحتاج إليه فدعت الحاجة إليها.) انتهى.
وقال في موضع آخر: (لا نعلم خلافاً في جواز التوكيل والشراء في البيع والشراء.) انتهى.
ومما تصح فيه الوكالة : الصرف وهو بيع العملات، فلو وكل شخصان من يصرف لهما أو وكل أحدهما من يصرف له، صح ذلك إذا تم التقابض في المجلس.
والله أعلم.
29979
عنوان الفتوى:يبني بيتا عن طريق بنك .. ويريد الاقتراض من الشركة المتعهدة بالبناء رقم الفتوى:29979تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيراً عن الإسلام والمسلمين سؤالي هو: لقد أخذت قرضاً من البنك الإسلامي من أجل بناء بيت ومن شروط البنك أنه لا يعطي المبلغ نقداً وإنما يعطي المبلغ إلى متعهد البناء بعد أن ينزل البضاعة كاملة فاتفقت أنا ومتعهد البناء أن يأخذ نصف المبلغ ويعطيني النصف الآخر نقداً على أن أقسط عليه ما يتبقى من ثمن مواد البناء ما حكم الشرع في ذلك أفيدوني؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصورة التي تقوم البنوك الإسلامية بإجرائها حينما يطلب منها بناء بيت، أن تتفق مع العميل على صفة البيت وثمنه، ثم تذهب إلى متعهد بناء فتطلب منه بيتاً بنفس المواصفات التي طلبها العميل، ولا علاقة للعميل بهذا المتعهد من قريب أو بعيد، وهو ما يُسمى في اصطلاح البنوك الإسلامية بـ"الاستصناع الموازي"
وبناءً على هذا؛ فإنه لا مانع من أن تتفق مع المتعهد على أن يعطيك جزءاً من المال، لأن الصانع يملك ما سلمه المصرف له من المال وبالتالي يحق له التصرف فيه بالإقراض والهبة ونحوهما، لكن لا يجوز دفع زيادة في مقابل هذا المال للمعتهد، وإلا كان ربا محرماً، كما لا يجوز ذلك إذا أدى إلى تضرر البنك، بتأخير التسليم وما يشبهه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار." رواه أحمد في مسنده. (18/121)
والله أعلم.
29981
عنوان الفتوى:صنيعة الطعام من أهل الميت من النياحة رقم الفتوى:29981تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك عادة متبعة في قبيلتنا منذ عدة سنوات وهي وجود جمعية تعاونية يعطى بموجبها لكل رب عائلة تحدث له حالة وفاة 1000 دينار لتغطية تكاليف المأتم من مواد غذائية ومصروفات الوجبات الغذائية ومستلزمات أخرى، علما بأن الوجبات الغذائية يتم طهيها في منزل المتوفى، ويقوم كل رب عائلة عند حدوث وفاة بدفع مبلغ 10 دينارات وذلك للحفاظ على رصيد الجمعية، الرجاء تفصيل الحكم في هذه القضية مقرونا ذلك بالأدلة الثابتة من الكتاب والسنة خصوصا أنه يساورني شك في إن ما نقوم به من البدع؟ وجزاكم الله خيراً.
للعلم القبيلة متكونة تقريبا من 100 عائلة
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما ذكره السائل الكريم يعد من البدع ومن النياحة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام أحمد عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة.
فلا يجوز لكم التعاون على مثل هذا النوع، بل يجب عليكم تركه والبعد عنه، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نحيلك إلى الفتوى رقم: 8300، وعن كيفية التعزية نحيلك إلى الفتوى رقم: (18/122)
6068.
والله أعلم.
29983
عنوان الفتوى:من أحكام اللقطة رقم الفتوى:29983تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السؤال: إنني كنت آخذ اللقطة وكنت عندها بالغة وأعلم أنه خطأ ولكن الآن أنا مستحيل أن آخذ شيئاً ليس لي ولقد تبت عن ذلك من زمن فهل يترتب علي شيء إضافة للتوبة مثل أن أقدر قيمة هذه اللقطات وأتصدق به باسم أصحابها الذين لا أعرفهم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت الأشياء التي كنت تلتقطينها أشياء يسيرة ليست لها قيمة كبيرة بحيث إذا فقدها صاحبها لا يتحسر عليها ولا يتبعها نفسه، فليس عليك شيء في أخذها.
أما إن كانت لها قيمة - كما يفهم من سؤالك - فعليك التوبة من التقاطها والانتفاع بها بدون تعريفها سنة.
أما وقد تبت من ذلك فنرجو الله أن يقبل توبتك ويوفقك للعمل الصالح، وقدِّري قيمة هذه اللُّقط وتصدقي بها عن أصحابها ما دمت تجهلينهم، وإذا عرفت يومًا ما صاحب لقطة وجب عليك ردها إليه، لحديث زيد بن خالد رضي الله عنه: أن رجلاً جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اللقطة فقال له: اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها، قال: فضالة الغنم؟ قال: هي لك أو لأخيك أو للذئب، قال: فضالة الإبل؟ قال: مالك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها. متفق عليه.
وفي رواية عن الدارقطني: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة: الذهب والوّرق (الفضة) قال: اعرف عفاصها ووكاءها، وعرفها سنة، فإن لم تعرف فاستغن بها، ولتكن وديعة عندك، فإن جاء لها طالب يومًا من الدهر فأدها إليه.... إلخ. وعفاصها: هو الكيس الذي تحفظ فيه النقود، ووكاؤها: الحبل أو الخيط الذي يربط به كيس النقود.
والله أعلم.
29984
عنوان الفتوى:هجر أهل الكبائر والمعاصي يدور مع المصلحة رقم الفتوى:29984تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: (18/123)
فأنا شاب مسلم عربي أعيش في أوروبا متزوج من ألمانية اعتنقت الإسلام بعد أن تزوجنا تصلي وتصوم مثل أي مسلم وترتدي الحجاب، ولي أخت تعيش أيضا في أوروبا مع زوجها الألماني اعتنق الإسلام قبل أن يتزوجها، أختي لا تصلي و لا ترتدي الحجاب زوجها كذلك لا يصلي، تكلمت معها عدة مرات ولكن دون جدوى، كلما أصلي أدعو لهما بالهداية، فأصبحت أنا وزوجتي نتجنب زيارتهما لهذا الشأن، فماذا عن صلة رحمي لها؟ وجزاكم الله كل الخير .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصلاة عمود الدين، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن بين الرجل والكفر أو الشرك ترك الصلاة." رواه مسلم.
ويقول عمر بن الخطاب: "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة."
فلا شك أن أختك وزوجها واقعان في إثم عظيم وشر مستطير ، بل هو كفر في قول جماعة من أهل العلم، ويضاف إلى ذلك ترك أختك للحجاب الذي فرضه الله تعالى على كل امرأة مسلمة كما قال الله عز وجل: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور:31].
ورضا زوجها بتبرجها جريمة تضاف إلى جريمة تركه الصلاة.
وأمام هذا كله ينبغي عليك أن تبذل جهدك في بذل النصيحة لهما ودعوتهما بالحسنى، قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة} [النحل:125].
وأما مقاطعتهما فلا نظن أنها تنفع في مثل المجتمع الذي تعيشون فيه، إذ يجدان على الشر أعواناً وأنصاراً، لكنه يجوز لك من جهة الشرع هجر أختك وزوجها بسبب عصيانهم لله تعالى وتركهم الفرائض كما بيناه في الفتوى رقم: 24833.
ولتعلم أن الهجر لأهل الكبائر والمعاصي يدور مع مصلحته، فإذا كان الهجر يؤثر في العاصي ويدفعه إلى ترك ما هو عليه من الفسق فينبغي أن يهجر بل قد يجب هجره، وأما إن كان الهجر يزيده طغياناً ونفوراً، فلا يهجر ولكن ينصح ويكرر له النصح عسى الله أن يهديه. (18/124)
والله أعلم.
29987
عنوان الفتوى:الدعوة إلى الله واجبة على كل فرد بحسبه رقم الفتوى:29987تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : ما حكم الدعوة إلى الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على عموم الأمة وجوباً كفائيًا وواجبة وجوباً عينيًا على كل فرد من المسلمين بحسب استطاعته وقدر علمه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. رواه البخاري، هذا هو القول الراجح أن الدعوة واجبة على كل فرد بحسبه.
وذلك لقول الله تعالى آمرًا هذه الأمة بالدعوة إليه سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104].
واختلف أهل التفسير في "منكم" هذه هل هي للتبعيض أم لبيان الجنس، ورجح الطبري والقرطبي وابن كثير أنها للتبعيض، قال القرطبي 4/165: ومن في قوله "منكم" للتبعيض ومعناه أن الآمرين يجب أن يكونوا علماء وليس كل الناس علماء، وقيل: لبيان الجنس، والمعنى: لتكونوا كلكم كذلك، قلت: القول الأول أصح، فإنه يدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض على الكفاية. انتهى.
ويمكن الجمع بين القولين بأن انتصاب طائفة من المسلمين وتفرغهم للدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية على الأمة، وأن قيام كل فرد بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب قدرته فرض عين، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة:122]. (18/125)
قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية السابقة من سورة آل عمران 1/391: والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن وإن كان ذلك واجباً على كل فرد من الأمة بحسبه كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. وفي رواية: وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل. انتهى.
والله أعلم.
29991
عنوان الفتوى:طلا ق الحائض واقع على الصحيح رقم الفتوى:29991تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : تزوجت امرأة غير عربيةحديثة الإسلام دون علم الأهل ثم أصر الأهل على طلاقها وهم حتى لم يروها وبعد شهور من الجدل والتهديد بغضب الله وأن سبب إسلامها الوحيد هو أنها تريد الزواج بي وأختلاف الثقافات وقد تهرب بالأولاد وما غير ذلك من أمور، ذهبت لزيارتهم ومناقشة الأمر حيث أني أعمل بدولة أخرى أحضروا أحد المشايخ المقربين وأخذ يقول لي أموراً مثل واجب الطلاق حسب حديث ابن عمر بالرغم أنهم لا يعرفون زوجتي وأن مثلها ما قدموا إلى الغربة إلا للعهر وأن غضب الله علي من عدم رضى والدتي حتى والدي المتوفى غضبان علي في السماء وأن أبغض الحلال حديث ضعيف وأن عمر نهر المسلمين عن الزواج بفارسيات حديثي الإسلام لأن بنات المسلمين أولى فرددت خلفه كلمات الطلاق وكانت زوجتي في فترة الحيض، وقرأت في كتاب الشعراوي أن الطلاق في الحيض لا يقع (كانت نيتي) ورأي الجمهور أنه يقع؟ (18/126)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن طلاق الحائض وإن كان غير جائز إلا أنه واقع في مذهب جماهير العلماء الحنابلة والشافعية والحنفية والمالكية وهو الصحيح المقطوع به، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 23636، والفتوى رقم: 15478.
وننصح الأخ السائل بطاعة والدته والنزول على رغبة أهله بعدم الرجوع إلى هذه المرأة، وهو إن صحَّ ما يقولونه فقد كفي شر هذه المرأة، وإن لم يصح فالنساء غيرها كثير وتقديم رغبة أمه وأهله أولى، ولعل الله يعوضه بهذا خيراً منها.
والله أعلم.
29993
عنوان الفتوى:الحكمة من تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم رقم الفتوى:29993تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : ما هي الحكمة من تعدد زوجات النبي وزواجه من السيدة عائشة وعمرها 9 سنوات فقط وهل زواجه بوحي من الله تعالى أم لا ؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/127)
فزواج النبي من زوجاته كانت له دواعيه الإنسانية والتشريعية وقد سبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 1570، والفتوى رقم: 6828.
وأما بخصوص زواجه عليه الصلاة والسلام من السيدة عائشة رضي الله عنها فقد تقدم جوابه في الفتوى رقم:
8218.
وأما هل كان زواجه بوحي من الله، فلا ريب أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم المؤمنين زينب بوحي من الله، كما في قوله تعالى: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً [الأحزاب:37].
وكذلك كان زواجه من أم المؤمنين عائشة بإرشاد من الله وتوجيه، ففي صحيح البخاري ومسند أبي يعلى ومعجم الطبراني الكبير: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتيت فيما يرى النائم بجارية في سرقة من حرير ففتشتها فإذا هي أنت فقلت إن يكن من عند الله يمضه مرتين أو ثلاثاً، فقالت عائشة فتزوجني... وفي رواية البخاري: .... فيقول هذه امرأتك.
وأما من عدا ذلك من زوجاته صلى الله عليه وسلم فليس بين أيدينا -فيما نعلم- من النصوص ما يفيد بأنه صلى الله عليه وسلم تزوجهن بوحي خاص.
والله أعلم.
29996
فتاوى
عنوان الفتوى:متى حصل الجفاف وجب الصيام رقم الفتوى:29996تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال: السلام عليكم، في رمضان السابق عندما كان علي العذر الشرعي وأنتظر الانتهاء منه في يوم كنت أزيل الشعرغير المرغوب لكي أطهر، وكنت أنتظر علامة الطهارة، وكنت أنوي الطهارة في اليوم التالي لأني لم أر العلامة ولم أنه إزالة شعر العانة، في الصباح تناولت أكلاً ولا يوجد دم من حوالي عشية اليوم السابق دون العلامة، فهل عليَّ ذنب أو كفارة؟ أنا جدًا حائرة.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/128)
فالمرأة تعلم الطهر من الحيض أو النفاس بأحد أمرين: أولهما: القصة البيضاء، والثاني جفاف المحل بحيث لو مسحته المرأة بقطنة ونحوها فإنها تخرج نظيفة ليس عليها شيء من الدم.
وعليه؛ فمتى حصل الجفاف التام فعليك أن تغتسلي وتصلي وتصومي إن كان ذلك قد حصل قبل قبل طلوع الفجر فإن لم تفعلي ذلك فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى مما صنعت، وعليك قضاء الصلاة والصيام.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم:
15905، والفتوى رقم: 22877.
والله أعلم.
29998
عنوان الفتوى:الدعاء المشروع عند زيارة القبور رقم الفتوى:29998تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
خالتى توفيت ودفنت عندما أزورها في المقبرة بماذا أدعو لها وأخي مريض بالجن كأنه مس أو غيره فلما ذهب إلى شيخ يعالجه لم يستطع إخراجه فقررنا الذهاب به إلى دبى إن كنتم تعرفون أي مركز من المراكز الإسلامية أو أحد الشيوخ فى الشارقة وأرجو منكم الإجابة فى أسرع وقت ممكن لأن أخي سيسافر وبارك الله فيكم وساعدكم على نشر الخير .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يمن على أخيك بالشفاء وأن يصرف عنه السوء، وقد سبقت لنا فتوى ذُكر فيها علاج من به سحر أو مس فترجى مراجعتها وهي برقم: 2244.
ونحن لا نعرف أحداً في البلد المذكور يمكن أن ندلكم عليه، وأما بالنسبة لسؤالك عن دعاء زيارة القبور، فإنه يسن لزائر المقبرة أن يدعو بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما روى مسلم من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكن العافية."
ومنه ما روى الترمذي: "السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر." (18/129)
ثم لا بأس أن يقصد الزائر للمقبرة قبراً مخصوصاً ويدعو له بالمغفرة ولن يدعو أحد بأفضل من دعائه صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأبدله أهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار."
والله أعلم.
30
عنوان الفتوى:إذا أرضعت الأخت أخاها صار ابناً لها رقم الفتوى:30تاريخ الفتوى:15 ربيع الثاني 1422السؤال : هل يمكن للأخت أن ترضع أخاها، في حال مرض الأم؟ مع إعطاء الدليل الشرعي لطفا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
نعم يمكن للأخت أن ترضع أخاها ولو لم تكن الأم مريضة ويترتب على رضاعها لأخيها ما يترتب عليه من الاحكام ، فقد صار ابناً لها وابنا لزوجها الذي نشأ اللبن عن وطئه، فلا يمكن أن يتزوج ابنة هذا الرجل ولو كانت من غير أخته التي أرضعته، ولا يتزوج أخت هذا الرجل ولا خالته ولا عمته لأنه صار أباه. أما الدليل فهو قول الله جل وعلا: (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ...) [النساء: 23]. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب" . والعلم عند الله .
3000
عنوان الفتوى:الكبائر لا تكفرها إلا التوبة النصوح رقم الفتوى:3000تاريخ الفتوى:03 ذو الحجة 1424السؤال : هل الحج يكفر الذنوب بما فيها الكبائر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فالكبائر لا تكفرها إلا التوبة النصوح على الراجح من أقوال أهل العلم وما وعد الله تعالى به من تكفير بعض الطاعات للذنوب إنما هو في الصغائر كما ورد ذلك صريحاً في أحاديث منها ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر". فالحج لا يكفر كبائر الذنوب بل تحتاج إلى توبة خاصة؟ والله أعلم. (18/130)
30001
عنوان الفتوى:من طلق امرأته ثم أنكر طلاقها رقم الفتوى:30001تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : من طلق امرأته وقال إنه لم يطلق؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا ادعت المرأة أن زوجها طلقها فأنكر الزوج فالقول قوله لأن الأصل بقاء النكاح، إلا أن يكون لها بما ادعته بينة، وهي عدلان يشهدان بما ادعته، وكذا إن اختلفا في عدد الطلاق فالقول قوله أيضاً.
وإذا طلق الزوج زوجته ثلاثاً وسمعت ذلك زوجته أو ثبت ذلك عندها بقول عدلين غير متهمين لم يحل لها تمكينه من نفسها، وعليها أن تفر منه وتمتنع منه وتفتدي منه إن قدرت، قال ابن قدامة في المغني: (وهذا قول أكثر أهل العلم لأن هذه تعلم أنها أجنبية منه محرمة عليه فوجب عليها الامتناع والفرار منه كسائر الأجنبيات.) انتهى.
والله أعلم.
30005
عنوان الفتوى:الطلاق في النفاس واقع مع الإثم رقم الفتوى:30005تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : هل الطلاق يقع أنا فى حالة النفاس وكان آخر يومٍ للنفاس كان آخر يوم فى الأربعين، وكان من قبل طلقتين، والطلقة الثالثة وأنا فى فترة النفاس قال لي: أنتِ طالق، وكان متاكدًا من قوله تمامًا .
أرجو إفادتى مع العلم أنه يريد ان يرجعنى إليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصحيح من أقوال أهل العلم أن الطلاق في الحيض وفي النفاس يقع مع إثم المطلق كما سبق مفصلاً في الفتوى رقم: 8507. (18/131)
وننبه هنا إلى أن الدم إذا انقطع عن النفساء قبل الأربعين فهي طاهرة وتلزمها الصلاة والصوم ولا تترك ذلك حتى تكمل الأربعين، وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم:
1619.
وتعرف المرأة الطهر بإحدى علامتين سبق بيانهما في الفتوى رقم:
3893.
والله أعلم.
30006
عنوان الفتوى:المعصية في رمضان أشد إثما في غيره رقم الفتوى:30006تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : ما حكم من شاهد أفلام الجنس في شهر رمضان وخلال نهار اليوم مما أدي إلي ممارسته العادة السرية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحكمه أنه ارتكب إثماً عظيماً وحوباً كبيراً، إذ أن المعصية في رمضان أشد منها في غيرها، فكيف وقد جمع عدة معاصي، فالنظر إلى الحرام معصية وممارسة العادة السرية معصية، وما ترتب على ذلك من الفطر في رمضان معصية أشد مما سبقها، قال أبو هريرة رضي الله عنه: من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقض عنه صيام الدهر وإن صامه. ذكره البخاري تعليقاً.
لكن من رحمة الله تعالى أنه يقبل التوبة ويعفو عن الذنب لمن تاب منه وأناب، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فبادر إلى التوبة تدرك الخير كله، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 11883، ومنها تعلم أن الواجب عليك الآن التوبة وقضاء اليوم أو الأيام التي أفطرتها بسبب ممارسة العادة السرية ولا كفارة عليك سوى ذلك، وراجع للأهمية أيضاً الفتوى رقم: 2778، والفتوى رقم: 29853.
والله أعلم.
30009
عنوان الفتوى:الإمساك قبل أذان الفجر لا يعد بدعة رقم الفتوى:30009تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : [إذا سمع أحدكم النداء، والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه] صحيح، وورد بلفظ مثله وزاد فيه: [وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر ] ( واسناده صحيح، الإمساك عن الطعام قبل أذان الصبح بدعة، هل هذا صحيح؟ (18/132)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسؤال مشتمل على مسألتين:
الأولى: مسألة الاستمرار في الأكل والشرب بعد سماع الأذان.
والثانية: الإمساك قبل طلوع الفجر.
فأما الاستمرار في الأكل والشرب بعد سماع أذان الفجر الثاني فلا يجوز وهذا عليه مذاهب الفقهاء جميعاً، جاء في الموسوعة الفقهية في مادة صوم: (اتفق الفقهاء على أنه إذا طلع الفجر وفي فيه طعام أو شراب فليلفظه ويصح صومه، فإن ابتلعه أفطر.)
هذا هو القول الصحيح الراجح لأن المؤذن عادة إنما يؤذن إذا علم طلوع الفجر، فإذا علم الإنسان أن المؤذن أذن قبل الوقت فله أن يأكل ويشرب حتى يطلع الفجر للإباحة في الآية: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة:187].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم." رواه البخاري ومسلم والترمذي والبيهقي.
وفي رواية البخاري قول ابن عمر: "وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له أصبحت أصبحت."
أما استدلال بعض المتأخرين بالحديث المذكور في السؤال -وهو حديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى- فخلاف ما عليه العمل عند الفقهاء لأنه محمول عندهم على الأذان الأول، قال البيهقي بعد إيراده للحديث: (قال الرياحي في روايته وزاد فيه: وكان المؤذنون يؤذنون إذا بزغ الفجر، وكذا رواه غيره عن حماد وهذا -إن صح- فهو محمول عند عامة أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أن المنادي كان ينادي قبل طلوع الفجر بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر، وقول الراوي: وكان المؤذنون يؤذنون إذا بزغ الفجر يحتمل أن يكون خبراً منقطعاً ممن دون أبي هريرة أو يكون خبراً عن الأذان الثاني، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده." خبر عن النداء الأول ليكون موافقاً لـ: "لا يمنعن أحداً منكم أذان بلال من سحوره، فإنما ينادي ليوقظ نائمكم ويرجع قائمكم." قال جرير في حديثه: "وليس أن يقول هكذا ولكن يقول هكذا الفجر هو المعترض وليس بالمستطيل." رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وأخرجه البخاري من أوجه أخر عن التيمي.) انتهى من السنن الكبرى 4/217/218. (18/133)
وأما كون الإمساك قبل الأذان بدعة فليس ذلك بصحيح لأن الأمر على الإباحة وليس على الوجوب أن يأكل ويشرب حتى يطلع الفجر.
وقد كان الصحابة منهم من يمسك قبل الفجر وقد جاء في صحيح البخاري عن زيد بن ثابت أنهم كانوا يتسحرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقومون للصلاة فسئل كم كان بين ذلك فقال: (مقدار خمسين آية.)
والله أعلم.
30011
عنوان الفتوى:الاجتهاد في البحث عن عمل هو الحل رقم الفتوى:30011تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : بيت لا يملك العمل ما هو الحل له إذا سمحتم من الواضح أنه يوجد به عمل ما هو الحل؟ شكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحل أن يبحث أفراد هذا البيت عن عمل مباح بعد التوكل على الله واللجوء إليه بالدعاء والتضرع ومجانبة الأسباب التي يترتب عليها حرمان العبد من الرزق ومن أعظمها المعصية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر. رواه أحمد والحاكم وصححه. (18/134)
وانظر للأهمية الفتاوى ذات الأرقام التالية:
7768، 5230، 6984، 6121.
والله أعلم.
30012
عنوان الفتوى:الواجب إخراج ربع العشر رقم الفتوى:30012تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : أملك قرابة 8000 جنيه استرليني وأرى أن الحول قد دار عليها، فكم أدفع زكاةً عن هذا المبلغ؟
في انتظار جوابكم، أسال الله لكم التوفيق.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب في هذا المبلغ هو مقدار ربع العشر وهو يساوي 2.5%، فيكون مقدار الواجب هو: 200 جنيه إسترليني.
ونسأل الله أن يتقبل زكاتك وأن يجعلها طهرة لك وأن يبارك لك في مالك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.
30013
عنوان الفتوى:الذكر والدعاء في التشهد الأول لا يبطل الصلاة رقم الفتوى:30013تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : إذا كنت في التشهد الأول فقلته ثم قلت التشهد الأخير بعد التشهد الأول حيث بقيت لي الركعتان الثالثة والرابعة فهل أسلم وأعيد الصلاة أم أرفع للركعة الثالثة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلعل السائل يقصد بسؤاله - والله أعلم - أنه قرأ الأدعية التي يدعى بها في التشهد الأخير.
وبناء عليه، فهذا الفعل لا يبطل الصلاة عمده ولا سجود لسهوه، كما نقله النووي في المجموع عن الإمام الشافعي.
وعليه، فليتم صلاته ولا شيء عليه.
والله أعلم.
30019
عنوان الفتوى:تلف الأضحية قبل توزيعها رقم الفتوى:30019تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : قمنا وبفضل الله بالأضحية لله، ولكن تأخرنا في توزيع اللحم، فبعضه كان قد تلف، فما حكم ذلك وهل تجب إعادة الأضحية في العام القادم؟ (18/135)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأضحية سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء -وهو الراجح- وقد سبق بيان حكم الأضحية، مع ما يسن فعله بها في الفتوى رقم:7297، والفتوى رقم: 12388.
فإذا ذبح المضحي أضحيته وتلف لحمها فلا إعادة عليه، لحصول إراقة الدم، سواء كان التلف بتقصير منه أو بدون تقصير، لكن الأفضل أن يتصدق على الفقراء بقيمة ثلث الأضحية بدلاً من نصيبهم التالف، فإن كان ما وزعه السائل على الفقراء يساوي ثلث الأضحية فالأمر واضح، وإن كان أقل، تصدق بقيمة ما بقي من الثلث التالف، وإنما قلنا بالأفضلية وعدم الوجوب، لأن الأضحية سنة في أصلها كما أن تقسيم لحمها أثلاثاً سنة كذلك، وقد قال الأنصاري في أسنى المطالب: (ولو ذبح المنذورة ولو حكماً في وقتها، ولم يفرق لحمها ففسد لزمه قيمته، وتصدق بها دراهم، ولا يلزمه شراء أخرى لحصول إراقة الدم.) انتهى.
فإذا كان شراء بدل المنذورة غير واجب، فالمسنونة من باب أولى، وما وجب فعله من التصدق في المنذورة، يكون مسنوناً في الأضحية، هذا هو الظاهر.
والله أعلم.
3002
عنوان الفتوى:لا مانع في الشرع أن يتزوج الرجل بثانية قبل أن يدخل بالأولى رقم الفتوى:3002تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم أصحاب الفضيلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، قد يكون سؤالي مكرراً لديكم لكن صدقوني ابحث عن اجابته منذ سنتين بالتحديد ولا زلت حائراً إلى أن صدر قانون الأحوال الشخصية الجديد في قطر وسؤالي يتلخص في زوج تزوج من شقيقتي وحصل خلاف مع أهل الزوج مما أدى إلى مطالبة شقيقتي بمنزل منفصل عن أهل الزوج ( طبعاً الخلاف حصل بعد أن عقد عليها بثلاثة أشهر دون الدخول بها ) فرفض الزوج أن يفتح بيتاً منفصلاً وأصبح يماطل ويتحجج بحجج غير منطقية إلى أن لجأ لدى القضاء وطلب شقيقتي في بيت الطاعة وجلست المداولات قرابة سنة إلى أن ردت إليه هذه القضية وطبعاً أقر بعدم استطاعته فتح بيت شرعي وعدم الإنفاق عليها طيلة هذه المدة مما حكم عليه بالتفريق للضرر فاستأنف الحكم ( علماً بأنه تزوج بأخرى اثناء سير الدعوى لدى القاضي بحجة أن الشريعة تسمح له بأربع ) وهذا ليس من شأن أحد التدخل فيه ولكن سؤالي هنا هل هناك دليل من القرآن أو السنة أو من الائمة الاربعة يجيز الزواج بأخرى قبل الدخول بالأولى ويعده مما لاضرر فيه على الزوجه الأولى وأن الشريعة تجيز مثل هذه الزيجات من دون وقوع أي ضرر على الزوجة الأولى علماً بأن الزوج اختلى بالزوجة الأولى فهل يحق لها مايحق من حقوق المدخول بها، أرجو الرد وجزاكم الله خيرا (18/136)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلتعلم أيها السائل الكريم أن الله جل وعلا أباح لعباده المؤمنين التعدد وذلك في مطلع سورة النساء من قوله تعالى: ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة )
فاشترط الله لإباحة التعدد العدل بين الزوجات ولم يشترط غير ذلك. فكون الرجل يتزوج بثانية أو ثالثة أو رابعة حلال له شرعاً، وكون الزوجة الثانية يتزوجها قبل الدخول بالأولى أو بعدها أيضاً كل ذلك جائز، فلم يأت نص في الشرع الحنيف ينهى عن الزواج بالثانية أو الثالثة قبل الدخول بالأولى، ومن هنا لا يطالب المجيز بالدليل على الجواز ، بل الذي يقول بالمنع من ذلك هو الذي يطالب بالدليل، لأن الأصل هو الجواز. (18/137)
بل أقول لك ، يجوز للرجل الذي يعلم من نفسه العدل وهو قادر بدنياً ومالياً أن يعقد على أربع نساء في يوم واحد وأن يدخل بهن في ليلة واحدة ، وما المانع من ذلك طالما أن الله أباحه بشرط العدل.
أما عن مشكلتك أو مشكلة أختك مع زوجها فهذه المشكلة فما دمتم قد أحلتموها إلى المحاكم الشرعية ، فستتولى إن شاء الله الفصل بينكم وبين زوج أختك بما نرجوأن يكون موافقا للصواب .والله أعلم.
30020
عنوان الفتوى:من أحكام المسح على الجوربين رقم الفتوى:30020تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال :
ما حكم المسح على الجورب ومتى يكون وما هي كيفيته وهل يستطيع المسلم أن يمسح على جوربه فى كل وقت حتى بعد الاستيقاظ من النوم أو بعد قضاء الحاجة؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسح على الجوارب إذا كانت قوية صفيقة سنة، وقد فعله نبينا صلى الله عليه وسلم، حيث مسح على جوربيه ونعليه، رواه الترمذي عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
ويكون المسح بعد طهارة كاملة، وكيفيته أنه إذا لبسهما بعد طهارة كاملة وأحدث وأراد أن يجدد الوضوء توضأ وضوءه للصلاة كما هو معلوم، فإذا وصل إلى القدمين مسح على الجوربين.
ويمسح عليهما في كل وقت سواء كان الناقض هو النوم أو كان غيره من بقية نواقض الوضوء، ما لم تكن عليه جنابة أو يمضي يوم وليلة إن كان مقيما، وثلاثة أيام إن كان مسافراً.
ولمزيد من الفائدة عن المسح على الجوربين والخفين نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: (18/138)
4675.
والله أعلم.
30026
عنوان الفتوى:للزوجة حق وللأخت حق رقم الفتوى:30026تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب عربي متزوج منذ سنة ونصف وأقيم بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة مع زوجتي وأختي الصغرى وأخي الصغير، هناك بعض المشاكل بين زوجتي وأختي وخلاصة الأمر قد لا تحتملان العيش معا، زوجتي تصر على أن نسكن وحدنا وأنا لا أقدر على ترك أختي تقطن وحدها ونحن في بلد ليس بلدنا وأنا مسؤول عنها ولا أستطيع حتى أن أبوح بهذا الموضوع أمامها، أما زوجتي فلا أرى منها أي مشاكل أخرى فهي تقوم بكل واجباتها على أكمل وجه، أقنعتها مرارا أن تصبر حتى تتزوج أختي وبعد ذلك يمكن أن نسكن وحدنا لكنها تأبى وتصر على أن أجد حلاً، وبكل صراحة لا أجد أي حل، فأنا مسؤول عن أختي كذلك، أرجو منكم سيدي بنصيحة فاصلة في هذا الموضوع، فلا أريد أن أظلم أياً منهن؟
هناك بعض المشاكل بين زوجتي و اختي و خلاصة الامر قد لا تحتملان العيش معا.
زوجتي تصر على ان نسكن وحدناو انا لا اقدر على ترك اختي تقطن وحدها و نحن في بلد ليس ببلدنا و انا مسؤول عنها ولااستطيع حتى ان ابح بهذا الموضوع امامها.
اما زوجتي فلا ارى منها اي مشاكل اخرى فهي تقوم بكل واجباتها على اكمل وجه.
اقنعتها مرارا ان تصبر حتي تتزوج اختي وبعد ذلك يمكن ان نسكن وحدنا لكنها تابى وتصر على ان اجد حلا.
وبكل صراحة لا اجد اي حل.فانا مسؤوول على اختي كذلك.
ارجو منكم سيدي بنصيحة فاصلة في هذا الموضوعز فلقد تعبي ولا اريد ان اظلم ايا منهن.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على كل مسلم أن يُعطي كل ذي حق حقه، فللزوجة حق يجب الوفاء به، وللأخت حق يجب الوفاء به كذلك، ومن حق الزوجة أن تطلب لنفسها سكناً مستقلاً، لئلا يطلع عليها أحد فيما لا تحب أن يطلع عليها فيه، وراجع في هذا الفتوى رقم: 23279، والفتوى رقم: 26050 . (18/139)
وبناء على هذا؛ فالذي يجب عليك هو توفير سكن خاص بزوجتك يليق بمثلها، وهذا لا يعني هجران الأخت أو قطيعتها، بل يمكنك تخصيص غرفة مستقلة المدخل والمخرج والمنافع لأختك، وذلك لتتمكن فيه من الإشراف عليها وبرها، والمكث عندها -إن شئت- وهذا الذي نراه لائقاً، وإننا لننصح كلاً من الزوجة والأخت بأن يتقيا الله تعالى في من ولاه الله أمرهما، وأن يترفعا عن سفاسف الأمور، لئلا يثقلا كاهل وليهما بالمصروفات، وتتسببا في ضيق صدره، وماذا على الزوجة لو تحملت أخت زوجها؟! لما في إخراجها من البيت من ضياع متوقع، وشر مستطير، ونقول للزوجة: ضعي نفسك مكان هذه الأخت، فهل ترضين أن يطردك أخوك وأنت في بلد غريب لتعيشي وحدك، عرضة لطمع الطامعين؟!!
والله أعلم.
30028
عنوان الفتوى:السورة التي تتحدث عن غزوة أحد رقم الفتوى:30028تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : في أي سوره ورد ذكر غزوة أحد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ورد ذكر غزوة أحد في سورة آل عمران في آيات أولها قوله تعالى: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [آل عمران:121-122].
ثم من الآية 139 إلى الآية 175 وبينهما آيات ليست في موضوع الغزوة، وليس في القرآن ذكر اسم غزوة أحد صراحة، إذ ليس في القرآن التصريح باسم غزوة ما عدا بدراً في سورة آل عمران 123 وحنيناً في سورة التوبة 25 والأحزاب في سورة الأحزاب 20، 22. (18/140)
والله أعلم.
30035
عنوان الفتوى:من اسباب الهداية والاستقامة رقم الفتوى:30035تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم أمابعد..
إلى شيخنا الفضيل أربد أن أبتعد عن المحرمات على أكمل وجه
1- مثل استماع الغناء.
2- المشاهدة للمسلسلات.
3- الابتعاد عن الكذب.
4- عدم الصلاة في وقتها.
5- عدم صلاة الفجر، وهي أهم صلاة.
6- السب أو الشتم، الرجاء الرد في أسرع وقت ممكن....؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فستجد في الفتوى رقم:
23678، والفتوى رقم: 27074، إحالة على فتاوى سابقة كثيرة فيها بيان أسباب الهداية والاستقامة وما يعين على ذلك، ولا شك أن الإنسان لا يقع في هذه الذنوب المذكورة في السؤال إلا بسبب ضعف الوازع الديني، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 4510، 4307، 1791، 18073، 10894.
والله أعلم.
30036
عنوان الفتوى:لا يؤخذ العلم ممن ليس أهلا للقدوة رقم الفتوى:30036تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : هل يجوز حفظ القرآن من شيخ مخالف للسنة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل أن يصحب طالب العلم العلماء الربانيين العاملين أهل التقوى والصلاح ليتعلم منهم العلم والعمل والأخلاق... فإذا لم يجدهم فلينتقل إلى الأمثل فالأمثل....
ولا يأخذ العلم ممن ليس أهلا للقدوة من أهل البدع والمعاصي؛ إلا إذا لم يجد غيرهم فهنا يجوز له أن يتعلم منهم القرآن، ولكن عليه أن ينتبه ويحذر من بدعهم.
فقد كان السلف الصالح رحمهم الله ينتقون المشايخ الذين يأخذون عنهم العلم ويحذرون من أهل البدع والأهواء، وربما تجنبوا بعض العلماء الصالحين الذين عندهم بعض التغفل.... فهذا الإمام مالك رحمه الله تعالى يقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذونه... ولقد أدركت في هذا المسجد -يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم- سبعين ممن يقول: قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أحدهم لو اؤتمن على بيت مال لكان به أميناً، فما أخذت منهم شيئاً لأنهم لم يكونوا من أهل هذه الشأن، فلما قدم علينا محمد بن شهاب الزهري، ازدحمنا على بابه وكان شاباً... انتهى. (18/141)
ذكر ذلك عن مالك بروايات مختلفة ابن عبد البر في التمهيد والذهبي في السير.
والحاصل أنه ينبغي لطالب العلم أن ينتقي مشايخه، وإذا لم يجد الشيخ المطلوب فله أن يتعلم العلم ويحفظ القرآن على غيره، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم:
17137.
والله أعلم.
30039
عنوان الفتوى:حكم الشرع في خطرات القلب رقم الفتوى:30039تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
رغم أني أحب ديني إلا أنه تراودني في بعض الأوقات شكوك ووساوس حول الله وخاصة كلما عرفت الظواهر الطبيعية وتفسيرها وأيضا في بعض ما روي عن النبي مثل الإسراء والمعراج، فلا أفهم إن كان العلم نقمة أو نعمة فكلما تعرفت على بعض الأسرار تتناقض مع نفسي وأحيانا أجد الحلول لأسئلتي وأنصرف عن تلك الوساوس لكن سرعان ما تعاودني الأسئلة؟
والسلام عليكم .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان ما تجده من وساوس وشكوك لم يصل إلى حد القول به أو العمل فهذا من الخطرات التي تجاوز الله عنها لهذه الأمة كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم." رواه البخاري ومسلم.
وانظر الفتوى رقم: 746.
والله أعلم.
30043
عنوان الفتوى:لا يجوز استخدام السحر ولو لمقصد صحيح رقم الفتوى:30043تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : ما حكم السحر إن كان القصد منه الإصلاح بين الزوجين؟ (18/142)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز استخدام السحر لأي مقصد من المقاصد، حسنا كان أم سيئا، لأن السحر من أعظم الموبقات، فلا يجوز تعلمه ولا تعليمه ولا تعاطيه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك وحذر منه أشد التحذير، ورتب عليه أشد أنواع الوعيد وهو الحكم بكفر من يفعل ذلك، ولمزيد من الفائدة في هذا الأمر تراجع الفتوى رقم:
24767، والفتوى رقم: 19606.
والله أعلم.
30044
عنوان الفتوى:الواجب نحو أهل العلم عموماً رقم الفتوى:30044تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : ما رأي العلماء في شخصية الدكتور يوسف القرضاوي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا الموقع مختص بالرد على التساؤلات التي تتعلق بالأحكام الشرعية التي تهم المسلمين، ولا علاقة له بالحكم على الأشخاص، والواجب نحو أهل العلم عموماً أن يعرف لهم قدرهم وفضلهم، وأن يحفظ لهم ما قدموا من خدمة للإسلام والمسلمين، وكل إنسان يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكتب لهم العصمة، فما وافق الكتاب والسنة أخذ به طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وما خالفهما رد، ولمزيد من الفائدة نحيل السائل على الفتوى رقم: 6506.
والله أعلم.
30046
عنوان الفتوى:حكم العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة أجنبية عنه رقم الفتوى:30046تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : ما حكم العلاقه الجنسية عن طريق الهاتف هل هي حرام، أرجو الإفادة؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة أجنبية عنه عن طريق الهاتف محرمة ولا تجوز ولو كانت حدود العلاقة مجرد الصداقة وتبادل الأحاديث الودية، وراجع الفتوى رقم: (18/143)
1072، والفتوى رقم: 10522.
أما إذا انضاف إلى ذلك الحديث في أمور الجنس أو ممارسته عبر الهاتف فإنه يكون أشد حرمة، وراجع الفتوى رقم: 7875 ففيها بيان أن الكلام الجنسي بين الزوجين عبر الهاتف لا ينبغي فكيف بالأجنبيين، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
11690.
والله أعلم.
30047
عنوان الفتوى:بالعلاج يتبين نوع المرض رقم الفتوى:30047تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : بسم الله، لي قريب طرأت عليه تصرفات غريبة لم نعهدها من قبل وذلك بعد زواجه من أجنبية ببضع سنين، الأمر الذي ترجح لنا أن يكون مسحورًا ولا أحد منّا يجرأ على التحدث معه على أنه مسحور، ولا يقبل منا، ونحن نعذره فيما يصدر عنه لهذا السبب، ونشفق عليه، ونرغب في علاجه دون علمه، فماذا نفعل ؟ وشكرًا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأولى بكم أن تسعوا في علاج هذا الشخص عن طريق الرقى الشرعية أو عن طريق عرضه على أطباء علم النفس ونحو ذلك، وبهذا سيتضح لكم نوع المرض الذي يعاني منه صاحبكم، وينبغي لكم أن تعاملوه بلطف ورفق وتدعوا له بالشفاء. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
20082.
والله أعلم.
30048
عنوان الفتوى:حكم مزاولة العمل الحلال بدون ترخيص رقم الفتوى:30048تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : هل مزاولة عمل ما حلال .. ولكن بدون ترخيص .. أو موافقة جهة ما يجوز أو لا يجوز؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسؤالك مجمل يحتاج إلى بيان حتى يتم الجواب عليه مفصلاً؛ لأن بعض الأشياء لا يجوز للإنسان أن يفعلها إلا بموافقة الجهة الرسمية أو المسؤولة عن فعل ذلك الشيء لما في ذلك من الضبط والمصلحة، وتارة يكون مباحاً فعله مع منع الجهة الرسمية من ذلك لما في منعها من الظلم والمخالفة للشرع ونحو ذلك. (18/144)
والله أعلم.
30053
عنوان الفتوى:التبرك بالقبور ذريعة إلى الشرك رقم الفتوى:30053تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : هل يجوز التبرك بالقبور؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتبرك معناه طلب حصول البركة والخير بمقاربة الشيء وملابسته، وهو عبادة من العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف أي يُتوقف عن فعلها حتى يرد بمشروعيتها دليل، والتبرك بالقبور بالطواف حولها والتمسح بترابها وحيطانها وما عليها من الأضرحة والستور ونحوها.. هذا كله غير مشروع لم يثبت به دليل، بل جاءت الأدلة على النهي عنه والتغليظ فيه، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُتخذ قبره عيداً أي يعتاده الناس لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم أو التبرك بقبره ونحو ذلك، فقال: لا تتخذوا قبري عيداً، ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً، وحيثما كنتم فصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني. أخرجه أحمد وأبو داود واللفظ لأحمد.
وإنما نهى عن الصلاة إلى القبور وبينها سداً لذريعة الشرك الحاصلة بالتبرك بالقبور أو تعظيمها والخروج بزيارتها عن المشروع إلى الممنوع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيما نقله عنه صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود 6/23: معنى الحديث: لا تعطلوا البيوت من الصلاة فيها والدعاء والقراءة فتكون بمنزلة القبور، فأمر بتحري العبادة بالبيوت، ونهى عن تحريها عند القبور عكس ما يفعله المشركون من النصارى ومن تشبه بهم من هذه الأمة. انتهى.
والله أعلم.
30054
عنوان الفتوى:لبس الخف في الصلاة لا حرج فيه رقم الفتوى:30054تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : ما حكم الصلاة بالخف؟ (18/145)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لبس الخف في الصلاة لا حرج فيه إذا كان الخف طاهراً، وهذا ظاهر، والدليل هو ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الصلاة في نعليه كما في الترمذي وابن ماجه وغيرهما.
أما إذا كان المقصود الصلاة في الخف مع المسح عليه فهذا أيضاً لا حرج فيه إذا توافرت شروط صحة المسح فيه.
وقد سبق ذكر تلك الشروط في الفتوى رقم:
5345.
والله أعلم.
30056
عنوان الفتوى:السورة التي تتحدث عن غزوة تبوك رقم الفتوى:30056تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : في أي سورة وردت غزوة تبوك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ورد ذكر غزوة تبوك في سورة التوبة ابتداء من الآية 38 إلى قريب من آخر السورة مع وجود آيات أثناء ذلك ليست في ما يتصل بموضوع تبوك.
ولم يذكر اسم الغزوة في سورة التوبة ولا غيرها، ولكن هنالك آية فيها إشارة لها وهي قوله تعالى: لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ [التوبة:42].
وقد اتفق المفسرون على أنها نزلت في تبوك وكانت أبعد غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
30058
فتاوى
عنوان الفتوى:حالة الأجير الخاص إذا عمل لغير مستأجره رقم الفتوى:30058تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سؤالي هو: أنا مهندس أعمل فى شركة عامة (أي مملوكة للدولة)، وقامت بإرسال بعض الإخوة ليتم تأهيلهم ولمدة أربع سنوات خارج الدولة وتم أخيراً إنشاء شركة خاصة في نفس المجال، فيقوم بعض الموظفين بالعمل في الشركة الخاصة دون علم الشركة العامة ويقومون أيضاً بأخذ أوراق الأعمال والمعدات بحجة العمل بها فى الشركة الأم، ويرسلونها إلى الشركة الخاصة بدون أي إذن، ما حكم الأموال التي يتقاضونها من الشركة الخاصة بالدليل من القرآن الكريم والسنة الشريفة، لأنهم يحللون هذه الأموال؟ ووفقكم الله في خدمة المسلمين والإسلام. (18/146)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأدوات التي يحملها هؤلاء الموظفون من الشركة للعمل بها في شركة أخرى دون إذن ممن له سلطة الإذن خيانة وتعدٍّ وأكل لأموال الناس بالباطل، وهذا محرم قطعاً، لقول الله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة:188]،
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه..." رواه أحمد وغيره، وصححه الأرناؤوط.
وفي صحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لامرئ أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس منه." وصححه الألباني في صحيح الترغيب وغاية المرام، قال ابن حبان بعد هذا الحديث: (قال ذلك: لشدة ما حرم الله من مال المسلم على المسلم.) انتهى.
أما عن عملهم في الشركة الخاصة فهو جائز إذا لم يكن في أثناء الدوام الرسمي، أو كان أثناء الدوام الرسمي لكن أذن لهم من له حق الإذن في الشركة العامة "شركة الدولة" أما إذا كان في أثناء الدوام الرسمي دون إذن الشركة فهذا لا يجوز قطعاً، لأن الموظف بمثابة الأجير الخاص، الذي يجب عليه أن يُسلم نفسه لرب العمل في كل الزمن المنصوص عليه في العقد، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "المسلمون عند شروطهم." رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم فيكون الأجر المترتب على هذا العمل سحتاً وحراماً لا يحل لمكتسبه أن يمسكه، وتجب عليه التوبة مما حصل منه، ولا يتأتى ذلك إلا بأربعة أمور: (18/147)
الأول: الإقلاع عن هذا الذنب فوراً.
الثاني: الندم على ما فات منه في الماضي.
الثالث: العزم على عدم العودة إليه أبداً.
الرابع: أن يخبر الشركة بما حصل منه، وحق الشركة في هذه الحالة أن تنقص من أجره بقدر قيمة ما عمل عند غيره، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: (حالة الأجير الخاص إذا عمل لغير مستأجره بغير إذنه، فإنه ينقص من أجره بقدر ما عمل، فلرب العمل أن يسقط من أجره بقدر قيمة ما عمل لغيره، ولو كان عمله لغيره مجاناً.) انتهى.
فإن خاف العامل على نفسه من أن يفصل من الشركة، أو يحُاكم فيسجن، فله رد هذا المال دون علم الشركة، وهذا ميسور في زماننا حيث يمكنه وضع هذه الأموال في حساب الشركة دون أن يعلم به أحد، أو غير ذلك من الطرق، ويكون حساب هذه المدة دقيقاً إن أمكن، فإن تعذر عليه حسابها بدقة، قدرها بناءً على غالب ظنه، وليحتط في ذلك على نفسه فإنه أبرأ لذمته، وراجع الفتوى رقم: 19755.
والله أعلم.
30059
عنوان الفتوى:غار حراء ونسج العنكبوت في الهجرة رقم الفتوى:30059تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : هل كان غار حراء عندما كان به الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوجد بخارجه عش العنكبوت والحمام أم لا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/148)
فقد روى الإمام أحمد والطبراني في الكبير حديث نسج العنكبوت على باب غار حراء في قصة الهجرة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وقد ضعف الشيخ الألباني هذا الحديث في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة تحت رقم:
1129.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 21039.
والله أعلم.
3006
عنوان الفتوى:لا تجبر المرأة على الزواج من رجل لا ترغب فيه رقم الفتوى:3006تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ماحكم إجبار البنت على الزواج من شحص دون موافقتها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فلا تجبر المرأة على الزواج من رجل لا ترغب فيه لما في ذلك من مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولما ينشأ عنه من مشاكل وعدم استقرار في الحياة الزوجية ذلك لأدلة كثيرة منها ما في صحيح مسلم والمسند والسنن عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأيم أحق بنفسها من وليها. والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها". وفي الصحيحين والمسند عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر. ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا يا رسول الله وكيف إذنها قال أن تسكت" وفي المسند وسنن الدارمي عن أبى موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تستأمر اليتيمة في نفسها فإن سكتت فقد أذنت وإن أبت لم ُتكره>. ومن أهل العلم من أجاز جبر الأب أو وصيه للبكر خاصة وهو مذهب المالكية.
30060
عنوان الفتوى:حكم الابتعاد عن الأم الساحرة رقم الفتوى:30060تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : عملت حماتي لي عملاً سفلياً لكي أطلق وانتقل المرض في جسدي وقد علمنا عن طريق أربعة شيوخ قرأوا علي القرآن وأخرج لي الشيخ واحداً وعشرين جنياً من يدي عانيت كثيراً من الأمراض، وكنت عند قراءة القرآن أصرع وعند مواجهة أهل زوجي، قالت والدته: إنها ستظل تعمل ذلك لتطلقنا، وهو يعلم أنها تعمل الطالع والأعمال دائما لمن تكره، عمل لي الشيخ حجامة ولكنني أخاف أن يحدث لي شيء آخر، هل يمكننا الابتعاد عنهم حتى يهديهم الله أم أن زوجي سيحاسب أمام الله على ذلك ؟ (18/149)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ارتكاب السحر والسعي لتحصيله كبيرة من الكبائر، يجب على العبد أن يتجنبها، فإن وقع فيها وجبت عليه التوبة منها فور الوقوع فيها، وذلك بالإقلاع عنها والندم عليها والعزم على عدم العودة إليه، ولا يجوز أن يتهم أحد بهذه التهمة لمجرد شك أو وهم أو ظن مرجوح، بل لا بد من التيقن من ذلك قبل الإقدام على رمي الناس به، لما يترتب عليه من تشويه للسمعة، وطعن في السيرة، فإذا غلب على ظن الأخت السائلة أو تيقنت أن أم زوجها قد عملت لها سحراً، فلتتوكل على الله، ولتفوض أمرها إليه، ولتصبر على ما ابتلاها الله به، وهذا كله لا يتنافى مع طلب العلاج من شيخ رباني يشتهر بالصلاح والدين، ولمعرفة معنى السحر وعلاجه راجعي الفتوى رقم: 2244، والفتوى رقم: 5252، ولمعرفة الفرق بين المشعوذ والمعالج بالقرآن راجعي الفتوى رقم: 6347.
وبغض النظر عن قيام حماتك بالسحر أو عدمه، فإنه يجوز لزوجك الخروج من بيت أمه إلى بيت مستقل، ولا شيء عليه في ذلك لأن ذلك لا ينافي برها، إلا إذا احتاجت إليه في خدمة لها لا يستطيع القيام بها إلا بالإقامة معها، ولا شأن لك أنت بهذا الأمر، لأن المسكن المستقل حق من حقوق الزوجة الواجبة على الزوج.
وننبهك إلى أنه لا ينبغي لك أن ترهقي زوجك بالنفقات لأجل هذه الأمر، حفاظاً على عشرته، ومراعاة لشعوره، كما نوصيك بالصبر على حماتك وتحمل أذاها. (18/150)
والله أعلم.
30061
عنوان الفتوى:حكم من قال أخبرني فلان أن فلاناً وفلانة أخبراه بأنهما زنيا رقم الفتوى:30061تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : لقد اتهمت رجلاً وزوجته بفعل الزنا قبل زواجهما بناءً على إفشائهما بسرهما لأحد الأشخاص الموثوق في صدقهم الذي أخبرني بذلك في السر، ولقد قمت بنقل هذا الخبر لشخص آخر, فهل أكون قد وقعت في كبيرة القذف؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للشخص أن يقذف محصناً - رجلاً أو امرأة- بالزنا إلا إذا كان معه ثلاثة شهود؛ لقول الله تعالى عز وجل: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ* إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور:4- 5].
وفي صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلد أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة بن شعبة ثم استتابهم، وقال من تاب قبلت شهادته، قال ابن قدامة: (وكان بمحضر من الصحابة فلم ينكره أحد.) انتهى.
وعليه؛ فإذا كنت قلت "فلان زنى بفلانة قبل زواجها" فهو قذف تجب عليك التوبة منه، وللمقذوف المطالبة بإقامة حد القذف عليك.
وأما إذا كنت قلت: أخبرني فلان أو أشهدني أن فلاناً وفلانة أخبراه بأنهما زنيا قبل زواجهما فلا تعد قاذفاً ولا من أخبرك بذلك عنهما، قال ابن فرحون اليعمري المالكي: (وإن شهد واحد على الإقرار حُدَّ، فإن نقل ذلك عن غيره ففيه خلاف، قال ابن القاسم: يحد، وقال محمد: لا يحد إذا قال أشهدني فلان؛ إلا أن يقول: هو زانٍ أشهدني، وهذا أحسن لأنه حقق عليه، فإذا لم يثبت حد.) انتهى. (18/151)
وقال الشربيني في مغني المحتاج: (ولو شهد واحد على إقراره بزناً فلا حد عليه جزماً لأن من قال لغيره قد أقررت بأنك زنيت وهو في معرض القذف والتعيير لا حد عليه.) انتهى.
وننبه هنا إلى أمرين:
أولهما: أنه ما كان ينبغي للرجل والمرأة أن يفشيا معصيتهما وقد سترها الله عليهما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا." رواه الحاكم والبيهقي وصححه السيوطي.
والثاني: أنه ما كان ينبغي لك ولا لمن أخبرك أن تخبرا بهذا الأمر لاسيما من أخبراه وطلبا منه الستر عليهما.
والله أعلم.
30066
عنوان الفتوى:الزيادة في ثمن السلعة لزيادة الأجل بين الحل والحرمة رقم الفتوى:30066تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : لدي رأس مال وأنا أعمل به والطريقة كالتالي: يأتي الأشخاص إلي لطلب الجهاز الفلاني مثلا جوال أو تلفاز ويعلمون أن سعره مثلا 1000 ريال وأنا أقسطه عليهم على أربعة أشهر بواقع 300 ريال شهريا أي المجموع آخر أربعة أشهر 1200 ريال بزيادة عشرين في المائة، فهل هي من الطرق الحلال أم الحرام؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنت تبيع السلعة بـ ألف لمن أراد شراءها حالاً وألف ومائتين لمن أراد شراءها مؤجلة فلا حرج وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:
1084 فانظرها.
أما إذا كنت تبيعها بثمن محدد لأجل محدد وتقول للمشتري إن لم تدفع الثمن عند هذا الأجل فإن الربح سيزداد فإن هذا هو عين ربى الجاهلية الذي جاء الإسلام بتحريمه والوعيد الشديد على من يقومون به، وأنظر الفتوى رقم: 4546. (18/152)
والله أعلم.
30067
عنوان الفتوى:حكم الرجعة بالقول والفعل رقم الفتوى:30067تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : رجل كان يأتي زوجتة في الدبر ثم أراد أن يتوب إلى الله فقال لزوجته يريد منها أن تخاف الله ويهددها (إذا عدنا إلى مثل هذا العمل أنت طالق) ثم هداه الله وبعد فترة وسوس لهما الشيطان وعادا إلى مثل ذلك (مرة واحدة) ولكنهما تذكرا عقاب الله وتابا إلى الله عسى ربنا أن يتقبل توبتهما، السؤال هنا في كلمة الطلاق وهو لم يقصد في نيته الطلاق وإنما التهديد فماذا يجب في هذة الحالة (كفارة أم ماذا ) وهل إذا وقعت طلقة واحدة يكفي أن يجامعها وبذلك يكون قد راجعها أفيدونا؟ جزاكم الله ألف خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقولك (إن عدنا إلى مثل هذا العمل فأنت طالق) طلاق معلق، وهو يقع بمجرد وصول الأمر المعلق عليه سواء قصدت الطلاق أو التهديد والمنع، وعليه فإن زوجتك طلقت منك بفعلكما ذلك العمل المحرم المشين، وانظر في تحريم وطء الزوجة في الدبر الفتوى رقم: 20424.
وأما سؤالك عن إرجاعها بمجرد الجماع بدون التلفظ بلفظ راجعتك وأمسكتك ورددتك ونحو ذلك، فاعلم أن العلماء أجمعوا على أن الرجعة تصح بالقول، قال ابن قدامة في المغني: (فأما القول فتحصل به الرجعة بغير خلاف.) انتهى.
وأما الرجعة بالفعل فمختلف فيها، فالأحناف ذهبوا إلى أن الزوج لو جامع زوجته أو مس شيئاً من أعضائها بشهوة فقد حصلت الرجعة، ووافقهم الحنابلة في الجماع فقالوا: تصح الرجعة بالجماع دون المس جاء في كشاف القناع: (وتحصل الرجعة بوطئها بلا إشهاد نوى الرجعة أو لم ينو به الرجعة.) انتهى.
وأما المالكية فقالوا بصحة الرجعة بالوطء والمباشرة لكن مع نية المراجعة، جاء في الشرح الكبير: (ولا تصح رجعة بدون النية ولو بأقوى الأفعال كوطء.) انتهى. (18/153)
والراجح هو قول المالكية وهو الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: (إن الوطء من الزوج مع نية المراجعة يعتبر رجعة وهو رواية عن أحمد، وهذا أعدل الأقوال وأشبهها بالأصول.) انتهى من الاختيارات الفقهية.
والله أعلم.
30069
عنوان الفتوى:مصاحبة أصدقاء السوء خطر عظيم رقم الفتوى:30069تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : السلام عليكم
أرجو إجابتي عن حكم شخص كلما أقبل على أمر من أمور الدنيا وجد فيه جانب من المعصية، وهكذا صار حال الدنيا، فإذا خرج مع أصدقائه وارتكبوا المخالفات فهو أمام خيارات: إما أن يسكت عن ذلك أو يفعل ما فعلوه، أو ينصحهم بعدم فعله، فإذا اختار الخيار الأخير وتكرر ذلك عليه في عدة مواضع وجدهم يبتعدون عنه، وكذلك بالنسبة للعمل والبيت و..، فما هي النصيحة هنا ؟ وهل من الجائز أن ينطوي قليلاً على نفسه ويشغلها بالعبادة بعيداً عن الناس؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنما أشرت إليه من الفساد والبعد عن الدين وقلة الأعوان على الخير والطاعة هو سمة من سمات هذا العصر البارزة وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا شك أن مصاحبة أصدقاء السوء خطر عظيم يعرض المسلم للمفاسد والمخاطر في الدنيا والآخرة.
ولهذا ينبغي للمسلم أن يكثف جهوده ويحس بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فالمسلم مطلوب منه أن يدعو الناس كلهم إلى الله تعالى، وأن يصلح ما فسد، ويقوم ما اعوج، ويتأكد ذلك في حق الأهل والأقارب والأصدقاء. قال الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108].
ولا ينبغي للمسلم أن يبتعد عن الناس أو ينعزل عن إخوانه وأصدقائه بحجة فسادهم أو انشغاله بالعبادة، فالدعوة إلى الله تعالى والإصلاح من أعظم العبادات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء. رواه مسلم ، وفي رواية للترمذي : الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي. (18/154)
وقال صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم. رواه أصحاب السنن.
وتأكد أنك إذا صبرت وبذلت الجهد بهدوء ورفق ولين أنك ستؤثر في من حولك، واستعن بالله تعالى ثم بمصاحبة الصلحاء والخيرين، فإن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
والله أعلم.
30070
عنوان الفتوى:مذاهب العلماء فيمن أصابه الحدث أثناء الطواف رقم الفتوى:30070تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : لقد رجعت إلى الله وذهبت للعمرة، وسافرت لمكة، ولكني وأنا أطوف أحدثت حدثاً أصغر وأكملت طوافي وسعيت وصليت ورجعت وأخشى أن تكون عمرتي غير مقبولة؟ويحرم علي ما يحرم على المحرم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنهنئك أولاً برجوعك إلى الله وتوبتك مما مضى، ونسأل الله لك المزيد، ونقول لك: إذا كنت قد توضأت بعد الحدث، وعدت فأتممت طوافك وبنيت على ما مضى، فطوافك صحيح، ولا شيء عليك على الراجح من قولي العلماء، من جواز البناء على ما مضى من الطواف إذا قطعه الحدث، وهو قول الشافعية، وأحمد في رواية، ومالك في رواية، قال الشيرازي في المهذب: (وإن أحدث وهو في الطواف توضأ ويبني، لأنه لا يجوز إفراد بعضه عن بعض، فإذا بطل ما صادفه الحدث منه لم يبطل الباقي، فجاز له البناء عليه.) انتهى.
أما إذا كنت قد أتممت طوافك بعد الحدث دون أن تتوضأ فطوافك غير صحيح، لأن الطهارة شرط له، ويلزم من عدم الشرط عدم الصحة، وهذا هو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة. (18/155)
لكن الذي نراه لك في هذه الحالة -والله أعلم- هو أنه يجب عليك ذبح شاة في مكة وتوزيعها على فقراء الحرم، نظراً لعودتك إلى بلدك، وهذا مذهب أبي حنيفة ورواية عن أحمد، قال ابن قدامة في المغني: (وعن أحمد أن الطهارة ليست شرطاً، فمتى طاف غير متطهر أعاد بمكة، فإن خرج إلى بلده جبره بدم.) انتهى.
وقال في بدائع الصنائع -وهو حنفي-: (فإذا طاف من غير طهارة، فما دام بمكة تجب عليه الإعادة، لأن الإعادة جبر له بجنسه، وجبر الشيء بجنسه أولى.) انتهى.
وقال أيضاً: (وإن لم يُعِد ورجع إلى أهله فعليه الدم، غير أنه إن كان محدثاً فعليه شاة، وإن كان جنباً فعليه بدنة.) انتهى.
وراجع الفتوى رقم: 29645، والفتوى رقم: 28684.
والله أعلم.
30074
عنوان الفتوى:يجب مراعاة الحق الأدبي رقم الفتوى:30074تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : ماحكم سماع شرائط محاضرات جامعية لدكتور يعطي هذه المحاضرات بمبلغ كبير(درس خصوصي) مع العلم أنه ليس في مقدوري أخذ هذا الدرس؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأمر في هذه المسألة يرجع إلى صاحب الحق في ذلك وهو من يلقي هذه المحاضرات، فإن أذن بالاستفادة من هذه الأشرطة فيها وإلا فلا يجوز التعدي على حقه الأدبي دون إذن منه، وانظر الفتوى رقم: 6080 لمزيد من الفائدة.
والله أعلم.
30077
عنوان الفتوى:لا حرج في السحب من جهاز غير مصدر البطاقة رقم الفتوى:30077تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : حكم السحب ببطاقة السحب الآلي من جهاز غير مصدر البطاقة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نرى حرجاً في استخدام أي جهاز للصرف الآلي سواء كان يتبع البنك الذي أصدر البطاقة أم غيره، لأن هذه العملية تتم بطريقة آلية باتفاق مسبق بين البنوك . (18/156)
والله أعلم.
30078
عنوان الفتوى:مصطلحات علمية - بيان وتوضيح رقم الفتوى:30078تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : هناك بعض المصطلحات التى يصعب على طالب العلم فهمها، فنرجو من سيادتكم توضيحها و لكم جزيل الشكر وهى:
1- المقصود بجمهور السلف.
2- المقصود بلغة و اصطلاحا.
3- المقصود بأئمة الدين.
4- المقصود بمذهب السلف.
5- الفرق بين السلف و الخلف.
6- المقصود باهل السنة و الجماعة.
المقصود بأهل العلم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمقصود بالسلف أصالة الصحابة ثم التابعون وتابعوهم، وجمهورهم يعني أكثرهم. ويطلق أهل الفقه والحديث وغيرهم من أهل الفنون لفظ لغة واصطلاحاً عند تعريف شيء ما فيقولون: هو لغة كذا، واصطلاحاً كذا، مثل قولهم: الفقه لغة الفهم - أي في لغة العرب تقول: فقهت كذا، أي فهمته. واصطلاحاً: هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلة. ويطلقون على من يمارس ذلك الفقيه.
والمقصود بأئمة الدين علماؤه والعارفون به الذين يؤتم بهم أي يقتدي بهم غيرهم، وعلى رأس هؤلاء النبي صلى الله عليه وسلم فهو إمام الأنبياء والصالحين.
والمقصود بمذهب السلف أي أقوالهم التي ذهبوا إليها استنباطًا من الكتاب والسنة.
والمقصود بالمذهب المكان الذي يذهب إليه فهو مأخوذ من ذهب يذهب مذهباً بعيداً أي مكاناً يذهب إليه، وأطلق على أقوال الأئمة مذهب تجوزاً، والمعنى كأن لذلك الحكم الذي استخرجه مكاناً بعيداً وصل إليه بجهد وعناء.
والمقصود بالسلف كما سبق هم الصحابة والتابعون وتابعوهم، والخلف هم من جاء بعدهم إلا أن كل جيل يعتبر سلفاً لمن بعده وخلفاً لمن قبله.
والمقصود بأهل السنة والجماعة المتمسكون بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً وسلوكاً والمجتمعون على ذلك. (18/157)
والمقصود بأهل العلم في العلوم الشرعية من لهم علم بالكتاب والسنة وهم على طبقات متفاوتة.
والله أعلم.
3008
عنوان الفتوى:إذا دخل وقت الصلاة قبل الشروع في السفر ثم سافر فله القصر رقم الفتوى:3008تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل تقصر الصلاة فيما لو سافر الشخص، فصلاها خارج أسوار بلدته، علما أنه دخل وقتها قبل الشروع في السفر، و قد شرع في السفر قبل دخول الوقت الثاني؟
أرجو بيان ذلك عند جمهور الفقهاء.
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دمت لم تصل الصلاة حين دخل وقتها ثم صليتها وأنت مسافر، فصلها قصراً، وصلاتك هذه تعتبر أداءً لا قضاءً، لأن وقتها مازال باقياً. والصلوات ما أُدي منها في السفر صلي على الهيئة والكيفية المحددة للصلاة في السفر. وكذلك الصلوات التي تصلى في الحضر تصلى على الهيئة والكيفية المحددة للصلاة في الحضر.
والله أعلم.
30080
عنوان الفتوى:حكم التعامل مع شركة بزناس رقم الفتوى:30080تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: حول شركة بزناس (البنة الشجرية والربح عن طريقها)، إذا لم تكن تعرفها أرسل لي البريد الالكتروني، حتى أشرحها لكم؟
السلام عليكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق الجواب عن هذا السؤال بالفتوى رقم: 19359 فراجعها.
والله أعلم.
30083
عنوان الفتوى:صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم رقم الفتوى:30083تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : أريد معرفة طريقة صحيحة في الصلوات، وهذا نظرًا لكثرة الآراء وكثرة تنوع الأفكار وكذلك الأدعية المتبعة في كل صلاة، وبارك الله فيكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/158)
فإن كيفية أداء الصلاة الصحيحة أن يؤديها المسلم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤديها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلي. رواه البخاري.
وقد نقل لنا الصحابة رضوان الله عليهم كيفية صلاته صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها بدقة تامة، وطبقوها أمام من رواها عنهم إلى أن وصلت إلينا بالتواتر مدونة في كتب أهل العلم من أهل الحديث والفقه، ومطبقة بالفعل من ملايين المسلمين الذين نقلوها خلفاً عن سلف.
ولا يضر الاختلاف في بعض الجزئيات مثل الاختلاف في بعض السنن والمستحبات.
وننصح السائل الكريم بقراءة كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
وقد سبقت الإجابة عن مثل هذا السؤال فليرجع إليها السائل في الفتوى رقم:
6188، والفتوى رقم: 3788.
وأما أدعية الصلاة فبإمكانك الرجوع إليها في كتب الفقه والحديث وخاصة كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن المقام هنا لا يتسع لذكرها، ولكننا نكتفي بالإشارة إلى بعضها، فبعد تكبيرة الإحرام مباشرة وقبل قراءة الفاتحة يستحب دعاء الاستفتاح وله ألفاظ كثيرة، منها: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك. ، ومنها أن يقول المصلي في ركوعه: سبحان ربي العظيم. ثلاث مرات أو أكثر، وأقلها مرة واحدة، وأن يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى. كذلك وأن يدعو بما تيسر، ويقول في جلوسه بين السجدتين: رب اغفر لي.
ومنها قراءة التشهد في جلسة الوسطى وجلسة التسليم، ومنها بعد السلام الاستغفار ثلاث مرات، وأن يقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ويسبح الله ثلاثًا وثلاثين، ويكبر الله ثلاثاً وثلاثين، ويحمد الله ثلاثًا وثلاثين، ويختم المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
إلى غير ذلك من الأدعية والأذكار التي بإمكانك أن تطلع عليها في الكتب المذكورة. (18/159)
والله أعلم.
30086
عنوان الفتوى:ما يثبت به الرضاع رقم الفتوى:30086تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : ما حكم الرضاعة لطفلة عمرها أقل من سنتين عن طريق شفط الحليب من مرأة(ليست والدتها) في كأس ثم إعطاء الطفل منه، وتكرار هذه العملية عدة مرات متفرقة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالرضاع يثبت بمص اللبن أو بشربه من إناء ، وقد سبق في الفتوى رقم: 14069.
والله أعلم.
30088
عنوان الفتوى:العواصف والزلازل قد تكون عقوبة وزجرا رقم الفتوى:30088تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : هل تغير الجو وحدوث عواصف رملية في البلاد تعتبر كوارث ينزلها الله على العباد بسبب تفشي الفواحش أم كوارث طبيعية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتغير الجو ووقوع عواصف رملية وزلازل ونحو ذلك كله بأمر الله تعالى ، وقد يحدث ذلك عقوبة وزجراً وتخويفاً ونحو ذلك ، و قد تكون بسبب تفشي الفواحش والمنكرات ، وقد تكون ابتلاء ، وقد تكون لحكمة أخرى لا نعلمها نحن.
والله أعلم.
30089
عنوان الفتوى:نسيان الطهارة من المحيض لا يبطل الصيام رقم الفتوى:30089تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : ما حكم الإسلام في امرأه جنب وقد نسيت تماما الطهارة قبل الإفطار وذلك في شهر رمضان؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصيامها صحيح وعليها الغسل وقضاء الصلوات التي صلتها وهي على جنابة، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 2267.
والله أعلم.
30092
عنوان الفتوى:حضور الحائض غسل الميت أو تغسيله رقم الفتوى:30092تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : ما هو الحديث الشريف أو الآية القرآنية التي تحرم على المرأة الحائض حضور غسل الميت أو تغسيل الميت؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/160)
فلا توجد آية قرآنية تمنع الحائض من غسل الميت ولا من حضور غسله، ولا نعلم حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى، ولا نعلم أحداً من أهل العلم حرم ذلك إلا أن بعض السلف كالحسن وابن سيرين كره ذلك، كما رواه عنهما ابن أبي شيبة في مصنفه.
والله أعلم.
30093
عنوان الفتوى:ثمرة صلاة الاستخارة رقم الفتوى:30093تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته والحمد لله.
ما هي الاستخارة؟ وكيف أداؤها؟ و هل يتبعها فى نفس الوقت رؤيا أو حلم؟ وهل الرؤيا بعدها دليل على شيء يعني إذا رأيت خيرا فالإستخارة خير وإن شرا فهي شر أم الحلم بعدها ما هو إلا بدعة وليس لها أصل ديني وسنة متبعة؟
جزاكم الله عني و عن المسلمين خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فثمرة الاستخارة انشراح الصدر لفعل الأمر الذي تمت الصلاة لأجله، أو الانقباض منه وعدم الإقبال عليه، ولا علاقة للرؤى والأحلام بالاستخارة، وقد مضى بيان هذا الأمر في الفتوى رقم: 1775، والفتوى رقم: 25703، وأما كيفية الاستخارة فقد سبق بيانها في الفتوى رقم: 4823.
والله أعلم.
30095
عنوان الفتوى:الأصل عدم حصول الرضاع المحرم رقم الفتوى:30095تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : رضعت من خالتي أخت أمي وبعدها توفى زوجها وأولادها منه أيضاً وبعد ذلك تزوجت خالتي مرة أخرى وأنجبت منه أولاداً، والآن خالتي تقول إنها نسيت هل أرضعتني أم لا مع العلم أنها كانت تؤكد الرضاع قبل سنوات كما أن أمي تؤكده أيضاً ولكنها تقول إنها ليست تذكر كم مرة رضعت من خالتي ولكنها على الأقل رضعتين فهل أنا أخت من الرضاعة لأولاد خالتي، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دامت أمك توقن برضاعاك من خالتك رضعتين وتشك فيما زاد على ذلك فإنك لا تعتبرين بنتاً لخالتك من الرضاعة لأن الأصل عدم حصول الرضاع المحرم وما كان كذلك فلا يثبت إلا بيقين وإن كان الأحوط والأبرأ عدم زواجك من أبنائها لأن من العلماء من تحرم الرضعة الواحدة عنده بل والمصة، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: (18/161)
15769.
والله أعلم.
30098
عنوان الفتوى:شرب المياه الغازية.... رؤية شرعية رقم الفتوى:30098تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أن الأزهر الشريف قد أفتى أن شرب الكوكا كولا محرم لما تبين أنه يوجد في مكوناتها مواد مستخرجة من الخنزير وكانت الشركة المصنعة تخفي هذه الحقيقة حتى يومنا هذا؟
الرجاء الرد ولكم جزيل الشكر والثواب.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا علم لنا إن كان الأزهر الشريف قد أفتى بتحريم شرب "الكوكا كولا" علماً بأننا قد رجعنا إلى موقع دار الإفتاء المصرية وبحثنا في الموقع المذكور، ولم نعثر على شيء يتعلق بهذا الأمر، ولعل الأمر لا يتعدى طور الإشاعات، وما أكثر المروجين لها، ولمزيد من الفائدة حول حكم شرب المشروبات الغازية راجع الفتوى رقم: 11039، والفتوى رقم: 19708.
والله أعلم.
