تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على الإنترنت)


الكتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية

وما سبق عام في شرب الدخان، سواء كان عن طريق السجائر، أو عن طريق ما يسمى بالشيشة. ولايعدز الإنسان بحجة أنه لايستطيع التوقف عن شربه لأن الانقطاع عنه ممكن عادة، وقد تركه كثير من الناس، ولكن الأمر يحتاج إلى عزيمة قوية، ومما يقوي العزيمة إيمان الشخص بأنه ذنب تجب منه التوبة، وليس عادة يخير المرء بين فعلها وتركها. والله الموفق. والمال المكتسب من الدخان يأخذ حكمه في الحرمة.
والله أعلم.
16711
عنوان الفتوى:حكم الصور الكرتونية على الملابس والمخدة رقم الفتوى:16711تاريخ الفتوى:07 ربيع الأول 1423السؤال : صور الحيوانات الكرتونية على ملابس الأطفال و ملاءات السرير؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتصوير لما له روح حرام، كما دلت على ذلك نصوص كثيرة من السنة الصحيحة، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلبٌ ولا صورة" رواه مسلم. ومنها غير ذلك.
ثم إن العلماء حرموا بتلك النصوص كل صورة من ذوات الأرواح لها ظل، وهذا باتفاق، واختلفوا في ما ليس له ظل من الصور، والراجح - والله أعلم - أن ما كان من تلك الصور على هيئة توحي بتعظيمه كتعليقه على الحائط أو نصبه في المجالس أو نحو ذلك، فإنه يحرم.
أما إذا كان على شيء ممتهن كالبساط الذي يداس، أو المخدة والوسادة وملاءة السرير وما شابه ذلك فلا يحرم، لأن عائشة رضي الله عنها قطعت ستراً لها كان فيه تصاوير، وجعلته مرفقتين يرتفق بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى ذلك مسلم في صحيحه.
والله أعلم.
16712
عنوان الفتوى:النبي صلى الله عليه وسلم من العرب المستعربة رقم الفتوى:16712تاريخ الفتوى:08 ربيع الأول 1423السؤال : النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهو عربي أم مستعرب والدليل على ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/249)


فالنبي صلى الله عليه وسلم من العرب المستعربة، والعرب المستعربة هم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام.
قال الإمام ابن كثير في (البداية والنهاية): وأما العرب المستعربة فهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، وكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم.
وقال أيضاً: والصحيح المشهور أن العرب العاربة قبل إسماعيل ، وقد قدمنا أن العرب العاربة منهم: عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وجرهم والعماليق ، وأمم آخرون لا يعلمهم إلا الله، كانوا قبل الخليل عليه الصلاة والسلام، وفي زمانه أيضاً.
فأما العرب المستعربة وهم عرب الحجاز، فمن ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم من ولد إسماعيل ، ففي مسلم والترمذي من حديث واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" .
والله أعلم.
16713
عنوان الفتوى:توثيق الوعد بالبيع لقاء مبلغ من المال جائز رقم الفتوى:16713تاريخ الفتوى:07 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم سؤالي هو:
هل أخذ الشرط الجزائي المنصوص عليه في العقد بين البائع والمشتري حلال أم حرام وذلك إذا أخلَّ أحد الطرفين ببنود العقد (تراجع البائع بعد مرور أسبوع) على الرغم من تسلمه مقدماً ثمن المبيع؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/250)


فإذا اتفق شخصان على أن يشتري أحدهما من الآخر شيئاً في المستقبل فلا حرج في ذلك، ولا حرج في أن يوثقا هذا الوعد بتحديد مبلغ من المال - وهو ما يسمى بالشرط الجزائي - يدفعه المتراجع منهما عن عقد البيع، لعدم الدليل الشرعي المانع منه، ولما فيه من حفظ حقوق الناس من التلاعب والإهمال ونحو ذلك.
وأما إذا اتفقا على عقد البيع، وسلَّم المشتري الثمن للبائع وتفرقا على ذلك ثم تراجع البائع وامتنع من تسليم المبيع، فإنه يجبر على تسليمه، ولا يحق له التراجع، لأن العقد قد تم. وإذا كان كذلك، فإن القاضي يلزمه بتسليم المبيع للمشتري؛ إلا إذا أقاله المشتري فلا حرج في ذلك، سواء أقاله وأخذ المبلغ المتفق عليه كجزاء للمتراجع عن عقد البيع أو سامحه فيه، وكذلك المشتري لا يحق له في مثل هذه الصورة التراجع.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 5176، والفتوى رقم: 5387.
والله أعلم.
16716
فتاوى
عنوان الفتوى:لا يضر طروء الشك في نزول الإفرازات رقم الفتوى:16716تاريخ الفتوى:08 ربيع الأول 1423السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحدث لي بعد السير لمسافة طويلة نزول سائل رقيق وقليل جدا ألاحظه عند تدقيق النظر في الثياب الداخلية وهذا الأمر يزيد في بداية فترة الطهر ويقل قرب نهاية فترة الطهر ويختفي قبل الطهر بأيام ومن ثم فإنني بعد أداء العمرة أجد في ثيابي قليلا من هذا السائل الذي لا أشعر بنزوله ولا أعرف توقيت نزوله أكان أثناء الطواف أم السعي أم بعدهما فهل تفسد عمرتي بذلك؟ وماذا عليّ أن أفعل؟ علما أنني أتوضا قبل الخروج لأداء العمرة مباشرة ولا يمكنني أن أقطع الطواف أو السعي كل فترة للتأكد من عدم نزوله كل فترة حيث إنني لا أشعر به وقد حدث ذلك أيضا بعد العمرة التي سبقت الحج وبعد طواف الإفاضة والسعي الذي يليه فماذا علي أن أفعل؟ وهذا الأمر يفسد عليّ سعادتي بأداء العبادة (كل ذلك يكون في فترة الطهر من الحيض).

(6/251)


الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بينا حكم هذه الإفرازات في الفتوى رقم: 15179، والفتوى رقم: 5188.
وقلنا بأن الأحوط غسل ما مسته تلك الإفرازات من الجسد أو الثياب، والواجب عليك أن تتطهري قبل الشروع في الطواف، ولا يضرك وجود الشك في نزول الإفرازات ما لم تتيقني أو يغلب على ظنك نزولها، ولا ينبغي قطع الطواف أو السعي بسبب الشك أو الوهم، ووجود هذه الإفرازات بعد الطواف والسعي لا يضر، لأن الأصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته، فيضاف الحادث هنا إلى وقت اطلاعك عليه، لا إلى ما قبله من وقت.
والله أعلم.
16717
عنوان الفتوى:حكم استعمال صابون إزالة شحوم الجسم رقم الفتوى:16717تاريخ الفتوى:07 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم استعمال صابون لإزالة الشحوم من بعض عضلات الجسم وهل يعد تغييرا في خلق الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في إزالة الدهون من الجسد باستخدام الصابون أو غيره ما لم يؤد إلى ضرر بالبدن.
وانظر الفتوى رقم: 3267.
والله أعلم.
16719
عنوان الفتوى:التعليم بخبرة مزيفة...زور وبلاء رقم الفتوى:16719تاريخ الفتوى:07 ربيع الأول 1423السؤال : تخرجت من الجامعة في عام 1997م ثم التحقت بالخدمة العسكرية لمدة عام وبعدها قمت بالعمل في المجال السياحي وفي عام 2000 م جاءتني فرصة للسفر للعمل بإحدى الدول العربية بالتدريس شريطة أن آتي لهم بشهادة خبرة في مجال التدريس بثلاثة أعوام ولما كنت لم أعمل في مجال التدريس سوى عام واحد فقط وبالأجر قمت باستخراج شهادة الخبرة مقابل مبلغ من المال فما الحكم في ذلك؟ وكيف لي أن أتوب من هذا العمل؟
أفيدونا أفادكم الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/252)


فلا شك أن ما قمت به من الزور الذي لا يجوز، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك أشد النهي، ففي البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر أو سئل عن الكبائر؟ فقال: "الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، فقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، قال: قول الزور، أو قال: شهادة الزور" .
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم قول الزور في مصاف الشرك بالله الذي هو أكبر الكبائر على الإطلاق. والذي يلزمك الآن -أخي الكريم- هو التوبة والاستغفار، ومن تاب تاب الله عليه، وإذا كنت قادراً قدرة تامة على تدريس المادة الموكول إليك تدريسها فلا يلزمك شيء أكثر من ذلك.
أما إذا كنت غير قادر على تدريسها على أكمل وجه فبادر من الآن بإطلاع جهة العمل على حقيقة الأمر وهو أنك لم تدرس من قبل إلاّ سنة واحدة، فإن أقرتك على البقاء مدرسا عندها فابق وإلا فلا.
والله أعلم.
1672
عنوان الفتوى:لا تعارض بين قوله تعالى (لا إكراه في الدين) وقوله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس) رقم الفتوى:1672تاريخ الفتوى:17 محرم 1422السؤال : كيف نوفق بين الآية: (لاإكراه في الدين) وبين الحديث الشريف: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة" ؟.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:

(6/253)


فقد ذكر المفسرون رحمهم الله في تفسير الآية الكريمة عدة أقوال: الأول: أنها منسوخة، نسختها آية السيف لقوله تعالى: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد..) [التوبة:5]، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكره العرب على دين الإسلام وقاتلهم ولم يرض منهم إلا بالإسلام. قاله سليمان بن موسى. الثاني: ليست بمنسوخة، وإنما نزلت في أهل الكتاب خاصة، وأنهم لا يكرهون على الإسلام إذا أدوا الجزية، وإنما يكره أهل الأوثان فلا يقبل منهم إلاّ الإسلام، فهم الذين نزل فيهم: (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) [التحريم: 9]. ودليل هذا القول ما رواه زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لعجوز نصرانية: أسلمي أيتها العجوز تسلمي، إن الله بعث محمداً بالحق. قالت: أنا عجوز كبيرة 0والموت إليّ قريب: فقال عمر: اللهم اشهد، وتلا: (لا إكراه في الدين) [البقرة: 256]. وبقية الأقوال تشابه القول الثاني في كون الآية نزلت في أناس مخصوصين من الأنصار. وعلى هذا فالأمر في الحديث باقٍ على معناه مع آية السيف كما ذكرنا، فلا تعارض بين الحديث الشريف، والآية الكريمة. والله تعالى أعلم.
16722
عنوان الفتوى:شروط جواز استخدام الكحول المعالج في العطور رقم الفتوى:16722تاريخ الفتوى:08 ربيع الأول 1423السؤال : يضاف إلى العطور مواد شديدة السمية مثل brucine sulfate وهذا من باب تغيير طبيعة الكحول فماذا عن استخدامها ويعرف الكحول فى هذه الحالة بـ denatured alcohol؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا تحول الكحول إلى ما لا يُسكر بسبب هذه الإضافة فلا مانع من استخدامه.

(6/254)


أما إذا بقيت صفة الإسكار فيه بعد إضافة هذه المواد، فإنه لا يجوز استخدامه، لأن الخمر نجسة على قول جماهير أهل العلم، ولمعرفة المزيد عن حكم استخدام العطور المخلوطة بالكحول راجع الفتوى رقم: 254.
مع العلم بأن هذه المواد الشديدة السمية لا يجوز استخدامها إلا إذا ثبت أنها لا تضر من يستعملها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر، ولا ضرار" .
والله أعلم.
16724
عنوان الفتوى:حكم الاتجار بأسهم الشركات الصناعية... رقم الفتوى:16724تاريخ الفتوى:07 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم المضاربة بأسهم الشركات الصناعية والتجارية وشركات الخدمات وما الحكم إذا كانت تلك الشركات قد تتعامل بالربا عند الاقتراض أو الإقراض؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز الاتجار في أسهم هذه الشركات إن كانت تتعامل بالربا اقتراضاً وإقراضاً، لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهانا الله عنه بقوله: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2] .
وراجع الفتوى رقم: 3099 لمعرفة المزيد عن أنواع الأسهم وحكمها.
والله أعلم.
16725
عنوان الفتوى:اعتقاد أهل السنة في الظاهر والباطن مباين لاعتقاد أهل البدعة رقم الفتوى:16725تاريخ الفتوى:08 ربيع الأول 1423السؤال : ما هي المواقف الفكرية بين ظاهر النص القرآني وباطنه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأهل السنة يعتقدون أن الأحكام الشرعية التي دلّ عليها القرآن الكريم منها ما هو ظاهر، بمعنى أنه لا يحتاج إلى نظر واستدلال، كبيان عدد المحرمات من النساء، واستحقاق المواريث، والحدود المترتبة على الجنايات، كالقتل والسرقة وغيرها.

(6/255)


ومنها ما هو خفي يحتاج في الوصول إليه إلى نظر واستدلال، وهذا النوع هو الذي وضع الأصوليون له مباحث دلالات الألفاظ، وهي عند الجمهور دلالة المنطوق ودلالة المفهوم، ودلالة المنطوق منها ما هو صريح، ومنها ما هو غير صريح، ودلالة المفهوم نوعان: مفهوم الموافقة، ومفهوم المخالفة، ولكل قسم من هذه الأقسام ما يقابله عند الأحناف مع اختلاف التسمية، وراجع في هذا شرح الكوكب المنير 473/3.
أما أهل البدع، فإنهم يجعلون للقرآن ظاهراً وباطناً، فالظاهر عندهم هو تفسير القرآن بالقواعد الشرعية واللغوية، وهو الذي يناسب عوام المسلمين في زعمهم، والباطن هو التفسير المجرد عن القواعد الشرعية واللغوية، وهو عبارة عن تأويلات باطنية ينتحلونها لآيات القرآن الكريم لا تتصل بمدلولات الألفاظ ولا بمفهومها ولا بالسياق القرآني، ويسندون ذلك إلى آل البيت، وإلى جعفر الصادق على وجه الخصوص، وأهل البيت من ذلك براء - رضي الله عنهم أجمعين - وأول من وضع هذا النوع من التفسير هو جابر الجعفي (ت سنة 128هـ) قال عنه ابن حجر في (تقريب التهذيب): جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي أبو عبد الله الكوفي ، ضعيف رافضي، من الخامسة... ا.هـ
فكان هذا التفسير بمثابة النواة التي ارتكز عليها أهل التفسير الباطني فيما بعد، ومن أهم هذه التفاسير: تفسير القمي، وتفسير العياشي، وتفسير البرهان، وتفسير الصافي، وإمام أهل هذا التفسير هو جابر الجعفي ، ولذلك فإننا نجد هذا النوع من التفسير يخدم مذهبهم، ويناصر معقتدهم في الأئمة والولاية، وغير ذلك من الاعتقادات الفاسدة، ومثال ذلك:
- ما ذكره جابر الجعفي في قوله تعالى: (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) [البقرة:41] قال: يعني علياً.

(6/256)


- وقال العياشي في قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة:238] . الصلوات: رسول الله، وأمير المؤمنين، والحسن والحسين. والصلاة الوسطى: أمير المؤمنين (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ): طائعين للأئمة. ا.هـ
والله أعلم.
16726
عنوان الفتوى:مقابلة القطيعة بالوصال والإحسان تثمر الألفة رقم الفتوى:16726تاريخ الفتوى:07 ربيع الأول 1423السؤال : لدي عمة حدثت بيننا وبينها بعض المشاكل التي أدت إلى القطيعة ثم بعد فترة تم الصلح ولكنها كانت تقوم بالأعمال السحرية وتضعها في البيت في فترة غيابنا حيث أننا كنا نسكن في بلد آخر ونأتي في الإجازة ولككنا حالياً مقيمون هنا... لذا تم حصول القطيعة مرة أخرى وتصلنا أخبار بأنها تحاول عمل هذه الأعمال السحرية إلى الآن ولكن أبناءها لا يزالون على صلة بأبي.
أريد منكم الفتوى في هذا الأمر حيث أنني أعلم أن قطع الأرحام لا يجوز في الإسلام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليكم بمعاملة عمتكم بالتي هي أحسن، وإن أخطأت في حقكم وظلمتكم -حسبما ذكرتم- لأن الله سبحانه وتعالى أعد جنته للمتقين وقال واصفاً إياهم: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران:134] ، فالعفو عن كل من ظلم من سمات المتقين وميزاتهم، فكيف بالعفو عن الأقارب منهم وذوي الأرحام.

(6/257)


وعليكم أيضاً بمحاولة الصلح معها مرة أخرى وبمواصلتها بالرسائل أو التلفون أو نحو ذلك، فإن هذا من الأسباب التي تقربها وتذهب ما في قلبها من بغضكم، فإذا فوجئت بأنكم تواصلونها رغم القطيعة التي تأتي من قبلها فستشعر بأنها مخطئة، وترجع إليكم كما كانت قبل حدوث المشاكل بينكم. هذا هو واجبكم تجاهها، مع أنه لا ينبغي أن تصدقوا كل ما بلغكم عنها، فإن بدأتم بالإحسان إليها وبمواصلتها فإنكم الرابحون، سواء استجابت لكم أو لم تستجب لكم، ولابد أن تستجيب -إن شاء الله- فلا حل لمشكلتكم مع عمتكم إلا الصفح ومقابلة السيئة - إذا كانت تأتي من قبلها - بالحسنة من قبلكم، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال صلى الله عليه وسلم: "لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" رواه مسلم .
وقال الله جل وعلا: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت:34-35] .
والله أعلم.
1673

(6/258)


عنوان الفتوى:يجب اجتناب الحلف بالطلاق لما فيه من المحاذير الشرعية والأضرار العائلية رقم الفتوى:1673تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل حوالي خمس سنوات كنت أدخن وذات مرة أصرت زوجتي على أن (أحلف) بأن لا أدخن مرة أخرى فقلت لها بالنص (تحرمي علي ..إذا دخنت ثاني)، وأثناء سفري خارج وطني ضعفت وعدت للتدخين وذلك لفترات متقطعة. والآن توقفت تماماً عنه بفضل الله وسؤالي ماذا عليّ أن أفعله لكي أستريح ؟ وهل ترك الوضع دون الاستفتاء فيه طوال السنوات الماضية له عقاب معين ؟ أرجو إفادتي، وبارك الله فيكم .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فالذي عليه جمهور الفقهاء أن الإنسان إذا قال: "عليَّ الطلاق أو زوجتي حرام عليَّ أو ما شابه ذلك إن فعلت كذا". فإن زوجته تطلق إذا فعل ذلك الفعل سواء قصد بقوله هذا اليمين أو قصد تعليق الطلاق على ذلك الفعل. وقالت طائفة أخرى من أهل العلم أن الإنسان إذا قال هذا القول فإنه يسأل عن قصده فإن كان يقصد تعليق الطلاق على ذلك الفعل طلقت زوجته. وإن كان يقصد اليمين فقط لم تطلق وعليه كفارة يمين. واعلم أن الحلف بغير الله لا يجوز بحال من الاحوال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت" متفق عليه. واليمين بالطلاق خاصة من أيمان الفجار فلا يجوز الإقدام عليها لما فيها من ارتكاب النهي المتقدم ولما فيها من تعريض عصمة الزواج للحل. فالواجب عليك الآن هو التوبة إلى الله توبة نصوحاً وعدم العودة إلى مثل هذه الأمور. وأن تتوب إلى الله أيضاً من شرب الدخان فإنه معصية لما اشتمل عليه من الضرر المحقق والخبث والله تعالى يقول: (ويحرم عليهم الخبائث) [الأعراف: 157] والله تعالى أعلم.
16732

(6/259)


عنوان الفتوى:ردود على شبهات في ثبوت الزنا والقياس و... رقم الفتوى:16732تاريخ الفتوى:08 ربيع الأول 1423السؤال : يقول البعض إن القياس لا يجوز لأن أول من قاس إبليس !! ويقولون إن القتل أكبر من الزنا , ومع هذا فقد جعل الله في القتل شاهدين وفي الزنا أربعة , وإن البول أنجس من المني , ومع هذا جعل الله في البول وضوءا وفي المني غسلاً , وأن الصلاة أعظم من الصيام , ومع هذا فقد وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة .. وغير ذلك .. فما هو الرد المناسب عليهم ؟؟!
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القياس هو أحد الأدلة الشرعية المعتبرة، وعلى هذا جماهير أهل العلم، ولم يخالف في ذلك إلا الظاهرية والمعتزلة.
وهناك ما لا يحصى من الأدلة الشرعية والعقلية على الاحتجاج بالقياس، وليس هذا هو مقام بسطها، ومن أراد ذلك فليرجع إلى كتب الأصول، ولكن لا بد أن نعلم أن الذين احتجوا بالقياس قد ذكروا له شروطاً وضوابط وطرقاً، وهي مبسوطة في مظانها من كتب الأصول، وإذا اختل شيء من ذلك فإن القياس يصير فاسداً وباطلاً، وهذا هو الذي حصل من الشيطان حين وقع في القياس الفاسد لا الصحيح، والمعتبر هو القياس الصحيح المنضبط بضوابطه، أما ما ذكره السائل من شبه، فلا بد أن نعلم أن من الشرع ما ليس معللاً، وهو من العبادات المحضة التي علينا أن نسلم بها دون السؤال عن العلة، قال تعالى: (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء:23] ومع ذلك فإن ما ذكره السائل يجري على وفق القياس:
-الشهود في القتل اثنان، وفي الزنى أربعة لأن حق الدماء أعظم، فإذا جعل الله الشهود في القتل أربعة صار من النادر استيفاء الحقوق في الدماء، ولما كان الزنا ليس فيه حق مترتب للمخلوق، وإنما هو حق الله جعل الله الشهود أربعة، لأن حق الله مبني على العفو، وحق الخلق مبني على المشاحة.

(6/260)


-وشرع الله الغسل في المني دون البول مع أن البول أنجس، لما يحصل للجسم من تغيرات فيسولوجية بعد عملية الإنزال.
-وشرع الله للحائض قضاء الصيام دون الصلاة لأن الصيام سهل وقليل، بخلاف الصلاة فهي خمس في اليوم، فالنفساء -مثلاً- إذا ألزمناها بقضاء الصلاة فإنها ستقضي مئتي صلاة، وهذا فيه حرج ومشقة، والله تعالى يقول: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[الحج: من الآية78]
والله أعلم.
16733
عنوان الفتوى:حكم اقتراض الذهب رقم الفتوى:16733تاريخ الفتوى:08 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز اقتراض شيء من الذهب لفترة ثم يرد بنفس الوزن والعيار؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا بأس باقتراض الذهب إذا كان سيرد بنفس العيار ونفس الوزن، وإنما المنهي عنه هو البيع والشراء والمصارفة فيه من غير قبض أو مماثلة، أما مجرد القرض فهو جائز قطعاً.
والله أعلم.
16734
عنوان الفتوى:شروط رفع الصوت بالذكر عقب الصلاة رقم الفتوى:16734تاريخ الفتوى:08 ربيع الأول 1423السؤال : ما هو حكم قراءة معقبات الصلاة بصوت مرتفع في المسجد والبعض من المصلين قد بدأ في صلاة النافلة وقراءة القرآن بصوت عالٍ في المسجد وبعض المصلين يؤدون تحية المسجد. الرجاء ذكر الأدلة الشرعية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/261)


فإنه يشرع رفع الصوت بالذكر عقب الصلوات، وقد ورد في الصحيحين عن ابن عباس أنهم كانوا يفعلونه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكن بشرط ألا يصل الصوت إلى درجة التشويش على بعض المصلين أو الذاكرين، لما روى أبي داود وغيره من أنه صلى الله صلى الله عليه وسلم كان معتكفاً في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: " ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة - أو قال في الصلاة " والحديث صححه الألباني، كما يشترط لذلك ألا تكون القراءة للأذكار بصوت جماعي، حيث إن ذلك من المحدثات، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه.
والله أعلم.
16744
عنوان الفتوى:قدِّر واجتهد وأخرج الزكاة حسب اجتهادك رقم الفتوى:16744تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : لقد توظفت ولي خمس سنوات في العمل ولم أعلم أن الراتب يزكى إلا في السنة الخامسة ومشكلتي أنني أصرف من راتبي وأستلم الراتب على نفس الحساب في البنك طوال هذه المدة وقد اقرضت أناساً واستلمت من أناس آخرين على نفس الحساب وأسدد الفواتير ولا اعلم كم المبلغ الذي حال عليه الحول عن كل سنة لوحدها وقد ذهبت إلى البنك لإعطائي كشف حساب للخمس سنوات ولكن طلب مبلغا كبيرا لإصدار الكشوفات للسنين الماضية أنا لم أستطع تحديد كل نصاب سنة لوحدها فما العمل؟
وجزاكم الله خيرا .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن الزكاة لا تجب على الشخص إلا إذا بلغ ماله النصاب وحال عليه الحول، وما دام لم يتحقق من ذلك فلا زكاة عليه استصحاباً للأصل.

(6/262)


وعليه، فنقول للسائل الذي التبس عليه الأمر، ولم يعرف بداية حوله ولا متى كمل عنده النصاب: إذا استطعت أن تعرف بداية وجوب الزكاة عليك بواسطة كشف الحساب، فهذا أحسن وأرفع للبس، وإن لم تستطع أو كان ذلك يكلفك تكاليف باهظة، فقدِّر أنت واجتهد، ثم أخرج الزكاة على حسب ما أداه إليك اجتهادك، لأن هذا هو الذي تستطيع.
وإن احتطت وغَلَّبت جانب الفقراء وأخرجت لهم الزكاة من أول سنة، فهذا أبرأ للذمة.
والله أعلم.
16745
عنوان الفتوى:حكم من ترك غسل عضو وطال الفصل رقم الفتوى:16745تاريخ الفتوى:08 ربيع الأول 1423السؤال : قبل مدة كنت أغتسل غسل الجنابة فبدأت بنصفي الثاني ونسيت أن اغسل أذني في نصفي الأول فهل غسلي صحيح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن غسل الجنابة الواجب لا بد فيه من ثلاثة مسائل:
أولاً: النية، وتعني رفع الحدث الأكبر.
ثانياً: تعميم الماء على جميع الجسد مع الدلك.
ثالثاً: الموالاة، وهي عدم التفريق بين أعضاء الجسد في الغسل، وفيها مذهبان للعلماء:
أولهما: وهو مذهب الشافعية والحنابلة قال البهوتي في كشف القناع: وتسن موالاة في الغسل بين غسل جميع أجزاء البدن لفعله صلى الله عليه وسلم ولا تجب.
ثانيهما: أنها واجبة، وهو مذهب المالكية عند القدرة عليها وتذكرها.
والله أعلم.
16746
عنوان الفتوى:النقص في الكيل غش وتطفيف رقم الفتوى:16746تاريخ الفتوى:08 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد:
لي سؤال وهو كالآتي:
اشترى تاجر صهريجا من الزيت بـ 20 ديناراً للتر الواحد وباعها بـ 24 ديناراً للتر الواحد وكانت له زجاجات فارغة أراد التخلص منها وكانت سعة كل زجاجة لترا واحدا إلا ربع فملأها وأخذ يبيعها بـ 24 دينارا دون أن ينبه المشترين إلى أن سعة الزجاجة لتر إلا ربع فما حكم الشرع في مثل هذا السلوك؟ وهل هو من الربا أو من الغش؟
وشكراً.

(6/263)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما" رواه البخاري ومسلم .
فالصدق في البيع واجب، وسبب في الخير والبركة. والكذب والغش حرام، وسبب في محق البركة.
وعليه، فنقول في المسؤول عنه إذا كان السعر الجاري في السوق أن اللتر سعره 24 ديناراً، وباع هذا التاجر الزجاجة سعة اللتر إلا ربعاً بسعر سعة اللتر وهو يعلم ذلك، فهذا غش منه للمسلمين.
وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر في السوق برجل له صبرة من طعام، فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه فأصابت بللاً، فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟، فقال: أصابتها السماء يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس مني" .
وهو أيضا داخل في التطفيف الذي توعد المولى عز وجل فاعليه في قوله: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) [المطففين:1-3] .
فالواجب النصح لعباد الله، والصدق في التجارة والمعاملة، وتجنب الخداع والغش.
والله أعلم.
16747
عنوان الفتوى:مال الدولة له من الحرمة ما لما يملكه الفرد لماله رقم الفتوى:16747تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم

(6/264)


عندنا أقوال في ليبيا أن سرقة أموال الدولة حلال لأنها لا تقوم بالعدل في المعاملات بين المواطنين حيث إن المواطنين الكادحين لا يستطيعون أن يقوموا بالعلاج خارج الوطن وبعض الأشخاص حتى لو أصيبوا بالزكام يذهبون للخارج للعلاج وفي الآونة الأخيرة تم اختيار شريحة وتم إعطاؤهم مركوباً بدون مال أو بمبلغ رمزي وباقي أفراد الشعب يتعب حتى في الحصول على قوت يومه أفتوني يرحمكم الله؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مال الدولة هو في الحقيقة ملك لجميع الأمة، له من الحرمة ما لما يملكه آحاد الأمة من مالهم، فلا تجوز سرقته، ولا الاحتيال عليه بغير حق شرعي.
وما انتشر واستشرى في كثير من البلدان من استبداد طبقة معينة بالأموال العمومية أو بالحظ الأوفر منها، هو في الحقيقة جور وتعد على أموال المسلمين بغير حق.
ولكن ذلك كله لا يهتك حرمة هذا المال، ولا يسوغ السرقة منه، وفي سنن الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَكُونُوا إِمّعةً تَقُولُونَ: إِن أَحْسَنَ النّاسُ أَحْسَنّا، وإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وإِنْ اسَاءُوا فَلاَ تَظْلمُوا" ، فهذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد، فإن معناه صحيح، فالذي يجب على المسلم هو أن يتقي الله تعالى ويمتثل أوامره ويجتنب نواهيه.
وأن يثق بما عند الله تعالى، وأن لا يجعل من فساد الزمان وجشع الناس وتنافسهم على جمع الأموال المحرمة مسوغاً أو ذريعة للمخالفات، فالمسلم مطالب بالالتزام والاستقامة في كل زمان وفي كل مكان.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
والله أعلم.
16749

(6/265)


عنوان الفتوى:إخراج الزكاة مقدم على أداء العمرة رقم الفتوى:16749تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : أنا طالب في الجامعة ادخرت من المبلغ الذي أستلمه كمصروف شخصي على مدى أربع سنوات 5000 دولار وقمت بوضعها في البنك كوديعة والآن أريد أن أقوم بدفع الزكاة بالإضافة إلى عمل عمرة إلى بيت الله الكريم أفيدوني أفادكم الله ورحمكم هل تجوز لي العمرة والزكاة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على حكم الودائع المصرفية في الجواب رقم: 9207، وذكرنا هنالك كيفية أداء زكاة الأموال التي التبس أمرها ولم يعرف متى بلغت نصاباً ولا متى تم حولها.
أما بالنسبة إلى سؤالك هل تعمل عمرة أم لا؟ فالجواب هو: أن عمل العمرة أمر محمود ومطلوب شرعاً، بل هو من الواجبات إن لم تكن قد اعتمرت من قبل، ولكن إخراج الزكاة مقدم عليها، فإذا لم يتبق من المال بعد إخراج الزكاة ما يفي بتكاليف العمرة سقط عنك وجوب العمرة.
والله أعلم.
1675
عنوان الفتوى:لا يجوز دراسة التمثيل إلا لغايات شرعية ودعوية معتبرة رقم الفتوى:1675تاريخ الفتوى:12 ربيع الثاني 1422السؤال : ما الحكم فى دراسة التمثيل واحترافه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

(6/266)


1 - فنقول : إن الهدف الأول لأرباب المسارح في إقامة التمثيل فيها المكاسب المادية، ومكاسبهم المادية لا تحصل إلا بمداعبة غرائز المشاهدين، وشهواتهم، فإذا عرفنا أن غالب المشاهدين لا يقصدون من مشاهدتهم التمثيل إلا قضاء فراغ أوقاتهم في العبث واللهو والتسلية، وفهمنا أن الهدف الأول والأخير من التمثيل الكسب المادي، أدركنا أن القائمين على التمثيل سيحرصون على إنماء رصيد مشاهدي مسرحياتهم بتحقيق رغبة المشاهد في إشباع غرائزه العاطفية وعرض ذلك على شاشات التمثيل وخشبات المسارح. 2 - أضف إلى ذلك، إن المتتبع لحياة الممثلين سيجد أن غالبهم من سقط الناس ليس للتقوى والصلاح مكان في حياتهم العامة ، ولا للأخلاق الإسلامية ، محل في دائرة نفوسهم ولا للقيم الإنسانية دور عندهم ، فإذا مثل أحدهم شخصية رجل صالح ، أو نبيل ، أو شهمٍ أو عفيف أو جوادٍ ، فذلك لأجل الثمن الذي يتقاضاه ، ثم يعود إلى سيرته الأولى ضاحكاً ساخراً معرضًا عن الجوانب المشرقة في حياتهم. 3 - إلى جانب ذلك ، لو نظرت إلى حقيقة التمثيل وما يقوم به أهل هذا الفن الآن، لوجدته لمجرد اللهو والتسلية وشغل فراغ الوقت، فالمشاهد له غالبًا، لا يريد من المشاهدة إلا الأنس ونسيان الهموم، ونقل الإنسان بفكره من حال الجد إلى حال الهزل، والغزل. 4 - إنهم يمثلون الوقائع التاريخية التي نقلها التاريخ على ما فيه من التساهل وعدم التحقيق، فكثيراً ما يفترون على الشخص ما لم يفعله أو ينفون عنه ما قام به في حياته. 5 - لأجل هذا فلا نرى لهذه المهنة مكاناً في منهج الإسلام ، ولا ننصح المسلم أن يتعلمه . 6 - هذا كله فيما عدا تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، فلم يجزه أحد، بل هو حرام قطعاً بلا نزاع ، وللمزيد من الفائدة، فليراجع الأخ السائل "مجلة البحوث الإسلامية - عدد (1) ". هذا والله أعلم
16750

(6/267)


عنوان الفتوى: رقم الفتوى:16750تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
هل حضور المسلم أحد مراسيم حفلات النصارى بالكنيسة من غير رضاه بذلك ومع إيمانه الجازم بضلال النصارى يعد كفراً أم لا؟
أفتونا مأجورين
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حضور مراسم حفلات النصارى بالكنسية أو بغيرها لا يجوز، لما فيه من تكثير سوادهم وإعانتهم على باطلهم، ولو لم يكن عن رضى واقتناع بما هم عليه.
وارجع الجواب رقم: 8327.
والله أعلم.
16751
عنوان الفتوى:أول من كسا الكعبة المشرفة رقم الفتوى:16751تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
من هو أول من كسا الكعبة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أول من كسا الكعبة هو تبع الآخر اليماني ( أسعد الحميري ) وكانت تُكسى القباطي، ثم كسيت البرد، وأول من كساها بالديباج هو الحجاج الثقفي ، وانظر تفسير القرطبي (2/86).
وننبه السائل وغيره إلى أننا لا نستقبل أسئلة المسابقات نظراً لضيق الوقت، وكثرة الأسئلة المهمة الملحة التي ينتظر أصحابها الإجابة عنها.
والله أعلم.
16755
عنوان الفتوى:الأدلة من القرآن والسنة على تأثير العين رقم الفتوى:16755تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : هل يمكن أن يؤدي الحسد إلى تعطيل الزواج وهل العين كذلك أم أنها أقدار؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/268)


فمما ينبغي أن يعلم أولاً أن كل ما يجري في هذا الكون إنما هو بتقدير من الله تعالى، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [القمر:49] . فيعيش المؤمن بهذه العقيدة شجاعاً واثقاً بأن الله تعالى مقدر الأرزاق والآجال، مستحضراً قوله سبحانه: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة:51] .
ولكن من حكمة الله تعالى أنه جعل للعين تأثيرا بإذن منه سبحانه، وقد دَّل على ذلك القرآن، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن أدلة القرآن:
1/ قوله تعالى عن يعقوب عليه السلام: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ) [يوسف:67] . قال العلماء: إن ذلك كان خوفاً عليهم من العين، وقد وصف الله يعقوب بعد ذكره لهذه المسألة قائلاً: (وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاه) .
2/ وقوله سبحانه: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) [القلم:51] .
ومن أدلة السنة:
1/ الحديث الذي رواه أحمد ومسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين" .
2/ ما رواه أبو نعيم في الحلية وابن عدي بإسناد حسن عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر" .
وهذا كله لا يخرج عن كونه قدراً من الله تعالى، والواجب أن يدفع القدر بالقدر، فالعين قدر، وذكر الله ودعاؤه قدر كذلك.
وقد أمرنا الله جل وعلا أن نستعيذ به من شر حاسد إذا حسد، فأرشدنا إلى أن ندفع شر حسد الحاسد بالاستعاذة بالله سبحانه وتعالى.
والله أعلم.
16756

(6/269)


عنوان الفتوى:مليونير المشرق...تشتمل على ثلاث محرمات رقم الفتوى:16756تاريخ الفتوى:08 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي كالتالي: في بنك المشرق (بنك ربوي) توجد خدمة اسمها (مليونير المشرق) ويتم بإيداع مبلغ وتتم سحوبات شهرية على هذا المبلغ قد يحصل الفائز بهذه السحوبات على عشرة أضعاف ما أودع فما حكم ما تم تحصيله من السحوبات؟ مع العلم أن هذا لا يدخل ضمن القمار لأن في القمار ربح وخسارة وهنا لا توجد خسارة حيث أنه من الممكن سحب مبلغ الوديعة في أي وقت والمال الناتج من السحوبات غير معروف المصدر.
جزاكم الله خيراً والحمد لله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز التعامل بهذه المعاملة، وذلك من وجهين:
الأول: أن البنك ربوي - كما ذكر السائل - وفي التعامل معه تعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2] .
والثاني: أن هذه المعاملة ذاتها قمار وربا، فهي ربا: لأنها قد تجر نفعاً لصاحب المبلغ المودع في البنك وهو في حكم المقرِض، وهذا النفع هو ما قد يحصل عليه في حال الفوز بالجائزة.
وهي قمار: لأن المشارك فيها بالخطر بين أن يغنم وأن يخسر غلة ماله خلال فترة الإيداع أيضاً، وغلة هذا المال فترة من الزمن أمر معتبر، فأصل أكثر أموال الأغنياء ما جاءهم إلا من أرباحهم.
والله أعلم.
16759
عنوان الفتوى:هداية الإرشاد مهمة الرسل والدعاة رقم الفتوى:16759تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز الأخذ بالأسباب في هداية شخص مثلاً: أعطى رجلا موعظة فبكى بعدها فهل يجوز أن نقول لولا الله ثم فلان لم يهتد هذا الشخص هل يجوز هذا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/270)


فالهداية على نوعين:
الأول: هداية توفيق وإلهام، وهذه لا يقدر عليها إلا الله تعالى، فقد نفاها عن رسوله صلى الله عليه وسلم وأثبتها لنفسه. قال تعالى: (إنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [لقصص:56] .
الثاني: هداية إرشاد وبيان، وهذا النوع ليس خاصاً بالله تعالى، فقد وصف به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الشورى:52] .
ووصف به الأنبياء وأتباعهم من العلماء والدعاة في قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) [السجدة:24] ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي الله بك رجلاً خيرا لك من أن يكون لك حمر النعم" رواه البخاري ومسلم .
فالحاصل أنه لا حرج في أن يقال لولا الله ثم فلان لم يهتد هذا الشخص ما دام المراد من الهداية هو الإرشاد والبيان.
والله أعلم.
1676
عنوان الفتوى:الجنة والنار مخلوقتان ، وأبديتان لاتفنيان رقم الفتوى:1676تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل القول بانقطاع العذاب وفناء النار يعتبر عقيدة فاسدة تدخل صاحبها النار لمخالفتها النصوص القطعية من القرآن والسنة ؟ أرجو ذكر الدليل في حال الإيجاب أوالنفي
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي عليه أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار لا تفنيان. كما قال الطحاوي في عقيدته المشهورة: والجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان ولاتبيدان .
وقال ابن حزم في كتابه الملل والنحل: (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان ).