30099
عنوان الفتوى:لا يبنى المسجد على قبر ولا يدفن ميت في المسجد رقم الفتوى:30099تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : ما حكم الدين في المساجد التي تبنى وبها قبر لأحد الأولياء أو الأئمة، وما حكم الصلاة فيها،مع العلم بأن المعتقدين بعدم حرمتها يبررون ذلك بأن مقام سيدنا إبراهيم يوجد داخل الحرم الشريف وكذلك مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وبه قبر الرسول ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يحرم بناء المساجد على القبور ولا تصح الصلاة فيها، كما يحرم دفن الميت بالمسجد، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث نهى فيها عن ذلك، بل لعن فاعله، وقد وضحنا ذلك في الفتوى رقم: 4527، والفتوى رقم: 1530. (18/162)
أما ما يردده من يفعل هذا من كون قبر النبي صلى الله عليه وسلم داخل المسجد فيرد عليه بأنه وصاحبيه لم يدفنوا في المسجد، وإنما دفنوا في بيت عائشة، ولكن لما وسع المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك أُدخلت الحجرة في المسجد في آخر القرن الأول، ولا يعتبر عمله هنا في حكم الدفن في المسجد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه لم ينقلوا إلى أرض المسجد، وإنما أُدخلت الحجرة التي هم بها في المسجد لأجل التوسعة، فلا يكون في ذلك حجة لأحد على جواز البناء على القبور أو اتخاذ المساجد عليها أو الدفن فيها لما ورد من الأحاديث الصحيحة المانعة من ذلك.
وقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى على هذه الشبهة في المجلد السابع والعشرين ص: 137، فقال رحمه الله تعالى:
بل المساجد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين لا تجوز الصلاة فيها، وبناؤها محرم كما قد نص غير واحد من الأئمة لما استفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والسنن والمسانيد أنه قال: إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك. وقال في مرض موته: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد - يحذر ما فعلوا، قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره. ولكنه كره أن يتخذ مسجدًا.
وكانت حجرة النبي صلى الله عليه وسلم خارجة عن مسجده، فلما كان في إمرة الوليد بن عبد الملك كتب إلى عمر بن عبد العزيز عامله على المدينة النبوية أن يزيد في المسجد، فاشترى حُجَرِ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت شرقي المسجد وقبلته فزادها في المسجد فدخلت الحجرة إذ ذاك في المسجد وبنوها مسنمة عن سمت القبلة لئلا يصلي أحد إليها. (18/163)
وكذلك قبر إبراهيم الخليل لما فتح المسلمون البلاد كان عليه السور السليماني ولا يدخل إليه أحد ولا يصلي أحد عنده، بل كان مصلى المسلمين بقرية الخليل هناك، وكان الأمر على ذلك على عهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم إلى أن نقب ذلك السور ثم جعل فيه باب، ويقال: إن النصارى هم نقبوه وجعلوه كنيسة ثم لما أخذ المسلمون منهم البلاد جعل ذلك مسجداً، ولهذا كان العلماء الصالحون لا يصلون في ذلك المكان. هذا إذا كان القبر صحيحاً، فكيف وعامة القبور المنسوبة إلى الأنبياء كذب مثل القبر الذي يقال إنه قبر نوح، فإنه كذب لا ريب فيه، وإنما أظهره الجهال من مدة فريبة، وكذلك قبر غيره. انتهى.
أما مقام إبراهيم الموجود بمكة فليس بقبر، بل هو أثر قدميه كما هو معروف.
والله أعلم.
301
عنوان الفتوى:لا ينتفع الشخص من الفوائد الربوية وتصرف في المصالح العامة تخلصاً منها رقم الفتوى:301تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ماحكم فوائد البنوك وماالحل في شخص يملك مبلغاً من المال غير كاف لعمل مشروع هل يقترض من البنك ويعمل مشروعاً او يترك المال في منزلة وفي هذه الحالة يكون عرضة للسرقة اويضع المال في البنك بدون فوائد وفي هذه الحالةيقل المال مع العلم بان البنوك الأسلامية في مضمونها مثل البنوك الأخرى ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله وصحبه ومن والاه: وبعد:
1- فوائد البنوك الربوية لا يحل لك أخذها ، وليس لنا عذر يبرر الأخذ من الربا لغرض إيجاد العمل أو إنشاء مشروع.
2- اما بخصوص وضع المال في أحد البنوك خوفاً من ضياعه في البيت فتلك ضرورة حفاظاً على المال، ولكن شريطة أن لا يأخذ شيئاً من الفوائد الربوية. وذلك بجعلها في الحساب الجاري كما هو معلوم. والله أعلم. (18/164)
3010
عنوان الفتوى:أحس برطوبة وشك في حصول الجنابة رقم الفتوى:3010تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : قمت من النوم ذات مرة وأحسست برطوبة ( أحسست أن بي جنابة ) ولكن عندما تأكدت لم أجد شيئا ، ثم سافرنا وفي الطريق نمت وعندما استيقظت وقفنا لنصلي الصلاة ثم أحسست أيضا رطوبة لا أعلم هل هي من الحر أم جنابة فلم أتأكد لأنني كنت خائفا أن أجد شيئا ثم لا أستطيع أن أغتسل وقلت سأنظر وأتأكد لاحقا. وفي الغد وبعدما استيقظت من النوم قمت وإذا بي جنابة فلا أعلم هل كانت بي جنابة في السفر أم لا . فما الحكم ؟ وجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فما أحسست به في المرة الأولى ليس جنابة ؛ لأنك ذكرت أنك نظرت فلم تجد شيئاً.
وما أحسست به في المرة الثانية كان يجب عليك أن تنظر فيه حتى تتأكد هل هو جنابة أم لا وكونك مسافراً ليس عذراً لأنك إما أن تكون قادراً على استعمال الماء فيجب عليك استعماله أو عاجزاً عنه فعليك أن تتيمم وقد قال الله تعالى: (وإن كنتم مرضى أو على سفراً أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه).
أما الآن وقد حصل ما حصل فقد اختلف أهل العلم فيمن وجد بللاً ولم يدر ما هو فمنهم من قال إنه لا يجب عليه غسل الجنابة لأن الطهارة متيقنة والجنابة مشكوك فيها واليقين لا يرفع بالشك . ومنهم من قال إنه يجب عليه أن يغتسل غسل الجنابة لأنه شك في كونه وجب عليه الغسل فلا تبرأ ذمته إلا بمحقق.
وهذا القول أحوط وعليه فالآن يجزئك الغسل الذي اغتسلته من الجنابة في المرة الثالثة وعليك أن تعيد ما صليت من صلاة ما بين ما أحسست به في المرة الثانية والجنابة التي أصابتك في المرة الثالثة. (18/165)
والله تعالى أعلم.
30100
عنوان الفتوى:توبة الزوجة وندمها يدعوان إلى إمساكها رقم الفتوى:30100تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باختصار شديد زوجتي خانتني لمدة طويلة وحالياً تابت ورجعت إلى الله وندمت على ما فعلت لا أعرف ماذا أتصرف أتركها وأولادها وأستر عليها أم أطلقها أو أتزوج مرة ثانيه حيث تقول لي ذلك هي كونها قد عذبتني الفترة الماضية وتريدني أن أرتاح هكذا تقول, عمري 38 سنه وعندي خمسة أولاد, أجيبوني وأريحوني من العذاب الذي أعاني منه؟ جزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دمت قد علمت توبة زوجتك وندمها على ما سبق من خيانة وسعيها في راحتك وإرضائك فلا حرج عليك في إمساكها لاسيما إذا كان القصد من ذلك مصلحة الأولاد، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 8013.
والله أعلم.
30108
عنوان الفتوى:قواعد التفسير النافعة رقم الفتوى:30108تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أرجو أن تفيدوني حول محمد البلبيسي وتفسيره الغريب لبعض آيات القرآن الكريم؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشخص المذكور في السؤال غير معروف لدينا، ولم نقرأ له شيئاً في التفسير، وبالتالي لا يمكننا الحكم عليه، لكنك لو أرسلت إليناً نموذجاً من أقواله، أو دللتنا على أحد كتبه لكان أفضل، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20711، 8600، 16725، 20704، 20598، 25002.
فستجد فيها القواعد النافعة للتفسير، مع التعرف على المراجع الأصيلة والكتب النافعة.
والله أعلم.
30109
عنوان الفتوى:حكم العمل في شركة جزء من نشاطها بث القنوات رقم الفتوى:30109تاريخ الفتوى:02 ذو الحجة 1424السؤال : أنا أعمل مهندس اتصالات وأريد أن أعرف هل العمل في الشركة التابع لها "نيل سات" "والعربسات" حلال أم حرام؟ علما أن بهما قنوات صالحة وأخرى طالحة؟ مع جزيل الشكر. (18/166)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت تباشر بعملك المعاونة على إيصال المحرمات إلى الناس عبر هذه القنوات التي وصفتها بأنها طالحة، فلا يجوز لك هذا العمل ولو كانت تلك الاتصالات تشتمل على مباح، لقول الله تعالى: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2].
واعلم -وفقك الله- أن من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيراً منه." رواه أحمد.
والله أعلم.
3011
عنوان الفتوى:الزواج تعتريه الأحكام الخمسة رقم الفتوى:3011تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1422السؤال : ما حكم من لا يرى الزواج واجبًا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحقيقة الأمر أن الزواج تعتريه أحكام الشريعة التكليفية الخمسة، فتارة يكون واجباً وتارة يكون مندوباً.....إلخ.
فيجب على من قدر عليه، وتاقت نفسه إليه وخشي العنت ( الزنا )، لأن صيانة النفس وإعفافها عن الحرام واجب، ولا يتم ذلك إلا بالزواج. قال القرطبي: المستطيع الذي يخاف الضرر على نفسه ودينه من العزوبة لا يرتفع عنه ذلك إلا بالتزويج، لا يختلف في وجوب التزويج عليه. أما من كان تائقاً له وقادراً عليه، ولكنه يأمن من اقتراف ما حرم الله عليه فإن الزواج في حقه مستحب.
يحرم في حق من يخل بحق الزوجة في الوطء والإنفاق، مع عدم قدرته عليه وعدم توقان نفسه إليه، إلا إذا علمت الزوجة بذلك ورضيت به.
قال القرطبي: فمتى علم الزوج أنه يعجز عن نفقة زوجته، أو صداقها، أو شيء من حقوقها الواجبة عليه، فلا يحل له أن يتزوجها حتى يبين لها، أو يعلم من نفسه القدرة على أداء حقوقها... (18/167)
بينما يكره في حق من يخل بالزوجة في الوطء والإنفاق إخلالاً لايرقى إلى أن يوقع ضرراً بالمرأة ، بأن كانت غنية وليس لها رغبة قوية في الوطء، فإن انقطع بذلك عن شيء من الطاعات أو الاشتغال بالعلم اشتدت الكراهة.
وإنما يباح إذا انتفت الموانع مع انتفاء الدواعي.
والله أعلم.
30115
عنوان الفتوى:الأصل عدم جواز التجسس على المسلمين رقم الفتوى:30115تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أجيبوني جزاكم الله خيرا عن السؤال الآتي: إذا حامت الشبهات حول شخص ما أنه لص هل تجوز مراقبته؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز لأحد أن يتجسس على أحد من المسلمين، فإن اطلع منه على ريبة وجب عليه أن يسترها ويحذره من عقوبة الله عز وجل لقول الله تعالى:وَلا تَجَسَّسُوا [الحجرات:12].
ولهذا نص أهل العلم على أنه لا يجوز للمحتسب ولا غيره التجسس ولا هتك الأستار على الناس لتحصيل المحظورات من المخالفين، ويشهد لهذا قوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته. رواه أحمد.
ولكن إن وجدت أمارات تدل على وجود محظورات يخشى فوات استدراكها جاز للمحتسب حينئذ التجسس لتفادي ذلك وإلا فلا يجوز. قال في الموسوعة الفقهية: فإن غلب على الظن استتار قوم بها - يعني المحظورات - لأمارات دلت وآثار ظهرت فذلك على ضربين:
1- أن يكون ذلك في انتهاك حرمة يفوت استدراكها مثل أن يخبره من يثق به أن رجلاً خلا بامرأة ليزني بها أو رجل ليقتله فيجوز له في مثل هذه الحالة أن يتجسس ويقدم على الكشف والبحث حذراً من فوات ما لا يستدرك. (18/168)
2- ما خرج عن هذا الحد وقصر عن هذه الرتبة فلا يجوز التجسس عليه ولا كشف الأستار عنه.
وبهذا يعلم السائل أنه لا تجوز له مراقبة شخص ولا التجسس عليه بمجرد الشك ونحوه.
والله أعلم.
30119
عنوان الفتوى:حكم الزواج من امرأة كان على علاقة بها رقم الفتوى:30119تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو حكم من كان يأتي لفتاة وكان يلمسها بعض الشيء وهي ليست محرماً له وقد تاب من ذلك كله وقد تزوجت من غيره ثم طلقها وهي مازلت تحبني هل ممكن أن أتزوجها أم لا وأنا مازلت أحبها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج عليك أن تتزوج بها بعد انتهاء عدتها إن صلح حالكما وتبتما إلى الله عز وجل، وانظر الفتوى رقم: 11947، والفتوى رقم: 21908.
والله أعلم.
3012
عنوان الفتوى:هل يجزئ إخراج زكاة المال لحما ؟ رقم الفتوى:3012تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أريد أن أعرف هل يجوز أن ندفع بدل المال لحما في زكاة المال؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي أن تخرج الزكاة من جنس المال المزكى إلا أموال التجارة (عروض التجارة) فإنها تقوم وتخرج زكاتها قيمة (أي نقوداً). والأصل أن تدفع هذه النقود إلى الفقير يشتري هو بها ما شاء أو يقضي عنه بها ديونه. ولا يجوز أن يشترى بها طعام (لحم أو غيره) ثم يعطى للفقير، هذا مذهب جمهور أهل العلم. وذهب بعضهم إلى أنه يجوز أن يدفع للفقير طعام أو غيره تساوي قيمته قيمة النقود الواجبة بشرط أن يكون ذلك المدفوع أحظ للفقير من النقود.
وعلى ما ذهب إليه الجمهور فلا يجوز لك أن تشتري لحما بقدر قيمة الزكاة الواجبة عليك وتوزعه على الفقراء، يضاف إلى ذلك أن إخراج اللحم غير مناسب في الغالب للشرط الذي اشترطه من خالفوا الجمهور، فالغالب على الفقير أن لا يكون اللحم أحظ له من ثمنه لأن اللحم مرتفع الثمن، ولو وصلت إليه النقود وأراد صرفها لكان اللحم في أخريات أولوياته. (18/169)
والله أعلم .
30120
عنوان الفتوى:سجود السهو لتدارك الركعة الرابعة من الرباعية رقم الفتوى:30120تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنا نصلي صلاة العشاء وعندما رفع الإمام من السجود في الركعة الثالثة قام ليكمل الركعة الرابعة ولكن نطق أحد المأمومين وقال "سبحان الله" ظناً منه أننا نصلي المغرب، فجلس الإمام "ظناَ منه أنه زاد ركعة خامسة" وعندما جلس للتشهد سلم ثم سجد سجود السهو، فقلنا له ما بك بقي علينا ركعة، فعاد وأكمل الركعة الرابعة وسلم ثم بعد التسليم سجد سجود السهو ..فهل صلاتنا صحيحة مع العلم بأن بعض المأموين أعادوا الصلاة وقالوا إن الصلاة غير صحيحة وباطلة ويجب أن تعيدوها !!! أفتونا في هذا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان الأمر بهذه الصورة التي وصفت في السؤال فإن صلاة الإمام صحيحة لتداركه للركعة الرابعة التي سلم قبلها، وما فعله من سجود البعدي فهو جبر لزيادة الجلوس والسلام من الركعة الثالثة.
أما من كان خلفه فمن كان منهم مثله في ظن التمام وسلم تبعاً للإمام فصلاته صحيحة لاعتقاده كمال الصلاة، أما من سلم منهم متيقناً نقص الصلاة فصلاته باطلة لخروجه من الصلاة عمداً.
والله أعلم.
30121
عنوان الفتوى:الدم المسفوح حرمه الله تعالى رقم الفتوى:30121تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : هل هناك رأي علمي يعضد تحريم الدم المسفوح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/170)
فأعظم أمر يعضد الإيمان بتحليل الحلال وتحريم الحرام، هو مطلق التسليم لله تعالى، وذلك لا يتأتى إلا برسوخ وحدانيته في قلب المؤمن، فهو سبحانه واحد في ذاته وصفاته وخلقه وأمره، قال عز وجل: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْر [الأعراف:54]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً [البقرة:208].
والأصل عند المسلم في علل الأوامر والنواهي هو النصوص الشرعية، وما اقترن بها من العلل المنصوصة، أما ما يتبين للناس بعد ذلك من حكم فما هو إلا زيادة بيان، وليس النص الآمر أو الناهي في حاجة إليها، ولو كان النص في حاجة إليها لتوقف الإيمان به حتى تثبت كل الحكم التي يتوصل إليها بين وقت وآخر، ومع هذا فإننا نوقن أن كل ما شرعه الله حكمة كله وخير كله، وسواء كان في باب الأمر أو في باب النهي.
ومن الحكم التي أثبت الطب الحديث أن الله حرم الدم لأجلها:
1- أن للدم أكثر من مجال في الجريان، فهو يحمل الفضلات إلى الكلى والرئى، ويتم تنقية هذا الدم بهما، والأوعية الدموية بها لونان من الدم: دم فاسد، ودم صالح، فإذا أخذنا هذا الدم فإنه يكون مختلطاً بعضه ببعض، والنوع الذي لم تخرج منه الشوائب في الكلى والرئة يُسمى الدم المسفوح، والذي جاء القرآن بتحريمه.
2- كذلك أثبت الطب أن الدم المسفوح يحمل سمومًا وفضلات من أنسجة البدن كالبولة Urea، وحمض البول Uric Acid، وغاز الكربون وغيرها، وهذا إذا تناوله الإنسان تسبب له في ارتفاع نسبة البولة في دمه، مما يؤدي إلى اعتلال دماغي خطير.
3- الدم وسط صالح لنمو وتكاثر كثير من الجراثيم.
4- أن الدم لا يحتوي إلا على القليل من المواد الغذائية المختلطة بعناصر شديدة السمية، وهو عسر الهضم جدًّا.
5- يؤدي تناول الدم عن طريق الفم إلى ارتفاع اليوريا في دم الإنسان، مما قد يؤثر على المخ ويسبب الغيبوبة المفاجئة.
والله أعلم. (18/171)
30122
عنوان الفتوى:كيف تقلع عن التدخين رقم الفتوى:30122تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : أنا مدخن للسجائر وأحاول جاهدا أن أتوقف عنها ولكنى ضعيف الإرادة فى ذلك فما هو حكم الإسلام فى تدخين السجائر وهل هي مكروهة أم محرمة وما السبيل للتخلص من هذه العادة؟ وجزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك على التخلص من هذه العادة السيئة المضرة المحرمة. ولتعلم أن حكم التدخين في الإسلام هو التحريم لكونه خبيثاً ويؤدي إلى مفاسد عظيمة، وأضرار صحية ومالية.... وكل ما يؤدي إلى هذه الأضرار فهو محرم بالكتاب والسنة، ولتفاصيل ذلك وأدلته نحيلك إلى الفتوى رقم: 1671.
وأما الطريق إلى التخلص من هذه العادة السيئة فهو قوة العزيمة على تركها وإخلاص النية في ذلك لله تعالى وكثرة الدعاء والاستغفار... ويجمع لك ذلك تقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلانية، ولمزيد من الفائدة والتفصيل نحيلك إلى الفتوى رقم: 20739.
والله أعلم.
30123
عنوان الفتوى:المواضع التي تقرأ فيها سورتا الإخلاص والكافرون رقم الفتوى:30123تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : أذكروا لنا بعض المواضع التي تستحب فيها قراءة سورة الإخلاص والكافرون؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتستحب قراءة سورة الإخلاص والكافرون في عدة مواضع منها:
1- في ركعتي رغيبة الفجر، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد.
2- في ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم، روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يقرأ في الركعتين قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون.
3- في صلاة الوتر، لما رواه أحمد في مسنده، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث، بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. وصححه الأرناؤوط. (18/172)
4- في السنة الراتبة للمغرب - وهي البعدية - روى أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعاً وعشرين مرة، أو بضع عشرة مرة، قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. وصححه الأرناؤوط.
5- عند النوم، ففي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقرأ عند منامك قل يا أيها الكافرون، قال: ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك. وحسنه الأرناؤوط. ورواه أبو داود وصححه الألباني.
والله أعلم.
30124
عنوان الفتوى:حكم الانتفاع بجلد الخنزير رقم الفتوى:30124تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قمت بشراء جاكيت لابنتي ولبسته أكثر من مرة واكتشفت بعد ذلك بالصدفة بأنه مصنوع من جلد الخنزير فهل يجوز أن تستمر ابنتي في لبسه أم أنه حرام كحرمة أكل لحمه أفيدوني؟
جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في طهارة جلود الميتة بما في ذلك جلد الخنزير، ولعل الراجح من أقوالهم -إن شاء الله تعالى- أنها تطهر جميعاً بعد الدبغ.
وذلك لما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دبغ الإهاب فقد طهر." ، وفي رواية أصحاب السنن: "أيما إهاب دبغ فقد طهر." وهذه الألفاظ تدل على العموم.
وعلى ذلك فلا مانع من الانتفاع بجلد الخنزير بعد إصلاحه ودبغه، ولمزيد من الفائدة والتفصيل والأدلة وأقوال العلماء نحيلك إلى الفتوى رقم: 21705.
والله أعلم.
30128
عنوان الفتوى:حكم الزواج لغرض الحصول على الجنسية رقم الفتوى:30128تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : هل يجوز الزواج من أجنبيه لفترة معينة بغرض الحصول على الجنسية؟ علمًا بأنه لا مورد للرزق غير ذلك. (18/173)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا تم تحديد مدة في العقد ينفسخ بعدها فهو نكاح متعة وهو باطل باتفاق أهل العلم، وإذا كان هذا العقد قد تم دون اشتراط مدة معينة ولكن ينوي الزوج ذلك، فلا يجوز على الراجح من أقوال أهل العلم لما فيه من الغش والتدليس والشبه بنكاح المتعة.
وكذلك الحكم فيما لو علمت الزوجة بأن النكاح ينفسخ أو أن الزوج يطلقها بعد أن يتم حصول غرضه من الحصول على الجنسية دون أن يذكر ذلك في العقد؛ لأن المنوي كالمشروط على الصحيح من أقوال العلماء لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. متفق عليه.
ولا سيما أن القانون يحدد مدة معينة لأجل الحصول على الجنسية، وانظر للتفصيل الفتوى رقم:
3458، والفتوى رقم: 11173.
واعلم - وفقك الله - أن الزواج بغير المسلمات فيه كثير من المفاسد، وخاصة إذا كان لغرض الحصول على الجنسية فإن مثل هذا النكاح تستهين به المرأة، إذا أقدمت عليه وهي تعلم بغرض الزوج من هذا النكاح، وترى نفسها كأنها عقدت صفقة تجارية، فمن أين يأمن الزوج من تلويث عرضه وأن تلحق به من الأطفال ما ليس منه، وقد تقدمت لنا فتوى ذكرنا فيها شروط الزواج من الكتابيات فانظرها تحت الرقم: 7819، وانظر أيضاً الفتوى رقم: 1158.
وأما قولك: لا مورد للرزق إلا ذلك فليس بصحيح، فموارد الرزق كثيرة، لن يعدم من يلتمسها أن يجد الكثير منها، قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [هود:6].
وقال جل وعلا: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ [الذاريات:23]. وانظر لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: (18/174)
7768.
والله أعلم.
3013
عنوان الفتوى:يجوزشراء شيء وبيعه بالتقسيط بزيادة معلومة رقم الفتوى:3013تاريخ الفتوى:22 محرم 1422السؤال : السلام عليكم إن لى أختا ترغب بالتعامل مع صندوق الأيتام في الأردن لبناء بيتها كما يلي:- تذهب أختي إلى متجر معين و تعاين المطلوب و تعرف سعرها الإجمالي ثم تذهب إلى الصندوق و تطلب منه شراء المواد لها بزيادة معينه يتفق عليها، هنا يطلب الصندوق من أختي ضمانا أو كفالة على سبيل المثال كفيل يعمل في الحكومة أو قطعة أرض وبعدها يذهب موظف من الصندوق ويدفع قيمة المشتريات بفواتير باسم الصندوق و يعطي المشتريات لأختي ومن ثم تدفع للصندوق الثمن مع الزيادة المتفق عليها بالتقسيط على فترة معينة وفي حال زادت الفترة عن المتفق عليه يزيد المبلغ المستحق على أختي، فهل هذا جائز. جزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للشخص أن يطلب من جهة معينة أن تشتري له مواد أو بضائع على أن تبيع ذلك له بالتقسيط مع زيادة في الثمن لكن بشرط أن لا يكون في ذلك اتفاق على أنه إذا تأخر في سداد بعض الأقساط يزاد عليه مبلغ مقابل التأخير لأن هذا هو الربى الذي كان معروفاً في الجاهلية وقد جاء الإسلام بتحريمه فقد كان التاجر في الجاهلية يقول للمدين إما إن تقضي وإما أن تربي (أي تزيد) وهذا ما يطبقه غالب المؤسسات المالية في العالم اليوم عند جدولتها لديون المدينين وأما الإسلام فقد حرم هذا النوع وحث المدين على سداد الدين وحث الدائن على إنظار المعسر وبذلك يتم العدل والتعاون. وعلى هذا فإذا استطاعت هذه الأخت أن تتعامل مع هذا الصندوق على الوجه الشرعي الذي ذكرناه من غير وجود ذلك الشرط الربوي المحرم جاز لها ذلك وإلاّ فلا يجوز لها الإقدام على التعامل معه. وعليها أن تتقي الله سبحانه وتعالى وسيجعل لها مخرجاً كما وعد قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) (18/175)
والله تعالى أعلم.
30131
عنوان الفتوى:لعل الله أن يجعل في زواجه منها خيرا رقم الفتوى:30131تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : لي أب كبير في العمر 72 عامًا ويريد الزواج بعد ما ماتت زوجته - وهو مطلق والدتي منذ أكثر من 30 عامًا - من امرأة صغيرة ومطلقة من زوجين وسيرتها ليست طيبة والوالد ليس لديه من يعوله سوانا وهو مصر على الزواج منها ويطالبني أن أعطيه مهرها فإن أنا لم أعطه هل عليَّ شيء ؟ أرجو الإفادة.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد نص الفقهاء على أن الوالدين إن كانا فقيرين غير قادرين على الكسب أن نفقتهما تجب على ولدهما، وبما أن والد السائل محتاج فنفقته واجبة عليه، لا سيما وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نصَّ على أن للأب حقًّا في مال الولد.
روى أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي اجتاح مالي، فقال: أنت ومالك لأبيك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من أموالهم. (18/176)
قال الكاساني في بدائع الصنائع: وقوله عز وجل: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:15] وهذا في الوالدين الكافرين، فالمسلمان أولى، والإنفاق عليهما عند الحاجة من أعرف المعروف. انتهى.
ولا شك أن الزواج حاجة، فعلى السائل أن يبر أباه بتيسير هذا الأمر له، وأما كون المرأة صغيرة أو مطلقة فليس هنالك في الشرع ما يمنع زواجه منها ما لم تكن معروفة بالفاحشة، وما ذكر في السؤال من كونها ليست حسنة السمعة، فلعل الله أن يجعل صلاحها وعفتها بزواجها من هذا الرجل.
ولمزيد من الفائدة نحيل السائل على الفتوى رقم:
1569، والفتوى رقم: 1249.
والله أعلم.
30133
عنوان الفتوى:عمارة الأرض بالبناء وبالوحي رقم الفتوى:30133تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : أثر الإسلام في العمارة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد حض الإسلام على عمارة الأرض، وعمارتها على نوعين:
الأول: عمارتها بالدين والوحي وهذا هو المقصود الأعظم الذي من أجله خلق الله الخليقة وأنزل الكتب وبعث الرسل قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذريات:56].
وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [هود: 7].
الثاني: عمارتها بالبناء والعمران، قال تعالى مخبراً عن نبيه صالح أنه قال لقومه: يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا [هود: 61].
قال ابن كثير رحمه الله: أي جعلكم عُمّاراً تعمرونها وتستغلونها. انتهى. (18/177)
ومن نظر في الفن المعماري وتاريخه أدرك أن للحضارة الإسلامية فيه أوفر الحظ.
والله أعلم.
30135
عنوان الفتوى:حول تطبيب المرأة الرجال رقم الفتوى:30135تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : زوجتي طبيبة ولها عيادة خاصة هل يجوز لها تطبب الرجال؟ مع العلم أن هناك أطباء(رجال) مختصين بالمنطقة.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدمت الإجابة على موضوع علاج المرأة للرجال تحت الرقم: 10631 وننصح السائلة بأن تجعل عيادتها خاصة بالنساء، وهي بذلك تكون قامت بجهد مشكور، وقدمت لأخواتها خدمات جليلة تساهم في التقليل من ذهابهن إلى عيادات الرجال، ومثل هذا إن صاحبته نية خالصة يكون من أعظم القربات لاسيما في هذه الأيام التي بلغ فيها السيل الزبى واختلط الحابل بالنابل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والله أعلم.
3014
عنوان الفتوى:لا بد من التأكد من الدم النازل قبل الفطر رقم الفتوى:3014تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أفطرت في شهر رمضان خمسة أيام على أساس أني حائض. وعندما تأكدت من موعد الدورة السابقة تبين لي أنها استحاضة وذلك قبل ثلاثة أعوام علما بأني قد قمت بقضاء تلك الأيام فهل يكفي هذا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلى المرأة أن تتقي الله في مثل هذا الأمر فتميز دم الحيض عن دم الاستحاضة لأن كلاً من الدمين له حكمه الخاص وآثاره المترتبة عليه. فالذي عملتيه الآن هو الصحيح ويلزمك إضافة إلى ذلك قضاء صلوات تلك الأيام الخمسة إن لم تكوني قد صليتها.
والله تعالى أعلم.
30141
عنوان الفتوى:لايحق لمن منحته الجهة الرسمية خدمة أن يُمْنَع منها رقم الفتوى:30141تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
في المنطقة التي نحن فيها مسجد وفيه كهرباء قوية وأنا جار له وليس للبلدية شبكة كهرباء بالقرب مني فسمحت لي البلدية أن أمدد الكهرباء من المسجد إلى بيتي حتى لا أتعطل وأسلك مصالحي وأن أدفع الحساب إلى المسجد أي ثمن الكهرباء لكن هناك شيخ لا أريد أن أطعن فيه قبل أن آخذ رأيكم في ذلك فقد منعني من أن أفعل ذلك؟ مع العلم أن التمديد لا يضر بالمسجد شيء؟ (18/178)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي لهذا الشيخ أن يمنعك من تمديد الكهرباء من المسجد إذا وافقت عليه الجهات المختصة وكان لا يترتب عليه فساد أو ضرر له أو للمسجد.
لأن ذلك يتنافى مع أخلاق الإسلام وما يدعو إليه من التعاون والإحسان إلى الجار وإكرامه بما يستطاع.
وقد روى مالك والبخاري ومسلم وغيرهما واللفظ لمالك في الموطأ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يمنع أحدكم جاره خشبة يغرزها في جداره." ثم يقول أبو هريرة: "مالي أراكم عنها معرضين؟ والله لأرمين بها بين أكتافكم."
ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب تمكين الجار من وضع الخشب على جدار جاره، وتمديد الكهرباء إذا لم يكن فيه ضرر وتشرف عليه الجهات المختصة أهون من وضع الخشبة على الجدار.
وقد روى مالك في الموطأ: (أن الضحاك بن خليفة ساق خليجا له من العريض وأراد أن يمر به في أرض محمد بن مسلمة فأبى محمد فكلم فيه الضحاك عمر رضي الله عنه فدعا محمد بن مسلمة فأمره أن يخلي سبيله، فقال محمد: لا والله، فقال عمر: والله ليمرن ولو على بطنك، فأمره عمر أن يمر به ففعل.) انتهى.
فهذا الأثر يؤيد ما ذهب إليه بعض أهل العلم من وجوب تمكين الجار من وضع خشبته على جدار جاره، وإن كان بعضهم ذهب إلى أن ذلك من باب الاستحباب والمعروف....
والحاصل أنه لا يحق لهذا الشيخ أن يمنعك من الاستفادة من الكهرباء الذي يمر بالمسجد إذا كان بإشراف الجهات المختصة ولن يترتب عليه ضرر. (18/179)
والله أعلم.
30148
عنوان الفتوى:حكم سرقة الولد من مال أبيه رقم الفتوى:30148تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : السلام عليكم
سرقة الابن من مال أبيه هل تستوجب قطع اليد؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسرقة أمر محرم وهي من كبائر الذنوب، وقد سبق تفصيل هذا في الفتوى رقم: 8610، والفتوى رقم: 21859.
فإذا كانت هذه السرقة وقعت والابن دون البلوغ فلا إثم عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاث، فذكر منهم "وعن الصبي حتى يشب." أخرجه أبو داود وابن ماجه.
ويجب رد المال الذي أخذه، ولا حدَّ عليه؛ ولكن ينبغي أن يعاقب بما يكفه عن ذلك إن كان يعقل، مع اختيار الأسلوب المناسب لإشعاره بفداحة ما فعل، ويراعى في ذلك المرحلة العمرية للولد، حتى ينشأ نشأة إسلامية صحيحة، وإذا كان الولد -الذي سرق- بالغاً فالجمهور على أنه لا قطع في سرقة الولد من مال أبيه لوجوب نفقة الولد في مال أبيه ولأنه يرث ماله، وله حق في دخول بيته، وهذه كلها شبهات تدرأ عنه الحد.
أما المالكية فإنهم يوجبون في سرقة الولد من أبيه الحد، قال العدوي في الحاشية: (أما الابن إذا سرق من مال أبيه أو جده فإنه يقطع لضعف الشبهة.)انتهى.
ولكن إذا كان الولد قد أخذ من مال أبيه ما يحتاجه لأن أباه لا يقوم بما أوجب الله عليه من النفقة على الأولاد، فمثل هذا ليس بسرقة بالاتفاق، لأن الولد إنما أخذ حقه.
قال صلى الله عليه وسلم لهند امرأة أبي سفيان عندما قالت له إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم فقال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف." رواه البخاري وأحمد.
وفي رواية للبخاري: "لا حرج عليك."، قال القرطبي فيما نقله عن الحافظ ابن حجر في الفتح: (قوله: خذي أمر إباحة بدليل قوله لا حرج.) انتهى. (18/180)
فإذا كان أخذ الولد من مال أبيه على هذا النحو، فليتق الله الوالُد وليقم بما أوجب الله عليه من النفقة، علماً بأن إقامة الحدود ليست لآحاد الناس، ومعرفة من يستحق أن يقام عليه الحد ومن لا يستحق من المسائل التي تختص بها المحاكم الشرعية.
والله أعلم.
3015
عنوان الفتوى:الأمور التي يحصل بها التحلل من الإحرام رقم الفتوى:3015تاريخ الفتوى:17 ذو القعدة 1421السؤال : هل الهدي يعتبر من الأمور التي يحصل بها التحلل، أي لو قام المتمتع بالهدي ثم حلق رأسه هل يحل من إحرامه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فللحج تحللان: التحلل الأول، ويكون بفعل اثنين من ثلاثة أمور يفعلها المحرم يوم النحر، وهي: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة.
ويحصل التحلل الثاني بفعل الثلاثة كلها، ولا يضر تقديم أو تأخير أي منها، والأفضل فيها الترتيب على ما هو مذكور، اتباعاً للسنة ، وبهذا يتبين أن نحر الهدي للمتمتع أو القارن ليس من الأعمال التي يحصل بها التحلل. والله أعلم.
30150
عنوان الفتوى:كلٌ يجد في أساليب الدعوة ما يناسب إمكاناته رقم الفتوى:30150تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : أريد أن أدعو الناس إلى الله ولكن ليس لدي أسلوب ولا أحد يشجعني من زميلاتي ولكن لدي حرقة وللعلم فإنني خجولة جداً وقليلة الكلام أفيدوني؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الدعوة إلى الله مهمة الرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم هي مهمة أتباعهم عبر القرون، فما بعث الله نبياً لقومه إلا لدعوتهم وهدايتهم، وأتباع الأنبياء وخلفاء الرسل هم الذين حققوا هذه الغاية النبيلة والعظيمة التي ابتعث الله لها الرسل، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108]. (18/181)
قال ابن القيم رحمه الله: (فالآية تدل على أن أتباعه هم أهل البصائر الداعين إلى الله على بصيرة، فمن ليس منهم فليس من اتباعه على الحقيقة والموافقة وإن كان من اتباعه على الانتساب والدعوى.) انتهى.
وما ذكرته من الحرقة على الدعوة، فهذا علامة على الإيمان، نسأل الله أن يزيدك خيراً وهدى وهذه صفة المؤمن؛ كما قال الله عن صاحب يس: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يّس:20].
فهذا الرجل حينما استشعر قلبه حقيقة الإيمان تحركت هذه الحقيقة في قلبه فلم يطق عليها سكوتاً، ولم يقبع في داره بعقيدته وهو يرى الضلال والفجور حوله، وجاء من أقصى المدينة يسعى ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الله، وقد سبق لنا تفصيل كيف يكون الإنسان داعية تحت الفتوى رقم: 8580 فانظريها للأهمية.
ونضيف أن وسائل الدعوة متعددة، فمن كان لا يستطيع أن يدعو بلسانه فيمكنه أن يدعو عن طريق رسالة يكتبها أو كتيب أو شريط يوزعه أو إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني أوتنظيم محاضرة يدعى لها أحد الدعاة أو إحدى الداعيات، فوسائل الدعوة بحمد الله كثيرة، لا يعدم الحريص أن يجد فيها ما يناسب طبيعته وإمكاناته، وما ذكرته من أنك لا تجدين من يشجعك من زميلاتك فلا يفت هذا في عضدك، فإن من آمن بشرف الغاية التي يسعى لها لا يضره من تخاذل عنها، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة:105]. (18/182)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والاهتداء إنما يتم بأداء الواجب، فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قام بغيره من الواجبات لم يضره ضلال الضُلاّل.) انتهى.
والله أعلم.
30152
عنوان الفتوى:شرح حديث "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد" رقم الفتوى:30152تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : شرح الحديث لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى."
قال الحافظ ابن حجر في الفتح في شرح هذا الحديث 3/65: (في هذا الحديث فضيلة هذه المساجد ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء ولأن الأول قبلة الناس وإليه حجهم، والثاني كان قبلة الأمم السالفة، والثالث أسس على التقوى.
واختلف في شد الرحال إلى غيرها كالذهاب إلى زيارة الصالحين أحياء وأمواتاً، وإلى المواضع الفاضلة لقصد التبرك بها والصلاة فيها، فقال الشيخ أبو محمد الجويني: يحرم شد الرحال إلى غيرها عملا بظاهر هذا الحديث وأشار القاضي حسين إلى اختياره وبه قال عياض وطائفة، ويدل عليه ما رواه أصحاب السنن من إنكار بصرة الغفاري على أبي هريرة خروجه إلى الطور وقال له: لو أدركتك قبل أن تخرج ما خرجت، واستدل بهذا الحديث فدل على أنه يرى حمل الحديث على عمومه ووافقه أبو هريرة. (18/183)
والصحيح عند إمام الحرمين وغيره من الشافعية أنه لا يحرم، وأجابوا عن الحديث بأجوبة منها:
1- أن المراد أن الفضيلة التامة إنما هي من شد الرحال إلى هذه المساجد بخلاف غيرها فإنه جائز، وقد وقع في رواية لأحمد سيأتي ذكرها بلفظ -لا ينبغي للمطي أن تعمل- وهو لفظ ظاهر في غير التحريم.
2- ومنها أن النهي مخصوص بمن نذر على نفسه الصلاة في مسجد من سائر المساجد غير الثلاثة فإنه لا يجب الوفاء به قاله ابن بطال، وقال الخطابي اللفظ لفظ الخبر ومعناه الإيجاب فيما ينذره الإنسان من الصلاة في البقاع التي يتبرك بها أي لا يلزم الوفاء بشيء من ذلك غير هذه المساجد الثلاثة.
3- ومنها أن المراد حكم المساجد فقط وأنه لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد للصلاة فيه غير هذه الثلاثة. وأما قصد غير المساجد لزيارة صالح أو قريب أو صاحب أو طلب علم أو تجارة أو نزهة فلا يدخل في النهي، ويؤيده ما روى أحمد من طريق شهر بن حوشب قال سمعت أبا سعيد وذكرت عنده الصلاة في الطور فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي للمصلي أن يشد رحاله إلى مسجد تبتغى فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي." وشهر حسن الحديث وإن كان فيه بعض الضعف.
4- ومنها أن المراد قصدها بالاعتكاف فيما حكاه الخطابي عن بعض السلف أنه قال لا يعتكف في غيرها وهو أخص من الذي قبله ولم أر عليه دليلاً، واستدل به على أن من نذر إتيان أحد هذه المساجد لزمه ذلك، وبه قال مالك وأحمد والشافعي والبويطي واختاره أبو إسحاق المروزي. وقال أبو حنيفة لا يجب مطلقاً، وقال الشافعي في الأم: يجب في المسجد الحرام لتعلق النسك به بخلاف المسجدين الأخيرين وهذا هو المنصور لأصحاب الشافعي... وقال: واستدل به على أن من نذر إتيان غير هذه المساجد الثلاثة لصلاة أو غيرها لم يلزمه غيرها لأنها لا فضل لبعضها على بعض فتكفي صلاته في أي مسجد كان.) انتهى كلام الحافظ باختصار. (18/184)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 27/21: (لا يجب بالنذر السفر إلى غير المساجد الثلاثة لأنه ليس بطاعة لقول النبي: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد." فمنع من السفر إلى مسجد غير المساجد الثلاثة فغير المساجد أولى بالمنع؛ لأن العبادة في المساجد أفضل منها في غير المساجد وغير البيوت بلا ريب، ولأنه قد ثبت في الصحيح عنه أنه قال:
"أحب البقاع إلى الله المساجد." مع أن قوله: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد." يتناول المنع من السفر إلى كل بقعة مقصودة بخلاف السفر للتجارة وطلب العلم ونحو ذلك فإن السفر لطلب تلك الحاجة حيث كانت، وكذلك السفر لزيارة الأخ في الله فإنه هو المقصود حيث كان.
وقد ذكر بعض المتأخرين من العلماء أنه لا بأس بالسفر إلى المشاهد واحتجوا :"بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء كل سبت راكباً وماشياً." أخرجاه في الصحيحين ولا حجة لهم فيه لأن قباء ليست مشهدا بل مسجد، وهي منهي عن السفر إليها باتفاق الأئمة لأن ذلك ليس بسفر مشروع، بل لو سافر إلى قباء من دويرة أهله لم يجز، ولكن لو سافر إلى المسجد النبوي ثم ذهب منه إلى قباء فهذا يستحب، كما تستحب زيارة قبور أهل البقيع وشهداء أحد.)
وقال في الفتاوى أيضاً 27/26: (وشد الرحل إلى مسجده مشروع باتفاق المسلمين كما في الصحيحين عنه أنه قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا." وفي الصحيحين عنه أنه قال: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام." فإذا أتى مسجد النبي فإنه يسلم عليه وعلى صاحبيه كما كان الصحابة يفعلون. (18/185)
وأما إذا كان قصده بالسفر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم دون الصلاة في مسجده فهذه المسألة فيها خلاف، فالذي عليه الأئمة وأكثر العلماء أن هذا غير مشروع ولا مأمور به لقول النبي: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى.") انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 17793.
والله أعلم.
30153
عنوان الفتوى:أيام مكروه صيامها.. وحكم صوم يوم رأس السنة الهجرية رقم الفتوى:30153تاريخ الفتوى:23 محرم 1424السؤال : ما هي الأيام الواجب صيامها (سنة مؤكدة) وما حكم صيام رأس السنة الهجرية ومنتصف رجب وخلافه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجب صيام شيء من الأيام إلا شهر رمضان، وقد يجب الصيام بأسباب أخرى وهي القضاء والنذر وبعض الكفارات، أما التطوع فهو مستحب كله مثل صيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء، ويوم تاسوعاء، وصيام الاثنين والخميس، والثلاثة البيض من كل شهر قمري (13-14-15) وصيام يوم وإفطار يوم، وست من شوال، ولكن صيام بعض هذه الأيام آكد من بعض أي أشد استحباباً وأكثر أجراً، فآكدها صوم يوم عرفة لغير الحاج، ثم صوم يوم عاشوراء، ثم صيام ست من شوال.
وورد في فضلها أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم في صوم يوم عرفة وصوم يوم عاشوراء: "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية." حديث صحيح رواه الإمام أحمد عن أبي قتادة، وقال صلى الله عليه وسلم في الست من شوال: "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر." رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد والترمذي. (18/186)
أما صيام رأس السنة الهجرية فهو بدعة لعدم النص عليه؛ إلا أن يوافق صوماً يصومه، وكذلك من وافق صيامه أياماً من رجب ولا يخصص يوماً منه بالصوم مثل النصف منه لأن الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة، قال ابن حجر رحمه الله: (لم يرد في فضل شهر رجب ولا صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة.) انتهى.
والله أعلم.
3016
عنوان الفتوى:من صلى الظهر ركعتين ناسياً فعليه إكمال الركعتين الباقيتين ثم يسجد للسهو رقم الفتوى:3016تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : كنت أصلي الظهر ولكني نسيت وسلمت من ركعتين فماذا علي أن أفعل؟ أرجو الإجابة وجزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من كانت هذه حاله لايخلو من حالين: إما أن يتذكر بعد سلامه مباشرة أو بوقت قصير عرفا ، فهذا عليه أن يقوم بإكمال الركعتين المتبقيتين ثم يسلم ثم يسجد للسهو ثم يسلم. وإما أن يطول الفصل كأن يخرج من المسجد أو يتحدث بغير أمر الصلاة طويلا ، ونحو ذلك.. فهذا يعيد الصلاة كاملة . ودليل ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "صلى النبي صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشاء ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها وفي القوم أبوبكر وعمر رضي الله عنهما فهابا أن يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا : قصرت الصلاة : ورجل يدعوه النبي صلى الله عليه وسلم ذا اليدين فقال يا رسول الله : أنسيت أم قصرت الصلاة؟ ، فقال "لم أنس ولم تقصر" فقال بلى قد نسيت فصلى ركعتين ثم سلم ثم كبر ثم سجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبر ثم وضع رأسه فكبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ". وفي رواية أنه سلم بعدها . (18/187)
والله أعلم .
30160
فتاوى
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في حكم متعة المطلقة ومقدارها رقم الفتوى:30160تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال: ما مشروعية متعة الطلاق وكل شيء يتعلق بها؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اتفق الفقهاء على مشروعية المتعة للمطلقة وهي ما يبذله المطلِق من مال لمطلقته جبراً لخاطرها، والأصل فيها قول الله تعالى: لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ [البقرة:236]
وقد اختلف العلماء هل الأمر في الآية على الوجوب أم على الندب؟ وبكل قالت طائفة، قال القرطبي في تفسيره: واختلفوا في الضمير المتصل بقوله ـومتعوهن ـ مَن المراد من النساء؟ فقال ابن عباس وابن عمر وجابر بن زيد والحسن والشافعي وأحمد وعطاء وإسحاق وأصحاب الرأي: المتعة واجبة للمطلقة قبل البناء والفرض، ومندوبة في حق غيرها وقال مالك وأصحابه: المتعة مندوب إليها في كل مطلقة وإن دخل بها إلا في التي لم يدخل بها وقد فرض لها فحسبها ما فرض لها ولا متعة لها. انتهى. (18/188)
أما إذا فسخ النكاح فلا متعة حينئذ للمرأة عند المالكية أخذاً بقول الله تعالى: وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:241]، وذهب أصحاب الرأي إلى أن لها متعة.
وننبه هنا إلى أمرين:
1ـ أن أهل العلم اختلفوا في تحديد المتعة حيث قال بعضهم: أعلاها خادم ثم كسوة ثم نفقة، وقال آخرون: أدناها الدرع والخمار، وقال آخرون: لا حد معروف في قليلها ولا كثيرها، ولعل هذا الأخير هو الصحيح لموافقته مقتضى الآية عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ [البقرة:236].
2ـ أن المتعة لا تسقط بالجهل ولو مر على ذلك أعوام بحيث تزوجت المرأة أو ماتت.
والله أعلم.
30161
عنوان الفتوى:هل يجوز الإخلال بما اشترطته الزوجة عند العقد رقم الفتوى:30161تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : أيها الشيخ الفاضل لقد عاقبت امرأتي بمنعها من الدراسة، والذهاب للجامعة لأنها تحدتني وتمردت على أوامري مع العلم بأنني وعدتها بتعليمها عند الزواج، وكتب ذلك في العقد ووفيت بوعدي ولكن عند تمردها علي فعلت ذلك، فما حكم الشرع في ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1].
وقال صلى الله عليه وسلم: إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به من الفروج. متفق عليه.
وهذا يدل على وجوب الوفاء بالعقود عموماً وما اشترط فيها، وبعقد الزواج خصوصاً، لما فيه من الخطورة الكامنة في استحلال الفروج، وحصول النسل وما يترتب عليه من إثبات نسبه، وغير ذلك. (18/189)
والواجب على كل من الزوجين الوفاء بما اتفقا عليه قبل العقد، ما لم يؤثر ذلك الوفاء على أداء الحقوق الواجبة الأخرى، ولذا فإننا نقول للزوج: يجب عليك الوفاء بما اشترطت عليك زوجتك عند العقد من إكمال تعليمها، كما يجب عليك الوفاء بنفقتها وسكناها وكسوتها. ونقول للزوجة يجب عليك طاعة زوجك في المعروف، كما يجب عليك ترك الدراسة إذا تعارضت مع الوفاء بحقوقه. ولتعلمي أن خير ما تقربت به المرأة لربها هو طاعة زوجها في غير معصية الله، وإن من طاعة الزوج ترك تحديه والتمرد عليه، قال نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم: المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت. رواه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني في المشكاة.
وفي مسند أحمد بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا.
وراجع أيها الزوج وأنت أيتها الزوجة الفتاوى التالية: 17322، 23844، 1357، 15475.
والله أعلم.
30169
عنوان الفتوى:حكم الاستثمار في شركة الكهرباء رقم الفتوى:30169تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : الاستثمار في شركة الكهرباء عن طريق شراء وبيع الأسهم بها جائزة شرعا أم لا ؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستثمار عن طريق شراء الأسهم جائز بشروط سبق بيانها في الفتوى رقم: 28305.
والله أعلم.
30173
عنوان الفتوى:هل يجوز إعطاء المصحف المتبرع به للمسجد لشخص ما رقم الفتوى:30173تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : أولا: أنا مسؤول مسجد
هل يجوز لي أن أعطي بعض الإخوة بعض المصاحف المتبرع بها للمسجد؟ (18/190)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه المصاحف موقوفة على هذا المسجد فلا يجوز إعطاؤها لأي شخص آخر، لأنها ملك لذلك المسجد فلا يجوز صرفها لغيره، إلا إذا كان هناك فائض كبير من المصاحف لا يحتاجه مرتادو المسجد وإن كثروا، وكان هناك من يحتاج لبعض تلك المصاحف فلا حرج إن شاء الله في إعطائه ما يحتاجه تحقيقاً للمصلحة التي من أجلها طبعت المصاحف أصلاً.
وإن أمكن أن يكون ذلك على سبيل العارية لتسترجع متى احتاج إليها رواد المسجد فلا شك أن ذلك واجب، وراجع الفتوى رقم:
3858.
والله أعلم.
30174
فتاوى
عنوان الفتوى:أدلة جواز الجمع بين سورتين في ركعة واحدة رقم الفتوى:30174تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال: أولا: أنا مسؤول مسجد
قرأت سورة الإخلاص بعد آية لا بعد السورة؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت تقصد ما يفعله بعض الناس من قراءة سورة الإخلاص في كل ركعة عملاً بمقتضى الحديث المروي في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ {قل هو الله أحد} فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه.
فإن كان هذا قصدك.. وتسأل هل تكون قراءة الإخلاص في هذه الحالة بعد قراءة سورة كاملة أم يجوز أن تكون بعد قراءة آية فقط؟ فالجواب أن كلا الأمرين جائز ولا حرج فيه إن شاء الله تعالى، وخاصة إذا كان القصد هو محبة الله تعالى ومحبة أسمائه وصفاته.
قال الحافظ في الفتح: قال ناصر الدين بن المنير: في هذا الحديث أن المقاصد تغير أحكام الفعل لأن الرجل لو قال: إن الحامل له على إعادتها أنه لا يحفظ غيرها، لأمكن أن يأمره بحفظ غيرها، لكنه اعتل بحبها فظهرت صحة قصده فصوَّبه. انتهى. (18/191)
وقد نص أهل العلم على جواز الجمع بين سورتين في ركعة واحدة، ومثل ذلك قراءة سورة وبعض من سورة، وقد بوب البخاري لذلك فقال: "باب الجمع بين السورتين في ركعة" وذكر تحت هذه الترجمة عدة أحاديث وآثاراً تدل على ذلك.
وكما تجوز قراءة قل هو الله أحد بعد السورة تجوز كذلك قبلها لما ذكره
البخاري تعليقاً ووصله الترمذي وغيره عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن ثابت بن أسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح سورةً يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ "قل هو الله أحد" حتى يفرغ منها، ثم يقرأ أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى، فإما تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها! إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة: فقال: إني أحبها! فقال: حبك إياها أدخلك الجنة.
والله أعلم.
30175
عنوان الفتوى:ما يترتب على من أخرت القضاء بسبب الرضاع رقم الفتوى:30175تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : لقد كنت في شهر رمضان في فترة نفاس فلم أصم شهر رمضان والآن أنا أرضع ابنتي فهل أقوم بصيامه قبل دخول شهر رمضان القادم أم انتظر إلى أن أتم الرضاعة [ عامين] أم يجوز أن أتصدق عن هذا الشهر وفي حالة يجوز فكم يكون المبلغ هنا في ليبيا أرجو أن تفيدوني وتعطوني إجابة واضحة؟ وجزاكم الله عني كل خير. (18/192)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عليك قضاء ما أفطرت في رمضان بسبب العذر، ويجب أن يكون القضاء قبل دخول رمضان المقبل ولكنه على التراخي، فإذا كان القضاء يضر بك أو بالرضيع فلك أن تؤخري القضاء إلى أن يزول عذرك، ولا شيء عليك في هذه الحالة
أما إذا أخرت القضاء بدون عذر حتى دخل رمضان الآخر فإن عليك كفارة التفريط بدون عذر، وهذه الكفارة هي إطعام مسكين عن كل يوم فهذا الضابط، ولا يمكننا تحديدها بمبلغ معين لأن ذلك يختلف باختلاف البلاد وأموال الناس، وبإمكانك أن تستفيدي أكثر إذا اطلعت على الفتوى رقم: 10224.
والله أعلم.
30178
عنوان الفتوى:لايلزم من اعتمر في شوال ورجع لبلده وأراد الحج هدي رقم الفتوى:30178تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : رجل اعتمر في شهر شوال ثم سافر إلى بلده ثم أراد الحج في نفس العام هل عليه هدي وإذا عاد ولم يذبح فما حكم حجه وما الواجب عليه عمله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الرجل الذي اعتمر في شوال ثم سافر ورجع إلى بلده لا يجب عليه هدي، وإنما يجب الهدي في حق المتمتع بالعمرة إلى الحج في سفرة واحدة أو في حق القارن.
والأفضل في حق هذا الشخص أن يحج مفرداً، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن كان يسافر سفرة للعمرة، وللحج سفرة أخرى، أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج ويعتمر ويقيم بها حتى يحج، فهذا الإفراد له أفضل باتفاق الأئمة الأربعة. انتهى. (18/193)
والله أعلم.
30181
عنوان الفتوى:اعتذار وتنبيه رقم الفتوى:30181تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : أنا شاب قطري عمري 24 سنة وأعمل في الداخلية والحمد لله أملك منزلاً كبيراً ولكن لا أستطيع الزواج إلا بعد أربع سنوات وأريد أن أعف نفسي وأتزوج وذلك بسبب ((الدين)) قبل أن ألتزم بفضل الله وفضل الشيخ وجدي غنيم وقد سمعت أنكم تساعدون الشباب في الزواج في أن تيسرو له أو لها .. فأرجو الرد علي وإفادتي إذا كان هناك لي نصيب ..وإذا أردتم تفاصيل عني فأنا جاهز؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنعتذر للأخ السائل بأن الموقع لا يقوم بتقديم هذا النوع من المساعدة سائلين الله تعالى أن ييسر له أمر الزواج وأن يقضي عنه دينه، وننبه على أنه قد وردت عبارة في سؤاله لا يجوز إطلاقها بهذه الصورة وهي قوله: بفضل الله وبفضل الشيخ وجدي غنيم، إذ أن الصحيح أن يقول: بفضل الله ثم الشيخ وجدي غنيم، لأن اللفظ الأول نوع من الشرك الأصغر، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 10578.
والله أعلم.
30182
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:30182تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : ماهي قصة الإفك المذكورة في القرآن الكريم؟ شكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فخير من ذكر قصة الإفك بالتفصيل هي صاحبة القصة أم المؤمنين عائشة بنت الإمام الصديق الأكبر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق، وقد روى الحديث البخاري وغيره، ونحن ننقله بطوله لما فيه من العبر والعظات: قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه، قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما أنزل الحجاب، فكنت أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة قافلين، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه، قالت: وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن، ولم يغشهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل فساروا، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب، فتيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما تكلمنا بكلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته، فوطئ على يدها، فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نزول، قالت: فهلك من (18/194)
هلك، وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول. قال عروة: أخبرت أنه كان يشاع ويتحدث به عنده، فيقره ويستمعه ويستوشيه. وقال عروة أيضا: لم (18/195)
يسم من أهل الإفك أيضا إلا حسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش، في ناس آخرين لا علم لي بهم، غير أنهم عصبة، كما قال الله تعالى، وإن كبر ذلك يقال له: عبد الله بن أبي ابن سلول.
قال عروة، كانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان، وتقول: إنه الذي قال:
فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء
قالت عائشة: فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم، ثم يقول: (كيف تيكم). ثم ينصرف، فذلك يريبني ولا أشعر بالشر، حتى خرجت حين نقهت، فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع، وكان متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، قالت: وأمرنا أمر العرب الأول في البرية قبل الغائط، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، قالت: فانطلقت أنا وأم مسطح، وهي ابنة أبي رهم ابن المطلب بن عبد مناف، وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا؟ فقالت: أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال؟ قالت: وقلت: وما قال؟ فأخرتني بقول أهل الإفك، قالت: فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم،
ثم قال: (كيف تيكم). فقلت له: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، قالت: فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمي: يا أمتاه، ماذا يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية، هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها، لها ضرائر، إلا أكثرن عليها. قالت: فقلت: سبحان الله، أو لقد تحدث الناس (18/196)
بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت أبكي، قالت: ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ابن أبي طالب وأسامة بن زيد، حين استلبث الوحي، يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله، قالت: فأما أسامة أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه، فقال أسامة: أهلك، ولا نعلم ألا خيرا. وأما علي فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك. قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، فقال: (أي بريرة، هل رأيت شيء يريبك). قالت له بريرة: والذي بعثك بالحق، ما رأيت عليها أمرا قط أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله، قالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله ابن أبي، وهو على المنبر، فقال: (يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما يدخل على أهلي إلا معي). قالت: فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد الأشهل فقال: أنا يا رسول الله أعذرك، فإن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج، أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام رجل من الخزرج، وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه، وهو سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج، قالت: وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد: كذبت لعمر الله لا تقتله، ولا تقدر على قتله، ولو كان من رهطك ما
أحببت أن يقتل. فقام أسيد بن حضير، وهو ابن عم سعد، فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين. قالت فثار الحيان الأوس والخزرج، حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، قالت: فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم، حتى سكتوا وسكت، فبكيت يومي ذلك كله لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، قالت: وأصبح أبوي عندي، قد بكيت ليلتين ويوما، ولا يرقأ لي دمع لا أكتحل بنوم، حتى إني لأظن أن البكاء فالق كبدي، فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي، فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي، قالت: فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا فسلم ثم جلس، قالت: لم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء، قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس، ثم قال: (أما بعد، ياعائشة، إنه بلغني عنكك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب، تاب الله عليه). قالت: عائشة: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم عني فيما قال، فقال أبي: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قالت أمي: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا: إني والله لقد علمت: لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم: إني بريئة، لا تصدقوني، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني منه بريئة، لتصدقني، فوالله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. ثم تحولت واضطجعت على فراشي، والله يعلم (18/197)
أني حينئذ بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها، فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت، حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه العرق مثل الجمان، وهو في يوم شات، كم ثقل القوم الذي أنزل عليه، قالت: فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكانت أو كلمة تكلم بها أن قال: (يا عائشة، أما والله فقد برأك). فقالت لي أمي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه، فإني لا أحمد إلا الله عز وجل، قالت: وأنزل الله تعالى: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم}. العشر الآيات، ثم أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكر الصديق، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، بعد الذي قال لعائشة ما قال. فأنزل الله: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم - إلى قوله - غفور رحيم}. قال أبو بكر الصديق: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا، قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال لزينب: ماذا علمت، أو رأيت). فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرا، قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع. قالت: وطفقت أختها تحارب لها، فهلكت فيمن هلك. (18/198)
قال ابن شهاب: فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط.
ثم قال عروة: قالت عائشة: والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول: سبحان الله، فوالذي نفسي بيده ما كشفت من كنف أنثى قط، قالت: ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله.
ويمكنك مطالعة القصة في محور السيرة على موقعنا.
والله أعلم. (18/199)
30185
عنوان الفتوى:تحديد فترة النكاح سرا بين الزوجين رقم الفتوى:30185تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : رجل وامرأة اتفقا على الزواج لمدة محددة ولكن هذه المدة لم تحدد في العقد وبقيت سراً بينهما هل العقد صحيح أم لا وما حكم زواج الثيب بدون ولي ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أي زواج اتفقت أطرافه على تحديد فترة له ينحل بانتهائها يعتبر باطلاً بإجماع أهل السنة؛ لأن ذلك هو زواج المتعة بعينه، وراجع الفتوى رقم: 1123.
وأما حكم الزواج بدون ولي فقد تقدم في الفتوى: 5916. والفتوى: 4632.
والله أعلم.
30186
عنوان الفتوى:الوصاية على الأولاد لمن تكون؟ رقم الفتوى:30186تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : الوصاية على الأولاد بعد موت الأب هل تكون لعم الأولاد أم لأم الأولاد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت تقصد بالوصاية الولاية على مال الأولاد الصغار الذين لم يبلغوا الرشد فلا حق فيها للأم ولا للعم جميعاً بل هي للأب فإن لم يوجد فالجد أبو الأب وإن علا، فإن لم يوجد فمن أوصاه الأب أو الجد فإن لم يوصيا فالقاضي وهذا هو مذهب الشافعية ومن وافقهم، قال النووي رحمه الله في نص المنهاج: فصل ولي الصبي أبوه ثم جده ثم وصيهما ثم القاضي ولا تلي الأم في الأصح. انتهى، وانظر الفتوى رقم: 28545.
وإن كنت تقصد بالوصاية الحضانة فقد سبق ترتيب مستحقيها في الفتوى رقم: 6256، والفتوى رقم: 15034.
والله أعلم.
30187
عنوان الفتوى:الوصية بجزء من المال قبل الموت رقم الفتوى:30187تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد معرفة حكم ممتلكات ( ذهب، أموال ) فتاة توفيت وليس لها زوج، هل تجوز لها التوصية عليها لأحد قبل موتها أم كيف يتم التصرف بها؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/200)
فإن وصية المسلم بجزء من ماله ثلثه أو أقل بقصد القربة وطلب الثواب أمر مستحب ولا فرق فيه بين الرشيد والسفيه والمغفل، لذا فوصية هذه الفتاة بجزء من مالها -ذهباً أو مبالغ مالية أو غير ذلك- تعتبر من الأعمال الخيرية التي يرجى لفاعلها الثواب عند الله تعالى، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 12382.
والله أعلم.
30190
فتاوى
عنوان الفتوى:الحياء من الناس لا يسوغ الصلاة بغير طهارة رقم الفتوى:30190تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا كل الخير
ما حكم من صلى وهو عليه جنابة؟ وصلى لأنه معتاد على الصلاة مع الجماعة وهو في العمل فصلى خجلاً من أن يسأل من زملائه لم لا تصلي ويقول لهم إنه عليه جنابه، علماً بأنه لم تمكنه الطهارة قبل الخروج للعمل.
وهل يجوز أن يقف معهم بالصلاة فلا يكبر تكبيرة الإحرام ويكون بذلك لم يصلي أم أنه يبطل صلاة الآخرين و يحمل إثمهم؟ وماذا عليه أن يفعل في هذه الحالة؟ أرجو إجابتي؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
وبعد فإن الإنسان إذا كان جنباً وصلى قبل الغسل فقد ارتكب معصية عظيمة، وعليه أن يتوب منها إلى الله تعالى لأن صلاته باطلة لفقد أحد شروطها وهو الطهارة، والحياء من الناس لا يسوغ تركه لهذا الغسل وليس هذا من الحياء المشروع.
وبخصوص دخوله في الصف وتظاهره بأنه يصلي حياء فإن كان هذا في المسجد فالصحيح أن ذلك لا يجوز لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المسجد لا يحل لحائض ولا جنب. رواه ابن ماجة، لكن الجنب إذا مس غيره في الصلاة فذلك لا يبطلها لأن الجنابة أمر معنوي فعلى هذا الشخص أن يبادر إلى أداء الغسل وقضاء تلك الصلوات التي مضت عليه بعد الجنابة.
ويمكن الرجوع إلى الفتوى رقم:
8333.
والله أعلم. (18/201)
30191
عنوان الفتوى:مسؤولية من تزويج الشباب؟ رقم الفتوى:30191تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : أنا شاب أريد أن أتزوج ولكن عائلتي وخاصة شقيقاتي قلن لي لا علاقة لهن بي ولن يطلبوا لي أية فتاة مع العلم بأن علاقتي بشقيقاتي قوية والحمدلله وأيضا والدي لن يساعدني بأي شيء لأن أبي أضاع جميع ما يملك في أشياء تافهة فماذا أفعل لكي أتزوج أريد منكم الحل؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزواج آية من آيات الله في خلقه، ونعمة من نعمه على عباده وحق لكل شاب على مجتمعه، فإذا تخلى أهلك عن مساعدتك وطلب الزوجة المناسبة لك فعليك أن تعتمد على الله تعالى أولاً وأخيراً ثم على نفسك وعلى من حولك من الأقرباء والأصدقاء... حتى تتزوج بمن تناسبك ولن تعدم من المحسنين وأهل الخير المساعدة... وبإمكانك أن تستعين بالجمعيات الأهلية والخيرية والمهتمين بالأمور الاجتماعية.
ولتعلم أن الاعتماد على الله تعالى ثم على نفسك فإن كثيراً من الشباب يشقون طريقهم بأنفسهم دون مساعدة من أحد معتمدين على الله تعالى ثم على جهودهم الخاصة.
والذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى وطلب ذات الدين، فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
والله أعلم.
30193
فتاوى
عنوان الفتوى:ماكان يدا بيد فلا بأس وما كان نسيئة فهو ربا رقم الفتوى:30193تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال: أعمل فى التجارة بالتقسيط لجميع ما يحتاجه الإنسان، وقد أفتى أحد الأفاضل بجوازها إلا فى حالات التقسيط للمشغولات الذهبية والمجوهرات بصفة عامة.
فهل بيع الحلي الذهبية والمجوهرات بالتقسيط يجوز أم لا يجوز مع بسط الإجابة بالأدلة والبراهين، وهل هناك أقوال فى المسألة أم هي رأي واحد؟ (18/202)
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبيع الذهب سواء كان سبائك أو مجوهرات بالعملات الورقية إلى أجل لا يجوز، لأن العملات الورقية من الأصناف الربوية فهي قائمة مقام الذهب والفضة وتأخذ أحكامها، إذ أصبحت ثمناً لكل مثمن وقيمة لكل مقوم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذهب بالذهب والفضة بالفضة مثلا بمثل سواء بسواء يداً بيد فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد. رواه مسلم.
قال النووي: قوله يداً بيد: حجة للعلماء كافة في وجوب التقابض وإن اختلف الجنس. (كما هو الحال في مسألة السائل نقد بذهب)، قال النووي: وجوز اسماعيل بن علية التفرق عند اختلاف الجنس وهو محجوج بالأحاديث والإجماع، ولعله لم يبلغه الحديث فلو بلغه لما خالفه. انتهى.
إذاً فالإجماع محكي على وجوب التقابض في مجلس العقد عند بيع وشراء الأصناف التي يجري فيها الربا عند اختلاف أجناسها، وروى الترمذي عن أبي المنهال قال: باع شريك لي ورقاً بنسيئة (لأجل إما للقيمة كلها أو بعضها) إلى الموسم أو الحج فجاء إلي فأخبرني فقلت: هذا امر لا يصح، قال: قد بعته في السوق فلم ينكر علي أحد، فأتيت البراء بن عازب فسألته فقال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ونحن نبيع هذا البيع فقال: ما كان يداً بيد فلا بأس به وما كان نسيئة فهو ربا. ، وانظر للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 3079.
والله أعلم.
30194
عنوان الفتوى:خطر المخادنة رقم الفتوى:30194تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي علاقة صداقة بشاب يكبرني بسنتين وهي عبر الرسائل فقط ولا تتعداها سوى بالمكالمات الهاتفية أحياناً وهو بالمثل وقد حاولت تجاوزها مؤخراً -المكالمات- حتى لا أخضع بالقول ولم أقم بها لمدة طويلة الآن امتثالاً للأمر الإلهي، فهل الرسائل العادية التي تتخللها الآراء والنقاشات في مختلف المواضيع والتحايا التي قد تكون فيها مثلاً كلمة عزيزتي أو اشتقت إليك حرام ولا تجوز أبداً أم ألتزم فقط بالاحترام البالغ مع الاستمرار في المراسلة وهي من هواياتي؟ وقد عرض علي هذا الشاب اللقاء لكني رافضة حتى وإن رافقني أخي لأنه لا تربطني به أية علاقة شرعية لحد الآن. (18/203)
اشكركم جزيل الشكر واثمن أعمالكم الطيبة التي اتمناها في ميزان حسناتكم يوم القيامة بحول الله، معذرة إن كان سؤالي ليس في محله خاصة وأنا أريد الالتزام كلياً؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلتعلم الأخت السائلة أنه لا يوجد في الإسلام علاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج، وقد نص القرآن الكريم على نهي النساء والرجال على السواء عن اتخاذ الأخدان بقوله: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ [المائدة: 5].
وقوله: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ [النساء:25].
ولا شك أن تبادل الرسائل والمكالمات الهاتفية وغيرهما من وسائل الاتصال لا شك أنه يدخل ضمن نطاق المخادنة المحرمة، وذلك لما يترتب على وجود هذا النوع من العلاقة من مفاسد قد يفضي في نهاية الأمر إلى الوقوع فيما هو أعظم، وهذا ما يظهر جليا عندما ذكرت أن هذا الشاب طلب أن يلقاك وجهاً لوجه.
وملخص القول في هذا أنه يجب عليك قطع الاتصال بهذا الشاب وأن تتوبي إلى الله عز وجل مما مضى. وانظري الفتوى رقم:
10570.
والله أعلم.
30195
فتاوى
عنوان الفتوى:موقف الشرع من العادات والتقاليد رقم الفتوى:30195تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم. (18/204)
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته.
سؤالي أيها الإخوة:إني أعيش في أسرة من عاداتها ومنذ زمن الأجداد، أن لا يجتمع الابن بأبيه رفقة زوجته(الابن) يقولون إن ذلك احترام للأب، فتناقشت بشأن هذا مع زوجتي التي لم أدخل بها بعد، فرفضت هذه المعاملة فقلت لها أني سأفعل هذا ما دام لم يرد فيه نص شرعي ينبذه، فما رأيكم في هذه العادة، وهل يمكنني احترامها مادامت لا تعارض نصا شرعياً أفيدوني بجواب شاف كاف؟ جزاكم الله عنا كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأعراف والعادات في مفهوم الشرع لا تخلو من أمور ثلاثة:
1- أن يقوم الدليل الشرعي على اعتبارها كمراعاة الكفاءة في النكاح مثلا فهذه يجب اعتبارها والأخذ بها،
2- أن يقوم الدليل الشرعي على نفيها كعادة أهل الجاهلية في التبرج وما شابهها من المحرمات فهذه الأعراف والتقاليد لا تعتبر لمخالفتها للشرع،
3- إلا يقوم دليل شرعي على اعتبارها أو نفيها بمعنى أن الشرع سكت عنها فهذه تنبغي مراعاتها لقول الله تعالى: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ [الطلاق:7]، ولقوله سبحانه: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199]، ولقوله صلى الله عليه وسلم لهند: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. متفق عليه،
وبناء على هذا فلا حرج على السائل في اعتبار هذه العادة واحترامها لأنه من المعلوم من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يوافق عادة العرب في كثير من أمور حياته ما لم تخالف الشرع،
والله أعلم.
30196
عنوان الفتوى:كتابة القرآن بالرسم الإملائي - رؤية شرعية رقم الفتوى:30196تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : هل تجوز كتابة القرآن الكريم بالرسم الإملائي ؟ وذلك في أغراض التعليم، كالكتابة على السبورة بهدف تحفيظ الأطفال؟ (18/205)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القرآن الكريم يكتب بالرسم العثماني وهو ما تم عليه الأمر في زمن عثمان رضي الله عنه بإجماع الصحابة، وقد نص أهل العلم على وجوب مراعاة تلك الأحكام، قال الزركشي في البرهان: قال أشهب سئل مالك رحمه الله هل يكتب المصحف على ما أخذه الناس من الهجاء؟ فقال: لا إلا على الكتبة الأولى، رواه أبوعمرو الداني في المقنع، ثم قال: ولا مخالف له من علماء الأمة. انتهى.
ونقل السيوطي في الاتقان عن الإمام أحمد أنه قال: تحرم مخالفة خط مصحف عثمان أي رسمه في ياء أو واو أو ألف أو غير ذلك. انتهى.
وبناء على ما تقدم فإن المعتمد في كتابة القرآن هو الرسم العثماني لا قواعد الإملاء لأنه هكذا وصلنا بإجماع الصحابة والأجيال السالفة، ولكن إذا كانت الحاجة ملحة للتعليم أو الاستشهاد ولم تمكن مراعاة تلك الأحكام فإنه لا حرج في كتابة بعض القرآن بالإملاء لما في ذلك من التيسير على الناس، ولأن العلماء قد اختلفوا في الكتابة بالقلم غير العربي وجوزه بعضهم، قال الزركشي في البرهان: اختلفوا في كتابته بقلم غير العربي، لم أر للعلماء فيه كلاماً ويحتمل الجواز. انتهى.
لذا فلا مانع مما ذكره السائل للعلة التي قدمناها.
والله أعلم.
30197
عنوان الفتوى:نسب المولود من الزنا للمتزوجة وغير المتزوجة رقم الفتوى:30197تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : ما حكم امرأة حملت من الزنا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على من وقع في هذه الفاحشة الكبيرة أن يتوب إلى الله تعالى، بالإقلاع عن الذنب أولاً ثم الندم على ما مضى منه، مع العزم على عدم العودة إليه أبداً، ولا تتحقق توبته إلا بذلك، وقد ذم الله تعالى الزنا وحرم الاقتراب منه فقال: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32]. (18/206)
والمقصود بقربه التمادي في دواعيه، والبحث عنها، وتحري مواطنها، فيكون فاعل ذلك، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ومن أهم المقاصد التي لأجلها حرم الله الزنا، اختلاط الأنساب وكذلك الحمل الذي يحصل للمرأة التي لا زوج لها، فيكون مصيره الضياع لأنه سينسب إلى أمه.
والأخت السائلة لا تخرج عن كونها إما متزوجة وإما خلية (غير متزوجة)، فإن كانت متزوجة، فالولد ينسب إلى زوجها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش وللعاهر الحجر. رواه البخاري.
وعليها أن تتوب إلىالله تعالى، وتصدق في توبتها معه، ولا يجب عليها إخبار زوجها بذلك إذ سترها الله تعالى.
أما إن كانت خلية (بدون زوج) فالولد ينسب إليها، ولا ينسب إلى الزاني، لأن النسب نعمة والزنا نقمة، ولا تثبت النعمة بالنقمة، ويحرم على المرأة إسقاط هذا الجنين، ويجب عليها المحافظة عليه، مع التوبة الصادقة مما حصل منها ودوام الاستغفار والإكثار من الصالحات، ونسأل الله تعالى أن يهدي قلبك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويتوب عليك، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6012، 6940، 9093.
والله أعلم.
30198
فتاوى
عنوان الفتوى:فتوى شيخ الأزهر بشأن الربا رقم الفتوى:30198تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز الانتفاع بأموال البنوك الربوية وما ردكم على فتوى (الأزهر) في تحليل الفوائد البنكية؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فردنا على هذه الفتوى التي أصدرها شيخ الأزهر، هو ما أفتى به هو بنفسه في الفتوى المسجلة برقم: 41/224 بتاريخ 14 رجب 1409هـ الموافق 20/2/1989ومما جاء فيها: لما كان ذلك، وكان إيداع الأموال في البنوك أو إقراضها أو الاقتراض منها بأي صورة من الصور مقابل فائدة محددة مقدماً زمناً ومقداراً يعتبر قرضاً بفائدة، وكل قرض بفائدة محددة مقدماً حرام، كانت تلك الفوائد التي تعود على السائل داخلة في نطاق ربا الزيادة المحرم شرعاً بمقتضى النصوص الشرعية. انتهى. المقصود منها، وراجع للفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: (18/207)
26870، 28812، 28960.
والله أعلم.
30199
عنوان الفتوى:حكم لبس الثوب المكتوب عليه لفظ الجلالة رقم الفتوى:30199تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
كنت أمارس العادة السرية لمدة طويله جداً وبعد أن هداني الله واتبعت صلاتي حدثت لي حادثة بسيطة جداً نتج عنها شيء غريب جداً جداً وهو عندما وقعت عندما كنت أصعد السلّم كتب لي في المكان الذي أصبت به على البنطلون كلمة (لله) في مربع أبيض وكأنها منقوشة وعندما رأيت هذه الكلمة بكيت كثيراً وكانت تحديداً قبل عيد الأضحى بثلاثة أيام، والسؤال: ما معنى هذا؟ وهل يجوز لي أن أرتدي هذا البنطال مرة أخرى علما بأنه يمكن أن أدخل به إلى المرحاض أو يحدث به جنابة أو إلى ذلك من الأمور فهل يجوز ارتداؤه أم لا ؟ أرجو الإفادة للضرورة؟ وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية محرمة وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 3650.
فاحمد الله تعالى أن وفقك للتوبة واسأله الثبات حتى تلقاه.
وأما ما ذكرته من شأن الحادثة التي وقعت لك، فلعل هذا تنبيه لك إلى ملازمة التوبة والاستقامة، وأما حكم لبس البنطلون أو الثياب المكتوب عليها لفظ الجلالة، فلا ينبغي لما في ذلك من تعريضها للامتهان والدخول بها في الأماكن غير اللائقة كأماكن الخلاء، فإن استطعت أن تصونها عن الامتهان فلا بأس بلبسها، وراجع الفتوى رقم: (18/208)
10882.
والله أعلم.
302
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:302تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : lhما حكم العاده السر
الفتوى :
3020
عنوان الفتوى:يجوز أكل جوزة الطيب مالم تسكر أو تحدث ضرراً رقم الفتوى:3020تاريخ الفتوى:30 جمادي الأولى 1422السؤال : ماهو الحكم الشرعي لما يسمى ( جوزة الطيب )؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن ا
لأصل في الأشياء الإباحة. قال تعالى: ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذا هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ) [التوبة: 115]. والأطعمة الأصل فيها الحل إلا ماورد النص بتحريمه والنهي عن تناوله أو ما ثبت ضرره لقوله عليه الصلاة والسلام: " لا ضرر ولا ضرار " رواه أحمد والبيهقي. فإذا كانت جوزة الطيب هذه تحدث ضرراً ، أو كان الكثير منها مسكراً فلا شك في تحريمها وإلا فلا.
والله أعلم.
30201
عنوان الفتوى:حكم إعطاء الزكاة لتارك الصوم والصلاة رقم الفتوى:30201تاريخ الفتوى:25 محرم 1424السؤال : هل يجوز إعطاء الزكاة لمن لا يؤدي الصلاة أو لا يصوم شهر الفريضة وهو قادر على الصوم، وما الحكم إن كان قريبا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدمت الإجابة على دفع الزكاة لمن لا يصلي في الفتوى رقم: 7033.
أما تارك الصيام كسلا فيمكن أن يعطى منها إن كان مستحقاً لها لأنه غير كافر، قال محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: تارك الصيام تهاوناً وتكاسلاً ليس بكافر وذلك لأن الأصل بقاء الإنسان على إسلامه حتى يقوم دليل على أنه خارج من الإسلام ولم يقم دليل على أن تارك الصيام خارج من الإسلام إذا كان تركه إياه تكاسلاً وتهاوناً. الفتاوى كتاب الدعوة ج1/ص159-160. (18/209)
أما إن كان جاحداً لوجوب الصيام فهذا كافر ولا يعطى أي شيء من الزكاة بل يعامل كالمرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل بالسيف إذا لم يكن قريب عهد بالإسلام أو نشأ بعيداً عن العلماء.
والله أعلم.
30202
عنوان الفتوى:حكم التكهن بنتائج المباريات الرياضية رقم الفتوى:30202تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : هل يمكن الاشتراك في مسابقة التنمية الرياضية التي تنص على التكهن بنتائج المباريات الرياضية التي ستجرى في الأسبوع المقبل مثلاً واستغلال الأموال المتأتية منها؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التكهن عن نتائج مباريات ستقام فيما بعد هو من باب الكذب والتجرؤ على الله تعالى والإخبار بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وعليه فأي شيء يؤخذ مقابله هو سحت لا يحل أخذاً ولا عطاءً.
فالله عز وجل يقول: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [البقرة:188].
لذا ننصح بالابتعاد عن مثل هذا العمل والأخذ بأسباب الرزق المشروعة: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].
والله أعلم.
30203
عنوان الفتوى:إرجاعك لزوجك تصحيح لخطئك رقم الفتوى:30203تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم.... أما بعد:
فأنا إنسان تعبان من الناحية المادية وعندي كثير من الإخوان غير متزوجين بنات وأولاد وفي كل مرة أريد أن أتزوج يتقدم خطيب لأختي ويتزوج فأظل أدفع ما عندي ولما حانت الفرصة تزوجت ولكن ظهرت مشكلة وهي أن الزوجة كانت مريضة بالبرص علماً بأننا نعلم بالمرض فلما رأت أمي المرض أصرت على أن أطلقها والحجة أنه يُعدي ولكن لا يعدي والمهم أنا في أول أيام زواجي فلم تتركني أستريح وعلمت الزوجة بأمر أمي فكلما أدخل تبكي وأنا طلقتها هل هذا صحيح؟ وشكراً. (18/210)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن طلاقك لزوجتك من غير خطأ منها تصرف غير صحيح وأقل أحواله أن يكون مكروها، فقد أقدمتم على خطبتها وأتممتم الزواج مع علمكم بأنها مريضة، فكان الواجب اللائق ألا تعترضوا على برصها بعد أن رضيتم به، فهذا من حسن الوفاء بالعهد.
وليس من بر والدتك أن تطيعها في طلاق زوجتك لأن الطاعة للوالدة ولغيرها ممن تجب طاعته إنما تكون في المعروف، كما قال صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.
وليس طلاقك لزوجتك ـوالحالة ما ذكرتـ من المعروف، فإذا كنت تستطيع إرجاعها، كان ذلك تصحيحا ًلخطئك وأرجى لعفو الله ومغفرته.
والله أعلم.
30205
عنوان الفتوى:لا يجزيء دفع الزكاة للوالدين الفقيرين بالإجماع رقم الفتوى:30205تاريخ الفتوى:06 ذو الحجة 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة الكرام
السؤال الأول: هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين علما بأن أحوالهما المادية ليست جيدة ولديهما عائلة كبيرة وأنا أعيش معهما؟
السؤال الثاني: هل بإمكاني اعتبار القسم الذي اعطيهما من راتبي الشهري زكاة مالي حين يحل موعد إخراج الزكاة؟ شاكرة لكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجزئ دفع الزكاة للوالدين الفقيرين لأن نفقتهما واجبة على الولد المزكي، ففي دفعها إليهما حماية لماله من النقص بما كان سيدفعه لهما من النفقة الواجبة، فأشبه ما لو دفعها في دين عليه، وقد نقل ابن المنذر رحمه الله إجماع العلماء على عدم جواز دفع الزكاة للوالدين الفقيرين. (18/211)
ومن هذا تعلمين أنه لا يمكن اعتبار ما دفعت لهما من راتبك الشهري من الزكاة.
وانظري تميماً للفائدة الفتوى رقم:
3922، والفتوى رقم: 1303، والفتوى رقم: 18184.
والله أعلم.
30208
عنوان الفتوى:أسباب التيمم رقم الفتوى:30208تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : هل يجوز للعروس في الثلاثة الأولى من زفافها التيمم بدلاً من الوضوء حفاظاً على زينتها؟ وجزاكم الله ألف خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز العدول عن الطهارة المائية إلى التيمم إلا عند فقد الماء وخوف الضرر باستعمال الماء مثل تلف نفس أو عضو أو فوات منفعة عضو من الأعضاء أو تأخر برد أو زيادة مرض أو نحوه.
والأصل في هذا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً [النساء: 43]
ومن هذا يعلم عدم جواز التيمم للعروس ما لم يكن عندها عذر مما قدمنا، وللإفادة تراجع الفتوى رقم: 15677.
والله أعلم.
30209
عنوان الفتوى:تجوز القراءة من المصحف في الصلاة المكتوبة رقم الفتوى:30209تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : السلام عليكم... وبعد:
هل تجوز القراءة من المصحف في الصلوات المفروضة أم فقط في الصلوات النافلة أي أن يحمل المصلي المصحف ويقرأ منه وهل تقليب صفحات المصحف خلال الصلاة مكروه بحيث يبحث المصلي عن سورة معينة أو آية أو يقلب الصفحة ليتمم القراءة؟ (18/212)
وأين يستحب وضع المصحف خلال الصلاة هل على الأرض أم على كرسي بجانب المصلي أو في جيبه وهل يجوز تكرار نفس القراءة في ركعتي الصلاة الواحدة؟ جزاكم الله كل خير.
والسلام عليكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجوز للمصلي أن يقرأ من المصحف في النافلة وكذا المكتوبة على القول الراجح كما هو مبين في الفتوى رقم: 1781.
ولا حرج في تكرار سور معينة في كل ركعة كما هو مبين في الفتوى رقم: 12118.
أما بالنسبة لفتح المصحف وتقليب أوراقه فلا مانع منه لاسيما إن لم يتشاغل بذلك عن الخشوع والتدبر فيما يقرأ، والأولى أن يضعه أمامه لأن حمله من العلل التي استند إليها الأحناف في إفساد صلاة من قرأ من المصحف.
قال محمد البابرتي في شرح الهداية: ولأبي حنيفة أن حمل المصحف والنظر فيه وتمييز حرف عن حرف وتقليب الأوراق عمل كثير وهو مفسد لا محالة.
أما إن حمله وأراد السجود فيستحب أن يضعه على مرتفع بجانبه فإن لم يتيسر فلا مانع من وضعه أمامه لأن ذلك ليس من الامتهان.
والله أعلم.
30210
عنوان الفتوى:هل يجب غسل ما أصاب الثوب من المني ؟ رقم الفتوى:30210تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة ويصيبني في الأحيان الجنابة أغتسل ثم ألبس نفس الثياب التي
كنت ارتديها فهل الثياب تدخل في الجنابة في حالة ما إذا أصيب الإنسان بها؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لم تصب الجنابة الثياب فلا بأس بلبسها بعد الاغتسال والصلاة فيها بدون غسل.
أما إن أصابت الجنابة الثياب وأراد الإنسان أن يصلي فيها فإنه يستحب له غسل المني إن كان ليناً، وإن كان يابساً حكه لفعل عائشة مع ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت بذلك الحديث عنها في الصحيحين وغيرهما. (18/213)
هذا على القول بأن المني طاهر وهو القول الراجح فيه، أما على القول بأن المني نجس فإنه يجب غسله من الثوب الذي يصيبه أو إزالته بالحك إن يبس.
والله أعلم.
30212
فتاوى
عنوان الفتوى:إذا حصلت إحدى علامات البلوغ قبل الخامسة عشر حكم بالبلوغ رقم الفتوى:30212تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
أنا صبي أبلغ من العمر 14 سنه (سأتم الخامسة عشرة بعد شهر) أنا لا أعرف هل بلغت أم لا، أرجو توضيح ما هى علامات البلوغ، وعند أي سن؟ وأنكم ذكرتم فى إحدى فتاويكم أن البلوغ يكون من سن الـ15 وبعض أصدقاْئي بلغوا قبل هذه السن؟ شكراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن للبلوغ علامات عند الذكر والأنثى، ذكرناها في الفتوى رقم: 10024.
فإذا حصلت هذه العلامات في أي سن كانت علامة على البلوغ، والبلوغ علامة على التكليف، أما إذا تأخرت تلك العلامات، فإنه لا يُحكم ببلوغ المرء حتى يكون عمره خمسة عشر عاماً على الراجح من أقوال العلماء، وراجع هذا في الفتوى رقم:
18947.
والله أعلم.
30215
عنوان الفتوى:يجب عليك التوبة قبل أن يفجأك الموت رقم الفتوى:30215تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أخت متزوجة ولدي طفلان أنا بنت لعائلة أمها شيعية وأخت لأخ شيعي متشددين، تركت مذهبهم وأصبحت سنية ولكني عاصية لربي مرات أصلي وصاحبة زنا وأتكلم بالهاتف مع الشباب ولدي مشاكل كثيره بالبيت زوجي لا يغارعلي وأعطاني حريتي ومرات يعلم بأنني أكلم شباباً بالهاتف، مللت حياتي وتعبت من الدنيا وهل تصدقون بأنني لا أحفظ من كتاب الله غير أربع سور قصيرة، الله المستعان وأخاف من ربي لكن نفسي عاصية، لا أعرف ماذا أفعل أرشدوني فأنا لا أعرف إيش أعمل أرشدوا أختكم لطريق الحق؟ (18/214)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يهدي قلبك، ويشرح صدرك، ويلهمك رشدك، ولتعلمي أنه يجب عليك التوبة فوراً مما تقعين فيه من الذنوب قبل أن يفجأك الموت وأنت على هذا الحال الذي لا يرضاه رب العالمين، ولا تتحقق توبتك إلا بالإقلاع عن الذنوب والندم على ما سبق منها، والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل وتعينك على ذلك أمور منها:
1- الابتعاد عن رفقاء السوء، لأن رفيق السوء كالجمل الأجرب الذي يخالط الأصحاء، فيعديهم جميعاً، فالعادة أن الأجرب يعدي السليم والصاحب ساحب كما يقولون.
2- البحث عن صحبة صالحة تعينك على الخير، وتحضك عليه، لأن العبد لا يحصل الخير إلا في مواطنه ومع أهله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالط. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
3- المداومة على حضور حلقات العلم والذكر وتلاوة القرآن، في المساجد والمؤسسات الخيرية، واستماع المحاضرات والأشرطة عن طريق الأجهزة المخصصة لذلك، وما أكثرها في هذه الأيام، فإذا امتلأ قلبك وعقلك بالعلم، وقعت خشية الله في قلبك، قال الله عز وجل: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28].
ومن المعلوم أن أقصر الطرق إلى الله تعالى وأقربها هي العلم.
4- التخلص من كل وسائل الإعانة على المعصية، كالإنترنت والهاتف ونحوهما، فقد أمر الشرع بهجرة رفقاء السوء، وهذه الأشياء داخلة في رفقاء السوء إذا كانت تعين عليه، فتُهجر من باب أولى. (18/215)
وراجعي لزاماً الفتاوى ذات الأرقام التالية: 21807، 19964، 23243.
وننبه السائلة هنا إلى أمرين مهمين:
الأول: أن النفس إذا تُركت وما تُريد، أهلكت صاحبها، وأردته في مهاوي الهلاك، قال الله عز وجل: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي [يوسف:53].
وقال عز وجل: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس:7-8].
ثم أمر بتهذيبها وترويضها على الخير فقال: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10].
أي أفلح من زكاها بالطاعات، وخاب من دساها في جهنم بالذنوب والمهلكات، فلا بد لك من مجاهدة النفس بكثرة الفكر في مآل المعصية، وثواب الطاعة، فإن المعصية تذهب لذتها وتبقى تبعتها، والطاعة يذهب تعبها ويبقى ثوابها، وقد روى الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتزينوا للعرض الأكبر، وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا. انتهى، وراجعي الفتوى رقم:
18074.
الثاني: أن باب التوبة مفتوح، ولا يُغلق عن العبد إلا إذا غرغر غرغرة الموت، أو طلعت الشمس من مغربها، ورحمة الله تعالى أوسع من ذنوب العالمين، قال عز وجل: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [الأعراف:156].
وقال تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70].
وراجعي لزاماً الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5450، 20064، 18039.
وأما زوجك الذي يرضى لك الفحش والفجور، فنذكره بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. رواه أحمد، ولتعرضي عليه الفتوى رقم: (18/216)
23775.
والله أعلم.
30217
عنوان الفتوى:هذه المعاملة أشبه بالربا رقم الفتوى:30217تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : أعمل في شركة وطلب منا صاحب الشركة مبلغاً من المال ليكون توفيرا للفرد في السنة على أن يضع صاحب الشركة ضعف المبلغ الموجود في السنة ولا يحق سحبه ألا بعد سنة هل هو ربا هذا المبلغ؟ علما بأنه تبرع به وهو الضعف أي مثل 10000 تحصل علي 20000ألف ريال؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه المعاملة أشبه بالربا أو لعلها عين الربا لأن صاحب الشركة أخذ المبلغ المذكور وتصرف فيه ليوفر لنفسه السيولة...
واشترط على العمال عدم سحبه إلا بعد سنة، وبعد التصرف فيه مدة سنة زاده بضعفه فكأنه سلف بالزيادة، وهذا عين الربا وعلى هذا فإن هذه المعاملة لا تجوز لما اشتملت عليه من الربا وننصح السائل الكريم باستثمار ماله بالطرق الحلال وهي كثيرة -ولله الحمد- وربما يكون ربحها أكثر ونفعها أعظم.
والله أعلم.
30219
عنوان الفتوى:حكم إخراج الرجل الزكاة عن زوجته رقم الفتوى:30219تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : أسأل عن زكاة ذهب زوجتي مرعليها سنة ويلبس فى المناسبات وأنا أقول لها أن تزكى من حر مالها وليس لها دخل وأنا أقول تبيع منه وتزكي وهي ليست موظفة ولا أعطيها مصروفاً وهى تخاف من الله فهل أزكي عنها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف الفقهاء في حكم الحلي، والراجح هو عدم الوجوب، وإخراج زكاته هو الأحوط خروجاً من الخلاف وإبراء للذمة، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 2870، وبخصوص إخراج الزوج عن زوجته فهو جائز ومجزئ بشرط أن يعلمها وأن ينوي إخراجها عنها كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 7411. (18/217)
والله أعلم.
30220
عنوان الفتوى:حكم الدراسة في مدارس نصرانية رقم الفتوى:30220تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز وضع أطفالي في مدارس نصرانية؟ هل يجوز وضع الأطفال في مدارس نصرانية لما فيها من جودة تدريس و انضباط وأدب.. تقوم الراهبات بالإشراف و تدريس المواد كما تدرس مادة الديانة الإسلامية من قبل مدرسة مسلمة، و توجد موجهة منتدبة مسلمة تقوم بالإشراف العام وأغلبية الطلاب من المسلمين، ولا تقوم الراهبات بأي نوع من أنواع العنصرية أو تعليمهم أشياء نصرانية، أفيدونا أفادكم الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأولاد نعمة من نعم الله تعالى وأمانة في عنق العبد يجب عليه أن يشكرها ويحفظها من كل مكروه مادي ومعنوي.
وأول ما يجب أن تُحْفَظ به هو حفظ دينهم... ولا شك أن من وضع أطفاله في المدارس الأجنبية أنه فرط في أمانته.
فهذه المدارس لها أهدافها القريبة والبعيدة، ولها مناهجها ووسائلها التي تريد أن تحقق بها هذه الأهداف.
ولا يغرنك تدريس بعض المواد الشرعية فيها، أو إذاعة القرآن الكريم.... أو الترتيب والانضباط.... فكل ذلك من باب دس السم في العسل والتمويه على المغفلين ليبعثوا بأبنائهم إليها.
ولهذا نقول للسائل الكريم: إنه لا يجوز للمسلم أن يدخل أبناءه في المدارس الأجنبية نصرانية كانت أو غيرها.
وأنه يجب على المسلمين أن يؤسسوا مدارس تقوم بتعليم أبنائهم ما يحتاجون إليه من علوم دينهم ودنياهم، وهذا فرض كفاية يجب القيام به فإذا أهمل أثم جميع من يستطيع القيام به ولم يفعله. (18/218)
ولا بأس أن يأخذوا من غيرهم ويستفيدوا من تجارب الآخرين، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، ولمزيد من التفصيل نحيل السائل الكريم إلى الفتوى رقم:
8080، والفتوى رقم: 19730.
والله أعلم.
30222
عنوان الفتوى:إضاءات حول حديث " تقتله الفئة الباغية " رقم الفتوى:30222تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : في حديث صحيح أن عمارا تقتله الفئة الباغية ، وكانت السيدة عائشة تناصر معاوية أرجو الإيضاح ، وكيف يكون هناك اقتتال بين المسلمين في ذلك الوقت وفي الطرفين من هم مبشرون بالجنة حيث إذا إلتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار. أرجو شرح ذلك بإيضاح شديد لأنني سئلت من غير المسلمين وأريد أن أعطيهم رداً يغلق أفواههم؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعائشة رضي الله عنها لم تخرج في القتال الذي حدث بين علي ومعاوية ولم تشهد من ذلك شيئاً وإنما خرجت مع طلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين عندما خرجوا لملاحقة قتلة عثمان رضي الله عنه ومطالبة علي رضي الله عنه بمعاقبتهم، وكان غرضها من خروجها الصلح بين المسلمين فحدث ما حدث في معركة الجمل بين طلحة والزبير وعائشة من جهة وعلي رضي الله عنهم من جهة أخرى وكان أمر الله قدراً مقدوراً: َوَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة:253].
كما هو مبين في الفتوى رقم:
3227.
وأما حديث عمار فهو في الصحيحين وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية معنى الحديث وما حدث بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وأي الطائفتين أولى بالحق، وموقف المسلم من ذلك ومما قال: وكان الْمُؤْمِنُون قدْ افْترقُوا فِرْقتيْنِ : فِرْقةٍ مع علِيٍّ , وفِرْقةٍ مع مُعاوِية ، فقاتل هؤُلاءِ علِيًّا وأصْحابهُ , فوقع الْأمْرُ كما أخْبر بهْ النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم , وكما ثبت عنْهُ أيْضًا فِي الصّحِيحِ أنّهُ قال عنْ الْحسنِ ابْنِهِ : إنّ ابْنِي هذا سيِّدٌ , وسيُصْلِحُ اللّهُ بهْ بيْن طائِفتيْنِ عظِيمتيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِين. فأصْلح اللّهُ بهْ بيْن شِيعةِ علِيّ وشِيعةِ مُعاوِية، وأثْنى النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على الْحسنِ بِهذا الصُّلْحِ الّذِي كان على يديْهِ وسمّاهُ سيِّدًا بِذلِك; لِأجْلِ أنّ ما فعلهُ الْحسنُ يُحِبُّهُ اللّهُ ورسُولُهُ, ويرْضاهُ اللّهُ ورسُولُهُ، ولوْ كان الِاقْتِتالُ الّذِي حصل بيْن الْمُسْلِمِين هُو الّذِي أمر اللّهُ بِهِ ورسُولُهُ لمْ يكُنْ الْأمْرُ كذلِك; بلْ يكُونُ الْحسنُ قدْ ترك الْواجِب, أوْ الْأحبّ إلى اللّهِ، وهذا النّصُّ الصّحِيحُ الصّرِيحُ يُبيِّنُ أنّ ما فعلهُ الْحسنُ محْمُودٌ, مرْضِيٌّ لِلّهِ ورسُولِهِ , وقدْ ثبت فِي الصّحِيحِ , أنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يضعُهُ على فخِذِهِ, ويضعُ أُسامة بْن زيْدٍ, ويقُولُ: "اللّهُمّ إنِّي أُحِبُّهُما, وأُحِبُّ منْ يُحِبُّهُما." وهذا أيْضًا مِمّا ظهر فِيهِ محبّتُهُ ودعْوتُهُ صلى الله عليه وسلم; فإِنّهُما كانا أشدّ النّاسِ رغْبةً فِي الْأمْرِ الّذِي مدح النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بهْ الْحسن, وأشدّ النّاسِ كراهةً لما يُخالِفُهُ وهذا مِمّا يُبيِّنُ أنّ الْقتْلى مِنْ أهْلِ صفين لمْ يكُونُوا عِنْد النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمنْزِلةِ الْخوارِجِ الْمارِقِين, الّذِين أمر بِقِتالِهِمْ, وهؤُلاءِ مدح الصُّلْح بيْنهُمْ (18/219)
ولمْ يأْمُرْ بِقِتالِهِمْ; ولِهذا كانتْ الصّحابةُ والْأئِمّةُ مُتّفِقِين على قِتالِ الْخوارِجِ الْمارِقِين, وظهر مِنْ علِيٍّ رضي الله عنه السُّرُورُ بِقِتالِهِمْ; ومِنْ رِوايتِهِ عنْ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْأمْر بِقِتالِهِمْ : ما قدْ ظهر عنْهُ وأمّا قِتالُ الصّحابةِ فلمْ يُرْو عنْ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ أثرٌ, ولمْ يظْهرْ فِيهِ سُرُورٌ; بلْ ظهر مِنْهُ الْكآبةُ , وتمنّى أنْ لا يقع , وشكر بعْض الصّحابةِ , وبرّأ الْفرِيقيْنِ مِنْ الْكُفْرِ والنِّفاقِ , وأجاز التّرحُّم على قتْلى الطّائِفتيْنِ , وأمْثال ذلِك مِنْ الْأُمُورِ الّتِي يُعْرفُ بِها اتِّفاقُ علِيٍّ وغيْرِهِ مِنْ الصّحابةِ على أنّ كُلّ واحِدةٍ مِنْ الطّائِفتيْنِ مُؤْمِنةٌ ، وقدْ شهِد الْقُرْآنُ بِأنّ اقْتِتال الْمُؤْمِنِين لا يُخْرِجُهُمْ عنْ الْإِيمانِ بِقوْلِهِ تعالى : وإِنْ طائِفتانِ مِن الْمُؤْمِنِين اقْتتلُوا فأصْلِحُوا بيْنهُما فإِنْ بغتْ إحْداهُما على الْأُخْرى فقاتِلُوا الّتِي تبْغِي حتّى تفِيء إلى أمْرِ اللّهِ فإِنْ فاءتْ فأصْلِحُوا بيْنهُما بِالْعدْلِ وأقْسِطُوا إنّ اللّه يُحِبُّ الْمُقْسِطِين (18/220)
إنّما الْمُؤْمِنُون إخْوةٌ فأصْلِحُوا بيْن أخويْكُمْ واتّقُوا اللّه لعلّكُمْ تُرْحمُون فسمّاهُمْ " مُؤْمِنِين " وجعلهُمْ " إخْوةً " مع وُجُودِ الِاقْتِتالِ والْبغْيِ ، والْحدِيثُ الْمذْكُورُ (إذا اقْتتل خلِيفتانِ فأحدُهُما ملْعُونٌ) كذِبٌ مُفْترًى لمْ يرْوِهِ أحدٌ مِنْ أهْلِ الْعِلْمِ بِالْحدِيث, ولا هُو فِي شيْءٍ مِنْ دواوِينِ الْإِسْلامِ الْمُعْتمدةِ، و مُعاوِيةُ لمْ يدّعِ الْخِلافة ، ولمْ يُبايعْ لهُ بِها حيْن قاتل علِيًّا، ولمْ يُقاتِلْ على أنّهُ خلِيفةٌ ، ولا أنّهُ يسْتحِقُّ الْخِلافة ، ويُقِرُّون لهُ بِذلِك ، وقدْ كان مُعاوِيةُ يُقِرُّ بِذلِك لِمنْ سألهُ عنْهُ ، ولا كان مُعاوِيةُ وأصْحابُهُ يروْن أنْ يبْتدُوا علِيًّا وأصْحابهُ بِالْقِتالِ ، ولا يعْلُوا ، بلْ لمّا رأى علِيٌّ رضي الله عنه وأصْحابُهُ أنّهُ يجِبُ عليْهِمْ طاعتُهُ ومُبايعتُهُ, إذْ لا يكُون لِلْمُسْلِميْنِ إلّا خلِيفةٌ واحِدٌ, وأنّهُمْ خارِجُون عنْ طاعتِهِ يمْتنِعُون عنْ هذا الْواجِبِ, وهُمْ أهْلُ شوْكةٍ رأى أنْ يُقاتِلهُمْ حتّى يُؤدُّوا هذا الْواجِب, فتحْصُل الطّاعةُ والْجماعةُ، وهُمْ قالُوا: إنّ ذلِك لا يجِبُ عليْهِمْ, وإِنّهُمْ إذا قُوتِلُوا على ذلِك كانُوا مظْلُومِين قالُوا: لِأنّ عُثْمان قُتِل مظْلُومًا بِاتِّفاقِ الْمُسْلِمِين, وقتلتُهُ فِي عسْكرِ علِيٍّ, وهُمْ غالِبُون لهُمْ شوْكةٌ, فإِذا امْتنعْنا ظلمُونا واعْتدوْا عليْنا، وعلِيٌّ لا يُمْكِنُهُ دفْعُهُمْ, كما لمْ يُمْكِنْهُ الدّفْعُ عنْ عُثْمان; وإِنّما عليْنا أنْ نُبايِع خلِيفةً يقْدِرُ على أنْ يُنْصِفنا ويبْذُل لنا الْإِنْصاف، وكان فِي جُهّالِ الْفرِيقيْنِ منْ يظُنُّ بِعلِيِّ وعُثْمان ظُنُونًا كاذِبةً, برّأ اللّهُ مِنْها علِيًّا, وعُثْمان: كان يظُنُّ بِعلِيِّ أنّهُ أمر بِقتْلِ عُثْمان, وكان علِيٌّ يحْلِفُ وهُو الْبارُّ الصّادِقُ بِلا يمِينٍ أنّهُ (18/221)
لمْ يقْتُلْهُ, ولا رضِي بِقتْلِهِ, ولمْ يُمالِئْ على قتْلِهِ، وهذا معْلُومٌ بِلا ريْبٍ مِنْ علِيٍّ رضي الله عنه، فكان أُناسٌ مِنْ مُحِبِّي علِيٍّ ومِنْ مُبْغِضِيهِ يُشِيعُون ذلِك عنْهُ: فمُحِبُّوهُ يقْصِدُون بِذلِك الطّعْن على عُثْمان بِأنّهُ كان يسْتحِقُّ الْقتْل, وأنّ علِيًّا أمر بِقتْلِهِ، ومُبْغِضُوهُ يقْصِدُون بِذلِك الطّعْن على علِيٍّ, وأنّهُ أعان على قتْلِ الْخلِيفةِ الْمظْلُومِ الشّهِيدِ, الّذِي صبّر نفْسهُ ولمْ يدْفعْ عنْها, ولمْ يسْفِكْ دم مُسْلِمٍ فِي الدّفْعِ عنْهُ, فكيْف فِي طلب طاعتِهِ وأمْثالُ هذِهِ الْأُمُورِ الّتِي يتسبّبُ بِها الزّائِغُون على الْمُتشيِّعِين الْعُثْمانِيّةِ, والْعلوِيّةِ، وكُلُّ فِرْقةٍ مِنْ الْمُتشيِّعِين مُقِرّةٌ مع ذلِك بِأنّهُ ليْس مُعاوِيةُ كُفْئًا لِعلِيِّ بِالْخِلافةِ, ولا يجُوزُ أنْ يكُون خلِيفةٌ مع إمْكانِ اسْتِخْلافِ علِيٍّ رضي الله عنه; فإِنّ فضْل علِيٍّ وسابقيته, وعِلْمهُ, ودِينهُ, وشجاعتهُ, وسائِر فضائِلِهِ: كانتْ عِنْدهُمْ ظاهِرةً معْرُوفةً, كفضْلِ إخْوانِهِ: أبِي بكْرٍ, وعُمر, وعُثْمان, وغيْرِهِمْ رضي الله عنهم ولمْ يكُنْ بقِي مِنْ أهْلِ الشُّورى غيْرُهُ وغيْرُ سعْدٍ, وسعْدٌ كان قدْ ترك هذا الْأمْر, وكان الْأمْرُ قدْ انْحصر فِي عُثْمان وعلِيٍّ; فلمّا تُوُفِّي عُثْمانُ لمْ يبْق لها مُعيّنٌ إلّا علِيٌّ رضي الله عنه; وإِنّما وقع الشّرُّ بِسببِ قتْلِ عُثْمان, فحصل بِذلِك قُوّةُ أهْلِ الظُّلْمِ والْعُدْوانِ وضعْفُ أهْلِ الْعِلْمِ والْإِيمانِ, حتّى حصل مِنْ الْفُرْقةِ والِاخْتِلافِ ما صار يُطاعُ فِيهِ منْ غيْرُهُ أوْلى مِنْهُ بِالطّاعةِ; ولِهذا أمر اللّهُ بِالْجماعةِ والائتلاف, ونهى عنْ الْفُرْقةِ والِاخْتِلافِ; ولِهذا قِيل: ما يكْرهُون فِي الْجماعةِ خيْرٌ مِمّا يُجْمِعُون مِنْ الْفُرْقةِ، وأمّا الْحدِيثُ الّذِي فِيهِ {إنّ عمّارًا (18/222)
تقْتُلُهُ الْفِئةُ الْباغِيةُ} فهذا الْحدِيثُ قدْ طعن فِيهِ طائِفةٌ مِنْ أهْلِ الْعِلْمِ; لكِنْ رواهُ مُسْلِمٌ فِي صحِيحِهِ, وهُو فِي بعْضِ نُسخِ الْبُخارِيِّ: قدْ تأوّلهُ بعْضُهُمْ على أنّ الْمُراد بِالْباغِيةِ الطّالِبةُ بِدمِ عُثْمان, كما قالُوا: نبْغِي ابْن عفان بِأطْرافِ الأسل، وليْس بِشيْءِ; بلْ يُقالُ ما قالهُ رسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم , فهُو حقٌّ كما قالهُ , وليْس فِي كوْنِ عمّارٍ تقْتُلهُ الْفِئةُ الْباغِيةُ ما يُنافِي ما ذكرْناهُ , فإِنّهُ قدْ قال اللّهُ تعالى : وإِنْ طائِفتانِ مِن الْمُؤْمِنِين اقْتتلُوا فأصْلِحُوا بيْنهُما فإِنْ بغتْ إحْداهُما على الْأُخْرى فقاتِلُوا الّتِي تبْغِي حتّى تفِيء إلى أمْرِ اللّهِ فإِنْ فاءتْ فأصْلِحُوا بيْنهُما بِالْعدْلِ وأقْسِطُوا إنّ اللّه يُحِبُّ الْمُقْسِطِين (18/223)
إنّما الْمُؤْمِنُون إخْوةٌ فأصْلِحُوا بيْن أخويْكُمْ فقدْ جعلهُمْ مع وُجُودِ الِاقْتِتالِ والْبغْيِ مُؤْمِنِين إخْوةً; بلْ مع أمْرِهِ بِقِتالِ الْفِئةِ الْباغِيةِ جعلهُمْ مُؤْمِنِين، وليْس كُلُّ ما كان بغْيًا وظُلْمًا أوْ عُدْوانًا يُخْرِجُ عُمُوم النّاسِ عنْ الْإِيمانِ, ولا يُوجِبُ لعْنتهُمْ; فكيْف يُخْرِجُ ذلِك منْ كان مِنْ خيْرِ الْقُرُونِ؟ وكُلُّ منْ كان باغِيًا, أوْ ظالِمًا, أوْ مُعْتدِيًا, أوْ مُرْتكِبًا ما هُو ذنْبٌ فهُو " قِسْمانِ " مُتأوِّلٌ, وغيْرُ مُتأوِّلٍ, فالْمُتأوِّلُ الْمُجْتهِدُ: كأهْلِ الْعِلْمِ والدِّينِ, الّذِين اجْتهدُوا, واعْتقد بعْضُهُمْ حِلّ أُمُورٍ, واعْتقد الْآخرُ تحْرِيمها كما اسْتحلّ بعْضُهُمْ بعْض أنْواعِ الْأشْرِبةِ, وبعْضُهُمْ بعْض الْمُعاملاتِ الرِّبوِيّةِ وبعْضُهُمْ بعْض عُقُودِ التّحْلِيلِ والْمُتْعةِ, وأمْثالُ ذلِك, فقدْ جرى ذلِك وأمْثالُهُ مِنْ خِيارِ السّلفِ، فهؤُلاءِ الْمُتأوِّلُون الْمُجْتهِدُون غايتُهُمْ أنّهُمْ مُخْطِئُون, وقدْ قال اللّهُ تعالى: ربّنا لا تُؤاخِذْنا إنْ نسِينا أوْ أخْطأْنا وقدْ ثبت فِي الصّحِيحِ أنّ اللّه اسْتجاب هذا الدُّعاء، وقدْ أخْبر سُبْحانهُ عنْ داود وسُليْمان عليهما السلام إنّما حكما فِي الْحرْثِ, وخصّ أحدهُما بِالْعِلْمِ والْحُكْمِ, مع ثنائِهِ على كُلٍّ مِنْهُما بِالْعِلْمِ والْحُكْمِ، والْعُلماءُ ورثةُ الْأنْبِياءِ, فإِذا فهِم أحدُهُمْ مِنْ الْمسْألةِ ما لمْ يفْهمْهُ الْآخرُ لمْ يكُنْ بِذلِك ملُومًا ولا مانِعًا لِما عُرِف مِنْ عِلْمِهِ ودِينِهِ, وإِنْ كان ذلِك مع الْعِلْمِ بِالْحُكْمِ يكُون إثْمًا وظُلْمًا, والْإِصْرارُ عليْهِ فِسْقًا, بلْ متى عُلِم تحْرِيمُهُ ضرُورةً كان تحْلِيلُهُ كُفْرًا ، فالْبغْيُ هُو مِنْ هذا الْبابِ، أما إذا كان الْباغِي مُجْتهِدًا ومُتأوِّلًا, ولمْ يتبيّنْ لهُ أنّهُ باغٍ, بلْ اعْتقد (18/224)
أنّهُ على الْحقِّ وإِنْ كان مُخْطِئًا فِي اعْتِقادِهِ: لمْ تكُنْ تسْمِيتُهُ "باغِيًا" مُوجِبةً لِإِثْمِهِ, فضْلًا عنْ أنْ تُوجِب فِسْقهُ، والّذِين يقُولُون بِقِتالِ الْبُغاةِ الْمُتأوِّلِين; يقُولُون: مع الْأمْرِ بِقِتالِهِمْ قِتالُنا لهُمْ لِدفْعِ ضررِ بغْيِهِمْ; لا عُقُوبةً لهُمْ; بلْ لِلْمنْعِ مِنْ الْعُدْوانِ، ويقُولُون: إنّهُمْ باقُون على الْعدالةِ; لا يُفسّقُون، ويقُولُون هُمْ كغيْرِ الْمُكلّفِ, كما يُمْنعُ الصّبِيُّ والْمجْنُونُ والنّاسِي والْمُغْمى عليْهِ والنّائِمُ مِنْ الْعُدْوانِ أنْ لا يصْدُر مِنْهُمْ ; بلْ تُمْنعُ الْبهائِمُ مِنْ الْعُدْوانِ، ويجِبُ على منْ قُتِل مُؤْمِنًا خطأً الدِّيةُ بِنصِّ الْقُرْآنِ مع أنّهُ لا إثْم عليْهِ فِي ذلِك, وهكذا منْ رُفِع إلى الْإِمامِ مِنْ أهْلِ الْحُدُودِ وتاب بعْد الْقُدْرةِ عليْهِ فأقام عليْهِ الْحدّ, والتّائِبُ مِنْ الذّنْبِ كمنْ لا ذنْب لهُ, والْباغِي الْمُتأوِّلُ يُجْلدُ عِنْد مالِكٍ والشّافِعِيِّ وأحْمد ونظائِرُهُ مُتعدِّدةٌ، ثُمّ بِتقْدِيرِ أنْ يكُون "الْبغْيُ" بِغيْرِ تأْوِيلٍ: يكُون ذنْبًا, والذُّنُوبُ تزُولُ عُقُوبتُها بِأسْبابِ مُتعدِّدةٍ : بِالْحسناتِ الْماحِيةِ, والْمصائِبِ الْمُكفِّرةِ, وغيْرِ ذلِك، ثُمّ (إنّ عمّارًا تقْتُلُهُ الْفِئةُ الْباغِيةُ) ليْس نصًّا فِي أنّ هذا اللّفْظ لمعاوية وأصْحابِهِ; بلْ يُمْكِنُ أنّهُ أُرِيد بهْ تِلْك الْعِصابةُ الّتِي حملتْ عليْهِ حتّى قتلتْهُ, وهِي طائِفةٌ مِنْ الْعسْكرِ, ومنْ رضِي بِقتْلِ عمّارٍ كان حُكْمُهُ حُكْمها، ومِنْ الْمعْلُومِ أنّهُ كان فِي الْعسْكرِ منْ لمْ يرْض بِقتْلِ عمّارٍ، كعبْدِ اللّهِ بْنِ عمْرِو بْنِ العاص, وغيْرِهِ; بلْ كُلُّ النّاسِ كانُوا مُنْكرِين لِقتْلِ عمّارٍ, حتّى مُعاوِيةُ, وعمْرٌو، ويُرْوى أنّ مُعاوِية تأوّل أنّ الّذِي قتلهُ هُو الّذِي جاء بِهِ; دُون (18/225)
مُقاتِلِيهِ، وأنّ علِيًّا ردّ هذا التّأْوِيل بِقوْلِهِ: فنحْنُ إذًا قتلْنا حمْزة، ولا ريْب أنّ ما قالهُ علِيٌّ هُو الصّوابُ; لكِنْ منْ نظر فِي كلامِ الْمُتناظِرِين مِنْ الْعُلماءِ الّذِين ليْس بيْنهُمْ قِتالٌ ولا مُلْكٌ, وأنّ لهُمْ فِي النُّصُوصِ مِنْ التّأْوِيلاتِ ما هُو أضْعفُ مِنْ مُعاوِية بِكثِيرِ، ومنْ تأوّل هذا التّأْوِيل لمْ ير أنّهُ قتل عمّارًا, فلمْ يعْتقِدْ أنّهُ باغٍ, ومنْ لمْ يعْتقِدْ أنّهُ باغٍ وهُو فِي نفْسِ الْأمْرِ باغٍ، فهُو مُتأوِّلٌ مُخْطِئٌ، والْفُقهاءُ ليْس فِيهِمْ مِنْ رأْيِهِ الْقِتالُ مع منْ قتل عمّارًا; لكِنْ لهُمْ قوْلانِ مشْهُورانِ كما كان عليْهِما أكابِرُ الصّحابةِ: مِنْهُمْ منْ يرى الْقِتال مع عمّارٍ وطائِفتِهِ, ومِنْهُمْ منْ يرى الْإِمْساك عنْ الْقِتالِ مُطْلقًا، وفِي كُلٍّ مِنْ الطّائِفتيْنِ طوائِفُ مِنْ السّابِقِين الْأوّلِين، ففِي الْقوْلِ الْأوّلِ عمّارٌ, وسهْلُ بْنُ حنيف, وأبُو أيُّوب، وفِي الثّانِي سعْدُ بْنُ أبِي وقّاصٍ, ومُحمّدُ بْنُ مسلمة; وأُسامةُ بْنُ زيْدٍ, وعبْدُ اللّهِ بْنُ عُمر ونحْوُهُمْ، ولعلّ أكْثر الْأكابِرِ مِنْ الصّحابةِ كانُوا على هذا الرّأْيِ; ولمْ يكُنْ فِي الْعسْكريْنِ بعْد علِيٍّ أفضْلُ مِنْ سعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ, وكان مِنْ الْقاعِدِين، وحدِيثُ عمّارٍ قدْ يحْتجُّ بِهِ منْ رأى الْقِتال; لِأنّهُ إذا كان قاتِلُوهُ بُغاةً فاللّهُ يقُول: فقاتِلُوا الّتِي تبْغِي والمتمسكون يحْتجُّون بِالْأحادِيثِ الصّحِيحةِ عنْ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي: أنّ الْقُعُود عنْ الْفِتْنةِ خيْرٌ مِنْ الْقِتالِ فِيها. وتقُولُ: إنّ هذا الْقِتال ونحْوهُ هُو قِتالُ الْفِتْنةِ; كما جاءتْ أحادِيثُ صحِيحةٌ تُبيِّنُ ذلِك; وأنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم لمْ يأْمُرْ بِالْقِتال; ولمْ يرْض بِهِ; وإِنّما رضِي بِالصُّلْحِ; وإِنّما أمر اللّهُ بِقِتالِ (18/226)
الْباغِي; ولمْ يأْمُرْ بِقِتالِهِ ابْتِداءً; بلْ قال: وإِنْ طائِفتانِ مِن الْمُؤْمِنِين اقْتتلُوا فأصْلِحُوا بيْنهُما فإِنْ بغتْ إحْداهُما على الْأُخْرى فقاتِلُوا الّتِي تبْغِي حتّى تفِيء إلى أمْرِ اللّهِ فإِنْ فاءتْ فأصْلِحُوا بيْنهُما بِالْعدْلِ وأقْسِطُوا إنّ اللّه يُحِبُّ الْمُقْسِطِين قالُوا: والِاقْتِتالُ الْأوّلُ لمْ يأْمُرْ اللّهُ بِهِ; ولا أمر كُلّ منْ بُغِي عليْهِ أنْ يُقاتِل منْ بغى عليْهِ; فإِنّهُ إذا قتل كُلّ باغٍ كفر; بلْ غالِبُ الْمُؤْمِنِين; بلْ غالِبُ النّاسِ: لا يخْلُو مِنْ ظُلْمٍ وبغْيٍ; ولكِنْ إذا اقْتتلتْ طائِفتانِ مِنْ الْمُؤْمِنِين فالْواجِبُ الْإِصْلاحُ بيْنهُما; وإِنْ لمْ تكُنْ واحِدةٌ مِنْهُما مأْمُورةً بِالْقِتالِ, فإِذا بغتْ الْواحِدةُ بعْد ذلِك قُوتِلتْ; لِأنّها لمْ تتْرُكْ الْقِتال; ولمْ تُجِبْ إلى الصُّلْحِ; فلمْ ينْدفِعْ شرُّها إلّا بِالْقِتالِ، فصار قِتالُها بِمنْزِلةِ قِتالِ الصّائِلِ الّذِي لا ينْدفِعُ ظُلْمُهُ عنْ غيْرِهِ إلّا بِالْقِتالِ, كما قال النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: منْ قُتِل دُون مالِهِ فهُو شهِيدٌ, ومنْ قُتِل دُون دمِهِ فهُو شهِيدٌ, ومنْ قُتِل دُون دِينِهِ فهُو شهِيدٌ, ومنْ قُتِل دُون حُرْمتِهِ فهُو شهِيدٌ. ، قالُوا: فبِتقْدِيرِ أنّ جمِيع الْعسْكرِ بُغاةٌ فلمْ نُؤْمرْ بِقِتالِهِمْ ابْتِداءً; بلْ أُمِرْنا بِالْإِصْلاحِ بيْنهُمْ وأيْضًا, فلا يجُوزُ قِتالُهُمْ إذا كان الّذِين معهُمْ ناكِلِين عنْ الْقِتالِ فإِنّهُمْ كانُوا كثِيرِي الْخِلافِ عليْهِ ضعِيفِي الطّاعةِ لهُ، والْمقْصُودُ أنّ هذا الْحدِيث لا يُبِيحُ لعْن أحدٍ مِنْ الصّحابةِ, ولا يُوجِبُ فِسْقهُ، وأمّا (أهْلُ الْبيْتِ) فلمْ يُسبُّوا قطُّ، ولِلّهِ الْحمْدُ. انتهى. (18/227)
وفي مواطن آخر بين رحمه الله ما حدث بين عائشة وطلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم وأن ذلك لاينفي فضلهم ولا يوجب لهم النار لأنهم مجتهدون فيما فعلوا حيث قال: قدْ ثبت بِالنُّصُوصِ الصّحِيحةِ أنّ عُثْمان وعلِيًّا وطلْحة والزُّبيْر وعائِشة مِنْ أهْلِ الْجنّةِ، بلْ قدْ ثبت فِي الصّحِيحِ: أنّهُ لا يدْخُلُ النّار أحدٌ بايع تحْت الشّجرةِ، وأبُو مُوسى الْأشْعرِيُّ وعمْرُو بْنُ العاص ومُعاوِيةُ بْنُ أبِي سُفْيان هُمْ مِنْ الصّحابةِ ولهُمْ فضائِلُ ومحاسِنُ، وما يُحْكى عنْهُمْ كثِيرٌ مِنْهُ كذِبٌ; والصِّدْقُ مِنْهُ إنْ كانُوا فِيهِ مُجْتهِدِين، فالْمُجْتهِدُ إذا أصاب فلهُ أجْرانِ وإِذا أخْطأ فلهُ أجْرٌ وخطؤُهُ يُغْفرُ لهُ، وإِنْ قُدِّر أنّ لهُمْ ذُنُوبًا فالذُّنُوبُ لا تُوجِبُ دُخُول النّارِ مُطْلقًا إلّا إذا انْتفتْ الْأسْبابُ الْمانِعةُ مِنْ ذلِك وهِي عشْرةٌ، مِنْها: (التّوْبةُ ومِنْها الِاسْتِغْفارُ ومِنْها الْحسناتُ الْماحِيةُ ومِنْها الْمصائِبُ الْمُكفِّرةُ ومِنْها شفاعةُ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ومِنْها شفاعةُ غيْرِهِ ومِنْها دُعاءُ الْمُؤْمِنِين ومِنْها ما يُهْدى لِلْميِّتِ مِنْ الثّوابِ والصّدقةِ والْعِتْقِ ومِنْها فِتْنةُ الْقبْرِ ومِنْها أهْوالُ الْقِيامةِ، وقدْ ثبت فِي الصّحِيحيْنِ عنْ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنّهُ قال: خيْرُ الْقُرُونِ الْقرْنُ الّذِي بُعِثْت فِيهِ ثُمّ الّذِين يلُونهُمْ ثُمّ الّذِين يلُونهُمْ. ، وحِينئِذٍ فمنْ جزم فِي واحِدٍ مِنْ هؤُلاءِ بِأنّ لهُ ذنْبًا يدْخُلُ بِهِ النّار قطْعًا فهُو كاذِبٌ مُفْترٍ، فإِنّهُ لوْ قال ما لا عِلْم لهُ بِهِ لكان مُبْطِلًا فكيْف إذا قال ما دلّتْ الدّلائِلُ الْكثِيرةُ على نقِيضِهِ؟ فمنْ تكلّم فِيما شجر بيْنهُمْ -وقدْ نهى اللّهُ عنْهُ: مِنْ ذمِّهِمْ أوْ التّعصُّبِ لِبعْضِهِمْ بِالْباطِلِ- فهُو ظالِمٌ مُعْتدٍ، وقدْ ثبت فِي (18/228)
الصّحِيحِ عنْ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنّهُ قال: تمْرُقُ مارِقةٌ على حِينِ فِرْقةٍ مِنْ الْمُسْلِمِين تقْتُلُهُمْ أوْلى الطّائِفتيْنِ بِالْحقِّ. وقدْ ثبت عنْهُ فِي الصّحِيحِ أنّهُ قال عنْ الْحسنِ: إنّ ابْنِي هذا سيِّدٌ وسيُصْلِحُ اللّهُ بِهِ بيْن فِئتيْنِ عظِيمتيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِين. ، وفِي الصّحِيحيْنِ عنْ عمّار ٍ أنّهُ قال: تقْتُلُهُ الْفِئةُ الْباغِيةُ. وقدْ قال تعالى فِي الْقُرْآنِ: وإِنْ طائِفتانِ مِن الْمُؤْمِنِين اقْتتلُوا فأصْلِحُوا بيْنهُما فإِنْ بغتْ إحْداهُما على الْأُخْرى فقاتِلُوا الّتِي تبْغِي حتّى تفِيء إلى أمْرِ اللّهِ فإِنْ فاءتْ فأصْلِحُوا بيْنهُما بِالْعدْلِ وأقْسِطُوا إنّ اللّه يُحِبُّ الْمُقْسِطِين ، فثبت بِالْكِتابِ والسُّنّةِ وإِجْماعِ السّلفِ على أنّهُمْ مُؤْمِنُون مُسْلِمُون وأنّ علِيّ بْن أبِي طالِبٍ والّذِين معهُ كانُوا أوْلى بِالْحقِّ مِنْ الطّائِفةِ الْمُقاتِلةِ لهُ. والله أعلم. انتهى. (18/229)
والله أعلم.
30227
عنوان الفتوى:من مات بعد الوقوف ولم يتمم ما بقي من نسك رقم الفتوى:30227تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأحباء القائمون على هذا الموقع حفظكم الله وبارك في جهودكم،
السؤال: رجل ذهب للحج من الدنمارك العام الماضي 1423 وبعد أن أدى العمرة كاملة مرض مرضاً شديداً خلال فترة وجوده في مكة المكرمة ولكنه ذهب يوم التروية إلى منى ووقف في عرفة رغم مرضه ولكنه لم يستطع طواف الإفاضة رغم أن القائمين على الحملة طلبوا منه ذلك فلم يوافق لأنه كان مريضاً وعندما انتقلت الحملة من مكة إلى المدينة بيوم أو يومين توفي الرجل هناك ودفن في البقيع، أفتونا مأجورين حول من لم يطف طواف الإفاضة ويسعى سعي الحج هل حجه صحيح علماً بأن أحد الإخوة رمى عنه الجمرات أيام التشريق وذبحوا عنه هدي التمتع؟ جزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/230)
فإن هذا الرجل توفاه الله تعالى ولم يعد مطالبا بأي عمل، ويدل حرصه وتكلفه الوقوف بعرفة على صدق عزمه على أداء النسك، ونسأل الله أن يكتب له حجة لما في الحديث: إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيماً صحيحًا. روه البخاري.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي توفي وهو واقف بعرفة: اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا. رواه البخاري ومسلم.
ورجح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه لا يقضى عنه ما بقي من النسك، واستدل بهذا الحديث.
والله أعلم.
3023
عنوان الفتوى:صورة المضاربة المذكورة في السؤال غير جائزة رقم الفتوى:3023تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انني كنت شريكاً في شركة ثم قمت ببيع حصتي لشخص آخر وطلبت مني إدارة الشركة أن أقرض الشركة مبلغاً من المال مقابل عائد سنوي محدد ( 15% ) من مبلغ القرض ربحاً أو خسارة بمعنى أنه فى حالة الربح يضاف الى حسابى 15% والعكس فى حالة الخسارة . فهل هذا جائز شرعاً أم أن هناك مايمنع ذلك شرعاً ؟ الرجاء إفادتي حتى لاأقع فى شيء محظور شرعاً . وجزاكم الله خيراً .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أولاً أن هنالك فرقاً بين القرض والقراض من حيث الصورة والأحكام الشرعية .
فالقرض هو أن تسلف شخصاً مبلغاً من المال على أن يرده لك من غير زيادة ولا نقصان. أما الزيادة فلأنها ربا وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سلف جر نفعاً. وأما النقصان فلأن المقترض ضامن لرأس المال ليرده إلى من أقرضه إياه. أما القراض فهو المضاربة والصورة الجائزة من ذلك هي أن تدفع لشخص أو شركة مبلغاً من المال على أن يستثمروه ولك نسبة من الربح وليس من رأس المال ، تحدد مسبقاً 50% أو أكثر أو أقل على حسب ما يحصل عليه الاتفاق. إن حصل ربح ،وإن حصلت خسارة كانت من رأس المال ، قلت أم كثرت. ولا يضمن المضارب رأس المال. فإذا حصل القرض أو القراض على غير ما ذكر كانا ممنوعين شرعاً. والله أعلم (18/231)
30234
عنوان الفتوى:السبب في هدم الكعبة بعد الإسلام رقم الفتوى:30234تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : هل هدمت الكعبة بعد الإسلام وهل كان الهدم للبناء أم عدواناً على مقدسات الإسلام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلقد هدمت الكعبة بعد الإسلام مرتين, المرة الأولى: هدمها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وذلك لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاه أهل الشام، كما في صحيح مسلم، ثم أعاد ابن الزبير رضي الله عنه بناءها على ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبنيه؛ كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من المسانيد والسنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها: لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولأدخلت فيها الحجر، فإن قومك قصرت بهم النفقة، ولجعلت لها باباً شرقياً وباباً غربياً يدخل الناس من أحدهما ويخرجون من الآخر... فبناها ابن الزبير رضي الله عنه هكذا بسبب ما أخبرته خالته عائشة رضي الله عنها.
المرة الثانية: هدمها الحجاج بعد ما غلب على مكة وأعادها إلى ما كنت عليه قبل بناء الزبير، وذلك عن أمر الخليفة عبد الملك بن مروان، ولم يكن بلغه الحديث فلما بلغه حديث عائشة رضي الله عنها قال: وددنا أنا تركنا. انتهى. (18/232)
قال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية: وقد همّ ابن المنصور المهدي أن يعيدها على ما بناها ابن الزبير واستشار الإمام مالك بن أنس في ذلك فقال: إني أكره أن يتخذها الخلفاء لعبة، هذا يرى رأي ابن الزبير وهذا يرى رأي عبد الملك بن مروان وهذا يرى رأياً أخر. انتهى.
ومن هذا تعلم أن هدمها في المرتين كان للبناء -والله أعلم-، وانظر تتميماً للفائدة الفتويين رقم:
17346، والفتوى رقم: 21784.
والله أعلم.
30237
عنوان الفتوى:حكم تبرع المسلم بجثته لغرض التعليم رقم الفتوى:30237تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
السؤال هو: هل يجوز لمسلم التبرع بجثته بعد الوفاة لأغراض خيرية مثل كلية الطب لغرض الدراسة وتعليم الطلبة؟ وشكراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمسلم بعد موته يبقى على المسلمين حق تكريمه من غسل وتكفين وصلاة عليه ودفنه وحرمة التعرض لجثته بقطع أو تمثيل أو نحو ذلك، وتشريح الجثة بعد الموت يضاد هذا الحق فلا يجوز إلا لمصلحة أو ضرورة، ولهذا نظائر في فقه الأمة الأقدمين، فقد ذهب الحنفية وهو قول لبعض المالكية ومذهب الشافعية واختيار الشوكاني وابن حزم إلى جواز شق بطن الميتة لإخراج الجنين إن رجيت حياته، ومن نظائر ذلك أيضاً ما ذكره فقهاء الحنابلة كما في كشف القناع والمغني بأنه إذا مات شخص في بئر فإن أمكن إخراجه بلا تقطيع أو تمثيل به وجب لتأدية فرض غسله وتكفينه، وإن لم يمكن إخراجه بالكلية أو لم يمكن إلا مقطعاً نظر: فإن لم تكن ثمة حاجة إلى البئر طمست عليه لتصبح قبراً له، ومع حاجة أهل القرية أو المارة إليها يُخْرَج ولو أدى إلى تقطيعه لأن فيه جمعاً لحقوق كثيرة نفع المارة وأهل القرية وغسل الميت ودفنه. (18/233)
وفي تشريح الجثة لأغراض التعليم مصالح عظيمة وعامة فإنه سبب في إنقاذ حياة الناس والمحافظة على صحتهم وغير ذلك، وعليه فيجوز للمسلم أن يتبرع بجثته لهذا الغرض، وهذا الجواز يتفق مع القواعد الإسلامية العامة فإنها مبنية على رعاية المصالح الراجحة وتحمل الضرر الأخف لجلب مصلحة تفويتها أشد من هذا الضرر، ولمزيد من الفائدة يراجع الجواب رقم:
6777.
والله أعلم.
3024
عنوان الفتوى:حكم إنشاء مقاهي الانترنت. رقم الفتوى:3024تاريخ الفتوى:18 شعبان 1422السؤال : ما رأيكم في إنشاء مقهى انترنت من الناحية الإسلاميه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاستخدام الانترنت يباح إذا كان فيما هو مباح، ويحظر فيما هو محظور، وقد يجب استخدامه كوسيلة للدعوة إلى الله، لاسيما وأن كثيرا من مستخدميه لا تتوفر لهم وسيلة أخرى للتعرف على الإسلام إلا تلك الوسيلة - والأمور بمقاصدها - فمن كان لديه القدرة على استخدامه والدعوة إلى الله من خلاله فعليه أن يقوم بهذه المهمة، حيث أن القيام بالدعوة إلى الله من خلال الانترنت يعد من الفروض الكفائية. (18/234)
وأما إنشاء مقاهى للانترنت فلا نرى بذلك بأسا إذا اقتصر استخدامه على ما هو مفيد ونافع ومباح.
ولمنع أن يحدث من بعض من يرتاد هذا المقهى مخالفات، فعلى القائمين بالأمر فيه تعيين رقيب مهمته هي إنكار المنكر وإنذار مستخدمه أنه لن يدخل إلى هذا المكان مرة أخرى إن هوعاد إلى دخول مواقع محرم دخولها شرعا، لقوله صلى الله عليه وسلم:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم.
والله أعلم.
30241
فتاوى
عنوان الفتوى:تشرع الرقية للمصاب بالمس والسحر رقم الفتوى:30241تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم وبعد:
لدي ابنة وهي حاليا مصابة والله أعلم تقول إنها ملبوسة وأمامي ترد عليهم بكلام سب وشتائم لأنها كما تقول أمامها امرأة ورجل يلمسونها وتقول والعياذ بالله يعاشرونها مرة تقول بشر وأنا أقول لها اقرئي القرآن وتحصني به وهي فعلاً تصلي باستمرار وتقرأ القرآن وخاصة المعوذتين وسورة الإخلاص وآية الكرسي والحقيقية في هذه الآونة لدينا شيخ يقرأ عليها القرآن إلا أنها لازالت تعاني من هذا المس وتقول إنهم يلامسونها وكلام كثير ويقولون لها إنك زانية عذراً لأخذ الوقت ولكن أطلب منكم إفادتي والله أعلم علما بأنها لا تخاف منهم ودائما تقرأ الأذكار والله يصونها لأنها فتاة عاقلة ومصلية؟
والسلام.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيُشرع لمن أصابه مس أو سحر أن يطلب العلاج بالرقية الشرعية عند أهل الفضل والخير ممن اشتهروا بالصلاح والمهارة في هذا الجانب، وعلى كل من أراد العلاج أن يحذر من الذهاب للسحرة والكهنة والعرافين، فإن معرفتهم داء، والذهاب إليهم بلاء، وإننا لنوصي الأخت الكريمة بمداومة الرقية حتى يتم لها الشفاء بإذن الله، مع اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، واليقين بقدرة الله تعالى على الشفاء، قال الله تعالى: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء:80]. (18/235)
ولمعرفة كيفية الرقية وضوابطها راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3352، 4738، 12589، 13394، 16669.
والله أعلم.
30244
عنوان الفتوى:الاتفاق على الزواج قبل إتمام الخلع محرم رقم الفتوى:30244تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : ما هو الحكم في الحالة التالية: إنسانة متزوجة لكنها نفرت من زوجها وطلبت منه الخلع بعد أن ذهبت إلى بيت أهلها ولم تنو العودة وأثناء وجودها في بيت أهلها أتفقت مع أحد أصدقاء الأهل على الزواج بعد أن تتم المخالعة (التي كانت في طريقها للوقوع) ثم بعد أن تمت المخالعة تزوجت من صديق العائلة وأنجبت منه طفلين والسؤال هل هذا الزواج صحيح؟ وإن لم يكن فما هو العمل الآن بعد أن أصبح لديهم طفلان؟
وشكرا جزيلاً لكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاتفاق هذه المرأة مع ذاك الرجل على الزواج به قبل مخالعتها لزوجها، وانقضاء عدتها منه محرم باتفاق أهل العلم، والواجب عليهما التوبة مما صنعا.
وأما عقد نكاحهما، فإن كان تم مستوفياً شروطه وأركانه بعد انقضاء العدة فهو صحيح، ولا يلزمهما تجديده.
وأما إن كان تم قبل انقضاء العدة فهو باطل باتفاق أهل العلم، لقول الله تبارك وتعالى: (وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ) [البقرة:235].
أي: تنتهي العدة من الزوج الأول ويلزمهم تجديد العقد، والتوبة مما صنعا.
والله أعلم. (18/236)
30245
فتاوى
عنوان الفتوى:تنعقد الجماعة باثنين باتفاق العلماء رقم الفتوى:30245تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال: هل تعتبر الصلاة مع الزوجة صلاة جماعة، وما هو عدد درجاتها؟ وما هو الفرق بينها وبين الصلاة في المسجد؟ وما هي الصلوات التي تؤدى في المسجد دون ذلك؟
ولكم جزيل الشكر.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصلاة مع الزوجة تعتبر صلاة جماعة، لأن الجماعة تنعقد باثنين باتفاق أهل العلم، وللتفصيل انظر فتوى رقم: 21306.
وأما عدد درجاتها، فالظاهر أن الفضل الوارد فيما تفضل به صلاةُ الجماعة صلاةَ الفرد بخمس وعشرين درجة أو سبعٍ وعشرين درجة على اختلاف الروايات، إنما هو مختص بجماعة المسجد، وإلى هذا أشار البخاري رحمه الله عندما ترجم في صحيحه فقال: باب: وجوب صلاة الجماعة ثم أورد فيه حديث أبي هريرة بهمه صلى الله عليه وسلم بتحريق المتخلفين عن صلاة الجماعة، ثم قال في الباب الذي يليه: باب فضل صلاة الجماعة، أورد بعض الآثار.
قال الحافظ ابن حجر في شرحه: والذي يظهر لي أن البخاري قصد الإشارة بأثر الأسود وأنس إلى أن الفضل الوارد في أحاديث الباب مقصود على من جمع في المسجد دون من جمع في بيته، ثم رجح الحافظ في ثنايا شرحه ما ذهب إليه البخاري، ويؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب تضعيف الأجر في صلاة الجماعة على جماعة المسجد فقال: "... وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخُط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صلى عليه الله ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة".
وإذا عرفت هذا فاعلم وفقك الله أن الراجح من أقوال أهل العلم وجوب الصلاة جماعة في المسجد، وانظر للتفصيل فتوى رقم: 5153.
ومن هذا يتبين لك ان الفرق بين جماعة البيت والمسجد في أمرين:
الأول: أن صلاة الجماعة في المسجد واجبة -على الراجح- فمن صلى بأهله في بيته دون عذر فقد ترك الواجب. (18/237)
الثاني: أن الفضل الوارد في صلاة الجماعة خاص بجماعة المسجد دون جماعة البيت، ولا يعني هذا أن صلاة الجماعة بالبيت لا فضل لها، بل فيها فضل وإن كنا لا نعلم قدره على التحديد.
وأما الصلوات التي تؤدى في المسجد عدا صلاة الجماعة فهي:
- تحية المسجد، فيسن للداخل إلى المسجد ألا يجلس حتى يركع ركعتين.
- صلاة النوافل مثل السنن الراتبة والتطوع المطلق، والأفضل أن تصلى في البيت.
- صلاة التروايح في رمضان.
- صلاة الكسوف ولمعرفة كيفيتها انظر فتوى رقم: 138.
والله أعلم.
30246
عنوان الفتوى:أحوال الطلاق بلفظ الثلاث رقم الفتوى:30246تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : قلت لزوجتي الطلاق بعدد الكلمات الثلاث في حالة غضب مني مع أنني أقسمت لها بأني سوف أطلقها إن قامت بالرد علي ولكن لم تتوقف وتكف عن ذلك فقلت ما قلته وأنا في حال غضب وذكرت التحريم ثلاثا ومع العلم بأن لي منها ثلاث بنات وهي أجنبية مسلمة والآن حاصلة على جنسية بلدي ولكن المشاكل منها دائمة فهي بصراحة والحق أقول عيشتها لا تطاق ولكن من أجل بناتي فقط أعيش معها وأنا في حيرة من أمري علماً بأنها لم تخرج من البيت حتى الآن ولم ترض بالطلاق وتقول لم ولن أترك بناتي وعليك فى حال تنفيذك لذلك أن تعطيني منزلا وأن تصرف علي ومعي بناتي لما لا نهاية البنات الأولى 14 الثانية 12 الثالثة 7 سنوات أرجو منكم الإجابة.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء وجعلنا وإياكم ممن يعملون على طاعته وأثابكم الجنة إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم تبين لنا -وفقك الله- كيفية وقوع الطلاق.
وعلى كل حال، فإن كنت قد أوقعت الطلاق بتكرير لفظه دون فصل بحرف من حروف العطف وأردت التأكيد كأن تقول: أنت طالق.. طالق.. طالق، فهي طلقة واحدة، وإن كنت تريد إنشاء الطلاق عند كل لفظ فهو ثلاث عند جماهير أهل العلم، وعليك أن تراجع المحاكم الشرعية الموجودة في بلدك للفصل في ذلك. (18/238)
فإن كان الطلاق بالثلاث قد وقع، فقد بانت منك زوجتك بينونة كبرى لا تحل لك إلا بعد أن تنكح زوجاً غيرك نكاح رغبة لا يقصد منه تحليلها لك.
وإن كان الطلاق لم يقع منك إلا مرة واحدة في الحالة التي ذكرت أومرتين -إن لم تكن قد تقدمت طلقة قبل ذلك- فلك أن تراجعها ما دامت في العدة، ولكن عليك كفارة ظهار إن كنت قصدت بتحريمها على نفسك الظهار، وانظر للتفصيل الفتوى رقم: 2182، والفتوى رقم: 14259.
وترجى مراجعة الفتاوى التالية للأهمية: فتوى رقم: 1217، والفتوى رقم: 2050، والفتوى رقم: 2056.
وفي حالة وقوع الطلاق بائناً فليس للزوجة نفقة ولا كسوة ولا سكنى إلا أن تكون حاملاً، فتجب لها هذه الأمور حتى تضع حملها، وانظر للتفصيل فتوى رقم: 3386.
وأما الأولاد، فتجب لهم النفقة وتوابعها ما داموا فقراء عاجزين عن الكسب.
والله أعلم.
30247
عنوان الفتوى:هل يطلب المساعدة من الغير لأداء الحج ؟ رقم الفتوى:30247تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : هل يجوز الاستعانة بأهل الخير ممن يملكون المال في طلب المساعدة في مصاريف الحج؟ سواء عن طريق الطلب بالمواجهة أو عن طريق البريد وهل يجوز الحج من ذلك؟ أم لابد أن تأتي المبادرة من فاعل الخير نفسه رغم أنه في هذه الحالة قد لا يعلم من لا يستحق.
وشكرا وجزاكم الله عنا كل خير.
والسلام عليكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام حرص على حفظ ماء الوجوه، وحث على مكارم الأخلاق، وطلب من المسلم أن يكون عفيفاً عن سؤال الناس إلا إذا دعت ضرورة لذلك، وقد سبق أن بينا هذه الأحكام في الفتوى رقم: 9845. (18/239)
والراجح من أقوال العلماء في سؤال الناس لأجل الحج -والله أعلم- الكراهة، وبهذا قال أكثر العلماء.
قال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير وهو مالكي: وفي إباحته وكراهيته روايتان. ا.هـ
وقال المرداوي في الإنصاف وهو حنبلي: ويُكره لمن له حرفة المسألة. ا.هـ
وقال: قال أحمد: لا أحب له ذلك. ا.هـ
وكلام الشافعية والأحناف يفيد ما ذكرناه، هذا بالنسبة لسؤال الناس المال للحج.
أما إذا وُهب له، فالجمهور على أنه لا يلزمه قبوله لما فيه من المنة، إلا إذا كان من ولد لوالده، أو العكس عند الشافعية.
قال في الفتاوى الهندية وهو حنفي: ولو وهب له مال يحج به لا يجب عليه قبوله، سواء كان الواهب ممن تعتبر منته كالأجانب، أو لا تعتبر كالأبوين والمولودين. ا.هـ
وقال الخرشي في شرحه لمختصر خليل وهو مالكي: لأن فيه سقوط حرمة الأبوة. ا.هـ
لكن لو قبل المال الموهوب له، أو المال الذي حصل عليه بالمسألة فحج به، فحجه صحيح.
والله أعلم.
3025
فتاوى
عنوان الفتوى:التأمين على الحياة غير جائز رقم الفتوى:3025تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال: ما حكم الأشتراك مع شركه بان اعطيه مبلغ من المال سنويا او شهريا حتى بلوغي سن التقاعد 50 او 60 ثم تقوم الشركه باعطائي راتبا تقاعديا مدى الحياه. مع العلم ان هذه الشركه هي شركه تامين على الحياه . وما هو حكم التامين على الحياه وجزاكم الله خيرا
الفتوى:
Fatal error: Call to a member function on a non-object in d:\islamweb\ver2\fatwa\printfatwa.php on line 143
30250
عنوان الفتوى:الأولى استطابة نفس الأم حتى ترضى بزوج ابنتها رقم الفتوى:30250تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال : بسم الله
أنا شاب أرغب في الزواج من فتاة من العائلة ولكن والدتها رفضت الزواج بسبب أنها تريد أن تزوجها غصباً من شخص غيري مع العلم أنها ترغب في الزواج مني والحمد الله فهي فتاة مستقيمة فهل يمكن أن أتزوج منها بطريقة شرعية أي عن طريق القانون وعلى سنة الله ورسوله؟. (18/240)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنت كفئاً لهذه البنت ورضيت بك فلا يحل لوليها أن يعضلها عن الزواج بك، ولمعرفة الكفاءة انظر الفتوى رقم: 988.
وليس لموافقة أمها أثر في صحة عقد النكاح، ولكن الأولى استطابة نفسها حتى ترضى، فإذا أصرت الأم على منعها من الزواج منك وأطاعها الولي في ذلك، فللبنت أن ترفع الأمر إلى المحكمة الشرعية ليزوجها القاضي، ويقوم القاضي مقام الولي في ذلك، لأن الولي سقطعت ولايته بعضله.
علماً بأن النكاح لا يصح إلا بولي، لقوله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها، فنكاحها باطل ثلاثاً، ولها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له" رواه أحمد.
ولمزيد من الفائدة يراجع الجواب رقم: 20489.
والله أعلم.
30251
عنوان الفتوى:حكم دفع الوكيل رشوة للموظفين رقم الفتوى:30251تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال :
للتوضيح الأكثر لإجابتكم بالفتوى رقم 29794
بالنسبة للسؤال الثاني : هل يجوز التوكيل للشخص لإكمال معاملته وأخذ أتعاب مقابل ذلك وكذلك دفع الرشوة للموظفين والسبب أنه قد جرت العادة على ذلك ولا يمكن أن تكتمل تلك المعاملات إلا بعد دفع الرشوة للموظفين سواء من الوكيل أو من صاحب الشأن وقد يأخذ رشوة أكثر من صاحب الشأن ويأخذ أقل من الوكيل لأنه يعرفهم ويستطيع تخفيض مبلغ الرشوة ولا يمكن أن تمر معاملة بدون رشوة إلا لأصحاب النفوذ فقط.