(6/271)


وهذا ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، ومن ذلك قوله تعالى عن أهل النار: ( إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً *إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً) [النساء: 168-169]
وقوله: ( إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً* خالدين فيها أبداً ) [الأحزاب:63-65 ] وقوله: ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ) [الجن: 23] وقوله: ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون* لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ) [الزخرف: 74-75 ]
وقوله : (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ) [النساء :14]
وقوله تعالى: ( ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا يعملون ) [فصلت 28]
فالنار باقية لا تفنى وكذلك أهلها من الكفار والمنافقين، ولا يخرج منها إلا عصاة الموحدين بالشفاعة أو بعد تنقيتهم وتهذيبهم.
وقال الله تعالى في شأن الجنة وأهلها:
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية* جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ) [البينة 7-8] وقال تعالى: ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم ) [الدخان: 65]
وقال تعالى: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً* خالدين فهيا لا يبغون عنها حولاً ) [الكهف: 107] وقال تعالى: ( أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا ) [الرعد:35] وقال: (إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) [ص 54]
إلى غير ذلك من الآيات.

(6/272)


وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت. ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح. ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت "
فهذا هو الحق الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة، بناء على النصوص القطعية من القرآن والسنة.
والله أعلم.
16760
عنوان الفتوى:درجة حديث "ما من عبدين متحابين..." رقم الفتوى:16760تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : سؤال عن حديث أنس رضي الله عنه قال: (ما من عبدين متحابين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلآ لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر) هل هو صحيح أم لا؟ وإذا كان ضعيفا هل يعمل به أم لا أفتونا مأجورين؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الحديث ذكر صاحب عون المعبود أن ابن السني أخرجه عن أنس ، ولم يذكر فيه تصحيحاً أو تضعيفاً، وكذلك أخرجه أبو يعلى في مسنده.
وقال الحافظ في (الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة): أخرجه ابن حبان في كتاب الضعفاء.
والحديث وارد في أبي داود وابن حبان بأسانيد صحيحة وحسنة، لكن ليس فيه زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا غفران ما تأخر.
أما هل يعمل به؟ فلا بأس بالعمل به، وإن كان ضعيفاً، على رأي من يجيز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، لأنه مأمون الخطر ومرجو النفع، إذ هو دائر بين الإباحة والاستحباب، فالاحتياط: العمل به رجاء الثواب.

(6/273)


ولكن لا يُعتقد عند العمل به ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، بل يعمل به على جهة الاحتياط فقط.
ونقل صاحب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية عن ابن بنت الميلق قوله: وينبغي للحريص على المغفرة أن يأتي بالمصافحة وذكرها على أكمل الأحوال والألفاظ احتياطاً لتحصيلها.
ولمعرفة ضوابط العمل بالضعيف عند من أجازه راجع الفتوى رقم: 13203، والفتوى رقم: 14073، والفتوى رقم: 15789.
والله أعلم.
16766
عنوان الفتوى:ثمرات الابتلاءات والمصائب وفوائدها رقم الفتوى:16766تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : الحمدالله والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أنا عندي عيب خلقي منذ الصغر ( أعرج ) فهل هذا يعتبر بلاء من عند الله تبارك وتعالى وهل هذا يخفف الحساب يوم القيامة علي ؟
وجزاك الله ألف خير
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا؛ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ رواه البخاري و مسلم وغيرهما.
الوصب: المرض.
فكل ما يصيب المسلم في هذه الدنيا كفارة لذنوبه إذا هو قابل ذلك بالصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى، قال تعالى:وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]
والله أعلم.
1677
عنوان الفتوى:حكم من زنيا ثم أرادا الزواج رقم الفتوى:1677تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1424السؤال : هل يجوز زواج الزاني ممن زنى بها ؟ وما الحكم الشرعي لزواجهما ؟ أفادكم الله ؟

(6/274)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
من زنى بامرأة ثم تاب وأراد أن يتزوجها فلا يجوز له ذلك حتى تتوب إلى الله تعالى وتضع حملها إن كانت قد حملت، أو يتم استبراؤها إذا لم تحمل، ويكفي فيه حيضة واحدة على الراجح من أقوال أهل العلم، وإنما وجب الاستبراء لأن ماء النكاح له حرمة، ومن حرمته أن لا يصب على ماء السفاح فيختلط الحرام بالحلال ، وهناك طائفة أخرى من العلماء لم تر وجوب استبراء الزانية إذا أراد أن يتزوجها من زنى بها، مستدلين بما روي من أن رجلاً زنى بامرأة في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فجلدهما مائة جلدة ثم زوج أحدهما من الآخر مكانه( أي في الحال) ، وبما روي عن ابن عباس من أنه قال في مثل هذا: أوله سفاح وآخره نكاح، ولكن الراجح وجوب الاستبراء - كما تقدم - لأن أكثر أهل العلم على أن الولد لا يجوز أن ينسب إلى أبيه من الزنا وإذا لم تستبرأ فيحتمل أن تكون قد حملت من وطئه الأول (وطء الزنى) فينسب إليه بغير حق. والله أعلم.
16774
عنوان الفتوى:الاقتراض من البنك الربوي بدون فائدة...نظرة شرعية رقم الفتوى:16774تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : أريد أن آخذ من البنك قرضاً وكوني طالباً فإن البنك لا يأخذ فوائد على هذا المبلغ وبالتالي فإنه لا يوجد ربا في هذه الحالة حسب اعتقادي فهل تنصحوني بأن أقترض من هذا البنك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشرائع السماوية أجمعت على تحريم الربا، وتحريم كل ما يعين عليه، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في ذلك لا تخفى، فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من اشترك في عقد الربا، فلعن الدائن، والمستدين، والكاتب، والشهود..

(6/275)


ففي الصحيحين عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه.." فنصيحتي لأخي الكريم هي: أن يبتعد عن هؤلاء ولا يتعامل معهم، فإن التعامل معهم يدخل في التعاون على الإثم والعدوان، بل قال بعض العلماء المعاصرين: إنه لا يجوز الدخول تحت سقف بنايتهم حتى لا يعتبر هذا تشجيعاً لهم، وحتى لا نستأنس بمخالطتهم ومعاملتهم فيذهب من قلوبنا إنكار هذا المنكر الذي يجاهرون به، وقد قيل: إذا كثر الإمساس قل الإحساس .
وأعيذك بالله تعالى -أخي الكريم- أن تكون مشجعاً لمن آذن الله تعالى بحربه، ونسأل الله أن يجعل لك مخرجاً ويغنيك عن معاملة المرابين.
وهذه المعاملة وإن كانت خالية من الربا لكنها تدخل في باب التعامل مع ذوي الأموال المحرمة، وقد نص العلماء على حرمة التعامل معهم بما في ذلك القرض وقبول الهدية، وسائر أنواع التعامل إذا كان المال كله حراماً، ومن المعروف أن أموال البنوك متحصلة من فوائد ربوية، ومعاملات مشبوهة.
والله أعلم.
16778
عنوان الفتوى:الأدلة القاطعة على عذاب القبر ونعيمه رقم الفتوى:16778تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : عذاب القبر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعذاب القبر ونعيمه ثابتان بنصوص الكتاب والسنة، ويجب الإيمان بهما، ويلحقان الروح والبدن معاً، وقد نُقل على ذلك اتفاق أهل السنة.

(6/276)


قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى( 4/282) بل العذاب والنعيم على النفس والبدن جميعاً باتفاق أهل السنة والجماعة، تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن وتعذب متصلة بالبدن، والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعين، كما يكون للروح مفردة عن البدن. وقال( 4/262 ): وإثبات الثواب والعقاب في البرزخ ما بين الموت إلى يوم القيامة: هذا قول السلف قاطبة وأهل السنة والجماعة، وإنما أنكر ذلك في البرزخ قليل من أهل البدع.
والأدلة على إثبات عذاب القبر ونعيمه كثيرة منها:
1- ما في الصحيحين ومسند أحمد وأبي داود والنسائي من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان، فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ -لمحمد- فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما، ويفسح له في قبره سبعون ذراعاً، ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون. وأما الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه".
فقوله صلى الله عليه وسلم: (يسمع قرع نعالهم - فيقعدانه - ضربة بين أذنيه - فيصيح صيحة - حتى تختلف أضلاعه ) كل ذلك دليل واضح على شمول الأمر للروح والجسد.

(6/277)


2- وروى الترمذي من حديث أبي هريرة بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل، فيقول: ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال: نم. فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم . فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون قولاً فقلت مثله ، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذباً، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك".
فقوله: "فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه " صريح في ذلك.
3- وعند أحمد من حديث عائشة بسند حسن :" فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع، وإذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعاً"

(6/278)


4- وفي حديث البراء بن عازب الطويل الذي رواه أحمد وأبو داود وابن خزيمة والحاكم وغيرهم بسند صحيح وأوله: "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه " وفيه: " يحملونها (الروح) في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط... ويصعدون بها... فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في علين، وأعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه، فيأتيه ملكان فيجلسانه...... وفيه: " فيفسح له في قبره مد بصره " . وفيه عند الحديث عن العبد الكافر وأن الملائكة تصعد بروحه فلا تفتح له أبواب السماء " فيقول الله: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً، فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه ......" وفيه: " ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه" ، وهذا صريح في أن الروح مع الجسد يلحقها النعيم أو العذاب. ويمكنك الوقوف على نص هذا الحديث العظيم كاملاً بالبحث عنه في موسوعة الحديث الشريف بهذا الموقع.
وأما الدليل على أن النعيم قد يلحق الروح منفردة عن البدن فهو في ما سبق من كون الروح تصعد إلى السماء وتفتح لها أبواب السماء ، وأيضاً: روى أحمد والنسائي وابن ماجه من حديث كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنما نسمة المؤمن طائر معلق في شجر الجنة، حتى يبعثه الله إلى جسده يوم يبعثه".
فمجموع النصوص يدل على أن الروح تنعم مع البدن الذي في القبر، أو تعذب، وأنها تنعم في الجنة وحدها.
ومما ينبغي التنبيه عليه أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه إن لم يتجاوز الله عنه، قبر أم لم يقبر ، فلو أكلته السباع، أو حرق حتى صار رماداً، أو نسف في الهواء، أو أغرق في البحر وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل من المقبور، قاله ابن القيم رحمه الله ونقله عنه السفاريني في لوامع الأنوار.
والله أعلم.
1678

(6/279)


عنوان الفتوى:حكم المسافر إذا جامع أهله. رقم الفتوى:1678تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أنا أعمل طياراً مدنيا، في رمضان المبارك، أرسلت أهلي إلى أقاربها في الدمام، وفي إحدى الرحلات نويت الإفطار ولكنني لم آكل أي شيء، فلما وصلت إلى الشرقية باشرت أهلي معتقداً أنه لا حرج في ذلك لكوني على سفر. أفيدوني جزاكم الله خيراً هل عليّ أنا وزوجتي كفارة؟.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيجوز للمسافر سفراً غير عاصٍ به أن يأخذ برخص السفر التي منها الفطر في رمضان، وهذا محل اتفاقٍ بين أهل العلم. ولكنهم اختلفوا فيما إذا أصبح المسافر صائماً هل يجوز له أن يفطر في ذلك اليوم بعينه، بعدما عقد نية الصيام أو لا؟
فذهب الحنفية والمالكية وهو وجه عند الشافعية إلى أنه لا يحل له الفطر في ذلك اليوم إلاّ لعذر، لأنه بعقده نية الصيام صار حكمه في ذلك كالحاضر حتى يتمم ذلك اليوم، وأصحاب هذا القول منهم من لم يصح عنده حديث ابن عباس الآتي. ومنهم من تأوله باحتمال أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أصبح مفطراً في ذلك اليوم. وقد استبعد هذا الاحتمال الحافظ ابن حجر في الفتح حيث قال: لكن سياق الأحاديث ظاهر في أنه كان أصبح صائماً، ثم أفطر.
وذهب الحنابلة وهو المذهب عند الشافعية إلى أن المسافر إذا أصبح صائماً في السفر ثم أراد الفطر جاز له ذلك من غير عذر، واستدلوا بحديث ابن عباس المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر في رمضان ـ وذلك عام فتح مكة ـ فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بماء فرفعه إلى يديه ليريه الناس فأفطر حتى قدم مكة.
قال ابن قدامة: وهذا نص صريح لا يعرج على ما خالفه.
ونص الحنابلة على أنه في هذه الحالة يجوز له أن يفطر بما شاء من أكل أو شرب أو جماع.
وهذا القول هو الراجح ـ إن شاء الله تعالى ـ للحديث الصحيح الصريح في ذلك.

(6/280)


وعليه فلا حرج عليك فيما فعلته، ومجرد أن نويت الفطر كافٍ في حل الصيام سواء أكلت أم لم تأكل.
وننبهك إلى أن جواز مباشرتك لأهلك مشروط بما إذا لم تكن هي صائمة أصلاً، ولم يكن بها مانع شرعاً كالحيض ونحوه. والله أعلم.
16780
عنوان الفتوى:صفات أصحاب الجنة في القرآن والسنة رقم الفتوى:16780تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد وصفا لأهل الجنة؟
وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصفات أهل الجنة كثيرة جداً ويصعب حصرها، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم منهم.
فمن أوصافهم على سبيل المثال ما تضمنته الآيات من 13-21 من سورة الإنسان، والآيات 33- 35 من سورة فاطر، والآيات 15-37 من سورة الواقعة... إلى غير ذلك من صفاتهم الكثيرة والمذكورة في القرآن الكريم.
ومن صفاتهم في الأحاديث النبوية ما في صحيح البخاري وغيره من قوله صلى الله عليه وسلم: "أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، وأمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا" .
والله أعلم.
16781
عنوان الفتوى:هل يقوم الطواف مقام تحية المسجد رقم الفتوى:16781تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : ما هي تحية المسجد الحرام للمعتمر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تحية المسجد الحرام للقادم من خارج مكة هي الطواف، سواء كان معتمراً أو غير معتمر، إلا أنه بالنسبة للمعتمر يقوم طواف العمرة مقام طواف التحية، وطواف العمرة ركن من أركانها.
وراجع الفتوى رقم: 16425، والفتوى رقم: 742.
والله أعلم.
16782

(6/281)


عنوان الفتوى:المعتبر في إزالة النجاسة حصول الإنقاء رقم الفتوى:16782تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : هل على المرأة أن تغسل فرجها بعد البول بيدها مع الماء أم تكتفي بالماء الوفير؟
أفيدوني جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمطلوب هو براءة المحل من النجاسة وحصول الإنقاء، ووضع اليد مع الماء ليس بلازم إلا إذا تطلب الأمر ذلك لحصول الإنقاء، وإلا فيكفي إمرار الماء الوفير في ذلك.
والله أعلم.
16783
فتاوى
عنوان الفتوى:إقامة الأناشيد على القبور بدعة منكرة رقم الفتوى:16783تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال: حكم إقامة الأناشيد على القبور؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز إقامة الأناشيد على القبور، وإنما ينبغي السكوت حال سير الجنازة، ثم الاستغفار للميت عقب دفنه، والسلام على أهل القبور حين المرور والزيارة.
أما الاستغفار، فلما رواه أبو داود والبيهقي بإسناد حسن عن عثمان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: "استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل" .
وأما السلام، فلحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد" رواه مسلم في صحيحه.

(6/282)


وعلى هذا، فإقامة الأناشيد على القبور لا تجوز، بل هي بدعة محدثة منكرة، وهي أيضاً تتنافى مع ما شرعت له زيارة القبور من تذكر الآخرة وما نشأ عن ذلك من انكسار وحزن، وقد روى البيهقي وأبو نعيم عن قيس بن عبادة قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند الجنائز.
والله أعلم.
16784
عنوان الفتوى:ما يلزم من أفطر في رمضان سنوات كثيرة رقم الفتوى:16784تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : للأسف أحصيت عدد الأيام التي أفطرتها في شهر رمضان على مدار عمري (37سنة) فوجدتها حوالي 800 يوم أسألكم عن كفارة هذه المعصية ليتوب الله عليّ فهل هي إطعام 800 فقير؟ أم أن التوبة النصوح وأداء الفرائض والنسك على أتم ما يجب يمكن أن يمحي هذا الذنب الكبير خاصة مع صيامي الاثنين والخميس والأيام البيض وعاشوراء والعشرة الأوائل من ذي الحجة وأريد معرفة السبيل إلى التوبة النصوح التي تؤدي للمغفرة وهل إطعام المساكين ككفارة يكون في أي وقت أم في رمضان فقط؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم التفصيل في حكم من أفطر في رمضان عمداً وماذا يجب عليه في الفتاوى التالية: 3247، 7035، 11100..
والخلاصة أنه يجب عليك التوبة، وقضاء هذه الفترة التي أفطرتها من رمضان مع الإطعام عن التأخير، وإخراج كفارة الجماع إن حصل الفطر بسببه، وهذه الكفارة -أعني كفارة الجماع- إنما تجب إذا كان السائل رجلا. أما إذا كان السائل امرأة فمذهب الجمهور أنها لا كفارة عليها وهو الراجح. وليكن كل ذلك بقدر المستطاع، فإن استطعت أن تصوم الزمان كله إلا الأعياد وأيام التشريق، فلا شك أن ذلك أفضل ما لم تشعر بالتعب الزائد، فإن شعرت به فلا حرج في أن يتخلل صيامك فطر، والمهم هو أن تظل مواصلاً القضاء قدر المستطاع، فإن وافاك الأجل قبل الانتهاء، فنرجو أن تكون معذوراً عند الله ما دمت قد تبت وحسنت توبتك.

(6/283)


نسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يثبتنا وإياك على الحق.
والله أعلم.
16785
عنوان الفتوى:ترك التعامل بالعملات الأجنبية فيه أجر لو كانت النية صالحة رقم الفتوى:16785تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز في الوقت الحالي وأنا أعمل بدولة خليجية أن أشتري الدولار الأمريكي وذلك لوضعه في بنك في بلدي أو استبداله هناك أم استبدل باليورو؟ هل هناك أي حرمانية تجاه ذلك؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع شرعاً من التعامل بالدولار الأمريكي أو غيره من العملات، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده من الخلفاء الراشدين وغيرهم يتعاملون بالدينار والدرهم، وهما للفرس والروم، ولم يتغير الحال إلا في عهد الدولة الأموية حينما قاموا بسك العملة الإسلامية، وذلك مشروط بمراعاة أحكام الصرف بين الأجناس المختلفة من العملات، وراجع في هذا الفتوى رقم: 2310.
علماً بأن المسلم يؤجر على ترك مثل هذا الأمر إذا كانت له فيه نية صالحة، كعدم مساعدة من يعينون على المسلمين على انتشار عملتهم وارتفاع سعرها.
والله أعلم.
16786
عنوان الفتوى:ساعة الإجابة يوم الجمعة رقم الفتوى:16786تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : ما هو الأصح عند جلوس الخطيب جلسة الاستراحة بين الخطبتين هل الدعاء مع رفع الأيدي أم لا؟ أريد القول الأصح في هذه المسألة مع ذكر الأدلة؟
وجزاكم الله خير الجزاء
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع سول الله صلى الله عليه وسلم يُحدث في شأن ساعة الجمعة يعني: ساعة إجابة الدعاء، فقال: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة" .

(6/284)


قال النووي في (شرح مسلم): والصحيح بل الصواب -يعني في وقت ساعة الإجابة- ما رواه مسلم من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصلاة. ا.هـ
فعلى هذا يكون المشروع أثناء هذه الجلسة الدعاء لإصابة ساعة الإجابة، علماً بأن في المسألة خلافاً، والراجح ما ذكرناه.
ولمعرفة المزيد عن المسألة راجع الفتوى رقم: 4205.
أما عن رفع اليدين أثناء الدعاء، فالأصل أنه مشروع إلا في المواطن التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه فيها، ولمعرفة المزيد عن ذلك راجع الفتوى رقم: 5340.
ولمعرفة حكم الذكر والدعاء والقراءة أثناء الخطبة راجع الفتوى رقم: 13011.
والله أعلم.
16789
عنوان الفتوى:طريقة إعلان الإسلام...والأمور المعينة على الثبات رقم الفتوى:16789تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي الخطوات التي يجب تتبعها لإشهار الإسلام؟ علماً بأنني لا أريد المواجهة مع أهلي علماً بأنني لا أعيش معهم الآن منذ أكثر من شهر؟ وهل يجوز إشهار الإسلام في السعودية ويعترف به قانونياً في مصر؟ علماً بأنني أعتنق الإسلام منذ شهرين ولكن سراً.
أفيدوني لأنني أعيش في أزمة وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا نهنيء الأخت الكريمة باعتناق الدين الإسلامي، لأنه الدين الذي لا يقبل الله غيره، كما قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران:85] .
ونسأل الله أن يتقبل منك إيمانك وعملك، ونقول:

(6/285)


إنه يمكنك إشهار الإسلام عن طريق المحاكم السعودية أو مراكز التعريف بالإسلام التابعة لدعوة الجاليات الوافدة على المملكة السعودية، وهذا الإشهار لا يمكن نقضه في أي مكان تذهبين إليه، لأنه من جهات رسمية في دولة معروفة، واعلمي أنه لا خوف عليك من الأذى، لأن الدولة التي تعيشين فيها ستوفر لك الحماية اللازمة، وكذلك الحال في مصر.
ومع هذا، فإننا ننصحك بأخذ الاحتياطات اللازمة لحماية النفس، لأن الله تعالى أمرنا أن نأخذ بالأسباب مع التوكل عليه.
وعليك في المرحلة المقبلة أن تبادري إلى تعلم أحكام الدين، والتعرف على قواعده وأصوله وأسسه، وذلك عن طريق ملازمة دروس العلم، والبحث عن الصحبة الصالحة التي تحض على الحق وتعين عليه.
قال تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر:1-3] .
والله أعلم.
16790
عنوان الفتوى:ست وصفات لعلاج القلق النفسي رقم الفتوى:16790تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : علاج القلق النفسي في الإسلام؟
الفتوى : لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهناك أدوية نافعة وناجعة في علاج القلق النفسي جاءت في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نذكر منها ستاً، فيه كفاية بإذن الله وهي كالتالي:
- اللجوء إلى الله تعالى: فإن من ابتلي ببلاء فلجأ إلى الله وصدق في ذلك، فسيفرج الله عنه، فهذا يعقوب نبي الله عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام ابتلي بفقد أحب أولاده إليه، فلجأ إلى الله وقال: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) [يوسف:86] فأحسن الله مكافأته على نحو ما جاء في سورة يوسف.

(6/286)


- الصلاة: وفيها راحة نفسية عظيمة، وهذا سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم يقول: "حبب إلي من دنياكم: النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة" رواه أحمد والنسائي من حديث أنس .
- الذكر: وقد قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28] لا سيما دعوة ذي النون يونس عليه السلام: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وغيرها من الأذكار الثابتة عند الهم والكرب.
- قراءة القرآن بالتدبر: فلها مفعول عجيب -بإذن الله- في راحة النفس وشفائها مما ألمَّ بها من تلف أو غيره، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) [الإسراء:82] .
- الاجتهاد في الدعاء: فالعبد إذا اجتهد في الدعاء فهو بذلك يكون قد تقرب إلى الله تعالى بسبب عظيم كريم، والله تعالى كريم قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، وما فتح باب دعاء إلا فتح له باب إجابة.
والله أعلم.
16791
عنوان الفتوى:المعيار في حرمة امتلاك المرأة الذهب رقم الفتوى:16791تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : هناك من يقول بأن الذهب إذا كثر لدى المرأة يحرم عليها هل هذا القول صحيح؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجوز للمرأة أن تقتني ما تشاء من الذهب وغيره، ولكن الذهب إذا زاد عن الاستعمال العادي ووصل إلى حد الإسراف فإنه تجب فيه الزكاة وهي اثنان ونصف بالمائة (ربع العشر)، لأنه أصبح كنزاً، والله تعالى توعد الذين يكنزون الذهب والفضة والذين لا يؤدون زكاة أموالهم، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [التوبة:34] .
وما أديت زكاته ليس بكنز وإن كثُر، وإن كان تحت سبع أرضين، كما جاء عن ابن عمر وغيره من السلف.

(6/287)


أما ما كان من الذهب للاستعمال، فالراجح من أقوال العلماء مالك والشافعي وأحمد أنه لا زكاة فيه، وإذا أديت زكاته تورعاً وخروجاً من الخلاف، فذلك أحوط وأبرأ للذمة.
والله أعلم.
16792
عنوان الفتوى:الملحمة بين المسلمين والمشركين بقيادة الدجال رقم الفتوى:16792تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : هل ورد هذا الحديث: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود أنتم شرقي نهر الأردن وهم غربيه" تكملة.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا لم نجد في كتب السنة التي بين أيدينا بعد البحث والتحري حديثاً هذا نظمه، ويبدو أن السائل الكريم أدرج حديثين مختلفين، فرواهما على أنهما حديث واحد.
أما الأول فعن نهيك بن صريم السكوني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن، أنتم شرقيه وهم غربيه" قال الرواي: ولا أدري أين الأردن يومئذ؟ قال الهيثمي : رواه الطبراني والبزار ورجال البراز ثقات.
وأما الثاني فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله" رواه البخاري ومسلم .
فقد دل الحديث الأول على قتال عموم المشركين في المكان المذكور، ودلّ الحديث الثاني على قتال اليهود دون تحديد المكان، وليس من الضروري أن يرتبط الحديث الأول بالثاني، وإن كان الارتباط ممكناً فعلينا ألا نحكم بذلك إلا ببينة، ولا بينة هنا فيما اطلعنا عليه.
والله أعلم.
16794

(6/288)


عنوان الفتوى:ما يفعله المسلم من أذان الفجر إلى شروق الشمس رقم الفتوى:16794تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : أريد توضيحا عمليا (سيناريو تخيلي) للصلوات وللعبادات والنسك والأذكار منذ أذان الفجر وحتى وقت الشروق بمعنى بمجرد انتهاء أذان الفجر مباشرة نقول نويت أصلي الفجر كنافلة أو سنة للصبح ركعتين وبعد أن نتمهما مباشرة نقول نويت أصلي الصبح ونستمر في الأذكار وقراءة القرآن والتسابيح حتى موعد الشروق فنصلي في تمام وقت الشروق ركعتي الضحى لكي تكتب كعمرة أو حجة كاملة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يشرع في الوقت الذي ذكره السائل ما يلي:
أولاً: أن يقول مثلما يقول المؤذن ويردد بعده، إلا في قوله: حي على الصلاة، حي على الفلاح، فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ثانياً: أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، ويسأل الله له الوسيلة.
ثالثاً: أن يجتهد في الدعاء بين الأذان والإقامة، لأن هذا الوقت من الأوقات التي هي مظنة لإجابة الدعاء.
رابعاً: أن يصلي ركعتي الفجر، فهي خير من الدنيا وما عليها، وهل يشرع أن يتلفظ بالنية؟ -كما ذكر السائل- في ذلك خلاف بين العلماء:
- فذهب الشافعية والحنفية إلى الاستحباب.
- وذهب المالكية والحنابلة إلى عدم الاستحباب وهو الأقرب، لعدم وجود ما يدل على الاستحباب، والعبادة مبناها على التوقيف.
خامساً: أن يشتغل بالذكر أو الدعاء أو قراءة القرآن حتى تقام الصلاة.
سادساً: أن يصلي صلاة الفجر مع الجماعة بخضوع وخشوع.
سابعاً: أن يقرأ أذكار دبر الصلاة، وهي كثيرة، ويمكن للسائل أن يرجع -إذا أراد معرفتها- إلى كتب الأذكار، وهناك كتيب صغير في الأذكار ينبغي أن يكون في جيب كل مسلم، خصوصاً من لم يكن حافظاً للأذكار.
ثامناً: يقرأ أذكار الصباح، ويمكنه معرفتها من الكتب المشار إليها سابقاً.

(6/289)


تاسعاً: إذا انتهى من أذكار الصباح وبقي وقت للإشراق، فليجتهد بالذكر المطلق، أو بقراءة القرآن.
عاشراً: فإذا أشرقت الشمس صلى ركعتين أو ما تيسر، فإذا فعل ذلك فإنه قد تحصَّل على فضائل عظيمة في كل فقرة من الفقرات السابقة.
والله أعلم.
16795
عنوان الفتوى:لا يجوز أخذ العوض على المسابقات إلا في نطاق الشرع رقم الفتوى:16795تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : لقد شاركت في لعبة للحصول على إقامة في أمريكا فأرسلوا لي فوزا بمليون دولار فهل يجوز لي أخذها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز لك أخذ هذه الأموال على سبيل التملك، ولكن يجوز لك أن تأخذها لتصرفها في مصالح المسلمين ووجوه الخير، وذلك لأنه لا يجوز أخذ العوض على المسابقات إلا فيما أذن فيه الشرع، وقد تقدم في الفتوى رقم: 11604 ما هو الذي يجوز أخذ العوض فيه، وراجع الفتوى رقم: 7743.
والله أعلم.
16796
عنوان الفتوى:ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس رقم الفتوى:16796تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : أنظر إلى المرآة كثيراً لكبر أنفي فكيف أجعل نفسيتي مطمئنة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن أعظم أسباب اطمئنان الشخص وراحته النفسية أن يرضى بما قسم الله تعالى وقدره، وأن لا يستنقص ما هو فيه، وأن يعلم أنه ما من درجة يصل إليها من النقص أو البلاء إلا وتحتها درجات، لو استحضرها لحمد الله عز وجل على ما هو فيه، ولعلم أنه في نعمة كبيرة.

(6/290)


ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "انْظُرُوا إِلَىَ مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ. وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَىَ مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ. فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللّه" رواه مسلم وغيره، فالإنسان إذا نظر إلى مَن فُضِّل عليه في الدنيا استصغر ما عنده من نعم الله وكان سبباً لمقته، وإذا نظر للدون شكر النعمة وتواضع وحمد.
فالسائل الذي يقلق أو ينزعج لكون عضو من أعضائه كبيراً لا شك أنه لو نظر إلى من لم يخلق له ذلك العضو من أصله، أو من به تشويه، أو آفة أكبر كفقد سمع أو بصر أو عقل أو نحو ذلك، لاطمأن لما هو فيه، ولعلم أنه يتقلب في فضل كبير من الله عز وجل.
والله أعلم.
16797
عنوان الفتوى:متى تكون الربيبة مَحْرَماً رقم الفتوى:16797تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : هل يعتبر زوج الأم محرما بالنسبة للمرأة وما الدليل؟.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى قد عدَّ المصاهرة من الأسباب المحرمة للنكاح، وذكر أربعة نساء من بينهن الربيبة -وهي من سألتم عنها- قال تعالى: (وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) [النساء:23] .
والربيبة بنت امرأة الرجل من غيره بنسب أو رضاع قريبة أو بعيدة، وقد نص العلماء على أن الربيبة تحرم على زوج أمها إذا دخل بالأم، سواء كانت في حجر الرجل أو لم تكن في حجره.
وصرحوا بأن مفهوم المخالفة في قوله: (اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ) غير معتبر.
وحاصل الأمر أن الربيبة تعد مَحْرماً إذا دخل الرجل بأمها، وذلك للآية المتقدمة، ولقوله صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة كما في الصحيحين: "...فلا تعرضن عليَّ بناتكن ولا أخواتكن" .

(6/291)


أما إن كان عقد على أمها ثم طلقها أو ماتت قبل أن يدخل بها أو يتلذذ، فهي أجنبية، ويجوز له أن يتزوج بها، لقوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) .
والله أعلم.
16798
عنوان الفتوى:تكرار العمرة مشروع للآفاقي والمكي رقم الفتوى:16798تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : ما هي المدة بين العمرة والعمرة التي تليها لمن يسكن البحرين؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيشرع تكرار العمرة، سواء أكان الشخص من المقيمن أو النازلين بمكة أو كان من غيره، وليس هناك مدة معينة لابد أن تمر حتى يجوز للشخص أن يكرر العمرة، وهذا هو الراجح من أقوال أهل العلم.
وانظر الفتويين التاليتين: 3036، 6965.
والله أعلم.
16799
عنوان الفتوى:شياطين الإنس ودعاة الفتنة يمقتون الحجاب رقم الفتوى:16799تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : أنا أسكن في بلاد عربية تمنع الحجاب فماذا عليّ أن أفعل لأني لو ارتديته سأتعرض إلى مخاطر سواء الآن وأنا أدرس أو بعد ذلك وأنا أعمل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحجاب فرض من فرائض الإسلام، فرضه الله تعالى على نساء المؤمنين في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59] .
وقال تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا...) [النور:31] .
وقال صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما... وذكر منهما: ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها..." رواه مسلم .

(6/292)


فلا يحل للمسلمة أن تنزع حجابها أو تتنازل عنه بحال من الأحوال ما دام ذلك باختيارها، والحكمة من الحجاب واضحة -كما في الآية الكريمة- فهو صون لكرامة المرأة وحفظ لها من التعرض للأذى، ودرء للفتنة عن الرجال والنساء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء" متفق عليه.
ومن أخطر الثغور التي دخل منها أعداء الإسلام في هذا العصر إلى إفساد شباب المسلمين ثغر تبرج المرأة، فعلى الأخت المسلمة أن تعي هذه الحقائق، ولا تكون عوناً للأعداء، وربما يخوّفون الناس بأشياء لم تكن حقيقية لإبعادهم عن دين الله (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:175] .
أما إذا كانت الأخت تتوقع مخاطر حقيقية أو يقع عليها ضرر فعلي وهي لا تستغني عن الخروج، فهذه ضرورة من الضرورات، والضرورة لها حكمها وتقدر بقدرها، قال تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة:173] .
والإنسان على نفسه بصيرة.
والله أعلم.
16800
عنوان الفتوى:أزمة العقل المسلم المعاصر...الأسباب والحلول رقم الفتوى:16800تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
الرجاء تحديد ماهية أزمة عقل المسلم المعاصر والأسباب والحلول؟ وما هو دور التربية في الحل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/293)


فالعقل منحة إلهية أيد الله بها الإنسان وامتن عليه بها، وبالعقل ميز الله الإنسان عن الجماد والحيوان، وبه كلف الله الإنسان، فالمكلف هو البالغ عاقلاً، وبالعقل يميز الإنسان بين الخير والشر، وبين الهدى والضلالة، فإذا استعمله كان سبباً في سلوك طريق الهدى والبعد عن موارد الردى، وما أكثر الآيات التي يدعو الله فيها عباده أن يعملوا عقولهم ويتفكروا فيما حولهم ويعتبروا بالأمم البائدة، ويوم أعمل المسلمون عقولهم آمنوا فحسن إيمانهم، وجادوا بأنفسهم نصرة لدين الله، فدانت لهم الدنيا وفتحوا البلاد وقلوب العباد.
والمتأمل في حال المسلمين اليوم يلمس بجلاء تلكم الأزمة التي أشرتم إليها في سؤالكم، فأكثرهم -مع الأسف الشديد - تركوا كتاب الله وجعلوه وراءهم ظهرياً، وهجروا السنة النبوية التي هي - كما قال الإمام مالك رحمه الله: كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وفقد جلهم هويتهم، وأصبحوا يلتمسون الهدى عند من لا خلاق له ولا دين له، وطوفت بهم الأهواء، وقادتهم الشياطين إلى الوقوع في شراك الشهوات والشبهات التي نصبها لهم أعداء الله الذين أيقنوا أن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، ولذلك فقد جندوا جنودهم وخططوا مخططاتهم التي بها غيبوا كثيراً من العقول عن نور الإيمان، وهم بذلك لا همَّ لهم إلا أن يطفئوا نور الله، ولكن هيهات هيهات، فالله متم نوره ولو كره الكافرون. والواجب على المسلمين أن يفيقوا من غفلتهم، وينتبهوا لهذه المؤامرات التي تحاق بهم، وأن تكون منهم طائفة كما أمر الله (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104] .