افتونا جزاكم الله خيراً.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه المعاملات لا تتم إلا برشوة يأخذها الموظفون، وكانت هذه المعاملات مما يحل لصاحب المعاملة، فدفع الرشوة جائز للمعطي حرام على الآخذ، وانظر للتفصيل فتوى رقم: 8045. (18/241)
وعلى هذا ينبني حكم دفع الوكيل رشوة، فمتى كان موكله لا يصل إلى حقه أولا يدفع الظلم عنه إلا برشوة، فتدخل هو لتقليلها واجتهد في ذلك فهو مأجور إن نوى بذلك دفع ما يقدر عليه من الظلم، ولا يحل له أن يأخذ في مقابل ذلك شيئاً من المال، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية فقبلها، فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا" رواه أبو داود. وحسنه الألباني .
وسئل ابن مسعود عن السحت فقال: أن تشفع لأخيك شفاعة فيهدى لك هدية فتقبلها.
ولكن يجوز له أخذ أجر على ما يقوم به من جهدٍ في متابعة المعاملة، لأن الوكالة بالأجر جائزة كما تقدم.
والله أعلم.
30253
فتاوى
عنوان الفتوى:رقية المريض دون علمه أمر ممكن رقم الفتوى:30253تاريخ الفتوى:26 محرم 1424السؤال: بسم الله الرحمان الرحيم
ماهي طريقة الرقية الشرعية؟ وكيف يمكنك رقية شخص بدون علمه؟ وماذا يقصد الرسول صلى الله عليه
وسلم بقوله عن الذين يدخلون الجنة بغير حساب إنهم لا يرقون ولا يسترقون؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
1- فقد سبق بيان طريقة الرقية الشرعية وضوابطها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4310، 244، 1796.
وبالنسبة لرقية المريض دون علمه، فهو أمر ممكن، وذلك عن طريق رقيته مباشرة وهو نائم، أو قراءة الرقية في الماء وسقيه له دون إخباره، أو يُدهن موضع الألم بالزيت المقروء عليه دون علم المريض كذلك، لأن المقصود هو إيصال الرقية إلى المريض، وراجع في هذا الفتوى رقم: 13410، والفتوى رقم: 13188.
2- فقد سبق بيان معنى حديث: يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، قيل يا رسول الله: من هم؟ قال: الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. رواه البخاري ومسلم. (18/242)
فانظر في ذلك الفتوى رقم:
21343، والفتوى رقم: 9468.
والله أعلم.
3026
عنوان الفتوى:العمل في السينما محرم رقم الفتوى:3026تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أخي يعمل محاسباً في السينما مع العلم أن لافلام التي تعرص فيها غير خليعة ما حكم ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحاصل الآن أن السينما لا تخلو من محاذير شرعية، سواء تعلق الأمر بما تعرضه من أفلام، أو بما يحصل في قاعاتها من منكرات واختلاط...... مما لا يخفى على أحد.
وبناء على ذلك لا يجوز العمل فيها مطلقاً، لما في ذلك من مباشرة تلك المحرمات، والتعاون مع أصحابها، وقد قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) [المائدة:2]
وعلى أخيك أن يترك العمل في السينما ويبحث عن عمل مباحٍ ويتقي الله تعالى، وسيرزقه من حيث لا يحتسب قال الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً *ويرزقه من حيث لا يحتسب ) [الطلاق: 2-3]
والله أعلم.
30268
عنوان الفتوى:معنى: "نتعاون فيما اتفقنا عليه.." رقم الفتوى:30268تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : هل يعتبر قول الإمام حسن البنا رحمه الله (نتعاون مع بعضنا في ما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه)هل يعتبر صحيحا؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العبارة المذكورة تنسب للشيخ رشيد رضا صاحب المنار ، ثم ذكرها الشيخ حسن البنا في رسائله حتى ظن كثير من الناس أنها من إنشائه.
والشق الأول من العبارة وهو: (نتعاون فيما اتفقنا عليه) يراد به أن يتعاون المسلمون على النهوض بالقيام بأمور الخير التي لا يختلفون في مشروعيتها. (18/243)
وهذا من التعاون الواجب الذي فرضه الله تعالى في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه، وسلم حيث يقول الله تعالى:وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة: 2]
ولا يظن بقائل هذه العبارة أنه يريد أن يتعاون المسلمون فيما اتفقوا عليه ولو كان باطلاً، فهذا مستحيل طبعاً وشرعاً لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وأما الشق الثاني وهو قوله: (ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) فإنه قد يحمل على محمل محمود، وقد يحمل على محمل مذموم، لأن إعذار المخالف يتوقف على نوع المخالفة، فليس كل خلاف يعذر صاحبه، بل ينظر في خلافه، فإن كان سائغاً مقبولا عذر فيه، وإن كان غير سائغ كخلاف الفرق الضالة وأصحاب البدع من غلاة الصوفية وغيرهم، وكذلك خلاف النص الصريح أو الاجماع الصحيح فإن صاحبه لا يعذر، بل يجب أن ينكر عليه ويحذر من بدعته ومخالفته .. إذ لو عذر المخالف خلافاً لا يستند إلى حظ من النظر لتعطلت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولالتبس الحق بالباطل، والمعروف بالمنكر، والسنة بالبدعة.. ولا يخفى ما في ذلك الفساد.
وحتى الخلاف المعتبر فالإعذار فيه لا يمنع الحوار بين المختلفين لبيان الحق ووجه الصواب دون تأثيم أو تشنيع على المخالف، وعلى هذا درج علماء الأمة من السلف والخلف.
ولا يظن بالشيخين رضا والبنا إلا أنهما قصدا الإعذار في الخلاف السائغ المذموم، فقد قال حسن البنا في رسائله في الأصل الثامن من أصوله العشرين: والخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سبباً للتفرق في الدين، ولا يؤدي إلى خصومة ولا بغضاء، ولكل مجتهد أجره، ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف، في ظل الحب في الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم والتعصب. (18/244)
والله أعلم.
30269
عنوان الفتوى:الحلف بالطلاق والحرام من أيمان الفسّاق رقم الفتوى:30269تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : في حالة غضب قلت لأحد أبنائي << بالحرام إن فعلت كذا فلن أتركك في المستقبل تذهب إلى المكان الفلاني >> فهل إذا ذهب إلى ذاك المكان تعتبر طلقة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي للمسلم أن يحلف بالحرام ولا بالطلاق ولا بغير ذلك مما لا يجوز الحلف به، وإذا أراد أن يحلف فليحلف بالله تعالى أو ليترك، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت.
وجاء ذم كثرة الحلف في القرآن الكريم قال تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ [القلم:10]. والحلف بالطلاق والحرام من أيمان الفسّاق، وقد قال بعض أهل العلم: إن من كثر حلفه بالطلاق والحرام ترد شهادته ويحكم بفسقه.
ولهذا ننصح السائل الكريم بالابتعاد عن الحلف بطلاق زوجته أو تحريمها، وإذا ضطر للحلف فليحلف بالله أو ليصمت.
وقد اختلف أهل العلم في حكم من حلف بالحرام، وقد رجح بعضهم أن عليه كفارة الظهار إذا حنث، وكفارة الظهار هي الواردة في قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينا [المجادلة:4]، وذهب آخرون إلى أنه طلاق بائن. (18/245)
ولعل الراجح من أقوالهم -إن شاء الله تعالى- هو القول الأول، وأن حكمه حكم المظاهر للمشابهة بينهما، ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 7438.
والله أعلم.
30271
عنوان الفتوى:من أحكام ما يستعيره الجيران من بعضهم رقم الفتوى:30271تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : جارتي دائما تطلب مني شيئا باسم الإعارة مثلا أعيريني خبزاً أو أعيريني بيضاً ..إلخ وبعدها لا تعيد ما تأخذه بل تستمر في الطلب وبنفس الأسلوب وحصل هذا عشرات المرات مع العلم بأن الحالة المادية لنا ولهم نفس الشيء.
سؤالي 1- هل تأثم هي لطلبها باسم الإعارة وعدم إرجاعها لما تأخذه؟
2- هل علي أخذ إذن زوجي قبل إعطائها شيئاً من البيت؟
3ـ هل يعتبر ذنباً علي إذا ما قلت لها ليس عندي وأنا في الحقيقة عندي حفاظا على مال زوجي؟
مع الإشارة إلى أن السوق قريبة جدا منا وزوجها إما في البيت أو لاهٍ مع أصدقائه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما تأخذه جارتك منك إما أن يكون مما ينتفع به ويبقى أصله فهذا يسمى عارية، ويجب على المستعير رد ما استعاره؛ لقول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58].
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : أد الأمانة إلى من ائتمنك. رواه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم وحسنه. (18/246)
وإما أن يكون مما يتلف بالاستعمال فهذا يسمى قرضاًَ، ويجب التعجيل بقضائه؛ لما ثبت في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله.
أما ما ذكرته من إعطائك بدون استئذان زوجك فلا يجوز لك أخذ أي شيء من ماله بغير إذنه إلا إذا كان ما يعطيك لا يكفيك وولدك، فحينئذ تأخذين بالمعروف لقول النبي صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة حين قالت له إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. متفق عليه.
أو كانت أشياء حقيرة جرى العرف بأن النساء يتصرفن فيها بدون استئذان أزواجهن.
وأما كذبك عليها فيمكنك أن تُعَرِّضي إذا كانت طلبات هذه المرأة تضر بكم لأن في المعاريض مندوحة عن الكذب.
وراجعي في المعاريض الجواب رقم:
7758.
والله أعلم.
30273
عنوان الفتوى:حكم السعي إذا وقع بعد طواف نفل رقم الفتوى:30273تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
المعروف أن السعي مع طواف القدوم يجزئ عن سعي الحج هذا للقادم من خارج مكة.
السؤال: إذا طاف المكي وهو محرم بالحج قبل يوم عرفة طواف نافلة وسعى بهذا الطواف سعي الحج فهل يجزئ أم لا مع التوضيح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف العلماء في صحة السعي إذا وقع بعد طواف نفل، فعند الشافعية والحنابلة لا يصح، وإنما يشترط لصحته أن يقع بعد طواف ركن أو قدوم، وعند المالكية لا يقع السعي تاماً إلا إذا كان بعد طواف فرض كالإفاضة وطواف العمرة، أو كان بعد طواف واجب كالقدوم بشرط أن ينوي فرضيته، أما إذا وقع السعي بعد طواف نفل فإنه يجب عليه ـ إن كان بمكة أو قريباً منها ـ أن يعيده بعد طواف فرض أو واجب نوى فرضيته، فإن لم يفعل فعليه دم، وعند الأحناف يصح السعي بعد طواف نفل إلا أن الأولى عندهم أن يقع بعد طواف واجب. (18/247)
إذا تبين لك ذلك فاعلم أن الأقرب للصواب ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة، ووجه ذلك أن الله تعالى قال في كتابه الكريم: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة:158].
وقد جاء فعل النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً للآية، وما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد طواف نفل أبداً؛ وإنما سعى في عمرته بعد طواف العمرة، وفي حجته بعد طواف القدوم على قول من قال إنه كان مفرداً، كما سعى بعد طواف الإفاضة، وقال صلى الله عليه وسلم: لتأخذوا عني مناسككم. رواه مسلم في حديث جابر رضي الله عنه.
وعلى هذا فلا يصح السعي إذا وقع بعد طواف نفل؛ بل يشترط أن يقع بعد طواف القدوم أو طواف الركن (العمرة أو لإفاضة).
والله اعلم.
30274
عنوان الفتوى:من توفي من المسلمين فترك ديناً رقم الفتوى:30274تاريخ الفتوى:02 ذو الحجة 1424السؤال : أعلم أن روح المؤمن تبقى معلقة عند وفاته وذلك بسبب الديون، ولكن ما العمل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الميت إذا ترك مالاً وجب قضاء دينه منه أولاً قبل الوصية وقبل تقسيم التركة على الورثة، فإذا لم يكن له مال وتبرع أحد أقاربه أو غيرهم بسداد الدين عنه فقد برئت ذمته، ولمن تبرع عنه بقضاء الدين الأجر والثواب من الله تعالى. (18/248)
وعلى ولي أمر المسلمين أن يقضي الدين عمن توفي منهم ولم يترك ما تسدد به ديونه، ويكون ذلك من بيت مال المسلمين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من توفي من المسلمين فترك ديناً فعلي قضاؤه، ومن ترك مالاً فلورثته. رواه البخاري ومسلم.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 18573، والفتوى رقم: 4062.
والله أعلم.
3028
عنوان الفتوى:أحكام صلاة وطهارة من أصيب بداء الباسور رقم الفتوى:3028تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1422السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم الإفرازات التي تخرج من البواسير، والتي يوجد أثرها في الملابس الداخلية، وهل تجوز الصلاة بهذه الملابس، أم علي تغييرها؟ علماً بأنه يشق علي ذلك لأنه قد يستدعي تغييرها أكثر من مرة في اليوم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
نسأل الله جل وعلا لنا ولك العافية، ونسأله تعالى أن يجعل صبرك على هذا في ميزان حسناتك وكفارة لسيئاتك ورفعة لدرجاتك.
بالنسبة لما ورد في سؤالك فإن الأمر يسير ـ إن شاء الله جل وعلا ـ فإن كان يخرج منك دمٌ أو نحو ذلك باستمرار فإن عليك أن تعلم أولاً أن هذا الخارج نجس، وعليه فيجب عليك أن تنظف المحل وتعصب عليه عصابة قماشا أو قطنا أو نحو ذلك ، وتتوضأ للصلاة، ولكن لا تتوضأ إلا بعد دخول الوقت، وتصلي الفريضة وما شئت من نوافل، فإذا جاءت الفريضة الأخرى فعليك إعادة الطهارة مرة أخرى.
وأما إن كان الدم الخارج من المحل ينقطع لفترة تتسع معها للطهارة والصلاة، فعليك أن تؤخر الصلاة والطهارة لهذه الفترة وإن فاتتك الصلاة في جماعة ، أما الملابس التي يصيبها إفراز البواسير فإن أمكن وقايتها بعصابة ونحوها أو كان الإفراز متقطعاً بحيث يمكن استبدال الملابس للصلاة، وكان ذلك لا يشق عليك فيجب استبدالها ، وإلا صليت على حالك ولا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها. (18/249)
30284
عنوان الفتوى:العذر بالجهل - بيان وتوضيح رقم الفتوى:30284تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : ما حكم الشريعة فى العذر بالجهل، وهل حديث ذات أنواط دليل على العذر بالجهل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعذر بالجهل يختلف باختلاف الأشخاص والأمكنة والمسائل، وفي المسألة بحث طويل، لكن خلاصة القول فيها ما قاله الإمام السيوطي رحمه الله: كل من جهل تحريم شيء مما يشترك فيه غالب الناس لم يقبل منه دعوى الجهل، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية يخفى فيها مثل ذلك كتحريم الزنا والقتل والخمر والكلام في الصلاة والأكل في الصوم . انتهى.
ومثل ما قاله السيوطي في المحرمات يقال في الواجبات المعلومة من الدين بالضرورة كوجوب الصلاة والصوم والزكاة والحج، أما حديث ذات أنواط فهو من جملة أدلة العذر بالجهل لمن كان حديث عهد بإسلام وقد صرح بذلك راويه أبو واقد الليثى والحديث صحيح وهو في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وغيرهما.
وقد سبقت لنا فتوى في هذا الموضوع فلتراجعها وهي برقم: 19084.
والله أعلم.
30286
عنوان الفتوى:التنرجيح في ميراث العصبة بقرب الدرجة رقم الفتوى:30286تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : توفيت امرأة عن:
ابن ابن ابن عم شقيق (لأبوين) ذي قرابتين، ابن ابن عم غير شقيق (لأب) ذي قرابة واحدة، فمن يرث حسب المذاهب الأربعة في الإسلام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/250)
فالذي يرث المال كله في هذه المسألة هو ابن العم غير الشقيق لأنه أقرب إلى الميت من ابن ابن ابن العم الشقيق، والقاعدة في ميراث العصبة بالنفس أنهم إذا اتحدوا في الجهة كان الترجيح بينهم بالدرجة فيقدم أقربهم درجة إلى الميت، وهنا اتحدت الجهة وهي العمومة واختلفت الدرجة فابن ابن العم غير الشقيق أقرب درجة من ابن ابن ابن العم الشقيق.
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر. متفق عليه.
والله أعلم.
30287
عنوان الفتوى:حكم العمل في مؤسسة تبيع بيوعا ربوية رقم الفتوى:30287تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أعمل في مؤسسة حكومية، عمل هذه المؤسسة يقوم على بيع الأراضي إما عن طريق الدفع المباشر (الكاش) أو عن طريق التسديد مما تترتب عليه فائدة معينة، فهل عملي في هذه المؤسسة جائز أو لا وما هو الدليل الشرعي في كلتا الحالتين.
ملاحظة:- معظم بيعها يتم عن طريق الدفع المباشر أي أن البيع بالطريقة الثانية قليل، وهل هذا ينطبق على العمل بالبنك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان السائل يقصد أن هذه المؤسسة تبيع بعض العقارات إلى أجل معلوم بسعر زائد على الثمن الذي تباع به حاّلة فهذا هو ما يعرف بالبيع بالتقسيط وهو جائز ولا حرج في التعامل به، وقد وضحنا شروطه في الفتوى رقم: 1084.
، أما إن كانت تتعامل بنظام الفائدة أي تبيع العقار لأجل، وإن لم يسدد المشتري في الأجل زيد عليه في الثمن فمثل هذا لا يجوز، ويحرم العمل مع من يقومون به لأنه من التعاون معهم على الإثم والعدوان، وقد تقدمت لنا فتوى عن حكم راتب من يعمل في بنك ربوي تحت الرقم: 1009.
والله أعلم.
30293
عنوان الفتوى:هل يعتمد الخطيب على عصا أثناء الخطبة ؟ رقم الفتوى:30293تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : (18/251)
العصا أثناء خطبة الجمعة هل هي شرط أم سنة؟ وهل يترتب شيء على الإمام الذي يخطب بدون عصا؟
أفتونا بارك الله فيكم؟
السلام عليكم ورحمة الله
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد استحب أهل العلم أن يعتمد الإمام أثناء الخطبة على عصا أو نحوها وذلك لما رواه أبو داود عن الحاكم بن حزن قال: شهدنا الجمعة مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقام متوكئا على عصا أو قوس فحمد الله وأثنى عليه. قال شعيب وعبد القادر الأرناؤوط وسنده حسن كما قال الحافظ في التلخيص وصححه ابن خزيمه وله شواهد.
ولا يعتبر هذا الاعتماد شرطا في الخطبة ولا يترتب على من خطب بدونها أي شيء، بل إن العلماء نصوا على أن له أن يمسك شماله بيمينه أو يرسلهما، قال البهوتي في كشاف القناع: وإن لم يعتمد على شيء أمسك شماله بيمينه أو أرسلهما عند جنبيه وسكنهما. انتهى.
وقال الصنعاني في سبل السلام: فإن لم يجد ما يعتمد عليه أرسل يديه أو وضع اليمنى على اليسرى أو على جانب المنبر. انتهى.
والله أعلم.
30294
عنوان الفتوى:هل يصح التصدق عن الجنين رقم الفتوى:30294تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أرجو توضيح حكم الصدقة عن الجنين في بطن أمه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنت تقصد بسؤالك عن حكم الصدقة عن الجنين حكم إخراج زكاة الفطر عنه، فلا تجب عند أكثر أهل العلم حتى نقل ابن المنذر الإجماع على ذلك، واستحب الحنابلة إخراجها عنه، لأن عثمان رضي الله عنه كان يخرجها عن الجنين، وعن أبي قلابة قال: كان يعجبهم أن يعطوا زكاة الفطر عن الصغير والكبير حتى عن الحمل في بطن أمه. رواه أبو بكر عن الشافي.
وإذا كنت تقصد مطلق الصدقة، فليس هناك من النصوص الشرعية ما يمنع من الصدقة عن الجنين، وفعل عثمان رضي الله عنه وغيره من الصحابة يدل بفحواه على مشروعية الصدقة عنه، لأنه دل على أنه يعامل معاملة من تحققت حياته، والحي يشرع التصدق عنه، وإن كان الأولى أن يقتصر المسلم في ذلك على صدقة الفطر، لأن الآثار لم ترد في غيره. (18/252)
والله أعلم.
30299
عنوان الفتوى:ضوابط جواز التداوي بدواء من الخنزير رقم الفتوى:30299تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أعاني من بعض التشققات في رجلي، ووصف لي الطبيب مرهماً مصنوعاً من مخ عظام الخنزير؟ شكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز الانتفاع بالخنزير، لأنه نجس محرم لكن إذا كان لضرورة العلاج، ولم يوجد غيره من المباحات ما يقوم مقامه، فلا مانع حينئذ من استعماله بقدر الضرورة، لقول الله تعالى: فمنِ اضْطُرّ غيْر باغٍ ولا عادٍ فلا إِثْم عليْهِ إِنّ اللّه غفُورٌ رحِيمٌ [البقرة:173].
وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم:
6104.
علماً بأن المواد الخنزيرية تستحيل في العادة إلى مواد أخرى تأخذ حكماً جديداً، كما بيناه في الفتوى رقم: 6783.
والله أعلم.
30300
عنوان الفتوى:حكم تخصيص آخر يوم من السنة الهجرية بصيام رقم الفتوى:30300تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : هل صيام آخر يوم في السنة الهجرية بدعة؟ مع العلم بأنه بقصد إنهاء السنة بفعل خير يرجى منه تكفير الذنوب الرجاء الرد سريعا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتخصيص ذلك اليوم بالصيام واعتقاد أن له فضلاً مخصوصاً بدعة لا ينبغي الوقوع فيها، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، إلا أن يوافق ذلك اليوم صياماً كان يصومه الشخص فلا بأس.
وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً نصومها سبق ذكرها في الفتوى رقم: 3423، ونصوم ما قدرنا على صيامه من غير اعتقاد أمر معين وإنما لفضل الصيام وقصد الحصول على أجره. (18/253)
والله أعلم.
30302
عنوان الفتوى:الأمر بذبح إسماعيل رؤيا من الله تعالى رقم الفتوى:30302تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : كيف نرد على الذين يقولون إن الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام عن طريق الرؤيا إنما جاء من الشيطان لأن الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر؟ شكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا القول أعني القول بأن الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام إنما جاء من الشيطان قول باطل ولا أساس له من الصحة، بل هو قول ساقط لا يجوز التلفظ به فضلاً عن تصديقه، ويظهر بطلان هذا القول من وجوه عدة منها: الأول أنه كيف يعقل أن يذبح إبراهيم عليه السلام برؤيا من الشيطان تأمره بذبح أبنه، فيقدم على ذلك بناء على رؤيا شيطاينة، فإن هذا لا يمكن أن يفعله أحد من عامة الناس، فضلاً عن أن يكون إمام الحنفاء عليه السلام، ومثل هذا يقال في إسماعيل عليه السلام الذي رضي بذبحه.
الثاني: أن سلف هذه الأمة قد استدلوا بهذه القصة على أن رؤيا الأنبياء وحي، فقد روى البخاري تعليقاً عن عبيد بن عمير رحمه الله أنه قال : رؤيا الأنبياء وحي، ثم قرأ: إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ [الصافات:102].
وقد روى هذا الأثر دون الآية الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما وإسناده حسن.
الثالث: وهو الأهم أن الله تبارك وتعالى قد أثنى على إبراهيم عليه السلام بمسارعته في الاستجابة لأمر ربه، وكذا إسماعيل عليه السلام لصبره على هذا البلاء، فقال سبحانه:وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين [الصافات:104- 105]، فإذا كان الآمر هو الشيطان فكيف يثني عليه في تصديقها. (18/254)
الرابع: قال ابن كثير -في تفسيره- في قوله تعالى: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ [الصافات:106].: أي الاختبار الواضح الجلي، حيث أمر بذبح ولده فسارع إلى ذلك مستسلماً لأمر الله تعالى منقاداً لطاعته، ولهذا قال تعالى : )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم:37]، هذا فيما يتعلق بأمر الرؤيا، وأما استدلالهم بكونه تعالى لا يأمر بالفحشاء والمنكر، فهو قول حق أريد به باطل، وذلك لأن الله تعالى يحكم ويشرع ما يشاء، فلا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، كما قال سبحانه: وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [الرعد:41]، هذا من وجه، ومن وجه آخر فإن الله تعالى قد جعل من تمام توبة بني إسرائيل أن يقتل أحدهم نفسه كما قال تعالى:وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:54]، فهل يقال إن الله تعالى أمر بالفحشاء والمنكر.
فالحق الذي لا مرية فيه أن الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام كان برؤيا من الله عز وجل.
والله أعلم.
30303
فتاوى
عنوان الفتوى:حكم إسقاط جزء من الدين مقابل تعجيل بعضه رقم الفتوى:30303تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
وبارك الله في جهودكم وجزاكم كل خير
سؤالي هو: أنا تاجر وعندي محل ولي زبون يأخذ بضائع بالدين بحيث يصل حسابه عندي إلى أربعين ألف دولار ويقوم بإعطائي دفعة ويأخذ بضائع أسبوعيا ذات يوم احتجت إلى عشرة آلاف دولار فقلت له أعطني عشرة آلاف نقداً الآن وسأخصم لك إحدى عشر ألفا الرجاء أن تفيدوني بمدى صحة أو عدم صحة مثل هذه المعاملة؟. وشكراً. (18/255)
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه المعاملة التي ذكرها السائل لا تجوز لأنها إسقاط لجزء من الدين مقابل تعجيل بعضه، وهذا لا يجوز عند جماهير الأئمة الأربعة وهو ربا، يعرف بقاعدة (ضع وتعجل) عند أهل العلم.
قال أصحاب الموسوعة الفقهية الكويتية: يرى جمهور الفقهاء أنه إذا كان لرجل على آخر دين مؤجل فقال المدين لغريمه: ضع عني بعضه وأعجل لك بقيته، فإن ذلك لا يجوز عند الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وكرهه زيد بن ثابت وابن عمر والمقداد وسعيد بن المسيب وسالم والحسن وحماد والحكم والثوري وهيثم وابن علية وإسحاق، فقد روى أن رجلاً سأل ابن عمر فنهاه عن ذلك، ثم سأله فقال: إن هذا يريد أن أطعمه الربا. وروي عن زيد بن ثابت أيضاً النهي عن ذلك، وروي أن المقداد قال لرجلين فعلا ذلك: كلاكما قد أذن بحرب من الله ورسوله. ا.هـ
والله أعلم.
30305
عنوان الفتوى:مدى شرعية فرض هذه الجمارك تحدد حكم العمل رقم الفتوى:30305تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أنا موظف في إدارة الجمارك وأريد أن أسأل هل هو حرام إذا تقاضيت بعض المال من أحد المكلفين؟ مع العلم أني لا أجبر أحدا على هذا الشيء ولا أقوم بأي عمل خارج عن القانون أو يضر بالمصلحة العامة أو يؤثر على العائدات لهذه المصلحة ولا أقطع الصلاة والحمد لله وأصوم وأخاف الله فما هو رأي الإسلام في ذلك؟ وهل أستطيع أن أتصدق من بعض هذا المال؟
وأشكر لكم تعاونكم. راجيا منكم إفادتي بهذا الموضوع (18/256)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففرض الدولة للجمارك على المسلمين يكون على قسمين:
الأول: أن تكون مقابل خدمات تؤدى إلى الداخلين بسياراتهم ونحوها فلا حرج في ذلك، وكذلك لو كان في موارد الدولة ضعف وفرضتها لاحتياجها إلى ذلك للمصالح العامة فلا حرج فيه أيضاً.
الثاني: أن تكون في غير مقابل خدمات أو في مقابل خدمات لا تبلغ المقدار المأخوذ، ولا تحتاج الدولة لهذا المال للمصالح ولكن يصرف في غير ذلك، فلا يجوز.
وعليه، فعملك متوقف على مدى شرعية فرض هذه الجمارك، فإن كان فرضها جائزاً، فعملك فيها وأخذ الأجرة عليها جائز، ولا بأس أن تتصدق بما شئت من هذا المال، وإن كان فرضها محرماً فلا يحل لك العمل فيها، ولا تقاضي الأجرة، ولا تصح الصدقة من هذا المال، لأنه مال خبيث، والله طيب لا يقبل إلا طيباً.
وأما تقاضيك بعض المال من بعض الأشخاص دون مقابل خدمة مشروعة ونحو ذلك فلا ينبغي، لما في ذلك من إذلال النفس والتعرض لما في أيدي الناس ونحو ذلك، وكذا إذا كنت تتقاضى المال منهم مقابل خدمة لهم هي من عملك فلا يجوز، لأن ذلك رشوة وأخذ لأموال الناس بالباطل، فاحذر من ذلك.
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
30306
عنوان الفتوى:حول العقيدة الإسلامية والدين رقم الفتوى:30306تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : كيف بدأت العقيدة الإسلامية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعقيدة الإسلامية هي عقيدة جميع الأنبياء والمرسلين من آدم عليه الصلاة والسلام إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل:85].
واخبرنا عن نبيه نوح أنه قال: وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس: 72]. (18/257)
وأمر خليله إبراهيم أن يقول: أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [البقرة: 131]. وجاء في دعاء نبي الله يوسف: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [يوسف:101]. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد، والأنبياء إخوة لعلات. متفق عليه.
والإخوة لعلات: هم الإخوة من الأب، أشار بذلك إلى أن الأنبياء عقيدتهم واحدة وشرائعهم قد تختلف.
وإنما طرأ الانحراف على أتباع الديانات السابقة، فتركوا الدين الذي جاء به أنبياؤهم، ووقعوا في الشرك، فأرسل الله الرسول تلو الرسول ليصححوا هذا الانحراف كلما وقع، حتى انتهى الأمر إلى مقدم الأنبياء وسيدهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ففتح الله به أعيناً عميا وآذناً صما وقلوباً غلفا، وحفظ دينه من التبديل والتحريف، فلم يجر عليه ما جرى على ما قبله من التحريف، كما قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].
والمقصود بالذكر: الكتاب والسنة اللذان هما أساس هذا الدين.
ولا تزال أمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ معصومة من الاجتماع على ضلالة، فهي وإن وقع في بعض طوائفها ابتعاد عن هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا أنه لا تزال طائفة منها -بحمد الله ـ على الحق مصداقاً لقوله ـ صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك متفق عليه.
وإذا عرفت هذا، فاعلم أن سؤالك يحتمل أمرين: فإما أن تكون تسأل عن بداية مجموعة الحقائق الثابتة في هذه العقيدة، والجواب: أن هذه ليست لها بداية لأنها حقائق ثابتة أزلاً، لأنها متعلقة بالله وأسمائه وصفاته، ومقتضيات هذه الأسماء الصفات.
وإما أن تكون تسأل عن بداية معرفة الإنسان بها، وقد تقدم لك الجواب في ثنايا المقدمة، وعلمت أن آدم عليه الصلاة والسلام كان على هذه العقيدة التي هي عقيدة جميع الأنبياء والمرسلين، ففي مسند أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سئل عن أبينا آدم: أو نبياً كان؟ يا رسول الله، فقال: نبي مكلم. (18/258)
والله أعلم.
3031
عنوان الفتوى:يجب على المسلم أن يتوخى الحذر في اختياره للمطاعم التي يأكل فيها رقم الفتوى:3031تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل يجوز الأكل من المطاعم المشهورة التي توجد في بلاد المسلمين إذا وجدناها في البلاد الأخرى مثلا في الولايات المتحدة أو في بريطانيا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فكون تلك المطاعم المشهورة موجودة في بلاد المسلمين ليس بمسوغ للأكل من أمثالها في بلاد الغرب. بل كثير من هذه المطاعم الموجودة في بلاد الإسلام والتي انتشرت بصورة تدعو إلى الريبة يحبب أن يتوخى الحذر منها وأن يحتاط المسلم لمأكله. إذ غالب هذه المطاعم تقدم وجبات من اللحوم ذبحت على غير الذبح الشرعي. والله أعلم .
30312
عنوان الفتوى:لا يجوز الإقدام على الكذب إلا لضرورة رقم الفتوى:30312تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : هل الكذب على والدي حلال أم حرام إذا كان ذلك فيه مصلحة الشركة والعائلة؟ لأننا نحن أقصد أنا وإخوتي نحاول تطوير الشركة لكن أبي لا يريد فنلجأ إلى إخفاء بعض أموال الشركة عليه لكي نطور فيها شيئا آخر هو في آخر المطاف سوف يعلم عنه ويسر به؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز للمسلم الإقدام على الكذب إلا لضرورة لا يمكنه دفعها عنه، وذلك لأن الكذب مدعاة للفجور كما قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود. (18/259)
وبنا على هذا فلا يجوز لكم الكذب على أبيكم لأنه لا توجد ضرورة تبيح ذلك لكن لا بأس بالتعريض والتورية، وانظر الفتوى رقم:
1824، والفتوى رقم: 1126.
والله أعلم.
30313
عنوان الفتوى:بصدق العزيمة والاستعانة بالله يقلع المرء عن التدخين رقم الفتوى:30313تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الله علي والحمد لله بالحج هذا العام وأثناء الحج عاهدت الله بالامتناع النهائي عن التدخين حيث إنني مدخن وطوال وجودي بالأراضي المقدسة امتنعت عن التدخين ولكن بعد عودتي قاومت التدخين فترة ولكني لم أستطع المقاومة وعدت للأسف الشديد للتدخين مرة أخرى، وأنا الآن فى ضيق وخوف شديد من نقض هذا العهد، أفيدوني ماذا أفعل وهل هذا النقض سوف يؤدي إلى غضب الله علي وأكون ممن ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه؟ وجزاكم الله خيراً وأسألكم الدعاء.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل حجك ويجعله مبروراً ويمنّ عليك بالتوبة النصوح، وننصحك بالاجتهاد وتقوية العزيمة والاستعانة بالله تعالى على ترك الدخان لا سيما وقد عاهدت الله تعالى على تركه، وراجع الفتوى رقم:
10145.
والله أعلم.
30314
عنوان الفتوى:من الأحاديث الضعيفة رقم الفتوى:30314تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أود من فضيلتكم التأكد من صحة هذه الأحاديث:
1- عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، ومن قال حين يمسي كان بتلك المنزلة). (18/260)
2- وهناك حديث آخر بما معناه (من قرأ سورة آل عمران الآيتين 18,19 ثم قال وأنا أشهد بما شهد الله به واستودع الله هذه الشهادة، وهي لي عنده وديعة، جيء به يوم القيامة فقيل عبدي هذا عهد إلي عهداً وأنا أحق من أوفى بالعهد أدخلوا عبدي الجنة...).
3- قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا حول ولا قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم).
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحديث معقل بن يسار المذكور في السؤال رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ورواه الدارمي وهو حديث ضعيف كما قال الألباني وشعيب الأرناؤوط.
وأما الحديث الثاني فرواه الطبراني في الكبير و البيهقي في شعب الإيمان وضعفه قائلاً: عمار بن عمر بن المختار عن أبيه ضعيفان وهذا لم يأت به غيرهما. انتهى.
وأما الحديث الثالث فرواه ابن أبي أدنيا في الفرج والطبراني في الأوسط وضعفه الألباني.
والله أعلم.
30315
عنوان الفتوى:كيف تصبح داعية موفقا ناجحا رقم الفتوى:30315تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما هي الطريقة الصحيحة لدعوة الفتيات للتدين؟ لأن بعضهن يقبل وبعضهن لا تعجبهن طريقتي؟ مع العلم أني أريد أن أصبح داعية جيدة.
وجزاك الله ألف خير
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالطريقة الصحيحة للدعوة إلى الله تعالى -سواء أكانت للرجال أم كانت للنساء- هي أن تكون على ضوء كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبالحكمة والموعظة الحسنة،
قال الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108]، (18/261)
والبصيرة هي اليقين والمعرفة، ولا يحصل اليقين والمعرفة إلا على ضوء كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على وفق فهم سلف هذه الأمة .
وقال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.. [النحل:125]،
فالحكمة تقتضي تقديم الأوليات والبدء بالأهم فالأهم، ومراعاة أحوال المدعوين ومستوياتهم وثقافاتهم واهتماماتهم.. إلى غير ذلك، ومن الحكمة أن لا يخالف قول الداعية عمله بل يصدقه ويترجمه ليكون أسوة للمدعوين.
والموعظة الحسنة تقتضي خطابهم بالأسلوب الرفيع المشوق، والتركيز على شحن الخطاب الدعوي بالآيات البينات والسنن النبوية النيرات، وضرب الأمثال البليغة والقصص المؤثر.
وأما المجادلة بالتي هي أحسن فتقتضي إلانة القول والرفق في الخطاب، وإحساس المخاطب بدافع محبة الخير له العاجل منه والآجل، مع التدعيم بالحجة القاطعة والبراهين الساطعة.
فهذا هو الإطار العام للدعوة إلى الله تعالى على الطريقة الصحيحة، وهنالك أمور وآداب كثيرة تتفرع عن هذا وتنبني عليه، ولا شك أن فتوى يفترض لها أن تكون مختصرة لا يمكن أن تستوعب تفاصيل ذلك وتفاريعه، ولكن هذا هو الإطار العام كما أسلفنا.
وقد ألفت كتب كثيرة -ولله الحمد- في أصول الدعوة ومنهجها الصحيح فمن أراد التوسع فليراجعها.
وننبه إلى أن من سنة الله تعالى في خلقه عدم استجابة الكثير منهم لدعاة الحق من الأنبياء وغيرهم، ولا يعني ذلك بالضرورة عيباً في الداعية، فهذا نوح عليه السلام مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله تعالى صباحاً ومساء وبكل أسلوب ولم يستجب له إلا قليل، كما قال سبحانه وتعالى عنه: وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ [هود:40] (18/262)
فعلى الداعية أن يصبر ويصابر ويحتسب الأجر عند الله تعالى، ويقوم بما أوجب الله عليه من الدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإخلاص التام لله تعالى، ويكل أمر هداية الناس إلى بارئهم ومالك قلوبهم فهو الهادي وحده لا شريك له، وليحذر أن يثبطه عدم استجابة الناس إليه أو تثبطه معارضتهم له أو سخريتهم منه، ولمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 8580.
والله أعلم.
30316
عنوان الفتوى:الحضانة في الأصل حق للأم رقم الفتوى:30316تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : امرأة أجنبية أسلمت وصلح إسلامها تزوجت من عربي مسلم ورزقهما الله بولد وبنت وحين بلغ الطفلين سن العاشرة والثامنة انفصلا وتم الطلاق بينهما فأخذ الأب الطفلين وذهب بهما إلى بلاده تاركاً الأم في بلادها (بريطانيا) لحقت الأم به لتسترد الطفلين لكن الحكومة منعتها وقالت لها إنها هنا في بلاد إسلامية ويجب أن يطبق عليها قانون الإسلام وهو أن الأولاد ينتمون إلى الأب إذا و قع الطلاق.
فالسؤال الآن: هل فعلاً أن الأولاد يتبعون الأب إذا وقع الطلاق؟ وما الدليل على ذلك؟ وإذا كان هنالك دليل فما هي الحكمة من هذا الحكم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العلماء متفقون على أن الحضانة في الأصل حق الأم وهي مقدمة على الأب وغيره ممن له حق في الحضانة ما لم تتزوج أو يمنعها مانع آخر، ذكر ذلك الباجي في المنتقي، وذلك لما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن امرأة قالت: يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وحجري له حواء، وثديي له سقاء، وزعم أبوه أنه ينزعه مني؟ فقال: أنت أحق به ما لم تنكحي. (18/263)
ولعل ما فعلته المحكمة من منع هؤلاء الأطفال من أمهم هو لأنها متزوجة أو بها مانع آخر، أو للمحافظة على الأبناء من فساد دينهم وأخلاقهم إذا عاشوا في بيئة غير مسلمة، أو لأنهم تجاوزوا سن السابعة من أعمارهم حيث ذهب كثير من أهل العلم إلى أن الحضانة تنتهي إذا بلغ الطفل سبع سنين، إلى غير ذلك من الاعتبارات، فإن كان الأمر كذلك فهذا هو الصواب إن شاء الله تعالى وخاصة أن المحافظة على الدين من أوكد الواجبات
والأولاد يتبعون للآباء في النسب والدين، قال الله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب:5].
وقال مالك في المدونة: الولد على دين الأب. انتهى.
وهذا لا يعني إسقاط حقوق الأم، فالأم لها اعتبارها في الإسلام ولها من الحقوق والبر أكثر مما للأب، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من ؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.
ولعل الحكمة من نسبة الابن إلى الأب ـوالله أعلمـ هي احتمال نفي نسبته إليه، أما الأم فلا يمكن نفي نسبته إليها، ولهذا لا يُحَدُّ من نفى نسب الابن عن أمه، ولعل من الحكمة أيضاً تكريم الله تعالى للإنسان حيث أن جميع الحيوانات تنسب إلى أمهاتها أما الإنسان فهو وحده الذي ينسب إلى أبيه ولعل منها كذلك أن الرجل هو أصل البشرية، ولمزيد من الفائدة عن الحضانة نحيلك إلى الفتوى رقم: 16480. (18/264)
والله أعلم.
30317
عنوان الفتوى:حول التعزية والموعظة في بيت المتوفى رقم الفتوى:30317تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما حكم الشرع في الموعظة التي تقام في بيت الميت وهل هي بدعة أو مستحبة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل أن المطلوب في بيت الميت التعزية، وهي الحمل على الصبر بذكر ما يخفف حزن المصاب، ويهون عليه مصيبته، وهي مندوبة، فقد روى البخاري من حديث أسامة بن زيد قال: أرسلت بنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إليه أن ابنا لي قبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: "لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب".
أما الموعظة في بيت الميت فلا ينبغي أن تتخذ سنة مطلوبة لعدم ثبوت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخير كل الخير في اتباع سنته وما خالفها فهو بدعة مردود على صاحبه.
والله أعلم.
30318
عنوان الفتوى:ليست كل البيوت تبنى على الحب رقم الفتوى:30318تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : أنا رجل مسلم متزوج ولي بنتان أعيش في أوروبا منذ 10 سنوات تزوجت بزوجتي التي لم أكن أحبها وهي تعرف ذلك حاولت مرارا وتكرارا أن أتقرب إليها وأصطنع الحب فلم أقدر، أنام معها وأنا مكره، أحرمها من كل حقوقها الشرعية أهرب من نظراتها صليت وتقربت ودعوت الله أن يجد لنا الحل وذلك من أجل البنات صبرت وصبرت هي ما فيه الكفاية مرضت ومرضت هي أيضا بالأعصاب حاولنا مرارا تفادي الطلاق في السنوات الأخيرة أنام معها مرة واحدة في الشهر أو الشهرين نتعذب نحن الاثنين الآن قررت الانفصال انصحوني أفادكم الله؟ (18/265)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإسلام ينظر إلى الحياة الزوجية بوصفها سكناً وأمناً وسلاماً، وينظر إلى العلاقة بين الزوجين بوصفها مودة ورحمة وأنساً، ومن ثم يكره فصم عقدتها إلا عند الضرورة القصوى، قال تعالى: فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء: 19]
فيدعو سبحانه إلى التريث والمصابرة حتى في حالة الكراهية، ويفتح الأعين على العاقبة الحميدة: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء: 19]
فلعل في هؤلاء النسوة المكروهات خيراً، وأن الله يدخر لهم الخير.
فلا يجوز أن يفرطوا فيه وينبغي لهم أن يستمسكوا به، هذا كي يستمسك الزوجان بعقدة الزوجية فلا يقدمان على فصمها لأول خاطر، وكي يستمسكا بهذه العقدة فلا يقدمان على فكها لنزوة، وما أعظم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل أراد أن يطلق زوجته "لأنه لا يحبها" .: ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم.
فإذا تجاوز الأمر مسألة الحب والكره إلى النشوز والنفور فليس الطلاق أول خاطر يهدي إليه الإسلام، بل لا بد من محاولة يقوم بها الآخرون وتوفيق يحاوله الخيرون قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيرا [النساء:35]. (18/266)
وقال تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:28].
ومن الصلح أن ترضى المرأة أن يتزوج زوجها بأخرى مع إمساكها، فإذا لم تجد هذه الوساطة، فهناك ما لا تستقيم معه هذه الحياة، وإمساك الزوجة على هذا الوضع قد يترتب عليه كثير من الفساد، ومن الحكمة هنا التسليم بالواقع، وإنهاء هذه الحياة الزوجية، واعلم أخي ـ وفقك الله ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على حسن معاشرة النساء وأوصى بهن كثيراً كما قال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
وقوله: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، وإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. متفق عليه.
وفي حديث آخر: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. رواه أحمد ومسلم، والفرك هو: الكراهية، وتراجع للأهمية الفتوى رقم: 5291، والفتوى رقم: 6897.
والله أعلم.
30319
عنوان الفتوى:الوسوسة في الصلاة وكيفية دفعها رقم الفتوى:30319تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : ورد أن المصلي يتعوذ من الشيطان لدرء الوسوسة في الصلاة بأن ينفث عن يساره، فكيف ينفث وهو في أثناء الصلاة، أم يفعل ذلك قبل الصلاة؟
2- ورد أن في يوم الجمعة ساعة يستجاب فيها الدعاء، فقال بعضهم: هي أثناء صعود الإمام على المنبر، وإلى أن ينتهي من الصلاة، فكيف يدعو الإنسان حال صعود الإمام المنبر وليس هناك وقت، والانشغال عن الخطبة ممنوع؟ ولكم شكري وتقديري. (18/267)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت لنا فتوى في بيان كيفية دفع الوسوسة برقم: 1406 فراجعها للفائدة.
واعلم أن الوسوسة في الصلاة جاء فيها حديث عثمان بن أبي العاصى رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً قال ففعلت فأذهبه الله عني.
وظاهر الحديث كما ترى أن التفل إنما يكون في الصلاة، وحقيقته أنه نفخ مع ريق لطيف أفاد ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
أما بالنسبة لساعة الإجابة فإن أرجح الأقوال أنها الساعة الأخيرة قبل غروب الشمس من يوم الجمعة، وراجع الفتوى رقم: 4205، وعلى قول من قال إنها من جلوس الخطيب حتى تنتهي الصلاة فيكون الدعاء عند جلوسه، وهو ما بيناه في الفتوى رقم: 16786.
والله أعلم.
3032
عنوان الفتوى:قوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) رقم الفتوى:3032تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ماالحكمة من مجيء الإصلاح بعد العفو في الآية الكريمة(..فمن عفا وأصلح فأجره على الله....الآية ) وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فيقول رب العزة جل وعلا: (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين) [الشورى:31]. والمعنى أن من عفا عمن ظلمه فلم يقابل السيئة بمثلها وأصلح بالعفو بينه وبين ظالمه فسيكسب بذلك أجرا عند الله. قال مقاتل: "فكان العفو من الأعمال الصالحة". والذي يظهر والعلم عند الله أن المراد بمن عفا: هو من لم يأخذ بحقه ممن ظلمه فتركه ابتغاء وجه الله وأن المراد بمن أصلح من أسقط حقه وزاد على ذلك بأنه قابل السيئة بالحسنة وأهدى إلى ظالمه هدية أو دفع عنه مضرة فالحاصل أن من عفا وأصلح ليس كمن عفا فقط، فلذلك كان الجمع بين الأمرين محتاجاً إلى كثير من الصبر وكان الجامع بينهما ذا حظ عظيم. (18/268)
30327
عنوان الفتوى:يلحق الولد بالزوج إذا أتت به المرأة لدون خمس سنين رقم الفتوى:30327تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
أفيدونا جزاكم الله خيراً... تزوجت سيدة وقضيت معها شهرين وطلقتها وبعد ثلاث سنوات وتسعة أشهر قالت لي إنها حامل مني وأنها لم تتزوج بعدي وبعد 5 أشهر أخبرتني بأنها أنجبت ولد، هل هو ابني وهل يرث مني
وهل أنا مسؤول عنه من الناحية الشرعية؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقبل الإجابة عن هذا السؤال نشير إلى أن أهل العلم اختلفوا في أكثر مدة الحمل ولمعرفة هذا نحيلك على الفتوى رقم: 17328.
وإذا تقرر هذا فاعلم أن أهل العلم قد اختلفوا في إلحاق هذا الولد بك، فذهب الجمهور إلى أنه لا يلحق بك وهذا مذهب الحنفية والحنابلة والشافعية، وذهب المالكية إلى أنه يلحق بك إذا أتت به لدون خمس سنين، وهذا القول هو الراجح إن شاء الله لأن الأصل أنه ولدك ولا يخرج عن هذا الأصل إلا لدليل.
والله أعلم.
30333
عنوان الفتوى:تنقطع الزوجية بموت أحد الزوجين رقم الفتوى:30333تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : رجل قال لزوجته أنت علي حرام إن تزوج ابنك من فلانة ومات الرجل فما موقف الزوجة إن تزوج الابن بتلك الفتاة؟ وهل يعد زواجه منها عقوقا لوالديه علما بأن الأم أيضا غير راضية عن هذه الزيجة؟ (18/269)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزوجية تنقطع بموت أحد الزوجين وعليه فلو تزوج ابنها بتلك المرأة فلا أثر لتحريم الزواج لأن العلاقة بينهما انقطعت بموته، ولا ينبغي لأمه أن تمنعه من الزواج بتلك الفتاة إذا كانت ذات دين وخلق، وليس لأحد الأبوين أن يلزم الولد بنكاح من لا يريدها، وإذا امتنع لا يكون عاقاً فإذا لم يكن لأحد أن يلزمه بأكل ما ينفر طبعه عنه مع القدرة على أكل ما تشتهيه نفسه كان النكاح بذلك أولى فأين أكل المكروه ساعة وعشرة المكروه من الزوجين على طول يؤذي صاحبه ولا يمكنه فراقه، وعلى الولد أن يحاول إقناع أمه بذلك وأن يسعى في إرضائها فإن أصرت على رأيها فالأولى له ترك الزواج من هذه الفتاة براً وإحساناً إلى أمه، أما إذا لم تكن ذات دين وخلق
فلا ينبغي له الزواج منها ويعتبر عاقاً لوالديه إن فعل ذلك.
والله أعلم.
30339
عنوان الفتوى:ترك المبيت بمنى هل يجب منه شيء رقم الفتوى:30339تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال : قمت بأداء الحج وبعد رمي جمرة العقبة لم أحلق وفي العاشرة مساء ذهبت بأهلي إلى بيتي في جدة لأني كان معي أطفال ولم أتمكن من المبيت في منى واغتسلت وخلعت ملابس الإحرام وارتديت المخيط وحلقت في اليوم التالي فهل علي شيء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب أكثر أهل العلم إلى وجوب المبيت بمنى أكثر الليل ليالي أيام التشريق، ومن ترك المبيت ليلة فعليه مدٌّ من طعام، وفي ليلتين مدان، وفي ثلاث دم كما في الفتوى رقم: 18217.
وإذا كانت زوجتك وأولادك حجاجاً معك فعلى كل واحد منكم مد من طعام إن تركتم المبيت ليلة واحدة، ومدان لليلتين، ودم للثلاث، ولا يحصل لكم التحلل الأول من الإحرام إلا بفعل اثنين من ثلاثة أمور يفعلها المحرم لينحر وهي: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة. (18/270)
ولا يحصل التحلل الثاني إلا بفعل الثلاثة كلها ولا يضر تقديم أو تأخير أي منها؛ وإن كان الأفضل فيها الترتيب على ما سبق ذكره اتباعاً للسنة.
ويحل للمحرم بالتحلل الأول كل شيء منع منه بسبب الإحرام إلا الجماع، فإذا تحلل التحلل الثاني حل له الجماع، وعليه؛ فإن كنت قد طفت طواف الإفاضة فلا حرج عليك في لبس المخيط لأنك قد أتيت بالتحلل الأول، وإن كنت لم تطف فعليك الطواف ودم.. وهكذا زوجتك وأولادك.
والله أعلم.
3034
عنوان الفتوى:شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم ودمه كان بغير إذنه رقم الفتوى:3034تاريخ الفتوى:12 ربيع الثاني 1422السؤال : سمعت بحديث نبوي غريب علي، وهو: أن هناك صحابيًا شرب دم أو بول النبي عليه السلام. فهل هذا صحيح؟ الرجاء الرد بسرعة. وجزاكم الله ألف خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فروى الدارقطني في سننه والحاكم في مستدركه عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن أباه عبد الله حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال: "يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراه أحد فلما برزت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدت إلى الدم فحسوته فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما صنعت يا عبد الله؟" قال: جعلته في مكان ظننت أنه خافٍ على الناس ، قال:" فلعلك شربته؟" قال : نعم ، قال: " ومن أمرك أن تشرب الدم ، ويل لك من الناس وويل للناس منك". وفي رواية: " لا تمسك النار ومسح على رأسه ". والحديث رواه البزار في مسنده وأبو يعلى كما في المطالب العالية وأبو نعم في الحلية والبيهقي في سننه ، وقال البيهقي في مجمع الزوائد : ورجال البزار رجال الصحيح غير حنيد بن القاسم وهو ثقة ، وحسن البوصيري إسناده . وروى البيهيقي في سننه عن أميمة بنت رقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره فبال فوضع تحت سريره فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء ، فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة : "أين البول الذي كان في القدح؟" ، قالت :شربته يا رسول الله ، وفي رواية عبد الرزاق عن ابن جريج مثله وفيه قال:" صحة يا أم يوسف". وكانت تكنى أم يوسف ، فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه ، وروى نحوه الحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم . والله أعلم . (18/271)
30340
عنوان الفتوى:حكم مصافحة المرأة الأجنبية رقم الفتوى:30340تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : بسم الله
السلام عليكم.
هل السلام على المرأة والبنات باليد (يعني المصافحة) جائز أم لا؟ وهل يبطل الوضوء؟
والسلام عليكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم مصافحة المرأة الأجنبية مفصلاً في الفتوى رقم:
1025، بما يغني عن الإعادة هنا. وكذا سبق بيان أن لمس المرأة لا ينقض الوضوء ما لم يصاحبه خروج شيء، وذلك في الفتوى رقم: 637، فلتراجع هناك. (18/272)
والله أعلم.
30341
عنوان الفتوى:تارك الوتر هل يُحْكَم بتفسيقه رقم الفتوى:30341تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال لي بعض الزملاء إنه من لم يقم الليل ( أي يوتر) فهو فاسق بقول الإمام أحمد وغيره من العلماء؟ هل هذا صحيح وما هو القول الراجح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالوتر سنة مؤكدة وليس بواجب عند جماهير أهل العلم ولا يفسق تاركه أحياناً، وأما من تركه بالكلية فقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى تفسيقه ورد شهادته لأنه بالمداومة على ترك السنة يكون راغباً عنها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فمن رغب عن سنتي فليس مني. متفق عليه.
وهكذا المداوم على ترك السنن والرواتب كسنة الفجر ترد شهادته، قال الخطيب الشربيني رحمه الله في مغني المحتاج: المداومة على ترك السنن الراتبة ومستحبات الصلاة تقدح في الشهادة لتهاون مرتكبها بالدين وإشعاره بقلة مبالاته بالمهمات، ومحل هذا كما قال الأذرعي في الحاضر، أما من يديم السفر كالملاح والمكاري وبعض التجار فلا.
وعلى هذا يحمل كلام الإمام أحمد رحمه الله، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 26108.
والله أعلم.
30343
عنوان الفتوى:لا يكره الوضوء والغسل بماء زمزم رقم الفتوى:30343تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال : حكم الوضوء بماء زمزم مع ذكر أحد الكتب المعتبرة في هذا الخصوص؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز الوضوء بماء زمزم بلا كراهة على الصحيح؛ لما جاء في المسند وصححه الشيخ أحمد شاكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعا بسجل من ماء زمزم فشرب منه وتوضأ.
قال ابن قدامة في المغني: ولا يكره الوضوء والغسل بماء زمزم لأنه ماء طهور فأشبه سائر المياه، وعنه يكره لقول العباس لا أحلها لمغتسل لكن لمحرم حل وبل. انتهى. (18/273)
وقال المواق في تاج الإكليل شرح مختصر خليل مالكي: يستحب الإكثار من شرب ماء زمزم والوضوء به ما أقام بمكة. انتهى.
وقال النووي في المنهاج: ولا يكره الطهر بماء زمزم؛ ولكن الأولى عدم إزالة النجاسة به. انتهى.
والله أعلم.
30346
عنوان الفتوى:أكثر الطرق لا تخلو من بدع وشطحات رقم الفتوى:30346تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
من فضلكم أحتك بشاب ينسب نفسه إلى طريقة تسمى الطريقة الصوفية البوتشيشية في المغرب وأشك في بعض معتقداتهم فهل ما يعملونه صحيح خصوصا أنهم يستدلون بأحاديث من السنة "مشروعية التوسل بالنبي مثلا" وإقامة وزيارة الأضرحة، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعلم شيئاً عن هذه الفرقة والمرجع في الحكم عليها وعلى غيرها هو موافقتها للكتاب والسنة أو عدم ذلك، مع الأخذ بالاعتبار أن أكثر الطرق لا تخلو من بدع وشطحات، منها ما يصل بصاحبه إلى الكفر كدعاء غير الله وطلب النفع ودفع الضر منه، ومنها ما يكون فسقاً وغير ذلك.
ولذا فعلى المسلم أن يحذر من الوقوع في شؤم البدع، وقد سبقت لنا فتاوى عن التصوف تراجع تحت الأرقام التالية: 13353، 596، 7881، 8500.
والله أعلم.
30348
فتاوى
عنوان الفتوى:القضاء لازم والكفارة حسب سبب التأخير رقم الفتوى:30348تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال: أنا لم أصم رمضان قبل الماضي ولم أقضِه وجاء رمضان بعده ولم أستطع صيام الأيام التي انقضت بمعنى قد تراكم، فلا أدري هل أجمعه، علما بأنني لم أصم رمضان بسبب الحيض، فلا أدري هل أجمعه مع رمضان الأخير وأصومه أو أدفع مبلغا من المال للفقراء أو أطعمهم؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/274)
فالواجب على من فاته شيء من الصيام ألا يؤخر القضاء إلى أن يدخل رمضان الآخر.
فإن أخره إلى أن دخل رمضان الآخر فينظر في سبب التأخير.. فإن كان بعذر كمرض أو حمل أو رضاع ونحوه فلا إثم عليه ولا كفارة وإنما يلزمه فقط القضاء، وإن كان تأخيره بغير عذر فعليه الاستغفار من تقصيره ويلزمه القضاء مع كفارة، وقدرها مُدُُّ من طعام عن كل يوم وهو ما يعادل 750 جراماً من الأرز ونحوه.
وعليه؛ فيلزمك قضاء ما فات من رمضان السابق ورمضان التالي والكفارة عن أيام رمضان السابق فقط إن لم يكن لك عذر في تأخيرها، وأما إخراج الكفارة فقط فلا يجزئ عن الصيام.
والله أعلم.
3035
عنوان الفتوى:لا يزول اليقين في الطهارة بالشك رقم الفتوى:3035تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أنا شخص كثير الشك في نقض الوضوء كلما دخلت في الصلاة فماذا أفعل ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فإذا كنت غير متأكد من حصول ما ينقض الوضوء وإنما تشك في ذلك شكا مستمرا فعليك أن تعُرض عن ذلك الشك ولا تلتفت إليه- وصلاتك صحيحة - لأن النبي صلى الله عليه وسلم شكي إليه الرجل يخيل إليه أنه يحد الشيء في الصلاة أيقطع الصلاة؟ قال " لا حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا " كما في الصحيحين وغيرهما. فلا تقطع صلاتك التي دخلتها على طهارة حتى تتحقق من حصول ناقض، وكل أمر كنت على يقين منه فلا تتحول عنه لأمر مشكوك فيه لأن اليقين لا يزول بالشك.
والله أعلم.
30350
فتاوى
عنوان الفتوى:حكم الترشيح للمجالس النيابية لخدمة المسلمين رقم الفتوى:30350تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال: السلام عليكم
ما رأيكم في إمكانية تحالف الحركات الإسلامية مع الأحزاب العلمانية والشيوعية ضد الاستبداد من أجل تحقيق الحريات ومن ثم فسح المجال للدعاة لينتشروا بين الناس دون خوف، بمعنى آخر هل يجوزالنضال من أجل الحريات كمرحلة أولى قبل الحديث عن الشريعة ونحن نعلم أن الحريات تعني إمكانية أن ينتخب يوما ما شعب ما رئيساً علمانياً أو شيوعياً؟ جزاكم الله كل خير. (18/275)
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز التعاون مع الأحزاب العلمانية والشيوعية، لما تعتقده من أفكار إلحادية، فإن الترجمة الصحيحة للعلمانية هي: اللادينية أو الدنيوية، ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع، كما أن معنى الشيوعية يقوم على أساس تقديس المادة، وأنها أساس كل شيء، كما أنه مذهب فكري يقوم على الإلحاد، وعدم الاعتراف برب الأرض والسماوات، أما عن دخول المجالس النيابية عن طريق الانتخابات وغيرها، فالأصل أن نفع المسلمين بأي وسيلة لا تؤدي إلى الإثم أمر مشروع في الجملة، فمن كانت نيته بالترشيح لهذه المجالس خدمة المسلمين وتحصيل حقوقهم، فلا نرى مانعاً من ذلك، وقد بينا ذلك بإذن الله في الفتوى رقم:
5141.
والله أعلم.
30352
عنوان الفتوى:حكم إسقاط جزء من الدين مقابل تعجيل بعضه رقم الفتوى:30352تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
وبارك الله في جهودكم وجزاكم كل خير
سؤالي هو: أنا تاجر وعندي محل ولي زبون يأخذ بضائع بالدين بحيث يصل حسابه عندي إلى أربعين ألف دولار ويقوم بإعطائي دفعة ويأخذ بضائع أسبوعيا ذات يوم احتجت إلى عشرة آلاف دولار فقلت له أعطني عشرة آلاف نقداً الآن وسأخصم لك إحدى عشر ألفا الرجاء أن تفيدوني بمدى صحة أو عدم صحة مثل هذه المعاملة؟. وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه المعاملة التي ذكرها السائل لا تجوز لأنها إسقاط لجزء من الدين مقابل تعجيل بعضه، وهذا لا يجوز عند جماهير الأئمة الأربعة وهو ربا، يعرف بقاعدة (ضع وتعجل) عند أهل العلم. (18/276)
قال أصحاب الموسوعة ؟: يرى جمهور الفقهاء أنه إذا كان لرجل على آخر دين مؤجل فقال المدين لغريمه: ضع عني بعضه وأعجل لك بقيته، فإن ذلك لا يجوز عند الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وكرهه زيد بن ثابت وابن عمر والمقداد وسعيد بن المسيب وسالم والحسن وحماد والحكم والثوري وهيثم وابن علية وإسحاق، فقد روى أن رجلاً سأل ابن عمر فنهاه عن ذلك، ثم سأله فقال: إن هذا يريد أن أطعمه الربا. وروي عن زيد بن ثابت أيضاً النهي عن ذلك، وروي أن المقداد قال لرجلين فعلا ذلك: كلاكما قد أذن بحرب من الله ورسوله. ا.هـ
والله أعلم.
30358
عنوان الفتوى:الميت الذي عليه صيام من رمضان أو نذر رقم الفتوى:30358تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الر حيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
السؤال: والدي توفي منذ 6 سنوات رحمه الله وعليه عشرة أيام من رمضان هل هذه الأيام التي عليه
أصومها عنه علماً بأن عندي أخاً أكبر مني وليس يعلم بأنه عليه هذه الأيام وهل صيام هذه الأيام عندما أصومها عنه هل يكون لذلك الصوم بروراً؟ وجزاكم الله خيراً
وأرجو منكم الدعاء.
والسلام عليكم .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من مات وعليه صيام صام عنه وليه . رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
قال العلماء: إذا كان على الميت صيام واجب من رمضان أو نذر .. ووجد فرصة كافية لصيامه ولم يصمه كان على وليه أن يصوم للحديث المذكور، أما إذا لم يجد فرصة لقضاء ما وجب عليه فليس على وليه صيام عنه، وليس عليه هو إثم لعدم تفريطه، فإذا كانت هذه الأيام التي على والدك قد وجد لها فرصة ولم يقضها فقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب قضائها عنه من طرف أوليائه، ولا بأس أن تصوم بعضها ويصوم أخوك البعض الآخر، ولو صامها أحدكما كاملة فلا بأس، ولا شك أن هذا من أعمال البر لوالدكما الذي سيلحقه ثوابها إن شاء الله تعالى، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 2502. (18/277)
والله أعلم.
3036
عنوان الفتوى:العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما رقم الفتوى:3036تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم الى الإخوة العاملين على هذا البرنامج جزاكم الله خير الجزاء ووفقكم وجعلكم سنداً للمسلمين سؤال 1- هل يجوز لشخص أدى العمرة ان يقوم بتأديتها مرة أخرى بالإحرام من مسجد التنعيم وهو ليس من المقيمين في السعوديه.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد استحب جمهور الفقهاء تكرار الاعتمار مستدلين بالأحاديث الواردة في الحث على العمرة والترغيب فيها. من ذلك ما في الصحيحين عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". وبما ثبت في الصحيحين أيضا أن عائشة رضي الله عنها في حجة الوداع طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعمرها عمرة أخرى غير العمرة التي قرنتها مع الحج فأذن لها وخرجت إلى التنعيم فأحرمت بالعمرة.
وقال ابن قدامة في المغني "ولا بأس أن يعتمر في السنة مراراً ، روي ذلك عن علي وابن عمر وابن عباس وأنس وعائشة وعطاء وطاوس وعكرمة والشافعي". ونقل عن علي أنه قال في كل شهر مرة ، وعن أنس أنه كان إذا حمم رأسه خرج فاعتمر. وعلى هذا فيجوز بل يستحب لمن أدى عمرة أن يؤدي عمرة أخرى بأن يحرم من التنعيم أو من أدنى الحل. سواء كان من المقيمين في مكة أو من غيرهم. وكره طائفة من أهل العلم تكرار العمرة في السنة الواحدة منهم جمهور المالكية ، وروي ذلك عن الحسن وابن سيرين والنخعي. مستدلين بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه أنه اعتمر مرتين في سنة واحدة مع قدرته على ذلك. ومحل الكراهة في العام الواحد إذا لم يتكرر دخوله مكة قادماً من موضع عليه فيه إحرام كأن يخرج إلى المدينة مثلا ثم يعود إلى مكة ، ففي هذه الحالة عليه أن يحرم بعمرة إذا لم يكن زمن إحرام بحج لأن داخل مكة لابد أن يكون محرماً بأحد النسكين. (18/278)
30361
عنوان الفتوى:عليك بكثثرة الاستغفار والدعاء رقم الفتوى:30361تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال : ألاقي متاعب مستمرة وضيقاً في الرزق حيث إني موظف فى شركة آيلة للخصخصة وتقلل الشركة من المرتب لإجباري للخروج على المعاش وأنا بها منذ26عاما وليس لي دخل آخر وسني فوق48 عاما والشركة تحاول التخلص ممن فى سني بالرغم من مجهودي فيها ودخلي لا يكفي التزاماتي فهل من حل؟
أفتونى سريعا أفادكم الله؟ وقد سألت سؤال رقم: 59804 ولم أتلق إجابة..!
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يجعل لنا ولك ولجميع المسلمين فرجاً ومخرجاً، ونوصيك بكثرة الاستغفار فمن أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب، قال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارا [نوح:12]. (18/279)
كما نوصيك بالدعاء كما قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]. وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].
واعلم أن الرزق بيد الله سبحانه وقد تكفل به فقال وهو أصدق القائلين: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ [الذريات:22] وقال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِين [هود:6]، وانظر تتميماً للفائدة فتوى رقم: 7768.
والله أعلم.
30363
عنوان الفتوى:إذا زالت عين النجاسة من اليد ومس بها شيء لم يتنجس ذلك الشيء رقم الفتوى:30363تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أواجه مشكلة وهذه المشكلة أتعبتني جداً وهي النجاسة فهل تنتقل النجاسة ومشكلتي كالتالي:
لنفترض أن شخصاً يداه نجستان ورطبتان ولمس مشطاً ثم لمس هذا المشط شخص آخر يداه رطبتان ثم لمس هذا الشخص الآخر شريطاً ويداه رطبتان فهل تنتقل النجاسة إلي هذا الشريط وهل يحكم على هذا الشريط أنه نجس بأنه لمس هذا الشريط شخص أصبحت يداه نجستين مع العلم أن يديه رطبتان؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا لم تكن بيدي الشخص الأول ذات النجاسة كالبول ونحوه فإنه لا يتنجس ما مسه بهما من مشط أو غيره، وذلك لأن عين النجاسة إذا زالت عن المحل لم يبق إلا حكمها والحكم لا ينتقل، هكذا قال المالكية، قال في مختصر خليل: إن زال عين النجاسة بغير المطلق لم يتنجس ملاقي محلها. انتهى. (18/280)
وهناك قول عند بعض أهل العلم وهو أن زوال النجاسة بأي شيء يطهر محلها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله، بعد أن ذكر اختلاف العلماء في هذا الموضوع: ما معناه أن النجاسة من باب ترك المنهي عنه وحينئذ إذا ازال الخبث بأي طريق كان حصل المقصود لكن إن زال بفعل العبد ونيته أثيب على ذلك وإن عدم بغير فعله ولا نيته زالت المفسدة إلى آخر كلامه. انتهى.
والخلاصة أن النجاسة إذا زالت عينها من اليد ومس بها شيء لم يتنجس ذلك الشيء لأن النجاسة زالت فطهر محلها عند شيخ الإسلام ومن وافقه، وأما عند المالكية فيبقى حكمها بمعنى أن صاحب اليدين لا يصح أن يصلي بهما ولا أن يمس بهما مصحفاً حتى يغسلهما لأنهما نجستان حكماً.
والله أعلم.
30364
عنوان الفتوى:من أحكام العقيقة رقم الفتوى:30364تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة في الثلاثين من العمر سؤالي عن العقيقة لدي بنتان ذبحت عقيقتيهما ولي بعدهما ولد الآن عمره 7 سنوات ولم يخرج والده عقيقته إلى الآن ورزقت وبحمد الله الآن ببنت بعد الولد ولم يخرج زوجي عقيقتها لظروف عمله وأنه دائم السفر والآن نوى أن يخرج عقيقتيهما معا هل يجوز له الآن وكيف الطريقة وبأي نية يذبح العقيقتين هذا السؤال يحيرني كثيراً أرجو منكم الأسراع في إجابتي ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيراً على ما تقدموه من خير.
اختكم في الله ندى
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا إثم في تأخير العقيقة ولكن الأولى المسارعة في ذبحها إن كان الأب قادراً عليها كما هو مبين في الفتوى رقم: 1383. (18/281)
وللاطلاع على حكمها والكيفية التي تؤدي بها والأحكام المتصلة بذلك، انظري الفتوى رقم: 2287، والفتوى رقم: 4907، والفتوى رقم: 16868.
والله أعلم.
30367
عنوان الفتوى:أخذ المال عوضا عن الجاه لا يجوز رقم الفتوى:30367تاريخ الفتوى:27 محرم 1424السؤال : أعمل بمجال مقاولات البناء بسلطنة عمان وأنا مهندس مصري الجنسية واتفقت مع كفيلي العماني على إعطائه نسبة 4% عن كل عمل أتعاقد عليه من إجمالى قيمة العمل وذلك مقابل استغلالى للسجل التجاري لمؤسسته وكذلك استخراج ترخيص إحضار عمالة خارجية باسم الموسسة عدد6 وللعلم فكل إجراءات التجديد لبطاقات العمل والإقامات يقوم بها شخص عماني آخر نظير مبلغ من المال، فهل هذا التعاقد مع الكفيل سليم من الناحية الشرعية أم أنه غيرسليم، أفيدوني جزاكم الله كل خير؟ وأن كان غير سليم فما هو التعاقد السليم فى مثل هذه الحالة شرعا؟ أرجوالتفصيل شرعا؟ وجزاكم الله كل خير عن المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلعل هذه المسألة داخلة فيما يسمى بثمن الجاه... وقد سبقت الإجابة على مثل هذا السؤال في الفتوى رقم:
9559، فليرجع إليها السائل الكريم.
والأسلم في هذا النوع من المعاملات أن يكون الكفيل أو صاحب الرخصة يعمل بالفعل مهما كان عمله حتى يكون ما أخذه مباحاً ومقابل عمل ملموس وليس عوضاً عن جاهه.
وإذا لم يعمل فليس له أن يأخذ على جاهه شيئاً إلا إذا بذل في ذلك جهداً يستحق العوض فيأخذ مقابل ما بذله من جهد كما سبق في الفتوى المحال عليها، وأما بالنسبة لما يقوم به الشخص الآخر من إجراءات تجديد البطاقات والإقامات مقابل مبلغ مالي معين فلا حرج فيه.
والله أعلم.
30373
عنوان الفتوى:لا يجوزشراء الشهادة الدراسية رقم الفتوى:30373تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال : السلام عليكم (18/282)
أنا طالب بالمرحلة الثانوية وبالتحديد بالصف الرابع ورسبت بالصف الرابع مرتين وسافرت لإحدى الدول العربية حتى أنهي سنة رابعة فهناك توجد مدرسة خاصة أدفع مبلغاً من المال بالإضافة إلى عدم الحضور للدوام بل أقدم الاختبار فقط في آخر السنة دون دراسة ومذاكرة وأنجح فهل تعتبر الشهادة حراماً أم لا؟ وما الحل؟
جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنيل الشهادة الدراسية بالمال لا يجوز، لأن ذلك خيانة وغش، وإن كان يدرس في هذه المدرسة ليعفى من الحضور فقط، وينجح بتفوقه دون غش فلا مانع من ذلك، وانظر الفتوى رقم: 2937.
والله أعلم.
30374
فتاوى
عنوان الفتوى:واجبات الخطبة رقم الفتوى:30374تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال: ما هو الواجب فعله في الخطبة؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت تقصد خُطبة الجمعة، فتجب فيها عدة أمور:
- أن تقع في وقت الجمعة على خلاف في تحديد وقتها.
- حمد الله، وذلك لما روى أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "كل كلام لا يبدأ بالحمد لله فهو أجزم أي مقطوع البركة" رواه ابو داود.
وروى أبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تشهد قال: الحمد لله".
- الوصية بتقوى الله، لأنها المقصودة بالخطبة، فلم يجز الإخلال بها، روى الجماعة عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قائماً ويجلس بين الخطبتين ويقرأ آيات ويذكر الناس.
- أن يخطب الخطيب خطبتين في وجود جماعة تنعقد بهم الجمعة على خلاف في تحديد هذا العدد، لما في المسند عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس، فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً. (18/283)
- أن تتقدم الخطبتان على الصلاة مع الموالاة بينهما وبين الصلاة، لأنه لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم خلافه، روى أحمد والنسائي عن السائب بن يزيد قال: كان بلال يؤذن إذا جلس النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ويقيم إذا نزل، وهذا يدل على تقدم الخطبتين وموالاتهما مع الصلاة.
وهناك عدد من الشروط والواجبات غير ذلك تطلب في مظانها من كتب الفقه.
وإذا كنت تقصد خِطبة النكاح: فالخطبة ليست ركناً من أركان عقد النكاح، وليست شرطاً من شروط صحته، فلو تم العقد دونها كان عقداً صحيحاً لا تشوبه شائبة، والراجح استحبابها لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومحل الخطبة المرأة التي يحل له نكاحها في الحال، فتحرم عليه خطبة من لا تحل له، كمن كانت في عدة لرجل آخر تصريحاً أو تعريضاً في الطلاق الرجعي باتفاق العلماء، وكذلك الطلاق البائن عند الحنفية خلافاً للجمهور الذين أجازوا التعريض دون التصريح، ومن كانت في عدة الوفاة جاز التعريض بخطبتها دون التصريح، وتحرم خطبة من خطبت وركنت إلى خاطبها، ويستحب النظر إلى من يريد بها الزواج قبل خطبتها، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها، فإن في أعين الأنصار شيئاً" وهذا مذهب جماهير أهل العلم، فإذا عَنَّ للرجل الزواج من امرأة معينة تقدم إلى وليها والتمس نكاحها منه، ومباحث خطبة النكاح طويلة الفروع تطلب في مظانها من كتب الفقه.
وتتميماً للفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 13096، 313، 3179، 1157.
والله أعلم. (18/284)
30375
عنوان الفتوى:الزكاة الواجبة في أموال جمعية الموظفين رقم الفتوى:30375تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال : - توجد جمعية بين موظفين قوامها 20 ألف ريال كل شهر 1000 ريال أي لمدة عشرين شهرا وانتهت الجمعية قبل سنتين ونصف وكان حينها ليس لدي علم بأن الجمعية عليها زكاة أرجو من فضيلتكم الإجابة الشافية على كم قدر الزكاة التي تجب علي في هذه الجمعية؟
- توجد جمعية قوامها 30 ألف ريال كل شهر 1000 ريال ومضى منها تقريبا21 شهراً وباقي 9 شهور وباقي على دور استلامي شهران أرجو من فضيلتكم الإجابة عن قدر الزكاة في الجمعية ومتى تخرج؟
- أرجو الاجابة عن كيفية حساب قدر الزكاة؟ وكم الحد الأدنى في المبلغ الذي يحول عليه الحول ويزكى؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أولاً أن نصاب الزكاة هو ما يساوي قيمة 85 جراماً من الذهب، فمن ملك ما يساوي هذا المقدار أو أكثر، وحال عليه الحول الهجري، فقد وجب عليه أن يخرج منه ربع العشر وهو ما يساوي 2.5%.
وأما بالنسبة للزكاة في أموال جمعية الموظفين، فقد سبق تفصيل القول فيها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5457، 11468، 15779 فراجعها، وفيها تجد جواب سؤالك الثاني.
وأما بالنسبة لسؤالك الأول، فلابد أن تعرف في أي شهر اكتمل لديك النصاب الذي سبق بيان مقداره، مع مراعاة ألا يكون عليك وقتذلك ديون تستغرق النصاب، ثم احسب حولاً هجرياً من حين اكتمل النصاب، ثم عد إلى حساباتك وانظر كم كان لك وقتذلك، وعلى اساسه تحسب زكاة مالك، وهكذا فاحسب كم سنة هجرية مرت على المال بعد ذلك، وأخرج زكاتها، مع مراعاة أن تعجل بذلك حتى تبرأ ذمتك، فإن مت مت وقد أديت حق الله عليك.
هذا ونشكر لك حرصك على التعلم، وعلى قضاء ما عليك من حقوق لله تعالى.
والله نسأل أن يرزقنا وإياك علماً نافعاً وعملاً صالحاً متقبلاً.
والله أعلم.
30377
عنوان الفتوى:لا تتداوى المرأة عند طبيب مع وجود طبيبة ذات كفاءة رقم الفتوى:30377تاريخ الفتوى:29 محرم 1424السؤال : ما هو الأفضل بالنسبة للسيدات المسلمات بالترتيب الأطباء أم الطبيبات في أمراض النساء أم ليس هناك فرق؟ (18/285)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تذهب إلى الرجل للتداوي مع وجود امرأة طبيبة ذات خبرة وكفاءة، وقد سبق تفصيل هذا في الفتوى رقم: 12942، والفتوى رقم: 8107.
والله أعلم.
30379
عنوان الفتوى:لا حرج في صلاة التسابيح مرة كل شهر رقم الفتوى:30379تاريخ الفتوى:29 محرم 1424السؤال : لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: أني أصلي صلاة التسابيح مرة في الشهر والرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أرشد إلى أن نصليها مرة في اليوم أو مرة كل أسبوع أو مرة في السنة كيفما استطاع الشخص فهل فيها معصية إذا صليت مرة في الشهر لأنه لم يرد ذكر مرة في الشهر؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج عليك أن تصلي صلاة التسابيح مرة كل أسبوع أو مرة كل شهر أو مرة كل سنة، والأمر في ذلك راجع إلى قدرتك واستطاعتك، وانظر الفتوى رقم: 11166، والفتوى رقم: 2501، والفتوى رقم: 11041.
والله أعلم.
3038
عنوان الفتوى:قنوت النوازل. رقم الفتوى:3038تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما هو قنوت النوازل
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا نزل بالمسلمين نازلة، كوباء أو مطر يضر بالعمران والزرع أو خوف عدو أو أسر عالم، أو عدوان أو ضطهاد للمسلمين شرع لهم القنوت في الركعة الأخيرة من جميع الصلوات المكتوبات قبل الركوع أو بعده. والأصل في ذلك:
1- ما رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو على أحياء من العرب ثم تركه. وفي لفظ للبخاري: قنت شهراً حين قتل القراء فما رأيته حزن حزناً قط أشد منه. (18/286)
2- وما رواه أحمد ومسلم والترمذي عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة المغرب والفجر.
3- وما رواه أحمد وأبو داود عن ابن عباس أنه قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرة، يدعو عليهم، يدعو على حي من بني سليم، على رعل وذكوان وعصية، ويؤمن من خلفه.
4- وما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: لأقربن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الأخيرة في صلاة الظهر والعشاء الأخيرة وصلاة الصبح بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار. وفي رواية لأحمد: صلاة العصر، مكان: صلاة العشاء الآخرة.
وقد اختلف الفقهاء في هذا القنوت على أربعة أقوال:
الأول: وهو مذهب الحنفية، أن الإمام يقنت في الصلاة الجهرية عند وقوع النازلة كفتنة وبلية، والثاني ما ذهب إليه المالكية في المشهور: ألا يقنت في غير الصبح مطلقاً، لكن لو قنت لم تبطل الصلاة.
والثالث: ما ذهب إليه الشافعية وهو مشروعية القنوت للنازلة في جميع الصلوات المكتوبة، وصرح النووي بأن الأصح استحبابه، وإذا قنت في غير الصبح لنازلة، فهل يجهر بالقنوت أم يسر به؟ قال النووي: الراجح أنها كلها كالصبح، سرية كانت أم جهرية.
والرابع: وهو ما ذهب إليه الحنابلة وهو أن قنوت النازلة مختص بالإمام الأعظم. وفي رواية عن أحمد: يقنت إمام الجماعة وكل مصل، اختاره الشيخ تقي الدين.
والصحيح من مذهبهم أن القنوت يكون في جميع الصلوات المكتوبة إلا الجمعة.
واختلف الفقهاء في القنوت لأجل الطاعون.
فذهب الحنابلة أنه لا يقنت لرفع الطاعون لأنه لم يثبت القنوت في طاعون عمواس ولا في غيره، ولأنه شهادة للأخيار فلا يسأل رفعه. (18/287)
وذهب الحنفية والشافعية إلى استحباب القنوت لصرف الطاعون باعتباره من أشد النوازل.
والله أعلم.
30383
عنوان الفتوى:حكم المال المكتسب من دية الخطأ رقم الفتوى:30383تاريخ الفتوى:29 محرم 1424السؤال : هل يجوز لي أن أحج بمال الدية (مال تحصلت عليه إثر حادث قاتل لأخي)؟
وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج عليك أن تحج من هذا المال المتكسب من دية أخيك، لأنه مال حلال حكمه حكم ما يتركه الميت من مال لورثته.
قال مالك في الموطأ: ومن قتل خطأ فإنما عقله مال لا قود فيه، وإنما هو كغيره من ماله يقضي به دينه، وتجوز فيه وصيته.
والله أعلم.
30384
عنوان الفتوى:لا مانع من أن تجري المرأة عملية لحاجة إيجاد النسل رقم الفتوى:30384تاريخ الفتوى:29 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
في الحقيقة تزوجت منذ أكثر من عام ولم أرزق بالأولاد مما اضطرني للذهاب لأطباء أختصاصهم في طب الولادة للعلاج وزوجتي حالتها جيدة ولكني لم أجد لها طبيبة مختصة في هذا المجال مع العلم أن الذي سيجري العملية لزوجتي جراح مختص في علم الإخصاب ولكني أردت استشارتكم في هذا الموضوع هل أعرض زوجتي علي هذا الجراح وفي هذا الأمر قيل لي إني (ديوث لو عرضت زوجتي على رجل لأن الحالة ليست مستعجلة ولكن هذا من أجل الإنجاب فقامت مشاكل من أجل هذا الموضوع ولهذا أطلب منكم إقناعي؟
جزاكم الله خيرا كثيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز للمرأة كشف عورتها أمام رجل أجنبي، لكن إذا دعت ضرورة العلاج إلى ذلك جاز للضرورة، وقد قال تعالى: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) [الأنعام:119]. والعلاج من العقم مشروع في الجملة، وهو من الحاجيات التي تنزل منزلة الضروريات، فقد قرر المجمع الفقهي المنعقد في عمان بالأردن في دورة المؤتمر الثالث ـ 8ـ صفر ـ 1407ـ الموافق ـ 11ـ أكتوبرـ 1986: أن الحاجة إذا ألجأت إلى التلقيح الصناعي جاز إذا اتخذت الاحتياطات اللازمة، وكانت البويضة من الزوجة والحيوان المنوي من الزوج، ولا شك أن عملية التلقيح لابد لها من كشف العورة، لأن الحاجة قد تقوم مقام الضرورة. (18/288)
وبناء على هذا، فلا مانع من إجراء هذه العملية لحاجة إيجاد النسل، لكننا ننبه إلى أن هذه العمليات غير مضمونة النتائج في الغالب، وإننا لنقول للأخ السائل: الأفضل أن تؤجل عملية زوجتك إلى حين الحصول على طبيبة ماهرة ولو كانت غير مسلمة، وتوجه إلى الله تعالى بالدعاء.
ونسأل الله عز وجل أن يرزقك ذرية طيبة إنه سميع الدعاء، وراجع الفتاوى رقم: 8107، 19439، 10410.
والله أعلم.
30385
عنوان الفتوى:المسلم يرجو الله ويخشى عذابه ويحسن الظن به رقم الفتوى:30385تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال : كيف لي أن أعلم برضى الله عني؟ وكيف أعلم أنه غفر لي ذنبا ما؟ وكيف أعلم مكانتي عنده وبأي درجة من درجات الجنة والنار مكاني؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمسلم يعمل الصالحات، ويتقرب إلى الله تعالى بالكف عن المنهيات، كما أمره ربه، وهو في أثناء ذلك يرجو رحمة الله ويخشى عذابه، ويحسن الظن بربه، كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة:218]. وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون:60]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يدخل أحداً الجنة عملُه". (18/289)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني" رواه مسلم.
قال النووي: قال القاضي: قيل معناه بالغفران له إذا استغفر، والقبول إذا تاب، والاجابة إذا دعا، والكفاية إذا طلب، وقيل: المراد به الرجاء وتأميل العفو، وهذا أصح.
فهذا حال المؤمن يسير إلى الله وهو بين الخوف والرجاء، ولا يقطع لنفسه ولا لمعيَّن بالجنة أو النار.
وروى البخاري بسنده من حديث أم العلاء قالت: "لما مات عثمان بن مظعون قلت: رحمك الله أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فمن يكرمه الله، فقال: أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير".
فنحن كما قال الطحاوي في عقيد ته المشهورة: نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة، ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم، ولا نقنطهم.
والله أعلم.
30386
عنوان الفتوى:حكم إسقاط الدين من زكاة الزروع والثمار رقم الفتوى:30386تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
- عند إخراج زكاة المال (الزرع) هل قبل إخراج الزكاة أقوم بخصم الدين أم لا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالزروع والثمار من الأموال الظاهرة، وجمهور الفقهاء على أن الدين لا يسقط ما يقابله من المال الزكوي الظاهر المستوفي للشروط، وهو الراجح، وقد بينا ذلك في جوابنا رقم: 10089. (18/290)
لكن إذا كانت الديون المذكورة لأجل الحرث والزرع والحصاد لهذا المحصول، فيجوز في الراجح -والله أعلم- إسقاط الدين الحاصل بهذه الأسباب من جملة المال الزكوي، كما بيناه في الفتوى رقم: 20774.
والله أعلم.
30387
عنوان الفتوى:هل يعطى السائل إذا سأل الناس في المسجد رقم الفتوى:30387تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال : ما حكم إعطاء السائل في المسجد؟ والذين يبيعون البضاعة مباشرة بعد صلاة الجمعة ويصلون آخر الناس ويخرجون أولهم؟ وأحيانا نجد نساء يسألن على أبواب المساجد؟
بارك الله فيكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هذا السائل من أهل الصدقة ولم يؤذ أحداً في المسجد بأن يتخطى رقاب الناس، أو غير ذلك من الإيذاء، ولا جهر جهراً يشغل به المصلين أو الدارسين في حلق العلم، فيجوز السؤال، ويجوز التصدق عليه، وإلا لم يجز له السؤال ولا لغيره التصدق عليه، لأنه من باب المعاونه على الإثم الذي نهى الله عنه بقوله: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2].
وما يقال هنا يقال في النساء اللاتي يسألن عند أبواب المسجد إذا كن يسألن بلا ريبة، أو تبرج.
وأما البيع عند أبواب المسجد وساحته، فلا مانع منه، ولا حرج فيه في الجمعة وغيرها، ولكنه يحرم عند النداء الثاني للجمعة، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة:9].
فإذا قضيت الفريضة فلا حرج من الانصراف إلى البيع والشراء، قال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة:10]. والله أعلم. (18/291)
30388
عنوان الفتوى:هل يصلى على من مات ولم يكن يصلي إلا الجمعة رقم الفتوى:30388تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : من فضلكم هل تجوز الصلاة على من مات وهو لا يصلي إلا الجمعة إذا اخذنا بفتوى من قال بكفر تارك الصلاة جاحداً أو تكاسلا ولو صلاة واحدة؟ وهل تجوز الصلاة على المخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة أو عقد النكاح له؟ وما هو الحل إذا كنت أريد أن أتزوج من فتاة ولي أمرها لا يصلي ومن يتولى العقد حينئذ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تارك الصلاة جحوداً لها كافر كفراً مخرجاً من الملة بإجماع العلماء، ولا يصلى عليه، ولا يورث، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
أما تاركها تكاسلاً، فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنه كافر كفراً مخرجاً من الملة إن تركها تركاً كلياً، وأنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل على أنه مرتد، وراجع الفتوى رقم: 6061.
واعلم أن بعض أهل العلم يرون أن من ترك صلاة واحدة حتى خرج وقتها، فإنه بذلك يكفر كفراً مخرجاً من الملة، ولتفصيل ذلك راجع الفتوى رقم: 10759.
وعلى هذا القول، فإن مات على ذلك فلا يصلى عليه، لكونه مات مرتداً على غير ملة الإسلام، وأعلم أن هذا الرجل الذي حكيت عنه أنه لا يصلي إلا الجمعة هو في حكم تارك الصلاة بالكلية.
والله أعلم.
30393
عنوان الفتوى:المحافظة على الدين أولى وأهم من أي شيء آخر رقم الفتوى:30393تاريخ الفتوى:28 محرم 1424السؤال : أخي لا يصلي ولديه صديقات لا أدري مدى علاقته بهن لكن سلامه معهم مثل الأجانب وأختي مراهقة وترى كل ذلك نحن نعيش في أوروبا وأخي عمره 26 سنة وهو يعمل وقد نصحته بالزواج ولكنه رفض مع أنه يستطيع الزواج وهو يعيش مع أمي وأختي وليس لديه أي نخوة فهو لا يساعدهم في شيء إلا بعد إلحاح أما أبي فيعيش في بلد آخر وليس له تأثير في حياتنا أخي يؤثر بالسلب على أختي لأنه يفعل ما يريد ويعيش معهم ولكنها ممنوعة من كل شيء لذلك أقترحت طرده من البيت خاصة أنه يقضي وقته كله خارج البيت وأحيانا يبيت خارجه وأخاف أن تتأثر أختي به أمي طردته مرة ولكن رق قلبها ورجع ورجعت أفعاله وأختي سلوكها تغير وارتبطت بواحد وبالصدفة عرفنا وقطعت علاقتها به ولم نخبر أمي لأنها سوف تنهار هل نطرده أم ماذا نفعل؟ (18/292)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنتم تسألون حقاً عماذا تفعلون ليسلم لكم دينكم الذي هو رأس مالكم، والمصدر الواجب لسعادتكم في دنياكم وفي آخرتكم، إذا كنتم تسألون عن ذلك حقاً وصدقاً، فعليكم أن تفروا من تلك البلاد التي ينتشر فيها الفساد بكل أشكاله وأصنافه بأيسر الطرق وأسهلها، ولا يستطيع فيها الصالحون المصلحون أن يأخذوا على أيدي سفهائهم الفاسدين المفسدين، لأن الفساد في تلك البلاد مشرع محمي من طرف السلطة العليا بدعوى الحريات الشخصية، كما هو معروف لديكم حتماً.
فلا يجوز للمسلم أن يقيم في بلد ينتشر فيه الفساد، ويغلب فيه سلطانه بحيث لا يستطيع المسلم فيه أن يحافظ على دينه، ويقيم شعائره، ويحمل كل من له عليهم ولاية على ذلك امتثالاً لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم:6].
ولذلك قرر العلماء أنه لا يجوز للمسلم أن يقيم في ديار الكفار إلا لضرورة أو حاجة ماسة، وقد ثبت في سنن الترمذي وأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارهما". (18/293)
فعليكم أن تفروا بدينكم من تلك البلاد الموبوءة إلى بلاد تستطيعون فيها المحاظة على دينكم، وتجدون من يعينكم على الخير.
واعلموا أن المحافظة على الدين أولى وأهم من أي شيء آخر بما في ذلك الوظائف، ورغد العيش، والاعتبارات المادية برمتها.
ولله در الشاعر حيث يقول:
إذا أبقيت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بطائل
هذا هو الحل الذي نراه.
أما طرد ذلك الولد من البيت، فليس حلاً جذرياً لتلك المشكلة، وإن طردتموه فلن يحصن ذلك البنت المراهقة التي ذكرتم أن سلوكها بدأ يتغير، وذلك لأن مصدر الفساد ليس أخاها فقط، بل المجتمع كله، والبيئة جمعاء.
ولكن إذا كنتم حقيقة عاجزين عن مغادرة تلك البلاد والفرار بدينكم منها، فاطردوا ذلك الولد بعد أن تبذلوا له غاية النصح والتوجيه ولا ينفعه شيء من ذلك، وليس هذا من باب أن ذلك حلاً لمشكلتكم، بل من باب أن لا تكونوا مأوى له وعوناً على إثمه وعدوانه، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].
ثم عسى أن يردعه ذلك عن بعض غيه وفساده، فيرجع إلى رشده ويتوب إلى ربه.
والله أعلم.
30402
عنوان الفتوى:الأصل إسرار الذكر بعد الصلاة إلا لحاجة رقم الفتوى:30402تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك بعض الأمور تحدث في المسجد عند صلاة الجماعة فهل عليها وزر أم أجر أم لا فرق في حدوثها أو عدم حدوثها مثلا
بعد الانتهاء من الصلاة يبدأ الذكر بصوت عالً ويبدأون سوية وينتهون سوية فما هو رأيكم أفيدوني من فضلكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/294)
فقد ثبت أصل الجهر بالذكر في صحيح البخاري وصحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: كنت أعرف انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالتكبير.
قال الحافظ ابن حجر : فيه دليل على جواز الجهر بالذكر عقب الصلاة. انتهى
لكنه نقل بعد ذلك عن النووي أنه قال: حمل الشافعي هذا الحديث على أنهم جهروا به وقتاً يسيراً لأجل تعليم صفة الذكر؛ لا أنهم داوموا على الجهر به.
قال: والمختار أن المأموم والإمام يخفيان الذكر إلا إن احتيج إلى التعليم. انتهى
فما يفعله هؤلاء من الجهر بالذكر بصوت واحد لا شك في كونه مبتدعاً، إذ لم يثبت عن السلف فعله. هذا فيما يتعلق بالذكر.
والله أعلم.
30404
عنوان الفتوى:توحيد الربوبية يتحقق باتباع نهج القرآن رقم الفتوى:30404تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : كيف نحقق توحيد الربوبية في حياتنا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتوحيد الربوبية هو توحيد المعرفة والإثبات أي معرفة أن الله تعالى هو رب المخلوقات وخالقها ورازقها والمدبر لشؤنها، وأنه تعالى القادر على كل شيء، أحاط بكل شيء علماً، ووسع كل شيء رحمة وحلماً، وأنه القاهر فوق عباده، وأنه تعالى المتفرد بذلك لا شريك له ولا ند ولا مثيل، دلت على ذلك آياته في الآفاق وفي الأنفس، وصدق من قال:
وفي كل شيء له آية === تدل على أنه الواحد .
فطريق تحقيق توحيد الربوبية وتثبيته في النفوس هو منهج القرآن الذي يقود إلى النظر ويأمر به، ويجعل توحيد الألوهية من مقتضى الإيمان بتوحيد الربوبية، وإليك بعض الآيات الدالة على ذلك:
1- قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [الأنعام:75]، فطريق اليقين والإيمان هو النظر في ملكوت السماوات والأرض.
2- وقال الله تعالى في الآية رقم 259 في سورة البقرة بعد أن ذكر قصة الرجل الذي مر على القرية: فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:259]، قال الإمام القرطبي في تفسيره: قال الطبري: المعنى في قوله فلما تبين له أي اتضح له عياناً ما كان مستنكراً في قدرة الله عنده. ثم أورد قولاً آخر ورجحه وهو: أنه أخبر عن نفسه عندما عاين من قدرة الله تعالى في إحيائه الموتى فتيقن ذلك بالمشاهدة فأقر أنه يعلم أن الله على كل شيء قدير. انتهى، وننصح بالرجوع إلى تفسير الإمام القرطبي والإمام ابن كثير عند هذه الآية، ولولا الإطالة لنقلنا من كلامهما حول الآية ما تطرب له العقول وتذعن له القلوب. (18/295)
3- وقول الله تعالى: قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ [يونس:101].
4- وقول الله تعالى: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [الأعراف:185].
5- وقوله تعالى: إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ* وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ* وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الجاثية:3-4-5].
وفي هذه الآيات يخبرنا الله جل شأنه أن في السموات والأرض والمخلوقات والليل والنهار والأمطار والثمار والرياح آيات وعلامات دالة على ربوبيته، وقد عقب الله على آيات سورة الجاثية بقوله تعالى: تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ [الجاثية:6]. (18/296)
6- وقوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً..... [عبس:25].
7- وقوله تعالى: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ* وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ...... [الغاشية:18].
8- وقوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ [الطارق:6].
فالنظر في آيات الله هو طريق تحقيق توحيد الربوبية، ولذا فعلى العبد أن لا يغفل عن التدبر والتأمل في آيات الله تعالى، وقد أورد الإمام ابن كثير بعض الأثار في تفسير قوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ [آل عمران:190].
قال الشيخ أبو سليمان الداراني: إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله علي فيه نعمة ولي فيه عبرة. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التوكل والاعتبار، وعن الحسن البصري أنه قال: تفكر ساعة خير من قيام ليلة. ، وقال الفضيل قال الحسن: الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك.
وقال سفيان بن عيينه: الفكرة نور يدخل قلبك، وربما تمثل بهذا البيت:
إذا المرء كانت له فكرة === ففي كل شيء له عبرة... ألخ ، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية:
25708، 16146، 18262.
والله أعلم.
30418
عنوان الفتوى:الحب الممنوع لا يجوز للشخص أن يتحدث عنه رقم الفتوى:30418تاريخ الفتوى:29 محرم 1424السؤال : هل تستطيع الفتاة المسلمة أن تحب وهل يجوز أن تتكلم عنه مع صديقاتها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/297)
فإن الحب أنواع منه ما هو مشروع ومنه ما هو ممنوع، فالحب المشروع الأصل أنه لا مانع من أن يتحدث الشخص عنه ما لم يخشى أن يترتب على ذلك ضرر من جر السامع إلى التعلق بالمحبوب على وجه محرم أو نحو ذلك.
وأما الحب الممنوع فلا يجوز للشخص أن يتحدث عنه، ولمعرفة تفاصيل الحب وأنواعه وما يشرع منه وما يمنع وأدلة ذلك نحيلك إلى الفتوى رقم:
5714.
والله أعلم.
30423
عنوان الفتوى:الضحك مباح في الأصل رقم الفتوى:30423تاريخ الفتوى:29 محرم 1424السؤال : ما موقف الاسلام من الضحك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الضحك مباح في الأصل، لكنه إذا تجاوز الحدّ المعتاد بلغ درجة الكراهة التنزيهية، ولذلك ذمه السلف ونهوا عنه وفي الحديث: ... ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وقال الحسن البصري رحمه الله: ضحك المؤمن غفلة من قلبه. رواه ابن أبي شيبة في المصنف، والمقصود هنا الضحك المكروه.
وروى الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته. وكذا رواه البيهقي في شعب الإيمان.
قال الإمام الغزالي في الإحياء: والمذموم منه أن يستغرق ضحكاً. انتهى.
والمقصود بالضحك المذموم هو: ما صحبه صوت كالقهقهة، أما الضحك الذي يكون بصورة التبسم، فهذا محمود بل هو مأمور به في بعض المواطن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة. رواه الترمذي وقال حسن غريب، وصححه الألباني.
وفي مسند أحمد عن عبد الله بن الحرث بن جزء قال: ما رأيت أحداً كان أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحسنه الأرناؤوط.
وفي سنن الترمذي عنه أيضاً قال: ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسماً. قال الترمذي صحيح غريب وصححه الألباني.
قال الإمام الغزالي في الإحياء: والمحمود منه التبسم الذي ينكشف فيه السن، ولا يُسمع له صوت. انتهى. (18/298)
ولمزيد من الفائدة والضوابط راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29530، 12643، 21226.
والله أعلم.
30425
عنوان الفتوى:العلاقة الآثمة مع المتزوجة من أخطر الذنوب رقم الفتوى:30425تاريخ الفتوى:29 محرم 1424السؤال : السلام عليكم يا إخوتنا ولكم مني أعز كلام في خاطري لكن اليوم أفشيه لكم كإخوان أعطوا الكثير لنا.
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة وأعمل بمركز .. تعرفت على إحدى العاملات وكانت أجملهن.. ومع مرور الأيام أصبحنا نتبادل كل المعارف بيننا حتى أصبحنا أحباباً لدرجة لا نستطيع فراق بعضنا بعد نهاية العمل..عشقتها وهي أيضا.. ومشكلتي الكبيرة أنها متزوجة ولها طفلان.. وصلت محبتنا إلى ما كنت أجهله.. حيث تعاملني كعاشق وحبيب وأكثر من زوجها إذ لا تبخل علي حتى وإن طلبت منها المستحيل.. حاولت الهروب منها لكن بلا جدوى.. ربما شفقة أو ربما أحبها كما هي تحبني.. وحتى الآن مضى عام ونصف ولم أستطع التخلص من أكبر مشكلة صادفتها.. غريزة نفسي فيها قوية.. ما العمل وكيف التصرف، ساعدوني .. وأطلب من الله أن يغفر لي ويهديني، أخوكم الضال يحتاج ولو لكلام قد يكون رحمة على نفسي وضميري؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العلاقة الآثمة مع المتزوجة من أخطر الذنوب، ونسأل الله أن يرزقك توبة صادقة وخلاصاً مما ابتليت به، وإليك هذه الوصايا لعل الله ينفعك بها:
1- تب إلى الله توبة صادقة وأكثر من الاستغفار، قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [التحريم:8].
2- استعن بالله تعالى واستعذ به مما أصابك، ومن أهم ما يدعى به الدعاء المأثور في صحيح مسلم: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. (18/299)
والدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال له: يا رسول الله علمني دعاء أنتفع به، قال: قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وقلبي ومنيي -يعني فرجه-. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
ودعاء الخروج من المنزل الذي أخرجه أبو داود وغيره وصححه الألباني، واللفظ لأبي داود: إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان.
3- أن تحرص على البعد عن هذه المرأة، فلا تنظر إليها، وتذكر دائماً قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30].
وقوله تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
ولا تدخل عليها في مكان هي فيه امتثالاً لحديث الصحيحين: إياكم والدخول على النساء.
ولا تخلوّنّ معها في بيت ولا في مكتب ولا في سيارة، لحديث الصحيحين: لا يخلون رجل بامرأة. ، وفي مسند أحمد ومستدرك الحاكم: لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
فاحرص يا أخي على البعد عنها ولو أدى الأمر إلى انتقالك إلى مدينة أخرى، والتحول من عملك في هذا المركز إلى عمل في مؤسسة أخرى، وتذكر أن يوسف عليه السلام فضل السجن على القصر فدعا ربه وقال: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ* فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [يوسف:33-34].
وفي صحيح مسلم أن العالم الذي سأله قاتل مائة نفس عن التوبة قال له: انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. (18/300)
4- استحضر خطورة الزنا والفواحش، وما يترتب عليها من الأضرار في الدنيا والآخرة، ومن أخطرها مرض الإيدز الذي نراه الآن.
5- استشعر خطورة إفساد المرأة على زوجها، وتذكر الحديث: ليس منا من خبب امرأة على زوجها وعبداً على سيده. أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ووافقه الذهبي.
6- بادر بالزواج بامرأة صالحة واستعفف بها عن الحرام، ففي الحديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث أيضاً: من رزقه الله امرأة صالحة فقد اعانه على شطر دينه. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
فالاتصال بالزوجة من أنفع الوسائل في قمع النفس عن الأجنبيات، فقد بوب الإمام مسلم فقال: باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتي امرأته أو جاريته فيواقعها، وأسند الحديث: إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه.
7- استر نفسك واكتم هذا عن الناس، لما في الحديث: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألمّ بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله. اخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
8- أكثر من ذكر الله دائماً فهو الحصن الحصين من الشيطان، ففي الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيراً، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصيناً فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. أخرجه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني.
9- حافظ على الصلوات المفروضة في جماعة، وأكثر من النوافل، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45]. (18/301)
10- أكثر من المطالعة في كتب الترغيب والترهيب، ومن أهمها رياض الصالحين والمتجر الرابح للدمياطي، وفضائل الأعمال للمقدسي والترغيب والترهيب للمنذري.
11- حاول أن تلازم البيئات الصالحة والمساجد ومجالس العلم، وأن تصاحب من فيها من طلاب العلم وأهل الخير، وأن تشتغل بالتعلم والأعمال الصالحة معهم، واهجر مجالس السوء وأصحاب السوء، كما أوصى العالمُ قاتلَ المائة: انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء.
وراجع علاج العشق في الفتوى رقم:
9360.
وحاول أن تستسمح الزوج ولا تصرح له بالقضية، ففي صحيح البخاري: من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه.
والله أعلم.
30426
عنوان الفتوى:السبيل إلى تقوية المحبة في الله رقم الفتوى:30426تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
أحب إنساناً في الله، وهو يعلم ذلك، ولكني أرتكب أخطاء في تصرفاتي معه بسب أنه ذو شخصية قوية
فأرتبك معه أريد أن أعرف كيف يمكنني أن أقربه مني أكثر وأكثر؟ والحمد لله رب العالمين.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحب في الله من أعظم مراتب الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله -عز وجل- الحب في الله والبغض في الله. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط.
وقال: أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط. (18/302)
وقال: أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله. رواه الطبراني وصححه الألباني.
وقد سبق أن بينا الأسباب الجالبة لمحبة الخلق في الفتوى رقم: 22754 ونزيد عليها هنا أمرين:
الأول: ما رواه ابن ماجه في سننه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك. وصححه الألباني.
والثاني: ما رواه الطبراني في الأوسط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الأنصار تهادوا، فإن الهدية تسل السخيمة، وتورث المحبة.
وراجع الفتوى رقم: 8642، والفتوى رقم: 22209.
والله أعلم.
30428
عنوان الفتوى:باب التوبة مفتوح على مصراعيه رقم الفتوى:30428تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : هل يغفر الله لي بعدما لمست زوجتي قبل العقد، تصافحت معها ومارست معها الجنس دون الوصول إلى الحرام الأكبر يعني لم أجامعها بتاتاً، هل يغفر الله لي وهل هذا يشكل خطورة في المستقبل بالنسبة للزوجة؟ وهل يشكل كراهية؟ علما بأننا الآن عندنا عقد شرعي والحمد لله؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن باب التوبة مفتوح على مصراعيه، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [التحريم: 8]. (18/303)
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
والأحاديث في الباب كثيرة وتشترط لقبول التوبة شروط هي: الاقلاع عن المعصية فوراً، والندم على فعلها في الماضي، والعزم عزماً جازماً أن لا يعود إلى مثلها أبداً، وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فيشترط فيها رد المظالم إلى أهلها أو تحصيل البراءة منهم.
وتلزم المبادرة بالتوبة لأن بابها يغلق عند طلوع الشمس من مغربها كما يغلق عند الغرغرة، يقول الله تعالى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ [الأنعام:158].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه أحمد وابن ماجه والترمذي، وانظر الفتوى رقم:
3950.
والله أعلم.
30429
عنوان الفتوى:الواجب على المرء أن يستتر بستر الله رقم الفتوى:30429تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : زوجتي سألتني هل سبق لك أن مارست الجنس في صغرك؟ قلت لها صراحة نعم لكن عندما كان عمري 13 سنة منذ ذلك التاريخ إلى الآن لم أقترف معصية والحمد لله، سؤالي: هل تجوز هذه الصراحة أم أكذب عليها لأن هناك ضرورة في السؤال؟ وهل هذه الصراحة تؤدي إلى الألفة أم إلى النقطة السوداء في القلب؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلى المرء إذا وقع في معصية الله أن يستر نفسه بستر الله عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري. (18/304)
ولعموم الأدلة الآمرة بستر النفس والاحتراز من إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، وراجع في هذا الفتوى رقم: 22413، والفتوى رقم: 23758.
وليس من حق أحدٍ أن يُقرر أحداً بذنبه، ولو كان أحد الزوجين، ومن فعل ذلك كان متعدياً على حق من حقوق الله تعالى وحقوق خلقه، فكان الواجب على زوجتك أن تكف عن هذا السؤال، وكان من حقك ألا تجيب أو أن تُعرّض لها بكلام تقصد به شيئاً، وتفهم هي منه شيئاً آخر، فإن لم يمكنك دفعها إلا بالكذب فلا شيء عليك، ولتعلم أن ذكر مثل هذه الأمور للزوجة أو غيرها يعرضك في المستقبل إلى الحرج ويحمل من أخبرته على سوء الظن بك، وإن لم يظهر ذلك منه في الحال، وعلى كل، فالواجب على زوجتك التوبة مما صنعت، أما أنت فلا شيء عليك سوى التوبة مما اقترفت، سواء كان في الماضي أو في الحاضر، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الاستقامة في المستقبل، وأن يتوب عليك وييسر لك عيشاً سعيداً.
والله أعلم.
30431
عنوان الفتوى:إذ ا اشترى الرجل الأمة شراء صحيحا جاز له الاستمتاع بها رقم الفتوى:30431تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : ماهي شروط شراء السراري من أجل المتعة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان القصد بالسراري الإماء اللاتي يحل لملاكهن الاستمتاع بهن، فالجواب: أن الجارية إذا ملكت ملكاً صحيحاً شرعاً جاز لمالكها بيعها إن لم تكن ذات ولد منه، وجاز لغيره أن يشتريها منه، ويكون ذلك البيع صحيحاً إذا توافرت فيه شروط البيع المعروفة وانتفت عنه موانع الصحة، وفي بيع العبيد خاصة بعض الشروط والتفاريع تراجع في مظانها من كتب الفقه. (18/305)
وإذا اشترى الرجل الأمة شراء صحيحاً جاز له أن يستمتع بها بكل أوجه الاستمتاع وأن يستولدها، وأولادها منه منسوبون إليه نسبة صحيحة، وهم أحرار، وقد بينا ذلك وشروطه وضوابطه في الفتوى رقم: 18851، والفتوى رقم: 6186.
والله أعلم.
30432
عنوان الفتوى:الزواج خير للمرأة من العزوبة رقم الفتوى:30432تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : ماحكم الشرع في المرأة التي تريد أن تبقى عذراء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد حث الشرع على الزواج ورغب فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه الجماعة.
وذلك لما يترتب عليه من سكينة النفس، وكثرة النسل، والبعد عن المعاصي والسيئات، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وصححه العراقي.
ولذلك فإننا ننصح الأخت السائلة بأن تتزوج بالكفء الذي يتقدم لها، فهو خير لها من العزوبة، بل قد يجب عليها ذلك إذا خافت على نفسها من الوقوع في الفتن والمحرمات، وليُعلم أن الأصل في الزواج أنه مباح، لكنه قد يكون واجباً كما قدمنا، وقد يكون مكروهاً، وقد يكون حراماً، وقد يكون مندوباً، وراجعي في هذا الفتاوى ذات الأرقام التالية: (18/306)
20304، 3011، 18578.
والله أعلم.
30434
عنوان الفتوى:الصلاة على المخالف لعقيدة أهل السنة وعقد النكاح له رقم الفتوى:30434تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : من فضلكم هل تجوز الصلاة على من مات وهو لا يصلي إلا الجمعة إذا اخذنا بفتوى من قال بكفر تارك الصلاة جاحداً أو تكاسلا ولو صلاة واحدة؟ وهل تجوز الصلاة على المخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة أو عقد النكاح له؟ وما هو الحل إذا كنت أريد أن أتزوج من فتاة ولي أمرها لا يصلي ومن يتولى العقد حينئذ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا الشخص المخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة هو رجل مبتدع، وصاحب البدعة إما أن يكون ابتداعه مكفراً له، وفي هذه الحالة فلا يزوج من امرأة مسلمة ولا يتولى عقداً لا له ولا لغيره، ولا يصلى عليه إذا مات، وإما أن يكون ابتداعه غير مكفر، وفي هذه الحالة إذا مات فإنه يصلى عليه ولو امتنع بعض أهل الفضل من الصلاة عليه زجراً لأمثاله لكان حسنا، والأولى ألا يزوج حتى يقلع عن بدعته وحتى يتوب إلى ربه.
والله أعلم.
30435
عنوان الفتوى:لا تصح ولاية تارك الصلاة بالكلية رقم الفتوى:30435تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : من فضلكم هل تجوز الصلاة على من مات وهو لا يصلي إلا الجمعة إذا اخذنا بفتوى من قال بكفر تارك الصلاة جاحداً أو تكاسلا ولو صلاة واحدة؟ وهل تجوز الصلاة على المخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة أو عقد النكاح له؟ وما هو الحل إذا كنت أريد أن أتزوج من فتاة ولي أمرها لا يصلي ومن يتولى العقد حينئذ؟ (18/307)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان ولي المرأة تاركاً للصلاة بالكلية فلا تصح ولايته وتنتقل الولاية لمن يليه، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 3686، والفتوى رقم: 15009.
والله أعلم.
30436
عنوان الفتوى:الاقتراض بالربا لأجل الإقامة لا تجوز رقم الفتوى:30436تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : هل يجوز لشخص مقيم في أوروبا أن يقنرض من البنك مبلغاً مالياً لكي يشتري الإقامة علماً بأن البنك يعمل بالربا، وفائدته تزيد عليه المبلغ الذي أقرضه إياه له في الأول؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإقامة في ديار الكفار لا تجوز إلا إذا تأتت من ورائها مصلحة راجحة، كالدعوة إلى الله تعالى، وطلب علم يحتاج إليه المسلمون، ولا تمكن دراسته في بلاد المسلمين، وقد مضى بيان ذلك في الفتوى رقم: 15708.
وإذا كان الأمر كذلك، فلا يجوز لأحد أن يذهب إلى تلك البلاد إلا لما ذكرنا وأشباهه، فإذا جازت له الإقامة في تلك البلاد بالضوابط الشرعية، فلا يحل له التوصل إلى ذلك عن طريق أخذ الربا المحرم، لأن الغاية لا تسوغ الوسيلة، وتزداد حرمة هذا القرض الربوي إذا كانت إقامته في تلك البلاد غير جائزة لعدم وجود مسوغ لها، فيكون قد ارتكب محرمين، الأول: الإقامة في تلك البلاد لغير غرض صحيح.
الثاني: الاقتراض بالربا لأجل ذلك، وراجع الفتوى رقم: 22053، والفتوى رقم: 13433. (18/308)
والله أعلم.
30437
عنوان الفتوى:عقد النكاح لا بد له من توافر أربعة أمور حتى يصح رقم الفتوى:30437تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : أريد أنا وخطيبي الزواج عرفياً حتي لا يكون بيننا شيء حرام إلى حين زواجنا رسمياً والذي يؤجله الأهل حتى يتم تأثيث المنزل فهل يجوز بوجود شاهدين مع العلم بأنا عمري 29 وخطيبي 40؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلعقد النكاح أمور أربعة لا بد من توافرها، وهي زوجان وولي وشاهدان وصيغة، فإن توافر في عقد النكاح ما ذكرنا صح وإلا فهو باطل، ولمزيد من الفائدة والتفصيل عن الزواج العرفي تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25024، 29442، 29845.
وننبه إلى مسألة مهمة وهي أن كثيرين يحول بينهم وبين الزواج وإعفاف أنفسهم عادات وتقاليد وأعراف ما أنزل الله بها من سلطان، ويضعون أمام أنفسهم عقبات من غلاء المهور وكثرة الطلبات، ولا يمكن أن يتم ما أباح الله من النكاح إلا بعد توفير كل ذلك، فإن عجزوا طلبوا قضاء شهواتهم فيما حرم الله، أو حاولوا الاحتيال على نصوص الشرع بتلبيسات شيطانية.
مع أن العلاج سهل ميسور بين أيديهم، ألا وهو تحطيم تلك التقاليد والأعراف وتخطي تلك العقبات وتسهيل أمر الزواج، وأكثر النساء بركة أقلهن مؤنة.
والله أعلم.
30442
عنوان الفتوى:يجوز التفريق في قضاء الصيام والتتابع أفضل رقم الفتوى:30442تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : هل فرض على المرأة أن تقضي صيام رمضان لسبب شرعي لأيام متتابعة مستمرة أم متفرقة حسب قدرتها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلأهل العلم في هذه المسألة قولان:
الأول: أن القضاء يجب متتابعاً إذا كان الإفطار متتابعاً، كالمرأة إذا أفطرت للحيض.
والثاني: أنه لا يجب التتابع، لقول الله تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]. (18/309)
ولكن يستحب التتابع، فقد يموت الإنسان وعليه قضاء لم يتمه، وهذا القول هو الراجح لأن الآية لم تشترط التتابع، وقد ذهب إليه جماعة من الصحابة كأبي عبيدة عامر بن الجراح، وابن عباس، وأبي هريرة ، ومعاذ بن جبل، وعمرو بن العاص وهو مذهب الجمهور، قال القرطبي في تفسيره 2/282: وعلى الاستحباب جمهور الفقهاء، وإن فرقه أجزأه، وبذلك قال مالك والشافعيه، والدليل على صحة هذا قول الله تعالى: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ولم يخص متفرقة من متتابعة، وإذا أتى بها متفرقة فقد صام عدة من أيام أخر فوجب أن يجزيه، قال ابن العربي: إنما وجب التتابع في الشهر لكونه معيناً، وقد عدم التعيين في القضاء فجاز التفريق. انتهى.
والله أعلم.
30443
عنوان الفتوى:المكي والمدني.. سوره وحروفه وكلماته رقم الفتوى:30443تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : كم يوجد في القرآن من كلمة مدنية ومكية وكم حرف مدني ومكي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القرآن الكريم فيه خمس وثمانون سورة مكية، وتسع وعشرون سورة مدنية، أما عدد كلمات وحروف السور المدنية وكذلك المكية فلا نعلم أحداً من أهل العلم قام باستقصائه، لكن هناك من جمع كلمات القرآن وحروفه على وجه العموم دون تمييز بين المكي والمدني، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:
3635، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
24862.
ونوصيك أخي السائل بالسؤال عما وراءه عمل أو نفع لك في دينك، والبحث في عدد الكلمات والحروف ليس فيه فائدة عملية تذكر، قال السخاوي رحمه الله: لا أعلم لعدد الكلمات والحروف من فائدة، لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان، والقرآن لا يمكن فيه ذلك. انتهى ما نقله عنه السيوطي في الإتقان في علوم القرآن. (18/310)
والله أعلم.
30445
عنوان الفتوى:حكم الاقتصار على فرائض الوضوء مع ترك السنن رقم الفتوى:30445تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1424السؤال : هل يجوز غسل الأعضاء مرة واحدة في الوضوء والاقتصار على فرائض الوضوء مع ترك السنن عمداً دون عذر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاقتصار على غسلة واحدة في الوضوء جائز لحديث ابن عباس: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة. رواه البخاري.
وأما ترك السنن عمداً فالأصل أنه لا ينبغي؛ لكن لو فعل صح الوضوء، ولكن الذي ينبغي للمسلم هو أن يحرص على أن يتوضأ وضوءاً مماثلاً لوضوء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يفعله في غالب الأوقات وهو الوضوء بالتثليث.
والله أعلم.
30448
عنوان الفتوى:معنى: حديث حسن صحيح رقم الفتوى:30448تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : الحديث الحسن الصحيح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنك أيها السائل إن كنت تقصد السؤال عن تعريف الحديث الحسن فقط أو الحديث الصحيح فقط، فقد تقدمت الإجابة على كل منهما مفصلة في الفتوى رقم: 11828.
وإن كنت تقصد الحديث الموصوف بأنه حسن صحيح معاً، كما يذكر الإمام الترمذي، فمعناه -كما ذكره الحافظ ابن حجر وارتضاه السيوطي -أنه إذا كان للحديث إسنادان فأكثر فإنه حسن باعتبار إسناد، وصحيح باعتبار إسناد آخر.
وإن كان له إسناد واحد، فالمعنى حسن عند قوم صحيح عند قوم آخرين، وللمزيد من الفائدة والتفصيل يمكن الرجوع إلى الفتوى المحال عليها. (18/311)
والله أعلم.
3045
عنوان الفتوى:يحرم مصافحة النساء الأجنبيات رقم الفتوى:3045تاريخ الفتوى:03 ذو الحجة 1424السؤال : هل تجوز مصافحة المرأة الأجنبية وماهو الدليل ؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمصافحة النساء الأجنبيات من المنكرات التي تفشت بين الناس وأصبح المنكر لها ينظر إليه على أنه سيئ النية ومنزوع الثقة مع أن هذا أمر لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بل ورد عنه عليه الصلاة والسلام الوعيد الشديد على فاعل ذلك فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" أخرجه الطبراني ورجاله ثقات وكذا رواه البيهقي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء قط إلا بما أمره الله تعالى وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط. ثم إنه من المعلوم أن المفاسد المترتبة على اللمس والمصافحة للنساء الأجنبيات كثيرة فمن ذلك تحريك الشهوة وضعف أو فقد الغيرة وذهاب الحياء، فإن من مدت يدها لمصافحة الرجال فلا تأمن أن تجرها المصافحة إلى الانبساط بالحديث وغيره. ولينبه إلى أن صنيع بعض من ينتسب إلى العلم لا يدل على جواز مثل هذا المنكر أو يبرر التساهل فيه، ولنا في رسول الله وصحابته الكرام الأسوة الحسنة.
والعلم عند الله.
30452
عنوان الفتوى:كتب حول أسماء الله الحسنى رقم الفتوى:30452تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : من الذي قام بجمع وترتيب أسماء الله الحسنى بشكلها المعروف ومتى؟ أم أن هذا الترتيب قد ورد في حديث قدسي أو نبوي؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد وردت بعض أسماء الله الحسنى في الحديث الذي رواه الترمذي وسبق في الفتوى رقم: 12383، وقد ألفت في أسماء الله مؤلفات كثيرة منها: (18/312)
ألواح الذهب وأسرار الطلب في أسماء الله الحسنى للشيخ شهاب الدين السهروردي.
الحرز الأسنى شرح أسماء الله الحسنى لعلاء الدين الشافعي.
الأنباء في شرح الصفات والأسمى للأزهري.
المقصد الأسنى شرح الأسماء الحسنى للغزالي.
منتهى المنى في شرح أسماء الله الحسنى للبيضاوي.
الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للإمام القرطبي.
والله أعلم.
30461
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:30461تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: منذ سبع سنوات اشتريت قطعة أرض بالقسط للبناء عليها ولكن اتضح لي فيما بعد أن هذه الأموال التي اشتريت بها الأرض لم أكن أخرج عنها الزكاة قط، وفيها مبلغ حرام، الرجاء من فضيلتكم إفتائي في هذا الأمر، وماذا علي أن أفعل؟ ولكم جزيل الشكر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنت تعني أن الأموال بلغت النصاب وأبقيتها عندك أعواماً دون أن تخرج زكاتها، فهذه يلزمك أن تخرج زكاتها عن كل واحد من الأعوام الماضية، لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة:34].
ويخرج منها اثنان ونصف في المائة عن كل سنة للحديث: إذا كانت مائتي درهم ففيها خمسة دراهم، فما زاد فبحساب ذلك. أخرجه أبو داود.
أما لو كنت تعني أنك اشتريت بها الأرض لتبني فيها، وبقيت الأرض عندك أعواماً من غير أن تخرج زكاتها، فإنه لا زكاة في الأرض التي لايراد بها التجارة، وانظر الفتوى رقم: 2509، والفتوى رقم: 4221.
وأما المال الحرام الذي اختلط بمالك فالواجب عليك أن تبادر بإخراجه عن أموالك لتبرأ ذمتك، وانظر الفتوى رقم: 17634.
والله أعلم. (18/313)
30462
عنوان الفتوى:الاحتكار.. تعريفه..حكمه..وشروط تحققه رقم الفتوى:30462تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : الاحتكار؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان المقصود هو الاحتكار الذي يذكره الفقهاء في باب البيع، فالجواب أن الفقهاء عرفوه بتعاريف متقاربة وتصب في مجملها في معنى واحد هو: حبس التجار طعام الناس وأقواتهم عند قلتها وحاجتهم إليها ليرتفع السعر ويغلى، وقد اتفقوا في الجملة على أنه لا يجوز إذا أضر بالناس، وقيدوا ذلك بقيود اتفقوا على أغلبها واختلفوا في بعضها.
ودليل التحريم عندهم ما أخرجه مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحتكر إلا خاطئ.. وفي المستدرك وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى: أن يحتكر الطعام. وفي المسند وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى، وبرئ الله تعالى منه. وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله. وفي المستدرك أنه صلى الله عليه وسلم قال: المحتكر ملعون. وهذا الحديث والذي قبله تكلم أهل العلم في صحتهما؛ إلا أن ابن حجرالهيتمي عد الاحتكار من الكبائر بناء على هذا الوعيد الوارد في هذين الحديثين وما شابههما في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر، والحكمة من تحريم الاحتكار الحيلولة دون إلحاق الضرر بالناس في حاجياتهم الاساسية.
ومن الشروط التي يتحقق بها الاحتكار:
1ـ أن يكون المحتكَر طعاماً، وهذا ما تفيده تعاريفهم له، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك، وهنالك أقوال أخرى يذكرونها في ثنايا كلامهم على الاحتكار وتفصيلاً، منها: أن الاحتكار يجري في كل ما يحتاجه الناس ويتضررون بحبسه من قوت وإدام ولباس ونحو ذلك. ومنها: أن الاحتكار يجري في الطعام واللباس خاصة لمسيس حاجة الناس إليهما.
2ـ أن يكون تملك السلعة عن طريق الشراء، وهذا مذهب الجمهور، وعليه فلو تملكها عن طريق الهبة أو الإرث، أو كان ذلك حصاد زرعه ثم حبس السلعة فلا يعتبر ذلك احتكاراً، وذهب بعض الفقهاء إلى أن العبرة إنما هي باحتباس السلع بحيث يضر بالعامة حبسها. (18/314)
3ـ أن يكون الشراء وقت الغلاء بقصد حبس السلعة حتى يرتفع سعرها ويكثر الطلب عليها، فلو اشتراها وقت الرخص وحبسها حتى ارتفع سعرها فلا يكون ذلك احتكاراً، وهذا الشرط محل خلاف كبير بين الفقهاء.
4ـ أن يترتب على حبسها التضييق والضرر عليهم، وهنالك بعض الصور والتفاريع مختلف فيها.. تراجع في المطولات.
وأخيراً ننبه إلى أن التجار إذا احتكروا ما يحرم احتكاره فإن على الحاكم أن يأمرهم بإخراج ما احتكروه وبيعه للناس، فإن لم يمتثلوا ذلك أجبرهم على البيع إذا خيف الضرر على العامة، أو أخذه منهم وباعه هو ورد عليهم الثمن.
والله أعلم.
30466
عنوان الفتوى:حكم رفع الأولاد لولي الأمر منع والدهم إنفاقه عليهم رقم الفتوى:30466تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
إلى فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي: أنا أبعث لك بسؤالي وأرجو منك أن تفتي لي في هذا الموضوع وهو أن صديقة لي أمها مطلقة منذ أن كانت هي طفلة وهي لا تعرف والدها الذي تخلى عنها وعن إخوتها برضاه ولم يقم بإعطاء أمها أي حق من حقوقها ولأن الأم غير متعلمة لم تستطع حين ذاك الذهاب والمطالبة بحقوقها المهم أن صديقتي كبرت ولكنهم في حاجة للمال فقامت هي وإخوتها برفع قضية في المحكمة على الوالد ليقدم لهم نفقة أو بعض المال ليساعدهم في تدبير أمور حياتهم وعند مثوله للمحكمة رفض مع أنه يملك المال فقامت المحكمة بسجنه عندها قام الأولاد بإسقاط الدعوى وخرج من السجن لأن البعض أخبرهم أن ما قاموا به تجاه والدهم معصية فهل هذا صحيح يافضيلة الشيخ ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/315)
فننبه السائلة إلى أن هذا الموقع ليس تابعاً للشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله، وإنما هو تابع لوزارة الأوقاف بدولة قطر.
وللجواب على السؤال نقول: إن النفقة على الأولاد واجبة على والدهم، وراجعي الفتوى رقم: 7455 - والفتوى رقم: 8534.
فلو قصر الوالد في ذلك الواجب فلهم أن يصلوا إلى حقهم بالمعروف ولو من غير أن يعلم، كما في حديث هند رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك. رواه البخاري وغيره.
فإن تعذر ذلك وامتنع عن أداء ما أوجب الله عليه وسَّطوا أهل العلم والفضل ومن له كلمة عليه من قريب أو صديق ليذكروه بالله تعالى وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول. رواه أبو داود، وفي مسلم : كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته. فإن امتنع ورفعوا أمره إلى ولي الأمر فرأى تعزيره بحبس أو غيره فلا يأثمون على ذلك، بل هو الآثم المضيع لحق الله تعالى وحق أبنائه.
وبناء على هذا فما فعلتموه برفع أمره للقضاء لا ضير فيه، ولعل ذلك يكون تنبيهاً وإيقاظاً له من غفلته وإهمال أولاده.
ثم إن عفوهم عنه ليخرج من السجن يعد من جميل الإحسان منهم إليه، فجزاهم الله عليه خيراً، فبر الوالدين مطلوب ولو أساءا.
ولعل عدم بركم له فيما مضى من الزمن كان سبباً في حدوث تلك الجفوة، علماً بأن بر الوالدين واجب على الأبناء ولو قصرا في حقوق أبنائهم، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
23257 - والفتوى رقم: 22420.
والله أعلم.
30468
عنوان الفتوى:لا يجوز إخراج المصحف من المسجد الحرام أو غيره للقراءة فيه رقم الفتوى:30468تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : ما حكم أخذ مصحف من المسجد الحرام بقصد القراءة فيه في بلدي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحل لأحد أخذ مصحف موقوف على المسجد الحرام أو على غيره من المساجد ليقرأ فيه في البيت لأأن واقفه حبس الانتفاع به في المسجد فقط فإخراجه منه مخالف لشرط الواقف الذي يجب الوقوف عنده. (18/316)
والله أعلم.
30470
عنوان الفتوى:القول بأن الابن غيرالشرعي يمنع أباه من الجنة غير صحيح رقم الفتوى:30470تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : ما صحة أن الابن غير الشرعي يمنع أباه من دخول الجنة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا القول غير صحيح، فإن الزاني إذا تاب من زناه فتوبته تقبل ويدخل الجنة إن استحق دخولها، ولا يمنعه ولده من الزنا من دخولها وذلك للأدلة المتكاثرة من القرآن والسنة على قبول توبة أهل الكبائر، وأنهم يدخلون الجنة، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة ولو دخلوا النار بسبب كبائرهم فإنهم لا يخلدون فيها إن كانوا من الموحدين.
روى البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: إن ناساً من أهل الجاهلية قتلوا فأكثروا، ثم زنوا فأكثروا، ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملناه كفارة فنزلت: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً...... (إلى قوله) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ [الفرقان:70].
ونزلت: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]. أخرجاه من حديث ابن جريج.
ولكن ليعلم أن الزنا من كبائر الذنوب، ولا ينبغي التساهل في أمره، وأن مرتكبه مستحق للوعيد الشديد ولدخول النار إن لم يتب أو يتجاوز الله عنه.
والله أعلم.
30471
عنوان الفتوى:النساء أولى بغسل الميتة من محارمها رقم الفتوى:30471تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : (18/317)
ماتت جدتي وغسلتها أنا وأبي ما الحكم في ذلك؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكان الواجب أن لا يقدم على غسل المرأة ولدها ولا غيره من المحارم إن وجد من النساء من تقوم بذلك، فإن قام بذلك أحد المحارم فلا إثم عليه، وأولى النساء بغسلها -كما قال النووي في المجموع-: النساء ذوات الأرحام المحارم كالأم والبنت وبنت الابن وبنت البنت والاخت والعمة والخالة وأشباههن، ثم ذوات الأرحام غير المحارم كبنت العم وبنت العمة وبنت الخال وبنت الخالة يقدم أقربهن فأقربهن، قال الشيخ أبو حامد وغيره: وبعد هؤلاء يقدم ذوات الولاء، فإن لم يكن فالأجنبيات..... ثم قال: قال البغوي وغيره: فإن اجتمع امرأتان كل واحدة ذات رحم محرم فأولاهما من هي في محل العصوبة، لو كانت ذكراً فتقدم العمة على الخالة، فإن لم يكن نساء أصلاً غسلها الأقرب فالأقرب من رجال المحارم على ما سبق فيما إذا مات رجل، فيقدم الأب ثم الجد ثم الابن على الترتيب السابق. انتهى.
إلا ابن العم فإنه اجنبي وأولى الناس بغسل الميت الأب ثم الجد ثم الابن ثم ابن الابن ثم الأخ ثم ابن الأخ ثم العم ثم ابن العم لأنهم أحق بالصلاة عليه.
ويجوز أن يغسل الزوج زوجته وإن وجدت النساء وأن تغسل الزوجة زوجها وإن وجد الرجال.
أما إذا مات الرجل ولم يوجد من يغسله من الرجال ولا زوجة ولا نساء محارم، أو ماتت المرأة ولم يوجد نساء ولا زوج ولا أحد محارمها فييمم الميت، جاء في الموسوعة الكويتية: وهذا عند الحنفية والمالكية والشافعية في الأصح والحنابلة. انتهى.
والله أعلم.
30472
عنوان الفتوى:القرآن كتاب هداية رقم الفتوى:30472تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... أما بعد:
قال الله تعالى فى كتابه العظبم "أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يِومنون" صدق الله العظيم (18/318)
أريد معرفة تفسير هذه الأية وهل لها علاقة بنظرية الbig bang العلمية التي تفسر نشأة الكون الحديثة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا نود أن نلفت انتباه السائل إلى أن القرآن الكريم كتاب هداية وإرشاد للعبادة وليس كتاب نظريات علمية، ولم يجئ ليكون كذلك، وإنما هو منهج لتقويم الحياة وللمجتمع على أساس الرابطة بينهم وبين ربهم جل وعلا وما يرتضيه لهم من سلوك.
ومع هذا فإن القرآن لا يخلو من الإشارة إلى بعض الحقائق الكونية ليستدل بها على وجود الإله الواحد القادر، ومن ذلك هذه الآية التي سألت عنها وهي قول الله سبحانه وتعالى: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:30].
فهذه الآية يوجه فيها ربنا جل وعلا أنظار الكفار إلى عجائب صنع الله بعد أن كانتا متلاصقتين، قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: أي كان الجميع متصلا بعضه ببعض متلاصقاً متراكماً بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر، ففتق هذه من هذه فجعل السماوات سبعاً والأرض سبعاً، وفصل بين السماء الدنيا والأرض بالهواء فأمطرت السماء وانبتت الأرض ولهذا قال: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ [الأنبياء:30].
وهذا دليل آخر على وجود الله وكمال قدرته بأن جعل أصل كل الأحياء من الماء، كما جاء مصرحاً به في قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل شيء خلق من ماء. رواه أحمد.
وأما نظرية big bang فهي نظرية ما زالت لم تثبت بعد عند أهلها والباحثين فيها، ولا يجوز أن يفسر القرآن بالظنون والتخرصات والأوهام، والذي نؤمن به إيماناً قاطعاً أن وصف القرآن هو أدق وصف لأنه من الله تعالى خالق الكون: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14]. (18/319)
والله أعلم.
30473
عنوان الفتوى:لا حرج في دفع الكفارة إلى جمعية تشتري طعاما وتوزعه على المساكين رقم الفتوى:30473تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : نريد من فضيلتكم التفضل بكم ستكون كفارة إطعام ستين مسكيناً لأني لا أستطيع أن أصوم شهرين متتابعين لأني أفطرت في نهار رمضان؟ وكذلك حسابها بكم ستكون بالدولار لأني في بلد آخر حتى استطيع إخراجها بالكامل؟ وهل يجوز أن أعطيها لجمعية خيرية لأن هذه الجمعية معروفة بأنها تطعم وتكسو المساكين وكذلك تكفل الايتام وغيره، أفتونا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب أولاً على من أفطر في نهار رمضان لغير عذر التوبة والاستغفار لإقدامه على انتهاك حرمة رمضان وإفساده لفريضة الصوم التي هي من أوكد الواجبات وأهم العبادات، والتي هي ركن من أركان الإسلام التي عليها يقوم بناؤه.
أما بخصوص سؤالك فإنه يحتاج إلى بيان سبب فطرك في نهار رمضان من غير عذر، لكنا نقول: إن كان فطرك بجماع فالكفارة لازمة إجماعاً، وإن كان بأكل أو شرب أو غيرهما فهو محل خلاف بين أهل العلم والذي عليه جمهورهم أن لا كفارة إلا في الجماع فقط، وانظر الفتوى رقم: 13076.
وبناء على ما تقدم فإن كان فطرك بجماع فعليك الكفارة، وهي على الترتيب عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً لكل مسكين مد من غالب قوت البلد، وقدره بحساب الكيلو 750 جراماً تقريبا ، فإن لم يمكن العتق ولم تستطع الصوم لعجز مستمر عنه فانتقل إلى الإطعام، ولا فرق بين أن تطعم أنت المساكين الستين أو تدفع قيمة الإطعام للجمعية المذكورة لتقوم بشراء الطعام وإيصاله للمساكين نيابة عنك، وقيمة الطعام يرجع فيها إلى الجمعية التي تتولى ذلك فتقدر لكل بلد قيمة الطعام فيه، وهذا أمر يختلف باختلاف البلدان كما هو معروف. (18/320)
والله أعلم.
30474
عنوان الفتوى:فاقد الأهلية لا يصح توكيله رقم الفتوى:30474تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : اعتاد شقيق أبي المقتدر ماليا على مساعدة أبي بمبلغ مالى شهريا وأوصى أبناءه بأن يستمروا فى ذلك حتى بعد وفاته، وكنا نعتمد على هذا المبلغ بشكل كبير خاصة أن أبي مريض بالقلب ويحتاج إلى العلاج وكذلك نفقات البيت كثيرة، وقد أصيب شقيق أبي بمرض بالمخ ولم يعد يدري بما حوله فاستمرت زوجته وأبناؤه في دفع هذا المبلغ لفترة ثم انقطعوا ثم عادوا إلى الدفع مرة أخرى مع تخفيضه إلى النصف مما أثر علينا كثيراً مع غلاء المعيشة، وأنا فتاة أعمل بمرتب مرتفع ولكنه يتضاءل أمام مساعدتي لأبي ونفقاتي الشخصية وأريد أن أدخر بعض المال ليعينني على الزواج حين يأتي، حيث لم يدخر لي أبي أي شيء سامحه الله، وكان مبذرا حين كان يمتلك المال، فهل لي حجة على زوجة عمي وأبنائه فيما يفعلونه من منع لما أوصى به عمي، علما بأنهم أغنياء ويمتلكون الكثير ويتحججون بتدهور حالة الأسواق؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلمي أولاً أن الأب إذا ادخر لأبنائه مالاً ليزوجهم فهو أمر حسن، فإن لم يفعل فلا يلام أبداً لأن ذلك ليس واجباً عليه، وفي جميع الأحوال يجب على أبنائه أن يبروه ويوقروه، فليس من اللائق أن تتحدثي عن أبيك بهذا الأسلوب الذي جاء في السؤال، ولا يجب على زوجة عمك ولا أبناء عمك أن يعطوا لأبيك مثل ما كان يعطيه أبوهم ولا أقل منه لكون أبيهم أصبح مريضاً مرضاً شديداً مظنة الموت، ومثله لا تصح هبته ولا يصح توكيله لكونه أصبح فاقد الأهلية، قال الخرشي في شرح مختصر خليل في شرحه لقول خليل: وعلى مريض حكم الطب بكثرة الموت به. قال: والمعنى أنه يجب الحجر على مريض نزل به مرض حكم أهل الطب أنه يكثر الموت من مثله. انتهى. (18/321)
وقال الكاساني في بدائع الصنائع وهو يبين ما تبطل به الوكالة قال: ومنها عجز الموكل والحجر عليه. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني: ومتى خرج أحدهما عن كونه من أهل التصرف، مثل أن يحجر عليه لسفه فحكمه حكم الموت، مثل أن يجن أو يحجر عليه لسفه، لأنه لا يملك التصرف، فلا يملكه غيره من جهته. انتهى.
والحاصل أن توكيل عمك لزوجته أو لأبنائه بصرف ذلك الراتب الشهري باستمرار لأبيك قد بطل بهذا المرض الشديد الذي أصابه مما أدى إلى فقدانه لأهليته.
وعليه فلا يجب عليهم إنفاذ ما وكلهم به أو أوصاهم ما دام حياً، وذلك لبطلان الوكالة بالمرض كما سبق، ولأن الوصية لا تستحق إلا بعد موت الموصي ، لكن إذا مات هذا الرجل فلكم أن تطالبوا بحقكم في الوصية لأن ما صدر منه يعتبر وصية، فتخرج لكم من ثلث ماله.
والله أعلم.
30476
عنوان الفتوى:المرأة الأجنبية قد يجوز الزواج بها وقد لا يجوز رقم الفتوى:30476تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : السلام عليكم
أنا متزوج من فتاة أجنبية ويعيش كل واحد في بيته ووالدي رافض الزواج من فتاة أجنبية والآن تتعلم اللغة العربية استخرت الله كثيراً ولم أر المنام الشافي فبماذا تفتوني؟ مع العلم بأني تزوجت بالسر ولكن بعض الأصحاب أوصلوا الخبر لوالدي. (18/322)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي التفصيل في هذه الأجنبية للتعرف على حكم زواجها في البداية، فإن كانت كافرة غير كتابية فلا يجوز زواجها في البداية، ويجب على من علم الحكم أن يفارقها فوراً، لقوله تعالى: (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ) [البقرة:221].
ولقوله: (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) [الممتحنة:10].
وإن كانت كتابية يهودية أو نصرانية، فيجوز زواجها إذا كانت عفيفة، ولا يخاف أن تؤثر على دينك، لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) [المائدة:5].
وإن كانت مسلمة إلا أنها من دولة أخرى، فيجوز زواجها.
إلا أننا ننصحك بالحرص على بر والدك، فقد قال النووي وابن الصلاح بوجوب طاعة الوالد إذا نهى ولده عن الزواج بامرأة معينة، ولكن ما دمت قد تزوجتها فعلاً، فيرى بعض العلماء أنه لا تجب عليك طاعته إذا طلب طلاقها، ويدل لعدم وجوبه توقف أبي الدرداء رضي الله عنه وحضه على البر لما أتاه رجل وقال له: إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها. قال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الوالد أوسط أبواب الجنة" فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
وفي رواية لأحمد قال له: لا آمرك أن تطلقها ولا آمرك أن تعصي والدتك، ولكن أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الوالدة أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأمسك، وإن شئت فدع" حسنه الأرناؤوط. (18/323)
أما مسألة الزواج بالسر، فإذا كان الولي حاضراً وشهد شاهادا عدل عليه، فلا مانع منه عند الجمهور.
إلا أنه ينبغي التنبه إلى ندب إعلان النكاح لحديث: "اعلنوا النكاح" رواه أحمد والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
أما إن كان حصل من دون الولي أو الشهود، فتراجع فيه الفتوى رقم: 964.
وأما الاستخارة، فالسنة فعلها وأن تعزم على ما انشرح له صدرك، وأن تتوكل على الله وترضى بقضائه فيما يحصل بعد ذلك، ولا يلزم أن ترى في منامك شيئاً.
والله أعلم.
30477
عنوان الفتوى:مسائل من جوامع الكلم رقم الفتوى:30477تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : - (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) ما معنى ذلك؟
- إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ما معنى ذلك؟
- (كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) ما معنى ذلك؟
- (لا ضرر ولا ضرار) ما معنى ذلك؟
- (لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر) ما معنى ذلك؟
- (ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) ما معنى ذلك؟
- (ألحقوا الفرائض بأهلها فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكر) ما معنى ذلك؟
- (الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة) ما معنى ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
- فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك".
رواه الترمذي والنسائي من حديث أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما.
ومعناه -والله أعلم-: اترك ما يوقعك في الشك والريبة لخفاء حكمه واشتباهه، واتجه إلى الأمر الذي لا يوقعك في الشك والشبهة لوضوح حكمه وبيان أمره. (18/324)
قال العلماء: إذا اشتبه على المسلم حل شيء وحرمته، فينبغي له أن يتركه إلى ما هو ظاهر الحل الذي لا ريب فيه ولا شك، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه".
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبؤة...إلخ" فقد رواه البخاري.
ومعنى أدركوه: توارثوه جيلاً بعد جل عبر القرون عن الأنبياء السابقين، ومعنى "فاصنع ما شئت" قيل: معناه التهديد لمن لم يكن عنده حياء، ويرتكب المعاصي كأنه لا يبالي، فهو كقوله تعالى: (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ) وقيل معناه: أنه على ظاهره، فإذا كان الفعل لا يستحيى منه من جهة الشرع فلا مانع من فعله.
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "... كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها..." فقد رواه مسلم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.
ومعناه -والله أعلم-: أن كل إنسان في هذه الحياة يكدح لتحصيل منافعه وأغراضه وتحقيق أهدافه، وفي سبيل هذا الكدح ينقضي عمر الإنسان، ويلقى ربه، ونتيجة الكدح بعد ذلك مختلفة، فمن قضى عمره في طاعة الله عز وجل، فقد باع نفسه لله تعالى وأعتقها من غضبه وعقابه، ومن قضى عمره في معصية الله تعالى، فقد باع نفسه للشيطان وهوى النفس وأوبقها بالآثام الموجبة لغضب الله وعقابه.
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار" فقد رواه مالك في الموطأ.
ومعناه -والله أعلم-: أنه لا يجوز لأحد أن يدخل الضر على نفسه أو على غيره.
وأما أخذ الشخص وعقابه بما يستحق، لأنه اقترف جريمة أو تعدى حداً من حدود الله تعالى، فليس من هذا الباب، لأنه من باب العدل والوفاء بحقوق الله تعالى فلا يتناوله الحديث.
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "لو يعطى الناس بدعواهم....الحديث" فقد رواه البيهقي، وله أصل في الصحيحين. (18/325)
قال العلماء معناه: لو يعطى الناس ما يطلبونه بمجرد إخبارهم عن لزوم حق لهم على الآخرين دون طلب بينة منهم لادّعى رجال أموال قوم ودماءهم، وأخذوها بمجرد الدعوى طمعاً وجمعاً وحباً للتملك، ولسفكوا دماءهم حقداً عليهم وعداوة لهم، فالشرع لا يُمكن أحداً مما ادعى بمجرد الدعوى، ولكنه فرض إقامة البينة التي تدل على صحة الدعوى وصدق المدعي، فقال صلى الله عليه وسلم: "ولكن البينة على المدعي، واليمين على من أنكر".
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه" فقد رواه مسلم في صحيحه.
قال النووي معناه: من كان عمله ناقصاً لم يلحقه بمرتبة أصحاب الأعمال، فينبغي ألا يتكل على شرف النسب وفضيلة الآباء.
وقال بعض أهل العلم: من قصر به عمله عن الوصول إلى درجات الصالحين لم ينفعه حسبه ونسبه، ولو انتسب إلى النبيين والصديقين.
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "ألحقوا الفرائض بأهلها..." فقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
ومعناه -والله أعلم-: الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقسيم مال الميت على أصحاب الفرائض الذين جاء ذكرهم في كتاب الله تعالى، فإذا بقي شيء من المال عن أصحاب الفرائض أعطي لأقرب ذكر من عصبة الميت، وإذا لم يبق شيء بعد الفرائض فلا شيء للعصبة.
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة" فقد رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها.
ومعناه -والله أعلم-": أن الرضاعة يباح بها ما يباح بالنسب، ويحرم بها ما يحرم بالنسب، أي: أنها تكون بمنزلته إلا في أمور نص عليها العلماء.
قال النووي: الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة.
أي: وتبيح ما تبيح، وهو بالإجماع فيما يتعلق بتحريم النكاح وتوابعه، وانتشار الحرمة بين الرضيع وأولاد المرضعة، وتنزيلهم منزلة الأقارب في جواز النظر والخلوة والمسافرة، ولكن لا يترتب عليه باقي أحكام الأمومة من التوارث ووجوب الإنفاق. (18/326)
والحاصل أن هذه الأحاديث التي سألت عنها من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وتتضمن من المعاني والأحكام ما لا يتسع المقام لذكره، ولهذا ذكرها النووي في أربعينه، وابن رجب في خمسينه، وننصحك بالرجوع إلى جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي رحمه الله، وستجد فيه بغيتك إن شاء الله.
والله أعلم.
30478
عنوان الفتوى:شرح حديث " الحلال بين والحرام بين " رقم الفتوى:30478تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) هلاّ وضحتم لنا هذا الحديث بالتفصيل؟
أثابكم الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس...".
أجمع العلماء على عظم موقع هذا الحديث، وكثرة فوائده، وأنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وسبب عظم موقعه أنه صلى الله عليه وسلم نبه فيه على إصلاح المطعم والمشرب والملبس وغيرها، وأنه ينبغي ترك المشتبهات، فإنه سبب لحماية الدين والعرض، وحذر من مواقعة الشبهات...
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "الحلال بين والحرام بين" فمعناه أن الأشياء ثلاثة أقسام: (18/327)
- حلال بين واضح، كالخبز والفواكه والزيت والعسل والكلام والنظر والمشي....
- وحرام بين، وهو الخمر والخنزير والغيبة والنميمة...
- والمشتبهات، وهي أمور ليست بواضحة الحل ولا الحرمة، فلهذا لا يعرفها كثير من الناس ولا يعلمون حكمها.
أما العلماء، فيعرفون حكمها بنص أو قياس أو غير ذلك، فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة، ولم يكن فيه نص ولا إجماع اجتهد فيه المجتهد فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي، فإذا ألحقه به صار منه، وقد يكون دليله غير خال من الاحتمال البين، فيكون الورع تركه، ويكون داخلاً في قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه".