(6/294)


ومما لا شك فيه أن التربية لها دور رئيس في نصر الإسلام وعز المسلمين، فإذا تربى الناس على ما ربى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام رضي الله عنهم، وإذا تربوا على الإسلام الصحيح الخالي من الاعتقادات الباطلة والبدع المنكرة والاجتهادات المخالفة للنصوص، وإذا تربوا على الفكر الإسلامي الصحيح القائم على إخضاع العقل للنقل، والنظر العقلي للنص الشرعي، وإذا تربوا على الأخلاق النبوية والشيم المصطفوية، وعلى محبة الله والشوق إلى لقاء الله، إذا تربوا على ذلك كله انقشع الظلام وعاد الصبح بنوره، وهبت رياح النصر بإذن الله.
ونسأل الله أن يعيد للمسلمين عزتهم ودولتهم.
والله أعلم.
16801
عنوان الفتوى:لا تؤخر الحج فإنك لا تدري ماذا يعرض لك رقم الفتوى:16801تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : أنا أستطيع الحج لي ولزوجتي ولكنها لا تستطيع السفر بسبب الحمل هل يجب أن أسافر للحج بمفردي؟ أم أنتظر حتى تلد مع العلم أنها لن تستطيع الحج بدوني حيث ليس لها محرم غيري وعليها الانتظار 5 سنوات لأن الحج كل 5 سنوات.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الراجح من أقوال العلماء أن الحج واجب على الفور، فمن استطاع الحج فإنه يلزمه أن يحج من عامه.
وعليه، فإن عليك أن تحج هذا العام، ولا تؤخر حجك، فإنك لا تدري ماذا يعرض لك.
أما بالنسبة لزوجتك، فإذا لم تستطع الذهاب معك في وقت الحج لخوفكم على الحمل، فيمكنكم الحج في العام المقبل، فإذا لم تقدروا على الحج لعدم السماح لك بمرافقتها، وعدم وجود محرم آخر يسمح له بالحج، فإن الحج ليس بواجب على زوجتك، لأنها لا تستطيع إليه سبيلاً، والله تعالى يقول: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران:97] .
والله أعلم.
16802

(6/295)


عنوان الفتوى:تقسيم تركة من توفي عن زوجة ووالدين وثلاث إخوة وأخت رقم الفتوى:16802تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : توفي رجل وترك ثروة تقدر بعشرة ألاف ريال وترك زوجة ووالداً وأماً وثلاث إخوة أشقاء وأخت شقيقة فقط فكم ميراث كل واحد من الورثة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه في هذه الحالة -التي ذكر السائل- يقسم المال على النحو التالي:
تأخذ الزوجة منه الربع، لقوله تعالى: (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ) [النساء:12] .
وباقي المال بين الأب والأم، للأب ثلثاه، وللأم الثلث الباقي، لقوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثًُ) [النساء:11] أي: ثلث الباقي، ولا شيء للإخوة ولا للأخت في هذه الحالة مع وجود الأب.
والله أعلم.
16803
عنوان الفتوى:مد الفرق من أقسام المد اللازم رقم الفتوى:16803تاريخ الفتوى:09 ربيع الأول 1423السؤال : ما هو مد الفرق؟ كيف يلفظ؟ وهل هو من أقسام المد الواجب المتصل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مد الفرق هو ما كان بعد همزة الاستفهام، نحو قوله تعالى: (الله أَذِنَ لَكُمْ) ، وقوله تعالى: (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ) ، وقوله: (آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) .
وهو قسم من أقسام المد اللازم عند من يجعل همزة الوصل مداً لهمزة الاستفهام في اللفظين المذكورين، وسمي بهذا الاسم للفرق بين همزة الاستفهام وهمزة الخبر.
والله أعلم.
16809

(6/296)


عنوان الفتوى:رشوة تحت غطاء الوجاهة والشفاعة والوساطة رقم الفتوى:16809تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : أنا أعمل لدى شخص نافذ، وهو الذي يتحكم في توزيع الأراضي وقد توقف تقديم الأراضي عندنا لكني لو تقدمت لهذا الشخص لوافق لمنزلتي عنده فهل يجوز لي أخذ مبلغ على ذلك مع العلم أنه لو تقدم غيري فلن يحصل على شيء بدون وساطة مني لدى هذا الشخص؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أولاً: نشكر الأخ السائل على اهتمامه بدينه وحرصه على تحري الحلال، ونقول: إن هذا النوع من الأعمال لا يجوز أخذ مقابل عليه؛ لأنه إما أن يكون رشوة صريحة، أو يكون رشوة تحت غطاء الوجاهة والشفاعة والوساطة، ولا يجوز الأخذ عليها لأن صاحبها من أهل الجاه الذي أنعم الله به على الشخص، وشكر هذه النعمة وزكاتها: هي الشفاعة للآخرين في قضاء حوائجهم دون مقابل، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية فقبلها فقد أتى باباً عظيماً من الربا" أخرجه الإمام أحمد في المسند وغيره.
وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتنة المال، ولعن الراشي والمرتشي والرائش الذي يسعى بينهما، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن لكل أمة فتنة(اختبار يختبرون به) وفتنة أمتي المال" رواه الترمذي وحسنه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن رجالاً يتخوضون (يتصرفون) في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة" رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش" رواه الترمذي وحسنه، وذكر القرطبي عند تفسير قول الله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)[البقرة:188] قال: اتفق أهل السنة على أن من أخذ ما وقع عليه اسم المال -قل أو كثر- أنه يفسق بذلك، وأنه محرم عليه" يعني بذلك من أخذه بغير وجه شرعي.

(6/297)


وقد تفشت ظاهرة الرشوة في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية -إلا من رحم الله وقليل ما هم- فأفسدت الأخلاق وخربت الذمم وعطلت المعاملات...
وسبب ذلك هو البعد عن الدين، والجهل بهذه الآيات والأحاديث...
ونصيحتي للسائل الكريم أن يبتعد عن هذا النوع من الكسب نسأل الله تعالى أن يعوضه خيراً منه.
والله أعلم.
16812
عنوان الفتوى:الدليل على منع الوصية بأكثر من الثلث رقم الفتوى:16812تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : هل تجوز الوصية بأكثر من الثلث أرجو إعطائي حديثاً بهذا المعنى؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا تجوز الوصية بأكثر من الثلث، إلا أن يجيزها الورثة البالغون الرشداء أي يقبلوا بذلك، واستدل العلماء على منع الوصية بأكثر من الثلث بالحديث الصحيح الذي رواه مالك وغيره عن ابن شهاب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي، فقلت: يا سول الله، قد بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا" ، فقلت: فالشطر؟ قال: "لا" ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الثلث، والثلث كثير. إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس... إلى آخر الحديث" .
فبهذا الحديث استدل العلماء على منع الوصية بأكثر من الثلث؛ إلا أن يجيزها الورثة البالغون الرشداء فتصح، لأن الحق لهم وقد أسقطوه.
والله أعلم.
16814
عنوان الفتوى:التبرع بالأعضاء دون موافقة الأبوين...رؤية شرعية رقم الفتوى:16814تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز التبرع بالأعضاء من دون علم الوالدين وموافقتهما علما بأنهما لو علما لرفضا بسبب صغر السن وغير ذلك من الأسباب التي لديهما؟

(6/298)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قرر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي المنعقد في مكة المكرمة ربيع الآخر 1405هـ بشأن زراعة الأعضاء، أن أخذ عضو من جسم إنسان حي وزرعه في جسم إنسان آخر مضطر إليه لإنقاذ حياته أو لاستعادة وظيفة من وظائف أعضائه الأساسية هو عمل جائز ومشروع وحميد، إذا توافرت فيه الشروط الآتية:
1- أن لا يضر أخذ العضو من المتبرع ضرراً يخل بحياته العادية.
2- أن يكون إعطاء العضو من المتبرع طوعاً دون إكراه.
3- أن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة الممكنة لمعالجة المريض المضطر.
4- أن يكون نجاح كل من عمليتي النزع والزرع محققاً في العادة أو غالباً.
فإذا توفرت فيك هذه الشروط،، وكنت من أهل التبرع بأن بلغت الحلم وكنت رشيداً، جاز لك التبرع وصح منك.
أما إذا لم تكن قد بلغت، فإن تبرعك بعضو من أعضائك أو بغير ذلك يعتبر لاغياً، لأن تبرع الصغير كالعدم.
مع التنبيه إلى أن التبرع بالأعضاء ولو للكبير لا يجوز إن كان فيه مخالفة لأمر الوالدين، لأن التبرع غير واجب، وطاعة الوالدين واجبة ما لم تصادم الشرع، ولأنه لا يجوز الخروج للجهاد إذا كان فرضاً كفائياً بدون موافقتهما لما ينالهما من الحزن والأسى على الولد، وما قد ينالهما من تبرعه بأعضائه لا يقل عن ذلك.
والله أعلم.
16819
عنوان الفتوى:المال المكتسب من عمل حرام يصرف في وجوه الخير رقم الفتوى:16819تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : كنت أعمل في مكتب محامي وكان هذا المحامي يعمل بعض الأعمال المشبوهة مثل تزوير العقود وما إلى ذلك وكنت أعمل ذلك ولكن أنا مجرد سكرتيرة ولا أشترك معه إلا في بعض الأحيان كنت أكتب له العقود بالبيع مرتين لنفس الشيء لعدة أشخاص مختلفين وقد ادخرت بعض النقود من عملي هذا وصرفت بعضها فما حكم هذا المال بالنسبة لي هل هو حلال أم حرام؟ و كيف يمكن التكفير عنه؟

(6/299)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعمل المرأة سكرتيرة عند رجل أجنبي عنها محرم، لأنها لا تسلم من الخلوة به، والاختلاط بالمراجعين له، وهما محرمان، وبسببهما وقع فساد في الدين والأخلاق، وهتك الأعراض، ونحو ذلك مما لا يخفى على المتتبع لمثل هذه الأمور، فكيف إذا انضاف إلى ذلك إعانة هذه المرأة لمديرها على الكذب والتزوير وأكل أموال الناس بالباطل، فتشتد الحرمة وتكبر الجريمة.
والواجب على الأخت السائلة الابتعاد عن هذا العمل، واستبداله بعمل يتناسب معها، ولا يتعارض مع دينها وحفظ شرفها وأخلاقها، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 10146، والفتوى رقم: 7550.
وأما المال المكتسب من هذا العمل، فهو مال خبيث، فما صرفته منه قبل التوبة فلا شيء عليك فيه، لأن التوبة تجب ما قبلها، وأما الباقي منه فاصرفيه في وجوه الخير على سبيل التخلص منه كأن تدفعيه للفقراء والمحتاجين ونحو ذلك.
وعليك أن تندمي على ما فعلت وتعزمي على عدم العودة لهذا العمل وأمثاله مرة أخرى، وبهذا تكونين قد برئت -إن شاء الله- عند الله تعالى.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والقبول.
والله أعلم.
16820
عنوان الفتوى:عدم التسجيل في السجلات الرسمية ليس من موانع الإرث رقم الفتوى:16820تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم
أنا واحد من إخوة خمسة وأخوات ست توفي والدي ولم يشمل اسمي مع إخوتي الأشقاء في الميراث حيث نحن كلنا من أم واحدة معا اثنتان من البنات والباقيات من أم أخرى مع أخ لهن ماذا أفعل في ذلك؟ هل لي المطالبة بالميراث كحق شرعي في هذا؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله كل خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/300)


فلعل السائل الكريم لم يكن مسجلاً مع إخوانه في الوثائق الرسمية، ولهذا حرم من نصيبه من تركة أبيه، وإذا كان هذا هو السبب فلماذا لم يسجل؟ هل هناك إنكار من أبيه أو إخوانه؟
وعلى كل حال، فإن للسائل كامل الحق في المطالبة بحقه من تركة أبيه، وما عليه إلا أن يثبت بنوته لأبيه، فإذا أثبتها بالأدلة الشرعية وجب على القاضي إعطاؤه نصيبه كأحد الأبناء.
وإذا كان الذي منعه من حقه إنما هو عدم التسجيل معهم في الأوراق الرسمية، فالتسجيل في الأوراق الرسمية ليس من أسباب الإرث، وعدمه ليس من موانع الإرث ما دام النسب ثابتاً شرعاً، قال تعالى: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) [النساء:7] .
والله أعلم.
16821
عنوان الفتوى:توفي عن زوجتين وأم وولد وثلاث بنات رقم الفتوى:16821تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جزى الله القائمين على هذا الموقع خير الجزاء.
السؤال هو:
أنا ولي على عدة ورثة وأريد تقسيم بعض المبالغ لهم إلا أني لا أعرف كيف الطريق إلى ذلك مثال:
هلك هالك عن أم وزوجتين وولد ذكر وثلاث بنات وترك مبلغا وقدرة 5134 ريال وأرض مساحتها 1000 متر مربع ما هي أسهم كل من هؤلاء بالتفصيل لكي يتسنى لي معرفة التقسيم والقياس على أموال وحقوق أخرى؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تولى الله سبحانه وتعالى قسمة المواريث بين أصحابها في محكم كتابه، فلم يكلها إلى أحد، وقد ختم آيات المواريث بقوله:(يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النساء:176] .
وفي هذه المسألة المذكورة في السؤال يتم التقسيم على النحو التالي:

(6/301)


- نصيب الأم السدس، لأنها حجبت من الثلث لوجود الأولاد، كما قال تعالى: (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ) [النساء:11] . أي للأم: 855.66 ريالاً. و 166.66متراً.
- ونصيب الزوجتين معاً الثمن تشتركان فيه، وقد حجبتا من الربع بسبب وجود الأولاد، لقوله تعالى: (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ) [النساء:12] . فنصيبهما إذن: 641.75ريالاً. و 125متراً.
- الأولاد يأخذون الباقي، للذكر مثل حظ الأنثيين، لقوله تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) [النساء:11] . أي للابن: 1454.62ريالاً، و 283.32 متراً. ولكل بنت: 727.31 ريالاً. و 141.66متراً.
هذا مع التنبيه على أن التقسيم السابق يكون بعد الوفاء بالدين، وإنفاذ الوصية في الثلث، إذا كان هنالك دين أو وصية.
ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وراث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات
والله أعلم.
16822

(6/302)


عنوان الفتوى:تلبية طلب الأم للزيارة الشركية ليست من البر رقم الفتوى:16822تاريخ الفتوى:10 ربيع الأول 1423السؤال : لي أم تبلغ حوالي ثمانين سنة تصر على زيارة الأضرحة كلما اشتد بها المرض ولم نستطع عصيانها لأنها تبدأ بالبكاء وتصفنا بالتقصير في حقها فماذا نعمل؟ للإشارة كلما تزور الأضرحة يخف مرضها.
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحل لكم طاعة والدتكم في طلبها الذهاب لزيارة الأضرحة وطلب الشفاء من أهلها، لأن هذا شرك كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 9943.
وطاعتكم لها في هذا إعانة لها على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" رواه أحمد، وصححه السيوطي والهيثمي والألباني .
وعليكم أن تعلموها برفق وحكمة أن هذا الذي تطلبه محرم شرعاً، وأن هؤلاء الذين تظن أنهم يشفون من المرض لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، فضلاً عن أن ينفعوا غيرهم، بل هم محتاجون لدعاء الأحياء واستغفارهم لهم، وكونها تحس بخفة وبعض استراحة من شدة وطأة المرض بعد زيارتهم هو استدراج لها، أو وهم نفسي يلقيه الشيطان إليها لتواصل السير في غيها.
نسأل الله السلامة والعافية والهداية للجميع.
والله أعلم.
16824
عنوان الفتوى:دعاء كفارة المجلس رقم الفتوى:16824تاريخ الفتوى:01 محرم 1425السؤال : ماهو المسنون من القول قبل وبعد الاجتماع الجيد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فالاجتماع بالناس لا يحمد إلاَّ في الخير، كما قال سبحانه :لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:114] .

(6/303)


فينبغي للمسلم الحرص على الاجتماع بالمسلمين في أماكن الطاعات كالجمعة والجماعة وحلقة العلم والدعوة والتوجيه للآخرين.. إلى غير ذلك من مجالات الخير .
وينبغي إذا حصل الاجتماع أن لا يخلو المجلس من ذكر الله عز وجل، فقد روى أبو داود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلاَّ قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة .
ومن السنة أن يختم المجلس بدعاء كفارة المجلس الذي صحت فيه الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، من ذلك مارواه أبو داود عن أبي برزة الأسلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلاَّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك .
والله أعلم .
16825
عنوان الفتوى:حكم إجراء عملية إدخال منيِّ الزوج لزيادة فرصة الحمل رقم الفتوى:16825تاريخ الفتوى:18 جمادي الأولى 1423السؤال : أنا متزوجة ولدي ولد عمره أربع سنوات ونريد ولدا آخر وبسبب عمري أواجه مشكلة في الحمل وأشار علي الطبيب أن أستخدم الدواء وأجري عملية (IUI)وهذا يعني إدخال منيِّ زوجي في رحمي حتى تزداد فرص الحمل،هل هذا يجوز أم لا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت هذه العملية لا تتم إلا بكشف عورة المرأة لغير زوجها فإن ذلك لا يجوز، سواء كان المكشوف له رجلاً أو امرأة لأننا مأمورون بحفظ العورات كما صح بذلك الحديث احفظ عورتك رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.
ويستثنى من ذلك من رخص له الشرع في الاطلاع على العورة، أو حالات الضرورة الملحة أو الحاجة التي في معناها.
وليس طلب الحمل في مثل حالتك مما هو مستثنى حتى يستباح من أجله المحرم، وذلك لسببين :
الأول : أنك لست عقيماً فقد رزقت بولد ولله الحمد.

(6/304)


الثاني : أن احتمال حملك حملا طبيعياً لا يزال احتمالاً قائما،ً فأكثري أنت وزوجك من الالتجاء إلى الله تعالى أن يرزقكما الذرية الصالحة إنه هو الوهاب وهو على كل شيء قدير.
وأما إن كانت العملية قد تتم بين المرأة وزوجها فقط فلا بأس بذلك.
والله أعلم.
16826
فتاوى
عنوان الفتوى:تفسير: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ...) رقم الفتوى:16826تاريخ الفتوى:17 جمادي الأولى 1423السؤال: هل تشرح لي آية 34من سورة النساء( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم .....)أريد بعض الشرح خاصة على جزء واضربوهن؟وشكراً
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فتفسير هذه الآية، وهي قوله تعالى : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ...... )(النساء:34)
إلى آخرها كالآتي :
جعل الله تبارك وتعالى القوامة للرجال على النساء: والقوامة هي قيام الرجل على المرأة وحمايتها والدفاع عنها ونحو ذلك، وقد منحه الله هذا الحق لسببين الأول : وهبي: وقد أشار الله إليه بقوله :( بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) وهذا التفضيل يكمن في كون الرجل أقوى عقلاً وأبعد نظراً وأحسن تدبيراً، خصوصاً عند مواجهة الملمات والطوارئ، ولذلك جعل الله في الرجال النبوة والخلافة والجهاد والعمل والكسب وغير ذلك .
والثاني : كسبي تكليفي: وهو نفقته على امرأته، وإليه أشار الله بقوله : (وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) ولذلك لو ترك الرجل النفقة سلب القوامة، وفرق بينه وبين زوجته .

(6/305)


ثم ذكر الله تعالى في هذه الآية الصفة التي يجب أن تكون عليها المرأة المسلمة فقال : ( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)(النساء: 34) أي مطيعات لأزواجهن حافظات لأنفسهن وحقوق أزواجهن وأموالهم عند غيابهم عنهن، وهذا الحفظ من المرأة الصالحة بسبب إعانة الله تعالى وتسديده لها على ذلك، وهذا معنى قوله :( بِمَا حَفِظَ اللَّهُ).
ثم ذكر صفة المرأة الفاسدة فقال سبحانه : ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)(النساء:34)، والنشوز هو عصيان المرأة لزوجها وترفعها عن طاعته في المعروف وقد أرشد الله الأزواج في علاج ذلك إلى اتباع خطوات وهي :
1- الوعظ: فقال سبحانه : ( فَعِظُوهُنَّ )، والوعظ هو التذكير بالله تعالى والتخويف من عقابه وسخطه لعل الزوجة تتوب إلى الله من عصيانها، وتقوم بحقوق زوجها فإن استمرت على نشوزها انتقل معها إلى المرحلة الثانية وهي:
2- الهجر في المضجع: وهو ألا يضاجعها ولا يجامعها بل يوليها ظهره في الفراش، فإن استمرت على نشوزها انتقل معها إلى المرحلة الثالثة وهي:
3- الضرب غير المبرح وهو الذي لا يكسر عظماً، ولا يشين جارحة، ولا يذهب منفعة كالبصر ونحوه، وضرب الزوجة الناشز من مقتضى القوامة، ولا يحل للزوج ضرب زوجته إلا إذا نشزت، ولذلك قال تعالى : ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)(النساء:34) وجعله آخر شيء يقوم به الزوج لعلاج نشوز زوجته.

(6/306)


وفي حالة عدم نفعه فإن الأمر يرفع إلى القاضي ينظر في القضية أويبعث حكماً من أهل الزوج وحكماً من أهل الزوجة لينظرا في القضية ويحكما بالجمع أو التفريق بينهما. وهذا معنى قوله تعالى في الآية التي جاءت بعد الآية التي شرحناها : ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)(النساء:35) وخص الله تعالى في البعث من هو من أهلهما لأنهما أعلم بهما وأخبر من غيرهما .
وننبه هنا إلى أمرين :
الأول : أن كون الرجل أعقل من المرأة وأقدر على القيام بالأمور، إنما هو على سبيل الإجمال وغالب الأحوال، وإلا فكم من امرأة أقدر من كثير من الرجال، وأوفر عقلاً وأحسن تدبيراً وأشد ذكاء، ولكن أحكام الشرع مبنية على الغالب.
الثاني : أن ما أذن فيه الشرع من ضرب المرأة الناشز أذن فيه بضوابط وفي حدود غاية في الصعوبة، مما يجعل اللجوء إليه أمراً غاية في الندور، يكفي فيه أن نسبة الأزواج الذين يضربون زوجاتهن أكثر بكثير في المجتمعات الغربية منها في المجتمعات الإسلامية هذا على وفق إحصائيات نشرت من جهات مختلفة. وليس من العدل بحال من الأحوال أن تحسب أخطاء هؤلاء على الإسلام، وهذا يدل على أن من يحاول أن يشكك في عدالة الإسلام في هذا الباب إنما هو صاحب ساحب قصده سيء يحاول أن يصطاد في المياه العكرة . والله له بالمرصاد .
والله أعلم.
16827
عنوان الفتوى:هل يجوز للمرأة ابتلاع مني زوجها رقم الفتوى:16827تاريخ الفتوى:25 جمادي الأولى 1423السؤال : هل يجوز لزوجي أن يستمني فوقي وبدون أن ألمسه فعلا وأبتلع منيه؟ فهل يجوز له أن يضع ذكره بين ثديي لكي يستمني؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :

(6/307)


استمناء الرجل بيد زوجته أو بأي مكان من بدنها لا شيء فيه، لأن الله عز وجل أباح له أن يتمتع بسائر بدن زوجته، سوى الدبر وسوى الفرج في فترة الحيض .
وأما ابتلاع المرأة لمني زوجها فهو أمر منافٍ للفطرة السليمة والأذواق الرفيعة، وقد ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن المني نجس، وعلى رأيهم فلا يجوز ابتلاعه .
والله أعلم .
16829
عنوان الفتوى:اختلاف تنوع وفهم..لا اختلاف تضاد رقم الفتوى:16829تاريخ الفتوى:26 جمادي الأولى 1423السؤال : أناطالب في جامعة "ستوني بروك "أحيانا أختلف مع إخواني في منظمة الطلاب لأنهم أحيانا يدعون بأنه يلزمهم اتباع المذهب الحنفي ولذا لا يصلون العصر معنا ، هل تشرح لي الخلاف بين الإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/308)


فأعلم أن الأئمة السابقين لم يختلفوا في أصول الدين، كالإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه، لأن هذه الأمور لا مجال فيها للاختلاف، ولم يختلفوا كذلك في وجوب الفروع المعلومة من الدين بالضرورة، كالصلاة والصيام والحج، وحرمة الزنا والسرقة، بل كانوا يكفرون من خالفهم في أحد الأمور السابقة وما يشبهها، وإنما اختلف العلماء في الفروع الاجتهادية التي لم يأت فيها نص صريح قطعي الثبوت والدلالة، وهذا أمر طبيعي، لأن الاجتهاد يدعو إلى إعمال العقل، وعقول الناس متفاوتة، فلا بد أن يتفاوت فهمهم لهذه الأدلة التي تحتمل الاختلاف، ومثال القطعي: قوله تعالى:يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [النساء:11]، فلا يمكن أن نقول هنا: للذكر مثل حظ الأنثى، لأنه لا مجال لا ختلاف العقول فيها، أما قوله تعالى:وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ [ البقرة:228]، فللعلماء أن يختلفوا في معنى ( القرء) لأنه لفظ مشترك بين الطهر والحيض، وقال بعضهم القرء : هو الطهر، وبناءً عليه سيختلف حساب العدة عند الفريقين، وهذا لا مانع منه شرعاً، لأن الاختلاف سنة من سنن الله تعالى في خلقه. وقد وقع الاختلاف بين الأنبياء، كما حكى القرآن عن سليمان وداود، وحصل بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته، ففي الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عمر قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم يوم الأحزاب: لايصلين أحد العصر إلا في بني قريظة. فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي لم يرد منا ذلك، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم.

(6/309)


ولا ينبغي لأحد أن يتخذ الخلاف أو الاختلاف الفقهي وسيلة للتفرق والتعصب، فيترك الصلاة خلف مخالفه في المذهب، أو لا يتزوج ابنته، أو يقطع زيارته، لأن كل هذا مما يخالف هدي الإسلام وسنة خير الأنام، وليعلم أن الأئمة لم يختلفوا اتباعاً للهوى، أو إشباعاً لشهوة حب الانتصار، وإنما اختلفوا لأن كل واحد منهم يرى أن الحق معه لما يرى من موافقته للأدلة الشرعية الثابتة عنده .
والله أعلم .
16830
عنوان الفتوى:حكم تعلم المرأة بعض فنون الرياضة رقم الفتوى:16830تاريخ الفتوى:25 جمادي الأولى 1423السؤال : هل يمكن للنساء أن تتعلم فنون الدفاع عن النفس ( مثل الجودو-الكاراتيه) لحماية أنفسهن
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فإذا أمكن للمرأة أن تتعلم فنون الدفاع عن النفس -بما ذكر- من غير أن يعرضها ذلك للاختلاط بالرجال أو كشف العورة أو تضييع حق واجب عليها، فلا نرى مانعاً شرعياً يمنعها من ذلك .
مع أننا ننصح الأخوات بأن يصن أنفسهن ويحفظن أوقاتهن فلا يضيعنها في مثل هذه الأعمال. فالمرأة صيانتها وحمايتها تكمنان في التزام الأوامر الشرعية، والتأدب بآداب نساء السلف الصالح، والتي من أهمها وأوكدها القرار في البيوت، وعدم الخروج منها لغير حاجة امتثالاً لقوله تعالى :وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33] .
والله أعلم.
16833
عنوان الفتوى:لا يتم إيمان العبد إلا بالإيمان بالقدر رقم الفتوى:16833تاريخ الفتوى:26 جمادي الأولى 1423السؤال : أنا فتاة مسلمة في مرحلة المراهقة ودائما في قلق إذا ذهبت أمي لتوصل أختي المدرسة العربية أقلق على أنه سيحصل لهاحادث ونحوه وأحاول أن أهدئ من نفسي لأنه يجعلني في ضغط شديد، ومنذ السنة الماضية عندما وقع حاذث سيارة لأمي زادت هواجسي ، ماذا تقترح علي؟ فهل التفكير الزائد جيد ؟ شكراً .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/310)


فنسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يصرف عنك كل شر. واعلمي يا أختاه: أن الله قدر مقادير الأشياء قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء. صرح بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما روى مسلم في صحيحه. فعلى أي شيء تقلقين؟ ومن أي شيء تخافين؟!
وعليك أن ترضي بقدر الله حتى تنالي الرضا من الله تعالى. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط رواه الترمذي و ابن ماجه .
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس رواه الترمذي .
والإيمان بالقدر من أصول الإيمان، ولا يتم إيمان العبد إلا بالإيمان بالقدر، والآجال والأرزاق بيد الله ليس لأحد تقديمها ولا تأخيرها ولا زيادتها ولانقصانها.
فإذا استقر هذا في نفس المؤمن فإنه يعيش في سعادة وراحة، واشغلي نفسك بالذكر والعبادة والعلم النافع، ودعي الهواجس والأوهام، وفوضي الأمر لله صاحب الأمر فهو أرحم بك منك بنفسك.
والله أعلم.
16834
عنوان الفتوى:المرأة...وأثرها في صلاح المجتمع أو فساده رقم الفتوى:16834تاريخ الفتوى:26 جمادي الأولى 1423السؤال : أريد منكم موضوعاً يتكلم عن المرأة ودورها في المجتمع؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فالمرأة شقيقة الرجل.. كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "النساء شقائق الرجال".
فالمرأة تشارك الرجل في التكاليف المنوطة بكل واحد منهما، إلاَّ أنه قد خفف عنها الشرع فأعفاها من بعض التكاليف التي يكلف بها الرجل مراعاة لخلقتها، وقدراتها، فلم يفرض عليها الجهاد ولا الكسب للنفقة على الزوج والأولاد.. إلى غير ذلك مما اختص به الرجال.

(6/311)


كما أنه في المقابل كلف المرأة بالقيام بأعمال لا يقدر الرجل على القيام بها على وجه التمام، من ذلك تربية الأولاد والقيام بشؤون الأسرة في البيت، وهذا من كمال شريعة الإسلام ومن الأدلة على أنها شريعة رب العباد الذي قال نفسه: ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك:14) فالمرأة ميدان عملها في المجتمع واسع، فهي الأم المربية التي تخرج الأجيال، وبقدر صلاح الأم أو فسادها يقاس حال المجتمع صلاحاً وفساداً، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم باختيار الزوجة ذات الدين.
والمرأة هي المعلمة والمتعلمة فتتعلم ما يهمها من أمور دينها وتتفقه فيه ثم تنطلق داعية ومعلمة لغيرها، وقد قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: يرحم الله نساء الأنصار! لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين.
والمرأة تقوم بما يقوم به الرجل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد جمع الله عز وجل بينهما بقوله: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (التوبة:71) .
والمرأة تسعى لدفع حاجة أخواتها من بنات جنسها فتتعلم ما تحتاجه النساء من طب وغيره .
والحاصل أن مجال تأثير المرأة في المجتمع مجال واسع جداً.. ولئن كان بعض الناس يقول: المرأة نصف المجتمع! فإننا نقول: إن هذه العبارة غير وافية بحقيقة دور المرأة في المجتمع، فهي في الحقيقة سبب لصلاح المجتمع كله أو العكس .
والله أعلم.
16836
عنوان الفتوى:تحرير فلسطين وقيام الساعة هل بينهما ارتباط رقم الفتوى:16836تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : هل الإشاعة القائلة بأن استقلال فلسطين مرتبط ارتباطاً وثيقاً بقيام الساعة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/312)


فما ذكره السائل من أن تحرير فلسطين مرتبط بقيام الساعة ليس شائعة، ولكنه سوء فهم للنصوص الشرعية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأنه لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود.... الحديث رواه مسلم وغيره.
والأحاديث في نزول المسيح ابن مريم وقتله للمسيح الدجال، وانتصار المسلمين وتمكينهم في الأرض كثيرة مشهورة.
وربما ظن بعض الناس أن تلك المعارك الواردة في الأحاديث هي المعارك الوحيدة بين المسلمين واليهود، وأنه لن يكتب نصر للمسلمين قبل ذلك، وهذا وهم يبدده الواقع، فإن تاريخ فلسطين يثبت أن الأيام دول بين المسلمين وأعدائهم، وأن النصر يكتبه الله عز وجل للمؤمنين إذا أخذوا بأسبابه، من التمسك بدينهم والجهاد في سبيله.
ولقد احتل النصارى بيت المقدس في القرن الخامس الهجري، وظل المسجد الأقصى تحت احتلالهم قرابة مائة عام، ثم قيض الله عز وجل صلاح الدين الأيوبي -القائد المسلم- الذي أخذ الإسلام عقيدة وشريعة، وساس به الدولة وجمع الأمة عليه، وجهز الجيوش للدفاع عن عقيدة الأمة وأرضها، وكان هو في مقدمة الجيش، فكتب الله لهم ذلك النصر الذي لا يزال يذكره لهم التاريخ بكل اعتزاز.
وعلى الأمة إذا أرادت أن تخرج مما هي فيه من ذل أن ترجع إلى دينها، وتربي أبناءها على الجهاد في سبيل الله وحب الشهادة، وعليها أن تعد العُدَّة لذلك، وحينها ستتحرر فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين، إن شاء الله عز وجل.
والله أعلم.
16839
عنوان الفتوى:السائل الأصفر الخارج قبل الولادة لا يمنع الصلاة رقم الفتوى:16839تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم
زوجتي قبل الولادة بيومين خرج منها سائل يميل إلى الصفرة وهو الماء الذي ينزل قبل الولادة. فقطعت
الصلاة ولم يأتها المخاض إلا في اليوم الثالث.
هل عليها القضاء أم لا؟ أفيدونا جزاكم الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(6/313)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان الخارج من زوجتك هو الدم الذي يخرج قبل الولادة بيوم أو يومين مع الطلق فالعلماء مختلفون فيه، هل هو نفاس أم لا؟
وذكر الإمام السعدي في فتاواه : "أن الأولى أن الدم الخارج بسبب الولادة ولو زاد على ثلاثة أيام أنه نفاس"
إما إذا لم يكن دماً فإنها لا تقطع الصلاة ولا الصوم، وهذا الماء الذي يميل إلى الصفرة -كما ذكر في السؤال- لا يمنع الصلاة ؟
وعليه، فإنها تقضي ما تركته من الصلوات لأنها تركتها بغير حيض ولا نفاس.
والله أعلم.
16840
عنوان الفتوى:فطرة الرجل مهيأة لمعاشرة أكثر من امرأة رقم الفتوى:16840تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : لماذا جعل الله في الجنة زوجات حور ولم يجعل أزواجا حورا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالله سبحانه وتعالى خلق الحور العين بالإضافة إلى من يدخل الجنة من نساء أهل الدنيا ليكنَّ أزواجاً لمن يدخل الجنة من الرجال، وهذا من كمال فضل الله ونعمه على الرجال والنساء، لأن حكمته سبحانه اقتضت أن الرجل مهيئ فطرة لأن يكون قادراً على أن يعاشر أكثر من امرأة، بخلاف المرأة، ولا توجد امرأة في الجنة إلا ولها زوج تتنعم به. كما هو مبين في الفتوى رقم:
10579 وهذا الزوج لا يكون على صورته التي كان عليها في الدنيا؛ بل يكون في أحسن صورة وأجمل هيئة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً بيضاً جعاداً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ستون ذراعاً في عرض سبعة أذرع . رواه أحمد .
والله أعلم.
16841

(6/314)


عنوان الفتوى:الجهة التي كان يتوجه إليها المصلي داخل المسجد الأقصى رقم الفتوى:16841تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمةالله وبركاته أريد أن أعرف ما قبل الاستقبال إلى قبلة أي بيت الله كان المسلمون يصلون ويستقبلون إلى المسجد الأقصى وكيف يستقبلون عندما يصلون في داخل المسجد الاقصى؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففي صحيح البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث ستة عشر شهراً يستقبل بيت المقدس ...... إلى أن نزلت الآية: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا [البقرة:144]، فأمر بالتوجه إلى الكعبة.
ومن المعلوم أن هذه الفترة التي كان المسلمون يتوجهون فيها إلى بيت المقدس لم يكن حينها في بيت المقدس أي مسلم، لأن المسلمين لم يفتحوه إلا في خلافة عمر رضي الله عنه، وعلى افتراض وجود مسلم هنالك حينها وصلى فيه فإنه يتجه إلى أي ناحية من نواحي البيت، كما هو الحال في الصلاة في داخل الكعبة، فإن النبي صلى الله عيه وسلم قد ثبت عنه في الصحيحين أنه صلى داخل الكعبة ركعتين ومعه بلال رضي الله عنه داخل الكعبة.
والله أعلم.
16843
عنوان الفتوى:حكم المال المكتسب من مقهى الإنترنت رقم الفتوى:16843تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : أنا امرأة لدي مقهى إنترنت علما أني أقول لولدي امنع مشاهدة الصور الخليعة على الزبائن علما أن لديهم مراقبا يكشف الزبون الذي يشاهد الصور فبعض الأوقات عندما يكون ولدي ليس موجودا أو لايدري والزبون يشاهد الصور الخليعة وهو ليس لديه علم
فهل الفلوس من الزبون الذي شاهد الصور الخليعة بلا علم من ولدي حرام أم حلال
وشكرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/315)


فجزاك الله خيراً على حرصك على الخير والعفة، وحيث إنك قد عينت مراقباً يمنع الزبائن من مشاهدة محرمات الإنترنت أو يكشفهم، فننصحك بتفعيل دور هذا المراقب، بحيث لا يغفل عن المراقبة ولا يتركها إلا بوجود شخص بديل عنه. وانظر ضوابط فتح مقهى الإنترنت في الفتوى رقم:
6075وما حصلت عليه من مال بهذه الضوابط فهو حلال لك، ولا يؤثر على كونه حلالا أن بعض الزبائن قد استخدم الأجهزة في المحرم، لأن ما يؤخذ منه هو أجرة استخدامه للأجهزة والخدمة.
وكونه استخدمها في محرم بعد بذلك الوسع في منعه من ذلك لا يحرم عليك أخذ الأجرة منه.
والله أعلم.
16844
عنوان الفتوى:الداعية يسعى بالوسائل المتاحة للارتقاء بأسرته ومجتمعه رقم الفتوى:16844تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : يا سادة يا أفاضل أنا فتاة أعاني من مشاكل مع العائلة حيث إنهم لا يعطون اهتماما كبيرا - والله أعلم بما في القلوب- للناحية الدينية وأنا إذا أبديت أي نصيحة لهم (باللين) أجد التهكم والسخرية بأني لا أفهم شيئا وباقي إخوتي يشترون راحة بالهم ولا يناقشونهم في شيء والأخطاء التي أجدها كثيرة جدا حتى إذا أشرت عليهم أن يصلوا السنة مع الفرض لا يفعلون و يطلبون مني أن أذهب لحفلات أعراس الأقارب والتي تحتوي على كل أنواع الأخطاء وإذا رفضت أجد السب والشتم وبأنني أحرجهم أمام الناس وبأني يا ليتني مت قبل أن أولد وأمي تلطم على خدها وأبي يقاطعني بالأيام وأظل وحدي في غرفتي لا يكلمني أحد بالأيام. فماذا أفعل مع هذه العائلة؟؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك لطاعته، وأن يعينك على فعل الخيرات. ونرشدك إلى الأمور التالية :

(6/316)


الأول : أن المسلم ينبغي له أن يكون صبوراً على ما يجد من البلاء في سبيل الله تعالى، وعاقبة الصبر دائماً إلى خير، وما أعطي المسلم عطاء خيراً من الصبر. وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر .
الثاني : أنه لا ينبغي للمسلم أن يضجر ويتسخط لأبسط المواقف، ويتشاءم من الواقع الذي يعيش فيه، وييأس من إصلاحه؛ بل عليه أن ينظر إلى الأمور من حوله نظرة تفاؤل، ويسعى بكل الوسائل المتاحة للارتقاء بأسرته ومجتمعه، متبعاً في ذلك أدب الإسلام من الرفق بالمدعوين واللين في القول وحسن العبارة، مع ثباته على الحق وكونه قدوة فيه.
الثالث : أن الله تعالى - ولحكمة يعلمها هو - قدر أن يكون الناس متفاوتين في تدينهم وعقولهم وإمكانياتهم، ولذا فعلى الداعية أن لا يطلب محالاً، بل عليه أن يرفق بالناس، ويعلم أن فيهم المحسن والمسيئ، وفيهم السابق بالخيرات والمقتصد والظالم لنفسه، وهو كالطبيب يعالج الجميع.
الرابع : عليك بطاعة والديك والتماس رضاهما فيما ليس فيه معصية لله، فإن في رضاهما في المعروف رضى الله سبحانه وتعالى، ففي الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد . وفي الترمذي أيضاً من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه ، وتأكد أن محل وجوب طاعة الوالد هو ما إذا لم يأمر بما فيه معصية لله، فإن أمر بذلك فلا تجوز طاعته بحال؛ بل تجب مخالفته، وامتثال أمر الله.
فاحذري كل الحذر من أن تلبي طلبهم لك بالذهاب إلى الحفلات المختلطة أو المشتملة على أغانٍ بمعازف أو نحو ذلك من المنكرات.
والله أعلم.
16846

(6/317)


عنوان الفتوى:لماذا لم يوص النبي عليه الصلاة والسلام بالخلافة رقم الفتوى:16846تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : كيف أرد على من قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم مات ولم يحدث أصحابه عن الخلافة وتركهم هكذا ويحتج هؤلاء بقوله صلى الله علي فيما معناه ((لا ينام أحدكم حتى تكون وصيته تحت رأسه ))) أرجوالجواب في أسرع وقت لأني لم أستطع الرد على مثل هؤلاء .
وجزيتم خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالوصية مستحبة، لما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماحق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته عنده مكتوبة. قال ابن عمر : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي. متفق عليه.
قال النووي رحمه الله تعالى "فيه -الحديث- الحث على الوصية، وقد أجمع المسلمون على الأمر بها، ولكن مذهبنا ومذهب الجماهير أنها مندوبة لا واجبة. وقال أبو داود وغيره من أهل الظاهر: هي واجبة لهذا الحديث ولا دلالة لهم فيه، فليس فيه تصريح بإيجابها، لكن إن كان على الإنسان دَيْن أو حق أو عنده وديعة ونحوها لزمه الإيصاء بذلك. قال الشافعي -رحمه الله- معنى الحديث: ما الحزم والاحتياط للمسلم إلا أن تكون وصيته مكتوبة عنده، ويستحب تعجيلها، وأن يكتبها في صحته ويشهد عليه فيها، ويكتب فيها ما يحتاج إليه، فإن تجدد له أمر يحتاج إلى الوصية به ألحقه بها. قالوا: ولا يكلف أن يكتب كل محقرات المعاملات وجزئيات الأمور المتكررة" انتهى.