أي: حصلت له البراءة لدينه من الذم الشرعي، وصان عرضه عن كلام الناس فيه.
وقوله: "إن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه" معناه أن الملوك من العرب وغيرهم يكون لكل منهم حمى يحميه عن الناس، ومن دخله أوقع به العقوبة، ولله تعالى حمى هو محارمه أي المعاصي التي حرمها، كالقتل والزنا والسرقة... ومن قارب شيئاً من ذلك يوشك أن يقع فيه، "إلا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
قال أهل اللغة: المراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد، مع أن صلاح الجسد وفساده تابعان للقلب، وفي هذا الحديث التأكيد على السعي في إصلاح القلب وحمايته من الفساد.
واحتُج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس، وفيه خلاف مشهور، ومذهب أهل السنة وجماهير المتكلمين على أنه في القلب، وقال أبو حنيفة: إنه في الرأس.
وحكى ذلك عن الأطباء، ولك أن تنظر شرح الحديث المذكور في فتح الباري على صحيح البخاري، والنووي على صحيح مسلم وغيرهما.
وراجع في المسألة الأخيرة الجواب رقم: 13977.
والله أعلم.
30479
عنوان الفتوى:دعاء هز السموات - بيان وتوضيح رقم الفتوى:30479تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم (18/328)
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سؤالي هو: ما هو الدعاء الذي هز السموات؟ وهل هو صحيح؟ وفي صحيح مَنْ جاء؟
وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعلم دعاء هزّ السماوات، ولكن هناك دعاء في قصة مشهورة تنسب لأبي معلق الأنصاري رضي الله عنه قيل إنه أحد الصحابة، ولا نعلم صحتها إلا أنها أوردها هبة الله اللالكائي في (كرامات الأولياء) (1/155)، والحافظ ابن حجر العسقلاني في (الإصابة) (7/379)، ونسبها لابن أبي الدنيا في (مجابي الدعوة) بإسناده عن أنس ابن مالك قال: "كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الغرماء يدعى أبا معلق وكان تاجراً يتجر بمال له ولغيره، وكان له نسك وورع، فخرج مرة فلقيه لص متقنع في السلاح، فقال: ضع متاعك فإني قاتلك، قال: شأنك بالمال. قال: لست أريد إلا دمك. قال: فذرني أصلي. قال: صل ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى، فكان من دعائه: (ياودود، ياذا العرش المجيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بعزتك التي لا ترام، وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني) قالها ثلاثاً، فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذنى فرسه، فطعن اللص فقتله، ثم أقبل على التاجر، فقال: من أنت؟ فقد أغاثني الله بك. قال: إني ملك من أهل السماء الرابعة، لما دعوت سُمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت ثانياً، فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت ثالثاً فقيل: دعاء مكروب، فسألت الله أن يوليني قتله، ثم قال: أبشر، واعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب".
ولو صحت القصة، فلا يجوز الاعتقاد في هذا الدعاء وفضله، لأن ذلك متوقف على نص صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان هذا الدعاء في نفسه حسناً، ولعل الله يستجيب به لمن دعاه، وأفضل من ذلك دعاء الكرب: لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. (18/329)
ودعوة ذي النون التي لا يدعو الله بها مضطر إلا استجاب الله له وهي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
والله أعلم.
30480
عنوان الفتوى:حكم الدعاء على الإنسان بلفظة " يورثك " رقم الفتوى:30480تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع وبعد:
فأنا شاب ابن التاسعة عشرة أعيش فى مجتمع إذا أراد أحد أهله أن يدعوا على أحد يقول يورثك وهى تعني يقتل مولاك فهل هذا مخرج من الملة؟ علما بأنهم على ما أعتقد لايقولونها استهزاء بالله سبحانه وتعالى وإذا كان كذلك فماذا علي من أجل التوبة؟ وكيف أخبر المجتمع بذلك؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه العبارة يقولها أولئك القوم في الأصل دعوة يخاطب بها العبيد والحيوان، ونحو ذلك، ويراد بها في الحقيقة الدعاء على الملاك أن يموتوا فتورث عليهم أملاكهم، وقد يخاطب بها الأحرار على سبيل التجوز في الكلام من غير قصد معناه الحقيقي الذي هو الدعاء على مالك ذلك الشخص الحر، الذي هو الله سبحانه وتعالى، وكيف يكون قصد المتكلم هو ذلك، والعبارة في الأصل سؤال لله تعالى.
والاستخدام الأصلي لهذه العبارة لا يتوجه إليه الاستشكال الذي ذكره السائل، لكنه لا يجوز إذا قصد به حقيقة الدعاء على ذلك المسلم ظلماً وعدواناً، اللهم إلا إذا قالها القائل من باب ما تقوله العرب من الدعاء الذي لاتراد حقيقته كقولهم: ثكلته أمه، وتربت يداه، ونحو ذلك.
وقد تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا، فدل ذلك على جوازه، فقد قال لأحد الصحابة: "ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" رواه الترمذي وغيره من حديث معاذ. (18/330)
وقال لآخر: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه من حديث أبى هريرة.
وقال لأم سلمة: "تربت يمينك فبم يشبهها ولدها" متفق عليه أيضاً.
أما الاستخدام الآخر، فهو الذي يتوجه إليه استشكال السائل، وبما قدمناه من أن هذه العبارة لا يقصد بها حقيقتها التي هي الدعاء على مالك ذلك الشخص الحر يرتفع الإشكال، ويكون ذلك القول غير قادح في معتقده، وإن كان الأولى اجتنابه بعداً عن إيهام الوقوع فيما استشكله.
وقد نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين عن بعض الألفاظ التي فيها شبه بألفاظ يستخدمها اليهود بقصد سيء، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [البقرة:104].
والله أعلم.
30481
عنوان الفتوى:ذهاب ماء طبرية يكون بعد موت الدجال رقم الفتوى:30481تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : أريد معرفة هل المسيح الدجال كان مسجوناً في جزيرة ووجده الصحابة وسألوا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل صحيح أنه سوف يظهر بعد أن تجف بحيرة طبرية؟ أريد معرفة وافية عنه إذا تكرمتكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن الحديث الذي تسأل عنه حديث صحيح، وقد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وقد أورده في كتاب الفتن وأشراط الساعة، وانظر نصه كاملاً في الفتوى رقم: 9300.
أما عما يتعلق بالربط بينه وبين جفاف بحيرة طبرية، فقد ورد فيه قوله في الحديث المذكور: "... أخبروني عن بحيرة طبرية. قلنا: عن أي شيء تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب...".
لكن الظاهر أن ذهاب ماء بحيرة طبرية يكون بعد موت الدجال حين يمر عليها أوائل يأجوج ومأجوج، فيشربون ما فيها. (18/331)
فلقد روى الإمام مسلم وغيره بعدما ذكر قصة الدجال: "... فبينما هو كذلك إذ بعث الله تعالى المسيح ابن مريم صلى الله عليه وسلم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي إلى حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله، ثم يأتي عيسى صلى الله عليه وسلم قوماً قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله تعالى إلى عيسى صلى الله عليه وسلم أني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حديث ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء..." الحديث.
والله أعلم.
30482
عنوان الفتوى:الأقراص الممغنطة إن احتوت على محرم حرم بيعها رقم الفتوى:30482تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : هل يجوز لي فتح محل لبيع الأقراص الممغنطة؟ علما بأنها تحتوي على: ألعاب فيديو وأغاني شبابية وأفلام متنوعة إلى غير ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه الاقراص ينبغي أن ينظر في محتواها، فإن كان جائزا جاز بيعها، وفتح محل لها، وإن احتوت على محرم حرم بيعها، وحرم فتح محل لها خوفاً من إعانة العصاة على المعاصي، ويدل لتحريمها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل إذا حرم شيئاً حرم ثمنه" رواه الإمام أحمد، وصححه الأرناؤوط.
فهذه الأقراص كما ذكر السائل فيها غناء وأفلام وألعاب فيديو، فأما الغناء فيحرم منه ما اشتمل على فحش أو موسيقى، وقد نقل الإجماع على تحريم الموسيقى الطبري والقرطبي وابن الصلاح وابن رجب ويدل لتحريمه حديث البخاري: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف". (18/332)
وبناء على تحريم سماع المعازف، فإنه يحرم بيع آلاتها وأشرطتها، ولمزيد من البحث في هذا راجع الفتوى رقم: 987، والفتوى رقم: 16134.
وأما الأفلام، فيحرم منها ما كان فيه صور متبرجات أو أفلام بوليسية تعلم اللصوصية، وما أشبه ذلك.
أما ما كان فيه أشياء مفيدة، فالظاهر جوازه، وللمزيد من التفصيل فيه راجع الفتوى رقم: 3127.
وأما ألعاب الفيديو، فراجع فيها الفتوى رقم: 17300، والفتوى رقم: 11367.
هذا وينبغي أن يحرص المرء على الكسب الطيب، ويتحرى الحلال، ويبتعد عن الشبهات، ويتذكر الحديث: "ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته" رواه البزار وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
والله أعلم.
30483
عنوان الفتوى:حكم الرشوة للحصول على تأشيرة الحج رقم الفتوى:30483تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : هل تجوز الرشوة للحصول على تأشيرة للحج؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحصول على تأشيرة الحج بطريق الرشوة له صورتان:
الأولى: أن يكون ذلك لتحصيل الحق الثابت الذي يمنعه من يقوم عليه إلا بأخذ هذه الرشوة، وهذه الصورة جائزة، والإثم على الآخذ دون المعطي، تخريجاً على جواز دفع أجرة الخفارة لمن طلبها ظلماً في سبيل تأدية الفرض، ووجه ذلك أن الرجل بإجماع الأمة يجوز له أن يمنع عرضه ممن يريد هتكه بماله، فكذلك ينبغي له أن يشتري دينه ممن يمنعه إياه ولو كان ظالماً، والدافع هنا مضطر لإسقاط الفرض عن نفسه، فيبرأ من الإثم، والراجح أنه لا يجب عليه دفع هذا المال، ولايجب عليه الحج إن كان المال المطلوب كثيراً مجحفاً، أو ظن غدر الآخذ، أما إذا كان المال المأخوذ غير مجحف، وأمن غدر الآخذ، فالحج عليه واجب لما ذكرنا، وهذا مذهب المالكية والحنابلة في مقابل الصحيح عندهم. (18/333)
قال الحطاب في مواهب الجليل: قال في التوضيح: إن كان ما يأخذه المكاس غير معين أو معيناً مجحفاً سقط الوجوب، وفي غير المجحف قولان: أظهرهما عدم السقوط. ا.هـ
وقال في مطالب أولي النهى: فإن كانت الخفارة يسيرة لا تجحف بماله لزمه بذلها. ا.هـ
قال: وزاد المجد: إذا أمن الغدر من المبذول له. ا.هـ
الثانية: أن يكون في دفع هذه الرشوة اعتداء على حقوق الآخرين بأن يحذف الآخذ اسماً ويضع اسماً غيره، أو يقدم الدافع على من هو أولى منه استحقاقاً، ففي هذه الحالة لا يجوز دفع المال لتحصيل حج الفرض، وراجع الفتوى رقم: 12334.
والله أعلم.
30484
عنوان الفتوى:على الداعي إلى الله أن يلتزم آداب الإسلام رقم الفتوى:30484تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : لي صديق يعرف فتاة غير مسلمة ويريد أن تصبح مسلمة فما النصيحة له؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدعوة إلى الله تعالى واجبة على كل مسلم يستطيع أن يقوم بها، لكن يجب على الداعي أن يلتزم آداب الإسلام، ويقف عند حدوده فلا يجوز أن يدعو إلى المعروف بارتكاب منكر، كأن يدعو النساء للإسلام ثم يختلط أو يخلو بهن أو ينظر إليهن، ونحو ذلك. (18/334)
والأعم الأغلب في من يدعون النساء للإسلام أو الالتزام أن يحصل منهم تجاوز لحدود الله بالوقوع في كلام خارج نطاق الدعوة مما يدعو إلى الريبة والفحش، ولا ينجو أحد دخل هذا المضمار إلا نادراً.
ولذلك فإن نصيحتنا لصديقك أن يتوقى دعوة النساء، فإن السلامة لا يعدلها شيء، وليوكل بذلك أحد محارمه كأخته أو أمه أو عمته، ونحو ذلك.
فإن لم يجد، فليدل الأخت التي يريد دعوتها على مكاتب دعوة الجاليات غير المسلمة، فإن لم يجد فليستخدم معها الكتب والأشرطة وما أشبهها، فإن كان لابد من الكلام معها، فليكن ذلك بحضرة غيره معه ليحصن نفسه من الريب، فإن خشي على نفسه من الفتنة أو على المرأة التي يدعوها، فلأن ينفع المرء نفسه وحدها خير من أن ينفع غيره ويتضرر، ولتراجع الفتوى رقم: 8657.
وليُعلم أنه لا يجوز لأي رجل أن يقيم علاقة مع امرأة أجنبية عنه بصورة غير مشروعة لا يرضاها هو لأخواته ولا لأحد من محارمه.
والله أعلم.
30486
عنوان الفتوى:حلق اللحية حرام عند جمهور العلماء رقم الفتوى:30486تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الحكم الشرعي في حلق اللحية؟ فإن كان حراماً فما مدى اعفائها أي مقداره؟ وما هي كيفية الاعتناء بها؟
جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم -وفقني الله وإياك للخير- أن حلق اللحية حرام عند جمهور العلماء، فقد وردت نصوص من السنة كثيرة تحض على توفيرها وتنهى عن حلقها، من ذلك ما أخرجه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنهكوا الشوارب واعفوا اللحى".
وجاء بروايات أخرى: "وفروا اللحى واحفوا الشوارب"، "جزوا الشوارب وارخوا اللحى". (18/335)
وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه.
وأخرج أبو داود من حديث جابر بسند حسن قال: "كنا نعفي السبال إلا في حج أو عمرة".
ونعفيه أي: نتركه وافراً ، والسبال بكسر السين : هي ما طال من شعر اللحية.
أما كيفية الإعفاء والخلاف فيها، فلك أن تنظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 14055، والفتوى رقم: 3851.
وفيما يتعلق بالاعتناء بها، ذكر النووي عن الغزالي قال: يكره في اللحية عشر خصال: خضبها بالسواد لغير الجهاد، وبغير السواد إيهاما للصلاح لا لقصد الاتباع، وتبييضها استعجالاً للشيخوخة لقصد التعاظم على الأقران، ونتفها إبقاء للمرودة، وكذا تحذيفها، ونتف الشيب،
ورجح النووي تحريمه لثبوت الزجر عنه، وتصفيفها طاقة طاقة تصنعاً ومخيلة، وكذا ترجيلها، والتعرض لها طولاً وعرضا على ما فيه من اختلاف، وتركها شعثة إيهاما للزهد، والنظر إليها إعجاباً، وزاد النووي: وعقدها، لحديث رويفع: "من عقد لحيته، فإن محمداً منه بريء" نقل هذا الكلام ابن حجر في الفتح نقلاً عن النووي.
والله أعلم.
30488
عنوان الفتوى:الولد للفراش وللعاهر الحجر رقم الفتوى:30488تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : هناك صديق لي قد تورط بعلاقة حرام قبل الزواج وقد حملت المرأة لكن لا يعرف إذا كان الولد له أم لا؟ مع العلم أن المرأة متزوجة من رجل آخر الآن وقد انجبت الطفل وهو أيضا متزوج وقد أكرمه الله بولد وبنت.
أرجو منكم النصيحة والإرشاد.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن على صديقك أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وأن يستر على نفسه، وعلى من ارتكب معها هذه الفاحشة الكبيرة، وبهذا الخصوص نحيلك إلى الفتوى رقم: 1095.
وأما بخصوص الولد، فلا علاقة له به من أي ناحية، فالولد ينسب إلى زوج المرأة كبقية أبنائه، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر". (18/336)
والعاهر هو: الزاني، فليس له إلا الخزي والعار، أو الرجم بالحجارة حتى الموت إن كان محصناً، وهو الذي سبق له أن تزوج ووطئ زوجته، وهذا إذا رفع أمره إلى الحاكم وكان مقراً أو قامت عليه البينة، ولا شك أن الأولى به هو أن يستر نفسه، كما تقدم.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نحيلك إلى الفتوى رقم: 13390.
والله أعلم.
30489
عنوان الفتوى:حكم من أقسم لامرأة ألا يتزوج غيرها ثم أراد أن يعود رقم الفتوى:30489تاريخ الفتوى:02 صفر 1424السؤال : أنا شاب في الـ16 من عمري كانت لي علاقة بفتاة من جيلي ( كان فيها الكثير من المعاصي) فوجدت نفسي أني قد أقسمت لها بالقرآن أن لا أتزوج غيرها وبعد فترة ، تبت إلى الله توبة نصوحاً وانا لا أجد في تلك الفتاة المرأة المثالية من الجهة الإسلامية ، فهل أنا مقيّد بأن أتزوجها أم أن الله غفر لي سرعان ما تبت إليه؟ الموضوع جدًّا محيّرني وأرجو الاجابة بأسرع وقت ممكن.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة قد تابت إلى الله تعالى توبة نصوحاً فلا مانع من الزواج منها، وخاصة إذا كنت قد أعطيتها لفظك بذلك، وحلفت لها عليه، فهذا من باب الوفاء بالعهد، وعدم نقض الأيمان بعد التوكيد.
وهو مأمور به شرعاً، ومحمود طبعاً، وإخلاف العهد منهي عنه شرعاً، وهو من صفات المنافقين، لكن الشرع لا يلزمك بالزواج منها، وخاصة إذا كنت تشك فيها، وإذا لم تتزوجها، فإن عليك كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإذا لم تجد فعليك صيام ثلاثة أيام.
أما إذا كانت لم تتب توبة صادقة، فلا ينبغي لك أن تتزوج بها، ولتعلم أن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. (18/337)
وعليه، فلا مانع شرعاً من زواجك بها إذا تبتما إلى الله تعالى، بل هو الأفضل إن شاء الله وفاءاً بالعهد وبراً للقسم، لكنه غير لازم.
والله أعلم.
30493
عنوان الفتوى:حكم المني إذا خرج بلذة وبدونها رقم الفتوى:30493تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : ما حكم من نزل منه المني مع البول بعد مشاهدة أشياء مثيرة للشهوة؟ وما حكم من قام بعملية الاستمناء لكن توقف قبل خروج المني وعند تبوله قد يخرج منه المني أو لا يخرج؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن المني يخرج بتدفق لا بسيلان، ورائحته تشبه رائحة الطلع والعجين، وهو يجيء عند اللذة الكبرى، ومتى خرج من صاحبه بعد مشاهدة أشياء مثيرة للشهوة، أو بعد عملية استمناء لزم الغسل.
أما إذا خرج بدون لذة، فإنه لا ينقض الغسل عند أبي حنيفة ومالك وأحمد، وعن الشافعي فيه النقض وعدمه.
ويعتبر جنباً عند الأئمة الأربعة من انتقل منيه من محله بشهوة، ثم سكنت شهوته، وخرج بعد ذلك منيه لا عن شهوة.
واعلم أن الاستمناء حرام إذا كان باليد أو بسبب آخر غير الزوجة، لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون:5-7].
وراجع الجواب رقم: 7170.
والله أعلم.
30495
عنوان الفتوى:كيفية التخلص من الصحف المشتملة على ذكر الله رقم الفتوى:30495تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أود من سيادتكم التكرم بتوضيح رأي الدين في ما هو الواجب نحو الصفحات الدينية بالصحف اليومية حيث إنني أشتري الصحف اليومية بصفة منتظمة وتجميع هذه الصحف وحرقها بالمنزل يسبب لي عنتا وللمحيطين بي. (18/338)
جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب عليك التخلص من هذه الصحف التي تشتمل على ذكر الله بتحريقها أو دفنها أو استخدام الآلة التي تتلفها مهما كلفك ذلك من مشقة، فإن تعظيم اسم الله واجب، وإهانته كفر، ومن إهانته وضع الصحائف التي تحمله في مكان القاذورات، ولا يتعذر عادة إعدام هذه الصحف.
فعليك أن تجتهد في ذلك، ولا تتهاون فيه إما بالتخلص منها بنفسك، وهذا هو الأولى والأضمن، وإما بوضعها في كيس مستقل وتسليمها لجهة تعدمها دون أن تخلطها بالقذر، أو تعرضها للامتهان.
والله أعلم.
30496
عنوان الفتوى:من أسباب النزول رقم الفتوى:30496تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال : ما سبب نزول قوله تعالى: (أن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن سبب نزول هذه الآية ذكره الإمام السيوطي في كتابه: لباب النقول في أسباب النزول، كما يلي:
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة، فأنزل الله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [القصص:85].
وقد ذكر هذا الإمام الشوكاني في تفسيره: فتح القدير، كما ذكره غيره أيضاً.
والله أعلم.
305
عنوان الفتوى:كيفية قضاء صلاة الفجر رقم الفتوى:305تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : كيف يتم قضاء صلاة الفجر،هل تقضى قبل صلاة الصبح أم بعده؟وما هى صلاة الضحى وما هو وقتها ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 1) فصلاة الصبح فريضة من الفرائض الخمس إذا فاتت ، أي خرجت عن وقتها المحدد لها ، فيجوز أن يقضيها في أي وقت شاء قبل الفريضة ذات الوقت أو بعدها ، إلا إذا ضاق الوقت بحيث لا يسع ذات الوقت والقضاء ، فيجب أن يقدم الحاضرة على المقضية ، وكذلك عند حضور الجماعة للحاضرة ، يقدمها على المقضية ،والله أعلم . 2) أما صلاة الضحى فهي من السنن المؤكدة ، وأقلها ركعتان وأكثرها ثمان ركعات بنية الضحى. ووقتها يبدأ بارتفاع الشمس بعد الطلوع مقدار رمح ، أي بقدر ثلث ساعة تقريباً ، والله أعلم . (18/339)
30505
عنوان الفتوى:مضادات السحر والعين والمس رقم الفتوى:30505تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أرى وزوجتي أحلاماً خبيثة، برغم أننا ننام على وضوء ونقرأ أذكار النوم، وتحس زوجتي بأن صاروخاً من الهواء قد اخترق أذناها، وقد اغتسلنا بماء السدر المقروء عليه، ورقانا أحد الشيوخ الثقات بالقرآن والسنة وقال لنا إن هذا حسد، وقد كنت مربوطاً أول زواجي وشفاني الله عز وجل، ولكني أحس بأن آثار هذا الربط ما تزال موجودة، نحن نحافظ بفضل الله علي الصلاة في وقتها ونحافظ على قراءة القرآن ونصلي بالليل ونحاول أن نحافظ على الأذكار على قدر الإمكان، أرجوأن تنصحونا لأن هذه المشكلة أصبحت تمثل 90% من حياتنا وأخاف أن تدمرنا لأنها تتفاقم يوماً بعد آخر؟ وجزاكم الله خيراً.....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك وأهلك وأن يحفظكم من كل مكروه، ونوصيك بالاستعانة بالله وتحقيق التوكل عليه فهو خير حافظ وهو أرحم الراحمين، قال جل وعلا: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36]. وقال جل شأنه: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ [الأنعام: 17- ويونس:107]. وقال عز من قائل: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه [الطلاق:3]. (18/340)
ونحب أن ننبهك إلى بعض النصائح والإرشادات التي ذكرها العلماء لدفع العين والسحر ومس الجن وهي:
أولاً: الحذر من الوقوع في الوساوس والأوهام، فالوساوس والأوهام أعراض لأمراض خطيرة: من اختلال التوحيد، وضعف التوكل، وافتقاد العلم النافع، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله: ... والمسحور هو الذي يعين على نفسه، فإنا نجد قلبه متعلقاً بشيء، كثير الالتفات إليه، فيتسلط على قلبه بما فيه من الميل والالتفات...
ثانياً: استعمال التعوذات والرقى الشرعية، يقول ابن القيم رحمه الله: ... فمن التعوذات والرقى: الإكثار من قراءة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآية الكرسي، ومنها التعوذات النبوية نحو: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ونحو: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. ومن جرّب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها..
ولكن لا بد من التنبه إلى أن هذه التعوذات والرقى سلاح، والسلاح ليس بنفسه فقط، إنما بضاربه أيضاً، ولهذا لا بد من التعوذ الصحيح الذي تواطأ عليه القلب واللسان مع صدق التوجه إلى الله تعالى.
ثالثاً: علاج السحر والعين، ولمعرفة علامات الإصابة بالعين والسحر وعلاج ذلك انظر الفتاوى التالية:
2244 -
5252 -
5433.
رابعاً: الحذر من الوقوع في شراك المشعوذين والدجالين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، قال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرَّافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد.
خامساً: الاستقامة على دين الله ظاهراً وباطناً، قال صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك.. رواه الترمذي. (18/341)
قال ابن القيم رحمه الله: وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على الناس تكون من قلة دينهم وخراب قلوبهم...
وقال رحمه الله أيضاً: ... قال بعض السلف: إذا تمكن الذكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرعه - أي صَرع الإنسان الشيطان - فيجتمع عليه الشياطين فيقولون: ما لهذا ؟ فيقال: قد مسه الإنسي.
فالمؤمن بقوة إيمانه يقهر الشيطان، كما في الحديث الذي رواه أحمد : إن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره.
والله أعلم.
30506
عنوان الفتوى:بطلان التثليث ومخالفته للمعقول والمنقول رقم الفتوى:30506تاريخ الفتوى:03 صفر 1424السؤال :
السلام عليكم
وجدت دراسة تندرج حول الحوار الإسلامي المسيحي تقول إنها موضوعية تدعي أن التثليث الذي حاربه الإسلام ليس هو تثليث العقيدة المسيحية، الدراسة توجد في هذا الموقع ...... فما هو رأيكم وكيف يمكن الإجابة عليها أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الموقع بما يحوي يحاول أن يسوق عقائد النصارى كعقيدة التثليث المبتدعة من المجامع الوثنية بعد عيسى عليه السلام، ويحاول أن يخفي ما في هذه العقائد من تناقض وتخبط.
وما زعموه من أن التثليث الذي أنكره الإسلام غير التثليث الذي يعتقده النصارى محاولة من هذه المحاولات، وذلك لأن العقيدة التي يعتنقها النصارى -على اختلاف مذاهبهم- هي عقيدة أن الإله واحد في أقانيم ثلاثة: الأب، والابن، والروح القدس، والمسيح هو "الابن"، وهم يضطربون في تفسير الأقانيم: تارة يقولون أشخاص وتارة خواص وتارة صفات وتارة جواهر وتارة يجعلون الأقنوم اسما للذات والصفة معا، ومحصل كلامهم يؤول إلى التمسك بأن عيسى إله.
قال الدكتور بوست في قاموس الكتاب المقدس: طبيعة الله عبارة عن ثلاثة أقانيم متساوية: الله الأب، والله الابن، والله الروح القدس، فإلى الأب ينتمي الخلق بواسطة الابن، وإلى الابن الفداء، وإلى الروح القدس التطهير. (18/342)
وجاء في كتاب "سوسنة سليمان" لنوفل بن نعمة الله بن جرجس النصراني إن عقيدة النصارى التي لا تختلف بالنسبة لها الكنائس وهي أصل الدستور الذي بينه المجمع النيقاوي هي الإيمان بإله، واحد: أب واحد، ضابط الكل، خالق السماوات والأرض، كل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع، الابن الوحيد المولود من الأب قبل الدهور من نور الله، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للأب في الجوهر، ومن أجل خطايانا نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس، ومن مريم العذراء تأنس، وصلب عنا على عهد بيلاطس، وتألم وقبر، وقام من الأموات في اليوم الثالث على ما في الكتب، وصعد إلى السماء وجلس على يمين الرب، وسيأتي بمجد ليدين الأحياء والأموات، ولا فناء لملكه، والإيمان بالروح القدس، الرب المحيي المنبثق من الأب، الذي هو الابن يسجد له، ويمجده، الناطق بالأنبياء.
ثم تختلف المذاهب بعد ذلك في المسيح، هل هو ذو طبيعة لاهوتية وطبيعة ناسوتية؟ أم هل هو ذو طبيعة واحدة لاهوتية فقط؟ وهل هو ذو مشيئة واحدة مع اختلاف الطبيعتين؟ وهل هو قديم كالأب أو مخلوق؟... إلى آخر ما تفرقت به مذاهبهم، وقامت عليه الاضطهادات بين فرقهم المختلفة.
وهذه المقولات بعينها من العقائد التي حاربها الإسلام، وهي تتضمن، القول بألوهية المسيح عليه السلام، والقول بأن الله ثالث ثلاثة، وإن حاولت الدراسة المذكورة إنكار ذلك، وقد حكم الله تعالى بأن هذه المقولات كلها كفر، وليس بعد قول الله سبحانه وتعالى قول، والآيات في تأكيد هذا المعنى كثيرة، قال الله تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً [النساء:171]. (18/343)
وقال جل وعلا: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة:17].
وقال عز وجل: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ* لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ* مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المائدة:72-73-74-75]. (18/344)
ونظرا لصعوبة تصور الأقانيم الثلاثة في واحد، وصعوبة الجمع بين التوحيد والتثليث، فإن الكتاب النصارى الذين كتبوا عن اللاهوت حاولوا تأجيل النظرالعقلي في هذه القضية، التي يرفضها العقل ابتداء، ومن ذلك ما كتبه القس بوطر في رسالة "الأصول والفروع" حيث يقول: قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا، ونرجو أن نفهمه فهماً أكثر جلاء في المستقبل حين يكشف لنا الحجاب عن كل ما في السماوات وما في الأرض، وأما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه كفاية.
ولهذا فإننا نقول: إن عقيدة الثالوث التي قدمها النصارى للمجتمع الإنساني عجيبة وغريبة، وتبدو غرابتها واضحة وجلية عند عرضها على صفحة العقل الذي كرم الله به الإنسان، ولكن النصارى يرون أن التثليث لا يعالج بمنطق العقل، ولكن بالإيمان والوجدان، وهذا هروب من النصارى من بداية الطريق، فلا بأس أن نعتمد على الإيمان القلبي في قضية من القضايا الغيبية، ولكن بشرط ألا يحكم العقل فيها حكماً بديهياً باستحالتها وتناقضها، وإذا كان النصارى يقولون إن التثليث يصعب تصوره على العقل فإننا نقول بل يستحيل تصوره لدى العقل، ومن أول جولة معه يخرجه بجذوره ويلقيه في دائرة اللامعقول، ومهما حاول النصارى أن يعللوا هذا التثليث فسيبقى مرا في حلوق العقلاء. (18/345)
ودعوى أن الأقانيم الثلاثة هذه ثلاث صفات لذات واحدة دعوى تبرهن على تناقضهم لأنه يلزمهم على ذلك أن لا يكون المسيح إلهاً خالقاً رازقاً لأن الصفة ليست إلها خالقا رازقا، وأيضاً فالصفة لا تفارق الموصوف وهم يقولون المسيح إله حق من إله حق من جوهر أبيه، وهذا يدل على استحالة الجمع بين التثليث والتوحيد.
وسيظل العقل النصراني يئن تحت وطأة هذا التناقض، وكيف لا يئن ويشتكي أمام قول إثناسيوس الرسولي: فالأب هو الله والابن هو الله وروح القدس هو الله، وكلهم هو الله.
وأما اعتقادهم بأن كل أقنوم من الثلاثة يختص بعمل معين، كما يقول الدكتور بوست في قاموس الكتاب المقدس: فإلى الأب ينتمي الخلق بواسطة الابن، وإلى الابن الفداء وإلى روح القدس التطهير؟ وأنه بعد صلبه صعد إلى السماء وجلس على يمين الرب. كما في الأمانة التي اتفق عليها النصارى.
فبهذا يظهر أمامهم ثلاثة آلهة تبرز برؤوسها، والثلاثة معاً الله، والله يتفرق فيكون ثلاثة ويجتمع فيكون إلهاً، أين العقل الذي يحتمل ذلك؟
وأما ما ادعته هذه الدراسة من كون القرآن قد دل على ألوهية المسيح بقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [آل عمران:45]، وكما في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ [النساء:171]. (18/346)
فالجواب عنه أن الآية الأولى تبين أنه مخلوق، ويتضح ذلك في وجوه منها: أنه قال (بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) وقوله: (بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) نكرة في الإثبات، يقتضي أنه كلمة من كلمات الله، ليس هو كلامه كله كما يقوله النصارى.
ومنها: أنه بين مراده بقوله (بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) أنه مخلوق، حيث قال: كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران:47].
وقال في الآية الأخرى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران:59]، وقال تعالى أيضاً: ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ* مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [مريم:34-35].
فهذه ثلاث آيات في القرآن تبين أنه قال له "كن" فكان، وهذا تفسير كونه (بِكَلِمَةٍ مِنْهُ)، وقال: اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فأخبر أنه ابن مريم وأخبر أنه "وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين " ، وهذه كلها صفة مخلوق والله تعالى وكلامه الذي هو صفته لا يقال فيه شيء من ذلك، وقال تعالى على لسان مريم: أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ فتبين أن الكلمة هي ولد مريم لا ولد الله سبحانه وتعالى.
فمع هذا البيان الواضح الجلي، هل يظن ظان أن مراده سبحانه بقوله (بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) أنه إله خالق، أو أنه صفة لله قائمة به، وأن قوله (وَرُوحٌ مِنْهُ) المراد به: أنه حياته أو روح منفصلة من ذاته؟ بل قوله تعالى (وَرُوحٌ مِنْهُ) معناه أي روح مخلوقة من جملة الأرواح، ولا إشكال في قوله (مِنْهُ) فإن المراد أن أمر الخلق كله راجع إلى الله ومبتدأ منه، وذلك كقوله سبحانه: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ [الجاثية:13]. (18/347)
وإذا كان النصارى يستشهدون بآيات القرآن على ما يعتقدون، فإن عليهم أن يستشهدوا بجميع نصوص القرآن الواردة في الموضوع، فلا يقتصرون على جملة هنا أو جملة هناك، فهذا لا يفعله منصف، فالتعبيرات القرآنية عن المسيح بأنه كلمة الله أو روح من الله، لا بد أن تفهم على ضوء الآيات الأخرى التي تنفي ألوهية المسيح وبنوته، وتكفر من يقول بهما، والتي تثبت براءة المسيح ممن يؤلهه أو يؤله أمه، والتي تثبت كذلك اعترافه ببشريته ولكنهم لا يفعلون ذلك لئلا يظهر بطلان استشهادهم على عقيدتهم الزائفة بآيات القرآن من جهة، وبطلان عقيدتهم نفسها من جهة أخرى.
وليكن معلوماً أن القرآن حكم على النصارى بالكفر لعدة أمور، كل منها شافٍ كافٍ في تكفيرهم:
- ادعاؤهم أن المسيح هو الله أو ابن الله وأن الروح القدس إله، فهم يعبدون في الحقيقة ثلاثة آلهة وقد تقدم بيان ذلك.
- تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً* أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً [النساء:150-151]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً [النساء:47]، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار. (18/348)
- اتخاذهم الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله، قال تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31].
وفي معجم الطبراني وغيره أن عدي بن حاتم وكان نصرانياً فأسلم لما سمع النبي يقرأ الآية المتقدمة قال له: إنا لا نعبدهم، فقال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه، قال: بلى، قال صلى الله عليه وسلم: فتلك عبادتهم.
والثابت من التتبع التاريخي لأطوار العقيدة النصرانية، أن عقيدة التثليث، وكذلك عقيدة بنوة المسيح لله -سبحانه- ومثلها عقيدة ألوهية أمه مريم، ودخولها في التثليثات المتعددة الأشكال ونحو ذلك من الانحرافات، كلها لم تصاحب النصرانية الأولى، إنما دخلت إليها على فترات متفاوتة التاريخ، مع الوثنيين الذي دخلوا في النصرانية، وهم لم يبرأوا بعد من التصورات الوثنية والآلهة المتعددة، وتتبع نقض ما في هذه الدراسة يطول وفيما ذكرناه -إن شاء الله- ما يتنبه به إلى بطلانها، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 10326، والفتوى رقم: 8210، كما ترجى مراجعة هذا الموقع: (18/349)
http://www.aleman.com/Islamlib/Viewchp.asp?BID=284&ID=1&SI=q17q17
30507
عنوان الفتوى:لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمشورة عمر في أسارى بدر رقم الفتوى:30507تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : هل حدث أن قتل الرسول صلى الله عليه وسلم الأسرى بمشورة من سيدنا عمر بن الخطاب؟
أرجو الإيضاح.
بارك الله لكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلعل الواقعة التي يشير إليها السائل هي مشورة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أسرى بدر، وليس صحيحاً أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بمشورة عمر رضي الله عنه فقتل أسرى بدر، ولكنه أخذ برأي أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقبل منهم الفداء، ومن لم يكن له فداء جعل فداءه تعليم عشرة من صبيان المسلمين، كما ثبت بذلك الحديث في مسند أحمد وسنن البيهقي.
ويدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يأخذ برأي عمر رضي الله عنه في قتل الأسرى معاتبة الله عز وجل له بقوله: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنفال:67-69]. (18/350)
وروى الإمام أحمد في مسنده بإسناده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث طويل منه قول عمر: "... فلما كانوا يومئذ التقوا فهزم الله المشركين، فقُتل منهم سبعون رجلاً، وأُسر منهم سبعون رجلاً، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبابكر وعمر وعلياً، فقال أبوبكر: يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه منهم قوة لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: قلت: والله ما أرى ما رأى أبوبكر، ولكني أرى أن تملكني من فلان -قريب لعمر- فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أن ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وقادتهم وأئمتهم. قال: فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبوبكر، ولم يهو ما قلت: وأخذ منهم الفداء" وذكر نزول الآيات السابقة يعاتب الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم هو والمؤمنين بما أصابهم في غزوة أحد.
والله أعلم.
30508
عنوان الفتوى:ماذا يفعل من لا يحب سماع صوت الأذان رقم الفتوى:30508تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : أنا شاب وقريب من الله جداً لكن ما أحب أسمع صوت الأذان؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/351)
فإنك إيها الأخ بحاجة إلى الإقبال على الله تعالى بالبحث عما يجعل قلبك خاشعاً منيباً يطمئن إلى ذكر الله تعالى وسماعه، وذلك يكون بما يلي:
- بالتوبة الصادقة والإكثار من تلاوة القرآن وسماعه مرتلاً بقراءة خاشعة ثم تكثر من ذكر الله تعالى حتى يطمئن قلبك إليه، كما قال الله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]، وحتى يكون صوت نداء الحق الذي يشتمل على شهادة التوحيد ألذ الأصوات إلى سمعك، فصوت نداء الحق هو أحسن الكلام ولذلك قال مجاهد وعكرمة في تفسير قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّه [فصلت:33]، أنها نزلت في المؤذنين.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اتفق عليه البخاري ومسلم: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا.
فعليك يا أخي المسلم بالإقبال على ما يرضي الله تعالى، والمسارعة إلى إجابة داعي الله تعالى والإقبال على الصلاة بخشوع وتواضع لله تعالى، عسى الله تعالى أن يصلح قلبك وأن تكون قريباً من رحمة الله تعالى قرباً حقيقياً.
والله أعلم.
30509
عنوان الفتوى:حديث خطبة الوداع - شرح وبيان رقم الفتوى:30509تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : ماهي مكانة المرأة فى الإسلام من حيث العمل وما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وما على المرأة من عمل مع التفسير؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت إجابات عن مكانة المرأة في الإسلام وهي بالفتاوى ذات الأرقام التالية: 16441، 15883، 5729، 3661، وسبق الجواب عن حكم عمل المرأة في الفتوى رقم:
9653، والفتوى رقم: 28006، والفتوى رقم: 27328.
وأما الحديث الذي فيه خطبة حجة الوداع فقد رواه النسائي وأبو داود وغيرهما مع اختلاف في بعض الألفاظ وأصله في الصحيحين ولفظ أبي داود من حديث عمرو بن الأحوص: أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ، فذكر في الحديث قصة فقال: ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن. (18/352)
ولفظ الترمذي عن الصحابي نفسه: أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال: أي يوم أحرم أي يوم أحرم أي يوم أحرم، قال: فقال الناس يوم الحج الأكبر يا رسول الله ، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا لا يجني جانٍ إلا على نفسه ولا يجني والد على ولده ولا ولد على والده، ألا إن المسلم أخو المسلم فليس يحل لمسلم من أخيه شيء إلا ما أحل من نفسه، ألا وإن كل ربا في الجاهلية موضوع لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون، ولا تظلمون غير ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ألا وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع، وأول دم وضع من دماء الجاهلية دم الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعاً في بني ليث فقتلته هذيل، ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن. (18/353)
قال الإمام النووي في شرح مسلم: وهو حديث عظيم مشتمل على جمل من الفوائد ونفائس من مهمات القواعد... ثم قال: قال القاضي: وقد تكلم الناس على ما فيه من الفقه وأكثروا وصنف فيه أبو بكر بن المنذر جزءاً كبيراً وخرج فيه من الفقه مائة ونيفا وخمسين نوعاً ولو تقصي لزيد على هذا القدر قريب منه. انتهى.
ونحن نبين بعض الألفاظ الغامضة باختصار وتصرف من تحفة الأحوذي: قوله "حجة الوداع" سميت بذلك إما لوداعه الناس أو الحرم في تلك الحجة، قوله "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم" أي تعرضكم لبعضكم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، والعرض بالكسر موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سلفه. (18/354)
"حرام" أي محرم ممنوع "كحرمة يومكم هذا" يعني تعرض بعضكم لدماء بعض وأمواله وأعراضه في غير هذه الأيام كحرمة التعرض لها في هذا اليوم، "في بلدكم" أي مكة أو الحرم المحرم، وإنما شبهها في الحرمة بهذه الأشياء لأنهم كانوا لا يرون استباحة تلك الأشياء وانتهاك حرمتها.
"ألا لا يجني جانٍ إلا على نفسه" قال في النهاية الجناية الذنب والجرم وما يفعله الإنسان مما يوجب عليه العذاب أو القصاص في الدنيا والآخرة.
والمعنى أنه لا يطالب بجنابة غيره من أقاربه وأباعده، فإذا جنى أحدهما جناية لا يعاقب بها الآخر كقوله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ،
"لا يجني جان على ولده ولا مولود على والده" يحتمل أن يكون المراد النهي عن الجناية عليه لاختصاصها بمزيد قبح وأن يكون المراد تأكيد لا يجني جان إلا على نفسه، فإن عادتهم جرت بأنهم يأخذون أقارب الشخص بجنايته، والحاصل أن هذا ظلم يؤدي إلى ظلم آخر، والأظهر أن هذا نفي فيوافق قوله تعالى:وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ، وإنما خص الولد والوالد لأنهما أقرب الأقارب فإذا لم يؤاخذا بفعله فغيرهما أولى.
وفي رواية لا يؤخذ الرجل بجريمة أبيه، "ألا وإن الشيطان" وهو إبليس الرئيس أو الجنس الخسيس، "قد أيس أن يطاع" في عبادة غير الله تعالى وقيل معناه أن الشيطان أيس أن يعود أحد من المؤمنين إلى عبادته، ويحتمل معنى آخر وهو أنه أشار صلى الله عليه وسلم إلى أن المصلين من أمتي لا يجمعون بين الصلاة وعبادة الشيطان كما فعلته اليهود والنصارى، ولك أن تقول معنى الحديث أن الشيطان أيس من أن يتبدل دين الإسلام ويظهر الإشراك ويستمر ويصير الأمر كما كان من قبل، "في بلادكم هذه" أي مكة وما حولها من جزيرة العرب، "ولكن ستكون له طاعة فيما تحقرون" بتشديد القاف من التحقير وفي بعض النسخ تحتقرون، "من أعمالكم" أي دون الكفر من القتل والنهب ونحوهما من الكبائر وتحقير الصغائر، (فسيرضى) بصيغة المعلوم أي الشيطان (به) أي بالمحتقر حيث لم يحصل له الذنب الأكبر، ولهذا ترى المعاصي من الكذب والخيانة ونحوهما توجد كثيراً في المسلمين وقليلاً في الكافرين لأنه قد رضي من الكفار بالكفر فلا يوسوس لهم في الجزئيات، وحيث لا يرضى عن المسلمين بالكفر فيرميهم في المعاصي. (18/355)
وروى عن علي رضي الله عنه الصلاة التي ليس لها وسوسة إنما هي صلاة اليهود والنصارى، قال الطيبي رحمه الله قوله فيما تحتقرون أي مما يتهجس في خواطركم وتتفوهون عن هناتكم وصغائر ذنوبكم فيؤدي ذلك إلى هيج الفتن والحروب كقوله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان قد يئس من أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم.
"واستوصوا بالنساء خيراً" قال القاضي: الاستيصاء قبول الوصية والمعنى أوصيكم بهن خيراً فاقبلوا وصيتي فيهن.
"فإنما هن عوان" جمع عانية قال في القاموس العاني الأسير.
"إلا أن يأتين بفاحشة مبينة" كالنشوز وسوء العشرة وعدم التعفف، "فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح" بتشديد الراء المكسورة بالحاء المهملة أي مجرح أو شديد شاق، "فلا يوطئن فرشكم من تكرهون" قال الطيبي: أي لا يأذن لأحد أن يدخل منازل الأزواج والنهي يتناول الرجال والنساء. (18/356)
والله أعلم.
3051
عنوان الفتوى:التوبة من السرقة برد المسروقات إلى أصحابها رقم الفتوى:3051تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم سيدي الفاضل سرقت من عدة جهات وتبت إلى الله عز وجل أرجو أن تقبل توبتي. هل يجوز التصدق كل شهر بمبلغ من المال عن ما سرقت لصعوبة إرجاع المسروقات إلى أصحابها ؟هل يعتبر هذا العمل صحيحا أم لابد من الذهاب إلى الذين سرقت منهم وطلبت السماح ؟ وهذا بالنسبه لي صعب . جزاك الله خيرا .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن أراد أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً من السرقة فلابد أن يبذل قدر طاقته ووسعه في رد المسروقات إلى أصحابها ، فإن عجز عن معرفة أصحابها بعد محاولات متكررة وبحث جاد فليتصدق بتلك المسروقات ـإن كانت موجودة - وإن كانت غير موجودة فليتصدق بقيمتها . على أنه متى ما وجد أصحابها خيرهم بين أن يرد عليهم مثل ما أخذ منهم أو قيمته وبين أن يقبلوها صدقة عنهم. ثم إن عليه أن يكثر من أعمال البر، فإن أصحاب الحقوق قد يطالبونه بها يوم القيامة ، والله حكم عدل فقد يوفيهم إياها من حسناته ، فعليه أن يكثر من الحسنات.
والله أعلم.
30511
عنوان الفتوى:لا تصح نسبة رسالة "بيان زغل العلم والطلب" إلى الإمام الذهبي رقم الفتوى:30511تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : بعض مجموعة من الطوائف الضالة أخبرتني بأن الذهبي انتقد شيخ الإسلام بشدة في رسالة تسمى "بيان زغل العلم والطلب" أنا لم أستطع أن أجد هذه الرسالة، لكن أنا أعرف أن الذهبي مدح شيخ الإسلام كثيراً، فهل ذلك صحيح؟ وكيف أجيبهم؟ (18/357)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالرسالة المسماة "بيان زغل العلم والطلب" أو "النصيحة الذهبية" المنسوبة للإمام الذهبي والتي فيها حط كبير من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لا تصح نسبتها إلى الإمام الذهبي، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد: والإمام الذهبي في دينه وورعه وخلقه يرتفع قدره عن مثل هذه الرسالة التي تنادي عباراتها على بطلانها.
وقد ألف الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني رسالة في إبطال نسبة هذه الرسالة إلى الإمام الذهبي سماها "التوضيح الجلي في الرد على النصيحة الذهبية المنحولة على الإمام الذهبي، " ومما جاء فيها "أقول إن هذه النصيحة لا تصح نسبتها إلى الإمام الذهبي لاعتبارات عدة:
أولاً: لم يذكرها أحد ممن اعتنى بمؤلفات الذهبي رحمه الله تعالى.
ثانياً: الذهبي تلميذ طالت ملازمته للشيخ ابن تيمية وحتى آخر أيامه إلى وفاته رحمه الله تعالى.
ثالثاً: جميع أقوال الذهبي في كتبه المعتمدة أو أقواله المنتشرة في الثناء على ابن تيمية والحفاوة به تنكث هذه الرسالة وتنادي ببطلان نسبتها إليه بل وتزويرها عليه.
رابعاً: هذه الرسالة بخط خصم ملد لابن تيمية رماه بسهم من القول مفزع، وهي شهادة مرفوضة شرعاً.
خامساً: حتى الساعة لم نر دليلاً من دلائل التوثيق المعتبر يسند صحة نسبتها إليه، وهذا دونه خرط القتاد.
سادساً: لم نر من نسبها للذهبي رحمه الله تعالى بعد ابن قاضي شهبة إلا عصريه الحافظ السخاوي رحمه الله، وفي الوقت الذي لم يذكر فيه مستنداً للتوثيق لا نشك أن اعتماده على هذه النسخة لا يتجاوز زمنه، ومن مضلات عصريه ابن قاضي شهبة، ولهما التقاء في المشرب المناهض لدعوة ابن تيمية رحمه الله تعالى. (18/358)
سابعاً: أما المعاصرون المثبتون لنسبتها إلى الذهبي فهم بين رجل يلتقي مع ابن قاضي شهبة مذهباً ومشرباً، وآخر لم يأت بدليل، وأنى يكون القبول لقول عري عن الدليل.
ثامناً: الشدة غير اللائقة بأهل العلم ومنهم الإمام الذهبي مع شيخه الإمام ابن تيمية. انتهى. عن كتاب "كتب حذر منها العلماء" 2/309.
والله أعلم.
30512
عنوان الفتوى:يجب صرف الهدي إلى فقراء الحرم رقم الفتوى:30512تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امرأة ذهبت للعمرة وهي من أهل الطائف لكنها لم تحرم من الميقات (السيل الكبير) لجهلها، وأحرمت من التنعيم (مسجد العمرة)، وقد قرأت في فتاوى سابقة لكم أنه عليها دم ذبح شاة توزع على فقراء الحرم .. سؤالي هل يجوز توزيع الشاة على فقراء مكان آخر ( في بلدها الأصلي الهند مثلا ) وهل يجوز التصدق بثمن الشاة؟ وجزاكم الله خيرا.ً
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن مر على الميقات مريداً للحج أو العمرة ولم يحرم منه سواءً كان جاهلاً أو ناسياً أو عامداً، لزمه الرجوع للإحرام منه قال الخطيب الشربيني: ولا فرق بين أن يكون قد جاوز -الميقات- عامداً أو ساهياً عالماً أو جاهلاً لأن المأمورات لا يفترق الحال فيها بين العمد وغيره كنية الصلاة لكن لا إثم على الناسي والجاهل. انتهى.
فإن لم يرجع لزمه دم يذبحه في الحرم ويوزعه على فقرائه، ولا يجزئ ذبحه خارج الحرم على القول الصحيح.
قال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: ويختص ذبحه بأي مكان بالحرم في الأظهر لقول الله تعالى: هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ [المائدة:95]. (18/359)
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: نحرت ههنا ومنى كلها منحر. رواه مسلم.
ولأن الذبح حق يتعلق بالهدي فيختص بالحرم كالتصدق, الثاني يجوز أن يذبح خارج الحرم بشرط أن ينقل إليه ويفرق لحمه فيه قبل تغيره، لأن المقصود هو اللحم فإذا وقعت تفرقته على مساكين الحرم حصل الغرض، ويجب صرف لحمه وجلده وبقية أجزائه من شعره وغيره.... إلى مساكينه أي الحرم وفقرائه القاطنين منهم والغرباء، والصرف إلى الأول أولى إلا أن تشتد حاجة الثاني فهو أولى. انتهى.
وقال النووي في المجموع: "فرع" قال: القاضي حسين في الفتاوى: لو لم يجد في الحرم مسكيناً لم يجز نقل الدم إلى موضع آخر سواءً جوزنا نقل الزكاة أم، لا لأنه وجب لمساكين الحرم كمن نذر الصدقة على مساكين بلدٍ فلم يجد فيه مساكين يصبر حتى يجدهم ولا يجوز نقله، بخلاف الزكاة على أحد القولين لأنه ليس فيها نص صريح بتخصيص البلد بها بخلاف الهدي. انتهى.
ومن لا يجد شاة يذبحها فلا يصح التصدق بثمنها، بل يلزمه صوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة في البلد، وما دامت أيام الحج قد فاتت فعليك صوم عشرة أيام في البلد تفرقين بينها بأربعة أيام مقابل يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة ومقدار رجوعك المعتاد إلى بلدك، ولا يصح الإطعام في ترك هذا الواجب لأن كفارته دائرة بين ذبح شاة أو صوم عشرة أيام كما سبق.
والله أعلم.
30513
عنوان الفتوى:لفظ الجلالة "الله" هو اسم الله الأعظم رقم الفتوى:30513تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : ماهو اسم الله الأعظم؟
ما ثواب حمل نعش الميت فى الجنازة؟ هل إذا دعا الإنسان أمام الكعبة عند أول رؤيتها أن يعلمه الله اسمه الاعظم هل يستجاب أفيدونا أفادكم الله ....؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في تعيين اسم الله الأعظم، والراجح من أقوالهم في ذلك أنه "الله"، ولمعرفة تفصيل أقوالهم وأدلتهم على ذلك نحيلك إلى الفتوى رقم: 6604. (18/360)
وأما حمل الميت والصلاة عليه والمشي معه ودفنه ففيه أجر عظيم وثواب كثير فقد روى مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من تبع جنازة فصلى عليها ثم انصرف فله قيراط من الأجر، ومن تبعها فصلى عليها ثم قعد حتى يفرغ من دفنها فله قيراطان من الأجر، كل واحد منهما أعظم من أحد. وهذا لفظ النسائي.
ومن دعا الله تعالى وسأله أمراً مباحاً عند الكعبة أول ما يراها فنرجو أن يستجيب الله دعاءه، لأنه يدعو في أعظم مكان على وجه الأرض، وفي وقت خشوع وهيبة وانكسار لله عز وجل، وهذه الأمور كلها من أسباب استجابة الدعاء، فمن سأل الله تعالى في ذلك الوقت وفي ذلك المكان فإن الله تعالى سيستجيب له إن شاء ما لم تكن عنده موانع أخرى تمنعه من إجابة الدعاء.
والله أعلم.
30514
عنوان الفتوى:للإنسان التصرف في ملكه بالمعتاد وإن تضرر جاره رقم الفتوى:30514تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : رجل يريد أن يبني بيتاً في أرض له، ومنعه صاحب الأرض المجاورة لأرضه متذرعاً بأن ذلك يضر بأرضه ويؤثر على الزراعة فيها، ما حكم ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم -رحمهم الله تعالى- في الضرر الناتج عن تصرف الإنسان في ملكه الخاص بما يضر بجاره هل يعد ضرراً معتبراً فيمنع منه أم لا؟
وبعد البحث والنظر في آرائهم في المسألة رأينا أن الراجح من خلافاتهم هو قول من قال إن الإنسان له حق التصرف في ملكه بما لا يعد خارجاً عن العادة وإن تضرر جاره أو أدى ذلك إلى إتلاف ماله،
فعليه ليس لأحد أن يمنع جاره من بناء معتاد في أرضه بحجة أن ذلك يؤثر على الزراعة في أرضه هو، وذلك لأمرين:
أولهما: أن الأصل جواز تصرف الإنسان في ملكه بما أذن الشارع فيه في الأصل فلا يعدل عن هذا الأصل إلا بدليل ظاهر، (18/361)
الأمر الثاني: أن منع الإنسان من التصرف في ملكه بما يحتاج إليه لا ضرر أعظم منه، ومن القواعد المعروفة أن الضرر لا يزال بالضرر،
هذا بالإضافة إلى أن الإمام الشاطبي عليه رحمة الله عند كلامه على الضرر وتقسيمه له إلى أقسام عديدة قال ما مضمونه: أنه إذ لزم من استعمال الإنسان لحقه إضرار خاص بالغير دون قصد لهذا الضرر وكان صاحب الحق يلحقه ضرر بمنعه من حقه لأنه محتاج إليه كالدافع عن نفسه مظلمة يعلم أنها تقع على غيره فلا أثر لهذا الإضرار ولا يسوغ منع صاحب الحق من حقه، انتهى بمعناه من الموافقات للشاطبي ج2/ص348 فما بعدها،
والله أعلم.
30517
عنوان الفتوى:أجدر الناس بترتيب وقته هوالشخص نفسه رقم الفتوى:30517تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : السلام عليكم
بكل موضوعية واختصار أريد منكم تنظيم وقتي بحيث أستطيع أن أصلي جميع الصلوات في المسجد وأن أقوم الليل وأن أذاكر دروسي وأرجو أن يكون بالتفصيل الممل بحيث يكون النوم في الساعة كذا والقيام في الساعة كذا والقيلوله في الساعة كذا والمذاكرة في الساعة كذا، علماً بأني أذهب إلى التحفيظ ما بين المغرب والعشاء ... وعذرأً على الإطاله؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأجدر الناس بوضع نظام لترتيب وقته هو الشخص نفسه لأنه أدرى بنفسه نشاطاً وهمة وقوة وعكس ذلك، وكذا ارتباطاته ووضع بلده الذي يعيش فيه.
أما نحن فأقصى ما يمكننا قوله لك هو أن تؤدي الصلوات المفروضة في المسجد مع الجماعة، وتقوم الليل بقدر ما تستطيع إن شئت في أوله أو في وسطه أو في آخره وهو الأفضل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم استقر على ذلك وهو وقت تنزل الرب تبارك وتعالى وإجابته الدعاء.
وتستعين على قيام الليل بالقيلولة وتكون في وسط النهار بعد صلاة الظهر وقد أخرج سفيان بن عيينة في جامعه -قال ابن حجر وسنده صحيح- عن خوات بن جبير رضي الله عنه قال: نوم أول النهار خرق وأوسطه خلق وآخره حمق. ، فقوله وأوسطه خلق أي خلق نبوي به أخذ الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة. (18/362)
وبعد صلاة الفجر ينبغي أن تستغله في حفظ القرآن ومراجعته، ومذاكرة بعض العلوم الشرعية كالحديث والفقه ونحو ذلك، لأن هذا الوقت مبارك ويكون الذهن فيه خالياً عما يكدره مما يواجه الشخص في يومه.
ثم تذهب إلى المدرسة إن كنت لا تزال فيها أو إلى المشايخ وطلبة العلم للدراسة وتلقي العلم، وبعد المغرب في تحفيظ القرآن كما ذكرت.
والله أعلم.
30518
عنوان الفتوى:المسلم مطالب باستثمار وفته فيما ينفع رقم الفتوى:30518تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
فى الحقيقة السؤال يدور حول الإنترنت وهو أن زوجي يقضي نهاره وليله أمام الإنترنت ولا يسأل علي من الناحية الذاتية التقديرية، واكتشفت أخيراً أنه يجلس طول الليل ويراسل بنات ويكلمهن واكتشفت هذا بالصدفة وعندما واجهته لم أستطع أن آخذ حقاً ولا باطلاً ماذا أفعل؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه ينبغي للمسلم أن يعتني باستثمار وقته وطاقته فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، وأن لا يضيع وقته فيما لا يفيد، وذلك أن الإنسان مسؤول عن عمره فيم صرفه كما في الحديث: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه....... أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الألباني.
أما مراسلة البنات عبر الإنترنت ومحادثتهن عن طريقها فيراجع حكمها في الفتوى رقم: 1072.
وينبغي لهذه السيدة أن تحرص على هداية زوجها وتنصحه وترغبه في الأعمال الصالحة ومجالسة أهل الخير.
وأن تكثر سؤال الله له بالهداية في أوقات الإجابة، كما ينبغي لها أن توفر له من الأحاديث الشيقة والطرف ووسائل الترفيه والإمتاع والمؤانسة ما يشغله عن التفكير في غيرها، ويمكن أن تطالع بعض التوجيهات حول هذا الموضوع في كتاب تحفة العروسين، وفي غيره من الرسائل. (18/363)
كما أنه لا ينبغي إن تخرج من بيتها احتجاجاً على تصرفات زوجها، ولا تسأله الطلاق أن لم يكن هناك ضرر، وإذا لم يغير واقعه وخافت من ضرر في دينها، فلا مانع من أن تعرض عليه الخلع أو ترفع أمرها إلى المحاكم الشرعية، وراجعي الفتوى رقم:
4171.
والله أعلم.
30519
عنوان الفتوى:ليس للمرأة أن تسأل الطلاق إلا لضرر رقم الفتوى:30519تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : أقسم زوج على زوجته أن لا تبيت فى المنزل هذا اليوم وبعد ذلك تطور الشجار فطلبت الطلاق فطلقها الطلقة هي الأولى فهل تخرج للقسم الأول أم تجلس فى بيت الزوجية بنص الآية - ثم لو اخرجها الزوج فما الحكم؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه ينبغي للمسلم إذا حلف بالله أو بأسمائه على أمر ثم ظهر له أن غيره أتقى لله منه أن يكفر عن يمينه ويفعل الذي هو خير، كما في الحديث: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه. رواه مسلم.
وعلى هذا فإنه ليس للزوج أن يخرج مطلقته الرجعية ولا البائن الحامل من بيت الزوجية، وليس لها هي أن تخرج منه، لقول الله تعالى: لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ [الطلاق:1].
ويجب عليه إذا أصر على إخراجها أن يوفر لها سكنا آمنا مريحاً لأن إسكانها حتم عليه، وللمزيد من الفائدة والتفصيل في الموضوع راجع الفتوى رقم: 6943، والفتوى رقم: 17125.
هذا وينبغي أن تعلم المرأة أن الزوجين ينبغي لهما أن يسعيا في حل المشاكل وإبقاء العصمة، وينبغي لها أن لا تسأل الطلاق إلا لضرر، لما في الحديث: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أحمد وأبو داود وصححه الأرناؤوط والألباني. (18/364)
والله أعلم.
30520
عنوان الفتوى:الواجب التوبة ورد هذا المال رقم الفتوى:30520تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : أعمل لدى شركة متعددة الجنسيات ولديها نظام تأمين صحي على الموظفين، اعتاد العاملون بالشركة على الاستفادة من تذاكر الأدوية المصروفه لنا من طبيب شركة التأمين باستبدالها بسلع أخرى بدلاً من الأدوية وهذه السلع مثل: عطور- حافظات أطفال- أصناف أدوية غير المكتوبة بالتذكرة (للأقارب) إلى آخره مما يباع لدى الصيدليات، وهذا من إحدى الصيدليات التابعة لشركة التأمين، أرجو التعليق، إذا كان في هذا وزر فماذا نفعل إذا كنا نصرف من السلع منذ أربع سنوات؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا التصرف نوع من الغش، وأكل المال بالباطل، وقد نهى الله تعالى عن ذلك في كتابه حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [النساء:29].
وروى البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام.
فالواجب على من فعل ذلك المبادرة إلى التوبة، ورد هذه الأموال التي أخذها بغير وجه حق، فإن كان ذاكراً لمقدارها رده، وإلا فليتحر، وليرد ما هو أحوط له وأبرأ لذمته، ولمزيد من الفائدة نحيل السائل على الفتوى رقم: 6022.
ومن الواجب أيضاً بذل النصيحة للقائم على أمر الصيدلية، لأن ما يقوم به من استبدال الأدوية بغيرها منكر، وعون لغيره على الوقوع في الباطل، وارتكاب الإثم، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]، ولمزيد من الفائدة عن التأمين وحكمه نحيل السائل على الفتوى رقم: 3281، والفتوى رقم: 7394. (18/365)
والله أعلم.
30521
عنوان الفتوى:الأولى التفرغ لسماع القرآن وتدبر معانيه رقم الفتوى:30521تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : سيدي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله
هل يجوز أن أستمع إلى القرآن وأنا في المكتب ويكون الصوت خفيفاً وأتابع أعمالي وأتكلم مع الآخرين والتحدث في الهاتف أم يجب أن ألتزم بالآية (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون)، وهل المقصود بواو الجماعة في الآية الكريمة: المسلمون جميعا وكل من يسمع التلاوة أم أنها تخاطب المسلمين في الصلاة فقط؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأولى للإنسان أن يتفرغ لسماع القرآن وتدبر معانيه التماساً للرحمة المذكورة في قوله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204].
ولكن إذا كان في شغل في مكتبه وفتح شريط القرآن، فالأولى له أن يحرص قدر المستطاع على السماع كما أسلفنا، ولكن لا يجب عليه عند الجمهور، فقد حمل ابن عباس الأمر في الآية على ما إذا سمع القرآن في الصلاة، وحمله بعض السلف على الصلاة والخطبة معاً، ونقل ابن كثير في تفسيره كثيراً من الآثار عن السلف بهذا المعنى، ونقل القرطبي في تفسيره عن النقاش أنه قال: أجمع أهل التفسير على أن هذا الاستماع في الصلاة المكتوبة وغير المكتوبة.
وعليه فينبغي الاعتناء بسماع القرآن وتدبره، وإذا عرض شاغل منع من الاستماع والإنصات، فنرجوا ألا يكون ثمة إثم. (18/366)
والله أعلم.
30526
عنوان الفتوى:مس الذكر من غير حائل ينقض الوضوء رقم الفتوى:30526تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : ما حكم لمس القضيب باليد بعد الوضوء، هل ينقض الوضوء، وهل هناك فرق إذا لمسه مباشرة أو فوق الإزار، وهل هناك فرق بين لمسه براحة اليد أو أطراف الأصابع؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن مس الذكر من غير حائل ينقض الوضوء، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم: 9014، والفتوى رقم: 3892.
إلا أن القائلين بالنقض اختلفوا في كيفية اللمس الموجب للنقض حيث ذهب بعضهم إلى عدم التفريق في ذلك بين ظاهر اليد وباطنها، بينما ذهب الآخرون إلى قصر ذلك على باطن الكف ورؤوس الأصابع وجنباتها.
قال ابن قدامة في المغني: ولا فرق بين بطن الكف وظهرها وهذا قول عطاء والأوزاعي، وقال مالك والليث والشافعي وإسحاق لا ينقض مسه إلا بباطن كفه. انتهى.
وقال صاحب جواهر الإكليل المالكي عند قول خليل: ومطلق مس ذكره المتصل ولو خنثى مشكلاً ببطن أو جنب لكف. قال: فالمس بظهر الكف لا ينقض، وأما ببطن الكف أو جنب الأصبع ورأسه فإنه ينقض. انتهى منه بتصرف قليل.
والله أعلم.
30530
عنوان الفتوى:إذا اجتمع ما يوجب السجود قبل السلام وما يوجبه بعده يسجد لهما قبله رقم الفتوى:30530تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا زاد الإنسان في صلاته وكذلك نقص في صلاته فمثلا صلى الظهر وزاد سجودا ثم بعد ذلك قام ليتم صلاته ولم يجلس للتشهد فهل يلزمه سجود قبل التسليم لأن صلاته ناقصة وأيضا هل يلزمه سجود بعد التسليم لأنه زاد في صلاته؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن سها في صلاته سهوين أحدهما يوجب سجود السهو قبل السلام والآخر يوجبه بعده كفاه سجود سهو واحد قبل السلام، قال العلامة ابن قدامة يرحمه الله في المغني: فعلى هذا إذا اجتمعا -أي ما يوجب السجود قبل السلام وما يوجبه بعده- في صلاة واحدة يسجد لهما قبل السلام لأنه أسبق وآكد لأن الذي قبل السلام قد وجب لوجوب سببه ولم يوجد قبله ما يمنع وجوبه ولا يقوم مقامه فلزمه الإتيان به كما لو لم يكن عليه سهو آخر، وإذا سجد له سقط الثاني لإغناء الأول عنه وقيامه مقامه. انتهى. (18/367)
والله أعلم.
30532
عنوان الفتوى:لا يجوز سماع الأناشيد المصحوبة بالطبل رقم الفتوى:30532تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : هل يجوز سماع الأناشيد التي فيها إيقاع أو طبل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز سماع الأناشيد المصحوبة بطبل اللهو كالكوبة وهي طبل ضيق الوسط واسع الطرفين، ويجوز سماعها بصحبة الدف، وقد سبق تفصيل هذا في الفتوى رقم: 2351، والفتوى رقم: 25307.
والله أعلم.
30533
عنوان الفتوى:حكم تجاوز الميقات بغير إحرام رقم الفتوى:30533تاريخ الفتوى:05 صفر 1424السؤال : أحرمت من جدة وأنا من أهل الطائف وقد مررت بمكة المكرمة ذاهباً إلى جدة لمراجعة وظيفة بإحدى الشركات، وقد سبق أن نويت العمرة في نفس اليوم الذي نزلت فيه لجدة فما حكم العمرة التي أديتها وما كفارة تجاوز الميقات؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت نويت العمرة قبل مرورك بميقات أهل الطائف ولم تحرم فإنك بذلك قد فاتك واجب من واجبات العمرة يلزمك بتركه دم يذبح بمكة ويوزع على فقرائها.
أما إن كنت تجاوزت الميقات من غير نية للعمرة ثم طرأت عليك بعد ذلك النية فما فعلته صحيح لا يلزمك منه شيء، وانظر الفتوى رقم:
13335، والفتوى رقم: 6838.
والله أعلم.
3054
عنوان الفتوى:لا حرج في مخاطبة المرأة الرجل هاتفيا بشرط عدم الخضوع في القول رقم الفتوى:3054تاريخ الفتوى:20 شوال 1421السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله في جهودكم . كنت أتحدث في شبكتنا المحلية وكنت أكتب مقالات إسلامية فيها نصائح قيمة فالكثير يرسل لي بيجا للتحدث معي ولكن هناك من سألني وقال : هل يجوز الرجل أن يتحدث مع امرأة بالهاتف ؟ فقلت :لا . فقال : طيب أنا أكلمكِ الآن عن طريق البيج أليس هذا حراما ؟ ففزعت من كلامه حتى نبهني لأمر مهم . فقلت ربما هذا حرام وأنا سوف أغلق البيج نهائيا .. فأنا الآن أغلقت البيج .. ولكن سؤالي هو : هل البيج حرام مع أن الصوت لا يظهر .. وحديثي كله ذكر الله .. فكم من شخص أزعجني وأنا أذكره بالله .. وهناك الكثير الكثير تغيّر مجرى حياتهم حسب ماقالوا يقولون : نعم الأخت أنتِ .. فأنتِ تذكريننا بالله .. فجزاك الله خيرا .. ولكن يا أهل العلم هل البيج حرام ؟ (18/368)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد كرم الإسلام المرأة أيما تكريم، ورفع من شأنها وأعطاها حقوقها التى سلبتها الأمم قبلُ. ومن تكريم الإسلام للمرأة صيانتها عن الابتذال ، ولذلك أمرها الله تعالى بالحجاب وأن تغض من صوتها وألا تخضع بالقول، قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)[ النور: 31] وقال تعالى: ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) [الأحزاب: 32]. فلكي لا تكون المسلمة جسرا الىً ما يغضب الله فعليها أن تحتاط في كلامها وأن يكون ذلك على قدر الحاجة الداعية إلى ذلك وأن يكون كلامها بغير خضوع فإذا كان ذلك كذلك فلا حرج في مخاطبة المرأة الرجل على الهاتف قال تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) [الأحزاب: 53]. وليس عليها حرج في الكتابة أو التحدث عن طريق ما يسمى بـ (البيج) إذا التزمت بالضوابط الشرعية وراعتها جيداً. فإن علمت من نفسها ميلا عن هذه الضوابط التي تصونها فلا ينبغي التساهل في هذا أبداً ، لما يترتب عليه من مفاسد عظيمة وشرور كبيرة. ونقول للأخت الكريمة : إن اشتغالها مع بنات جنسها خير لها ، وهو مجالها الطبيعي ، ولن تستطيع أن توفيه حقه ، وهي به أعرف وعليه أقدر، ولم تكلف دعوة الرجال ابتداءً . ودرء المفاسد المفضية إلى الشر مقدم على المنافع التي لايتوقف جلبها عليك. (18/369)
والله أعلم.
30549
عنوان الفتوى:شرب الدخان مع كونه معصية لكنه لا يؤثر على صحة الحج رقم الفتوى:30549تاريخ الفتوى:06 صفر 1424السؤال : الحمد لله والصلاة على رسول الله أما بعد...أنا شاب من الله علي بالحج في السنة الماضية ولكن ابتليت بالتدخين وقد دخنت السجائر في إحرام الحج، وقد رأيت حجاجاً يفعلون هذا وهذا ما شجعني هل هذا يبطل الحج و الإحرام؟؟ مع ندمي وأسفي وعدم معرفتي بحرمته سابقا؟ نرجو التيسير جزاكم الله عني و عن الإسلام خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: (18/370)
1819 حكم الشرع بشأن شرب الدخان.
وعليه فنقول للسائل إنه يجب عليه أن يقلع فوراً عن تناول الدخان بعد أن علم حكم الله عز وجل فيه.
أما بخصوص استعمالك له في فترة الحج فرغم كون ذلك معصية فإنه لا تأثير لاستعماله على صحة الحج.
والله أعلم.
30551
عنوان الفتوى:جراحة تصغير المعدة - رؤية شرعية رقم الفتوى:30551تاريخ الفتوى:06 صفر 1424السؤال : امرأة تريد إجراء عملية جراحية لتصغير حجم المعدة لتقلل من تضخم جسدهاعن طريق الإقلال من الطعام الداخل إلى الجسد .. فهل هذا جائز شرعا؟ وجزاكم الله خيرا..
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز لهذه المرأة القيام بهذه العملية لأنه لا توجد ضرورة إليها، وما دام الأمر كذلك فإن فعلها يعد محرماً شرعاً لدخوله ضمن العمليات التحسينية التي قد ذكرنا حكمها في الفتوى رقم: 11647والفتوى رقم:
8149
وننبه هنا إلى أنه توجد أكثر من وسيلة مشروعة للتخلص من السمنة الزائدة:
1-المداومة على الصوم.
2-التقليل من الطعام والاقتصار على الحد الأدنى منه.
3-مزاولة الرياضة.
فهذه الأمور وما شابهها تساعد على بلوغ المطلوب دون الوقوع في فعل محرم.
والله أعلم.
30554
عنوان الفتوى:لا بد من رد المظالم إلى أهلها أو تحصيل البراءة منهم رقم الفتوى:30554تاريخ الفتوى:06 صفر 1424السؤال : بسم اللّه الرحمن الرحيم أرجوالتفصيل :الحمد للّه الذي هداني أخيراً إلى طريقه القويم لقد كنت أسرق من أبي النقود لكي ألبّي هذه الشهوات التي كانت تأسر قلبي، وبعد توبتي سمعت من العلماء أنّ من شروط التوبة إرجاع الحقوق إلى أصحابها(أبي)والذي يشغلني الآن كيف ذلك؟فأنا طالب لا أملك النقود التي تمكنّني من إرجاع هذا الحق.ولست أدري ماذا أفعل فأنا لا أملك الشجاعة لكي أصارح أبي بفعلي الكبير خاصة وأنّه عكر المزاج.فهل يقبل اللّه توبتي إذا قررت عدم إخباره وقررت إرجاع النقود إليه عندما أكبر وأستطيع أن انفق على نفسي.وإذا توفيت قبل مقدرتي على ذلك فهل يغفر اللّه لي ذلك وكذلك الحال إذا مات أبي قبل إرجاع النقود إليه، أرجو الإفادة مع التوضيح الصريح (18/371)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن للتوبة شروطاً ثلاثة بالنسبة للمعاصي التي ليس فيها حقوق الآدميين، وهذه الشروط هي: الإقلاع عن المعصية حالاً، والندم على فعلها في الماضي، والعزم عزماً جازماً على أن لا يعود إلى مثلها أبداً، وإن كانت المعصية تتعلق بحق الغير، فإنه يشترط فيها رد المظالم إلى أهلها، أو تحصيل البراءة منهم، فالأحوط لك إذاً أن تصارح أباك بما صدر منك وتستغفره عازماً على أن لا تعود إلى مثل هذا الفعل.