(6/318)


فالوصية إذاً مستحبة لمن كان عنده شيء يريد أن يوصي به، وقد تجب كما سبق. وأما إذا لم يكن الشخص له حاجة في الوصية فلا تجب ولا تستحب، وعدم كتابة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وصية في أمر الخلافة لا يعني عدم مشروعية الوصية، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما لا يفعل، حاشاه عن ذلك عليه الصلاة والسلام، ومن زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما لا يفعل فهو كافر.
ولذلك نقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب لأصحابه وصية في هذا الأمر العظيم لحكمة وعلة أرادها الله تبارك وتعالى، كما سبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم:
10104.
والله أعلم.
16847
عنوان الفتوى:الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يأتي على صورته رقم الفتوى:16847تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : من هو الصحابي الذي كان يتشبه به جبريل عليه السلام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يتشبه به هو دحية بن خليفة بن فروة الكلبي الصحابي الجليل.
أول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، وقيل: أحد، ولم يشهد بدراً، كان يُضْرَب به المثل في حسن الصورة، وكان جبريل عليه السلام ينزل في صورته، فقد روى النسائي بإسناد صحيح عن يحيى بن يعمر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان جبريل يأتيني على صورة دحية الكلبي ، وقد نقل ابن سعد عن مجاهد قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي سرية وحده. وقد شهد اليرموك وسكن دمشق، وعاش إلى أيام معاوية رضي الله عنهم أجمعين. هذه نبذة عن الصحابي الجليل الذي كان جبريل عليه السلام يتشبه به.
والله أعلم.
16848

(6/319)


عنوان الفتوى:أفضل ما تفعله من ابتليت بالنظر للرجال رقم الفتوى:16848تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : أتساءل ماذا يحدث لي مع الشباب؟ عندما أرى شاباً وسيما أنظر إليه بتمعن وتركيز حتى يبدأ بالنظر إلي ويهتم بي وأهتم به أكثر، المشكلة أنني فتاة مؤمنة وأخاف الله، فأنا أؤدي الصلاة وألبس الحجاب ولكنني لا أتحكم في نفسي أعلم أن الله تعالى أمرنا بغض البصر!!
أريد أن أتغير وأتوب حتى لا أقوم بعمل محرم، مرات أبكي في الصلاة لأنني خنت ديني وضميري ماذا أفعل؟ أرجوكم ردوا علي في أسرع وقت..
الفتوى : الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فإن النظر سهم من سهام إبليس اللعين، يصطاد به من تهاون به، وأطلق له العنان، وأمر النظر أخطر مما قد يظن، فإن أكثر الفواحش بدأت بنظرة، ومعظم النار من مستصغر الشرر. وكما قيل : نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء.
وقال الشاعر :
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها * فعل السهام بلا قوس ولا وتر
ولذلك أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم الرجل والمرأة بغض البصر. وراجعي الفتوى رقم :
12814 ،والفتوى رقم: 7998
وعليه، فالواجب عليك أولاً هو التوبة الصادقة النصوح، ثم إياك إياك أن تفعلي ذلك مرة أخرى، وما أخطر الأمر حين يتلاقى النظران: نظر الرجل ونظر المرأة، فذلك أول خطوات الشيطان، نعيد ونكرر إياك ثم إياك من العودة لذلك فإنه سيؤدي بك إلى ما لا تحمد عقباه .
وأفضل ما تحصنين به فرجك هو الزواج إن تيسر لك ذلك، ولتكلمي أمك وصديقاتك ليبحثن لك عن الرجل الصالح الذي ترضين دينه وخلقه .
ونسأل الله أن يهدينا وإياك وأن يثبتنا حتى نلقاه وهو راضٍ عنا .
والله أعلم.
1685
عنوان الفتوى:لا زكاة في ما ل حتى يحول عليه الحول رقم الفتوى:1685تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : كم هي المدة المعينة لإخراج زكاة المال ؟

(6/320)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
المدة التي تجب فيها الزكاة إذا بلغ نصابا هي مرور حول كامل على هذا النصاب، لما رواه ابن ماجه بإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول" صححه الألباني، وروى الترمذي من حديث ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من استفاد مالاً فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول عند ربه " فإذا وجبت الزكاة فإنه لا يجوز له تأخيرها عن وقت وجوبها مع إمكان إخراجها إلا لعذر أو مصلحة فيجوز له أن يؤخرها ليدفعها إلى من هو أحق بها من ذي قرابة أو صاحب حاجة شديدة إن كان التأخير يسيرا فإن كان كثيرا لم يجز. والله تعالى أعلم.
16852
عنوان الفتوى:العلم النافع طريق اللحاق بالأخيار رقم الفتوى:16852تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : من هو ابن تيمية هذا العصر؟
الشيخ عائض القرني أم الشيخ سفر الحوالي
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن ذكرهما الأخ السائل شيخان جليلان، لاشك أن كل واحد منهما على حظ من العلم الشرعي، كلٌ في مجال اختصاصه، فينبغي أن يعرف لهما الفضل بدون غلو في الإطراء. وطالب العلم لا ينبغي له الاشتغال بمثل هذه الأسئلة؛ بل ينبغي صرف الأوقات في تحصيل العلم النافع الذي يلحق به الإنسان هؤلاء الأخيار.
والله أعلم.
16853
عنوان الفتوى:دلالة وجود النمل في البيت رقم الفتوى:16853تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : أرجو إفتائي مأجورين عن كثرة وجود النمل بالمنزل علما أنني أسكن في منزلي الجديد منذ ثلاث سنوات. فعلام يدل ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم قتل النمل في جواب سابق برقم:
2568، فليراجع.

(6/321)


وليحذر الأخ السائل من أي اعتقاد فاسد يحاول أن يزينه الشيطان أو أولياء الشيطان بأن النمل وجد بسبب سحر أو عين أو ما شابه ذلك، بل عليه أن يتوكل على الله ويعتقد جازماً أنه هو الذي يضر وينفع، وأن أحداً غيره لا يستطيع أن يفعل شيئاً من ذلك إلاَّ بعد قضاء الله وقدره.
والله أعلم.
16855
عنوان الفتوى:اتفاق الزوجين على عدم الإنجاب...نظرة شرعية رقم الفتوى:16855تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أريد أن أتزوج بامرأة زواج المسيار وكل منا لا يرغب في الإنجاب حيث إنه لكل منا أولاد
فهل يجوز الاتفاق على عدم الإنجاب فى هذه الحالة؟
جزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في اتفاق الزوجين على عدم الإنجاب، بشرط أن لا يتخذا لتحقيق ذلك وسيلة تقطع الإنجاب تماماً، وأن لا يكون الدافع إلى ذلك الاتفاق هو الخوف من أن لا يجدا ما يطعمان به أولا دهما وينفقانه عليهم؛ بل يكون الدافع هو تحقيق مصلحة معتبرة شرعاً.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها:
5536 7291 14262 11479 10740 4039 href="ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=1803 ">1803.
والله أعلم.
16856
عنوان الفتوى:ماهية خروج المرأة في الغزو وللصلاة زمن الرسول عليه الصلاة والسلام رقم الفتوى:16856تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : عملي في مجال اختلاط وقد راعيت الله في لبسي فأنا لا ألبس إلا العباءة الحجاب ولا يظهر مني سوى الوجه والكفين ولا أختلط أو أتحدث مع الزملاء إلا في حدود العمل والجميع يشهد لي بالأخلاق الفاضله كما أنني لا أتعطر ولا أضع المكياج وملتزمه بشرع الله فما الحكم في ذلك مع أنني سمعت بأن المرأة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم شاركت الرجل في الحروب وكانت تخرج لصلاة العيد وغيرها فهل أنا مذنبة بذلك مع التزامي بشرع الله ؟
وجزاكم الله خيرا

(6/322)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعمل المرأة مختلطة بالرجال الأجانب وهي كاشفة عن وجهها وكفيها محرم، لأن القول الصحيح من أقوال العلماء: هو أنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها عن الرجال الأجانب، وكذا يحرم اختلاطها بهم. وقد سبق بيان حكم هاتين المسألتين في الفتوى رقم:
3539 4470،وقد صح أن المرأة كانت تخرج مع محرمها في الغزوات، وكذا تخرج للصلاة في المسجد أو مصلى العيد، ولكن كل هذا ضمن الضوابط الشرعية من لبس الحجاب والبعد عن مخالطة الرجال إلا للحاجة، كمداواة المجروح وسقيه ونحو ذلك، مع التزامها بحجابها، وعدم خلوتها برجل أجنبي.
والله أعلم.
16860
عنوان الفتوى:لا حدَّ للزيادة التي يأخذها البائع في بيع التقسيط للأجل رقم الفتوى:16860تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا على جهودكم العظيمة
سؤالي هو : هل يجوز البيع والشراء تقسيطا
مع العلم أن التقسيط يزيد من سعر السلعة بنسب متفاوتة عن سعرها نقدا
وهل للتقسيط شروط معينة
مثل نوع السلعة ومقدار التقسيط ونسبة الزيادة والمدة الزمنية للتقسيط
أرجو الإسهاب وبارك الله فيكم
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبيع التقسيط جائز، وهو بيع سلعة معلومة بثمن معلوم إلى أجل معلوم، يدفع فيه المشتري كل شهر أو سنة جزءا من الثمن المحدد حسب ما اتفق عليه، هو والبائع في العقد.
ولا حد للزيادة التي يأخذها البائع في بيع التقسيط مقابل الأجل، بل له أن يأخذ في كل صفقة من الزيادة ما يناسبها حسب طول الأجل وقصره ونحو ذلك، بشرط أن تكون تلك الزيادة محددة عند العقد متفق عليها سلفاً، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:
1084.
والله أعلم.
16862

(6/323)


عنوان الفتوى:حديث: لاعب ابنك سبعا. لا أصل له رقم الفتوى:16862تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما مدى صحة هذا الحديث (لاعبوهم لسبع وأدبوهم لسبع وصاحبوهم لسبع ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب) وشكراً وجزاكم الله عنا خير الجزاء
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الحديث لا أصل له في أي من كتب السنة المعتمدة، وإنما ذكر بعض أهل العلم أنه مروي عن بعض السلف بنص لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وآخه سبعاً، ثم ألق حبله على غاربه وقد نسب ذلك الأثر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما جاء في بعض كتب تربية الأولاد وفي صحة نسبته إليه رضي الله عنه نظر.
والله أعلم.
16868
عنوان الفتوى:هل تلزم العقيقة الأب بعد بلوغ الأولاد رقم الفتوى:16868تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : لدي أربعة أطفال: ولدان وبنتان ولم أعق عليهم حين الولادة.
هل تبقى العقيقة في عنقي وهل تجزئ واحدة عن الأربعة أولاد و شكرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العقيقة سنه مؤكدة في قول عامة أهل العلم، منهم ابن عباس و ابن عمر و عائشة وفقهاء التابعين وأئمة الأمصار، ولم يخالف في مشروعيتها إلا أصحاب الرأي الذين قالوا: إنها من عمل الجاهلية. وحجة الجمهور ما رواه مالك في موطئه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ولد له مولود فأحب أن يعق عنه فليفعل . والأمر هنا للاستحباب.

(6/324)


وقد درج الصحابة والتابعون على فعلها قال أبو الزناد: العقيقة من أمر الناس كانوا يكرهون تركها . وقد استحب بعض أهل العلم أن تذبح العقيقة في السابع، فإن لم يمكن ففي الرابع عشر، فإن لم يمكن ففي يوم واحد وعشرين، والأصل فيه حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه، ويسمى فيه، ويحلق رأسه . قال الخطابي : اختلف الناس في معنى قوله: كل غلام رهينة بعقيقته، فذهب أحمد بن حنبل إلى أن معناه أنه إذا مات وهو طفل ولم يعق عنه لم يشفع لأبويه. وقيل: المعنى أن العقيقة لازمة لابد منها، فشبهه لزومها بلزوم الرهن للمرتهن، وعلى هذا سار أهل الظاهر في وجوبها .
وإن ذبحت العقيقة قبل اليوم السابع أو بعده أجزأت لحصول المقصود، وذهب أكثر أهل العلم إلى أنه يعق عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة، لحديث أم كرز قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة. أخرجه أبو داود.
وإذا لم يعق عن المولود حتى بلغ وكسب فلا عقيقة عليه، وسئل الإمام أحمد عن هذه المسألة فقال: ذلك على الوالد، يعني: لا يعق عن نفسه، لأن السنة على غيره. وقال الشافعي: إن أخرت إلى البلوغ سقطت عمن كان يريد أن يعق عنه، لكن إن أراد هو أن يعق عن نفسه فعل.
وبناء على هذا -أخي السائل الكريم- فإن كان من ذكرت من الأولاد لا يزالون تحت سن البلوغ فعليك أن تعق عن كل واحد منهم: الغلام شاتان والجارية شاة، وأما من كان منهم قد بلغ سن البلوغ فقد سقطت عنك المطالبة بعقيقته، ولا إثم عليك في تركها سواء كان ذلك لفاقة أو غيرها، وذلك في أرجح أقوال أهل العلم.

(6/325)


وإما سؤالك هل تجزئ الواحدة عن الأربعة فالجواب عليه: هو أنها لا تجزئ عن أكثر من واحد. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: لا يصح الاشتراك فيها، ولا يجزئ الرأس إلا عن الرأس. وعلل ذلك بأنه لما كانت هذه الذبيحة جارية مجرى فداء المولود، كان المشروع فيها دما كاملا، لتكون نفس فداء نفس .
والله أعلم.
16869
عنوان الفتوى:معجزة انشقاق القمر رقم الفتوى:16869تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : هل انشقاق القمر من معجزات الرسول يوم طلب منه قومه ذلك وفعل ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بعث الله رسله مبشرين ومنذرين، وأيدهم بالمعجزات لتكون برهاناً على صدق ما أخبروا به عن الله عز وجل. وقد كانت المعجزات التي أعطيت الرسل كلها تنتهي بموت من ظهرت على يده من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وكان لنبينا الحظ الوافر من هذا النوع، ثم خص بالمعجزة العظيمة الخالدة معجزة القرآن الكريم. ومن بين تلك المعجزات سماعه تسليم الحجر عليه، وحنين الجذع الذي كان يتوكأ عليه، وإشفاؤه للمرضى بإذن الله تعالى وغيرها.
وقد سجل القرآن منها معجزة الإسراء والمعراج سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء:1]، وكذلك معجزة انشقاق القمر -وهي ما سألتم عنها- حيث يقول الحق سبحانه:اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر:1]، وذكر المفسرون أن سببها طلب المشركين منه صلى الله عليه وسلم معجزة جلية تدل على صدقه، وخصصوا بالذكر أن يشق لهم القمر، ووعدوه بالإيمان إن فعل، وكانت ليلة بدر أي الليلة الرابعة عشر وهي التي يكون القمر فيها على أتم صورة وأوضحها، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ربه أن يعطيه ما طلبوا، فانشق القمر نصفين: نصف على جبل الصفا، ونصف على جبل قيقعان المقابل له.

(6/326)


وثبت في صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما.
وبعد حصول هذه الآية العظيمة فإن قريشا لم يصدقوا بها وإنما اعتبروها سحرا، وهذه سنة المعرضين عن دين الله عندما يهدم الحق سلطانهم ويطمس نوره ضلالهم، عندئذٍ لا يتورعون عن محاولة الكيد له والوقوف في وجهه: إما بتشويه المبادئ، وإما بقلب الحقائق. وذلك ظنا منهم أن هذا كفيل بالقضاء عليه، ولكن هيهات يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة:32].
والله أعلم.
16870
عنوان الفتوى:المجازفي القرآن...بين المثبتين والنافين رقم الفتوى:16870تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز القول بوجود المجاز في القرآن ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد وقع الخلاف بين العلماء في مسألة وجود المجاز في القرآن، فقال جماهيرأهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وعلماء اللغة والبيان بوجود المجاز في اللغة وفي القرآن والسنة.
وذهب بعضهم إلى نفيه منهم الأستاذ/ أبو إسحاق الإسفراييني و أبو علي الفارسي و الظاهرية و ابن خويزمنداد و منذر بن سعيد البلوطي و ابن تيمية. ونحن نورد لك حجج القائلين بنفي وجود المجاز في القرآن، ورد القائلين بوجوده على هذه الحجج، وذلك بإيجاز إن شاء الله :
- الحجة الأولى : قالوا: المجاز كذب فيمتنع وجوده في القرآن، ولأن المجاز يجوز نفيه وكتاب الله لا يجوز نفي شيء منه، فمن قال: محمد أسد، يقال له: ليس أسداً، بل هو رجل شجاع.
والرد على هذه الحجة من وجوه:

(6/327)


الوجه الأول : أن المجاز اسم مشترك قد يطلق على الباطل الذي لا حقيقة له، وقد يطلق على اللفظ الذي تجوز به عن موضوعه، والقرآن منزه من الأول، أما الثاني : فليس في وجوده فيه ما يدل على نقص، فلا غضاضة في القول بوجوده فيه.
الوجه الثاني: قولهم: إن المجاز يتطرق إليه النفي، والقرآن لا يجوز نفي شيء منه وهم منهم، لأن كذب المجاز إنما يلزم لو كان النفي والإثبات تواردا على جهة واحدة، فشرط التناقض اتحاد الجهة، وهذا غير حاصل في مسألة الحقيقة والمجاز، فإن النفي وارد على الحقيقة، والإثبات وارد على المجاز، فمن قال: رأيت أسداً يقود السيارة، أراد أنه رأى رجلاً شجاعاً، فإثبات الرؤية هنا متجه إلى المعنى المجازي لكلمة أسد، ومن نفى فقال: لم تر أسداً يقود السيارة بل رأيت رجلاً شجاعاً، فنفيه متجه إلى حقيقة اللفظ، فهو لا ينفي ما أثبته الأول، لأن صدق النفي لا يلزم منه كذب الإثبات، لأنهما لا يتنافيان، وإنما يحدث التنافي لو توجه النفي والإثبات على جهة واحدة كقولنا: هو أسد بالحقيقة، ليس أسداً بالحقيقة.
الوجه الثالث : أن المستعير للفظ المجاز يؤول كلامه ويصرفه عن الظاهر، وينصب قرينة تدل على أن الظاهر ليس بمراد له، بخلاف الكاذب فإنه يدعي الظاهر، ويريده ويصرف همته على إثباته، مع كونه غير ثابت في نفس الأمر.
ثم إن المخاطب بالمجاز المتفطن العارف بأساليب الكلام، ووجوه اعتباراته إذا خوطب بالمجاز محتفاً بقرينة حالية أو مقالية، فهم المعنى المجازي، ولا يتبادر ذهنه للمعنى الحقيقي أصلاً.
الحجة الثانية: قالوا: الخطاب بالمجاز طريق إلى الإخلال بالتفاهم لا حتمال خفاء القرينة.

(6/328)


قال الإمام الشوكاني : "المجاز واقع في لغة العرب عند جمهور أهل العلم وخالف في ذلك أبو إسحاق الإسفراييني وخلافه هذا يدل أبلغ دلالة على عدم اطلاعه على لغة العرب. وينادي بأعلى صوت، بأن سبب هذا الخلاف تفريطه في الاطلاع على ما ينبغي الاطلاع عليه من هذه اللغة الشريفة، وما اشتملت عليه من الحقائق والمجازات التي لا تخفى على من له أدنى معرفة بها، وقد استدل بما هو أوهن من خيوط العنكبوت فقال: لو كان المجاز واقعاً في لغة العرب للزم الإخلال بالتفاهم إذ قد تخفى القرينة.
وهذا التعليل عليل فإن تجويز خفاء القرينة أخفى من السها " انتهى.
ولا شك أن هذا التعليل الذي علل به نفاة المجاز لا معنى له، لأن اللفظ إما أن تحتف به قرائن حاليةأو مقالية، فيحمل على مادلت عليه القرائن، وإما أن يخلو منها فالأصل بقاء اللفظ على الحقيقة فلا خفاء في الحالين.
الحجة الثالثة: قالوا: المتكلم لا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا إذا ضاقت به الحقيقة وعجز عنها، فيستعير من المجازات ما يبلغ مراده، وهذا مستحيل في حق الله تعالى.
وللرد على هذه الشبهة يقول المثبتون:
أولاً : قال عبد العزيز البخاري -رحمه الله- في كشف الأسرار شرح أصول البزدوي : "والمجاز طريق مطلق" ، أي طريق جاز سلوكه من غير ضرورة، فإنا نجد الفصيح من أهل اللغة القادر على التعبير عن مقصوده بالحقيقة يعدل إلى التعبير عنه بالمجاز لا لحاجة ولا لضرورة.
ثانيا : أن في المجاز من حسن التصوير، وبديع الأسلوب، وجمال العبارة وتشويق النفوس، وشحذ الأذهان ما ليس في الحقيقة.

(6/329)


قال العلامة عبد العزيز البخاري في شرح أصول البزدوي أيضاً: "وقد ظهر استحسان الناس للمجازات فوق ما ظهر من استحسانهم للحقائق، فتبين بهذا أن قولهم هو ضروري فاسد، والدليل عليه أن القرآن في أعلى رتب الفصاحة، وأرفع درج البلاغة، والمجاز موجود فيه، وعد من غريب بدائعه وعجيب بلاغته قوله تعالى:وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء:24]، وإن لم يكن للذل جناح ..... إلخ.
ثالثاً : أن هناك أسباباً داعية إلى العدول عن الحقيقة إلى المجاز منها : التعظيم كقوله: سلام على المجلس العالي.
ومنها : التحقير لذكر الحقيقة، كما في قوله تعالى:أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ [المائدة:6]والغائط هو المكان المنخفض من الأرض، واستعير هذا اللفظ للخارج من الإنسان مجازاً ترفعاً عن ذكر القبيح.
ومنها : المبالغة في بيان العبارة، كما في قوله تعالى:وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبا [مريم:4]، المعنى شاب شعر رأسه بتحوله من السواد إلى البياض، فجاء هذا المعنى في أبلغ عبارة حيث شبه بياض الشعر باشتعال النار، وحذف املضاف وأبقى المضاف إليه، وهذا مجاز بالحذف، والتقدير: واشتعل شعر الرأس شيباً، إلى غير ذلك من المعاني التي أوضحها البيانيون والتي يطول المقام بذكرها.
والحجة الرابعة: قالوا: اللفظ في سياقه حقيقة ولا يسمى مجازاً، فلفظ الأسد -مثلاً- في قوله: رأيت أسداً يحمل السيف ويقاتل الكفار، حقيقة في الرجل الشجاع، والعرب لم تجتمع وتقرر أن هذا اللفظ وضع أولاً لكذا، ثم استخدم مجازاً في كذا، فيكون هذا التقسيم حادثاً لا دليل عليه.
وللرد على هذه الحجة يقول الآخرون :

(6/330)


أولاً : لم يقل المثبتون للمجاز بأن العرب اجتمعوا في صعيد واحد وتم الاتفاق بيهم أن لفظ الأسد حقيقة الحيوان المفترس مجاز في الرجل الشجاع قال الزركشي في البحر المحيط: قال القاضي عبد الوهاب : "المخالف في وقوعه (يعني المجاز) في اللغة والقرآن لا يخلو إما أن يخالف في أن ما فيهما لا يسمى مجازاً، أو في أن ما فيهما ما هو مستعمل في غير موضوعه، فإن كان الأول رجع الخلاف إلى اللفظ، لأنا لا ندعي أن أهل اللغة وضعوا لفظ المجاز لما استعملوه فيما لم يوضع لإفادته، لأن ذلك موضوع (أي لفظ المجاز) في لغتهم للممر والطريق، وإنما استعمل العلماء هذه اللفظة في هذا المعنى اصطلاحاً منهم، وإن كان الثاني تحقق الخلاف في المعنى، لأن غرضنا بإثبات المجاز يرجع إلى كيفية الاستعمال، وأنه قد يستعمل الكلام في غير ما وضع له، فيدل عليهم وجوده في لغتهم بما لا تنكره الآكابر" انتهى.
وقال العطار في حاشيته على شرح جلال الدين المحلي لجمع الجوامع : "وإن أرادوا (أي نفاة المجاز) استواء الكل في أصل الوضع فهذا مراغمة في الحقائق، فإن العرب ما وضعت اسم الحمار للبليد، وإما أنهم ينكرون أن العرب لم تستعمل لفظ أسد في الشجاع مثلا فبعيد جداً، لأن أشعار العرب طافحة بالمجازات" .
ثانياً : أن الحقيقة ما يسبق إلى الذهن عند الإطلاق، وإنكار هذا مكابرة لا معنى لها، فإن لفظ شجرة يتبادر إلى الذهن عند إطلاقه الغرسة المعروفة في الأرض، فإذا قيل : إن الدعوة إلى الله شجرة مثمرة يجني الناس ثمرتها، انصرف المعنى الأول عن الذهن.
والقول بأن السلف لم يتكلموا بتقسيم اللفظ إلى حقيقة ومجاز غير صحيح، فقد ورد في كلام الإمام أبي حنيفة و أحمد وغيرهما، وكتب اللغة مليئة بذلك، والقواميس شاهدة بذلك، فمن رجع إليها عرف الأمر وهي الحجة في إثبات أمر في اللغة، وإليها يرجع العلماء قاطبة.

(6/331)


وننبه إلى مسألة هي من أهم المسائل في هذا الباب وهي: أن الأصل هو الحقيقة فلا ينتقل منها إلا بقرينة.
وعليه، فالأصل هو حمل ألفاظ الكتاب والسنة على حقائقها، فإن قوماً ركبوا ظهر المجاز فتوصلوا به إلى تأويل نصوص الوحي بوجه لا يجوز، فنفوا الأسماء وعطلوا الصفات، وشأن أهل السنة في ذلك هو إثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه عن نفسه ونفاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسكتون عما سكت عنه الكتاب والسنة، ويسعنا ما وسع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العلامة ابن القيم : "ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته حتى يكون اتفاق من الأمة أنه أريد به المجاز، إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزل إلينا من ربنا إلا على ذلك، وإنما يوجه كلام الله إلى الأشهر والأظهر من وجوهه ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم، ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع ما ثبت شيء من العبادات" انتهى.
والله أعلم.
16871
عنوان الفتوى:حكم شراء منزل بالتقسيط من بنك مشارك لمالك العقار رقم الفتوى:16871تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم:
اضطررت إلى شراء مسكن بالتقسيط بفائدة من البنك العقاري العربي .
علما بأن البنك شريك مع الشركة المالكة للعقار.
أي أن العقار مملوك جزئيا للبنك من قبل شرائي له.
فهل هذا التقسيط حلال لي أم حرام ؟ علما بأن التقسيط هو الطريقة الوحيدة المتاحة أمامي لشراء البيت وليس لي مسكن آخر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/332)


فإن كان البنك مفوضاً من طرف الشركة بالبيع حالاً أو مؤجلاً فلا حرج في شراء العقار عن طريقه إذا ضبط ذلك بالضوابط الشرعية، ولم يشتمل على محظور شرعي، كاشتراطه زيادة إذا تأخر المشتري في السداد أو نحو ذلك. أما إذا كان البنك غير مفوض من طرف الشركة بالبيع، وإنما يملك أسهماً فقط من الشركة، فلا يجوز شراء العقار عن طريقه إلا إذا ملكه ملكاً تاماً قبل أن يبيعه للمشتري الذي يريده، مع مراعاة الضوابط والشروط المشار إليها آنفاً.
وراجع الجواب رقم:
4243
والله أعلم.
16873
عنوان الفتوى:الحياء المحمود والحياء المذموم رقم الفتوى:16873تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : أعاني من الخجل الشديد جدا الذي يمنعني من ممارسة الحياة الطبيعية فماذا أفعل حتى أتغلب على خجلي
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحياء شعبة من شعب الإيمان، كما ورد بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيحي البخاري و مسلم وغيرهما.
وفي الحديث أيضاً أن الحياء خير كله. رواه مسلم .
والمقصود بهذا الحياء الممدوح صاحبه الحياء الشرعي، وهو الذي يعرفه أهل العلم بقولهم:"الحياء خلق يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق".
فإذا كان الحياء بهذه الصفة يبعث على القيام بالحقوق -سواء كانت لله أو لخلقه- ويمنع من فعل القبائح فإنه خير، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينبغي للإنسان أن يفرح بنعمة الله عليه إن رزقه هذا الحياء، ولا يحزن إن فاتته بعض الأغراض الدنيوية التي كان يُقَدِّرُ هو أنه لولا الحياء لحصل عليها، فإن هذا في الحقيقة وهم، لأن ما كتبه الله للعبد سيأتيه لا محالة.
وأما إذا كان الحياء يجر إلى ترك واجب أو فعل محرم فإنه ليس حياءاً شرعياً، بل هو تلبيس الشيطان على صاحبه، فعليه أن يراقب الله، فإنه أولى بأن يستحي منه سبحانه وتعالى.
والله أعلم.
16874

(6/333)


عنوان الفتوى:جمع القرآن ليس ببدعة شرعاً رقم الفتوى:16874تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : أرجو من فضيلة العلماء الإجابة على السؤال التالي
هل يعتبر جمع القرآن من طرف سيدنا عثمان بن عفان بدعة حسنة رجاء التوضيح في هذا الأمر .
وهل يوجد حديث (ليس في الدين بدعة حسنة) ما معناه?مأجورين إن شاء الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن جمع الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن خارج عن ضوابط البدعة المقررة شرعاً.
وقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم:
631، ضابط البدعة الذي إذا توفر في أمر صار بدعة، وذكرنا أن جمع القرآن خارج عن هذا الضابط.
ومنه يعلم أنه ليس ببدعة من الناحية الشرعية لخروجه عن حد البدعة شرعاً. وأما من الناحية اللغوية فقد يوصف جمع القرآن بأنه بدعة حسنة، لأن البدعة معناها لغة: اختراع الشيء وفعله ابتداء .... أما اللفظ الذي سأل عنه السائل فلا نعرفه حديثاُ بهذا اللفظ؛ لكن معناه صحيح، إذا فسرنا البدعة فيه بالبدعة الشرعية، أما إذا فسرناها بالمعنى اللغوي فلا يكون المعنى صحيحاً، حينئذ لأن البدعة اللغوية منها ما هو حسن مثل جمع القرآن والتراويح التي قال عنها عمر رضي الله عنه: نعمت البدعة هذه.
والله أعلم.
16879
عنوان الفتوى:أول حدود الحرام في الكلام مع المرأة رقم الفتوى:16879تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله

(6/334)


أنا شاب أعمل في إحدى الشركات ومن طبيعة العمل في بلادنا أن يتواجد في مكان العمل رجال ونساء من الجنسين ومن ظروف العمل أيضا أن يحدث حوار بيننا في العمل ولكن يكون هذا الحوار في نطاق العمل ولكن مع الأيام قد يحدث بعض الكلام في أمور حياتية عادية ولكن في حدود الحياء والأدب فأنا أريد أن أعرف هل هناك نص على تحريم الكلام مع المرأة أو التباسط في الكلام إذا اعتبرنا هذا الكلام من التباسط؟ وماهي أول حدود الحرام التي يجب الوقوف عندها؟
أسألك النصيحة.
وجزاك الله خيراً
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للرجل أن يكلم المرأة وتكلمه للحاجة، لأن صوت المرأة ليس بعورة؛ إلا أنه يحرم عليها تليينه وترقيقه بحيث يفتن السامع، أو يطمع من كان في قلبه ميل إلى الحرام.
قال الإمام القرطبي -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) : أي: لا تلن القول، وأمرهن أن يكون قولهن جزلاً وكلامهن فصلاً، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين.
وأما الكلام لغير حاجة، فإنه يجر بعضه بعضاً، وربما تبعته ضحكات وابتسامات، ونحو ذلك مما هو ذريعة للفتنة والوقوع في الفاحشة، والشارع الحكيم قد سد الذرائع المفضية إلى الحرام ولو كانت في أصلها مباحة، فمنع سفر المرأة بدون محرم، والخلوة بالأجنبي، ونحو ذلك.
وأما أول حدود الحرام في الكلام فهو بداية الحديث الذي لا تحتاج له معها، ولا يقتضيها العمل أو غيره.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 2096، والفتوى رقم: 4662.
والله أعلم.
1688
عنوان الفتوى:ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم عند وضوئه رقم الفتوى:1688تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم و رحمة الله
أرجو منكم أن تذكروا لي الأدعية التي تقال أثناء الوضوء، و شكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

(6/335)


لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أي دعاء أثناء وضوئه، كما قاله الإمامان النووي في الأذكار، وابن القيم في زاد المعاد رحمها الله. والوارد في ذلك عنه صلى الله عليه وسلم هو التسمية في أوله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه" رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه ولكنه مختلف في صحته. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم بعض الأدعية بعد الفراغ من الوضوء، فمن ذلك ما رواه مسلم أنه كان يقول بعد فراغه من الوضوء: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " وفي الترمذي: " اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين" وفي عمل اليوم والليلة للنسائي: "سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك". والله أعلم.
16881
عنوان الفتوى:المعتبر في موافقة الورثة على الوصية رقم الفتوى:16881تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : هل موافقة الورثة على الوصية تكون قبل الوفاة أو بعدها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الوصية مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال الله تعالى: (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ) [النساء:12] . وفي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله، أنا ذو مال كثير، ولا يرثني غير ابنة واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا. قلت: أفأتصدق بشطره؟ (نصفه). قال: لا. قلت: أفأتصدق بثلثه؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير لك من أن تذرهم عالة يتكففون الناس" .
وموافقة الورثة على الوصية لا تشترط لا قبل الوفاة ولا بعدها ما دامت الوصية في حدود الثلث أو دونه.

(6/336)


ويوضح هذا حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله تعالى تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة لكم في أعمالكم. وفي رواية: في حسناتكم" . قال ابن حجر : ضعيف، وله طرق يقوي بعضها بعضاً .
أما إذا تجاوزت الوصية الثلث، فلابد لإنفاذ ما زاد على الثلث من موافقة الورثة.
وننبه هنا إلى أن الورثة الذين تعتبر موافقتهم هم الورثة البالغون الرشداء، أما غير البالغين الرشداء فلا يجوز التصرف في حقهم بما ليس فيه مصلحة لهم، ولا تعتبر موافقتهم لو وافقوا.
والله أعلم.
16884
عنوان الفتوى:العلة في النهي عن سبِّ آلهة الكافرين رقم الفتوى:16884تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز شتم أو لعن غير المسلم بسبب أو بدون سبب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن سب المشركين وسب آلهتهم لا بأس به، وكذلك لعنهم على وجه العموم بغير تحديد شخص بعينه. قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [التوبة:28] ، وقال تعالى: (فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [البقرة:89] .
وقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قاتل الله اليهود، لما حرم عليهم شحومها، جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه" .
إلا أننا نهينا عن مواجهتهم بسب آلهتهم حتى لا يسبوا الله تعالى، قال عز وجل: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) [الأنعام:108] .
قال ابن كثير رحمه الله: يقول الله تعالى ناهياً لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن سب آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين، وهو: الله لا إله إلا هو. ا.هـ

(6/337)


وقال القرطبي رحمه الله: قال العلماء: حكمها باق في هذه الأمة على كل حال، فمتى كان الكافر في منعة وخيف أن يسب الإسلام أو النبي صلى الله عليه وسلم أو الله عز وجل، فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم وكنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك. أ.هـ
والله أعلم.
16887
عنوان الفتوى:الهدي النبوي في صلاة سنة الجمعة البعدية رقم الفتوى:16887تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : هل سنة صلاة الجمعة بعد الجمعة تصلى بالمسجد أم بالمنزل ؟ وهل هى سنة مؤكدة أم لا ؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن راتبة الجمعة البعدية سنة مؤكدة، والأفضل أن تصلى في البيت لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما.
ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 11006.
والله أعلم.
16891
عنوان الفتوى:صورٌ من الأضرار المتمخضة جرَّاء مقارفة الربا رقم الفتوى:16891تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : ما هي الأضرار الناتجة عن الربا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر العلماء صوراً من الأضرار الناتجة عن ممارسة الربا منها:
أولاً: أن في الربا استغلالاً لحاجة الفقراء.
ثانياً: أنه يؤدي إلى كسب المال دون جهد، فيتسبب في تفشي البطالة.
ثالثاً: أن يؤدي إلى تكاثر المال في يد فئة قليلة من الناس، وقد قال تعال عن المال: (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ) [الحشر:7] .
رابعاً: أنه سبب في حسد الفقراء للأغنياء.
والمسلم يجب عليه أن يترك ما حرمه الله ولو لم يعلم حكمته.

(6/338)


وقد توعد الله جل وعلا أهل الربا بإعلان الحرب عليهم إن لم يتوبوا، قال تعالى: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة:279] ، وثبت في مسند أحمد وصحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه" .
وارجع الفتوى رقم: 1120، والفتوى رقم: 6689، والفتوى رقم: 12837.
والله أعلم.
16892
عنوان الفتوى:هل يحجمُ المسلمُ الكافرَ رقم الفتوى:16892تاريخ الفتوى:17 جمادي الأولى 1423السؤال : هل يجوز لنا أن نعمل حجامة لنصراني إذا كان يشكو من آلام في رأسه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحجامة نوع من التداوي، ولا مانع من أن يداوي المسلم الكافر ما لم يكن حربياً.
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أنهم نزلوا على حي من أحياء العرب الكفار، فأبوا أن يضيفوهم، ثم إن سيد الحيّ لُدغ، فطلبوا من الصحابة أن يرقوا اللديغ، فأبوا إلا أن يجعلوا لهم جُعلاً (أجراً) فجعلوا لهم قطيعاً من الغنم، فرقوه فبرئ، فلما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قد أصبتم، اقسموا واضربُوا لي معكم سهماً" .
فإذا جازت رقية الكافر بالقرآن، فمن باب أولى جواز حجامته.
والله أعلم.
16893
عنوان الفتوى:اسم أم مريم عليها السلام رقم الفتوى:16893تاريخ الفتوى:17 جمادي الأولى 1423السؤال : ما هو اسم جدة مريم عليها السلام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاءت الإشارة إلى أم مريم في سورة آل عمران عند الآية الخامسة والثلاثين حيث قال تعالى: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [آل عمران:35] .

(6/339)


ولم يصرح القرآن الكريم باسمها كما يبدو من الآية، لكن جاء في أمهات كتب التفسير كتفسير القرطبي والطبري وغيرهما أن اسمها حنة بنت قاعود بن قبيل .
أما بالنسبة لاسم جدة مريم عليها السلام، فلم يرد له ذكر فيما اطلعنا عليه من كتب التفسير.
والله أعلم.
16894
عنوان الفتوى:حكم تحديد النسل لأجل قلة المورد رقم الفتوى:16894تاريخ الفتوى:13 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم الإسلام في استعمال وسائل منع الحمل؟ بغرض توزيع الدخل على عدد أقل من الأولاد حتى يزيد نصيب كل منهم من النفقة والرعاية و كذلك بسبب صغر مساحة السكن وما هي الوسيلة المثلى لمنع الحمل وما هي ضوابط استعمالها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزواج بالمرأة الولود فقال: "تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" رواه أحمد وصححه ابن حبان من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. والحديث واضح في أن المسلم ينبغي له أن يحرص على أن يكثر النسل وذلك تحقيقاً لعزة الأمة، فإن الأمة تعتز بكثرة أبنائها، وقديماً قالوا: إنما العزة للكاثر . وقد دخل الأحنف بن قيس على معاوية -ويزيد بين يديه- وهو ينظر إليه إعجاباً، فقال: يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟ فعلم ما أراد! فقال: يا أمير المؤمنين، هم عماد ظهورنا، وثمر قلوبنا، وقرة أعيننا، بهم نصول على أعدائنا، وهم الخلف منا لمن بعدنا، فكن لهم أرضاً ذليلة، وسماء ظليلة، إن سألوك فأعطهم، وإن استعتبوك فأعتبهم، لا تمنعهم رفدك "أي عطاءك" فيملوا قربك، ويكرهوا حياتك، ويستبطئوا وفاتك. فقال: لله درك يا أبا بحر هم كما وصفت!

(6/340)


وليعلم السائل الكريم أن كل مولود قد تكفل الله برزقه من قبل أن يولد، قال تعالى: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) وقال صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد...... الحديث متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وليس كلٌ من ضيق السكن أو قلة الراتب مسوغاً لمنع الإنجاب، وما يدريك فلعلك بصدق نيتك وببركة توكلك على الله تعالى يبدل الله حالك.
أما بالنسبة لموانع الحمل فإنها تنقسم إلى قسمين: قسم يمنع الحمل نهائياً ويقطع النسل، وهذا لا يجوز استعماله ولا اللجوء إليه إلا في حالة ما إذا كان الإنجاب يعرض حياة الأم للخطر الداهم بإخبار طبيب عارف ثقة. أما ما لا يمنع الحمل نهائياً وإنما يمنعه موقتاً فإنه يجوز استعماله إذا دعت إليه ضرورة أو حاجة، كمرض الزوجة أو ضعفها عن تتابع الحمل أو نحو ذلك من المصالح المعتبرة شرعاً، فقد صح أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعزلون، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ذلك. والعزل نوع من موانع الحمل، وأما بالنسبة للوسيلة المثلى لمنع الحمل فهي تختلف من امرأة إلى أخرى، والمرجع في ذلك هو الطبيب العارف.
والله أعلم.
16897
عنوان الفتوى:توجيه أحاديث ذم أولاد الزنى رقم الفتوى:16897تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : هل هذا الحديث صحيح: كل ابن زنى في النار.
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/341)


فلم يرد حديث بهذا اللفظ فيما نعلم، وإنما وردت أحاديث بألفاظ أخرى وفيها ذم لولد الزنا منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد الزنا شر الثلاثة" رواه أبو داود والطحاوي في مشكل الآثار و الحاكم وأحمد والبيهقي وزاد قال سفيان : يعني إذا عمل بعمل أبويه. وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي . قال الألباني : وهو كما قالا. ورويت زيادة سفيان مرفوعة وحسنها المناوي وضعفها البيهقي والألباني ، وقال الألباني : وهذا التفسير وإن لم يثبت رفعه فالأخذ به لا مناص منه كي لا يتعارض الحديث مع النصوص القاطعة في الكتاب والسنة أن الإنسان لا يؤاخذ بجرم غيره...
وقد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنها على وجه آخر لو صح إسناده لكان قاطعاً للإشكال ورافعاً للنزاع، وهو ما روى سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن الزهري عن عروة قال: بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد الزنا شر الثلاثة" ، فقالت: يرحم الله أبا هريرة أساء سمعاً فأساء إجابة، لم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من يعذرني من فلان؟ قيل يا رسول الله،إنه مع ما به ولد زنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هو شر الثلاثة" ، والله عز وجل يقول: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) أخرجه الطحاوي والحاكم وعنه البيهقي وضعفه بقوله سلمة بن الفضل الأبرشي يروي مناكير قلت - الألباني - وقال الحافظ : صدوق كثير الخطأ، وفيه علة أخرى وهي عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلسK ومع ذلك فقد قال الحاكم صحيح على شرط مسلم، ورده الذهبي بقوله: كذا قال. وسلمة لم يحتج به مسلم، وقد وثق. وضعفه ابن راهويه قلت - الألباني -: وكذلك ابن إسحاق لم يحتج به مسلم، وإنما روى له متابعة على أنه مدلس وقد عنعنه. ا.هـ كلام الألباني .

(6/342)


ومن الأحاديث في ذم ولد الزنا حديث: "لا يدخل الجنة ولد زنية" رواه الدرامي والنسائي وعبد الرزاق في (المصنف) و ابن حبان وغيرهم، وهو حديث ضعيف سنداً ومنكر متناً، ولمزيد الفائدة عنه تراجع الفتوى رقم: 4895
وعلى كل حال، فالأحاديث الواردة في ذم ولد الزنا - على تقدير صحتها - لا تعم كل ولد زنا، وقد تأول العلماء هذه الأحاديث بتأويلات.
أما حديث: "ولد الزنى شر الثلاثة" فالمقصود به: ولد زنى بعينه، وهو الرجل الذي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، كما سبق ذلك في قول عائشة رضي الله عنها، أو أنه الذي يعمل بعمل أبويه، كما نقل عن سفيان وغيره، أو أنه شر الثلاثة نسباً، فإنه لا نسب له.
وأما حديث: "لا يدخل الجنة ولد زنية" فالمقصود به من أكثر من الزنا حتى نسب إليه، قال الطحاوي : فكان ما في هذا الحديث - لا يدخل الجنة ولد زنية - عندنا -والله أعلم-: أريد به من تحقق بالزنا حتى صار غالباً عليه فاستحق بذلك أن يكون منسوباً إليه، فيقال: هو ابن له، كما ينسب المتحققون بالدنيا إليها، فيقال لهم: بنو الدنيا لعملهم لها وتحققهم بها وتركهم ما سواها، وكما قد قيل للمتحقق بالحذر: ابن الحذار ، وللمتحقق بالكلام: ابن الأقوال، وكما قيل للمسافر ابن سبيل.
والله أعلم.
16899
عنوان الفتوى:ما يستحب فعله إذا احتضر الميت رقم الفتوى:16899تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : هل هناك من يمنع دخولهم على الميت؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بعض أهل العلم استحب إذا احتضر الميت أن يكون عليه ثياب طاهرة، وأن تزال من حوله الروائح الكريهة، وأن يكون من حوله من أهله طاهراً، وألا يدخل عليه في ذلك الوقت جنب ولا حائض ولا نفساء، ولا من به روائح كريهة، ويلحق بذلك الدخان.

(6/343)


وذلك استعداداً لدخول ملائكة الرحمة عليه، وفي تفسير القرطبي لهذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت:30] قال: تنزل عليهم الملائكة عند الاحتضار تثبتهم وتبشرهم بالجنة.
وفي سنن أبي داود والنسائي : إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه جنب.
وفي المصنف لابن أبي شيبة قال: كانوا إذا حضروا الرجل يموت أخرجوا الحيض.
ولهذا قال صاحب نظم الرسالة فيما يستحب أن يفعل بالمحتضر:
وأن يطهر وألا يقربا حوائضاً أو نفسا أو جنباً
ويلحق بهؤلاء المدخن، لأن الملائكة تتأذى بالروائح الكريهة، وكذلك التصاوير والكلاب.
وهذا على جهة الاستحباب، بل قد روي عن بعض السلف كالإمام مالك وغيره أنهم قالوا في شأن المحتضر: لا بأس أن تغمضه الحائض والجنب .
والله أعلم.
169
عنوان الفتوى:وقت بدء قيام الليل رقم الفتوى:169تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : متى يكون قيام الليل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه وسلم أما بعد:
فقيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وأفضله لمن يستطيع القيام :الثلث الأخير من الليل.
والله أعلم.
16902
عنوان الفتوى:ماهية عذاب القبر للكافر رقم الفتوى:16902تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أودّ أن أعرف ما هو عذاب القبر؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسلم يجب عليه أن يؤمن بأن القبر أول منازل الآخرة، وأن الإنسان في قبره إما في روضة من رياض الجنة، وإما في حفرة من حفر النار.

(6/344)


أما عن كيفية عذاب القبر للكافر أو الفاجر، فقد ثبت في سنن أبي داود عن البراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث أصحابه عن الموت: "وإن الكافر أو الفاجر -وذكر موته-: قال:... وتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه. لا أدري، فيقولان: ما هذا الرسول الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه. لا أدري. قال: فينادي منادٍ أن كذب عبدي فأفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له باباً إلى النار. قال: فيأتيه من حرها وسمومها. قال: ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه" . وورد في بعض رواياته: "ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار تراباً. قال: فيضرب بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين، فيصير تراباً، ثم تعاد فيه الروح" .
هذا مما ورد في عذاب القبر، وهو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما وردت.
والله أعلم.
16905
عنوان الفتوى:رؤية الميت روحه عند مفارقتها لجسده حقيقة رقم الفتوى:16905تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : لقد ذكر الشيخ ابن عثيمين في الشريط 2 في شرح العقيدة الواسطيه بأن الروح شيء يُرى كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام (بأن الروح إذا قبض تبعه البصر) الإنسان يرى نفسه وهي مقبوضة ولهذا العين تبقى مفتوحة عند الموت تشاهد الروح وهي تخرج. السؤال: كيف يستطيع الإنسان رؤية الروح وهو ميت الجسد وليس فيه حياة وحاسة البصر لا تعمل عنده؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا لأن هناك عدد من الإخوه يستفسرون عن هذا الأمر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/345)


فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأن الروح إذا قبض تبعه البصر، وهذا يدل على أن الروح شيء يُرَى -كما ذكر السائل- نقلاً عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- وهو قول أهل السنة، وخالف في ذلك المتكلمون فقالوا في الروح كلاماً كثيراً لا طائل تحته.
فنحن نعتقد أن الروح ترى كما ورد في الحديث، ونعتقد أن الميت يرى روحه عند مفارقتها لجسده، لينظر أين تذهب، ولكن كيفية هذه الرؤية وكم تدوم؟ هذا ما لا نعلمه، فإن العقل يبقى عاجزاً عن تصور كثيرٍ من أمور الآخرة ومقدمات ذلك، والواجب التسليم لما جاء عن الله ورسوله، ففي ذلك العصمة من الزلل.
ومما يجدر التنبه له أن الله جل وعلا قال: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء:85] .
فأمر الروح قد استأثر الله جل وعلا به، فلذلك لا يعلم عنها إنسان القرن الواحد والعشرين -وهي بين جنبيه يدرك بها ولا يدركها- أكثر مما علمه عنها إنسان العصور الحجرية، فالباب فيما يتعلق بعلمها باب أوصده الله، وسيظل موصداً إلى أن يرث الأرض ومن عليها.
والله أعلم.
16907
عنوان الفتوى:التوبة النصوح تمحو أثر كل الذنوب رقم الفتوى:16907تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) كلمة جميعا تدل على كل الذنوب. هل يغفرها الله كلها حتى الذنوب العظيمة مثل عقوق الوالدين والامتناع عن الزكاة والزنا مثلا؟
بارك الله فيكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/346)


فإن الله سبحانه وتعالى يقول: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82] . ويقول تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ) [الرعد:6] .
فالله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعاً إذا يشاء، سواء كانت زنا أو غيره من الكبائر التي هي دون الشرك، ومغفرة الذنوب والتجاوز عنها يتحقق على القول الصحيح بالتوبة منها، لأن من تاب تاب الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وإذا مات صاحب الكبائر ولم يتب منها، فإنه في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، هذا في جميع الذنوب إلا الشرك، فإن من مات مشركاً بالله فإنه مخلد في النار باتفاق المسلمين، والعياذ بالله تعالى.
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة. قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق. قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق... ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر، فخرج أبو ذر يجر إزاره وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر " .
والله أعلم.
16908
عنوان الفتوى:التلاعب بالألفاظ لا يخرج الربا عن حقيقته رقم الفتوى:16908تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا مستخدم بمؤسسة مالية عمومية تمنح قروضا من أجل اقتناء السكن للمستخدمين بسعر فائدة 2,5% تسترجع على فترة 20 سنة وفي نقاش مع مجموعة من الإخوة اعتبر هؤلاء أن السعر لا يعد ربا بل تكاليف تسيير الملف لمدة العشرين سنة هلا تفضلتم جزاكم الله خيرا بتوضيح مستفيض لموقف شرعنا الإسلامي لهذه النازلة؟
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/347)


فإن الأصل في القرض هو أنه عقد من عقود الإرفاق أباحه الله تعالى لحاجة الناس إليه، ووعد المقرض بالثواب الجزيل عليه، فهو إذاً باب من أبواب الإحسان، لا يبتغي منه رب المال إلا الأجر من رب العالمين.
أما إذا أدى القرض إلى حصول منفعة لصاحب لمال، فإن ذلك باب من أبواب الربا يدخل تحت القاعدة: كل قرض جر نفعاً، فهو ربا.
وقد كان أخذ الفائدة على القرض هو أساس الربا الذي كان في الجاهلية، كما ورد في سبب نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [البقرة:278] .
أما تسمية هذه الفائدة بأي اسم آخر، فهذا لا يخرجها عن كونها ربا، وهذا نوع من التلاعب بالألفاظ وهو لا يغيِّر من الحقائق شيئاً، إذ إن القاعدة عند الفقهاء: هي أن العبرة بالمعاني لا بالألفاظ والمباني.
وتسمية الشيء المحرم بشيء آخر حلال وقوع في جريمة أخرى، وهي التحايل على شرع الله تعالى وهو من صفات اليهود، وقد ثبت في مسند أحمد وسنن أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله اليهود، إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها" ، وفي رواية: "أذابوها" .
فلا يجوز القرض بالفائدة ولو قلَّت أو سميت بغير اسمها، لأن ذلك ربا، والربا إعلان للحرب مع الله ورسوله.
والله أعلم.
16909
عنوان الفتوى:حكم لبس بدلة (الجاكيت) رقم الفتوى:16909تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز لبس البدلة الأجنبية المعروفة بالجاكيت؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل في اللباس أنه من الأمور المباحة حتى يرد دليل على التحريم، وذلك للقاعدة الشرعية العامة: الأصل في الأشياء الإباحة.
وقد ذكر أهل العلم ضوابط عامة للباس الرجال، من هذه الضوابط:

(6/348)


أولاً: ألا يكون فيه تشبه بالنساء، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل". رواه أبو داود بسند صحيح.
ثانياً: ألا يكون ضيقاً فيصف.
ثالثاً: ألا يكون خفيفاً فيشف.
رابعاً: ألا يشابه لبس الكفار، لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين، فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها". رواه مسلم.
خامساً: ألا يكون ثوب شهرة، ففي حديث ابن عمر في سنن أبي داود بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لبس ثوب شهرة، ألبسه الله يوم القيامة ثوباً مثله، ثم يلهب فيه النار".
فإذا تحققت هذه الشروط في أي نوع من اللباس كان مباحاً، فالجاكيت الأصل فيه أنه مباح، والقول بتحريمه لمشابهة الكفار لا يمكن الجزم به، لأنه لا مانع من أن يكون -أصلاً- من زي المسلمين، فقد قيل إن أصلها من لبس الأتراك وهم مسلمون، فيكون من نوع الزي الذي يفعلونه هم أيضاً.
قال ابن تيمية -رحمه الله- وهو يتحدث عن ضوابط مشابهة الكفار: النوع الثاني: ما ليس في الأصل مأخوذاً عنهم، لكنهم يفعلونه أيضاً، فهذا ليس فيه محذور المشابهة، ولكن قد يفوت فيه منفعة المخالفة، فتتوقف كراهة ذلك وتحريمه على دليل شرعي وراء كونه من مشابهتهم، إذ ليس كوننا تشبهنا بهم أولى من كونهم تشبهوا بنا.
والله أعلم.
1691
عنوان الفتوى:يحرم على الطبيب مساعدة المريض على إنهاء حياته، المسمى ب(القتل الرحيم ) رقم الفتوى:1691تاريخ الفتوى:01 محرم 1422السؤال : ما هو رأي الإسلام في ما يلي: قيام بعض الأطباء بمساعدة المرضى على إنهاء حياتهم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

(6/349)


فما يقوم به بعض الأطباء من مساعدة المرضى على إنهاء حياتهم أو ما يسمونه بالقتل الرحيم هو أمر مخالف لتعاليم الإسلام، لأنه قتل للنفس التي حرم الله.
والحامل على ذلك هو اليأس من الشفاء وهو قنوط من رحمة الله تعالى، قال تعالى: (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) [الحجر: 56]. وقال تعالى: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) [يوسف: 87].
بل لا يجوز للإنسان أن يتمنى الموت لضر نزل به، فكيف أن يقتل نفسه، أو يساعد على ذلك، ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لابد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي".
وكون الإنسان يصاب بالضرر الشاق لا يعد مبرراً للسعي في قتل نفسه، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام: "هذا من أهل النار"، فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله! الرجل الذي قلت له آنفا: "إنه من أهل النار" فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً، وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إلى النار" فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جراحاً شديداً، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: "الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله".
وفي الصحيحين عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز يده فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: "بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة".

(6/350)


قال ابن حجر في الفتح: وفي الحديث تحريم قتل النفس سواء كانت نفس القاتل أم غيره، وقتل الغير يؤخذ تحريمه من هذا الحديث بطريق الأولى. وفيه الوقوف عند حقوق الله، ورحمته بخلقه حيث حرم عليهم قتل نفوسهم، وأن الأنفس ملك الله.. وفيه تحريم تعاطي الأسباب المفضية إلى قتل النفس. انتهى.
والمؤمن يعلم أن المرض الذي أصابه وإن كان مزمنا لا يرجى زواله إنما هو ابتلاء من الله تعالى يكفر الله به من خطاياه. قال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه". متفق عليه. وللترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة" [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]. وأجمع أهل العلم أن من طلب من شخص أن يقتله لا يجوز له الإقدام على ذلك وإن فعل كان قتل عمد. والمرء الذي أقدم على هذا الطلب يخشى أن يكون قلبه قد عري من الإيمان بالله تعالى. قال عز من قائل: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) ومن يدري؟ فلعل ما يعجز عنه الطبيب يكون شفاؤه من عند الله بلا سبب، أو بسبب له دواء لا يعلمه المريض أو الطبيب المعالج ، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من داء إلا أنزل الله له دواء علمه من علمه وجهله من جهله" [أخرجه النسائي] ولمسلم عن جابر يرفعه: "ما من داء إلا وله دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله".
والله أعلم
16910
عنوان الفتوى:الأمم التي فرض عليها الصيام قبل هذه الأمة رقم الفتوى:16910تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(6/351)


السؤال: ذكر الصيام في العديد من الآيات القرآنية وقد فرضت بموجب هذه الآيات على الأمم التي سبقتنا كما ورد ذكر صوم زكريا ومريم وغيرهما عليهما السلام فمتى فرض الصيام على الأمم السابقة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي زمن أي رسول وما هي الأدلة على ذلك؟
أفيدوني أفادكم الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183] . فدلت الآية على أن الصيام فرض على الأمم السابقة قبلنا أيضاً، ولم يرد في حديث صحيح تحديد أي الأمم فرض عليها الصيام أولاً ولا كيفيته، لكن ذكر بعض المفسرين آثاراً عن بعض السلف منها:
1- ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: هم أهل الكتاب .
2- وعن ابن مسعود وغيره أنه قال: ثلاثة أيام من كل شهر، إلى أن نسخ بالقرآن .
3- وعن الحسن البصري رحمه الله قال: نعم، والله لقد كتب الصيام على كل أمة قد خلت، كما كتبه علينا شهراً كاملاً .
أما صيام زكريا ومريم عليهما السلام فهو صيام عن الكلام، لأن المعنى اللغوي للصيام هو: الامتناع، فقد قال تعالى عن زكريا عليه السلام: (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) [آل عمران:41] .
وعن مريم عليها السلام أنها قالت: (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً) [مريم:26] .
والله أعلم.
16911

(6/352)


عنوان الفتوى:محاذير الزواج دون إشهار رقم الفتوى:16911تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : أنا متزوج ولي أطفال وزوجتى تشتكي من مرض له فترة سنوات حتى جعلها طريحة الفراش عند أهلها وهي مستمرة عند أهلها في المكوث لكي يرعوها وأنا شاب وأخشى على نفسي من الفتنه وإمكانيتي لا تسمح بالزواج ولكن وجدت امرأة مطلقه وترغب في الزواج وطلبت مهرا معينا بسيطا وبحكم عدم الاستطاعة أتفقت معها ولم تقرر بعد على أن أدفع لها مهرها على أقساط وأن يكون الزواج سراً بشهادة شهود وعدم الإنجاب وحتى لا أقع في الحرام ولا هي أيضا؟
نرجو منكم الإفادة في حكم ذلك مع العلم أنه لو علموا أهل زوجتي ستصبح مشكلة كبيرة جدا مثل ما تصبح عند كل متزوج على زوجته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما لا شك فيه أن الله تعالى أباح للرجل أن يتزوج بأربع، فقال سبحانه: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ) [النساء:3] .
فالتزوج من امرأة أخرى أمر يرجع إلى الزوج ما دام قادراً على النفقة والعدل بين الزوجات.
والظرف الذي تعيش فيه لا شك أنه يستدعي الزواج من امرأة أخرى، فبإمكانك محاولة إقناع أهل زوجتك حفاظاً على العشرة بينكم، وليس بلازم موافقتهم على ذلك، بل الأمر يرجع إليك أنت.
أما الزواج سراً دون إشهار للزواج، ففيه عدة محاذير منها:
أولاً: مخالفة السنة، وهي إعلان الزواج، فقد ورد في حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعلنوا النكاح" رواه أحمد وابن حبان بإسناد حسن.
ثانياً: وجود الشبهة في دخولك وخروجك على المرأة دون أن يشهر بين الناس أنك زوج لها.
ثالثاً: أن الحرص منك ومن هذه المرأة على عدم الإنجاب مخالف لمقصد عظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية.

(6/353)


رابعاً: في حالة الإنجاب هنالك جناية على حق الولد، إذ قد يطعن في نسبه بسبب عدم إشهار الزواج.
فينبغي أن يتم الزواج على الطريق المعهود، ويعلن حتى يعلمه الناس.
وعلى كل حال، فإذا كان إشهار هذا الزواج قد يسبب مقاطعة أو هجراناً أو نحو ذلك، فلا حرج -إن شاءالله- في إخفائه عن أهل الزوجة، ولكن لابد من توفر جميع شروط صحة النكاح من شهود وولي ومهر.
والله أعلم.
16912
عنوان الفتوى:حكم شراب الخميرة إذا تخمَّر رقم الفتوى:16912تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : هل شرب شراب الخميرة بعد تركها لتتخمر حلال أم حرام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا ترك هذا الشراب ليتخمر -أي يصير خمراً- وتخمَّر فشربه حرام، فالعلة في تحريم المشروبات الإسكار، سواء اتخذت من حبوب أو عنب أو تمر أو زبيب أو حتى من لبن، وسواء كان الشراب مطبوخاً أو معصوراً أو معالجاً علاجاً كيماوياً أو غير ذلك.
والقاعدة الكلية التي أجاب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم السائل عن أشربة تصنع من مواد شتى من العسل أو الذرة أو الشعير، تنبذ وتشتد (تتخمر) هي قوله صلى الله عليه وسلم - وكان قد أوتي جوامع الكلم -: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام" رواه مسلم .
والخمر كما قال عمر : ما خامر العقل . أي: غطاه وأخرجه عن طبيعته.
وبهذا تعرف أن شراب الخميرة إذا تخمَّر وأسكر، فهو حرام، قليله وكثيره سواء.
والله أعلم.
16913
عنوان الفتوى:ما يجب على حديث العهد بالإسلام، وكيف ندعوه رقم الفتوى:16913تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : هل إذا قرر نصراني معرفة الإسلام والدخول فيه بعد الاقتناع إن شاء الله هل يجوز له الزواج من مسلمة أم لا؟ وكيف أستطيع مساعدته؟ وكيف يكون مسلماً هل يجب عليه قراءة القرآن كله والاقتناع به أم إنه يكون مسلما فقط إذا قال لا إله الا الله؟
علما بأنه إسباني مما يجعل ثقافته الغربية تؤثر على ما يقرؤه.

(6/354)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا أسلم الكافر صار منا، له ما لنا وعليه ما علينا، فلا يمنع من الزواج من مسلمة إذا توافرت في الزواج أركانه وشروطه المعتبرة، وإنما يدخل الكافر في الإسلام بالنطق بالشهادتين وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والاعتراف ببقية أركان الإسلام، كما جاء في حديث ابن عمر الذي أخرجه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" .
ولا يجب عليه أن يقرأ القرآن كاملاً، بل لا يجب عليه منه إلا ما يصحح صلاته كفاتحة القرآن، ولكن يجب عليه أن يؤمن به كله: بكل سورة من سوره، وكل آية من آياته، بل وكل حرف من حروفه، فلا يسعه إنكار حرف من حروفه، لأنه كله من عند الله.
أما ما ينبغي عليك حياله، فإن كنت رجلاً تستطيع أن تعلمه أركان الإسلام وفرائضه شيئاً فشيئاً، مبتدئاً بالأهم فالمهم بأسلوب سهل مبسط، تجمع فيه بين الحجة والإقناع والبيان الشافي الكافي الذي لا يخفى على مثله فافعل، وإلا فعليك أن تدله على ذي علم يتولى ذلك عنك، وفي كلتا الحالتين لن تحرم الأجر بإذن الله، والدال على خير كفاعله.
أما إذا كان السائل أنثى، فلتُحِلْ هذا الرجل إلى من يقوم بتعليمه أمر الدين، ولا تباشر هي شيئاً من ذلك معه خشية أن تؤدي مباشرتها لذلك إلى محظور شرعي من خلوة أو لين في القول أو غير ذلك.
والله أعلم.
16916
عنوان الفتوى:حكم الوقف في مرض الموت والمعلق على الموت رقم الفتوى:16916تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : هل يمكن وقف أرض لكي لا يورث منها مستقبلا؟
أفيدونا رحمكم الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/355)


فمن وقف أرضا أو غيرها مما يصح وقفه حال صحته وقفاً منجزاً بأن قال -مثلاً- هذه وقف لله تعالى، فقد خرج عن ملكه، ومن ثم لا تتعلق به المواريث بعد موته.
وأما إن وقفها حال صحته معلقاً لذلك بالموت، كما لو قال: هذه الأرض وقف بعد موتي.
فإن الوقف يصح على الراجح من أقوال أهل العلم.
قال ابن قدامة في المغني: فأما إذا قال: هو وقف بعد موتي، فظاهر كلام الخرقي أنه يصح ويعتبر من الثلث كسائر الوصايا، وهو ظاهر كلام الإمام أحمد . ا.هـ.
فإذا أوقفها حال الصحة معلقاً بالموت صح الوقف، ولكن يخرج من الثلث، فما زاد على الثلث لا يخرج إلاّ بإذن من يعتبر إذنه من الورثة، وهم الرشداء البالغون، أما غيرهم فلا عبرة بإذنهم، فلا يخرج ما زاد عن الثلث من نصيبهم.
وأما إذا أوقفها في مرض الموت، فإنها تخرج من الثلث، وما زاد لا يخرج إلاّ بإذن الورثة بالشرط المتقدم.
والله أعلم.
1692
عنوان الفتوى:للصلاة أثر قوي في تغيير سلوك المسلم رقم الفتوى:1692تاريخ الفتوى:05 شوال 1421السؤال : ما هو أثر الصلاة في سلوك المسلم؟!
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :

(6/356)


فلا شك أن الصلاة أمرها عظيم وهي صلة بين العبد وخالقه ، تنفرج بها الهموم وتستجلب بها الأرزاق وتدفع بها الآفات والمصائب الملمات ، ولقد كان من عظيم شأنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر صلى . رواه أبوداود - حتى إنه ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "جعلت قرة عيني في الصلاة .." [رواه أحمد وهو صحيح عن أنس رضي الله عنه] . ولا شك أخي الكريم أن المحافظ على الصلاة على وقتها، والذي يتأهب لها ويستعد قبل وقتها ويحرص على عدم فوات جزء منها - لا شك أن هذا ينتفع بصلاته، وتظهر آثارها على جوارحه وسلوكه، فتعظيمه لهذا الركن العظيم من أركان الإسلام ومعرفة حق الله فيه دليل لتعظيمه أوامر الله والبعد عن نواهيه، وكذلك من تهاون بهذا الركن العظيم ففي ذلك دليل على أنه فيما سوى الصلاة، أشد تهاوناً، وصدق الله تعالى إذ يقول: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) [العنكبوت: 45] وهذا إنما يتم لمن حافظ على أوقاتها وواجباتها وسننها والخشوع فيها وكانت عنده بمكان حتى إنه يؤنب نفسه لو فاتته ركعة فكيف لو فاتته الصلاة كلها؟! . نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم تعظيم شعائره ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . والله أعلم .
16925
عنوان الفتوى:لا علاقة بين الشتم ونقض الوضوء رقم الفتوى:16925تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : هل الشتم أو السباب ينقض الوضوء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السب والشتم ليسا من صفات المسلم، ففي الحديث الذي رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" ، والأصل أن الصلاة تنهى عن الفحش في القول والفعل، كما قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [العنكبوت:45] .

(6/357)


أما كون السب أو الشتم ينقض الوضوء فلا، لعدم ورود الدليل بذلك.
والله أعلم.
16927
عنوان الفتوى:غالب وساوس الشيطان رقم الفتوى:16927تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : شخص دائما يشعر بالوساوس في أي أمر يخص دينه ودائما يستعيذ بالله تعالى ويصل الأمر إلى حد البكاء !!!
لأن الشيطان يأتيه بأمور على حد قوله يشيب منها الشعر وفي صلاته أيضا....يحاول أن يتغلب على الشيطان ويحاول أن يخشع في صلاته ويشعر بمكابدة قوية ويشعر أنه سيبكي ...
وهو يقول كل هذا حدث لي كلما أحاول التقرب إلى الله تعالى وهذا الشخص ترك مشاهدة التلفاز وحتى أنه غيَّر تخصصه من حاسب آلي إلى دراسات إسلامية........ وبعد هذا كله رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام ؟؟؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
1. فنسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منك جميع أعمالك وأن يوفقك لمزيد من الالتزام بأمر الله تعالى ، ولتعلم أن الشيطان إذا وجد من العبد إقبالاً على طاعة ربه، فإنه يجتهد في إفساد ذلك عليه، وتكدير صفوه، وينبغي على العبد في هذه الحالة أن يقابل ذلك بالصبر عليه، والمواجهة الجادة لدفعه عن نفسه، وذلك بذكر الله تعالى، والبعد عن المعاصي، وملازمة أهل الصلاح والعلم، والرد على وساوس الشيطان بالأدلة الشرعية، لأن غالب وساوسه في الإيمان والطهارة والصلاة، والعبد لا يغلب وسوسة الشيطان في هذه الأمور بالذات وغيرها عموماً إلا بتقوية إيمانه وصدق توكله على الله تعالى وتسلحه بالعلم ، وقد سبق الكلام عن كيفية ذلك في الفتوى رقم:
2081 و الفتوى رقم 2860والفتوى رقم 3086والفتوى رقم 12436

(6/358)


2. فإن رؤية الرسول- صلى الله عليه وسلم - في المنام أمر ممكن، وهو دليل على صلاح حال الرائي إن أتاه النبي صلى الله عليه وسلم - على هيئته دون عبوس وجه أو عيب في طرف من أطرافه أو غير ذلك، كما نقله ابن حجر عن الشيخ أبي محمد بن أبي جمرة ، وقد جاء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أحاديث صحيحة منها: ما رواه البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة . قال ابن حجر : والذي يظهر لي أن المراد: من رآني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله، لا الباطل الذي هو الحلم، فإن الشيطان لا يتمثل بي . أهـ .
والمقصود من ذلك أنه إذا رآه ولو على غير صفته المعروفة فهي رؤيا حق يجب حملها على ظاهرها، أو تأويلها إن احتاجت إلى تأويل، لأنها إما بشرى بخير أو إنذار من شر .
والله أعلم .
16928
عنوان الفتوى:الحياء من الغير هل يسيغ ترك الغسل رقم الفتوى:16928تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : كنت أنام عند أحد الأصدقاء فاحتلمت وأنا نائم وكان من المحرج أن أخبر صديقي بهذا ولم يكن بوسعي الاغتسال من الجنابة هل يجوز لي الصلاة في هذه الحالة وإذا لم تجز هل هناك طريقة للصلاة من دون الاغتسال؟
وجزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/359)


فقد أوجب الله تعالى في كتابه الاغتسال من الجنابة، فقال سبحانه: (وإن كنتم جبنا فاطهروا) وجعل التيمم بديلا عن الاغتسال في حالة عدم وجود الماء أو العجز عن استعماله لسبب شرعي، فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) [النساء:43] .
و لم يذكر أحد من الفقهاء أن مجرد الاستحياء من الاغتسال وخوف الحرج من الناس عذر يوجب الانتقال إلى التيمم، ومن صلى -والحالة هذه- يكون قد صلى على غير طهارة، وقد ورد في صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقبل الله صلاة بغير طهور" .
ويجب ألا يكون الحياء مانعاً للإنسان عن الحق، لأنه حينئذ يكون حياء مذموماً، فقد كان نساء الصحابة يأتين النبي صلى الله عليه وسلم، ويسألن عن أخص خصوصيات النساء من الحيض وغيره، لم يمنعهن الحياء من ذلك. وراجع الفتوى رقم:
6816
والله أعلم.
16929
عنوان الفتوى:تلاوة القرآن والعمل به رقم الفتوى:16929تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : قراءة القرآن في المحل هل تجلب البركة و تذهب الشؤم. هل التلاوة عبر أشرطة الكاسيت لها نفس أجر التلاوة المباشرة. و السلام
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقرآن كلام رب العالمين، وهو الذكر الحكيم وأفضل ما تعبد به المتعبدون، وهو خير كله، وبركة كله، قال تعالى (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ) [الأنعام:155]

(6/360)


فتلاوته خير وبركة والعمل به وتدبره كذلك، وإذا كان كل ذكر تحضره ملائكة الرحمن، ويبعد المارد الشيطان، فكيف إذا كان هذا الذكر هو القرآن الكريم .
روى البخاري و مسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: "كان رجل يقرأ سورة الكهف، وعنده فرس مربوط بشطنين -أي حبلين- فتغشته سحابة، فجعلت تدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر له ذلك، فقال : تلك السكينة تنزلت للقرآن .
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة." .
ولا شك أن التلاوة المباشرة أفضل لأنها الأصل الذي وردت عليه هذه الأحاديث، وإن كان هذا لا يمنع من حدوث الخير والبركة من خلا ل تشغيل جهاز التسجيل لأن التلاوة قد تتحقق به، خصوصا إذا كان الشخص ينصت لهذه التلاوة .
والله أعلم .
1693
عنوان الفتوى:يحق للزوجة التصرف في مالها مع مراعاة الأمور التالية رقم الفتوى:1693تاريخ الفتوى:26 جمادي الأولى 1422السؤال : بعد السلام عليكم أريد أن أعرف مدى حق المرأة العاملة المتزوجة فى التصرف فى دخلها الخاص من عملها هل يحق لها أن تتصرف فى جزء منه دون الرجوع إلى زوجها واستئذانه وهل يجوز لها إخفاء بعض هذه التصرفات المالية عنه؟ مع العلم أنها في أمور مباحة مثل : مساعدة أحد الأقارب مثلا، أو مجاملة بعضهم لعدم الإحراج.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/361)


فإن للمرأة الحق في التصرف في جميع مالها راتباً كان أو أملاكاً إذا كانت حرة رشيدة ما دام ذلك التصرف في دائرة المباح ومن باب أولى إذا كان ذلك في القربات والطاعات، لأن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته المشهورة أمر النساء أن يتصدقن ولو من حليهن ولما تصدقن قبل منهن ما تصدقن به. ولم يسألهن هل يملكن غير ما تصدقن به وهل استأذن أولياءهن ـ أزواجاً أو غير أزواج ـ في ذلك؟. وهذا هو قول جمهور الفقهاء. ولكن ننصحك أن لا تتصرفي تصرفاً يغضب زوجك عليك، أو يثير بينكما مشاكل تنشأ عنها أمور قد لا تحمد عقباها. علما بأن بعض العلماء ومنهم الإمام مالك رضي الله عنه "قالوا إنه لا حق للزوجة أن تتصرف فيما فوق الثلث من مالها إلا بإذن زوجها. ولهم أدلتهم على ذلك. ومن جميل العشرة أن تستأذني زوجك فيما تفعلين ، وأولى الناس بمعروفك زوجك وأولادك والأقرب فالأقرب، وإن أردت أن تساعدي بعض الأقارب أو تجامليهم ـ كما ذكرت ـ ورأيت أن ذلك يغضب زوجك فلا بأس أن تخفي ذلك عنه.
والله تعالى أعلم.
16937
عنوان الفتوى:مصير جثمان فرعون موسى رقم الفتوى:16937تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : الرجاء إفادتي عن جثمان فرعون هل هو موجود في مصر أم أن الله خسف به في البحر أم ماذا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/362)