وإن لم تكن قادراً على ذلك فاطلبه المغفرة في الجملة، واستغفر الله كثيراً، وواظب على فعل الخير مع العزم على رد الحقوق متى استطعت، وانظر الفتوى رقم:
21098
والله أعلم.
30556
عنوان الفتوى:كيفية التخلص من السحر رقم الفتوى:30556تاريخ الفتوى:06 صفر 1424السؤال : كيف أتخلص من السحر عندما أجده في البيت، وغالباً ما نجد أوراقاً أو حجاباً .. وكيف أحصن البيت، وهل يكفي أن أشعل شريط سورة البقرة أم يجب أن يقرأها أحد أعضاء البيت؟ (18/372)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التخلص من السحر -إذا أمكن الحصول عليه- يكون بمحوه إن كان مكتوباً أو دفنه، قال ابن ملفح في الآداب الشرعية: وأما علاج المسحور، فإما باستخراجه وتبطيله كما في الخبر، فهو كإزالة المادة الخبيثة. انتهى.
وهو يشير بذلك إلى حديث سحر لبيد بن الأعصم للنبي صلى الله عليه وسلم: وفيه أن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أفلا استخرجته؟ قال: قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شراً فأمر بها فدنت. رواه البخاري ومسلم
ولا شك أن قراءة سورة البقرة في البيت من أعظم أسباب العلاج من السحر والوقاية منه، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
والظاهر أن المقصود -وهو القراءة- يتحقق بحصولها بواسطة قراءة جهاز التسجيل، إلا أن الأولى قراءة الإنسان لها بنفسه، لأن ذلك أدعى للإخلاص واستحضار النية.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
18351
والله أعلم.
30557
عنوان الفتوى:الحلف بالله كذبا من أعظم المحرمات رقم الفتوى:30557تاريخ الفتوى:06 صفر 1424السؤال : أنا كثيراً ما كنت أحلف بالكذب ولا أعرف هل توبتي مقبولة أم لا؟ أخاف من عقاب ربي...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه مما لا شك فيه أن الحلف بالله تعالى كذباً من أعظم المحرمات التي يجب على المسلم تجنبها، وأشدها إثماً إن كان قد اقتطع الإنسان بتلك اليمين حقاً لأخيه المسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس. (18/373)
وقوله أيضاً: من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم هو عليها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ولكن إذا تاب العبد توبة نصوحاً فإن الله تعالى بمنه وكرمه يتجاوز عنه لقوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم [الزمر: 53]
وعلى هذا فنقول للسائل عليك بالتوبة والاستقامة على الدين ثم بالإكثار من الطاعات لقول الله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات [هود: 114] ولقوله صلى الله عليه وسلم: وأتبع السيئة الحسنة تمحها رواه أحمد وغيره.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
7228
والله أعلم.
3056
عنوان الفتوى:كيفية سجود التلاوة رقم الفتوى:3056تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما هو سجود التلاوة، وما هي كيفية أدائه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسجود التلاوة سجدة واحدة، يسن أداؤه عند تلاوة إحدى الآيات التي تحتوي على سجدة وانظر لمعرفة مواضع السجود في القرآن الفتوى رقم 24835، فمن وصل إلى موضعها سجدها، سواء كان في صلاة، أم لم يكن فيها. ومن أهل العلم من اشترط في ساجدها أن يكون على طهارة، ومنهم من لم يشترط ذلك ومنشأ الخلاف بينهم هو: هل هي صلاة أم لا ؟ فمن رآها صلاة اشترط فيها الطهارة ومن لم يرها صلاة لم يشترطها فيها.
وكيفيتها: أن يسجد القارئ سجدة يدعو فيها بالدعاء المأثور: "سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين" ويكبر عند خفضه ورفعه ولو كان في الصلاة ولا يسلم. (18/374)
والله أعلم.
30561
عنوان الفتوى:كتابة الزواج أولى ضمانا للحقوق رقم الفتوى:30561تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : هل الزواج يكون شرعياً بالكلام بالإيجاب والقبول بدون كتب الكتاب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيشرط لصحة الزواج خمسة شروط:
1- تعيين الزوجين.
2- رضاهما.
3- وجود الولي.
4- الإشهاد عليه.
5- خلو الزوجين من موانع النكاح.
فإذا توافرت هذه الشروط صح النكاح، ولو لم يكتب في الأوراق الرسمية، ولكن الكتابة من باب التوثيق وضمان الحقوق أولى، ولمزيد من التفصيل نحيلك إلى الفتوى رقم: 1766.
والله أعلم.
30562
عنوان الفتوى:هل يقصر المسجون صلاته ؟ رقم الفتوى:30562تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : السلام عليكم
هل المسجون يقصر الصلاة؟ مع العلم أن إقامة الجمعة والأعياد ممنوعة داخل السجن.
نرجو الإفادة مع ذكر الأدلة على قياس السفر مع السجن.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسجون لا يقصر صلاته، ولا نعلم دليلاً يقيس السفر على السجن، ولتنظر شروط قصر الصلاة في الفتوى رقم: 558.
والله أعلم.
30563
عنوان الفتوى:زكاة المزرعة حكمها ومقدارها وكيفية إخراجها رقم الفتوى:30563تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : عندي مزرعة ممنوحة من الدولة تدخل نقوداً مختلفة ومنذ فترة لم أزك عنها علماً أن الكهرباء والسقي عليّ
فكم هو المقدار المطلوب للزكاة؟ مع العلم أن هذه التقود لم يحل عليها العام.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزكاة ركن من أركان الإسلام، وشعيرة من شعائره، فرضها الله تعالى لمستحقيها على كل من ملك نصاباً وحلت فيه الزكاة. (18/375)
فتأخير إخراجها عن وقت وجوبها وإمكانها ظلم وتعدٍّ على حقوق مستحقيها، لذا تجب عليك أخي الكريم التوبة من تأخير الزكاة عن أهلها، وتجب المبادرة بأدائها فوراً، فتزكى عن كل فترة حصدت فيها ما يبلغ نصاباً فأكثر لقول الله تعالى: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141].
هذا إذا كنت تزرع الحبوب والثمار التي تجب فيها الزكاة مثل: القمح والشعير والأرز والتمر ونحو ذلك، والذي يجب إخراجه عليك في هذه الحالة التي كان السقي فيها بكلفة هو نصف العشر، ويكون من نفس المحصول وليس من ثمنه، وبما أنك بعت المحصول، فإن كان بإمكانك شراء مثله فاشتره وأخرجه، وإن لم يتيسر لك فادفع قيمة نصف العشر نقوداً.
أما في حالة ما إذا كان المحصول الذي تنتجه مزرعتك ليس من الأصناف الزكوية مثل: الفواكه والخضروات على القول بعدم وجوب الزكاة فيها -وهو الراجح- فلا زكاة إلا في ما خرج منها من الثمن بشرط أن يبلغ النصاب ويحول عليه الحول.
والله أعلم.
30564
عنوان الفتوى:رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام سنة مستحبة رقم الفتوى:30564تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : هل رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام في الصلاة أمر ضروري؟ وماذا يترتب على عدم رفعهما؟ حيث إننا هنا نتبع المذهب الذي يعتبر رفع اليدين ليس ضروريا ودليلهم على ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام رفعهما من أجل الكافر الذي يصلي خلفه والذي خبأ السكين تحت إبطه لقتله.
فالرجاء إبلاغي هل نحن على صواب أم لا؟
جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فرفع اليدين عند تكبيرة الإحرام سنة مستحبة نقل الإمام النووي الإجماع على استحبابها، ولكنه ليس بواجب، ولا تبطل الصلاة بتركه، ولكن تاركه فوّت خيراً عظيماً بتركه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن رفعه عليه الصلاة والسلام ليديه من أجل الكافر خلفه كما في السؤال، علماً بأننا لم نقف على هذه القصة المذكورة ولا نعلم صحتها من ضعفها، ولكن الشيء الذي ينبغي أن يُعلم هو أن رفع اليدين في تكبيرة الإحرام وعند الركوع والرفع منه والقيام من الركعة الثانية سنة واظب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد حكاها في صفة صلاته جماعة من الصحابة يزيدون على العشرين صحابياً منهم: ابن عمر الذي قال فيما رواه الإمام مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه ثم كبر، فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود. (18/376)
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مداً رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وأحمد.
وروى البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد وهذا لفظ الترمذي: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي قال: سمعته وهو في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة بن ربعي يقول: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: ما كنت أقدمنا له صحبة ولا أكثرنا له إتياناً، قال: بلى، قالوا: فاعرض، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائماً ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال: الله أكبر وركع.... إلى آخر الحديث الطويل في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
فعلى المسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ويعمل بسنته، ولا يتعصب لمذهبه على حساب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحق أحق أن يتبع، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. (18/377)
والله أعلم.
30566
عنوان الفتوى:الله تعالى يعاقب العاصي عدلا ويثيب المحسن فضلا رقم الفتوى:30566تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : عند حدوث أي حدث لشخص يقال إن هذه هي إرادة الله لكنني أعترص أعلم أن الله يعلم الغيب وهو مطلع على كل شيء ولكن هذا الحدث سوف يعاقب عليه الفاعل إذا الله اعطاني العقل لتجنب الأعمال التي تضر وما ليس لنا قدرة عليه هو من عند الخالق الرجاء إفادتي حتى أتجنب هذا الأمر.
ودمتم للإسلام.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن أي حدث في هذا الكون هو بإرادة الله وقضائه، ومع ذلك فالله تعالى يعاقب العباد على ما فرط منهم من المعاصي عدلاً منه، ويثيبهم على ما قدموه من الإحسان تفضلاً منه وكرماً.
فهل الإنسان بذلك مسير أم مخير؟ إن الإنسان مسير ومخير في نفس الوقت، وتفسير ذلك أن جميع ما يقوم به من أفعال هو تنفيذ لأوامر كونية قدرية سبق تحديدها، وليس بإمكانه أن يغير شيئاً منها، فهو من هذا المنطلق مسير.
وهو من جهة ثانية قد أُعطي العقل والحواس التي يميز بها بين النافع والضار، وأُعطي القوة لتنفيذ ما يريد، ولم يكرهه أحد على انتهاج هذا المسلك أو ذاك، فهو بذلك مخير، فالتسيير المحض هو أن يهم بفعل فلا يجد الوسيلة لفعله، والتخيير المحض هو أن يقوم بأفعاله من غير أن تكون محددة سلفاً.
ولتنظر أدلة ذلك في الفتوى رقم: 4054.
والله أعلم.
30567
عنوان الفتوى:من الهراء أن تدعي امرأة أنها حامل بالمهدي رقم الفتوى:30567تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : هل المرأة التي ظهرت في التليفزيون وقالت بأنها حامل بالمهدي كلامها صحيح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/378)
فإن للمهدي علامات ذكرتها الأحاديث النبوية لا تمكن معرفته إلا بها، ولا يكون ذلك إلا بعد انتصابه، ولذا فما يقال من ظهور بعض النساء وادعاء كل واحدة منهن أنها حامل بالمهدي هراء لا يصح منه شيء، وإليك بعض الأحاديث التي وردت فيها ذكر المهدي عليه السلام:
- فمن ذلك ما أخرجه أحمد من حديث عبد الله بن مسعود: لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
- وفي لفظ أبي داود: واسم ابيه اسم أبي.
- وفي لفظ لأبي داود أيضاً: يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
- وفي سنن أبي داود بسند صحيح من حديث أم سلمة: المهدي من عترتي من ولد فاطمة.
وإيماننا بالمهدي يدعونا إلى العمل لا إلى الكسل، فإن كثيراً من الناس يئس من تغيير الواقع، وجلس عن الدعوة إلى الله، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وظل يرقب وينتظر ظهور المهدي ليغير الأمر، وهذه سلبية نتجت عن الفهم الخاطئ للنصوص، فالمسلم مطالب بالعمل، ويكفي في الدلالة على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل. رواه أحمد وغيره.
والله أعلم.
30568
عنوان الفتوى:حكم بيع الحلي الذي أوصت المورثة بلبسه دون بيعه رقم الفتوى:30568تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : ماتت جدتي ولديها أربع بنات وعندها أربعة بناجر (أساور) ذهب من النوع القديم وأوصت بناتها بأخذها ولباسها وأرادت البنات بيعها وشراء بناجر جديدة بثمنها فهل يجوز بيعها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه الجدة من جهة الأب ولم تترك وارثاً إلا هؤلاء البنات الأربعة، فهذه البناجر ميراث لهن بالسوية -لأن لهن الثلثين فرضاً والباقي رداً- ويتصرفن في هذا الميراث بما أجببن من بيعه وشراء غيره، أو هبته، أو نحو ذلك من أنواع التصرفات. (18/379)
ولا أثر لوصية والدتهن في منعهن من التصرف في هذه البناجر بما أحببن، لأن ملكية هذه البناجر انتقلت إلى الورثة بمجرد الوفاة.
وإذا كانت هؤلاء البنات غير وارثات مثل أن يكن بنات بنات فوصية جدتهن لهن نافذة وصحيحة في حدود الثلث من التركة، فإن كانت قيمة البناجر دون ثلث التركة صحت الوصية، وإن كانت فوقها لم تصح فيما زاد على ثلث التركة إلا بإجازة الورثة إذا كان ثم وارث، ولهن على كل حال التصرف بما أحببن في ما أصبن من هذه الوصية، فلهن بيع النباجر وشراء غيرها، ونحو ذلك من التصرفات.
ولا تأخذ هذه الوصية حكم الوقف لو قلنا بجواز الوقف المعلق على شرط الموت، لأن الوقف لا يصح إلا بالقول أو الفعل الدال عليه، وليس هذا متحققاً في هذه المسألة.
وإذا كان هناك ورثة أخرون مع هؤلاء البنات الوارثات فلا تصح الوصية للبنات إلا أن يجيزها الورثة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، زاد الدراقطني والبيهقي: إلا أن يجيز الورثة.
فإن أجاز بقية الورثة هذه الوصية جازت، وإن أجازها البعض جازت في حقهم دون حق من منع، وفي حالة إجازة الورثة أو بعضهم فللبنات التصرف في ما صح لهن من هذه الوصية بالبيع أو غيره من التصرفات.
والله أعلم.
3057
عنوان الفتوى:حكم إسدال المحرمة الخمار على وجهها. رقم الفتوى:3057تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل يجوز للمنتقبة خلع النقاب أثناء الحج؟ وهل يجوز خلعه في هذا الزمان مع وجود الزحام الشديد واختلاط الرجال بالنساء أثناء الحج وخاصة أثناءالطواف والسعي ؟ وإذا كان يجوز خلعه وكشف الوجه هل يكون ذلك من بداية الإحرام أم أثناء الطواف والسعي فقط؟ (18/380)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد
صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ولا تنتقب المرأة المحرمة " رواه البخاري، وعليه فيحرم على المرأة المحرمة أن تنتقب ، لكن في حالة الاختلاط وخوف الفتنة يجوز أن تسدل الخمار على وجهها دون أن يلامس بشرة وجهها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه " رواه أبو داود . وهذا الحكم عام في كل موضع تخشى فيه الفتنة، سواء كان ذلك أثناء السعي أو الطواف أو بمنى . والله أعلم .
30571
عنوان الفتوى:حكم الزواج برجل غير مختون رقم الفتوى:30571تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
- ما هو الحكم الشرعي في الزواج برجل غير مختون؟ لأنه كان قبل إسلامه مسيحياً وإذا تم هذا الزواج فما هو العمل؟.
- رجل قام بقتل امرأة بحادث سيارة وهذا منذ حوالي سبع سنين وهو الآن يريد أن يكفر عن خطئه بالإطعام بدلاَ من الصيام فهل يجوز هذا؟.
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف العلماء في حكم الختان، فذهب الشافعية والحنابلة في المعتمد عندهم إلى وجوبه على الرجال والنساء، ووقت الوجوب عند البلوغ، ويندب تقديمه في الصغر إلى سن التمييز، لأنه أرفق به وأسرع برءاً، والصحيح المفتى به عند الشافعية أنه يوم السابع بيوم الولادة. (18/381)
وذهبت الحنفية والمالكية إلى سنيته على الرجال والنساء.
وعليه، فإذا كان الشخص مقتنعاً بسنتيه فلا شيء عليه، ولا ينبغي للمرأة أن ترفضه لهذا السبب. وأما إذا كان مقتنعاً بحرمته وتعمد تركه فهو آثم، وللمرأة أن تمتنع من الزواج به.
وأما من قتل مسلماً خطأ، سواءً كان رجلاً أو امرأة فعليه أمران:
الأول: الدية إن لم يعف عنها أولياء المقتول.
والثاني: الكفارة وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع سقطت عنه الكفارة، وليس عليه إطعام عند جمهور أهل العلم -وهو الراجح-.
والله أعلم.
30573
عنوان الفتوى:من كان راتبه يكفي مؤنته ومؤنة من يعول فلا يعطى من الزكاة رقم الفتوى:30573تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هل يجوز دفع الزكاة إلى الخدم الذين يعملون عندي؟ حيث إن عندي عاملة منزلية براتب شهري وأريد أيضاً أن أعطيها من الزكاة فهل يجوز ذلك؟
أفتوني مأجورين وجزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن للزكاة مصارف حصرها الله تعالى في الآية (60) من سورة التوبة، فقال: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
ومن له راتب يكفيه مؤنة عيشه ومؤنة من يعول فليس من مصارف الزكاة، لأنها لا تحل لغني بنفسه، أو بغيره كالزوجة تستغني بزوجها والأولاد يستغنون بأبيهم والخادم يستغني بمخدومه، كما لا تحل لقوي قادر على الكسب لحديث عبيد الله بن عدى بن الخيار: أن رجلين حدثاه أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه من الصدقة فصعد فيهما البصر وصوبه فرآهما جلدين فقال: إن شئتما أعطيتكما منها ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب رواه أحمد وأبو داود والنسائي. (18/382)
وعلى هذا، فإن كانت الخادمة لا يكفيها راتبها لضعفه وكثرة عيالها مثلا، فهي من أهل الزكاة.
أما إن كان راتبها يكفي لمؤنتها ومؤنة من تعول، فلا تعطى من الزكاة.
والله أعلم.
30574
عنوان الفتوى:من الهداية الأمر بالمعروف واللنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم رقم الفتوى:30574تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : أقيم في دولة أوروبية وتوجد جالية عربية ضخمة وأغلبها من الشباب المسلم الضائع وأحاول مع جمع من شباب الصحوة المسلم الإصلاح ونتجالس ونتدارس الكتب الموافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة أما الأمور التي قد نختلف فيها فنردها إلى أهل العلم ونحاول أن نتدارس بعض الكتب المختلفة والمشروحة في العبادات والعقيدة وقد أخبرني أخ لي في الله أن ما نفعله من مجالس من هذا القبيل وما يحدث من زلات في هذه المجالس التي لا بد منها ونحاول ملاحظتها دائما لا يجوز بدون عالم فهل هذا صحيح؟ لا سيما أن هناك آثاراً طيبة جدا ومباركة على شبابنا وقال لي أيضا إننا الآن يجب أن نهتم فقط بأنفسنا نعلمها جيدا لأننا في عصر الفتن مستندا إلى الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا إهتديتم) هل ينطبق علينا الآن معنى هذه الآية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجزاكم الله خيراً على ما تقومون به من الدعوة والاصلاح ونشر الخير، وهنيئاً لكم البشارات النبوية الواردة في حق الدعاة ومعلمي الناس الخير، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 23866، والفتوى رقم: 21061. (18/383)
ولا يشترط وجود عالم معكم في كل أموركم الدعوية، ولكن يجب أن لا يفصل في أمر يتوقف على حكم شرعي إلا بعد معرفة حكم الله في تلك المسألة من خلال سؤال أهل العلم.
وأما الاستدلال بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [المائدة:105]. على ترك الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو من ضرب النصوص الشرعية بعضها ببعض، ووضع لهذه الآية في غير موضعها، فإن الله تعالى قال في الآية إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ومن الهداية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم، فإن فعل المسلم كل ذلك فلا يضره من ضل.
وانظر الفتوى رقم: 27530، والفتوى رقم: 5380.
والله أعلم.
30575
عنوان الفتوى:للموظف أن يستخدم ما أذن به صاحب العمل أو جرى به العرف رقم الفتوى:30575تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : أعمل كمحاسب ومن خلال تفقدي للشبكة وأسئلتها المفيدة بمركز الفتوى دفعني ذلك لمراجعة نفسي في بعض التصرفات في الفترة الماضية وإنني أعتقد أني مدين لعملي بمبالغ علي ردها مثل: استخدامي لسيارات العمل لقضاء حوائج شخصية، الاتصال من العمل بالمنزل أو الأقارب في محافظة أخرى، استخدام جهاز هاتف جوال بالمخزن خاص بالعمل لاستخدامي الشخصي لمدة سنتين ثم رددته مكانه هل ما أفعله مجاهرة بالإثم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للموظف أن يستخدم إلا ما أذن به صاحب العمل أو جرى به العرف، وما أخذه الموظف من مكان عمله من نقد أو عين أو منفعة وجب عليه رده إن كان باقياً، أو رد ثمنه إن لم يكن باقياً، وهذا ما ذكرناه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1553، 5763، 11303، 12385، 14039، 19303. (18/384)
وقال الإمام العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام: فائدة: كل ما يثبت في العرف إذا صرح المتعاقدان بخلافه بما يوافق مقصود العقد صح، فلو شرط المستأجر على الأجير أن يستوعب النهار بالعمل من غير أكل وشرب ويقطع المنفعة لزمه ذلك، ولو أدخل أوقات قضاء الحاجات في الإجارة مع الجهل بحال الأجير في قضاء الحاجة لم يصح، ولو شرط عليه أن لا يصلي الرواتب وأن يقتصر في الفرائض على الأركان صح، ووجب الوفاء بذلك، لأن تلك الأوقات إنما خرجت عن الاستحقاق بالعرف القائم مقام الشرط، فإذا صرح بخلاف ذلك مما يجوزه الشرع ويمكن الوفاء به جاز. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 23145.
والله أعلم.
30576
عنوان الفتوى:تصح النيابة في النكاح رقم الفتوى:30576تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : السلام عليكم
باختصار تعرفت علي امرأة أعجمية مسلمة عن طريق الإنترنت وهي ملتزمة ولله الحمد ولكني أريد أن أوكل أحد الأشخاص في بلدها بتزويجها لي بالوكالة وذلك اختصاراً للإجراءت حينما تأتي إلي بلدي هل يجوز هذا؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النكاح من العقود التي تقبل فيها الوكالة، فإذا كان هذا السائل قد رضي بالزواج من هذه المرأة فيمكن أن يقوم بتوكيل شخص ثقة نيابة عنه في شأن النكاح، ويشترط أن يكون ولي المرأة راضياً مع وجود شهود وصداق إلى آخر الأركان المطلوبة في عقد النكاح.
والدليل على أن النكاح تقبل فيه النيابة ما أخرجه الترمذي والإمام أحمد والبيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بتوكيل أبي رافع في شأن زواجه بميمونة رضي الله عنها. (18/385)
وكتوكيله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية في شأن زواجه بأم حبيبة بنت أبي سفيان كما في المغني لابن قدامة وغيره.
لكن ننصح الأخ السائل وغيره بأن لا يضيعوا أوقاتهم في الاتصال بالنساء الأجنبيات ومهاتفتهن، فإن في ذلك من المفاسد ما الله به عليم، ويمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 14343.
والله أعلم.
30578
عنوان الفتوى:الصدق في المعاملة جالب للخير والبركة رقم الفتوى:30578تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
ما حكم بيع قطع غيار سيارات (تجارية) ولكن معبأة في كراتين (أصلية) طبعاً نحن نأخذها تجارية ونبيع بأسعار التجاري لأصحاب المحلات التجارية ولا ندري إن كان بعضهم يبيعها على أنها أصلية أم لا فما حكم هذا؟
أفتونا جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنما تقوم به من البيع لا إثم عليك فيه، لأنك إن شاء الله تعالى بعت بضاعة على الحالة التي اشتريتها بها بدون تدليس منك ولا غش، لكن إن كنت تعلم أن الذين يشترون منك سيدلسون ويغشون غيرهم فلا يجوز بيعها لهم، لأنه من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله تعالى عنه، ولا شك أن الصدق في المعاملة جالب للخير والبركة، وأن الغش والتدليس سبب لمحق البركة، وأذكر ببشرى عظيمة لكل من يكون صادقاً في المعاملة مع غيره وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم: التاجر الأمين الصدوق المسلم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين أخرجه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
والله أعلم.
30579
عنوان الفتوى:ثابري على الوبة والبر والصلاة والدعاء رقم الفتوى:30579تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : انا آنسة ارتكبت جميع المعاصي والكبائر ما عدا الشرك بالله وكنت ومازلت دائماً أشعر بالذنب أرسلت إلى مواقع كثيرة أطلب الفتوى ولم يجبني أحد ماذا أفعل لكي يتقبل الله توبتي الشعور بالذنب يقتلني ومن الكبائر التي اندم عليها حتى الموت هو الزنا فهل يجب علي أن أخضع للعملية لإصلاح ما فسد أم لا؟ (18/386)
أريد التوبة بشدة.. هل يتقبل الله صلاتي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإني أدعوكِ إلى مطالعة الفتوى رقم: 17308 لتعرفي سعة رحمة الله ومغفرته، والفتوى رقم: 5091 لتعرفي شروط التوبة.
أما خضوعك للعملية التي أشرت إليها فلا يجوز أصلاً، لما فيه من التعرض للكشف عن العورة المغلظة، وإنما الذي يجب عليك هو إخلاص التوبة والصدق فيها، ومن فضل الله تعالى ومنِّه أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وأما قبول صلاتك، فالله تبارك وتعالى وعد بالفلاح للمؤمنين الذين خشعوا في صلاتهم وتذللوا لله، يقول الله تبارك وتعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2].
فثابري على التوبة والصلاة والبر والدعاء، وابتعدي عن بيئات السوء تفوزي وتفلحي، يقول الله عز وجل: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70].
والله أعلم.
3058
عنوان الفتوى:قوله عليه الصلاة والسلام : "الدين النصيحة" رقم الفتوى:3058تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما المقصود بالنصيحة لله و لرسوله الواردة في الحديث الشريف "الدين النصيحة" ؟ جزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث الذي تسأل عن معناه في سؤالك هاك نصه: عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدين النصيحة الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله قال" لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" وهو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه ومعنى الحديث باختصار هو أن النصيحة لله: توحيده ووصفه بصفات الكمال والجلال وتنزيهه عما يضادها ويخالفها وتجنب معاصيه والقيام بطاعته ومحابه في وصف الإخلاص والحب فيه والبغض فيه وجهاد من كفر به والدعاء إلى ذلك والحث عليه. والنصيحة لكتابه: الإيمان به وتعظيمه وتنزيهه وتلاوته هي تلاوته والوقوف مع أوامره ونواهيه وتفهم علومه وأمثاله وتدبر آياته والدعاء إليه وذب تحريف الغالين وطعن الملحدين عنه. والنصيحة لرسوله: الإيمان به وبما جاء به وتوقيره وتبجيله والتمسك بطاقته وإحياء سنته واستثارة علومها ونشرها ومعاداة من عاداه وعادها موالاة من والاه ووالاها والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة آله وصحابته. والنصيحة لأئمة المسلمين: معاونتهم على الحق وطاعتهم وتذكيرهم به وتنبيههم برفق ولطف والدعاء لهم بالصلاح والبطانة الصالحة وعدم طاعتهم في المعصية ومنا صحتهم بالتي هي أحسن. والنصيحة لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم وستر عوراتهم وسد خلافهم ونصرتهم على أعدائهم والذب عنهم ومجانبة الغش والحسد لهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه. والله أعلم. (18/387)
30580
عنوان الفتوى:تناول المفطرات ليلا لا يفسد الصيام رقم الفتوى:30580تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : شاب في ليلة من ليالي رمضان كاد أن يقع في كبيرة الزنى أحاطت به المغريات حاول الابتعاد ولكن النفس الامارة بالسوء حاصرته ولتفادي هذه الجريمة استمني بيده ولم يزن وبعدها ندم على فعلته وتاب ما حكم صيامه؟ علماً بأن ذلك حدث ليلاً هل صيامه صحيح؟ وهو الآن في صراع نفسي.
أفيدونا جزاكم الله خيراً. (18/388)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاستمناء باليد حرام، ويمكنك أن تتعرف على طرق علاجه، وأقوال العلماء فيه في الفتوى رقم: 23935.
وأما صيامك فهو صحيح إن شاء الله، لأن تناول المفطرات مفسد للصيام في نهار رمضان لا في ليله، لقول الله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [البقرة:187].
لكن المعصية تعظم حسب الزمان والمكان، كما أن الطاعة تتضاعف كذلك حسب المكان والزمان.
والله أعلم.
30581
عنوان الفتوى:الحدبث الوارد في سبب نزول قوله تعالى "ويل للمطففين" صحيح رقم الفتوى:30581تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : ما مدى صحة الحديث التالي وهل هو صحيح أم ضعيف ومن الراوى: (لما قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة وجد أهلها من أخبث الناس كيلا فنزل قوله تعالى: " ويل للمطففين")؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث رواه ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولفظه: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الله المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً، فأنزل الله سبحانه "ويل للمطففين" فأحسنوا الكيل بعد ذلك رواه النسائي في السنن الكبرى، والبيهقي في سننه، والطبراني في معجمه الكبير، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وفيه "أبخس" بدل "أخبث" وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب، وقد حسن هذا الحديث الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، وصحيح الترغيب والترهيب. (18/389)
والله أعلم.
30582
عنوان الفتوى:"بصائر" عنوان جذاب لمجلة إسلامية هادفة رقم الفتوى:30582تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : نقوم بعمل مشروع التخرج وهو عبارة عن مجلة إسلاميه أرجو اقتراح اسم لها يكون خفيفا وجذاباً؟
وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنقترح أن تسموها "بصائر" اقتباساً من قوله تعالى: قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [الأنعام:104]. وقوله تعالى: هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [الجاثية:20].
ومعنى بصائر: أي بينات وحجج ظاهرة يعرف بها الهدى من الضلال والحق من الباطل.
ونوصيكم -وفقكم الله- أن تتحروا في هذه المجلة بيان العقيدة الإسلامية الصحيحة، وما يناقضها من العقائد الضالة والبدع الباطلة، وأن تحرصوا على بيان ما يحتاجه المسلم المعاصر من قضايا تربوية وفكرية وسلوكية، مع ضرورة التنبيه إلى ما يواجهه المسلمون اليوم من أخطار وتحديات، وسبل المواجهة المطلوبة، مع الاسترشاد بأقوال أهل العلم من أهل السنة والجماعة في عرض ذلك.
والله أعلم.
30584
عنوان الفتوى:من تمام التوبة أن يستحل صاحب المظلمة منها رقم الفتوى:30584تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله (18/390)
لقد قمت بعمل حادث سير بسيط جداً مع سيارة أخرى ولا تتجاوز كلفة الإصلاح 100 ولكن عندما جاءت الشرطة للتحقيق أنكرت أنني الفاعل والآن سوف تنتهي القضية ضد مجهول وسوف يقوم التأمين بتصليح السيارة المتضررة ولكني متألم جداً من تأنيب الضمير لأنني كذبت وأنني أقف أصلي إلى الله تعالى وهو يعلم أنني كذبت فقمت بإرسال رسالة إلى الشرطة وقلت لهم إنني أريد أن أتحمل مسؤولية الحادث من ناحية التكاليف المادية ولكنني لم أقل إنني الفاعل واستغفرت ومازلت أستغفر فهل هذا العمل يخفف من الإثم الذي لحقني عندما أنكرت في البداية؟ علماً بأنني الآن أبكي وأنا أكتب السؤال من حيائي وخوفي من الله على ما عملت.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل توبتك، وأن يغفر ذنبك، وقد أحسنت صنعاً بتحملك مسؤولية الحادث من الناحية المادية، ولا شك أن هذا يرفع عنك جانباً كبيراً من إثم عدم اعترافك بالحق الذي وجب عليك، ولكن إذا كان صاحب السيارة الأخرى قد لحقه ضرر معنوي أو مادي غير الأضرار التي أصابت سيارته والتي تحملت تكاليفها، فعليك بطلب عفوه أو تعويضه لتتم توبتك، فإن من شروط صحة التوبة إن كانت المعصية متعلقة بآدمي أن يبرأ من حق صاحبها، فإن كان مظلمة استحله منها أو حقاً رده إليه.
ولمزيد من الفائدة ترجى مراجعة فتوى رقم: 5450، والفتوى رقم: 5646.
والله أعلم.
30590
عنوان الفتوى:كيفية التخلص من الأوراق المشتملة على ذكر الله رقم الفتوى:30590تاريخ الفتوى:29 ذو القعدة 1424السؤال : يوجد فى الجرائد اليومية المصرية صفحه دينيه فيها كثير من آيات القرآن المجيد
السؤال هو: هل يجب علي حرق هذه الصفحات الدينية في المنزل كل يوم مع العلم بأنها تعمل بالمنزل دخاناً ورائحة غير مستحبة ويمكن أن تضر الأطفال وماذا يجب علي أن أفعل ابتغاء مرضاة الله؟ (18/391)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يمكنك أن تدفن هذا الأوراق في أماكن طاهرة ونظيفة، أو تحرقها بعيداً عن منزلك، أو تجعلها في مكان يصونها عن الإهانة، وانظر الفتوى رقم: 660.
والله أعلم.
30591
عنوان الفتوى:العقيقة مطلوبة شرعا ممن تلزمه نفقة المولود رقم الفتوى:30591تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : السؤال يتعلق بالعقيقة لو تفضلتم
طلقت من زوجي لأنه غير متحمل للمسؤولية ولا يقوم بالصرف علي أنا وابني تماما، أريد ذكر أنه لم يعق عن ابنه ولن يفعل، وأنا أريد القيام بذلك لله لأني أنا من أقوم بالصرف على الولد من عملي والسؤال هو هل يجوز ذلك أم هي سنة للرجل فقط وهل سيكون ثوابها عند الله لي أم سيؤول له، وهل ستعتبر تمت بإذن الله وأخيراً كيف تقسم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في العقيقة أنها مطلوبة شرعاً ممن تلزمه نفقة المولود، فإذا فعلها أحد غيره دون إذنه، فقد اختلف أهل العلم هل تجزئ أم لا، وقد فصلنا ذلك في الفتوى رقم: 15671.
فالأحوط أن تستأذني والده قبل أن تعقي عنه خروجاً من الخلاف.
والله أعلم.
30593
عنوان الفتوى:ينبغي للمصلي أن يكون على أحسن هيئة في الصلاة رقم الفتوى:30593تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : ما حكم الشرع في الصلاة بالدشداشة بدون ملابس داخلية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه الدشداشة ساترة للعورة لا تشف عما تحتها، فلا بأس بالصلاة فيها، ولمعرفة عورة الرجل والمرأة في الصلاة تراجع الفتوى رقم: 10696.
ولكن ينبغي للمصلي أن يتجمل باللباس ويكون على أحسن هيئة في الصلاة، لقول الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف:31]. (18/392)
وانظر تتميماً للفائدة الفتوى رقم:
4186.
والله أعلم.
30595
عنوان الفتوى:انتصاب الذكر ليس من نواقض الوضوء رقم الفتوى:30595تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : السلام عليكم
هل انتصاب الذكر من غير شهوة والإنسان على وضوء ينقض هذا الوضوء؟
هل يحق للإنسان أن يدعو عند الركوع بما يشاء بعد قول "سبحان ربي العظيم"؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا أثر لمجرد انتصاب الذكر على الوضوء لأنه ليس من نواقضه وهذا ما لم يخرج مذي، فإن خرج انتقض الوضوء ووجب غسل الذكر وما أصابه المذي من الثوب أو البدن، وراجع الفتوى رقم: 1795.
أما بالنسبة للدعاء في الركوع فلا حرج فيه، وراجع الفتوى رقم: 171.
والله أعلم.
30596
عنوان الفتوى:عليك بترك هذه المرأة حتى تعقد عليها عقدا صحيحا رقم الفتوى:30596تاريخ الفتوى:09 صفر 1424السؤال : يوجد قريبة لي ( بنت زوج أختي ) أرملة من ما يقرب من 16 عاما وأنا متزوج ولي أولاد وأراعي الله فى جميع تصرفاتي وهي كذلك تصلي كتبنا عقدا عرفياً بشهود ودخلت بها منذ عام وأعلم إذا علم أحد بذلك ( زوجتي- أختي- والدها) سوف يرفضون، من أجل ذلك كنت مضطراً للزواج العرفي وأكثر من مرة ألح عليها أن أعرفهم وترفض من أجل ابنها ومن حوالي شهرين امتنعنا عن اللقاء حتى أرسل إليكم وأعرف الفتوى؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزواج العرفي مبين حكمه في الفتوى رقم: 5962.
وبما أن هذا الزواج حصل من دون إذن الولي فهو باطل عند الجمهور، ويدل لبطلانه الحديثان المذكوران في الفتوى المشار إليها آنفاً، وعليه فننصحك بترك هذه المرأة حتى تعقد عليها عقداً صحيحاً، واتق الله تعالى فأي ضرورة تضطرك لهذا وأنت متزوج. (18/393)
والله أعلم.
30598
عنوان الفتوى:صاحب الأسنان الصناعية يستاك كغيره رقم الفتوى:30598تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : رجل ليست له أسنان وقام بتركيب طقم أسنان فهل يثاب الرجل عند استعماله المسواك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أن السواك سنة مؤكدة يشرع فعله في كل وقت، ويتأكد ذلك في خمسة مواضع: عند الصلاة، وعند الوضوء ، وعند قراءة القرآن ، وعند القيام من النوم، وعند تغير رائحة الفم، والأصل في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: السواك مطهرة للفم مرضاة للرب. رواه أحمد والنسائي عن عائشة رضي الله عنها.
ولا شك أن هذا الحكم شامل لمن كانت أسنانه طبيعية ومن كانت أسنانه مركبة، لأن الغرض من مشروعية السواك هو بقاء الفم نظيفاً خالياً من أي رائحة كريهة، وهذا أمر تستوي فيه الأسنان المركبة وغيرها.
والله أعلم.
30603
عنوان الفتوى:النذر عبادة لا تصرف إلا لله رقم الفتوى:30603تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : أنا كنت في ضائقة ونذرت نذراً "وقلت نويت خروفاً" للست زينب علماً بأنني أسكن في بيروت ومقام سيدتنا زينب في سوريا. هل يمكن أن أفي بالنذر هنا في بيروت؟ أم وفاؤه في سوريا عند المقام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا النوع من النذر لا يجوز الوفاء به لأنه عمل مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن البدع المحدثة.
وقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.
والنذر عبادة لا يجوز أن تكون لغير الله تعالى، قال الله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163]. (18/394)
وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله من ذبح لغير الله.
وبناء على ما تقدم فإنه لا يجوز لك أن تنذر للأضرحة ولا لغيرها بقصد التقرب والعبادة، وعليك أن تكثر من أعمال الخير وتتصدق على الفقراء والمساكين، نسأل الله لنا ولك التوفيق، ونحيلك إلى الفتوى رقم: 18525 لمزيد من الفائدة والتفصيل.
والله أعلم.
30604
عنوان الفتوى:إذا نسي كم صلى فليطرح الشك وليبن على اليقين رقم الفتوى:30604تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : في بعض الأحيان وأنا أقوم بأداء الصلاة أنسى ما صليته ما حكم ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا نسيت عدد الركعات التي صليت فابن على أقل ما شككت فيه ثم أكمل الصلاة واسجد سجدتين قبل السلام، وذلك لما روى أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى: أثلاثا أم أربعا؟ فليطرح الشك وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته، وإن كان صلى تمام الأربع كانتا ترغيماً للشيطان. أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجه.
هذا إذا لم تكن مستنكحا، أما إذا استنكحك الشك بأن يأتيك كل يوم ولو مرة، فإنك حينئذ تبني على الأكثر وتسجد سجدتين ترغيماً للشيطان، وذلك لما رواه أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس. رواه مالك والبخاري ومسلم.
ولعلاج الوسواس روى عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا، قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. رواه مسلم. (18/395)
والله أعلم.
30605
عنوان الفتوى:شروط المجيز والمجاز في القرآن الكريم رقم الفتوى:30605تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : ما هي الشروط المطلوبة في من يعطي إجازة القرآن الكريم؟ و ما هي الشروط المطلوبة في من يأخذ إجازة القرآن الكريم أيضا أفيدونا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من تصدر لإقراء القرآن الكريم وإعطاء الإجازة فيه ينبغي له أن يكون من أهله المتقنين الحافظين لتلاوته وأحكام تجويده، العارفين برسمه وضبطه.... المتخلقين بأخلاقه والمتأدبين بآدابه، والداعين إلى منهجه وشريعته...
ولا بد أن يكون أخذ القراءة من أفواه الرجال العدول بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقديماً قال العلماء: لا تأخذ القرآن من مصحفي ولا تأخذ العلم من صحفي.
فلا يحق لمن لم يتقن القرآن الكريم أن يتصدر للإقراء ويعطي الإجازة فيه، لأن الإجازة عبارة عن أن هذا الشيخ أجاز لهذا الطالب أن يدرس هذه المادة، وأنه أصبح أهلاً لتعليمها بعدما علمها وأخذها عن جدارة واستحقاق.
فإذا كان الشيخ لايتقنها ويحيط بجزئياتها... فلا يصح أن يعطي الإجازة لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
أما من يأخذ الإجازة ويستحقها فهو من أصبح أهلاً لأن يعلم كتاب الله تعالى وهو من توافرت فيه الشروط التي أشرنا إلى بعضها، هذا هو الأصل في اصطلاحهم، ولكن لا مانع من أن يأخذ الطالب بعض السور أو الآيات أو الأجزاء يتقنها حفظاً وتلاوة.. على شيخه، ثم يعلمها هو لغيره أو يدرسها في مؤسسة تعليمية... وتكون عنده شهادة بذلك.... ففي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بلغوا عني ولو آية. ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليبلغ الشاهد منكم الغائب. رواه البخاري ومسلم. (18/396)
أما في اصطلاح القرآء فلا يعتبر هذا النوع من الشهادات إجازة بالمعنى المتعارف عليه عندهم.
والله أعلم.
30607
عنوان الفتوى:حكم الاسترسال في البكاء أثناء الحج رقم الفتوى:30607تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : شخص ذهب إلى الحج وهو يبكي هل حجته مقبولة أم غير مقبولة؟ وماذا عليه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن الحج له أركان وله مفسدات ، فإذا جاء الحاج بالأركان كلها، وسلم من المفسدات كان حجه صحيحا، وهذا الذي ذهب إلى الحج وهو يبكي ، إن كان يبكي من خشية الله مع المحافظة على أركان الحج وواجباته والسلامة من المفسدات، فهذا حجته صحيحة إن شاء الله، ومثله ما إذا كان يبكي لفراق أهله ونحو ذلك.
والله أعلم.
30608
عنوان الفتوى:حكم تقليم الأظافر بالليل رقم الفتوى:30608تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : هل تقليم الأظافر في الليل حرام؟ وهل من حديث يدل على ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من خصال الإسلام الحميدة التي أمر بها المسلم والمسلمة على السواء تقليم أظافر اليدين والرجلين ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خمس من الفطرة الختان والاستحداد وتقليم الأظافر ونتف الإبط وقص الشارب.
ولم نطلع على دليل ثابت يحدد وقتاً معيناً لقلم الأظافر، وقد استحب بعض أهل العلم لتقليم الأظافر يومي الخميس والجمعة، وذكر آثاراً كدليل على ذلك. (18/397)
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: ويسن أن يقلم الأظافر مخالفاً كل جمعة، زاد بعضهم قبل الزوال، إلى أن قال وفي الرعاية أنه يستحب أن يقلمها يوم الخميس لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأمره علياً بذلك. انتهى، وذكر مثل ذلك العراقي في طرح التثريب، أما كون من قص أظافره بالليل بأثم فلا دليل عليه.
والله أعلم.
30610
عنوان الفتوى:المكالمات الهاتفية بين الأجنبيين لا تجوز رقم الفتوى:30610تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال :
تعرفت على رجل في طور الانفصال عن زوجته (الطلاق) وأنا الآن على علاقة معه نتبادل المكالمات الهاتفية كل يوم علما بأنه يعيش في الخارج، أحبه كثيراً وأنا بحاجة إلى التأكد من مشاعره، ماذا أفعل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لك أن تتحدثي مع هذا الرجل ولا أن تراسيله ولا أن تلتقي به، لأن المحادثة هاتفية أو غيرها أو المراسلة أو اللقاء، كل ذلك سبب للوقوع في ما وراءه، وقد مثل النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بقوله: الراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه. متفق عليه.
وإذا كان هذا الرجل جاداً فليتقدم لخطبتك من وليك، علماً بأنه لا يجوز لك أن تشترطي عليه طلاق زوجته لتتزوجي به، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ صحفتها ولتنكح، فإنما لها ما كتب الله لها. رواه مسلم.
كما أنه لا يصح زواجك به بدون موافقة وليك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل. رواه أحمد.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي. رواه أحمد، وتتميماً للفائدة راجعي الفتوى رقم: 21582.
والله أعلم.
30612 (18/398)
عنوان الفتوى:سبب تسمية العقيدة الواسطية رقم الفتوى:30612تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : علل لي تسمية العقيدة الواسطية بهذا الأسم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعقيدة الواسطية قد سميت بهذا الاسم، لأن الرجل الذي قدم على شيخ الإسلام وطلب منه أن يكتب له عقيدة يأخذ بها هو وأهل بيته، كان من واسط.
والله أعلم.
30613
عنوان الفتوى:ليست هناك معجزات متعلقة بالعدد تسعة عشر رقم الفتوى:30613تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : وجدت العديد من المواقع التي تذكر معجزة حول العدد تسعة عشر في القرآن. هل هذه معجزة مؤكّدة في القرآن؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعدد تسعة عشر لم يرد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة في قوله تعالى في الآية (30) من سورة المدثر: عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ يعني بذلك عدد رؤساء زبانية النار.
وليست هنالك معجزة متعلقة بهذا العدد لا مؤكدة ولا غير مؤكدة، بل هذا من التخرصات والأوهام التي لا أساس لها من الصحة.
ولمعرفة بعض الضوابط المتعلقة بما يسمى بالإعجاز العددي في القرآن راجع الفتوى رقم: 17108.
والله أعلم.
30614
عنوان الفتوى:الحق الأدبي ثابت لأصحاب الأقراص رقم الفتوى:30614تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : في بيان حكم نسخ البرامج وشرائها أجابت اللجنة الدائمة للفتوى في المملكة العربية السعودية بالقول: " إنه لا يجوز نسخ البرامج التي يمنع أصحابها نسخها إلا بإذنهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : " المسلمون عند شروطهم "(رواه الحاكم)
في " تونس" يمنع بيع الأقراص الليزرية الإسلامية الأصلية، فنضطر إلى شراء الأقراص الليزرية المنسوخة، أفتونا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنحيل السائل على الفتوى رقم:
13169، فإن فيها بياناً لحكم هذه المسألة مع نص فتوى اللجنة الدائمة بهذا الخصوص. (18/399)
والله أعلم.
30618
عنوان الفتوى:تجاوزالميقات ناويا العمرة ولم يحرم بها رقم الفتوى:30618تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : أنا أسكن بالمنطقة الجنوبية وذهبت إلى منطقة جدة ثم أقمت هناك يومين ثم ذهبت أنا وأهلى من جدة إلى مكة بقصد العمرة فهل يجوز ذلك علما بأني قاصد العمرة من قبل الذهاب إلى جدة ؟ والله يحفظكم ويرعاكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنت ذهبت من محل إقامتك بنية العمرة فإنه يلزمك الإحرام من الميقات الذي منه أهل بلدك، انظر الفتوى رقم: 644.
وإن أحرمت بعدما تجاوزت ميقاتك لزمك دم عند الإمام مالك وأحمد وابن المبارك وزفر، وقال أبو حنيفة إن عدت إلى الميقات ملبياً سقط الدم عنك وإلا فلا.
والله أعلم.
30620
عنوان الفتوى:يجوز إطلاق " أم الدنيا " على بعض البلاد رقم الفتوى:30620تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : يقول بعض الناس "مصر أمّ الدنيا." هل يجوز هذا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه العبارة (أم الدنيا) لا مانع منها شرعاً -إن شاء الله تعالى- فقد ذكرها بعض العلماء والمؤرخين في وصف بعض المدن الكبرى، فذكرها صاحب (شذرات الذهب) في معرض الحديث عن اسطنبول وعمرانها وعلمائها.. فقال: فصارت اسطنبول أم الدنيا ومعدن الفخار والعلى واجتمع فيها أهل الكمال من كل فن..
كما ذكرها البلاذري في معجم البلدان عن بغداد فقال: بغداد أم الدنيا وسيدة البلاد.
وقد ورد مثل هذه العبارة عن ابن خلدون في مصر فقال في مقدمته: ولا أوفر اليوم في الحضارة من مصر فهي أم العالم، وإيوان الإسلام، وينبوع العلم والصنائع.
وعليه؛ فإن هذه العبارة لا شيء فيها من الناحية الشرعية.
والله أعلم.
30622
عنوان الفتوى:الاجتماع لختم القرآن عند الميت وصنعة الطعام لهم لايجوز رقم الفتوى:30622تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : السلام عليكم (18/400)
جرت العادة هنا في بلادي أنه عند موت أي إنسان يقوم أهل الميت بجلب مجموعة من حفظة القرآن ويقوم هؤلاء الحفظة بختم القرآن في منزل الميت وأحيانا يأخدون نقود مقابل هده الختمة، وفى الغالب يقوم أهل الميت بتقديم الطعام لهم، فهل يجوز هذا؟ وفى حالة كونه لايجوز ماهوحكم من يفعل هدا من غير ان ياخد نقودا ولكن يقدم له لطعام من قبيل إكرام الضيف؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم بيان حكم هذه الصورة المذكورة في السؤال في الفتوى رقم: 2504والفتوى رقم: 16500ومنها تعلم أن الاجتماع بهذه الصورة من البدع المحرمة، سواء اتخذ وسيلة للارتزاق أولا، وأنه لا يجوز.
ولا يجوز كذلك لأهل الميت تقديم الطعام للناس الذين يجتمعون إليهم، لأن ذلك من البدع المحدثة المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم كما أن الاجتماع إلى أهل الميت لا يجوز، قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة. رواه أحمد
وللتفصيل راجع الفتوى رقم:
4271 وإذا كان ذلك والاجتماع وتقديم الطعام غير جائز، فيحرم الإعانة عليه بحضوره أو قبول الطعام الذي يقدم فيه.
والله أعلم.
30623
عنوان الفتوى:العلامة الألباني كان له القدم الراسخة في خدمة السنة النبوية رقم الفتوى:30623تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : بعض الإخوة يقول بأن الشيخ الألباني رحمه الله هوعالم حديث وليس له علاقة بالفقه والفتوى فنريد منكم الرد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن فضيلة العلامة المحقق الشيخ/ ناصر الدين الألباني رحمه الله من كبار علماء الإسلام في هذا العصر، وكان له القدم الراسخة والجهد الواضح في خدمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الكمال لله وحده لا شريك له، وعقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا عصمة لأحد بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد أثر عن الإمام مالك وغيره من السلف الصالح: كل أحد يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم. (18/401)
ومن هنا فإن آراء الشيخ الفقهية كغيرها من آراء العلماء له أجران في ما وافق الصواب منها، وله أجر في ما جانب فيه الصواب، وننبه السائل الكريم إلى أن هذا الموقع ليس لتقويم الأشخاص، وإنما هو للفتوى في المسائل الشرعية.
والله أعلم.
30624
عنوان الفتوى:مما كتب في إمام أهل السنة و في شيخ الإسلام رقم الفتوى:30624تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : ما هي أفضل الكتب التي تتضمّن التراجم حول شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام أحمد رحمهما الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنا لا نكاد نجد كتاباً يتحدث عن التاريخ أو تراجم الرجال كتب بعد حياة الشيخين الجليلين إلا وتحدث عنهما بإسهاب أو اقتضاب، وقد خصهما بعض العلماء بكتب مستقلة وأسفار كاملة، ومن أهم من كتب عنهما في كتب التراجم الإمام الحافظ الذهبي، حيث ترجم للإمام أحمد ترجمة وافية في السير، كما ترجم لشيخ الإسلام في كتابه (تذكرة الحفاظ) وممن خصهما بالتأليف في هذا العصر الشيخ/ أبو زهرة رحمه الله في كتابه (الإمام أحمد بن حنبل) وكتابه (الإمام ابن تيمية).
والله أعلم.
30625
عنوان الفتوى:من قضايا الرشوة رقم الفتوى:30625تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد،،،
عرضت على مقاول القيام بجزء من عمل في مشروع قد حاز عليه عن طريق مناقصة ولم أعلم بأنه حصل على امتياز القيام بهذه الأعمال عن طريق الرشوة. (18/402)
ولم أحصل على هذا الجزء من العمل معه إلا بما يرضي الله.
فهل يجوز لي القيام بالأعمال التي عرضتها عليه أم لا؟ وخصوصا أنني علمت لاحقا بممارسته المشينة، وقد أبرمت معه اتفاقا شفهيا على القيام بتلك الأعمال قبل علمي بذلك.
أرجوا أن أجد لديكم الجواب الشافي المدعم بالأدلة والبراهين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تيقنت أن هذا المقاول حصل على امتياز تنفيذ العمل بالرشوة، فلا يجوز لك العمل معه، ولو كان اتفاقك معه بغير علم سابق منك بذلك، لأن في عملك معه إعانة له على منكره، فالرشوة من الكبائر، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي [رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمر ].
ولو تركت ذلك لله فعسى الله أن يعوضك عملاً خيراً منه، قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب [الطلاق:2،3]
والله أعلم.
30626
عنوان الفتوى:لا يجوز لمسلم أن ينضم لحزب قامت أسسه على الكفر رقم الفتوى:30626تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
من فضلكم أفتوني
ما حكم من يدخل في الأحزاب العلمانية وغيرها من الأحزاب الكافرة بغرض المنفعة مثل (حزب البعث الاشتراكي )؟
وبارك الله فبكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لمسلم أن ينضم لحزب قامت أسسه على الكفر، مثل الأحزاب العلمانية والشيوعية والاشتراكية والقومية، ولو كان الغرض من الدخول فيه المنفعة المادية أو غيرها، لأن ذلك من باب التعاون على الإثم والعدوان، وتكثير سواد الكفار، وقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني وغيره: إن من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبداً أذهب آخرته بدنيا غيره. (18/403)
والله أعلم.
30627
عنوان الفتوى:الرضاعة ليست من نواقض الوضوء رقم الفتوى:30627تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : هل الرضاعه بالنسبة للنساء تنقض الوضوء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الرضاعة ليست من نواقض الوضوء التي بينها أهل العلم في كتبهم، والتي تقدمت في الفتوى رقم: 1795.
والله أعلم.
30628
عنوان الفتوى:عمل المرأة كطبيبة نفسية - رؤية شرعية رقم الفتوى:30628تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : هل يجوز للمرأة العمل كطبيبة نفسية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمرأة أن تعمل طبيبة نفسية إذا كانت لا تخالط الرجال، ولا تكون في مكان تخلو فيه برجل غير محرم لها، وإذا كانت تلتزم بالحجاب الشرعي عند خروجها من بيتها، ولا تخرج متطيبة، وانظري للتفصيل الفتوى رقم: 10631 والفتوى رقم: 8360والفتوى رقم: 4106
والله أعلم.
30631
عنوان الفتوى:الاستنجاء والاستجمار لا يشرعان للوضوء رقم الفتوى:30631تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : سمعت أن من بال أوتغوط فعليه إذا أراد أن يتوضأ أن يستنجي أويستجمرحتى ولو لم يكن هناك أذى سيخرج فهل هذا صحيح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستنجاء والاستجمار لا يشرعان للوضوء، وإنما يشرعان من البول أو الغائط، فإذا تبول المسلم أو تغوط وجب عليه أن يستنجي أو يستجمر، وراجع لتفصيل ذلك الفتوى رقم: 3490
والله أعلم.
30632
عنوان الفتوى:يجوز للمرأة أن تذهب إلى الطبيب بمفردها إذا التزمت بالضوابط الشرعية رقم الفتوى:30632تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم (18/404)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل يحرم ذهابي إلى الطبيب بمفردي وهل يجب وجود محرم معي و شكرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمرأة أن تذهب إلى الطبيب بمفردها أو مع غيرها ما لم يكن ذهابها مع رجل أجنبي لوحدهما في سيارة واحدة، لأن ذلك خلوة محرمة، كما سبق في الفتوى رقم: 22867ولا حرج في تداوي المرأة عند رجل أجنبي عند الحاجة، وبشرط عدم الخلوة، وقد سبق الكلام على هذا في الفتوى رقم: 8107
والله أعلم.
30634
عنوان الفتوى:" اجتمع الروم واليهود على رجل اسمه صادم " لا يعرف لها قائل رقم الفتوى:30634تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال :
بسم لله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أما بعد، أود أن أعرف معنى هذه الجملة " اجتمع الروم و اليهود على رجل اسمه صادم " و من
قالها ؟ و شكرا لكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الجملة المذكورة لم نقف على قائلها... ولعلها من أقوال المتأخرين التي لا تستند إلى أصل ثابت.
والله أعلم.
30635
عنوان الفتوى:معنى اسم الله الخالق والباريء والمصور رقم الفتوى:30635تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : ما الفرق في المعنى بين : الخالق , البارئ ,المصور؟
جزاكم الله عنا كل خير
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالفرق بين أسماء الله عز وجل (الخالق) و(الباري) و(المصور) هو ما ذكره ابن كثير -رحمه الله في تفسيره (4/344-345) عند تفسير قوله تعالى: )هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّر [الحشر: من الآية24] حيث قال هناك: (هو الله الخالق البارئ المصور) الخلق: التقدير، والبرء: هو الفري وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود، وليس كل من قدر شيئاً ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله عز وجل، قال الشاعر يمدح آخر: (18/405)
ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ـــض القوم يخلق ثم لا يفري
قدر الجلاد ثم فرى، أي قطع على ما قدره بحسب ما يريده، وقوله تعالى: (الخالق البارئ المصور) أي الذي إذا أراد شيئاً قال له: كن فيكون على الصفة التي يريد، والصورة التي يختار كقوله تعالى: فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (الانفطار:8) ولهذا قال: المصور، أي الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها. انتهى.
والله أعلم.
30638
عنوان الفتوى:هل يستعيض المعاق عن الوضوء بالتيمم رقم الفتوى:30638تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص معاق جسديا وأجد مشقة فى الوضوء، فهل يجوز لي التيمم دائما قبل الصلاة؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المصلي الطهارة بالماء ولو كان معاقاً ما دام يتمكن من الوضوء، ويدفع المشقة بالتهيؤ للطهارة قبل الصلاة بوقت كاف والاستعانة على ذلك بالآخرين، فإذا عجز عن ذلك وخشي خروج الوقت فلا حرج عليه في التيمم لأنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، وما جعل الله سبحانه وتعالى في دينه من حرج، والشخص أدرى بحاله هل هو عاجز أم لا، وراجع الفتوى رقم: 20267، والفتوى رقم: 29816.
والله أعلم.
30642
عنوان الفتوى:لا إثم على من أبلغ الشرطة عن مرتكب جريمة أو عمن شاركه رقم الفتوى:30642تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : إذا سرق شخص ما شيئاً منّي، والبلد التي نعيش فيها لا تحكم بما أنزّل الله، أحيانا هم وحشيون جداً. على سبيل المثال إذا استدعيت الشرطة لإخبارهم بأنّني قد سرق منّي شيء وأنا أعرف الشخص الذي سرق وهم لا يستطيعون إيجاد هذا الشخص، فيذهبون إلى بيته ويأخذون ابنه أو حتى زوجته (وأحيانا يعذّبونهم)، إلى أن يظهر. هناك العديد من الأمثلة كهذا. هل يجوزّ إبلاغ الشرطة في بلاد مثل هذه؟ وإذا قرّرت عدم الإبلاغ، هل يوجد عليّ أيّ ذنب إذا سرق هذا الشخص شيئاً من شخص آخر؟ (18/406)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى هو أرحم الراحمين وأعدل الحاكمين، شرع لعباده من التشريعات وحد لهم من الحدود والعقوبات ما يصلح حالهم في الدنيا ويسعدهم في الآخرة إذا التزموا به، قال الله تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى [طه:123].
والسرقة من أقبح الجرائم التي حرم الله تعالى، ولهذا شدد الإسلام في عقوبة السارق فقضى بقطع يده، ولكنه لا يجوز أن يؤخذ أحد بجريمة الآخر ولو كان أباه أو ابنه أو أمه أو زوجته.... ما لم يكونوا متمالئين معه على جريمته، لأن الله تعالى يقول: وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الأنعام:164].
وعلى ذلك فلا يجوز لك أن تخبر الشرطة الذين يظلمون الناس ويأخذون الأقارب البرءاء بجريمة أقاربهم، سواء تعلق الأمر بحق لك أو بحق لغيرك، أما من ارتكب معه الجريمة أو شاركه أو تمالأ معه فلك أن تبلغ عنه ولا إثم عليك ولا حرج إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
30643
عنوان الفتوى:عدم تعلم علم التجويد لا يعتبر خروجا عن الملة رقم الفتوى:30643تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (18/407)
وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد:
فهل تعلم أحكام التجويد واجب وهل يعتبر المعرض عنه خارجا من الملة علما بأنه يعلم نواقض الإسلام التي من بينها الإعراض عن دين الله وهل يجوز له إذا لم يكن خارجا من الملة أن يؤخر تعلمها حتى تغلق المدارس مع العلم بأنه تلميذ فى الثانوية العامة؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تجويد ما يقرؤه المسلم من القرآن الكريم واجب كما جاء الأمر بذلك في كتاب الله تعالى، وكما أثر عن كثير من السلف الصالح، قال الله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [المزمل:4].
وقال ابن الجزري تبعا لغيره:
والأخذ بالتجويد حتم لازم === من لم يجود القرآن آثم .
وهذا الواجب يتأدى بالتطبيق العملي للأحكام على ما يقرؤه القارئ، ولو كان لا يعلم قواعد التجويد وأحكامه نظرياً، فالمهم أن يقرأ بالترتيل ما أمره الله تعالى، والترتيل هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف كما قال أهل العلم.
وأما عدم تعلم أحكام التجويد فلا يعتبر خروجاً عن الملة... بل لا يكون معصية إذا كان في الأمة من يقوم به ويحصل بهم الاكتفاء، لأنه فرض كفاية وليس فرض عين، وعدم تعلم علم من علوم فروض الكفايات الدينية لا يعتبر إعراضاً عن دين الله تعالى، ولكن الجميع يأثمون إذا أهملوا فروض الكفاية التي من ضمنها أحكام التجويد وعلم القضاء والطب والهندسة، وكل علم تحتاج إليه الأمة ولا يستقيم أمرها إلا به.
ولا مانع من تأخير تعلم علم من العلوم الواجبة إذا لم يحتج إليه المسلم قبل ذلك، فإذا احتاج إليه كان فرض عين عليه أن يتعلمه على الفور.
وعلى ذلك فبإمكانك أن تتعلم أحكام التجويد على التراخي وفي زمن العطلة، ولكن يجب عليك أن تقرأ القرآن بالتجويد ولو لم تكن تعلم الأحكام والقواعد. (18/408)
والله أعلم.
30644
عنوان الفتوى:يجب مناصحة الأب لكي يخرج زكاة ماله رقم الفتوى:30644تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: أن والدي يعاني من مرض نفسي ويرفض العلاج، المهم أنه لا يخرج زكاة المال من أول ما وضع المال في البنك، فهل بهذا يكون مطعمنا حراماً أم لا، علما بأن المال في تصرفه هو ونحن لا نملك شيئا وهو يخرج الزكاة في رمضان ولكن القليل منها أي الحد الأدني فهل تخرج أمي الزكاة عنه؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يظهر أن الحالة النفسية التي أصابت والدك خفيفة ولا يزال يحسن التصرف والتدبير ونحو ذلك، ولذا فالواجب عليه إخراج زكاة ماله بنفسه ولا تجزئ عنه إذا دفعها غيره إلا إذا دفعها بإذنه، وسواءً كان الدافع لها عنه ابنه أو زوجته أو غيرهما.
والواجب عليك في هذه الحالة مناصحته لإخراج زكاة ماله، وينبغي أن تتحيني الأوقات المناسبة وتستعملي الرفق والحكمة في ذلك، وتبيني له أهمية الزكاة وأنها أحد أركان الإسلام العظام، لعله يستجيب ويخرج زكاة ماله كاملة وهي ربع العشر -أي اثنان ونصف في المائة-، فإن لم يفعل فحاولي إحصاء ماله كل سنة، ومقدار الزكاة فيه واستئذنيه في إخراج الزكاة عنه من مالك إن استطعت أو من مال والدتك، فإن أذن ودفعت عنه أجزأت، وإن لم يأذن لم يجزئ ولكن تخرج من تركته بعد موته.
وكذلك عليك أن تنصحيه بإخراج المال من البنك إذا كان ربوياً ولو لم يأخذ عليه فائدة، لأن في بقائه في البنك إعانة لأهله على الإثم والعدوان، لأنهم يستعملونه في القروض الربوية والمعاملات المحرمة.
وإذا استطعتم أن تستغنوا عن النفقة من هذا المال فهو أفضل، وإن لم تستطيعوا فلا حرج عليكم في ذلك. (18/409)
والله أعلم.
30645
عنوان الفتوى:حكم ترك التداوي رقم الفتوى:30645تاريخ الفتوى:10 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
أفيدوني أهل العلم جزاكم الله خيراً
أنا على وشك الولادة وقد سمعت عن آلام الولادة وأجرها عند الله، سؤالي: هناك من نصحني من النساء بأخد حقنة مسكنة أثناء الولادة لتسكين الآلام وهي تعطى أثناء الولادة وأنا مغتربة في أمريكا والدكاترة هنا يستخدمون هذه الحقنة بكثرة، فهل استعمالى لها ينقص من الأجر أو أجري باق عند الله وهذا تطور فى العلم؟
والسلام عليكم ورحمة الله
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن المرأة تلاقي صعوبات جمة فترة حملها وأثناء وضعها له كما بين ذلك الله جل وعلا بقوله: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً [الاحقاف:15].
وقد يسر الله تعالى بفضله في هذا الزمان من وسائل الطب ما يخفف عن المرأة بعض ما كانت تجده في السابق من كربات.
وعلى هذا فنقول للسائلة إن كان في تركك لهذه الأدوية ما يسبب ضرراً عليك وعلى حياة الجنين، فلا يجوز لك ترك استعمالها لما في ذلك من تعريض نفسك للموت وقد قال الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم [النساء:29].
أما إن ثبت عدم وجود ضرر في ترك استعمال تلك الأدوية فأنت بالخيار بين استعمالها أو تركها، ولا شك أن ترك التداوي في هذه الحالة أفضل لأنه حال الأنبياء والصالحين قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: التداوي غير واجب ومن نازع فيه خصمته السنة في المرأة السوداء التي خيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين الصبر على البلاء ودخول الجنة وبين الدعاء بالعافية فاختارت البلاء والجنة، إلى أن قال: وخصمه حال أنبياء الله المبتلين الصابرين على البلاء حين لم يتعاطوا الأسباب الدافعة له مثل أيوب عليه السلام وغيره، وخصمه حال السلف الصالح كأبي بكر الصديق رضي الله عنه حين قالوا له ألا ندعو لك الطبيب قال: قد رآني، قالوا فما قال لك، قال: إني فعال لما أريد، ومثل هذا ونحوه يروى عن الربيع بن خثيم وعمر بن عبد العزيز وخلق كثر لا يحصون عددا. انتهى. (18/410)
والله أعلم.
30657
عنوان الفتوى:لا خير في لذة تعقبها النار رقم الفتوى:30657تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : أنا شاب عمري 21 سنة أعيش في القاهرة فعلت ذنوباً كثيرة من قبل حتى أنني زنيت مرات كثيرة والآن تبت إلى الله لكن في كل وقت تأتيني الهواجس وأتذكر ذنوبي التي فعلت من قبل حتى وأنا في الصلاة يا إخواني هل علي ذنب علما بأني كذلك أصوم لله أنتظر إجابتكم إن شاء الله؟ أخوكم يحبكم في الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم -أخي الحبيب-أن الإنسان ما دام يعيش في هذه الحياة فهو في صراع مع نفسه وشيطانه، قال الله تعالى: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ [يوسف:53].
وقال جل وعلا حاكياً عن اللعين : قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [صّ:83].
وما يعرض لك من هذه الهواجس فهو من قبل النفس الأمارة أو الشيطان اللعين، أو من كليهما.
أما النفس فإن لها خطراً عظيماً على المرء، إذا لم يستوقفها عند حدها ويلجمها بلجام التقوى والخوف من الله، ويأطرها على الحق أطرا ضلت وجمحت وفسدت أعظم الفساد وقادت صاحبها إلى الهلاك، ولا ينجو المسلم من شر هذه النفس إلا بمجاهدتها على الدوام، قال الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:41]. (18/411)
وقد بينا سبل ذلك في الفتوى رقم:
18074.
وأما الشيطان فهو دائب السعي لإضلال الإنسان لا يترك في سبيل ذلك طريقاً ممكنا إلا سلكه، قال الله تعالى حاكياً عن اللعين:قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف:16-17].
واعلم أن مثال القلب مثال الحصن، والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن فيملكه ويستولي عليه، وطريقه إلى ذلك إثارة الوساوس والهواجس، فلا تتوصل لحماية قلبك إلا بمجاهدة وساوسه ودفع ما يلقيه، وقد بينا طرفاً من طرق مجاهدة الشيطان في الفتوى رقم: 22629، وننصحك بقراءة كتاب "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" للعلامة ابن قيم الجوزية.
وهذه الهواجس التي تطرأ عليك لا تؤاخذ بها ما لم تتكلم أو تعمل بمقتضاها، وانظر للتفصيل الفتوى رقم: 8685.
واعلم أن ضرر الذنوب والمعاصي عظيم، فكل بلاء الدنيا وعذاب الآخرة إنما سببه الذنوب والمعاصي، تذهب لذات المعاصي وتبقى حسراتها، كما قيل:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها === من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها === لا خير في لذة من بعدها النار
نعم والله لا خير في لذة من بعدها النار، فاحذر من ذلك كل الحذر، ونسأل الله لنا ولك الهداية والثبات، وراجع الفتوى رقم:
18607.
والله أعلم.
30660
عنوان الفتوى:الذكر المحدَث بين ركعات التراويح بدعة رقم الفتوى:30660تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : في المركز الثقافي الإسلامي هنا في أوروبا نقوم بأداء التراويح وهنا يوجد بعض الشبهات أو البدع فالإمام يصلي عشرين ركعة تراويح ومن ثم الشفع والوتر ثلاث ركعات فهل يجوز ذلك؟ أم يجب أن تكون فقط ثمان للتراويح وبعدها ثلاثا؟ ويتلو في كل ركعة آية قصيرة جداً مثل: (إن الله على كل شيء قدير) فقط أي كنقر الديك فهل يجوز ذلك؟ أما مساعد الإمام فبين كل أربع ركعات ينادي ويقول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه اللهم صل على سيدنا محمد كما صليت...........الخ ويردد المصلون ذلك بشكل جماعي وهكذا عند كل أربع ركعات حتى ينادي بالخلفاء الأربعة فهل يجوز ذلك؟ مع العلم أن الإمام دارس في الشريعة. (18/412)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة التروايح لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد عددها أثر، وإن ثبت من فعله أنه لم يكن يزيد على ثلاث عشر ركعة، ولذلك فالأمر فيه سعة ولا يحكم على من صلى ثلاثاً وعشرين بالبدعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كما أن نفس قيام رمضان لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم فيه عدداً معيناً، بل كان هو صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة، لكن كان يطيل الركعات، فلما جمعهم عمر على أبي بن كعب كان يصلي بهم عشرين ركعة، ثم يوتر بثلاث، وكان يخف القراءة بقدر ما زاد من الركعات، لأن ذلك أخف على المأمومين من تطويل الركعة الواحدة، ثم كان طائفة من السلف يقومون بأربعين ركعة ويوترون بثلاث، وآخرون قاموا بست وثلاثين وأوتروا بثلاث، وهذا كله سائغ، فكيفما قام في رمضان من هذه الوجوه فقد أحسن . والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين، فإن كان فيهم احتمال لطول القيام، فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره هو الأفضل، وإن كانوا لا يحتملونه، فالقيام بعشرين هو الأفضل وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين، فإنه وسط بين العشر وبين الأربعين، وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك، ولا يكره شيء من ذلك. وقد نص على ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد وغيره. ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد موقت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه، فقد أخطأ... وقد ينشط الرجل فيكون الأفضل في حقه تطويل العبادة، وقد لا ينشط فيكون الأفضل في حقه تخفيفها، وكانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدلة إذا أطال القيام أطال الركوع والسجود، وإذا خفف القيام خفف الركوع والسجود.. هكذا كان يفعل في المكتوبات، وقيام الليل، وصلاة الكسوف، وغير ذلك. انتهى (18/413)
وقراءة آية واحدة أو بعضها بعد الفاتحة في الركعة الواحدة تجزئهم في صحة الصلاة، وإن كانت خلاف المشروع في تطويل القراءة في صلاة التروايح.
قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى: وأما من قرأ ببعض آية إن لم تفِ، فلا تحصل بها سنة القراءة بعد الفاتحة.
وأما ما يفعله بعض الأئمة من الفصل بين ركعات التراويح بالذكر المذكور ونحوه فليس مشروعاً، بل هو بدعة محدثة، وتركه هو السنة. (18/414)
قال ابن الحاج المالكي في المدخل: وينبغي له أن يتجنب ما أحدثوه من الذكر بعد كل تسليمتين من صلاة التراويح، ومن رفع أصواتهم بذلك والمشي على صوت واحد، فإن ذلك كله من البدع، وكذلك ينهى عن قول المؤذن بعد ذكرهم بعد التسليمتين من صلاة التروايح: الصلاة يرحمكم الله، فإنه محدث أيضاً، والحدث في الدين ممنوع، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم الخلفاء بعده، ثم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ولم يذكر عن أحد من السلف فعل ذلك فيسعنا ما وسعهم.
والله أعلم.
30661
عنوان الفتوى:حكم التدخل في مجلس الصلح لترجيح كفة أحد المتخاصمين رقم الفتوى:30661تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : هل يجوز الدخول إلى اجتماع لجنة إصلاح ذات البين دون إذن والتدخل لصالح أحد طرفي النزاع رغم عدم موافقة الطرف الآخر واعتراضه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك إن إصلاح ذات البين من أعظم الطاعات وأهم القربات إلى الله تعالى، فقد قال الله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً [النساء: 114] وقال جل وعلا إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات:10]
وقال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال إصلاح ذات البين وفساد ذات البين هي الحالقة رواه أحمد وأبو داود والترمذي وعليه فإن التدخل بين المتخاصمين للإصلاح لا يحتاج إلى إذن من أحد بعدما أمر الله سبحانه وتعالى به ورغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
أما التدخل لصالح أحد الطرفين دون الموافقة منهما معاً، فهذا ليس من إصلاح ذات البين، ويخشى على صاحبه من الدخول تحت الذم الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: .... ثم يخلف قوم يحبون السمانة يشهدون قبل أن يستشهدوا اللهم إلا أن يكون التدخل المذكور هو الإدلاء بشهادة لا يعلم بها الطرف الذي هي في صالحه. (18/415)
أما الدخول إلى مكان مخصص للجنة إصلاح ذات البين فلا يجوز إلا بعد الإذن، لأن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ*فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [النور:27-28]
وعلى كل حال فلا ينبغي لأحد أن يتدخل في شؤون هذه اللجنة التي نصبت لهذا العمل أو رضي بها المتخاصمان لئلا يفسد عليهم... فربما أدت كثرة المتدخلين إلى تعقيد الأمر، وخاصة إذا كان أحد الأطراف المعينين لا يرضى أو يتهم من يتدخل بالميل لصالح خصمه.