فمن المعلوم أن الله تعالى قد نجى موسى ومن معه من بني إسرائيل، فجاوزوا البحر سالمين بعد أن فلق الله البحر فلقتين، عندما ضربه موسى بعصاه بأمر من الله تعالى، ثم لما أراد فرعون وجنوده أن يجوزوا أطبق الله عليهم البحر فهلكوا غرقاً أجمعين. قال تعالى:وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ*ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ [الشعراء:65-66] ولكن الله تعالى أراد أن يخرج جسد فرعون بعد موته سليما ليكون دليلا لبني إسرائيل على موته وهلاكه. قال تعالى:فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ [يونس:92]، قال ابن كثير رحمه الله: "قال: ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف: إن بعض بني إسرائيل شكوا في موت فرعون، فأمر الله البحر أن يلقيه بجسده سوياً بلا روح، وعليه درعه المعروفة على نجوة من الأرض- وهو المكان المرتفع - ليتحققوا موته وهلاكه .
والذي يبدو أن تلكم كانت نهاية فرعون ولم يحفظ جسده، بل انشغل من بقي بأرض مصر من الذراري والنساء والصبيان بتحصين ديارهم خوفاً من غزو ملوك الشام والمغرب، وملَّكوا عليهم امرأة يقال لها دلوكة كما أشار إلى ذلك صاحب كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة، هذا وقد اختلف الباحثون المتأخرون على اختلاف مللهم ونحلهم في فرعون موسى، فمنهم من زعم أنه توت عنخ أمون، ومنهم من ذهب إلى أنه رمسيس الثاني، ومنهم من ذهب إلى غير ذلك، ولكن كلها أقوال ليس عليها أثارة من علم، بل هي ظنون وتخرصات، علماً بأن الآثار المصرية على كثرتها ووفرتها ليس فيها أي إشارة من قريب أو بعيد إلى فرعون موسى وقصته مع بني إسرائيل، أكد ذلك أ.د محمد بيومي مهران أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية في كتابه "مصر والشرق الأدنى القديم".
والله أعلم.
1694

(6/363)


عنوان الفتوى:إصرار الكافر على كفره ولو رأى من آيات الله رقم الفتوى:1694تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : سؤال لم أجد له جوابا وأسأل الله أن أجد الجواب عندكم
في قوله تعالى في سورة الأنعام: (ولو ردوا لعادو لما نهوا عنه...) [الأنعام: 28]هل يعقل إذا عاد الكافر إلى الدنيا أن يعود إلى الكفر بعدما رأى من أهوال يوم القيامة..هل يعقل أن يعود لمانهي عنه وقد رأى الحقيقة رأي العين..؟ لم أجد إجابة شافية رغم أني باحث في الشؤون الإسلامية...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(6/364)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: يقول تعالى في سورة الأنعام: (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) [الأنعام: 27، 28] يبين الله تعالى في هاتين الآيتين حال الخاسرين يوم القيامة عندما يحبسون على النار، حيث تكون تحتهم وهم فوقها على الصراط أو وهم بقربها يعاينونها فعندئذ يتمنون العودة إلى الدنيا ولا يكذبون بآيات الله تعالى، ولكن الله تعالى أخبر أنهم في زعمهم هذا كاذبون. لأنه طلب منهم في الدنيا فلم يعملوا بل وكذبوا الرسل والبينات لما جاءتهم. وهذا حال المعاند المكابر، ولا غرو أن من كان هكذا في الدنيا يعود إلى ما كان عليه من باطل إن زال عنه الأمر العسير الذي ألمّ به. قال تعالى: (وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير) [فاطر: 37]. و قال تعالى في سورة العنكبوت: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) [العنكبوت: 65]. فانظر إلى هؤلاء لما عاينوا الغرق أخلصوا إلى الله الدعاء فلما كشف الله عنهم الضر أشركوا بالله تعالى وقال عز من قائل في سورة يونس: (وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون). و الآيات في هذا المعنى كثيرة جدا وهي تبين حال هؤلاء إذا أصابهم الضر ونزل بهم البلاء أقسموا بالله ليكونن على الطاعة وليفارقن من كانوا عليه من المعاصي فلما جاءهم الرخاء والأمن عادوا لما كانوا عليه قبل ذلك. وقد تحدث القرآن عن قوم حدث معهم مثل ذلك وعادوا إلى ما كانوا عليه قال تعالى في سورة الزخرف: (وقالوا يا أيها

(6/365)


الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون *فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون)(49-50) فرجعوا إلى سابق عهدهم بعد كشف الضر عنهم ومثل ذلك ذكر في سورة الأعراف. هذا والله تعالى أعلم.
16941
عنوان الفتوى:هل يلزم لكل من يدخل مكة الإحرام رقم الفتوى:16941تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : ما هي المدة القصوى التي لا يصح دخول مكة لمن لا يسكنها سوى وهو معتمر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من أراد نسكاً بمكة لم يكن له أن يجاوز الميقات إلا محرماً.
أما لو قصدها لتجارة أو لزيارة قريب أو طلب علم ونحو ذلك، فإن له أيضاَ الإحرام من الميقات بنسك، بل إن كثيراً من أهل العلم أوجب ذلك عليه دون تحديد مدة معينة تفصل دخوله الأول عن الثاني، وإنما استثنوا من ذلك من يدخلها لقتال مباح أو من خوف، أو لحاجة متكررة كالحطاب وناقل البضائع، ومن كانت له صنيعة أو تجارة أو عمل يتكرر دخوله وخروجه إليها، فهؤلاء لا إحرام عليهم.
والراجح أن غير هؤلاء ممن يدخل مكة لغير نسك، بل لتجارة أو زيارة قريب ونحو ذلك، لا يجب عليهم الإحرام وإنما يستحب لهم، فقد روي عن ابن عمر أنه دخلها بغير إحرام، ولأن الوجوب من الشرع، ولم يرد من الشارع إيجاب ذلك على كل داخل فبقي على الأصل.
والله أعلم.
16943
عنوان الفتوى:حيل الشيطان لإذهاب لذة الطاعة رقم الفتوى:16943تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحس أن صلاتي غير خاشعة مع أنني أحاول كثيرا أن أخشع ولكن دون جدوى مع أنني أذكر الله كثيرا قبل وبعد الصلاة وأستعيذ من الشيطان قبل وبعد الصلاة وحتى وأنا داخل الصلاة ؟
افيدوني
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه أما بعد:

(6/366)


فأعلم أن الشيطان يحتال على المسلم أولاً بإيقاعه في الكفر، فإن عجز حاول أن يوقعه في المعاصي والمحرمات وترك الفرائض والواجبات، فإن عجز عن ذلك وتغلب عليه المسلم بهداية الله وتوفيقه حاول الشيطان أن يفسد عليه عبادته بالوسوسة والتشكيك حتى يفوت عليه حلاوة الإيمان ولذة الطاعة.
فعليك بالأخذ بأسباب الخشوع المبينة في الفتوى رقم:
9525 6598 فإذا فعلت ذلك، فلا تلتفت بعد ذلك إلى وسوسة الشيطان وتشكيكه.
والله أعلم.
16944
عنوان الفتوى:الحساب في القبر كائن على كل حال رقم الفتوى:16944تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : هل إذا دفن رجل في مقبرة بها نساء للضرورة، يتوقف حساب من في المقبرة لحين الفصل بينهم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن دفن الرجل في مقبرة نساء أو بها نساء أو العكس وهو دفن المرأة في مقابر الرجال لا حرج فيه، فمقابر المسلمين من بداية الإسلام إلى اليوم تجمع قبورالرجال والنساء بدون نكير.
وإذا كان قصد السائل هو دفن الرجل والمرأة في قبر واحد فلا بأس بذلك إذا دعت الضرورة إليه، وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أنه كان يدفن الرجل والمرأة في القبر الواحد، فيقدم الرجل ويجعل المرأة وراءه. وراجع لهذا الفتوى رقم:
7713
هذا، وما جاء في السؤال من توقف الحساب إذا دفن الرجل مع النساء فلا أصل له، بل هو من باب القول على الله بغير علم، فليحذر السائل الكريم أن يردد مثل هذا الكلام الباطل. والله الموفق.
والله أعلم.
16946
عنوان الفتوى:أدعية مأثورة لدفع الهم والحزن رقم الفتوى:16946تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : عالجوا مرضاكم بالصدقات؟ أرجو إيضاح ذلك؟
وعند الكرب والهم والحزن ..هل للصدقات أثر في ذلك؟ جزاكم الله خيرا ونفع بكم المسلمين
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/367)


فقد روى الديلمي في مسند الفردوس والبيهقي في سننه و الطبراني في المعجم الكبير من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: داووا مرضاكم بالصدقة، فإنها تدفع عنكم الأمراض والأعراض . والحديث أشار ابن الجوزي إلى وضعه، وكذلك قال الألباني في تخريجه للجامع الصغير، وعلى هذا فالحديث لا حجة فيه.
ولم يثبت عن النبي صلى لله عليه وسلم -فيما اطلعنا عليه- ما يفيد أن الصدقة بخصوصها لها أثر عند الكرب والهم والحزن، وإنما وردت أذكار متنوعة لها أثر عظيم في ذهاب الكرب والهم، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. والحديث رواه الترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص. ومن ذلك ما جاء أيضاً في سنن الترمذي من حديث أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئاً .
ومن ذلك أيضاً ما رواه أحمد وغيره عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً قال: فقيل: يا رسول، ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها .
والله أعلم.
16947
عنوان الفتوى:العلماء متفقون على تحريم كل غناء يشتمل على فحش رقم الفتوى:16947تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : قيل إن ابن حزم حلل الغناء هل هذا صحيح ؟

(6/368)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
نعم، من المعروف والمشهور أن ابن حزم -رحمه الله- يبيح الغناء، كما هو مذكور في كتابه المحلى (9/60)، لكن الذي نريد أن ننبه عليه أن الناس إذا سمعوا أن ابن حزم أو غيره من العلماء يحللون الغناء، ذهب بالهم إلى الغناء الموجود اليوم في القنوات والإذاعات وعلى المسارح والفنادق.
وما يحدث فيه من المحرمات القطعية، كالتبرج والاختلاط الماجن والدعوة السافرة إلى الزنى والفجور وشرب الخمور، تقف فيه المغنية عارية أو شبه عارية أمام العيون الوقحة والقلوب المريضة لتنعق بكلمات الحب والعيون والخدود والقدود ....
ويتمايل الجميع رجالاً ونساء ويطربون في معصية الله وسخطه، فهذا وأمثاله من الغناء لا يقول به مسلم، فضلاً عن عالم؛ بله الإمام الكبير ابن حزم. فالعلماء متفقون على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية.
ولذلك نقول: إن على من يشيع في الناس أن ابن حزم يبيح الغناء، أن يعرف إلى أين يؤدي كلامه هذا إذا أطلقه بدون ضوابط وقيود، فليتق الله وليعرف إلى أين ينتهي كلامه؟! وليتنبه إلى واقعه الذي يحيا فيه.
ثم اعلم أن كون ابن حزم يبيح أمرا جاء النص الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحريمه لا ينفعك عند الله، وقد قال لك :وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]، وقال أيضاً : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63].
وراجع الفتوى رقم:
669 15404 5282 16616.
والله أعلم.
1695

(6/369)


عنوان الفتوى:من سجل أملاكا بأسماء أبنائه فهي ملك الورثة بعد موته رقم الفتوى:1695تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة. وجزاكم الله كل خير أولاً . رجل توفي وترك أملاكاً، بعض هذة الأملاك سجلها هذا الرجل بأسماء أبنائه الكبار( البالغين) وذلك تهرباً من قانون العقارات بالدولة والذي ينص على عدم امتلاك المواطن أكثر من عقار. المهم أن ورثة هذا الرجل هم ثلاثة أولاد (اثنان بالغين) وأربع بنات وزوجته وأمه. سؤالي هو هل لهم الحق في الميراث في الأملاك التي بأسماء أولاده (البالغين)؟ والسلام عليكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: هذه الأملاك التي سجلها هذا الأب بأسماء أبنائه البالغين تهرباً من القانون الذي ذكرت. لم تخرج عن ملكه وهي مثل أملاكه الأخرى المسجلة باسمه، وإذا مات كان الجميع تركة يرثها من تركهم من أبنائه البالغين وغير البالغين والبنات والزوجة حسب ما شرع الله تعالى. فالزوجة لها الثمن لوجود الفرع الوارث لقول الله تعالى: (فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم) [النساء: 12]. وللأم السدس لوجود الفرع الوارث أيضاً لقول الله تعالى: (ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك أن كان له ولد..) [النساء: 11]. والباقي للأبناء والبنات للذكر منهم مثل حظ الأنثيين لقول الله تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) [النساء: 11] والله تعالى أعلم.
16952
عنوان الفتوى:الأدب النبوي عند تناول الطعام رقم الفتوى:16952تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : لي ولد عمره سنة و5 أشهر وأريد ان أعلمه أن يعتمد على نفسه بالأكل ولذلك عندما أضع له الطعام ينثره على الأرض ولكن زوجي يغضب ولا يريدني أن أفعل ذلك حيث يقول إنه حرام فهل لكم أن تفيدوني في ذلك حيث إن الهدف من ذلك تعليم الطفل الاعتماد على نفسه بالأكل؟

(6/370)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هنالك آداباً للأكل ينبغي تعليمها لمن يستطيع إدراكها وتطبيقها من أولادنا، ومنها:
1- غسل اليدين قبل الطعام، ليتفادى ما قد يكون عليهما من الأوساخ، ولأنه أنفى للفقر، لما رواه الترمذي وأبو داود من حديث سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده".
2- الدعاء بالبركة، لحديث: "إذَا أكَلَ أحَدُكُمْ طَعَاماً فَلْيَقُلْ: اللّهُمّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ، وَإذَا سُقِيَ لَبَنَاً فَلْيَقُلْ اللّهُمّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِىءُ مِنَ الطّعَامِ وَالشّرَابِ إلاّ اللّبَن". رواه أبو داود من حديث ابن عباس.
3- التسمية قبل الأكل، والمراد أن يقول: بسم الله، لحديث: "إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله، فليقل: بسم الله في أوله وآخره" رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها.
4- الأكل باليد اليمنى، لحديث: "لا يأكلن أحد منكم بشماله ولا يشرب بها، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها". رواه مسلم من حيث عبد الله بن عمر ، ولحديث: "يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك". رواه البخاري وغيره من حديث عمر بن أبي سلمة.
5- أن يأكل مما يليه، للحديث السابق، ولحديث: "البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه". رواه الترمذي من حديث ابن عباس وصححه.
6- الأكل بثلاث أصابع، لحديث كعب بن مالك السلمي في مسلم قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها".
7- أكل اللقمة الساقطة، لحديث: "إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، وأمرنا أن نسلت القصعة. قال: فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة". رواه مسلم من حيث أنس.

(6/371)


8- أن لا يأكل متكئاً، لحديث: "أما أنا فلا آكل متكئاً". رواه البخاري والترمذي من حيث أبي جحيفة. واختلف في صفة الاتكاء. قال الحافظ ابن حجر: فقيل: أن يتمكن في الجلوس للأكل على أي صفة كان. وقيل: أن يميل على أحد شقيه. وقيل: أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض. قال الخطابي: تحسب العامة أن المتكئ هو الآكل على أحد شقيه، وليس كذلك، بل هو المعتمد على الوطاء الذي تحته.
9- إكرام الخبز والطعام، وعدم إهانته بالبصاق أو المخاط إلا لضرورة، لحديث: "أكرموا الخبز" أخرجه الحاكم في (المستدرك)، وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في (الشعب) عن عائشة، وصححه السيوطي. قال المناوي في (فيض القدير): أكرموا الخبز بسائر أنواعه، لأن في إكرامه الرضى بالموجود من الرزق، وعدم الاجتهاد في التنعم وطلب الزيادة.
10- أن لا يعيب الطعام كأن يقول: هذا مالح أو حامض أو غليظ أو رقيق، لحديث مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، كان إذا اشتهى شيئاً أكله، وإن كرهه تركه".
11- أن يحمد الله تعالى بعد طعامه، لحديث: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال: الحمد الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين". رواه الترمذي من حديث أبي سعيد.
فينبغي للمسلم أن يحافظ على هذه الآداب، وأن ينشئ أولاده عليها من صغرهم، حتى يتعودوا عليها، ولكن بما أن الولد المذكور ما زال في السنة الثانية من عمره، فالغالب أن مثله لا يمكن له أن يأكل استقلالاً.
والله أعلم.
16954
عنوان الفتوى:الممتلكات الثابتة لا تؤثر على صحة الوصية رقم الفتوى:16954تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : كون تركة الميت ممتلكات ثابتة لا يعيق إنفاذ الوصية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/372)


فما ذكرت من أنه لو كانت تركة الميت ممتلكات ثابتة، فإن ذلك لا يعيق إنفاذ الوصية صحيح، وتعتبر الوصية نافذة بالثلث، وما زاد على الثلث فيتوقف إنفاذه على رضى الورثة إذا كانوا بالغين رشداء.
وانظر الفتاوى التالية: 5703، 6271، 7275.
والله أعلم.
16955
عنوان الفتوى:العقيقة عن الأولاد ثوابه شفاعتهم رقم الفتوى:16955تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : امرأة أسقطت خمسة أطفال بعضهم في الشهر الخامس والبعض في الشهر السابع ويخرجون أمواتا
وقد ولدت مرتين أحياء في الشهر السابع أحدهما استمر بضع ساعات والآخر استمر بضعة أيام ثم توفاهما الله هل يجب على وليهم العقيقة وقد مضى على ذلك سنون عديدة؟ وهل يجوز دفعها إلى الجمعيات الخيرية لأنها سمعت أنهم لا يشفعون لها يوم القيامة إلا بالعقيفة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيستحب أن يعق عن السقط إن كان قد نفخ فيه الروح، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 7830.
والعقيقة عن الأبناء من أسباب نيل شفاعتهم، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 5611، والفتوى رقم: 6343.
وقد بينا أنه لا يجزئ التصدق بثمن العقيقة عن ذبحها في الفتوى رقم: 2831، فإن كان دفعكم المال للجمعية الخيرية من باب أن توكلوها على ذبح العقيقة وتوزيعها فلا بأس بذلك.
والله أعلم.
16957
عنوان الفتوى:التزوج بكافر هل هو ردة، وهل تمنع من الميراث رقم الفتوى:16957تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم وبعد:
نرجوا من فضيله الشيخ حفظه الله إفادتنا بالرد على هذا السؤال وهو عن امرأة مسلمة وهي لا تصلي تزوجت من رجل نصراني ووالدتها تريد أن تحرمها من الميراث فما حكم الإسلام في هذه المرأة؟ وهل تعتبر خرجت من الإسلام؟ وهل يحق لوالدتها حرمانها من الميراث؟
وجزاكم الله خيراً وجعلها في ميزان حسناتكم وشكراً.

(6/373)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه المرأة قد قارفت ذنباً عظيماً بزواجها من كافر، وحكم هذا الزواج حكم الزنى، وهذا الفعل منها لا يعد ردة عن الإسلام ما لم تكن أقدمت عليه مستحلة له، ولا يحق لأهلها منعها من الميراث بهذا السبب، لأن موانع الإرث هي اختلاف الدين والقتل والرق.
وقد أوضحنا ذلك في الفتاوى التالية: 11419، 15912، 13526.
وما ذكر في السؤال من أن هذه المرأة لا تصلي، إذا كان المقصود منه أنها لا تصلي بعض الفروض وتصلي بعضها، فهي عاصية مرتكبة لكبيرة عظيمة من كبائر الذنوب، لكنها لا تكفر بذلك في الراجح من أقوال أهل العلم.
وإن كان المقصود أنها لا تصلي بتاتاً، فقد اختلف العلماء -أيضاً- في حكم تارك الصلاة بتاتاً، فمن قال بكفرها حرمها من الميراث.
ومن لم يقل بكفرها - وهم الأكثر - لم يحرمها من الميراث، وقد بينا حكم تارك الصلاة في الفتوى رقم: 6061 فليراجع.
والله أعلم.
16959
عنوان الفتوى:الاقتراض بالربا في هذه الحالة ليس ضرورة رقم الفتوى:16959تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : أنا شاب خاطب منذ ثلاث سنوات بكتاب شرعي أي أن خطيبتي هي زوجتي على سنة الله ورسوله وقد حدثت بيننا خلوة كانت نتيجتها الحمل وهي حامل منذ شهر تقريبا أريد الآن أن نتزوج بأسرع وقت ممكن (أي حفلة الزفاف) لدرء الفضيحة وقد قلت بيدي النقود ولم أجد أحد يقرضني سوى بالفائدة فهل يجوز أن أقترض بالفائدة وأنا مضطر لذلك جداً جداً جداً؟ وذلك لكي أخفي هذا الحمل قبل الزواج.
فأرجوكم ساعدوني قبل فوات الأوان وقد ضاقت بي السبل.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/374)


فإن كان قد تم عقد النكاح الشرعي المكتمل الشروط والأركان بينك وبين هذه المرأة، فهي زوجتك، ولا حرج عليك فيما فعلت؛ مع أنه كان الأولى في حقك ترك ذلك حتى يتم الزفاف، لأن ذلك هو الذي جرى عليه عرف الناس. وانظر الفتوى رقم: 13450، وأركان النكاح الشرعي مبينة في الفتوى رقم: 7704.
والآن وقد حدث ما حدث لا يجوز لك الاقتراض بالربا، لأن هذا ليس ضرورة، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 10959.
وعليك أن تبحث عن رجل من أهل الخير تقترض منه هذا المبلغ، أو تقنع زوجتك وأهلها بالصبر عليك حتى يفتح الله عليك من فضله، وإذا استطعت أن تعمل حفل زفاف متواضعاً في أسرع وقت ممكن فبادر بذلك، وإذا لم تستطيع فليس في الأمر ما يدعوك إلى ارتكاب ذنب القرض الربوي، بل ليس فيه ما يدعو إلى الحرج أيضاً، ما دمت قد عقدت على هذه المرأة عقداً صحيحاً مستوفياً شروطه، ولا تنس قبل ذلك وبعده أن تطرق باب الكريم سبحانه، فإنه لا يخيب من دعاه.
والله نسأل أن يوفقك، وأن ييسر أمرك، وأن يفتح عليك بخير.
والله أعلم.
16964
عنوان الفتوى:إدخال المرء نفسه في التضخم المالي خطر عليه رقم الفتوى:16964تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : ما هو الحكم في قضية التضخم المالي والدين
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتضخم المالي هو أن تكون نفقات الشخص والتزاماته المالية تزيد على دخله المالي، ومن ثم يضطر إلى الاستدانة لتغطية تلك النفقات والالتزامات.
ولا ينبغي للمسلم أن يدخل نفسه في هذا الأمر باختياره، سواء كان لتجارة أو غيرها، لأن الديون وحقوق الآخرين ستتراكم عليه، وهي من أخطر الأمور على دين المرء وشرفه، وعلى من ابتلي بشيء من ذلك أن يسعى جاهداً للتخلص منه، ورد حقوق الناس لهم في أقرب وقت ممكن حسب استطاعته، مستعينا بما سبق أن ذكرناه في الفتوى رقم:
7576.
والله أعلم.
16967

(6/375)


عنوان الفتوى:طرق منع حدوث الحمل رقم الفتوى:16967تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وبعد:
أريد السؤال عن كيفية التنظيم بالنسل ( كيف يقيس الشخص المدة بين كل مولود وعلى أي أساس وجزاكم الله كل خير
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على آله وصحبه أما بعد:
فهناك طريقتان لمنع حدوث الحمل من المرأة: إحداهما على الدوام ، وذلك باستئصال القدرة على الإنجاب في المرأة، أو إخصاء الرجل، أو تناوله مادة طبية تعطل القدرة على الإنجاب، فالحكم في هذا أنه حرام لما فيه من تغيير خلق الله تعالى، والقضاء على النوع البشري.
قال الإمام القرطبي :عند قول الله تعالى:وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119]، قال: إن إخصاء بني آدم لا يجوز لأنه مثلة وتغيير لخلق الله . وقال ابن مسعود رضي الله عنه: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا نساء، فقلنا: ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك .متفق عليه
ولما كان الإختصاء المحرم هو صورة لمنع الإنجاب الدائم لدى الرجل، كان منع الإنجاب الدائم لدى المرأة محرماً كذلك، بجامع أن كليهما يمنع الحمل من أصله، قال ابن حجر : في شرحه للحديث: هو نهي تحريم بلا خلاف في بني آدم. والحكمة في نهيهم عن الإخصاء إرادة تكثير النسل ليستمر الجهاد على الكفار. وإلا لو أذن لهم في ذلك لأوشك تواردهم عليه فينقطع النسل .
ومن المعلوم أن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النسل وبقاؤه. ومنع الحمل الدائم واستعمال وسائله هادم لهذا المقصد العظيم ومصادم له، فاستوجب أن يكون حراما.

(6/376)


وأما الطريقة الثانية : فهي منعه منعاً مؤقتاً، فهذا ينظر فيه: فإن كان لضرورة محققة ككون المرأة لا تلد ولادة عادية وتضطر معها لإجراء عملية لإخراج المولود، أو كان تأخيره لفترة ما لمصلحة يراها الزوجان فإنه لا مانع حينئذ من منعه أو تأخيره حسب المصلحة، ودليل الجواز حديث جابر رضي الله عنه قال: كنا نعزل والقرآن ينزل -يعني على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- ولو كان الفعل حراما لنهى الله عنه وكذلك ما روي عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم من جواز العزل.
وتمشياً مع ما صرح به بعض الفقهاء من جواز شرب الدواء لإلقاء النطفة قبل الأربعين، وفي حال قدوم المرأة على استعمال الحبوب عليها أن تأخذ الإذن من زوجها لأن له الحق في الأولاد، ولابد كذلك من مشاورة الطبيب في هذه الحبوب، هل أخذها ضار أوليس بضار؟.
والله أعلم.
16968
عنوان الفتوى:حكم الحقنة الشرجية للصائم رقم الفتوى:16968تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
المؤكد أن دخول شيء فى أحد السبيلين يفسد الصيام فأرجو الإفادة هل إدخال شيء في أحد السبيلين ينقض الوضوء مثلا كاستعمال اللبوس الشرجي
ولكم الأجر والثواب
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاستعمال اللبوس يأخذ حكم الحقنة في الدبر، والاحتقان في الدبر يفسد الصيام عند الشافعية والحنابلة وهو المشهور عند الحنفية والمالكية، وانفرد المالكية باشتراط كون الاحتقان بمائع هو الذي يفسد الصيام.
واختار ابن تيمية -رحمه الله- أن احتقان الصائم في الدبر لا يفطر وليس عليه قضاء.
ونرى أن الأخذ بمذهب الجمهور أحوط؛ وإن كان أضعف دليلاً، لأن ما حصل ليس أكلا ولا شربا وليس في معنى واحد منهما.
وأما هل ينقض الوضوء أو لا، فقد سبق الجواب عن حكم ذلك في قبل المرأة (الفرج) وينجرُّ نفس الحكم على إدخال شيء في الدبر. وانظر الفتوى رقم:
8542.

(6/377)


والله أعلم.
16969
عنوان الفتوى:أحكام الدم الذي تراه المرأة بعد الولادة وعقب الأربعين رقم الفتوى:16969تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : هل الدم الذي يأتي بعد الولادة وبعد الأربعين يعتبر دم حيض يمنع من الصلاة وقراءة القرآن
أم دم استحاضة وهل يجب مع دم الاستحاضة عدم المعاشرة الزوجية أفيدوني أفادكم الله
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنَّ أكثر أمد النفاس أربعون يوماً، لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النفساء تجلس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما. رواه الخمسة والنسائي .
وقال ابن قدامة في المغني: (هذا قول أكثر أهل العلم منهم عمر وابن عباس وعثمان بن أبي العاص وأم سلمة وبه قال أصحاب الرأي، وقال مالك: ستون يوما) .
وإذا اطهرت المرأة بعد الولادة بخمسة أيام أو أقل أو أكثر وجب عليها أن تغتسل وتفعل العبادات من صلاة وصوم وغيرهما. وإن عاودها الدم في الأربعين فهو نفاس لا تصوم فيه ولا تصلي، وإذا امتد بالمرأة الدم إلى ما بعد أقصى مدة النفاس ، فإن كان يوافق زمن عادتها في الحيض فهو حيض، وكذلك إن ميزته بلون ورائحة دم الحيض ، وإلا فهو استحاضة لا تمنع الصلاة ولا الصوم ولا قراءة القرآن ولا غير ذلك، لحديث عدي بن ثابت عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل وتصوم وتتوضأ عند كل صلاة رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم، وصححه الشيخ الألباني.
وبخصوص حكم وطء من رأت الدم بعد الأربعين، فالراجح عند أهل العلم أنه مباح لا شيء فيه. قال القرطبي: (قال جمهور العلماء: المستحاضة تصوم وتصلي وتقرأ ويأتيها زوجها . قال مالك : أمر أهل الفقه والعلم على هذا، وإن كان دما كثيراً... وعن ابن عباس لابأس أن يصيبها زوجها وإن كان الدم يسيل على عقبيها).

(6/378)


وكانت حمنة بنت جحش تستحاض وكان زوجها طلحة بن عبد الله يجامعها.
والله أعلم.
1697
عنوان الفتوى:لا يجوز التصديق بانقطاع الرزق أو نقصانه بطريق السحر رقم الفتوى:1697تاريخ الفتوى:12 ربيع الثاني 1422السؤال : هل من الممكن أن تدخل أعمال السحر في إمكانية توقيف الرزق أو تأخيره؟ .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: مسألة الأرزاق ينبغي أن يعلم فيها أنه على العبد أن يكون عنده يقين لا يخالجه شك أن رزقه بيد خالقه، فلا يستطيع أحد أن يعطيه شيئاً، أو يمنعه شيئا إلا بإذن الله قال تعالى: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده) [فاطر: 2]. وأن الظن أن فلاناً يقطع أو يؤخر رزق فلان، يعتبر من الظن الفاسد فعلى صاحبه أن يصحح هذا الخلل الواقع في صميم عقيدته نسأل الله العافية وأنه لا يكفي مجرد النطق باللسان أن الله هو الرزاق بل لابد أن يعلم تمام العلم ويتيقن كل اليقين أن رزقه ورزق غيره بيد من خلقه قال تعالى: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) [هود: 6]. وصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب". وهو في الحلية لأبي نعيم عن أبي أمامة رضي الله عنه وعزاه ابن حجر لابن أبي الدنيا، وذكر أن الحاكم صححه من طريق ابن مسعود. والله أعلم.
16973
عنوان الفتوى:حكم صنع الجبن بالبروتيزيا رقم الفتوى:16973تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أرجو من فضيلتكم الموقرة أن تفيدوني بهذه الفتوى جزاكم الله
هل يجوز صنع الجبن بالبروتيزيا أنزيم الحيوانية؟
شكراً والسلام عليكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/379)


فإذا كانت المادة المذكورة هي أنفحة العجل المعروفة التي تدخل في تصنيع الأجبان، فإنه لا مانع منها إذا كانت من حيوان مأكول مُذكىَّ أو حيَّ.
أما إذا كانت من حيوان غير مأكول أو حيوان نجس، أو ميتة، فإنه لا يجوز استخدامها في صناعة الجبن لنجاستها.
ولمعرفة الحكم بالتفصيل راجع الفتوى رقم: 634.
والله أعلم.
16974
عنوان الفتوى:صفة الصلوات المفروضة وبيان نوافلها رقم الفتوى:16974تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : أشكركم علي هذا الموقع الممتاز الذي يفيد المسلمين والإسلام
السؤال بسيط
الرجاء الإفادة عن الصلوات الخمس والنوافل التي تتبعها
وكيفية أدائها وأشكركم
الرجاء أن تفسروا كل صلاة لأنني لا أعرف كيفية أدائها
أشكركم علي مافيه خير الأمة الإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصلوات المفروضة على المسلم خمس، وهي الظهر أربع ركعات والعصر أربع ركعات والمغرب ثلاث ركعات والعشاء أربع ركعات والصبح ركعتان، وأوقاتها مبينة في الفتوى رقم:
4538 6188 8249 href="ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=2116 ">2116، وإذا أردت معرفة أداء الصلاة بالصور فانظر الموقع WWW.shalaan.net
والله أعلم.
16975
عنوان الفتوى:نشأة الكون بين دلالة القرآن والعلم الحديث رقم الفتوى:16975تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال :
ما هو الكون؟ وكيف نشأ؟ أذكر أدلة على نشأته وعلى مادة الكون.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/380)


فقد أمر الله الإنسان أن يسير في الأرض ليبحث وينظر في بداية الخلق والكون، فقال الله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [العنكبوت:19] . ثم بين الله أن طريق هذه المعرفة هو السير في الأرض مع النظر والتفكر، فقال في الآية التي تليها: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت:20] ، فلما سار الإنسان وصل إلى بعض الحقائق والنتائج:
ففي عام 1927م عرض العالم البلجيكي جورج لوميتر نظرية الانفجار العظيم (والنظرية فوق الفرضية ودون الحقيقية) والتي تقول: بأن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة، ثم بتأثير الضغط الهائل المتأتي من شدة حرارتها حدث انفجار عظيم فتق الكتلة الغازية، وقذف بأجزائها في كل اتجاه، فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرات.
وفي عام 1964م اكتشف العالمان باتريس وويلسون موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون لها نفس الميزات الفيزيائية في أي مكان سجلت فيه، سميت بالنور المتحجر وهو النور الآتي من الأزمنة السحيقة، ومن بقايا الانفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون.
وفي عام 1989م أرسلت وكالة الفضاء الأميريكية (ناسا) قمرها الصناعي، والذي أرسل بعد ثلاث سنوات معلومات دقيقة تؤكد نظرية الانفجار العظيم.
وفي سنة 1986م أرسلت المحطات الفضائية السوفياتية معلومات تؤيد نظرية الانفجار العظيم.

(6/381)


ولعل هذه النتائج التي وصلوا إليها بعد جهد جهيد، وزمن مديد هي التي أشار إليها القرآن في سياق دعوة الكافرين إلى الإيمان، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) ][الأنبياء:30] . ومعنى الآية: أن الأرض والسموات بما تحويه من مجرات وكواكب ونجوم، والتي تشكل بمجموعها الكون الذي نعيش فيه كانت في الأصل عبارة عن كتلة واحدة ملتصقة، وقوله (رَتْقاً) أي: ملتصقتين، إذ الرتق هو الالتصاق، ثم حدث لهذه الكتلة الواحدة فتق أي انفصال وانفجار تكونت بعده المجرات والكواكب والنجوم، وهذا ما كشف عنه علماء الفلك في نهاية القرن العشرين، وأدق وصف للمادة التي نشأ منها الكون أنها دخان، كما قال الله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت:11] .

(6/382)


ويقرر علماء الفيزياء النظرية والفلكية أن الدخان الكوني كان خليطاً من الغازات الحارة المعتمة التي تتخللها بعض الجسيمات الأولية للمادة وأضداد المادة، قال الدكتور زغلول النجار : في الثامن من نوفمبر سنة 1989م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة باسم (مكتشف الخلفية الإشعاعية للكون) ارتفعت إلى مدار حول الأرض يبلغ ارتفاعه ستمائة كيلو متر فوق مستوى سطح البحر، وذلك لقياس درجة حرارة الخلفية الإشعاعية للكون، وقياس كل من الكثافة المادية والضوئية والموجات الدقيقة في الكون المدرك، بعيداً عن تأثير كل من السحب والملوثات في المناطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض، وقام هذا القمر الصناعي المستكشف بإرسال قدر هائل من المعلومات وملايين الصور لآثار الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون من على بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية، وأثبتت تلك الصور أن هذا الدخان الكوني في حالة معتمة تماماً، تمثل حالة الإظلام التي سادت الكون في مراحله الأولى.
وكذا أخبرنا الله في كتابه عن اتساع الكون فقال: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذريات:47] .
والآية تشير إلى أن الكون المعبر عنه بلفظ السماء هو في حالة توسع دائم، يدل على ذلك لفظ (لَمُوسِعُونَ) فهو اسم فاعل بصيغة الجمع لفعل أوسع، وهو يفيد الاستمرار، لكن القرآن لم يبين تفاصيل الاتساع، وإنما أورده مجملاً، وهذا ما أثبته العلم الحديث.
ووجه الإعجاز في الآية لفظ (لَمُوسِعُونَ) الذي يفيد أن الكون في حالة توسع مستمر في الماضي والحال والاستقبال.
والله أعلم.
1698
عنوان الفتوى:لا حرج في الألعاب الإلكترونية إذا روعيت بعض الأمور رقم الفتوى:1698تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما هو حكم الألعاب الالكترونية؟
وجازاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

(6/383)


الألعاب الإلكترونية: إن لم تكن ذات موسيقى ولم تكن شاغلة عن صلاة أو فرضٍ أو القيام بحقوق الوالدين أو الأهل وكانت بمقدار بسيط يقصد بها الترفيه ولم تدخل في حيز القمار فهذا لا حرج فيها إن شاء الله مع أن الإكثار منها مخل بالمروءة. والله أعلم.
16980
عنوان الفتوى:البلوغ شرط في المحرم المرافق رقم الفتوى:16980تاريخ الفتوى:14 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز السفر بالطائرة للرجوع إلى بلدي بدون وجود الزوج؟ مع العلم أن معي خمسة أولاد وخادمة.
وهل يكون أبني وعمره 12 سنة محرما لي؟
جزيت خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
سبقت الإجابة على حكم سفر المرأة في الطائرة بدون محرم في الفتوى رقم: 6219.
كما سبق أيضاً بيان مواصفات المحرم في الفتوى رقم: 6744.
وبناء على ما في الجوابين المحال عليهما، فنقول للسائلة: لا يجوز لك السفر إلا إذا كان ابنك بالغاً أي ظهرت عليه إحدى علامات البلوغ المعروفة.
والله أعلم.
16981
فتاوى
عنوان الفتوى:فقدان الرغبة الجنسية...الأسباب والحلول رقم الفتوى:16981تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال: السلام عليكم و رحمة الله تعالى
لدي مشكلة تسبب لي تعبا نفسيا كبيرا ألا و هي مشكلة الجماع مع زوجي و ذ لك من شهور عديدة لقد فقدت لدي الرغبة الجنسية على الاطلاق مع العلم أنه ليست لدينا مشاكل وأنا أمراة محجبة و لدينا بنتان صغيرتان فأرجوكم أعينوني على حل هذه المشكلة فأنا خائفة من حكم الله في هذا الأمر و مما سيؤول إليه مصيرنا الزوجي .
و بارك الله جهودكم.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/384)


فرغبة كل من الرجل والمرأة في الآخر فطرة غريزية فيهما، وفقدها قد يكون بسبب عادي من مرض أو ضعف أو نحو ذلك، وقد يكون بسبب غير عادي من سحر أو عين، فإن كان زوالها بالسبب الأول فالعلاج هو أن تراجعي أهل الطب وسيفيدونك في ذلك إن شاء الله تعالى.
وإن كان زوالها بالسبب الثاني فالعلاج أن تفعلي ما يفعله الرجل إذا ربط بالسحر فلم يستطع وطء زوجته. وقد سبق تفصيل هذا في الفتوى رقم:
8343 16755
والفتوى رقم: href="ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=4310 ">4310 7151.
وإن قدر الله تعالى عليك عدم الشفاء ولم تحتملي وطء زوجك ومعاشرته بما يقضي رغبته، فالحل هو أن يتزوج بامرأة أخرى لأن الله تعالى يقول:وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا... [النساء:3] ، وهذا من رحمة الله تعالى، وهو من الأسباب التي عدها العلماء حكمة في تعدد الزوجات.
والله أعلم.
16986
عنوان الفتوى:كتب مبسطة في الفقه الإسلامي رقم الفتوى:16986تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : أسهل كتب الفقه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/385)


فإذا أردت المعرفة العامة للأحكام الفقهية، فمن أفضل الكتب السهلة في ذلك- والله أعلم- كتاب (فقه السنة) للشيخ الفاضل السيد سابق -رحمه الله- فهو كتاب يذكر الحكم الفقهي مشفوعاً بالدليل مع ذكر الخلاف أحياناً؛ إن كان في ذكره فائدة، أما إذا أردت دراسة مذهب معين، فلكل مذهب طريقته في تدريس الفقه، حيث إنهم يبدأون بالمختصرات ثم يرتقون إلى المتوسطات ثم يرتقون إلى المطولات، فمثلاً في المذهب الحنبلي يبدأ الدارس بقراءة ودراسة كتاب العمدة لابن قدامة المقدسي ثم المقنع له أيضاً ويتبعه بالكافي ثم المغني لنفس المؤلف، وإن أردت المزيد من البيان، فاكتب لنا ما تريد الاستفسار عنه في سؤال آخر، وراجع الفتاوى التالية أرقامها:
2410 4378 4131 7763.
والله أعلم.
16988
عنوان الفتوى:فترة خلافة عمر بن الخطاب رقم الفتوى:16988تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : كم استمرت خلافة عمر بن الخطاب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فخلافة عمر رضي الله عنه استمرت عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال. وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على أصح الأقوال.
والله أعلم.
1699
عنوان الفتوى:أولاد النبي صلى الله عليه وسلم رقم الفتوى:1699تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : كم عدد أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم مع ذكر أسماء أمهاتهم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:

(6/386)


فعدد أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم سبعة ، ثلاثة ذكور ، وأربع إناث - وهاك البيان بأسمائهم كما يلي : 1 - القاسم وهو الذي يكنى به الرسول صلى الله عليه وسلم فيقال : أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وأمه خديجة بنت خويلد القرشية رضي الله عنها . 2 - عبد الله ، ويقال له : الطاهر والطيب ، وأمه كذلك خديجة رضي الله عنها . 3 - إبراهيم وهو أصغر أولاده صلى الله عليه وسلم ، وأمه مارية القبطية رضي الله عنها . وكلهم ماتوا صغاراً رضي الله عنهم . البنات : 4 - زينب رضي الله عنها . 5 - رقية رضي الله عنها . 6 - أم كلثوم رضي الله عنها . 7 - فاطمة رضي الله عنها : وهي أحبهن إليه صلى الله عليه وسلم ، وكلهن بنات خديجة رضي الله عنها ، فجميع أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها إلا إبراهيم رضي الله عنه فإنه من مارية القبطية رضي الله عنها وليس له من بقية زوجاته ذرية صلى الله عليه وسلم .
16990
عنوان الفتوى:حديث: يا محمد هذا الدعاء مكتوب حول العرش...مكذوب رقم الفتوى:16990تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : ما مدى صحة نسبةهذا الدعاء الذي قيل إن جبريل أتى به النبي صلى الله عليه وسلم وكان من ضمن ما قاله له في سياق الترغيب فيه:-
يامحمد ما من عبد يدعو بهذا الدعاء وتكون خطاياه مثل أمواج البحر وعدد أوراق الشجر وقطر الأمطار وبوزن السموات والأراضين إلا غفر الله له ذلك.
يا محمد هذا الدعاء مكتوب حول العرش ومكتوب على حيطان الجنة وأبوابها وجميع ما فيها، يا محمد أنزل الوحي ببركة هذا الدعاء وأصعد به ...
وأول هذا الدعاء الطويل هو : لا إله إلاَّ الله الملك الحق المبين لا إله إلا الله العدل اليقين لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين سبحانك إني كنت من الظالمين.....إلى آخره
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/387)


فهذا الدعاء الطويل لم نقف عليه في شيء من كتب السنة، وما فيه من الركاكة والمبالغة والخطأ دليل واضح على أنه حديث مكذوب مخترع.
وأعظم ما فيه الجرأة على الله تعالى، والإخبار بأنه دعاء مكتوب حول العرش وعلى حيطان الجنة وأبوابها وجميع ما فيها، وأن جبريل ينزل ببركته وبه تفتح أبواب الجنة.
وهذا كذب ظاهر، وافتراء على الله عز وجل، ومافيه من الأدعية المتفرقة لا تصلح للجنة، ولا يناسب ذكرها فيها قطعاً. ومما اشتمل عليه من الباطل:
1- قوله: اللهم إني أسألك بمحمد وإبراهيم وموسى إلخ ،
ومنه قوله: أغننا بجاه محمد صلى الله عليه وسلم فهذا توسل مبتدع لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة، فضلاً عن أن يكون مكتوباً حول العرش أو على أبواب الجنة وكل ما فيها.
ولم يكتف هذا المخترع بالتوسل بذوات الأنبياء، بل تعدى ذلك إلى التوسل بكل حي وسائل وغني وخالي!!!
2- قوله: وأسألك بمقاعد العز من عرشك، وهذا مختلف في الدعاء به قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، وأكره أن يقول: بمعاقد العز من عرشك وبحق خلقك .
ويقال: مقاعد العز، قال في الهداية: ولا ريب في كراهية الثانية لأنه من العقود، وكذا الأولى.
3- قوله: و عزرائيل، ولم يثبت تسمية ملك الموت بعزرائيل في شيء من الأحاديث الصحيحة
4- ما فيه من سوء الأدب مع الله ، كقوله: أنت الحليم فلا تعجل وأنت الجواد فلا تبخل، سواء كانت (لا) ناهية يراد بها السؤال هنا، أو كانت نافية، على جهة الإخبار عن الله بذلك، فإن نهج القرآن الإجمال في النفي والتفصيل في الإثبات، وليس من الأدب أن يقال عن الله تعالى: إنه لا يعجل ولا يبخل ولا يذل ولا يرام ولا يضام ولا ولا... إلى آخره من النقائص المنفية، بل يقال:هو القدوس السلام الحليم الكريم العزيز سبحانه وتعالى.

(6/388)


5- ما فيه من سوء الأدب مع الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، والزعم أنه نسي القرآن مراراً كثيرة، وهذا مما لا يصح نسبته إلى هذا الصحابي الكبير بهذا الدعاء المخترع.
والحاصل أن هذا الدعاء ملفق من مجموع أدعية ثابتة وأخرى مخترعة لا حرج في الدعاء بها، وفيه ما هو مشتمل على محذور كما سبق، ومنه ما هو ثناء يستعمله المؤلفون في كتب العقائد وغيرها.
فالحذر الحذر من نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو جبريل عليه السلام، أو التصديق بما فيه من الوعود والأماني والأعطيات المبالغ فيها .
ونسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شر هؤلاء الكذابين الأفاكين الذين يصرفون الناس عما هو ثابت من الأدعية والأذكار إلى ماهو محدث مخترع، ينسبونه إلى الله كذباً وزوراً .
والله أعلم.
16991
عنوان الفتوى:مكان دفن الرسول صلى الله عليه وسلم رقم الفتوى:16991تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : أين دفن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد دفن الرسول صلى الله عليه وسلم في حجرته والتي كانت ملاصقة لمسجده بالمدينة المنورة.
16992
عنوان الفتوى:قول جمهور العلماء في (الخضر) رقم الفتوى:16992تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : من هو الخضر: هل هو نبي ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الخضر: هو العبد الصالح الذي جرت له قصة مع موسى عليه الصلاة والسلام كما في سورة الكهف. قال: السيوطي اسمه بليا، وسمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء، كما في الحديث الذي رواه البخاري و الترمذي وهو قوله صلى الله عليه وسلم إنما سمي الخضر، لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز تحته خضراء. والمراد بالفروة: وجه الأرض، كما في القرطبي والخضر نبي عند الجمهور، وقيل: عبد صالح غير نبي. وراجع الفتوى رقم:
1110 3535.

(6/389)


والله أعلم.
16993
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في ما يلزم المريض فيما أفطره من رمضان رقم الفتوى:16993تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : لقد أفطرت شهر رمضان بسبب الولادة وكلما أصوم أشعر بالتعب. فما هو رأيكم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اتفق الفقهاء على أن المرأة إذا أفطرت بسبب الحيض أو النفاس فعليها قضاء ما أفطرته من رمضان، ويستحب تعجيل القضاء وتتابعه، وإن فرق أجزأ. وبندبية التتابع في القضاء، وإجزاء القضاء المفرق قال مالك والشافعي محتجين بقول الله تعالى:فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر [البقرة:184].
قال ابن العربي: إنما وجب التتابع في الشهر لكونه معينا، وقد عُدِم التعيين في القضاء فجاز التفريق، وإن أخر القضاء حتى جاء رمضان المقبل، فإن كان لغير عذر لزم القضاء وإطعام مسكين عن كل يوم للتفريط، وهذا قول مالك والشافعي وأحمد ، وقال أبو حنيفة والحسن والنخعي بعدم الإطعام. وحجة الجمهور ما روى الدارقطني عن أبي هريرة مرفوعاً، أن النبي صلى الله عليه وسلم: سئل عن رجل أفطر في شهر رمضان من مرض ثم صح ولم يصم حتى أدركه رمضان آخر؟ قال: يصوم الذي أدرك، ثم يصوم الشهر الذي أفطر فيه، ويطعم لكل يوم مسكيناً. وأما إن كان التأخير لمرض يرجى الشفاء منه فلا يلزمه إلا الصوم فقط، ولا كفارة عليه. فإن كان المرض المانع من الصوم مرضاً ميؤوساً من الشفاء منه عادة فيتعين الإطعام ويسقط الصيام، لأن هذا المريض أصبح مثل الشيخ الكبير وقد روى البخاري عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ وعلى الذين يطيقون فدية طعام مسكين ... "البقرة " قال ابن عباس : ليست منسوخة، هي للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً.

(6/390)


وخلاصة المسألة: أنك إذا شفيت مما أنت فيه من المرض قبل رمضان فيلزمك قضاء ما أفطرته، وإن استمر المرض حتى جاء رمضان الآخر وكان ما بك من مرض يؤمل شفاؤه سقط عنك الإطعام وبقي عليك القضاء، وإن كان المرض غير قابل للشفاء رفع الصوم ولزم الإطعام عن كل يوم مداً لمسكين.
والله أعلم.
16995
عنوان الفتوى:مدة الاحتلال الصليبي لبيت المقدس رقم الفتوى:16995تاريخ الفتوى:15 ربيع الأول 1423السؤال : كم تبعد قبة الصخرة عن المسجد الاقصى ؟
كم لبث الاحتلال الصليبي في القدس؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعلم كم تبعد قبة الصخرة عن المسجد الأقصى. وأما الاحتلال الصليبي فلبث 93سنة.
والله أعلم.
16999
عنوان الفتوى:الدلائل العقلية والنقلية على وجود الجنة والنار رقم الفتوى:16999تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : هل هنالك من ذهب للموت أي توفي ثم رجع ليخبرنا أن هنالك جنة ونارا أريد إثباتا حقيقيا 000
فالنبي إبراهيم قد طلب توثيقا من الله وأنا أعلم أن الإجابه موجودة في القرآن ولكن حتى يطمئن قلبي
والسلام عليكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فللجواب على السائل نقول: إن المسلم يجب ألا يحتاج - لكي يؤمن بالجنة والنار- إلى أن يعود أحد الموتى ليخبرنا بما رأى بعد موته.
فيكفي المسلم أن الصادق المصدوق الذي زكى الله فؤاده وبصره عن الزيغ والطغيان والكذب والبهتان، ذهب إلى ذلك العالم ورأى ما أعده الله لأهل الجنة من النعيم المقيم، وما أعده الله لأهل النار من الخزي والعار، ثم رجع ليخبرنا بما رأى تفصيلاً وإجمالاً.
ورؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم أوثق عندنا من رؤية أنفسنا، لو أتيح لنا رؤية ذلك، ورحم الله أحد السلف إذ قال يوماً لأصحابه: رأيت الجنة والنار حقيقة في الدنيا!!

(6/391)


فقالوا: كيف رأيتهما ؟؟ قال رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعينا رسول الله أوثق عندي من عيني رأسي.
أما ما طلبه السائل من إثبات حقيقي على وجود الجنة والنار، فالجنة والنار لا توجدان في عالم الشهادة حتى يثبت وجودهما مادياً، لكنهما في عالم الغيب، والإيمان بهما إيمان بالغيب، وعندنا من دلائل هذا الإيمان ما يزيد على الإثباتات المادية، الحسية.
وبيان ذلك: أن إيماننا بهما فرع عن الإيمان بالله، فإن العدل الإلهي المطلق يأبى أن يخلق هذا العالم ليكون مسرحاً للمآسي والظلم والهمجية، ثم ينقضي بدون أن يقتص للمظلوم من ظالمه وللمقتول من قاتله، وينتهي الأمر بهذه الصورة، فلا المحسن يثاب ولا المسيئ يعاقب، هذه صورة تبعث على اليأس والقنوط والكفر والفجور، إذاً فلا بد من يوم يقيم فيه الإله الحاكم العدل موازين الحق وقسطاس العدل بين عباده فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:8].
وكذلك المؤمن ينفي عن الله العبثية كما نفاها عن نفسه سبحانه:أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115]، ونفي العبثية عن الحكمة الإلهية يعني أن الله لم يخلق الإنسان هملاً لا يؤمر ولا ينهى، وبالتالي لا يحاسب ولا يجازي.
والإيمان بالجنة والنار فرع عن الإيمان بالقرآن وأنه كلام الله، وفيه من الحديث عن الجنة والنار وما فيهما من النعيم والعذاب المادي والمعنوي، وفيه إيراد الأدلة الكثيرة والبراهين العديدة على البعث والنشور وما يلحق ذلك من الحساب والجزاء، فمن ذلك دلالة النشأة الأولى على النشأة الآخرة:فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ [الإسراء:51]

(6/392)


ومنها دلالة الأطوار الإنسانية والنباتية، كما قال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ [الحج:5]، فالله الذي قدر على أن ينقل الإنسان من حال إلى حال ومن طور إلى طور، هو نفسه قادر على خلقه في طور جديد، في نعيم مقيم أو عذاب أليم.
والإيمان بالجنة والنار، فرع من الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا آمنا بأن محمداً رسول الله وصدقناه، صدقنا بكل ما جاءنا به من عند الله من أخبار وأوامر ونواهي، ومما أخبرنا به الجنة والنار وأحوالهما، وأحوال أهل كل واحدة منهما.
وهنا كلمة نقولها للسائل: وهي أن أهل الأديان جميعاً (السماوية أصلاً) وإن اختلفوا في أشياء كثيرة إلا أنهم متفقون على الجنة والنار وإن اختلفت الأسماء، وغير أهل الأديان من ملاحدة ودهريين لا يملكون دليلاً ولا ربع دليل على إنكار ذلك، ولذا سمى القرآن ما قالوه وادعوه في هذا الباب ظناً:وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [الجاثية:24].
وأنصح السائل بقراءة كتاب الإسلام يتحدى لوحيد الدين خان الباب الخامس دليل الآخرة.

(6/393)


كما ننبه السائل إلى أنه ينبغي له أن يعلم أن الهداية بيد الله، وكم من قوم ظهرت لهم آيات بينات وأوتوا معجزات ظاهرات باهرات قاطعة لدابر الشك، ومع ذلك حرموا التوفيق والهداية، فمن وضح له الحق في أول الأمر فليحمد الله أن هداه، وليسأله المزيد من التوفيق واليقين، وليتدبر قول الله جل وعلا:وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ*وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام:110]، وقوله أيضاً:وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً [فاطر:42].
والله أعلم.
17000
عنوان الفتوى:صلاة النازلة، ودعاء الكرب المجرَّب المشهور رقم الفتوى:17000تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : ماهي الصلاة المفروضة على المسلم في حالة الكرب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/394)


فليست هناك صلاة مفروضة على سبيل الوجوب على المسلم حال الكرب، لكن الله تعالى ندبنا عند وقوع المكروه والشدة إلى الاستعانة بالصلاة، فالصلاة تربط المؤمن بربه وإذا ارتبط به مدَّه بالسكينة والرضاء والاطمئنان، فإذا كبر المصلي تكبيرة الإحرام مستحضراً معنى التكبير أحس أن الله أكبر من كل شيء من كل مخوف، فكيف يخاف من هو في كنف من بيده ملكوت السموات والأرض، فإذا ابتدأ الفاتحة وجد في "الحمد لله رب العالمين" نعم الله التي لا تقدر بثمن. وإذا قرأ "مالك يوم الدين" أحس بعظمة ربه وعدله. وإذا قرأ "إياك نعبد وإياك نستعين" شعر بحاجته الماسة إلى عون الله وفقره إلى عبادته، وهكذا.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. وفي لفظ"إذا حزبه أمر صلى" رواه أبو داود وأحمد عن حذيفة. وإسناده صالح.
وأخذ بعض العلماء من هذا الحديث الندب إلى صلاة النازلة، ركعتان عقبها. وكان ابن عباس يفعله. روى أنه نعي إليه أخوه قثم وهو في سفر، فاسترجع ثم تنحى عن الطريق فأناخ، فصلى ركعتين، وقال: ما أمرنا الله به بقوله:وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ كذا في تفسير المناوي ص/245.
ونحن حين نصلي نربط أنفسنا بالله الذي يهيمن على الكون، ومنه نستمد ثباتنا وإتزاننا عند نزول الكرب.
ومما علمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكرب دعاء الكرب المشهور المجرب -كما يقول العلماء- "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم". متفق عليه.
والله أعلم.
17002
عنوان الفتوى:اعدلوا بين أبنائكم رقم الفتوى:17002تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : ما هو جزاء التفرقة بين الأولاد في المعاملة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/395)


فيجب على الوالد العدل والإنصاف بين أولاده في معاملته لهم، لقوله سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90] ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اعدلوا بين أبنائكم" رواه مسلم وأبو داود والنسائي وأحمد .
ولما قد يترتب على التمييز بينهم من عواقب وخيمة، منها الشحناء بينهم وكيد بعضهم بعض، فإن يوسف عليه السلام ما كاد إخوته له إلا عندما ظنوا أن أباهم يفضله عليهم.
أما ما يجده الأب من محبة زائدة في قلبه لأحد بنيه فلا حرج عليه فيه، لأنه لا يملكه، وهذا ما لم يُظْهر الأب علامات محبة الابن، وكذلك إذا أراد أن يميز أحدهم في عطية أو هبة لمقصود شرعي فلا حرج في ذلك.
وانظر الفتوى رقم: 6242، والفتوى رقم: 14254.
والله أعلم.
17003
عنوان الفتوى:الاجتماع لذكر الله تعالى -أحياناً- جائز رقم الفتوى:17003تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز أن نذكر في جلسات الذكر بصوت جماعي علما أن هناك من يقول إنه يجوز وإذا كان الجواب لا فهل يجوز أن نذكر جماعيا بصوت منخفض؟
الرجاء أن يكون الجواب مع الحكم الشرعي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاجتماع الناس لذكر الله حسن، سواء كان ذكرهم جميعاً أو فرادى إذا لم يتخذ سنة راتبة، ولا اقترن به محذور شرعي.

(6/396)


قال الشاطبي رحمه الله تعالى: إذا ندب الشرع إلى ذكر الله فالتزم قوم الاجتماع عليه على لسان واحد وصوت واحد لم يكن في ندب الشرع ما يدل على هذا التخصيص الملتزم، لأن التزام الأمور غير اللازمة يفهم على أنه تشريع؛ وخصوصاً مع من يقتدى به في مجامع الناس كالمساجد، فإذا أظهرت هذا الإظهار ووضعت في المساجد كسائر الشعائر كالأذان وصلاة العيدين والكسوف، فهم منها بلا شك أنها سنة إن لم يفهم منها الفرضية، فلم يتناولها الدليل المستدل به، فصارت من هذه الجهة بدعة محدثة.
فدل هذا على أن الاجتماع لذكر الله تعالى -أحياناً- ولو بصوت عال جائز، لأنه لم يدل على المنع منه مانع، وإنما المحذور هو الالتزام واعتقاد الفضيلة في تلك الهيئة المعينة.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 8381.
والله أعلم.
17004
عنوان الفتوى:الزوجة الثانية لوالد زوجتك أجنبية عنك رقم الفتوى:17004تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : هل أب زوجتي إذا كان متزوجا من امرأة أخرى هل تكون محرماً لي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد نص القرآن الكريم على تحريم جملة من النساء، وذكر من بينهن أربعاً يحرمن بالمصاهرة هن:
1- أمهات الزوجات، لقوله تعالى: (وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ) [النساء:23] ، فمن تزوج امرأة حرم عليه كل أم لها من نسب أو رضاع، سواء كانت هي الأم المباشرة أم كانت جدة لها، وهذا قول أكثر أهل العلم، منهم ابن مسعود وابن عمر والأئمة الأربعة. وروي عن علي رضي الله عنه: أنها لا تحرم إلا بالدخول، وذلك بالقياس على بنتها.
2- الربائب: وهن بنات النساء اللاتي دخلت بهن، ويدخل في بناتهن: بنات بناتهن ولو نزلن، لقوله تعالى: (وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ) [النساء:23] .
3- حلائل الأبناء من نسب أو رضاع، لقوله تعالى: (وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ) [النساء:23] .

(6/397)


4- زوجات الأب، فتحرم على الرجل امرأة أبيه، سواء أكان أبا مباشراً أم غير مباشر، وسواء كان أباه من نسب أم كان أباه من رضاع.
وبناءً على ما تقدم، يعلم أن الزوجة الثانية لأبي زوجتك غير محرم لك، ولا يجوز لك مصافحتها ولا الخلوة بها، لأنها أجنبية عنك ما لم يكن هناك سبب آخر من نسب أو رضاع.
والله أعلم.
17006
عنوان الفتوى:رواية الإمام السوسي عن أبي عمرو رقم الفتوى:17006تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : سؤال في قراءات القرآن:
قراءة السوسي عن أبي عمرو من يقرأ بها اليوم؟ هل يمكن معرفة اسم البلد التي تقرأ بها؟ والشيخ عبد الرشيد صوفي من أي بلد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإمام السوسي ليست له قراءة مستقلة حسب اصطلاح القراء، وإنما له رواية عن أبي عمرو بن العلاء البصري المتوفى سنة 154هـ. بواسطة شيخه يحيى اليزيدي المتوفى سنة 202هـ.
والسوسي نسبة إلى مدينة بالأهواز، واسمه صالح بن زياد/ أبو شعيب من أعلام القراء.
وحسب علمنا، فإن روايته لم تشتهر بأي بلد إسلامي على صحتها وتواترها شأن جلِّ القراءات، وإن كان ربما قرأ بها بعض المتخصصين وأهل الشأن، مع أن زميله في الرواية حفص بن عمر الدوري المتوفى سنة 246هـ. اشتهرت روايته عن أبي عمرو بن العلاء البصري في مناطق من العالم الإسلامي منها: الصومال، وبلاد الحبشة، وأجزاء من السودان وما حولها.
أما ما يخص القارئ الشيخ عبد الرشيد الصوفي فإنه قطري من أصل صومالي.
والله أعلم.
17009
عنوان الفتوى:طريقة انتفاع المقرِض بماله رقم الفتوى:17009تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : السلام أخي الكريم

(6/398)


أريد أن أعمل في مشروع وهو أن أشتري سيارة على حساب صاحب لي ولكن هذا الشخص قال لي أقرضك المال وتبدأ بالتسديد شهريا لمدة مثلا ثلاث سنين ويريد أن أعطيه ثلاث سنين بعد أن أكتمل كامل المبلغ ربع أو ثلث أو خمس أو سدس المبلغ هل هذا ربا أم لا؟ وما هي الطريقة الشرعية لذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصورة المذكورة لا تجوز لأنها قرض جر نفعاً، وهذا من الربا المحرم، كما هو مبين في الفتوى رقم: 15844.
وإذا أراد المقرض الانتفاع بماله، فليعطه مضاربة لا قرضاً، وذلك بأن تستثمر المبلغ في مشروع معين على أن لكل منكما نسبة معينة من الربح لا من رأس المال، فما حصل من ربح تقتسمانه على حسب ما اتفقتما عليه، كأن يكون لك ثلثاه وله ثلث أو العكس، وإذا حصلت خسارة فهي في رأس المال، وتكون أنت قد خسرت جهدك فقط، وراجع الفتوى رقم: 11158.
والله أعلم.
17018
عنوان الفتوى:فضل من صلى الفجر جماعة وقعد يذكر الله، وهل تُشْرَك المرأة في ذلك رقم الفتوى:17018تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : إذا صليت الفجر في المسجد وجلست إلى شروق الشمس وصليت ركعتين. ما الرأي في هذا الأمر. وهل للنساء مثل ذلك إذا صلين في البيت .أفيدونا ولكم جزيل الشكر
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت في سنن الترمذي بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة .
فهذا ما ورد في فضل صلاة الفجر في الجماعة ثم الجلوس إلى شروق الشمس وصلاة ركعتين.
وظاهر هذا الحديث العموم لكل من صلى الصبح في جماعة وجلس الجلوس المذكور ثم صلى الركعتين.

(6/399)


ولا شك أن المرأة إذا فعلت ذلك في بيتها سيكون لها الأجر العظيم، وليس معنا من الدليل ما يدل على أن لها أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة؛ إلا أننا نرجو لها ذلك من الله ما دامت قد جلست في مكان صلاتها ذاكرة الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم صرح بأن صلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في المسجد.
والله أعلم.
17022
عنوان الفتوى:حديث "المؤمن بين خمس شدائد" ضعيف رقم الفتوى:17022تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : سمعت حديثا عن الشدائد الخمس في حياة الدعاة ، أريد معرفة نص الحديث وأين أجد تفسيره ، جزاكم الله خيراً
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلعل المراد من السؤال الحديث الذي ذكره المتقي الهندي في كنز العمال عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " المؤمن بين خمس شدائد: مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه، وكافر يقاتله، ونفس تنازعه، وشيطان يضله". وقد أخرجه الديلمي في الفردوس بلفظه، وأخرجه بلفظ آخر عن أبي هريرة : "للمؤمن أربعة أعداء: مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه، وشيطان يضله، وكافر يقاتله ". وقد ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع، وقال: ضعيف جداً.
والله أعلم.
17023
فتاوى

(6/400)


عنوان الفتوى:القرض الربوي لتعليم الأولاد...نظرة شرعية رقم الفتوى:17023تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لقد تورط والدي في قروض ربوية بسبب تعليم أولاده وأنا منهم فبعد إكمالنا للسنة الثانية لم يستطع أن يكمل إرساله للنقود لي بالذات وأنا كنت أدرس في بلدة بعيدة(باكستان) ولكنه يبكي كثيرا ولا ينام الليل وحالته النفسية سيئة جدا بسبب تورطه في الربا ولكن لا يدري ماذا يفعل فهو مجبر على دفع الأقساط الشهرية للبنك والوضع لا يسمح.هل يجوز أن آخذ قرضا باسمي وأسدد ما على والدي لأني أستطيع أن آخذ قرضا بفوائد أقل بكثير من قرض والدي لأني أشعر بالذنب هل ندم والدي مقبول بالرغم من أنه لازال يدفع الرباهل شهادتي حلال! أفيدونا وأريحونا جزاكم الله.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحل للوالد أن يقترض بالربا لأجل تعليم أولاده، سواء كان تعليمهم في داخل البلاد أو خارجها، لأن ما يتعلمونه إن كان مما أوجب الله تعالى عليهم من التفقه في أمور دينهم فإنهم يمكنهم تعلمه بطرق أخرى لا تحتاج إلى أموال كثيرة وفي أغلب الأماكن، وإذا كان مما لا يجب عليهم تعلمه فما كان ينبغي له أن يفكر في تحمل الديون من أجله؛ ولو كانت من قرض حسن، لأن الدين رق، ناهيك إذا كانت من قرض ربوي.
أما الآن -وقد وقع منه ما وقع- فالواجب عليه هو التوبة إلى الله تعالى والاستغفار والندم على مافات والعزم على عدم العودة للربا مرة أخرى، ومن تاب تاب الله عليه وغفر له ذنبه.

(6/401)


وعليه أن يبادر بتسديد هذه الديون الربوية حتى لاتتراكم عليه الأموال بسبب الربا، وعليكم إعانته بقدر ما تستطيعون من الأموال ولا بأس من سؤال تاجر أو جمعية أو مؤسسة أن يعينوه على قضاء الدين ولا يحل لك أخي السائل أن تقترض بالربا لأجل إعانة والدك لأن الربا من كبائر الذنوب، وصاحبه ملعون محارب من الله تعالى، قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُون [البقرة:278-279].
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. وقال: هم سواء - أي في الإثم. وأما شهادتك فهي حلال ولأنك نلتها بجهدك ونصبك.
والله أعلم.
17024
عنوان الفتوى:متى يغتسل من يستمر نزول المني منه بعد الجماع لفترة رقم الفتوى:17024تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : هل أغتسل وأصلي بعد الجماع مع زوجتي مباشرة أم أنتظر ؟ لأنه يظل شيء ينزل مني أكثر من نصف ساعة وأحيانا ينتهي وقت الصلاة في خلال النصف ساعة أفيدوني أفادكم الله ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان يتواصل نزول المني منك بعد الجماع لمدة، فالواجب عليك الانتظار وعدم الاغتسال إلا بعد انقطاعه، فإذا انقطع فاغتسل وصل، وإذا نزل منك شيء بعد الانقطاع والغسل فلا يلزمك إعادة الغسل، ولكن يكفيك الوضوء. وما دامت حالتك هكذا فلا يجوز لك أن تجامع أهلك في وقت الصلاة أو قريباً منه بحيث يخرج وقت الصلاة ونزول المني لا يزال مستمراً، كالجماع -مثلاً- وقت صلاة المغرب، كما لا يجوز لك الجماع في وقت يضيع عليك الصلاة مع الجماعة بسبب استمرار نزول المني.

(6/402)


وأما إن كان ينقطع نزوله ثم يعود بعد الاغتسال فلا يلزمك إعادة الغسل مرة أخرى، ولكن يكفيك الوضوء -كما تقدم- وإذا نزل منك شيء أثناء الصلاة قطعت الصلاة ثم أعدت الوضوء والصلاة، قال الإمام أحمد "لأن الشهوة ماضية، وإنما هو حدث أرجو أن يجزئه الوضوء". وروى سعيد عن ابن عباس أنه سئل عن الجنب يخرج منه الشيء بعد الغسل؟ قال: يتوضأ" وكذا ذكره أحمد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولأنه مني واحد فأوجب غسلاً واحداً كما لو خرج دفقة واحدة، ولأنه خارج بغير شهوة أشبه الخارج لبرد.
والله أعلم.
17026
عنوان الفتوى:لا بد للغسل من نية رقم الفتوى:17026تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : سلام عليكم --- كانت علي جنابة فقمت بالاستحمام(دش)----- وبعده توضأت وصليت العصر --هل صلاتي صحيحة --وهل يغني الاستحمام وبعده الوضوء عن الغسل من الجنابة--- وشكرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
إن الغسل من الجنابة عبادة من العبادات لها ضوابطها وآدابها، ويترتب عليها صحة بعض العبادات كالصلاة وغيرها، وقد بين الشرع هذه الضوابط التي يجب على المسلم أن يتعلمها، ومن هنا كان طلب العلم فريضة على كل مسلم.
فالاستحمام إذا كان بنية الاغتسال من الجنابة وتحقيق الطهارة الكبرى، فهو في هذه الحالة طهارة صحيحة تصح الصلاة بعدها.
والدليل على ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصحيحين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.
أما إذا كان الاستحمام عادة من أجل النظافة والتبرد فهو -حينئذ- لا يعتبر طهارة من الحدث الأكبر فلا تصح الصلاة بعده ولو كنت قد توضأت.
والله أعلم.
17028

(6/403)


عنوان الفتوى:تنفذ الوصية على شرط الموصي رقم الفتوى:17028تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : رجل له أراض زراعية وتجارية وعماير للإيجار أوصى بالعشر من ماله هذا كيف يخرج العشر من هذه الأموال؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسبيل إلى احتساب العشر من هذه الأموال لنفاذ الوصية هو أن تقوم الأراضي والعمائر من قبل أهل الخبرة الموثوق بهم، ثم تضاف إلى باقي الأموال النقدية، ثم يقسم المجموع على عشرة أجزاء، ويخرج منه ما يساوي عشر قيمته، ثم ينظر في حال الجهة التي أوصى لها هذا الرجل، ويفعل بوصيته ما نص عليه، فإن لم ينص على شيء فعلى ناظر الوصية أن يفعل ما يراه صواباً، وكلما كان الأمر أدوم وكثر انتفاع الفقراء والمساكين منه كلما كان ذلك أعظم لأجر الواقف فيبغي للناظر بذل الوسع فيه.
والله أعلم.
1703
عنوان الفتوى:تحريم الذهب على الرجال ثابت في السنة النبوية رقم الفتوى:1703تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما هي الآية القرآنية التي تحرم الذهب على الرجال؟

(6/404)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: لم يأت تحريم الذهب في القرآن الكريم وإنما جاء تحريم الذهب في السنة الشريفة، وما حرم رسول الله كما حرم الله تعالى، لقوله جل ذكره: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) [الحشر: 7] وقال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً) [النساء: 8]. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ألا إن ما حرم رسول الله كما حرم الله" [رواه الترمذي وحسنه] وروى الترمذي وأبو داود وابن ماجه عن أبى رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ألفينّ أحدكم متكئا على أريكته يأتيه أمر أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" : قال أبو عيسى حديث حسن صحيح . وأما دليل التحريم أيها السائل الكريم من السنة فقد روى أصحاب السنن إلا الترمذي أن ابن زرير الغافقي سمع عليا رضي الله عنه يقول : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا فجعله في يمينه وأخذ ذهبا فجعله في شماله ثم قال: إن هذين حرام على ذكور أمتي". ورواه الإمام أحمد أيضا في المسند. وروى الترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم". قال النووي رحمه الله : وأما خاتم الذهب فهو حرام على الرجل بالإجماع. والله تعالى أعلم
17031
عنوان الفتوى:المرخص لهم المرور بين يدي المصلي رقم الفتوى:17031تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : تقام الصلاة وهناك من يكمل صلاة النافلة هل يجوز لي أن أمرّ بين يديه لأكمل الصف أم أنتظر حتى ينتهي من صلاته؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/405)


فلا خلاف بين الفقهاء في أن المرور وراء السترة لا يضر، وأن المرور بين المصلي وسترته منهي عنه، فيأثم المار بين يديه، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه من الإثم لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه." قال أبو النضر راوي الحديث: (لا أدري قال أربعين يوماً أو شهراً أو سنة) متفق عليه.
هذا، وقد استثنى الفقهاء من الإثم المرور بين يدي المصلي للطائف أو لسد فرجة في صف أو لغسل رعاف أو ما شاكل ذلك.
والله أعلم.
17033
عنوان الفتوى:حكم بيع بطاقة تخول لصاحبها الشراء بأقل من قيمتها رقم الفتوى:17033تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : بعض المحلات التجارية تمنح بطاقه على شكل شيك بملغ مثلآ" 550 ريال كجائزة مثلا أو غير ذلك ولكن لا يمكن أخذها نقوداً بل تشتري ماتريد في حدود هذا المبلغ ومن نفس المحل الذي صرفت منه. سؤالي إذا أنا بعت هذة البطاقه بسعر 500 ريال نقدا" من شخص آخر فهل في هذا الأمر شيء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بيع البطاقة التي تخول لصاحبها أن يأخذ من البضائع قدراً لا يتجاوز قيمة مبلغ محدد بأقل من هذه القيمة لا يصح، حسبما ظهر لنا، وذلك لأن البيع -كما هو معروف- من شروط صحته العلم بالمبيع وانتفاء الجهالة عنه، والمبيع هنا هو قيمة خمسمائة من هذا الدكان المعين، ولكن هل هي من الملبوس أم من المأكول والمشروب، أم من غير ذلك؟ وإذا كانت من أحد هذه المذكورات فمن أي أنواعها هي؟ هذا هو ما لم يوضح عند التعاقد، والمبيع ما دام لم يتعين برؤية أو بوصف من أوصافه التي تنتفي معها الجهالة فيه لم يصح بيعه.
والله أعلم.
17037
فتاوى
عنوان الفتوى:فضيلة الحجاب وخطر التبرج والسفور رقم الفتوى:17037تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1424السؤال: أريد منكم موضوعاً في صورة رسالة يرغب الفتيات في ترك السفور وارتداء الحجاب الشرعي.

(6/406)


الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أختي الكريمة المؤمنة وفقك الله لكل خير وسددك ووقاك كيد الكائدين ومكر الماكرين.
اعلمي أن واجب المرأة المسلمة التي أذعنت لحكم الله وخضعت لشرع الله ورضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً ورسولاً، هو التزام أمر الله والوقوف عند حدوده ومن ذلك الحجاب، والحجاب هو عنوان الحياء ورمز العفة، إذا خلعته المرأة وفرطت فيه فقد جعلت نفسها سلعة رخيصة وعرضة لعبث العابثين، وفتنة وبلاء على المؤمنين، وهي قبل ذلك وبعده عصت أمر رب العالمين حيث قال تبارك وتعالى:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الأحزاب:59].
والمؤمنة التقية يجب أن يدل مظهرها على مخبرها، وأن يبدو إيمانها وتقواها في ملبسها كما يبدو في أقوالها وأعمالها، وأن يسطع الإيمان من كل تصرفاتها وأحوالها، بعيدة كل البعد عن فعل نساء الجاهلية من التبرج والسفور. قال تعالى:وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33].
ولا أدري كيف تتبرج مسلمة وهي تسمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم : صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا . أخرجه أحمد ومسلم .
ومعنى كاسيات عاريات : أنهن لابسات ثياباً رقاقاً تصف مفاتنهن ومحاسنهن، وقيل : معناه أنهن يسترن بعض بدنهن ويظهرن بعضه، وقيل معناه : أنهن كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى والعفاف.