ولا يجوز الميل لأحد الأطراف دون الآخر لأن من يقوم بمهمة الإصلاح يقوم بفريضة عظيمة، فهو بمنزلة الحكم الذي يجب عليه أن يكون حيادياً، وأن يعدل بين المتخاصمين حتى يكون ممتثلاً لأمر الله تعالى: فأصلحوا بين أخويكم وأمره تعالى وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.
والله أعلم.
30662
عنوان الفتوى:أثاث الزوجية قد يكون حقا للزوج وقد يكون حقا للزوجة رقم الفتوى:30662تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : السلام عليكم أنا رجل طلق زوجته وحدث بعض الخلافات معها، وقد قلت وسط الغضب اذهبي إلى بيت أهلك وخذي عفشك معك، وأنا كنت خارج المنزل فإذا بأبيها يأخذ كل عفش المنزل والذي تركه كسره، في هذه الحال هل يحق للزوجة أخذ جميع أثاث المنزل وتكسير الباقي، الرجاء إفتاؤنا بأسرع وقت ممكن وجزاكم الله خيراً. (18/416)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا قام الزوج بشراء جهاز منزله وقد دفع المهر لزوجته، فهذا الجهاز (الأثاث أو العفش) ملك له، لا حق للزوجة فيه ما لم يكن قد وهبه لها، وإذا كان الزوج لم يدفع مهراً وإنما قام بتجهيز البيت عوضاً عن المهر فهذا الجهاز ملك للزوجة لأنه يقوم مقام مهرها، وكذا الحال إذا كان قد اشتراه ووهبه لها، وإن كان الزوج والزوجة قد اشتركا في تجهيز البيت فما أتى به مما لم يكن في مقابل المهر يكون ملكاً له، وما أتت به أو كان مقابل مهرها أو جزء منه فهو ملك لها، وإذا تقرر هذا:
فإذا كانت الزوجة قد قامت بأخذ متاعها الذي تملكه فلا حرج في ذلك، وإن كانت قد أخذت ما هو للزوج فلا يجوز لها ذلك، كما لا يجوز أن يكسر هذا الأثاث سواء كان لها أم لا، لأنه لو كان لها فهو إتلاف وتضييع للمال منهي عنه، قال صلى الله عليه وسلم: إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال.
وإذا كان هذا الأثاث المكسور ملكاً للزوج فهو عدوان على مال الغير، يضمنه المعتدي بمثله أو بقيمته.
وننصح الزوج بأن يقوم بمراجعة زوجته إذا كانت هذه هي الطلقة الأولى أو الثانية، وما فرح الشيطان بشيء فرحه بهدم الحياة الزوجية، قال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئاً قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت رواه مسلم وننصح بمراجعة الفتوى رقم: (18/417)
2589والفتوى رقم: 22709
والله أعلم.
30665
عنوان الفتوى:جكم الجلوس على مائدة تضم غير مسلمين وتحوي مأكولات محرمة رقم الفتوى:30665تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم
هل لا يحل الجلوس إلى مائدة تضم غير مسلمين إذا وجدت ضمن المأكولات محرمات كالخمر والخنزير والميتة؟
حتى وإن كان لكل طبقه الخاص على غرار المطاعم الجامعية ولم يأكل المسلم من تلك المحرمات؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيحرم على المسلم أن يقعد في موطن ترتكب فيه المحرمات كشرب الخمر أو أكل الخنزير أو سماع الغناء أو الرقص الفاضح، وقس على ذلك بقية المحرمات، لأن الحضور إقرار وتعرض لغضب الله تعالى.
فإن كان قادراً على الإنكار فلا حرج عليه في الحضور، وانظر الفتوى رقم: 17307، والفتوى رقم: 18355، والفتوى رقم: 7179.
وأما إن كان في مكان يغلب فيه وجود غير المسلمين ، ولم يجد مكاناً بعيداً عن المنكر لتناول طعامه ، وكانت مائدته مستقلة عن موائد من حوله فلا حرج عليه في هذه الحالة.
والله أعلم.
30666
عنوان الفتوى:لا فرق بين الجد والهزل في عقد النكاح إن اكتملت أركانه وشروطه رقم الفتوى:30666تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : إذا قالت المرأة للرجل زوجتك نفسي فهل بهذه الكلمة تعتبر زوجته مع العلم بأنه قال قبلت وقد ذكر حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة جدهن جد وهزلهن جد ومن بينهم عبارة (زوجتك نفسي) أنا بحاجة ماسة لمعرفة الجواب؟ وجزاكم الله خيراً. (18/418)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلعقد النكاح أمور أربعة لا بد من توافرها، وهي الزوجان والولي والشاهدان والصيغة ومتى اختل أحدها فالعقد باطل، وانظري الفتوى رقم:
29397، والفتوى رقم: 28082، والفتوى رقم: 27291.
وأما الحديث الذي أشارت إليه السائلة فالمقصود به أنه لا فرق بين الجد والهزل في عقد النكاح إن اكتملت أركانه وشروطه وهذا واضح.
والله أعلم.
30667
عنوان الفتوى:وحد الله تعالى لفظ الذكر لشرفه وجمع الإناث لنقصهن رقم الفتوى:30667تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : في سورة الأحزاب تم ذكر كلمة (بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك) - السؤال هو لماذا أفرد كلمة عمك وخالك ولم يقل أعمامك وأخوالك - هل هناك سبب لغوي - رجاء التوضيح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن في القرآن الكريم من فنون البلاغة ورصانة الأساليب ما لا يوجد في غيره، وقد جاء في تفسير ابن كثير جـ2 صـ500: إنما قال وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك، فوحد لفظ الذكر لشرفه وجمع الإناث لنقصهن، كقوله عن اليمين والشمائل، يخرجهم من الظلمات إلى النور، وجعل الظلمات والنور وله نظائر كثيرة.... انتهى.
والله أعلم.
30669
عنوان الفتوى:يرجى لمن مات أثناء عملية القلب الشهادة رقم الفتوى:30669تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : ما هو فضل من ماتت وهي في البنج ((التخدير)) أثناء إجراء عملية للقلب حيث كان الصدر مفتوحا من جراء العملية والجرح كبير جدا (18/419)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنرجو الله لمن ماتت في مثل هذه الحالة -المذكورة في السؤال- ونحوها أن تكون شهيدة، وأن تكون داخلة في أصناف الشهداء الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتوى رقم:27708 والفتوى رقم: 18524 والفتوى رقم: 17168
والله أعلم.
3067
عنوان الفتوى:القيء لا ينقض الوضوء رقم الفتوى:3067تاريخ الفتوى:16 شعبان 1422السؤال : هل القيء يبطل الوضوء? و بارك الله فيكم .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فاختلف أهل العلم في القيء : هل هو ناقض للوضوء أم لا ؟ فذهب الجمهور إلى أنه ليس من نواقض الوضوء لأنه لم يخرج من المخرج المعتاد .
وذهب أحمد ومن وافقه إلى أن القيء الكثير منه ناقض من نواقض الوضوء دون القليل، لما رواه الترمذي والأثرم عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم : " قاء فتوضأ " وهو أصح شيء استدل به من قال بأنه ناقض للوضوء ، وليس فيه دلالة على كونه ناقضاً لأنه يحتمل أنه لم يكن متوضئا قبل القيء . والمسألة محل خلاف بين أهل العلم ، فإن توضأ فحسن وإن لم يتوضأ فلا شيء عليه إن شاء الله .
والله أعلم .
30670
عنوان الفتوى:المجتهد لا يقلد غيره رقم الفتوى:30670تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا على هذ الموقع وبعد فهل فتوى عالمين دون إظهارهما الدليل تعتبر كافية لمن يستطيع أن يجتهد؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التقليد هو أخذ قول غير المعصوم من غير دليل، وقد نص أهل العلم على أن من كان أهلاً للاجتهاد لا يقلد غيره، قال في مراقي السعود: (18/420)
والتابعي في الرأي لا يقلد ===== له من أهل الاجتهاد أحد
وعلى طلاب العلم ألا يهملوا ما يؤدي إليه اجتهاد الأقدمين إلا إذا تأكدوا من وجود دليل يخالفه.
والله أعلم.
30673
عنوان الفتوى:من صور المراهنة رقم الفتوى:30673تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : 1- ما حكم الشرع في المراهنة؟
2- ما حكم الشرع في وعد في يوم عيد باليمين؟
3- هل تجوز صلاة النافلة بالمصحف؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجواب سؤالك الأول عن المراهنة هو:
المراهنة -أو الرهان- تأتي على عدة معانٍ منها:
1- المخاطرة: وصورة هذا المعنى أن يتراهن شخصان أو جماعتان على شيء يمكن حصوله أو لا يمكن مثل أن يقولا: إذا لم تمطر السماء غداً فلك عليّ كذا من المال، وهذه الصورة محرمة بالاتفاق لأنها من القمار الذي لا يخلو فيه أحد الطرفين من أن يكون غارماً أو غانماً.
2- المسابقة: ولها نوعان: مسابقة بغير عوض ومسابقة بعوض، فأما المسابقة بغير عوض فالأصل جوازها عند جمهور الفقهاء في كل شيء تباح فيه خلافاً للحنفية الذين لم يجوزوها إلا في أربعة أشياء: الخيل والإبل والرمي والمسابقة بالأقدام، ومذهب الجمهور هو الراجح لأدلة كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها.
وأما المسابقة بعوض فمذهب الجمهور أنها لا تجوز إلا في الرمى والخيل والإبل لورود الحديث بذلك: لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
وتوسع الشافعية في ذلك فألحقوا بالثلاثة التي في الحديث كل ما هو من آلة الحرب، وهذا هو الأصح إن شاء الله، فتجوز في الآلات الحربية الحديثة كالطائرات والدبابات والسفن الحربية ونحوها لوجود العلة وهي إيجاد القوة والتهيؤ لقتال الأعداء.
أما ما لا فائدة فيه فلا تصح المراهنة والمسابقة فيه مثل مهارشة الكلاب وجمال الطيور بلا خلاف سواء كان بعوض أو بغير عوض، ولجواز المراهنة شروط أخرى ليس هذا موضع تفصيلها. (18/421)
أما سؤالك الثاني فلم نفهم المقصود منه، فيمكنك صياغته بصورة واضحة وإرساله مرة أخرى.
أما الجواب على سؤالك الثالث عن صلاة النافلة من المصحف فهو ما يلي:
ذهب جمهور الفقهاء الشافعية والحنابلة إلى جواز القراءة من المصحف في الصلاة، قال أحمد: لا بأس أن يصلي بالناس القيام وهو ينظر في المصحف، قيل له: الفريضة؟ قال: لم أسمع فيها شيئاً.
وسئل الزهري عن رجل يقرأ القرآن في رمضان في المصحف، فقال: كان خيارنا يقرؤون في المصاحف، كما ثبت أن عائشة رضي الله عنها كان يؤمها عبدها ذكوان من المصحف.
وكره المالكية القراءة من المصحف في الفريضة مطلقاً، وفرقوا في النافلة فجوزوه بلا كراهة في أولها، وكرهوه في أثنائها، وذهب أبو حنيفة إلى بطلان صلاة من قرأ من المصحف مطلقاً وخالفه، صاحباه فجوزاها إلا إذا كانت القراءة على سبيل مشابهة أهل الكتاب فكرهاها.
فالحاصل أنه تجوز القراءة من المصحف سواء في الفريضة أو النافلة لمن يحفظه أو لا يحفظه، والقول بالكراهة في الفريضة متجه لأن ذلك خلاف ما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف.
والله أعلم.
30674
عنوان الفتوى:سافرت ولم تتم عمرتها فماذا عليها ؟ رقم الفتوى:30674تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : نوينا العمرة أنا وزوجتي ومعنا طفلان (10 و5 سنوات) وبسبب الازدحام في الطواف خرجنا من الطواف أنا وزوجتي بعد عدد من الأشواط لإخراج الأطفال لصعوبة تحملهما للازدحام، جلست زوجتي مع الأطفال في الحرم وأكملت الطواف لوحدي دون زوجتي وأطفالي، ماهي المكفرات؟ علما بأن زوجتي اعتمرت بعد عدة أشهر من ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المسلم إذا أحرم بعمرة أن يتمها لقول الله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [البقرة:196]. (18/422)
فعلى زوجتك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً لرجوعها قبل إتمام عمرتها، والعمرة التي فعلتها عقب ذلك هي عمرتها الأولى لأن إحرامها بالعمرة التالية لا يصح، لأنها أحرمت بها وهي مازالت متلبسة بالإحرام الأول، قال صاحب الفواكه الدواني: لا يصح إرداف عمرة على عمرة ولا حج على حج..... انتهى.
وقال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام في باب "ما لا يقبل التداخل": ...أو أدخل حجاً على حج أو عمرة على عمرة.... انعقد له حج واحد وعمرة واحدة. انتهى.
وما فعلته من محظورات الإحرام وهي جاهلة قبل إتمامها للعمرة، لا كفارة فيه على الصحيح من أقوال أهل العلم، وما فعلته من هذه المحظورات وهي عالمة بأنها باقية على إحرامها، وأن هذه محظورات لا يجوز فعلها ففيه الكفارة، إذا كان بغير جماع وقد بينا مقدار الكفارة في الفتوى رقم: 1282.
وأما إذا كان بجماع فقد فسدت عمرتها الأولى ووجب عليها المضي فيها حتى تفرغ منها، وتنوب عنها في ذلك العمرة التالية التي فعلتها، ويجب عليها مع ذلك أن تعتمر مرة أخرى للقضاء وتذبح شاة مما تجزئ في الأضحية توزع على فقراء الحرم.
وأما الأطفال فإذا كانوا قد أحرموا بالعمرة فقد اختلف أهل العلم، هل يلزم إتمام ما أحرموا به على قولين.
والراجح عدم لزوم المضي فيما أحرم به الصبي، وذلك لأن الصبي ليس من أهل الالتزام، ولأن ذلك أرفق بالناس فقد يظن الولي أن إحرام الصبي بالنسك سهل، ثم يتبين له أن الأمر بخلاف ذلك، وهذا مذهب الحنفية، وقول صاحب الفروع من الحنابلة، واختاره من المتأخرين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
والله أعلم.
30676
عنوان الفتوى:الطلاق في الحيض واقع لكنه مخالف للسنة رقم الفتوى:30676تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : طلقت زوجتي ثلاثا في ورقة وكانت في حيض فما هو الحكم؟ وهل لي مراجعتها أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً. (18/423)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الطلاق في الحيض مخالف للسنة، وكذلك إيقاع الطلاق بلفظ الثلاث ومع ذلك فهو واقع وعليه فقد بانت منك زوجتك بينونة كبرى، ولا تحل إلا بعد زوج، وراجع الفتوى رقم: 14765.
والله أعلم.
30677
عنوان الفتوى:عذاب القبر نائل صاحبه في أول الزمان أو آخره رقم الفتوى:30677تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : بالنسبة لعذاب القبر كيف يتساوى في العذاب من مات من 1000 سنة ومن مات قبل يوم القيامة بسنة مثلا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
وبعد فقد ثبت عذاب القبر بالتواتر المعنوي، ودلت عليه الآيات القرآنية، ويجب الإيمان به كما هو موضح في الفتوى رقم: 16778.
ولتعلم أخي في الله أن أمور الغيب يجب الإيمان بما صح لنا منها سواء أدركناه بالعقل أم لم ندركه، واعلم أن ما كتب للإنسان من العذاب في القبر سيناله لا محالة بقدرة الله التي لا يعجزها شيء، سواء توفي في قديم الزمان أم في آخره.
والله أعلم.
30678
عنوان الفتوى:لا تتعجلي في طلب الطلاق رقم الفتوى:30678تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : ماذا أفعل إذا علمت أن زوجي يخزن على جهازه صوراً إباحية هل أطلب الطلاق؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي لك التعجل في طلب الطلاق، بل عليك أن تذكريه بالله تعالى وسريع انتقامه، وأن ما يرتكبه أمر محرم لا يجوز، وابذلي في نصحه كل الطرق وشتى الوسائل، وأكثري من الدعاء له بالهداية والصلاح، ويمكنك أن تطلعيه على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23243، 19075، 2862 ففيها إن شاء الله ما يردعه.
وانظري في شأن طلب الطلاق الفتوى رقم: 17891، والفتوى رقم: 21254. (18/424)
والله أعلم.
30681
عنوان الفتوى:لا تعارض بين الحديثين رقم الفتوى:30681تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : ما هو القول فى التسحر إلى ما قبل الشروق بفترة قليلة أي ما تقدر بحوالى 15 دقيقة تقريبا ... استناداً إلى حديث عائشة رضي الله عنها فى هذا الأمر وأنتم تعلمون هذا الحديث ولم أشرح بسبب الاختصار وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن انتهاء وقت السحور يكون بطلوع الفجر الثاني، الذي يطلق عليه الفجر الصادق، وهو المستطير في الأفق، روى أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق. هذا هو الوقت الذي حدده الشرع لانتهاء وقت السحور، وهو الذي يجب الإمساك بعده، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 6593.
وورد عن عائشة رضي الله عنها بهذا الشأن ما رواه أحمد في المسند والترمذي والنسائي في الكبرى عن أبي عطية قال: قلنا لعائشة إن فينا رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أحدهما يعجل الإفطار ويؤخر السحور، والآخر يؤخر الإفطار ويعجل السحور، قال: فقالت عائشة: أيهما الذي يعجل الإفطار ويؤخر السحور، قال: فقلت: هو عبد الله، فقالت: كذا كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذا قد ورد عنها ما رواه البيهقي والدارقطني أنها قالت: ثلاث من النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة.
فإن كان هذا هو المقصود في السؤال فإنه لا دلالة فيه على ما ذكره السائل وهو تأخير السحور إلى ما بعد طلوع الفجر، ولكنه يدل على استحباب تأخير السحور إلى آخر الوقت المحدد شرعاً، وهو طلوع الفجر الثاني والذي سبق ذكره.
وتأخير السحور إلى آخر وقته هو السنة، قال الشافعي في الأم: وأحب تعجيل الفطر وتأخير السحور اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. (18/425)
وقال الإمام أحمد كما في المغني: يعجبني تأخير السحور، لما روى زيد بن ثابت قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ذلك؟ قال: خميسن آية. متفق عليه. انتهى.
والله أعلم.
30682
عنوان الفتوى:حكم من يحلف بالطلاق باستمرار رقم الفتوى:30682تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : لي صديقة زوجها يحلف دائما ويقول ( عليّ الطلاق لن يحدث .... ) وأحيانا يحدث الشيء الذي حلف عليه، وهي تريد أن تعرف هل الحلف يعتبر طلاقاً أم لا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن حلف بالطلاق على فعل شيء أو تركه أو حصول شيء أو عدم حصوله، ثم جرى الأمر على خلاف ما حلف عليه، فقد طلقت منه زوجته سواءً قصد الطلاق أو لم يقصد، وعلى هذا أكثر أهل العلم وهو الراجح كما في الفتوى رقم: 9275
وعليه؛ فما دام هذا الرجل يحلف باستمرار قائلاً "علي الطلاق لن يحدث كذا..." ثم يحدث ما حلف عليه، فقد طلقت منه زوجته من أول يمين صدرت منه بهذه الصورة، فإن لم يكن راجعها قبل انقضاء عدتها فقد بانت منه بينونة صغرى يمكنه بعدها أن يتزوجها بعقد جديد ومهر وولي وشاهدين.
وإن كان قد راجعها بعد وقوع الطلاق ثم أوقع الطلاق ثم راجعها ثم أوقع الطلاق فقد بانت منه بينونة كبرى، ولا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره ثم يطلقها؛ بشرط ألاّ يكون محللاً.
ونود أن نوضح هنا كيفية الرجعة فنقول: الرجعة تحصل بالقول وبالفعل، وقد قسم الفقهاء الأقوال إلى قسمين:
الأول: صريح كلفظ راجعتك أو ارتجعتك إلى نكاحي، وهذا القسم تصح به الرجعة ولا يحتاج إلى نية.
الثاني: كناية وهي الألفاظ التي تحتمل معنى الرجعة ومعنى آخر غيرها، مثل أن يقول لها "أنت عندي كما كنت" فيحتمل كما كنت زوجة ويحتمل كما كنت مكروهة، ولذلك تحتاج هذه الألفاظ إلى نية من الزوج، وهو أدرى بنفسه ويصدّق فيما ادعى. (18/426)
وأما الأفعال: فقد ذهب الحنفية إلى أن الجماع ومقدماته كاللمس والتقبيل ونحوهما بشهوة تحصل به الرجعة.
وذهب المالكية إلى صحة الرجعة بالفعل كالوطء ومقدماته كالتقبيل بشهوة بشرط أن ينوي الزوج بهذه الأفعال الرجعة.
وذهب الشافعية إلى عدم صحة الرجعة بالفعل مطلقاً سواء كان بوطء أو مقدماته، وسواء كان الفعل مصحوباً بنية الزوج للرجعة أو لا.
وذهب الحنابلة إلى التفريق بين الوطء وبين مقدماته فرأوا أن الرجعة تحصل بالوطء ولو لم ينو الرجعة.
وأما مقدمات الوطء فقد اختلفوا في حصول الرجعة بها، والرواية المعتمدة عندهم عدم حصول الرجعة بها.
والله أعلم.
30684
عنوان الفتوى:فضل من ماتت وهي حامل رقم الفتوى:30684تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : ما هو فضل من ماتت وهي في عدة زوجها المتوفى؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم نقف على حديث أو أثر يبين فضل المرأة التي تموت في عدة الوفاة بصورة طبيعية، ولا شك أنها إذا كانت صابرة محتسبة تنال أجر الصابرين ولو لم تمت، فقد وردت بذلك الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة.
لكن إذا كان في بطنها حمل فهي من الشهداء إن شاء الله تعالى، فقد روى مالك في الموطأ عن جابر بن عتيك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه، فصاح به فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: غلبنا عليك يا أبا ربيع، فصاح النسوة وبكين، فجعل جابر يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن فإذا وجبت فلا تبكي باكية، قالوا: يا رسول الله ما الوجوب؟ قال: إذا مات، فقالت ابنته: والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيداً فإنك كنت قد قضيت جهازك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته، وما تعدون الشهادة؟ قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعونِ شهيد، والغًرِق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحَرِق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجُمْعٍ شهيد. (18/427)
ومحل الشاهد أن هذه المرأة إذا كانت ماتت بأحد الأسباب المذكورة تكون شهيداً إن شاء الله، قال الباجي في المنتقى: "والمرأة تموت بجُمْعٍ" قيل: تموت بالولادة، وقيل: تموت جَمعاء بكرا غير ثيب لم ينلها أحد.
والله أعلم.
30686
عنوان الفتوى:معاملة مدمن المخدرات حياً وميتاً رقم الفتوى:30686تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : أخي مدمن مخدرات ولا أريد أن أدفنه في قبري؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن فعل شيئاً من المنكرات كالفواحش وتناول المخدرات والخمور ونحو ذلك فإنه يجب الإنكار عليه بحسب القدرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
فإن كان متستراً بتلك المنكرات وليس معلناً أنكر عليه سراً وسُتر عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة. متفق عليه. (18/428)
وإن كان مظهراً للمنكرات وجب الإنكار عليه علانية حتى يتوب، ومن ذلك الإنكار: أن يهجر فلا يسلم عليه ولا يرد عليه السلام، وعدم عيادته إذا مرض، ونحو ذلك مما يردعه عن المعصية من غير أن تترتب على ذلك مفسدة راجحة، فإذا مات من غير توبة، فينبغي لأهل الخير والدين أن يهجروه ميتاً كما هجروه حياً، فيتركوا تشييع جنازته والصلاة عليه كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على غير واحد من أهل الجرائم، ومن ذلك أن يمتنعوا عن دفنه في مقابرهم الخاصة، ما لم يتعين ذلك حتى يرتدع أمثاله عن هذه المعاصي والمنكرات، ويدفن في مقابر غيرهم من عموم المسلمين، فإذا كان أخوك ممن يتعاطى المخدرات سراً ولا يظهر ذلك فاستر عليه وادفنه في مقابر المسلمين الخاصة أو العامة، واسأل الله أن يغفر له، وإن كان معلناً التعاطي للمخدرات والمعاصي، فلا حرج أن ترفض دفنه في المقابر الخاصة، بل يستحب إذا لم تترتب عليه مفسدة راجحة، علماً بأنه لا يجوز أن يجمع بين اثنين في قبر واحد إلا في حالة الضرورة، أما في حالة السعة والاختيار فيجعل لكل ميت قبر، ولمعرفة الصفة الشرعية للقبور انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 504، 7713، 562.
واعلم -وفقك الله- أنه لا أثر لاجتماع اثنين في قبر واحد في تعدي عذاب أو نعيم أحدهما للآخر، بل يكون لكل واحد منهما ما قدره الله له من العقوبة أو المثوبة : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8]. وقال تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164].
والله أعلم.
30687
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في الصلاة على الغائب رقم الفتوى:30687تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : ما حكم صلاة الغائب؟ (18/429)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في صلاة الجنازة على الغائب، فذهب الشافعي وأحمد في ظاهر مذهبه إلى أنها مشروعة، واستدلوا بما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر عليه أربعاً.
ومعلوم أن النجاشي مات بأرض الحبشة.
وذهب الحنفية والمالكية إلى عدم مشروعية صلاة الغائب، وأجابوا عن قصة النجاشي بأن الصلاة عليه من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الجائز أن يكون رُفع للنبي صلى الله عليه وسلم سرير النجاشي فصلى عليه صلاته على الحاضر المشاهد، قالوا: ويدل على ذلك أنه لم ينقل عنه أنه كان يصلي على كل الغائبين، وتركه سنة، كما أن فعله سنة، ولا سبيل لأحدٍ بعده أن يعاين سرير الميت من المسافة البعيدة ويرفع له حتى يصلي عليه، فعلم أن ذلك مخصوص به.
وذهب الإمام أحمد في رواية نقلها شيخ الإسلام كما في الفتاوى الكبرى (4/444) إلى صلاة الغائب على من له فضل وسابقة على المسلمين، فقال: إذا مات رجل صالح صلي عليه. واختار هذا القول من المتأخرين الشيخ السعدي رحمه الله.
والراجح -والله أعلم- أن صلاة الغائب مشروعة في حق من مات بأرض ليس فيها من يصلي عليه، أما من صلي عليه حيث مات فإنه لا يصلى عليه صلاة الغائب، وإلى هذا ذهب جمع من المحققين، منهم الخطابي والروياني وترجم بذلك أبو داود في السنن فقال: باب الصلاة على المسلم يليه أهل الشرك في بلد آخر.
واختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، قال ابن القيم في زاد المعاد: .... وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الصواب أن الغائب إن مات ببلدٍ لم يصلَّ عليه فيه، صلي عليه صلاة الغائب، كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي لأنه مات بين الكفار ولم يُصلَّ عليه، وإن صلي عليه حيث مات لم يصلَّ عليه صلاة الغائب، لأن الفرض قد سقط بصلاة المسلمين عليه. (18/430)
وهذا القول رواية عن الإمام أحمد، ويؤيد هذا أيضاً أنه قد مات في عهد الخلفاء الراشدين كثير ممن كانت لهم أيادٍ على المسلمين ولم يُصَلَّ صلاة الغائب على أحد منهم، والأصل في العبادات التوقيف حتى يقوم الدليل على مشروعيتها.
والله أعلم.
30689
عنوان الفتوى:ما يفعل من ينسى دعاء الطعام والانتهاء منه رقم الفتوى:30689تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : إني دائما أنسى البسملة عند البدء بالطعام والحمد لله عند الانتهاء منه، كما أنسى الصلاة على النبي عندما يذكر في المجلس، فهل من نصيحة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا نسيت البسملة عند بدء الطعام وتذكرتها أثناءه فقل: بسم الله في أوله وآخره، لما روي عن عائشة مرفوعاً: إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله، فليقل: بسم الله في أوله وآخره. أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
أما الحمد فيكون بعد النهاية من الطعام، روى أبو داود وغيره: من أكل طعاماً ثم قال: الحمد الله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال الألباني: حسن دون زيادة وما تأخر.
فعليك -أيها الأخ العزيز- بالبسملة عند إرادة الأكل أو الشرب، والحمد لله عند الانتهاء لئلا يفوتك هذا الخير الكثير، بل إن بعض العلماء قال بوجوبه، قال في الهدى: والصحيح وجوب التسمية عند الأكل وهو أحد الوجهين لأصحاب أحمد، وأحاديث الأمر بها صحيحة صريحة لا معارض لها ولا إجماع يسوغ مخالفتها ويخرج عن ظاهرها. انتهى من تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي. (18/431)
وعليك أخي بالمواظبة على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة إذا ذكر في مجلسك، فعنه صلى الله عليه وسلم: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ. رواه أحمد والترمذي وابن حبان وأبو يعلى.
ومما يعين على التذكر أن يدوم المرء على قول: "اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، وقول "الحمد لله مذكر الناسي." فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في الدعاء، قولوا: اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. رواه أحمد وأبو يعلى وصححه الألباني.
وفي مسند الحارث جـ1 صـ191: إذا خشي أحدكم أن ينسى فليقل: الحمد لله مذكر الناسي.
والله أعلم.
3069
عنوان الفتوى:يحرم جلوس المرء إلى مائدة يشرب عليها الخمر رقم الفتوى:3069تاريخ الفتوى:23 محرم 1422السؤال : أعمل فى شركة أجنبية و سافرت إلى الخارج فى عمل و كنت أذهب إلى العشاء أو الغداء مع زملاء و مديرين أجانب و كانوا يشربون الخمر على الطعام و أنا لم أشرب معهم. فهل يقع علي ذنب لمجرد جلوسي معهم؟ و كيف أكفر عن ذنبى ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على الموائد التي يشرب عليها الخمر ففي مسند أحمد وسنن الدرامي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر. " فدل الحديث على أن المؤمن يجب أن يردعه إيمانه عن الجلوس في الأماكن التي يعصى الله فيها، وذلك لأنه يخشى على هذا الجالس من نزول سخط الله عليه، والأحاديث صريحة صحيحة في لعن الخمر وشاربها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه، وقد يقع فيما هو أعظم من مجرد الجلوس كأن يقدمها لمن يشربها. أو يقربها إليه، وربما تجرأ فشرب، ولو بعد حين، وعلى العموم فإن النهي صريح في منع المؤمن من الجلوس على الموائد التي يشرب عليها الخمر حتى ولو لم يشربها ويقدمها لمن يشربها. (18/432)
والله عز وجل يقول: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم)[النساء: 140] وتكفير مثل هذا الذنب بالتوبة إلى الله عز وجل والاستغفار وعدم العودة إلى مثل هذه المجالس. والله تعالى أعلم.
30690
عنوان الفتوى:ليكن الهجر لمصلحة معتبرة لا لحظ النفس رقم الفتوى:30690تاريخ الفتوى:12 صفر 1424السؤال : ماذا تفعل مع من يتطاول عليك باليد أو شتم والدتك شتائم سيئة جداً هل مقاطعته على الأقل تتعارض مع الحديث الصحيح إن من خاصم المسلم فوق 3 أيام لا يرفع عمله ويقال اتركهم حتى يصطلحوا كيف هذا وهذا أقل ما يفعل المقاطعة لأمد لا يعرف هل هذه المدة لا يقبل العمل فيها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيُعرض هذا، ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. رواه البخاري.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً، إلا امرءاً بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا. (18/433)
لكن إذا وُجدت مصلحة من الهجر فوق ثلاث جاز الهجر للمصلحة، كزجر العصاة وأهل البدع من المسلمين، فإذا تأدى الغرض من هجرهم جاز الهجر، وإذا أدى ذلك إلى مزيد نفور وعناد استعملنا مع من يستحق الهجر أنجع الوسائل لإصلاحه، وهذا يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، وإننا لننصح الأخ السائل بالصفح والعفو وغير ذلك من الوسائل المفيدة، وهي أولى من الانتقام أو القصاص، قال الله تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [الشورى:43].
وقال تعالى: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ [الحجر:85].
فإن وجدت أن المصلحة في هجرهم فافعل ذلك بقدر المصلحة، لا شفاءً لغيظ قلبك، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20400، 21837، 22082.
والله أعلم.
30692
عنوان الفتوى:خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ رقم الفتوى:30692تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : ما هو سبب طرد إبليس من الجنة؟ أنا أعرف أنه الإباء والاستكبار عن السجود وعصيان الأمر الرباني والحسد، فهل يوجد سبب آخر في سورة الأنعام؟ وأرجو ذكر الدليل؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد طرد الله تعالى إبليس من رحمته، لأنه عصى أمره، واستكبر عن السجود لآدم عليه السلام، إذ رأى نفسه أفضل منه من حيث أصل مادة الخلق، وفي ذلك يقول الله تعالى: قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12].
فكأن إبليس رأى النار أفضل من الطين لما فيها من قوة الحرق والإهلاك، وليس الأمر كما زعم أو اعتقد، بل في النار من الطيش والرعونة ما يكفي لعدم تفضيلها على الطين الموصوف بالسكون والنفع العام، ولو كانت النار أفضل من الطين كما زعم إبليس، فليس له هو تفضيل بعض خلق الله على بعض، قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [القصص:68]. (18/434)
وليُعلم أننا لم نجد في سورة الأنعام أي ذكر لسبب طرد إبليس من رحمة الله، فلعل ما ذكره الأخ السائل سبق قلم أو وهم، وراجع للفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26059، 5617، 8546.
والله أعلم.
30693
عنوان الفتوى:الحب الدافع للنكاح رقم الفتوى:30693تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : أنا أحب فتاة وتكلمت مع أهلها عن الزواج، فهل هذا حلال أم حرام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان الحب لهذه الفتاة مجرد ميلٍ إليها لم يتجاوز إلى أمر محرم من نظر أو لقاء أو نحو ذلك، ودفع هذا الميل إلى الزواج بتلك الفتاة، وكانت تتوافر فيها صفات الزوجة الصالحة، فلا حرج في ذلك لأن هذا الميل فطري وفي مثل هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.
وإذا كان هذا الحب قد أوقع أو سيوقع في ما حرم الله من النظر والخلوة والمحادثة واللقاء ونحو ذلك، فإنه محرم ولو كنت تنوي إتمام هذا الحب بالزواج، وكون أهل الفتاة راضين بذلك لا يبيح ما حرم الله، بل إن رضاهم بهذه العلاقة مع ابنتهم دون أن يسبق ذلك عقد النكاح دياثة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر والعاق والديوث. رواه أحمد.
وقد فصلنا الكلام في حكم الحب بين الرجل والمرأة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4220، 1464، 1753، 5714.
وبينا علاج الحب المحرم في الفتاوى التالية: 13147، 11069، 9360، 8663. (18/435)
والله أعلم.
30695
عنوان الفتوى:دعوة الرجال للنساء جائزة.. ولكن.. رقم الفتوى:30695تاريخ الفتوى:12 صفر 1424السؤال : هل يجوز لي أن أكون داعيه بين زميلاتي الإناث في الكلية إلى جانب زملائي وذلك بسبب استجابتهن لي وكذلك عدم وجود إناث داعيات بينهن؟ مع العلم بأنني بدأت وأريد أن أعرف هل أستمر أم أنقطع؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدعوة إلى الله تعالى واجبة على الرجال والنساء لعموم النصوص العامة الآمرة بها، كقوله عز وجل: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:110] وغيرها من الآيات.
كما دلت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام على جواز دعوة الرجال للنساء، والنساء للرجال، وقد اتضح ذلك في طلب العلم عن أمنا عائشة رضي الله عنها، من كثير من الرجال، كما أخذ العلم كثير من النساء من الرجال، وكان هذا في القرون الفاضلة، لكن بالسبر والتتبع لأحوال المسلمين في زماننا هذا وجدنا أن الرجل إذا انهمك في دعوة النساء، أو أقبل عليها لا يرجع سالماً أبداً، بل لا بد أن يصيبه من غبار الفتنة ما يصيبه، بل قد يغرق فيها، وكذلك قل في دعوة النساء للرجال، ولذلك فإننا نقول للأخ السائل إن وجد من يقوم عنك بواجب دعوة النساء كأحد محارمهن أو امرأة أو كنت أنت تدعوهن بواسطة زوجتك أو إحدى محارمك كان ذلك خيراً لك، وأنفع لدينك، ولأن تنفع نفسك وحدها خير لك من أن تنفع غيرك وتتضرر، فإن لم تجد أحداً من محارمك يقوم بهذا الدور، فلا تُقبل على دعوة النساء إلا إذا رأيت من نفسك وثوقاً من عدم الفتنة، مع الأخذ بأسباب الحيطة والحذر، فلا تخلونّ بامرأة ولا تنظرنّ إليها ولا تُطل الحديث معها، ولتكن معهن كالماشي على أرض مليئة بالشوك، حذراً من الفتنة والمعصية، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5271، 6163، 3054. (18/436)
والله أعلم.
30697
عنوان الفتوى:معنى الصلاة على النبي وآله رقم الفتوى:30697تاريخ الفتوى:12 صفر 1424السؤال : ما معنى اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل محمد، وهل آل محمد هم المخصوصون بهذا القول أم ممكن أن نقول اللهم صل على فلان أياً كان؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصلاة من الله تعالى معناها الرحمة والذكر في الملأ الأعلى، وآل محمد صلى الله عليه وسلم هم المخصوصون بالذكر؛ كما جاء في أحاديث التشهد الصحيحة، والمقصود بهم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من بني هاشم وعبد المطلب على الراجح من أقوال أهل العلم.
وأما غيرهم من المؤمنين فيشملهم ما جاء في أحاديث التشهد المذكورة من قول المصلي "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، وأما بالنسبة للصلاة على غير المعصوم، فقد سبق الجواب عنها في الفتوى رقم: 4863. (18/437)
والله أعلم.
30698
عنوان الفتوى:لا رجوع لروح الميت إلى الدنيا رقم الفتوى:30698تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : هل صحيح أن روح المقتول يمكن أن ترجع للمكان الذي قتل فيه فيظهر شكله في ذلك المكان؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن رجوع روح المقتول للمكان الذي قتل فيه ليظهر شكله في ذلك المكان، من الأباطيل التي ليس لها دليل ولا مستند شرعي ولا عقلي.
فقد جاء في الخبر أن شهداء أحد تمنوا العودة إلى الدنيا ليموتوا في سبيل الله مرة ثانية فمنعوا ذلك، ولو كان ممكنا لما منعوه، وروى جابر قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا جابر مالي أراك منكسا مهتما؟ قلت: يا رسول الله، استشهد أبي وترك عيالاً وعليه دين، فقال: ألا أبشرك بما لقي الله عز وجل به أباك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: إن الله أحيا أباك وكلمه كفاحاً، وما كلم أحداً قط إلا من وراء حجاب، فقال له: يا عبدي تمنَّ أعطك، قال: يا رب فردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية، فقال الرب تبارك وتعالى: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون.... الحديث أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.
والله أعلم.
30703
عنوان الفتوى:الهجر يشرع إن كانت مصلحته راجحة رقم الفتوى:30703تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : السؤال هو: لي أخ دائما يعمل المشاكل في البيت وجميع من في البيت يغضبون منه ويخاصمونه بمن فيهم أبي وأمي لكن أبي وأمي لا يقدران على مقاطعته فأبقى أنا وإخواني لا نكلمه أشهراً ومع مخاصمتنا له لا يتغير فماذا أفعل أعرف أن الله لا يحب أن نتخاصم وأنه يغضب علينا مع أننا نصلي جميعا والحمد لله فهل أنا معذور في هذه الحالة أرشدني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً. (18/438)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبخصوص الهجر وما يجوز منه وما يحرم راجع الفتوى رقم:
7119، وفي ما يتعلق بصلة الرحم وتحريم قطعها راجع الفتوى رقم: 21824.
أما هل أنت معذور في مقاطعتك أخاك، فإن كان السبب راجعاً لأمور دينية كوقوعه في بعض المنكرات، وارتكابه بعض الكبائر فلا حرج عليك وعلى إخوانك في مقاطعته، وإن كان لأمور دنيوية بينكم فلا يجوز الهجر فوق ثلاث، ونرى أن الأولى بكم الصبر عليه، وأن تفعلوا مثل ما يفعل أبوكم وأمكم من صلته والكلام معه، خاصة أنك ذكرت أنه لا تجدي معه المقاطعة، وإنما شرع الهجر بين المسلمين إن كانت مصلحته راجحة كأن يرجى ارتداع المهجور، إذن فنصيحتنا لكم أن تداوموا على نصحه بالتي هي أحسن، وأن تسألوا الله له الهداية، فلعل الله أن يهديه ويصلحه.
والله أعلم.
30704
عنوان الفتوى:من أشراط الساعة أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب رقم الفتوى:30704تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : هل يوجد حديث عن وجود جبل ذهب بالعراق؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يَحِسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيُقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو. (18/439)
وفي رواية له أيضاً عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا، ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوشك الفرات أن يَحِسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه لَيُذهَبَنَّ به كله، قال: فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون.
وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الفرات أن يَحِسر عن جبل من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: يحسر: هو بفتح الباء المثناة تحت وكسر السين أي ينكشف لذهاب مائه. انتهى.
والله أعلم.
30707
فتاوى
عنوان الفتوى:حكم البكاء قي الصلاة رقم الفتوى:30707تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال: السلام عليكم ورحمةالله
والدتي تسأل عن البكاء أثناء الصلاة هل يفسد الصلاة، بمعنى كما تعلمون أحداث العراق، لقد شاهدت على التلفيزيون صورة لطفل عراقي مقتول فتذكرته أثناء الصلاة فبكت هل تجب عليها إعادة الصلاة، وهل يجوز البكاء وأنت ساجد خشوعا، أرجو منكم الإجابة؟ ولكم الشكر وبارك الله فيكم.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن البكاء إذا جاء غلبة ولم يكن فيه صوت لم تبطل به الصلاة سواء كان من خشية الله أو لمصيبة....
وأما إذا كان بصوت فإنه يفسد الصلاة ما لم يكن من خشية الله تعالى، وعلى ذلك فإذا كان بكاء والدتك بصوت لسبب ما تشاهده ويعلق بذاكرتها من مصائب المسلمين... فإن صلاتها باطلة، وإن كان غلبة وبدون صوت فإن صلاتها صحيحة إن شاء الله تعالى.
وأما بكاء الخشوع فمغتفر ولا شيء فيه، بل هو من صفات المؤمنين الخاشعين، سواء كان ذلك في السجود أو غيره من هيئات الصلاة، قال الله تعالى: وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً [الإسراء:109]. (18/440)
وكان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح يبكون في صلاتهم من خشية الله تعالى.
والله أعلم.
30708
عنوان الفتوى:تحريم الزوجة حكمه يختلف بحسب نية الحالف رقم الفتوى:30708تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : حلفت على زوجتي يميناً بالحرام بالصيغة التالية:
"علي الحرام أنا لن أنفعك بعد الآن" فهل يعتبر هذا اليمين يمين طلاق أم يمين لغو أم ماذا، الرجاء إرشادي لأنني نادم على ذلك، وأريد معرفة الحكم الشرعي في ذلك، علما بأنني بقيت على اتصال بزوجتي بشكل عادي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في من حرم زوجته، فذهب بعضهم إلى أنه ظهار تجب فيه كفارة الظهار، وذهب بعضهم إلى أنه طلقة بائنة.. وذهب آخرون إلى أنه طلاق بالثلاث تبين به الزوجة بينونة كبرى.
ولعل الراجح من أقوالهم -إن شاء الله تعالى- أنه بحسب نية الحالف، فإذا كان يقصد به الظهار كان ظهاراً، وإذا قصد به الطلاق كان طلاقاً، وإذا قصد به اليمين كان يميناً.
وعلى هذا فإن كان قصدك الطلاق فزوجتك طالق إن حصل ما حلفت عليه، وإن كان قصدك اليمين فهي يمين تلزم فيها كفارة اليمين إن حنثت وليست من لغو اليمين، وإن كان قصدك الظهار فإنه ظهار، ونحيلك إلى الفتوى رقم: 23975، والفتوى رقم: 2182.
والله أعلم.
3071
عنوان الفتوى:تعليق اللوحات القرآنية في الأماكن المحترمة رقم الفتوى:3071تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما حكم وضع لوحات بها آيات من القرآن الكريم على جدار المنزل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه المسألة اختلف فيها أهل العلم من المعاصرين على قولين: فمنهم من ذهب إلى المنع وتعليله في ذلك: أن تعليق الآيات على الجدران يذهب هيبة القرآن من القلوب وذلك لأن أهل المنزل يعتادون النظر إليه دوما مما يسبب عندهم تبلداً وعدم إحساس. وهناك تعليل آخر وهو أنه قد تتعرض هذه الآيات المعلقة على الجدار إلى الإساءة إما بسقوطها أو إتلافها واللعب بها من قبل من لا يعرف قيمتها، أو تكون في مكان تقع فيه المعاصي والمنكرات وفي هذا إهانة للقرآن ومناقضة للقصد من تعليقه. وذهب البعض الآخر إلى جواز هذا الأمر وأنه لا حرج فيه وتعليلهم في ذلك أن تعليقها يكون سبباً للتذكير بالقرآن وتعويد النظر إلى مشاهدة آيات الكتاب وأنه ربما نظر ناظر إلى بعض الآيات فتأثر بها أو ارتدع عن أمر منهي عنه كاد يقع فيه. والأولى اجتناب الأماكن التي تمارس فيها المنكرات وأن تنزه آيات القرآن عنها، وإن كان لا بد فاعلا فليتخير الأماكن المحترمة، وفي هذا الأمر سعة إن شاء الله تعالى. والله أعلم. (18/441)
30710
عنوان الفتوى:جمهور الفقهاء على استحباب طبخ العقيقة رقم الفتوى:30710تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : أبي وأمي لم يعقا عنا والآن عمري 23 سنة وعمر أخي 25 سنة والآن يوجد عندنا مال كافٍ لكي نشتري ثلاث شياه، ولكن لا نعرف هل نطبخ ونطعم المساكين من العائلة أم لا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب فقهاء الشافعية إلى أن الولد إذا لم يعق وليه عنه أنه يندب له أن يعق عن نفسه، قال صاحب مغني المحتاج: فإن بلغ سُنّ أن يعق عن نفسه، تداركاً لما فات.
وقد روى الطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعدما بعث نبياً. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 2726.
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يستحب طبخ العقيقة كلها حتى ما يتصدق به منها، وأنه إن فرقها بدون طبخ جاز ذلك، ولمزيد من الفائدة في ما يتعلق بأحكام العقيقة تراجع الفتوى رقم: 2287. (18/442)
والله أعلم.
30711
عنوان الفتوى:شروط سجود التلاوة رقم الفتوى:30711تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
1- هل يجوز سجود التلاوة في الأوقات التي فيها نهي عن الصلاة النافلة؟
2- رأيت بعض الناس يسجد سجودالتلاوة غير مستقبل القبلة، هل هذا من الدين؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الراجح عند جمهور العلماء أن سجود التلاوة حكمه حكم صلاة النافلة، فيشترط فيه ما يشترط فيها من طهارة حدث وخبث وستر عورة واستقبال قبلة، وإليك الأدلة على ذلك من كلام أهل العلم، قال الإمام النووي في المجموع: وحكم سجود التلاوة حكم صلاة النافلة يفتقر إلى الطهارة والستارة واستقبال القبلة لأنها صلاة في الحقيقة.
وقال ابن قدامة في المغني: شرطها الطهارة واستقبال القبلة إلى آخر شروط الصلاة، وكذلك الحكم عند المالكية كما صرح به خليل في مختصره وبينه شروحه.
أما فعلها في وقت النهي عن النافلة فيرجع فيه إلى الفتوى رقم: 9649، والفتوى رقم: 23443.
والله أعلم.
30715
عنوان الفتوى:تنوع أساليب الأمر بالمعروف أدعى للقبول رقم الفتوى:30715تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : هل يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلقا
لأن الناس قد يضجروا من ذلك وإن لم تفعل ذلك تأثم وما هي ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات العظيمة، قال الغزالي في الإحياء: أما بعد: فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين، ولو طوي بساطه وأهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد، ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد، وقد كان الذي خفنا أن يكون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، إذ قد اندرس من هذا القطب عمله وعلمه، وانمحق بالكلية حقيقته ورسمه فاستولت على القلوب مداهنة الخلق ... انتهى (18/443)
إلا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يلزم أن يكون بطريقة واحدة وأسلوب واحد حتى يضجر المدعو ويعرض عن الحق، بل هناك الأساليب الكثيرة والطرائق المختلفة، وقد بينا ذلك في الفتاوى تحت الأرقام التالية: 9358 12916 28638 28894 25032 24634 21557 17092
والله أعلم.
30718
عنوان الفتوى:لا أثر لمجرد المصافحة على الوضوء رقم الفتوى:30718تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
كنت متوضئاً وذاهباً لأصلي في المسجد وقابلت زميلة لي في العمل وتصافحنا بالأيدي، ثم ذهبت وصليت ولم أتوضأ مرة أخرى، فهل انتقض وضوئي عند المصافحة وهل تقبل صلاتي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنا نلفت انتباهك إلى أن هذه الزميلة إذا لم تكن محرما لك لا يجوز مسها ولا مصافحتها، كما هو موضح في الفتوى رقم: 2412
أما إذا كانت محرماً فيجوز لك مصافحتها.
وعلى كلا الاحتمالين فالراجح أن مجرد المصافحة لا ينقض الوضوء كما هو موضح في الفتوى رقم:
2248
وينبغي للمسلم أن يحافظ على البعد عن الأجنبيات وغض البصر، كما ينبغي لهن أن يتحجبن ويغضضن أيضاً، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ (النور: من الآية30) (18/444)
وقال: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (النور: من الآية31).
وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (الأحزاب: من الآية53)
والله تعالى أعلم.
30719
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في كيفية حصول الرجعة رقم الفتوى:30719تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : لي صديقة زوجها يحلف دائما ويقول ( عليّ الطلاق لن يحدث .... ) وأحيانا يحدث الشيء الذي حلف عليه، وهي تريد أن تعرف هل الحلف يعتبر طلاقاً أم لا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن حلف بالطلاق على فعل شيء أو تركه أو حصول شيء أو عدم حصوله، ثم جرى الأمر على خلاف ما حلف عليه، فقد طلقت منه زوجته سواءً قصد الطلاق أو لم يقصد، وعلى هذا أكثر أهل العلم وهو الراجح كما في الفتوى رقم: 9275
وعليه؛ فما دام هذا الرجل يحلف باستمرار قائلاً "علي الطلاق لن يحدث كذا..." ثم يحدث ما حلف عليه، فقد طلقت منه زوجته من أول يمين صدرت منه بهذه الصورة، فإن لم يكن راجعها قبل انقضاء عدتها فقد بانت منه بينونة صغرى يمكنه بعدها أن يتزوجها بعقد جديد ومهر وولي وشاهدين.
وإن كان قد راجعها بعد وقوع الطلاق ثم أوقع الطلاق ثم راجعها ثم أوقع الطلاق فقد بانت منه بينونة كبرى، ولا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره ثم يطلقها؛ بشرط ألاّ يكون محللاً.
ونود أن نوضح هنا كيفية الرجعة فنقول: الرجعة تحصل بالقول وبالفعل، وقد قسم الفقهاء الأقوال إلى قسمين:
الأول: صريح كلفظ راجعتك أو ارتجعتك إلى نكاحي، وهذا القسم تصح به الرجعة ولا يحتاج إلى نية. (18/445)
الثاني: كناية وهي الألفاظ التي تحتمل معنى الرجعة ومعنى آخر غيرها، مثل أن يقول لها "أنت عندي كما كنت" فيحتمل كما كنت زوجة ويحتمل كما كنت مكروهة، ولذلك تحتاج هذه الألفاظ إلى نية من الزوج، وهو أدرى بنفسه ويصدّق فيما ادعى.
وأما الأفعال: فقد ذهب الحنفية إلى أن الجماع ومقدماته كاللمس والتقبيل ونحوهما بشهوة تحصل به الرجعة.
وذهب المالكية إلى صحة الرجعة بالفعل كالوطء ومقدماته كالتقبيل بشهوة بشرط أن ينوي الزوج بهذه الأفعال الرجعة.
وذهب الشافعية إلى عدم صحة الرجعة بالفعل مطلقاً سواء كان بوطء أو مقدماته، وسواء كان الفعل مصحوباً بنية الزوج للرجعة أو لا.
وذهب الحنابلة إلى التفريق بين الوطء وبين مقدماته فرأوا أن الرجعة تحصل بالوطء ولو لم ينو الرجعة.
وأما مقدمات الوطء فقد اختلفوا في حصول الرجعة بها، والرواية المعتمدة عندهم عدم حصول الرجعة بها.
والله أعلم.
30720
فتاوى
عنوان الفتوى:أدوية قطع الوسواس بعد قضاء الحاجة رقم الفتوى:30720تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال: سؤالي في الطهارة، وهو يتلخص فى أنني عند دخولي للخلاء وقضاء الحاجة أكرمكم الله تبقى قطرة ماء من البول أحس ذلك مع أنني أغسل مقدمة السروال ويحدث لدي الشك وأعيد الوضوء عدة مرات فأصبحت في هم من ذلك وإحراج وأحس أن صلاتي بغير طهارة أفيدوني مأجورين؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا السائل يبدو أنه لا يخلو من الشكوك والوساوس التي تعتريه بعد انقضاء بوله، وننصحه بأن يكف عن هذه الوساوس فإنها من كيد الشيطان الذي يحاول أن يفسد عليه دينه ويُدخل الحزن إلى قلبه.
وأن يكثر من الدعاء والاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه حتى يسلم من مكائد الشيطان، كما قال الله تعالى: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [النحل:99]. (18/446)
ثم بعد البول والتحقق من انقطاعه والاستنجاء منه عليه أن ينضح فرجه وسراويله بالماء، لأن ذلك سببا لقطع الوساوس بإذن الله تعالى، قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه، قال حنبل: سألت أحمد بن حنبل: قلت: أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده، قال: إذا توضأت فاستبرئ، ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله.
وليصلِّ بذلك الوضوء ما دام لم يتحقق من نزول قطرات البول.
والله أعلم.
30723
عنوان الفتوى:الموت يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة رقم الفتوى:30723تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : ما هو فضل من ماتت يوم الجمعة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في تصحيح أو تضعيف الحديث الوارد في فضل من مات يوم الجمعة أو ليلتها، فمنهم من ضعفه كالحافظ بن حجر، والمنذري والشيخ شعيب الأرناؤوط وغيرهم، ومنهم من حسنه كالشيخ الألباني .
واعلم -وفقك الله- أن ظهور شيء من علامات حسن الخاتمة لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه أنه غير صالح فهذا كله من الغيب، ونسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة.
والله أعلم.
30726
عنوان الفتوى:حكم من حلف أن لا يعاشر زوجته أبداً رقم الفتوى:30726تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : أنا متزوج وزوجتي لا ترغب في المعاشرة الجنسية يعني لو تركتها سنة بدون معاشرة جنسية لا تتأثر وأنا لا أستطيع التحمل والشجار دائم بيننا ومنذ أسبوع أتخذت قرارا لكرامتي أنني لم ولن أعاشرها جنسيا بعد ذلك وأخبرتها بذلك ولا أعلم هل ما فعلتة هذا صحيح واللفظ الذي ذكرته إليها هو أقسم بالله تعالى بأنني لن أمسك بعد اليوم فهل هذا ظهار وهل له من عودة في حالة رغبتي في مراجعتها مرة ثانية وهل إطعام ستين مسكيناً يكفي في حالة ما إذا كان ظهارا بالرغم من أنني عمري 40 عاما ولكن صيام شهرين أعتقد بأنني لا أستطيع (18/447)
أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً فى أسرع وقت ممكن وبرجاء عدم التأخير بالرد.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقسمك بالله تعالى على ألا تطأ زوجتك أبداً يعتبر ايلاء وليس ظهاراً، قال الله تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:227].
قال ابن قدامة في المغني: وهو يعدد شروط الإيلاء: الشرط الثاني: أن يحلف على ترك الوطء أكثر من أربعة أشهر، وهذا قول ابن عباس وطاووس وسعيد بن جبير ومالك والأوزاعي والشافعي وأبي ثور وأبي عبيد...
وعليه فأنت الآن في الخيار بين أمرين:
الأول: أن تعود لوطء زوجتك وتكفر كفارة يمين لا كفارة ظهار.
والثاني: أن تصر على عدم وطئها، وفي هذه الحالة لزوجتك الخيار في أن تبقى معك، ولها رفع أمرها للحاكم ليلزمك بوطئها بعد مضي أربعة أشهر فإن أبيت ألزمك بالطلاق، فإن أبيت طلق عليك، وليس عليك في هذه الحالة كفارة.
والله أعلم.
30727
عنوان الفتوى:عدد من يقوم بتجهيز الميت رقم الفتوى:30727تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : ما حكم الدعاء تحت رأس الميتة عند تلبيسهاالكفن وندعو لها بالرحمة والغفران، وكم عدد الأفراد الذين يدخلون لإلباسها الكفن؟ (18/448)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيستحب الدعاء للميت في أي وقت من الأوقات، لعموم قول الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10].
ولا نعلم في الدعاء عند غسل الميت أو تكفينه سنة ثابتة، أما عدد الذين يقومون بتجهيز الميت، فلا نعلم في ذلك تحديداً من الشارع الحكيم، لكن قد نص بعض الفقهاء على أنه يستحب في تجهيز الميت أن يكون عدد من يقوم بذلك وتراً، قال صاحب أسنى المطالب: فرع يستحب أن يكون عددهم "أي الدافنين" وعدد الغاسلين وترا ثلاثة فأكثر بحسب الحاجة. انتهى.
والله أعلم.
30731
عنوان الفتوى:إن انتهت وإلا ففراقها نجاة رقم الفتوى:30731تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : تزوجت من لبنانية مسيحية ورزقت منها 5 أطفال وتخرجت من كلية (ماجستير شريعة) ولاحظت عليها شبهات كثيرة، وعدم الطاعة، واختلت مع ابن عمها، وذهبت معه إلى المرقص وخلعت العباءة ووضعت المكياج ولم تخلع الحجاب وسمحت لأختها 15 سنة بمرافقة صديقها إلى لبنان، والسكن معه في نفس دور الفندق والذهاب معه للغداء والعشاء، لما عادت من لبنان طلبت مني مخالعتها وأرجعت لي المهر وما زالت تدرس الطالبات في دار القرآن هل أبلغ عن أفعالها لمسؤولها بالعمل وأنا متأكد من صحتها، وهل أجيبها في ما تطلب مني أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد كان من الواجب عليك أن تختار المرأة الصالحة ذات الخلق والدين امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم القائل: تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري وغيره. (18/449)
أما وقد حصل الزواج بالفعل، فإن الواجب عليك نصيحة زوجتك وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ... والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته..... رواه البخاري وغيره.
فإن حصلت منها استجابة فبها ونعمت، وإلا ففراقها هو النجاة بعينها، إذ المسلم لا يرضى لنفسه أن يُقر الخبث في أهله وهو يعلم، أما وقد طلبت منك الخلع بنفسها، فأجبها إلى ذلك ما دام حالها كذلك، والله تعالى يعوضك في نفسك وأبنائك خيراً منها.
أما عن إبلاغ مسؤولها في العمل عما تفعله من معاصٍ فإن ذلك لا يجوز لك، لأن الله تعالى ستير يحب الستر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر..... رواه أبو داود والنسائي وأحمد وصححه الألباني.
وقال أيضاً: لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة. رواه مسلم.
لكن إذا رأيت أن هذه المرأة ستؤثر على من تدرسهم في سلوكهم أو أن تلك المعاصي تؤثر على مستوى تدريسها، فالواجب عليك حينئذ أن تبلغ عنها دفعاً للضرر العام الذي يحصل للطلاب، ولو تسبب ذلك في ضرر خاص لها، كما هو معلوم في قواعد الفقه، والله نسأل أن يسترنا ويسترك ويسترها في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
30732
فتاوى
عنوان الفتوى:هل تعتد الرجعية عدة الوفاة إذا مات زوجها ولم تنته عدتها رقم الفتوى:30732تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال: امرأة طلقها زوجها طلقة واحدة وهذا يجيز له إرجاعها شرعا بدون عقد جديد في عدتها، ولكن الزوج توفي قبل أن يرجعها إلى عصمته والمرأة في عدتها، فهل عليها أن تعتد عدة وفاة الزوج أربعة أشهر وعشرة أيام أم لا؟ (18/450)
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المطلقة طلاقاً رجعياً إذا مات عنها زوجها قبل إكمال عدتها منه فإنها تنتقل من عدة الطلاق إلى عدة الوفاة، لأن الرجعية زوجة يلحقها طلاق زوجها وينالها ميراثه، قال صاحب المبسوط: وإذا طلق الرجل امرأته طلاق رجعة ثم مات عنها بطلت عدة الطلاق عنها ولزمها عدة الوفاة، لأن النكاح قائم بينهما بعد الطلاق الرجعي. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني: وإذا مات زوج الرجعية استأنفت عدة الوفاة أربعة أشهر وعشراً بلا خلاف، قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على ذلك. انتهى.
والله أعلم.
30733
عنوان الفتوى:لا دليل على أن رؤيا الحائض من الشيطان رقم الفتوى:30733تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : يقولون إن حلم المرأة الحائض فاسد وبالتالي لا يوجد له تفسير، كما يقولون إن أي حلم لا يوجد له تفسير لأنه من الشيطان إلا من يرى الرسول؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن صدق الرؤيا وعدمه يتوقف على صدق صاحبها، وهي جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءاً من النبوة والرؤيا ثلاثة: فرؤيا صالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس، قال: وأحب القيد واكره الغل. رواه مسلم.
وقد حصر هذا الحديث أحوال الناس في الرؤيا في هذه الأنواع الثلاثة، وعليه فإنه لا دليل على ما يقوله الناس من أن رؤيا المرأة الحائض من الشيطان، أو أنها لا تفسير لها، والحق أنه لا تأثير لشيء من ذلك على الرؤيا، وإنما التأثير في ذلك يرجع إلى صدق صاحبها أو كذبه كما أسلفنا، وللفائدة تنظر الفتوى رقم: 4473. (18/451)
والله أعلم.
30734
عنوان الفتوى:ولد الزنا لا تنطبق عليهخ أحكام النسب والميراث رقم الفتوى:30734تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
أحد الأشخاص زنا بامرأة ثم حملت وتزوجها وأنجبت ولداً ثم طلقها، ولا يدري هل هذا الولد هو من صلبه أم من صلب غيره، ثم تزوج هذا الزاني من غير هذه المرأة وجاء له أولاد من المرأة التالية هل يجوز لهم الكشف على ذلك الابن أم لا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من زنا بامرأة فحملت منه فإن الولد لا يلحق بأبيه من الزنا وإن تزوج أمه أثناء حملها به، قال صاحب المنهاج: ويمتنع استلحاق ولد الزنا مطلقاً.
وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنه إن تزوج الزانى بالمرأة لحق به الولد، قال ابن قدامة في المغني: روى علي بن عاصم عن أبي حنيفة أنه قال لا أرى بأسا إذا زنا الرجل بالمرأة فحملت منه أن يتزوجها مع حملها ويستر عليها والولد له. انتهى.
وعلى مذهب الجمهور فإن ولد هذا الرجل من الزنا لا يعد شرعاً أخا لأخواته وإخوته من أبيه فلا تنطبق عليه أحكام النسب والميراث، وانظر الفتوى رقم: 21630.
والله أعلم.
30735
عنوان الفتوى:لا يجوز للمرأة أن تخلع حجابها بحجة الدراسة رقم الفتوى:30735تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : أنا أدرس بالخارج وطلبوا مني خلع الحجاب عند حضور الدرس فما حكم ذلك...؟ الرجاء الرد علي في أقرب وقت وجزاكم الله ألف خير على ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: (18/452)
فلا يجوز للمرأة أن تخلع حجابها بحجة الدراسة، لأن العلم الواجب على المرأة معرفته هو أحكام الشهادتين وكيفية الصلاة والصيام، ولا يجب عليها تعلم أحكام الزكاة إلا إذا كان عندها مال قد بلغ نصاباً، ولا يجب عليها تعلم أحكام الحج إلا إن كانت مستطيعة، فكيف تسافر المرأة من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر؟ وقد يكون سفرها بدون محرم، وهذا في حد ذاته محرم لا يجوز، فلما أن وصلت تلك البلاد وطلبوا منها خلع حجابها وهتك سترها والتفريط في عنوان حيائها، بدأ الشيطان يراودها في قبول ذلك بحجة الدراسة وطلب العلم، وما هو والله إلا تلبيس من الشيطان يريد أن يفتك بالعبد حتى يقع في شباكه، ولذا نصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة، أن تستمسكي بمنهج ربك وأن تحافظي على حجابك، نسأل الله لك التوفيق والسداد، وانظري الفتوى رقم:
20905، والفتوى رقم: 19009.
والله أعلم.
30736
عنوان الفتوى:الهدي وأحوال وجوبه رقم الفتوى:30736تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : حججت أنا وزوجتي هذا العام ونحرنا هديا (كبشا) واحداً وبعد أن عدنا سألت أحد المشائخ فقال لا بد من هدي آخر للزوجة، فوكلت مؤسسة الحرمين بمكة هل حجنا صحيح مع العلم بأنني مجتهد والله يشهد؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حجك صحيح إن شاء الله تعالى، لكن يحسن التفريق في الهدي بين الهدي المستحب والهدي الواجب.
فالهدي بالنسبة للحاج الذي لم يرتكب محظوراً ولم يترك واجباً ولم يكن قارنا ولا متمتعا سنة ، لما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى مائة بدنة، وقال الإمام النووي في المجموع: اتفقوا على أنه يستحب لمن قصد مكة بحج أو عمرة أن يهدي هدياً من الأنعام وينحره هناك ويفرقه على المساكين الموجودين في الحرم، ويستحب أن يكون ما يهديه حسناً كاملاً نفيساً. (18/453)
ومذهب أكثر العلماء أن جذع الضأن يجزئ في الهدي.
أما الهدي الواجب فهو ما كان عن سبب كالنذر والتمتع والقران وكفارة الصيد وكفارة إلقاء الأذى وترك نسك واجب.
فإذا كنت أنت وزوجتك قد ارتكب كل منكما فعلاً يوجب الهدي، وأخرجتما كبشاً واحداً هديا عنكما فهذا لا يجزئ عن واحد منكما، لأن التشريك في مثل هذه العبادة لا يقبل، كما هو مذهب المالكية والشافعية.
وذكر ابن الأثير في جامع الأصول أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تذبح الشاة أو البدنة إلا عن إنسان واحد. وعليه لا بد لكل واحد منكما أن يذبح هديا مجزئاً، ولا بأس بتوكيل أي مؤسسة أو فرد ليقوم بذبح الهدي في مكة.
والله أعلم.
30737
عنوان الفتوى:من المحافظة على الصلاة أداؤها في وقتها رقم الفتوى:30737تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... أما بعد:
أمارس مهنة التعليم ووجدت مشكلة في الصلاة، حيث إني أدرس 4 أيام من الواحدة ظهراً إلى الخامسة مساء دون انقطاع فكيف أفعل للمحافظة على صلاة الظهر والعصر، أعطوني كل الحلول الممكنة بارك الله فيكم وأيها الأفضل، وهل اعتبر آثمة أو عاصية والعياذ بالله ؟ أشكر لكم سعيكم وجزاكم الله عن جميع المسلمين كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسلم مطالب بالمحافظة على كل الواجبات التي فرضها الله تعالى عليه، وخصوصاً الصلاة التي هي أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله، ومن المحافظة على الصلاة أداؤها في وقتها الذي بينه الشرع، فمن هنا ينبغي للأخت السائلة أن تطالب الإدارة المشرفة على العمل بتخصيص وقت كاف لأداء الصلاة في وقتها، وإن لم يمكن فعليك أن تصلي قبل بداية المحاضرة وبعد دخول الوقت، فإن تعذر ذلك فلتصلي داخل قاعة التدريس، فإذا تعذر ذلك فعليك مطالبة الإدارة بتغيير وقت المحاضرة إلى وقت آخر لا يتعارض مع وقت الصلاة، فإن لم يمكن جميع ذلك وكان وقت المحاضرة متواصلاً يستغرق وقت صلاة الظهر والعصر، وترتب على قطع هذا التواصل فوات مصلحة شرعية جمعت الصلاتين جمع تقديم إذا كان وقت الظهر قد حان عند الواحدة ظهراً مثلاً. (18/454)
فإذا كان الوقت لم يحن بعد أخرت الصلاتين حتى نهاية المداومة عند الساعة الخامسة وتجمعينهما جمع تأخير، وتسلمين إن شاء الله تعالى من إثم التأخير والتفريط، ويمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 17664.
والله أعلم.
30738
عنوان الفتوى:الصحابي الذي القي في النار رقم الفتوى:30738تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : من هو الصحابي الذي ألقي في النار مثل سيدنا إبراهيم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا الذي فعل به كما فعل بإبراهيم عليه الصلاة والسلام هو من سادات التابعين لكنه أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وهو: أبو مسلم عبد الله بن ثوب الخولاني سيد التابعين وزاهد العصر، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودخل المدينة في خلافة الصديق.
وكان من أهل اليمن، وقد ظهر فيها حينئذ الأسود العنسي وهو دجال كذاب يدعي النبوة، فبعث إلى أبي مسلم فأوقد ناراً عظيمة وألقاه فيها فلم تضره، فقيل للأسود إن لم تنف هذا عنك أفسد عليك من اتبعك فأمره بالرحيل، فقدم المدينة فأناخ راحلته ودخل المسجد يصلي، فبصر به عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقام إليه فقال ممن الرجل؟ قال: من اليمن، قال: ما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب، قال: نشدتك الله أنت هو؟ قال: اللهم نعم فاعتنقه عمر وبكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين الصديق فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من صنع به كما صُنع بإبراهيم الخليل. (18/455)
وكان مجاب الدعوة كثير العبادة، توفي بأرض الروم غازياً سنة 62هـ. من سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي، وهذا التعريف أيضاً ذكره ابن عساكر في تاريخه.
والله أعلم.
30739
عنوان الفتوى:أفضل الأعمال بعد صلاة الفريضة رقم الفتوى:30739تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : ماهي أفضل الأعمال إلى الله بعد صلاة الفريضة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه -أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم- أنه سئل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة، وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم. فهذا تفضيل في جنس الصلاة، فقيام الليل أفضل الصلوات بعد الفريضة.
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله، قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.
قال ابن دقيق العيبد في الإحكام: وقد اختلفت الأحاديث في فضائل الأعمال وتقديم بعضها على بعض، والذي قيل في هذا: إنها أجوبة مخصوصة لسائل مخصوص أو من هو في مثل حاله، أو هي مخصوصة ببعض الأحوال التي ترشد القرائن إلى أنها المراد. ولمزيد من الفائدة نحيل السائل على الفتوى رقم: 2944. (18/456)
والله أعلم.
3074
عنوان الفتوى:غلاء المهور ظاهرة تخالف الشريعة رقم الفتوى:3074تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : رجل محدود الدخل تقدم لخطبة فتاة طلب والدها مهرا فوق المتوسط المتعارف عليه و بحجة أن أخت المتقدم كان مهرها فوق المتوسط قبل عام وذلك من باب المعاملة بالمثل و كذلك حسب قوله إنه ليس أقل من الناس . و حيث إن المهر يستخدم حسب العرف في شراء الكثير من الملابس والذهب . السؤال هل يجوز لي الاعتراض علي هذا المهر؟ من باب اقلكن مهرا اكثركن بركة وكذلك لانني اعتقد أن المهر يستخدم في التبذير الذي لا لزوم منه مع العلم أنني كنت قد اعترضت على مهر أختي، حتى لو كان اعتراضي سيسبب فشل إتمام الزواج؟. و هل يجوز لي الاعتراض على تدخل والدي؟ الذي على استعداد لدفع المهر حيث إن قدراته تسمح بذلك، مع العلم أنني لا أريد تدخله لأنه سيساعد في مصروفات أساسية أخرى.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يخفى على عاقل ما في غلاء المهور من المفاسد والمضار التي منها انتشار العنوسة بين الجنسين ، وإثقال كاهل المتزوجين بديون يرزحون تحت وطئتها لسنوات عديدة. وقد يتسبب ذلك في أن الزوج إذا لم توافقه الزوجة ولم يمكنه إمساكها فمن الصعب عليه أن يطلقها ويسرحها سراحاً بالمعروف لأنه يرى أنه قد خسر في زواجه منها خسارة كبيرة -فيلجأ إذا لم يتق الله تعالى- إلى مضارتها وتضيع بعض حقوقها ليلجئها إلى الافتداء منه بما يخفف عليه تلك الخسارة، لذلك كله كان من هدي الإسلام تخفيف مؤونة النكاح. ومن أراد معرفة ذلك فليقرأ هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تزوجه وتزويجه. وهدي صحابته - رضي الله عنهم - في ذلك فعليك أن تتدخل لدى المعنيين بهذا الأمر جميعاً من باب النصح والدعوة إلى الالتزام بشرع الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. كل ذلك يكون بالحكمة والحوار والإقناع. ولا تغفل الموازنة بين المصالح والمفاسد. ولا تغفل أن ما يتسبب من ذلك في فشل الزواج ينبغي تجنبه ، وحاول أن تقنع والدك فإن المشكلة ليست فيمن يدفع. وإنما المشكلة فيما يترتب على ذلك من مفاسد. والله أعلم. (18/457)
30740
عنوان الفتوى:لا يلزم إدخال الإصبع في الأنف لفعل الاستنشاق رقم الفتوى:30740تاريخ الفتوى:11 صفر 1424السؤال : أعاني من صعوبة في عملية الاستنشاق أثناء الوضوء من خلال جذب الماء بواسطة الهواء إلى داخل الأنف وعليه أستخدم أصابعي لعمل ذلك ثلاث مرات، هل هذا الفعل يبطل وضوئي؟ وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاستنشاق -وهو: جذب الماء بالنَفس إلى أقصى الأنف تنظيفاً لداخله- واجب عند بعض أهل العلم وسنة عند بعضهم وتطلب المبالغة فيه لغير الصائم.
ودليل مشروعيته ما رواه أبو داود والترمذي من حديث لقيط بن صبرة قال: قلت: يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال: أسبغ الوضوء ، وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً. (18/458)
وعليك أيها الأخ السائل في حال الاستنشاق أن تجذب الماء داخل الأنف بالنَفس فقط، وتبالغ في ذلك إذا كنت غير صائم، ويكفيك هذا ولا يلزمك إدخال أصبعك لفعل الاستنشاق فهذا غير مطلوب وتعمق في الدين، لأنه مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وفعله، واترك الوساوس التي تجول في نفسك فإنها من كيد الشيطان والجأ إلى الاستعاذة بالله تعالى والتوكل عليه ينجيك من وساوس الشيطان، قال الله تعالى: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [النحل:99].
لكن ما كنت تفعله من الوضوء مع إدخال الأصبع في الأنف في الاستنشاق صحيح على كل حال، وعليك أن تتخلى عن كل ما خالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
30741
عنوان الفتوى:لا تشرع زيادة مغفرته ولا رضوانه في رد السلام رقم الفتوى:30741تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1424السؤال : ما حكم رد السلام بقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته؟ وهناك أيضا من يقولون: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ورضوانه؟ وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الابتداء بالسلام سنة مرغب فيها، ورده فريضة، لقول الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً [النساء:86].
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم: أفشو السلام بينكم. رواه أبو داود.