(6/407)


وعلى كل المعاني فهذا هو التبرج وتلك صفات المتبرجات، وهذا الوعيد الشديد كاف لمن تؤمن بالله واليوم الآخر، في الزجر عن التبرج وإظهار الزينة لمن لا يحل له أن يراها.
والله أعلم.
17038
عنوان الفتوى:يختلف حكم دفع الصائل باختلاف نية عدوانه رقم الفتوى:17038تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإجابه على سؤالي هذا وعدم إهماله
هل علي ذنب إذا قتلت شخصاً اعتدى على محارمي أو اقتحم بيتي
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمعتدي على النفس أو المال أو البضع (العرض) يسميه العلماء صائلاً، ودفع الصائل بما يندفع به مشروع، فقد روى مسلم وغيره أن رجلاً قال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "فلا تعطه مالك" قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتله" قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد" قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: "هو في النار".
ويختلف حكم دفع الصائل باختلاف ما يريد الاعتداء عليه، فإن كان يريد أخذ المال فدفعه جائز لا واجب، والمعتدى عليه مخير بين أن يدفع عن ماله، وبين أن يعطيه المال، وكذا في الدفع عن النفس، وأما في الدفع عن البضع (العرض) فقد قال كثير من العلماء بوجوب الدفع، بل قال النووي -رحمه الله- في شرحه لصحيح مسلم: (وأما المدافعة عن الحريم فواجبة بلا خلاف) والذي نعلمه هو أن الخلاف في الدفاع عن العرض -هل هو واجب أو جائز؟- موجود، وإن كان الراجح هو الوجوب، وهو مذهب الأكثر، قال محمد مولود بن أحمد قال الموريتاني صاحب الكفاف:
وهل دفاع صائل على حرم أو نفس أو مال يجوز أو حتم
الاول للقرافي وابن شاس والثاني للقرطبي وابن الفرس
وفي زمان الفتن القاضي أبو بكر لديه الاصطبار أصوب

(6/408)


ومما ينبغي أن يعلم أن الواجب دفع الصائل بالأخف فالأخف، فلا يجوز قتله إن كان يندفع بما دون ذلك حتى نص العلماء -رحمهم الله- على أن من أمكنه الهرب لزمه الهرب، لأن الهرب حينئذ هو الأخف.
فإن لم يمكن دفعه إلا بالقتل جاز قتله، ولا إثم على القاتل، كما مر في الحديث السابق.
والله أعلم.
17041
عنوان الفتوى:بقاء شيء من القُلفة لا يمنع صحة الصلاة ويجب إزالته رقم الفتوى:17041تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : هل عدم إتمام عملية الختان على أكمل وجه يعني ترك الطبيب لبعض الأجزاء من القلفة(لا تتعدى طول الأجزاء 6مم) قد يؤدي لعدم قبول الصلاة أو الصوم أو سائر الأعمال...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمشروع في الختان بالنسبة للرجل هو قطع الجلدة التي تغطي الحشفة، بحيث تنكشف الحشفة كلها، وما دام ذلك لم يتم فإنه يجب قطع ما تبقي من القُلفة إذا لم يترتب على ذلك ضرر، قال النووي في المجموع ( فإن كان من القلفة التي تغطي الحشفة شيء موجود وجب قطعه كما لو ختن ختاناً غير كامل فإنه يجب تكميله ثانياً حتى يبين جميع القلفة التي جرت العادة بإزالتها في الختان ) انتهى .
وعلى السائل أن يعلم أن بقاء شيء من القُلفة لا يمنع صحة الصلاة، لكن على المسلم تطهير ذلك الموضع عند الاستنجاء والغسل، لأن بقاء شيء من القُلفة مظنة تجمع النجاسة تحتها، والصلاة وسائر العبادات من صوم وحج وزكاة تصح ممن لم يختتن -أصلاً- بالاتفاق، فكيف بمن اختتن إلا أنه ترك شيئاً يسيراً؟
وأما ما يروى عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يحج الأغلف حتى يختن ) فقال فيه النووي ( ضعيف، ونقل عن ابن المنذر قوله: (هذا الحديث لا يثبت وإسناده مجهول ) انتهى.
والله أعلم.
17043
عنوان الفتوى:من تجاوز عن معسر تجاوز الله عنه رقم الفتوى:17043تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله

(6/409)


أنا شاب قمت بإعطاء أحد الزملاء مبلغاً من المال منذ فترة طويلة وقد نسي أنه مدين لي وأنا لم أطالبه به لأنني لم أتعود المطالبة بشيء وأخجل من ذلك.
ماحكم أن أتركه وأتنازل عن المبلغ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمطالبتك لزميلك بحقك لا حرج فيها، مع أن الأفضل إن كنت في غنىً عن هذا المال وكان صديقك معسراً أن تعفو وتتجاوز، للحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزا عن المعسر، قال: فقال الله عز وجل لملائكته: نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه " أخرجه مسلم وغيره. ونسأل الله أن يوفقك وأن يرزقك من فضله العظيم.
والله أعلم.
17045
عنوان الفتوى:حكم الشعر في الإسلام رقم الفتوى:17045تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم الشعر في الإسلام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشعر نوع من الكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، فلا يمدح لذاته ولا يذم لذاته، ولكن النظر إلى مضمون الشعر قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني (10): "وليس في إباحة الشعر خلاف، وقد قاله الصحابة والعلماء، والحاجة تدعو إليه لمعرفة اللغة العربية والاستشهاد به في التفسير، وتعرف معاني كلام تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ويستدل به أيضاً على النسب والتاريخ وأيام العرب" ا.هـ
وقد أنشد كثير من الصحابة الشعر بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحاديثهم في الصحيحين وغيرهما وهي كثيرة، بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم حساناً وغيره بإنشاد الشعر.

(6/410)


وما ورد من ذم الشعراء في القرآن أو ذم الشعر في السنة، فإنما يذم من أسرف وكذب، فالغالب أن الشعراء يقولون الكذب، فيقذفون المحصنات، ويهجون الأبرياء، فوقع الذم على الأغلب، واستثني منهم من لا يفعل ذلك، كما قال سبحانه: (والشعراء يتبعهم الغاوون *ألم تر أنهم في كل واد يهيمون*وأنهم يقولون ما لا يفعلون* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا) [الشعراء:224-227]
وما ورد في السنة من ذم حفظ الشعر فالمقصود به الإكثار من ذلك حتى يشغله عن القرآن والسنة والتفقه في الدين، أو ما كان فيه تشبيب بالنساء ونحوه.
والله أعلم.
17048
عنوان الفتوى:المتوفى عنها زوجها...نفقتها وسكناها رقم الفتوى:17048تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : على من نفقة المرأة التي توفي زوجها خلال العدة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمتوفى عنها زوجها لا نفقة لها على الزوج المتوفى، فلا تخرج نفقتها من تركته سواء كانت حاملاً أو غير حامل، لأنها وارثة من جملة الورثة، وقد حدد لها نصيبها من الإرث، وهو: الربع أو الثمن، فلو فرض لها شيءٌ من النفقة لأدى إلى زيادة نصيبها على المقدر شرعاً، وهذا لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم، وإنما اختلفوا في السكن هل لها السكنى أم لا؟.
فمنهم من أوجب السكنى مطلقاً، ومنهم من أسقط ذلك مطلقاً، ومنهم من فرق بين الحامل وغير الحامل.
والذي يترجح من ذلك عدم وجوب السكنى لها، لأن إيجاب السكنى لها مؤدٍ إلى زيادة حصتها في التركة على ما قدره الله لها من الثمن أو الربع، وهذا أحد قولي الشافعي وهو موافق لإحدى الروايتين عن أحمد.
والله أعلم.
17049
عنوان الفتوى:حكم الصلاة على الجنازة في المسجد رقم الفتوى:17049تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : لماذا لا يصلى على الميت داخل المسجد؟

(6/411)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصلاة على الجنازة في المسجد محل خلاف بين العلماء، منهم من أجازها بلا كراهة، ومنهم من كرهها، فالشافعي وأحمد وإسحاق يصححون الصلاة على الجنازة في المسجد بلا كراهة، مستدلين بما رواه مسلم وغيره أن عائشة رضي الله عنها أمرت أن يمر بجنازة سعد بن أبي وقاص في المسجد فتصلي عليه، فأنكر الناس ذلك عليها، فقالت: ما أسرع ما نسي الناس! ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلاّ في جوف المسجد.
وذهب أبو حنيفة ومالك في المشهور عنه إلى كراهة الصلاة على الجنازة في المسجد، مستدلين بما رواه أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى على جنازة في المسجد، فلا شيء له".
وهذا الحديث قد رد عليه الأولون بجملة ردود منها:
أولاً: أن الحديث ضعيف، قاله الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
ثانياً: أن الوارد في النسخ المشهورة المسموعة من سنن أبي داود قوله: "فلا شيء عليه" بدل فلا شيء له.
ثالثاً: أنه -على رواية لا شيء له- محمول على نقص الأجر في حق من صلى على الجنازة في المسجد، ورجع ولم يشيعها إلى المقبرة، فقد فاته أجر كثير ظفر به من شيعها وحضر دفنها.
وبعد هذا نقول: الراجح من أقوال أهل العلم جواز الصلاة على الجنازة في المسجد اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم صحة المعارض لذلك.
والله أعلم.
17050
فتاوى
عنوان الفتوى:تائبون من الزنا...هل يقيم بعضهم لبعض الحد رقم الفتوى:17050تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم

(6/412)


أنا شاب مسلم أدرس في الخارج وقد فعلت الزنا وتبت إلى الله وأرجو منه أن يقبل توبتي ويوجد حوالي خمسة أشخاص مثلي ونريد أن نتطهر من ذنونا قبل أن نلاقي ربنا وإن كان الحكم أن يجلد كل منا 100 جلدة فنحن موافقون فهل من الممكن أن يجلد كل منا الآخر وإن لم يكن كذلك فما الحل؟ ونرجو من فضيلة الشيخ أن يراعي أننا لا نريد أن يفضح أمرنا بعد أن ستره الله الرحمن الرحيم! إن كان ممكنا ذلك فما هي طريقة الجلد؟ وما هي أوصاف الجالد؟ وإن كان غير ذلك أرجو أن تشرح لنا بالتفصيل.
ونرجو من الله أن يهدينا وييسر الهداية لنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولكم الهداية إلى طاعته والثبات على دينه، وحيث إنكم تبتم إلى الله وصدقت توبتكم، فلا يلزم إقامة الحد عليكم ما دام لم يرفع أمركم بعد إلى الحاكم الشرعي، ويجب عليكم أن تستتروا بستر الله عليكم، كما هو مبين في الفتوى رقم: 1095.
وننصحكم بكثرة الاستغفار والطاعات، فإن الله يقول: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) [النساء:110]
ويقول سبحانه: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82]
ويقول سبحانه: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) [هود:114]
والله أعلم.
17051
عنوان الفتوى:شروط الاستعانة بالكافر والسلام عليه رقم الفتوى:17051تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم أن تستعين بنصراني للحصول على عمل أي يساعدك في الحصول على الوظيفة وهل وده والسؤال عنه وعن صحته والسلام عليه جائز؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/413)


فإنه يجوز للمسلم أن يستعين بالكافر المسالم للمسلمين في الأمور التي لا تتصل بالدين مثل: الطب، والزراعة، والصناعة، وغير ذلك من الأمور الدنيوية، والوظيفة من هذه الأمور، فقد استأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أريقط ليدله على الطريق في الهجرة، وهو يومئذ مشرك، كما يجوز أيضاً للمسلم أن يقبل هدية الكافر ويهدي له، فقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية الملوك، وقد قال الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة:8] .
فمن مقتضيات هذه العلاقة تبادل المصالح والمنافع، وهذا المعنى لا يدخل في نطاق النهي عن الموالاة، إذ أن النهي عن الموالاة يقصد به النهي عن محالفتهم ضد المسلمين، وعن الرضا بما هم فيه من الكفر والتشبه بهم ومحبتهم.
وأما السلام عليهم، فقد أجازه بعض العلماء مثل: سفيان بن عيينة فقد سئل هل يجوز السلام على الكافر؟ قال: نعم. قال الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) [الممتحنة:8] .
وقال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ) [الممتحنة:4] ، وقال إبراهيم لأبيه: (سَلامٌ عَلَيْكَ) [مريم:47] .

(6/414)


وأما حديث النهي عن البدء بالسلام على اليهود والنصارى، فقد قال القرطبي إنه محمول على ما إذا كان السلام لغير حاجة، وهناك حديث أسامة بن زيد المتفق عليه وهو: "أنه صلى الله عليه وسلم مر على مجلس فيه مسلمون ويهود ومشركون، فسلم عليهم". وهو يدل على جواز السلام على الكفار لحاجة، إذ أنه صلى الله عليه وسلم سَلَّم على الجميع، وقد جاء يدعو المجلس إلى الإسلام -أعني غير المسلمين منه-، وقد سلم عبد الله بن مسعود على كافر كان قد سافر معه. قال علقمة : فقلت له: يا أبا عبد الله، أليس يكره أن يبدؤوا بالسلام؟ قال: نعم، ولكن لحق الصحبة.
فتبين من هذا أن السلام على الكافر لا بأس به إن كان لحاجة أو لصحبة.
وأما السؤال عن حاله فلا شيء فيه من باب أولى، وقد جاء في الحديث أن غلاماً من اليهود كان مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه... إلى آخر الحديث. وهو في البخاري وأبي داود ومسند الإمام أحمد. وفيه دلالة على جواز السؤال عن حال الكافر، لأن العيادة أخص من السؤال عن الحال.
والله أعلم.
17052
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:17052تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لى سؤال خاص بموضوع الزكاة
فلقد أخذت من الشركة التى أعمل بها قرضاً حميد ( بدون فوائد ) وعملت بجزء منه فى التجارة والجزء الآخر مازال معي وخلال الشهرين القادمين سوف يمر الحول على النقود فما حكم الزكاة فى هذه الحالة؟ ولكم جزيل الشكر
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي عليه جمهور أهل العلم هو أن الديّن يسقط الزكاة في الأموال الباطنة وهي النقود وما ألحق بها من عروض التجارة.

(6/415)


وعليه، فإذا كان ما بيدك الآن لو نزعت منه ما عليك من دين لم يبق بعده نصاب فلا زكاة عليك إلا إذا كانت لك أموال أخرى غير زكوية ولست محتاجاً لها، وقيمتها تفي بقضاء ما عليك من دين كأن يكون لك أكثر من بيت وأنت لاتحتاج في السكن إلا إلى بيت واحد أو تكون لك أكثر من سيارة ولاتحتاج إلى الزائد عن واحدة أو نحو ذلك وراجع الفتوى رقم:
6336 10089.
والله أعلم.
17054
عنوان الفتوى:لا يشرع المسح على الخفين في وضوء تخفيف الجنابة رقم الفتوى:17054تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : هل يصح المسح على الخفين في وضوء تخفيف الجنابة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فوضوء تخفيف الجنابة هو وضوء الجنب ومثل هذا الوضوء لا يجزئ فيه المسح على الخفين، لأن من شرط صحة المسح على الخفين أن يلبسا على طهارة. أما من لبسها بعد الجنابة أو أجنب وهو لابس لهما، فلا يصح له المسح لعموم الحديث الوارد في وجوب نزع الخفين عند حصول الجنابة، وهو في مسند أحمد وصحيح ابن حبان عن صفوان بن عسًّال رضي الله عنه قال: كنت في الجيش الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرنا أن نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طُهر ثلاثاً إذا سافرنا، ويوماً وليلة إذا أقمنا، ولا نخلعهما إلا من جنابة.
ولمعرفة أحكام المسح على الخفين راجع الفتوى رقم:
5345.
والله أعلم.
17055
عنوان الفتوى:حكم نكاح ابنة المطلقة المدخول بها رقم الفتوى:17055تاريخ الفتوى:16 ربيع الأول 1423السؤال : رجل تزوج امرأة ثم طلقها بعد الدخول ثم تزوجت فهل يجوز لمطلقها ان يتزوج ابنتها من زوجها الثاني
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/416)


فإنه لا يجوز لك أن تتزوج ابنة مطلقتك المدخول بها، سواء كان إنجاب هذه البنت قبل زواجها منك أو بعده، وذلك لأن البنات يحرمن بالدخول على الأمهات، كما أن الأمهات يحرمن بالعقد على البنات، لقوله تعالى في آية ذكر المحرمات:وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ [النساء:23].
فإن قلت: إنها لم تربَّ في حجري، فالجواب: أن الآية هنا خرجت مخرج الغالب، وما خرج مخرج الغالب لا مفهوم له، فيستوي في التحريم الربيبة التي تربت في الحجر والربيبة التي لم تترب فيه، وهذا محل اتفاق بين أهل العلم.
والله أعلم.
17066
عنوان الفتوى:علاج من لا يشعر بعظمة الله بالبراهين رقم الفتوى:17066تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : ماحكم من لا يشعر بعظمة الله ولا يحس بوحوده مع العلم أنه كاره لهذا وما العلاج
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أعتقد أن الأخ السائل يقصد بسؤاله الوسوسة التي يجدها المسلم -أحياناً- ويتعاظم أن يبوح بها، وإذا كان هذا هو المقصود فإنه قد وقع لبعض الصحابة رضي الله عنهم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إِنّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلّمَ بِهِ. قَالَ: "وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟" قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَان. وفي رواية "ذلك محض الإيمان".
قال النووي : "معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلاً عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً.... " انتهى.
فهناك ثلاثة أمور الأول: الإعلان الصريح بالإيمان وجهة الوسوسة (فليقل آمنت بالله).

(6/417)


الثاني: الاستعاذة بالله والاعتصام به وطلب الثبات منه والإلحاح بدعاء "اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك".
الثالث: قطع الوسوسة والانشغال عنها، فإن الوسوسة لا ينفع معها الجدل، بل كلما تمادى بها الشخص كلما زادت حتى تفضي به إلى المهالك.
وما ذكرناه ينفع إذا بقي الأمر في حيز الوسوسة، أمَّا إذا تجاوز ذلك فيجب علاجه، وعلاجه في زيادة اليقين المورث خشية الله واستشعار عظمته وقُربه ومعيته. وزيادة اليقين تكون من ثلاث جهات، من جهة وسيلته وهي الأدلة فكلما تكاثرت الأدلة والبراهين على عظمة الله ووجوده وعلمه كلما كان اليقين أشد رسوخاً وأعمق أثراً في القلب، فلا تزلزله الشبهات ولاتمحوه الشهوات.
والجهة الثانية: ما يتعلق باليقين وهي القضايا المصُدًّق بها، فكلما كان اطلاع الشخص على تفاصيلها أكثر كان إيمانه بها أعظم، خذ مثلاً عظمة الله التي وردت في السؤال، من يقف على تفاصيل هذه العظمة ويتأمل فيها ليس كمن يؤمن بها إجمالاً، ولذلك كان رسولنا صلى الله عليه وسلم أشد الناس خشية لله لما يعلمه من عظمة الله، وهو يشير إلى ذلك بقوله: والله إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية . فبدأ بالعلم بالله، وقال صلى الله عليه وسلم : لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً.
وفي الحديث القدسي: أن الله يسأل الملائكة - وهو أعلم - ما يقول عبادي؟ فتقول الملائكة يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويُمجدونك، فيقول هل رأوني؟ فيقولون : لا ولله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني ؟ يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً . متفق عليه

(6/418)


ونحن لم نر الله عياناً في الدنيا، ولكننا نرى أثر قدرته في الليل إذا سجى، وفي النهار إذا تجلى، وفي النجم إذا هوى، وفي الرعد إذا قصف، وفي البرق إذا خطف، وفي القمر إذا خسف، في الحيَّ يخرج من الميت وفي الميت يخرج من الحي:يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [الروم:19]، وقال تعالى:هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد:3].
وكيف لا نحس بوجوده؟ وهو أقرب إلى عبده من حبل الوريد آخذ بناصيته مصدق لسمعه وبصره مقلب لحركات قلبه وخطرات نفسه مدبر غذاء روحه وجسده :الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ*وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ*وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ*وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ [الشعراء،78-81].
إذاً بقدر ما تتأمل في عظمة ملك الله الكبير العظيم، تتمثل عظمة ذاته وصفاته، فينعكس هذا التعظيم والعرفان على علاقتك معه.
فوا عجبا كيف يُعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد

(6/419)


أما الجهة الثالثة لزيادة اليقين: فهي جهة ثمرة هذه البراهين والأدلة والاطلاع على تفاصيلها ودقائقها، وثمرة ذلك العمل الذي هو مقتضى العلم، والله تعالى عندما ذكر التفكر في قوله:الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ إلى إن قال تعالى:رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا إلى أن قال:فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ فذكر ربنا الاستجابة لصوت الإيمان، وأنه يجازي على العمل، فالفكرة النظرية تظل عديمة الفائدة ضعيفة الأثر ما لم تتحول إلى عمل، وكلما تكرر العمل بها كلما ازدادت قوة في النفس وثباتاً في العقل :وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً [النساء:66]
وعلى ذلك نقول: كلما ازداد العبد طاعة لله كلما زاد إيمانه ويقينه، وكلما كثرت مخالفاته لأوامر الله كلما قل يقينه وضعف.
والله أعلم.
17069
عنوان الفتوى:أقوال العلماء فيمن أحصر ولم يسق هديا رقم الفتوى:17069تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : السؤال: إذا أحصر أحدهم ولم يكن معه هدي هل يذهب ويحضر هديا ويذبحه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/420)


فمن أحرم بحج أو عمرة فأحصر فليس له التحلل قبل أن يذبح هدياً، ويجزئه أدنى الهدي وهو شاة أو سبع بدنة، لقوله سبحانه:فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْي [البقرة:196] وله ذبحه في موضع الحصر من حلٍّ أو حرم، فإن كان لم يسق هدياً أو لم يجد هدياً يشتريه أو وجده عند من لا يبيعه أو لم يكن واجداً للثمن أو واجداً له وهو محتاج إليه لمؤنة سفر، فذهب مالك وأبو حنيفة إلى أنه لا بدل للهدي، فيتحلل وليس عليه شيء. وذهب الشافعي في الأصح إلى أنه ينتقل إلى الإطعام، والأصح في الإطعام عنده أن تقوَّم الشاة فيخرج قيمتها طعاماً، فإن عجز عن الإطعام صام عن كل مد يوماً.
وذهب أحمد وهو قول ثان للشافعي إلى أنه ينتقل إلى الصيام، فيصوم عشرة أيام ثم يتحلل..قياساً على هدي التمتع.
ولعل هذا القول الأخير هو أقرب الأقوال إلى الصواب، لأن حال المحصر شبيه بحال المتمتع.
والله أعلم.
1707
عنوان الفتوى:ليس للزوج منع زوجته من حج الفريضة إن وجدت محرما رقم الفتوى:1707تاريخ الفتوى:21 شوال 1421السؤال : بالنسبة للحج هل يجوز للمرأة أن تؤدي فريضة الحج بدون موافقة زوجها على أدائها لفريضة الحج؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية، والحنابلة وهو وجه للشافعية إلى أنه ليس للزوج أن يمنع زوجته من حج الفرض، إذا وجدت محرماً، وأنه لا يلزمه الذهاب معها، وأن له أن يمنعها من النفل. وحجتهم في ذلك أن حق الزوج لا يقدم على فرائض العين كصوم رمضان، فليس للزوج منع زوجته منه، لأنه فرض عين عليها.
وذهب الشافعية - في الاصح عندهم. إلى أنه لا بد من إذن الزوج في الفرض والنفل، لأن في ذهابها تفويت حق الزوج، وحق العبد مقدم، ولأن الحج مفروض على التراخي مرة في العمر. إلا إذا خافت العجز البدني، وشهد بذلك طبيبان عدلان، فلا يشترط إذن الزوج لها.

(6/421)


والأظهر ما ذهب إليه الجمهور. لأن التعليل بأن حق العبد مقدم على حق الله تعليل غير قويم فإن نصوص الوحي طافحة بتقديم حق الله، ، ولأن الراجح أن الحج واجب على الفور لا على التراخي.
والله أعلم.
17073
عنوان الفتوى:حكم من استمنى بعد طواف الإفاضة رقم الفتوى:17073تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : قمت بالحج ويوم النفرة قمت بعملية التحلل الأكبر جزءا منه وهو الطواف وأخرت السعى إلى فترة أسبوع وفي هذة الفترة قمت بفعل استخدام ما يسمى بالعادة السرية
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنت عملت هذا العمل بعد طواف الإفاضة فلا يلزمك دم وحجك صحيح، ولبيان حكم العادة السرية يراجع الفتوى رقم:
3650.
والله أعلم.
17075
عنوان الفتوى:المرابي محارب لله ملعون على لسان رسوله رقم الفتوى:17075تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : اقترضت مالا بربا مع مال حلال لشراء بقعة أرضية ما حكم الشرع في هذا المال الذى اقترضته؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالربا حرام وحرمته مما يعلم من الدين بالضرورة، والآيات والأحاديث في تحريمه كثيرة، وعلى ذلك إجماع المسلمين.
فعلى الأخ السائل أن يبادر بالتوبة إلى الله عز وجل، فإن المرابي محارب لله ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكل الربا من السبع الموبقات اللاتي عدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما عليه أن يتخلص من هذا العقد فيرد المال الذي اقترضه بالربا، ويطلب من المقرض أن يأخذ رأس ماله فقط، كما أمر الله بذلك، فإن لم يرض بذلك واستطاع المقترض أن يرفض دفع الفوائد الربوية فليفعل لأن المقرض لا حق له فيها، فإن لم يستطع وأجبر على دفعها، دفعها مع التوبة، والإثم على المقرض.
والله أعلم.
17078

(6/422)


عنوان الفتوى:أربع وصفات تعين على التربية الإسلامية الشاملة رقم الفتوى:17078تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : كيف نربي أولادنا تربية إسلامية بعيدا عن العبثية والشدة في التعامل وجزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلكي نربي أولادنا على التربية الإسلامية الشاملة العميقة الأثر البعيدة المدى نحتاج إلى أربعة أنواع من التربية:
1- التربية الإيمانية: ويقصد بها ربط الولد منذ تعقله بأصول الإيمان، وتعويده منُذ تفهمه على الإتيان بأركان الإسلام، وتعليمه من حين تمييزه مبادئ الشريعة.
2- التربية الخُلقية والمقصود بها مجموعة المبادئ الخُلقية والفضائل السلوكية التي يجب على ولي الطفل أن يعلمه إياها ويوجهه إليها ليعتاد عليها منذ تمييزه، وهذه الأخلاق مثل: الصدق والأمانة والإيثار والرجولة والشهامة واحترام الكبير ... الخ ، وصيانته عما يُدنّس أخلاقه من السب والكذب والميوعة.
3- التربية الجسمية: ويقصد بها أن ينشأ الأولاد على قوة الجسم وسلامة البدن ومظاهر الصحة والحيوية.
4- التربية العقلية العلمية: وهي تكوين فكر الطفل وتثقيفه بكل ما هو نافع من العلوم الشرعية، والثقافية العلمية العصرية.
فهذه الأنواع الأربعة إذا أحسن الأب أو الوليُّ عموماً تربية الطفل عليها شيئاً فشيئاً متدرجاً متلطفاً متفهماً لحاجات واحتياجات الطفل في كل مرحلة من مراحل طفولته ومراهقته، فهي كفيلة بعد توفيق الله وهدايته أن تصنع شاباً صالحاً يخشى الله، ويسعى لإعلاء كلمته ونصرة أمته.
وينصح بتعلم فن التربية والاستفادة من تجارب الآخرين الناجحين فيها، وقراءة الكتب المتخصصة في التربية، مثل كتاب "تربية الأولاد في الإسلام" لعبد الله ناصح علوان والذي نقلنا في الجواب بعضاً مما جاء فيه.
والله أعلم.
1708

(6/423)


عنوان الفتوى:لا يحق لك أخذ ما خرج من غلة المرهون عندك رقم الفتوى:1708تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : رجل طلب مني سلفة ورهن عمارة لدي وقد قمت بتحصيل إيجارات العمارة، وقد أرجع لي كامل المبلغ. فهل الإيجارات المحصلة تعتبر فوائد ربوية حيث أنه دين جر منفعةً؟ وجزاك الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما خرج من غلة العقار المرهون لا يحق لك أخذه بل يجب عليك أن تدفع الحصيلة لصاحب العقار بمجرد تحصيلها ولا يحق لك إمساكها، لأن الرهن منصب على رقبة العقار فقط لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يغلق الرهن من صاحبه له غنمه وعليه غرمه". [رواه ابن ماجه ومالك وحسنه السيوطي]. والنماء من الغُنْم فوجب أن يكون له ،ولأن الرهن عقد لا يزيل الملك عن الرقبة المرهونة. فعليك أن ترجع محصلة الإيجارات لصاحب العمارة وأن تستسمحه في الفترة التي أمسكتها فيها؛ لأنه لا حق لك فيها أبداً فقد أجمع أهل العلم على ملكه لربّ الرهن. والله أعلم.
17080
عنوان الفتوى:حديث "حسبي الله...." ضعيف رقم الفتوى:17080تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : ما صحة هذا الحديث ( من قرأ " حسبنا الله ونعم الوكيل " 450 مرة كانت له حفظا لنعمة واستجلابا لزيادة فضل الله وأمانا لكل خائف وهداية لرضوانه ) 0
وجزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحديث لا نعلم له أصلاً بهذا اللفظ المذكور في السؤال، لكنه ورد بلفظ آخر أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف. وقد ضعفه الألباني -رحمه الله- في السلسلة الضعيفة.
والله أعلم.
17083
عنوان الفتوى:الزواج المؤقت حرام وباطل رقم الفتوى:17083تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : أزواج وزوجات الليلة الواحدة؟

(6/424)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان السائل يقصد الزواج المؤقت فإنه حرام وباطل، سواء أطالت المدة أم قصرت وهذا النوع من الزواج هو نكاح المتعة الذي أجمع العلماء على تحريمه، وممن نقل الاجماع على ذلك، ابن المنذر والقاضي عياض وغيرهما، وللاطلاع على أدلة التحريم، وتفصيل القول فيه راجع الفتوى رقم:
1123.
والله أعلم.
17084
عنوان الفتوى:بعض ما رآه النبي ليلة الإسراء بشأن النساء رقم الفتوى:17084تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : هل يمكنني الحصول على التفاصيل التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج وما شاهده من تعذيب النساء ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج كثيرة ولا يتسع المقام هنا لذكرها كلها، فمن أراد الاطلاع عليها كلها فليراجع لها كتب التفسير عند بداية سورة الإسراء وعند تفسير سورة النجم، وكتب الحديث عند الكلام على حادثة الإسراء والمعراج.
ومن جملة ما رآى صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج بخصوص النساء نساء معلقات بثديهن! وعندما سأل صلى الله عليه وسلم عنهن قال له جبريل: هؤلاء الزناة، -وفي بعض الروايات أنه قال له-: هؤلاء اللواتي تقتلن أولادهن، -وفي بعضها أيضا- أنهن الغمازات النمازات.. إلى غير ذلك مما جاء في الروايات المختلفة.
ومن ما ورد أيضاً في شأن النساء خاصة من ما اطلع عليه ليلة الإسراء ما أخبر عنه بقوله لهن: يا معشر النساء، تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار... إلى آخر الحديث وهو في صحيح البخاري وهذه الرواية كانت ليلة الإسراء.
والله أعلم.
17085
عنوان الفتوى:مات جاهلا بحكم كفارة القتل الخطأ...ما الحل رقم الفتوى:17085تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(6/425)


قَتَلَ أبي طفلاً بواسطة سيارته وذلك لم يكن عمدا.
وبعد هذه الحادثة بسنوات توفي أبي ولم يفعل أي شيء لا صيام ولا دية لجهله لحكم قتل الخطأ.
فسؤالي :
مالذي أستطيع فعله لتكفير ذنب أبي الصيام أو الصدقة أو .......
أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القتل الخطأ يوجب أمرين:
الأمر الأول: حق مالي وهو الدية، يدفعها عصبة القاتل إلى أهل القتيل إن لم يعفوا.
الأمر الثاني: حق الإسلام وهو الكفارة، وهي: عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
قال تعالى:وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء:92].
وقد أجمع العلماء على أن دية القتل الخطأ على العاقلة -عصبة القاتل، والقاتل فرد من أفرادها- كما ذكر ذلك ابن قدامة في المغني، عملاً بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم الدية على العاقلة، وبفعل عمروعلي رضي الله عنهما.
فعلى هذا يجب على عصبة أبيك دفع الدية لأهل القتيل إلا أن يعفوا.

(6/426)


أما الكفارة: فتجب في مال القاتل لا يشاركه أحد في تحمل شيء منها، فتدفع مما تركه من الميراث، فيطعم ستون مسكيناً من مال تركته، ولا يصام عنه على الراجح، لأن الصوم في هذه الحالة لا يمكن نيابة، وإذا لم يترك مالاً فيندب لأبنائه الإطعام عنه براً به، وعتق الرقبة متعذر في هذا الزمن بسبب إلغاء الرق.
والله أعلم.
17086
عنوان الفتوى:درجة حديث علي في الحث على التمسك بالقرآن رقم الفتوى:17086تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : ورد حديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله لسيدنا علي كرم الله وجهه حول فضائل قراءة بعض سور القرآن الكريم ..يرجى ذكر نص هذا الحديث . وجزاكم الله خيرالجزاء
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم نطلع على حديث عن علي رضي الله عنه بخصوص فضائل بعض السور، بل المشتهر في هذا الموضوع تلك الأحاديث الموضوعة والمنسوبه لأبي بن كعب رضي الله عنه، والتي ذكرها الزمخشري عند نهاية كل سورة.

(6/427)


كما اشتهر أيضاً حديث عن علي رضي الله عنه في الحث على التمسك بالقرآن والاشتغال به، وهذا أيضاً ضعيف، وإليك نصه كما في سنن الترمذي عن الحارِثِ الاعْوَرِ قالَ: مَرَرْتُ فِي المَسْجِدِ فَإِذَا النّاسُ يَخُوضُونَ فِي الأَحَادِيثِ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِي، فَقلت: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَلاَ تَرَى النّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الاحَادِيثِ؟ قالَ: وقد فَعَلُوهَا؟ قلت: نَعَمْ، قالَ: أَمَا إِني قد سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَلاَ إِنّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، فَقلت: مَا المَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ الله؟ قالَ: كِتَابُ الله فِيهِ نَبَأُ مَا كان قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبّارٍ قَصَمَهُ الله، وَمَنْ ابَتَغَى الهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلّهُ الله، وَهُوَ حَبْلُ الله المَتِينُ، وَهُوَ الذّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصّرَاطُ المُسْتَقِيمُ، هُوَ الّذِي لاَ تَزِيعُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الالْسِنَةُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقُ عَلى كَثْرَةِ الرّدّ، وَلاَ تَنْقَضَي عَجَائِبُهُ، هُوَ الّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتّى قالُوا {إِنّا سَمِعْنَا قُرْآنَا عَجَبَاً يَهْدِي إِلَى الرّشْدِ فَآمَنّا بِهِ}، مَنْ قالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ". خُذْهَا إِلَيْكَ يَا أَعْوَرُ.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ غريبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هذا الوجه، وَإِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ. وَفي الحارث مَقَالٌ.
والله أعلم.
1709

(6/428)


عنوان الفتوى:وقت سجدة التلاوة في الصلاة رقم الفتوى:1709تاريخ الفتوى:28 شوال 1422السؤال : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته. إذا قرأنا في الصلاة سورة فيها سجود تلاوة، هل نسجد بعد القراءة مباشرة ثم نعود للركوع، أم نؤجل السجود إلى ما بعد الصلاة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فاعلم أخي السائل أن سجود التلاوة في الصلاة يكون عقب قراءة آية السجدة مباشرة، فعن بن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن فيقرأ سورة فيها سجدة فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد بعضنا موضعا لمكان جبهته، رواه مسلم، فقول الراوي فيقرأ سورة فيها سجدة فيسجد دليل على أن السجود عقب تلاوة آية السجدة مباشرة، لما أفادته الفاء من الترتيب مع التعقيب، ومن ركع قبل سجود التلاوة سقط عنه سجود التلاوة نص على ذلك الإمام أحمد قال ابن مسعود إن شئت ركعت وإن شئت سجدت، وبه قال الربيع بن خثيم وإسحاق وأصحاب الرأي، قال مسروق: قال عبد الله إذا قرأ أحدكم سورة آخرها سجدة فليركع إن شاء وإن شاء فليسجد.
وأما ما يقال في السجود فهو: سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته زاد أبو عبد الله في روايته "فتبارك الله أحسن الخالقين" رواه البيهقي في السنن الكبرى من حديث عائشة رضى الله عنها.
وبعد أن تسجد للتلاوة فلك أن تكمل القراءة ولك أن تركع.
قال في الإنصاف: إذا قام المصلي من سجود التلاوة، فإن شاء قرأ ثم ركع، وإن شاء ركع من غير قراءة.
والله أعلم.
17091
عنوان الفتوى:عدم المحافظة على الصلاة يكون بفعلها في غير وقتها رقم الفتوى:17091تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : أعمل في عمل دوامي فيه ليلأ من الساعة الثانية عشرة حتى منتصف النهار مما يجبرني على النوم من بعد صلاة الظهر حتى بعد صلاة العشاء
هل يجوز لي ذالك

(6/429)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعن عبادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خمس صلوات افترضهن الله، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن، كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه. وفي رواية: فمن حافظ عليهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني والنووي والعراقي.
فهذا الوعد الكريم إنما هو لمن حافظ على الصلوات في أوقاتها متمثلاً قوله تعالى:حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238]، وعدم المحافظة عليها يكون بفعلها في غير وقتها، وبالتكاسل عنها وعدم الحرص على إكمال شروطها وأركانها.
فأنت -أيها الأخ- أمام عهد من الله بجنة عرضها السماوات والأرض بشرط محافظتك على هذه الصلوات في أوقاتها المعلومة، مع الإتيان بهن على أكمل وجه مستطاع.
فيجب عليك أن تتخذ من الوسائل ما يعينك على الاستيقاظ من نومك لكي تصلي في الوقت والجماعة.
ويكفيك نوم ساعات من بعد صلاة الظهر إلى العصر، وبعد العصر كذلك إن شئت.
وتذكر دائماً قول الرسول صلى الله عليه وسلم إنّ أَوّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلاَتُهُ فَإِنْ وُجِدَتْ تَامّةً كُتِبَتْ تَامّةً وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لَهُ مِنْ تَطَوّعٍ يُكَمّلُ لَهُ مَا ضَيّعَ مِنْ فَرِيضَةٍ مِنْ تَطَوّعِهِ ثُمّ سَائِرُ الأَعْمَالِ تَجْرِي عَلَى حَسَبِ ذَلِك. رواه النسائي وصححه الألباني .
والله أعلم.
17092
عنوان الفتوى:الحسبة...أركانها وآدابها ومراتبها رقم الفتوى:17092تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : أرجو من سيادتكم أن تشرحوا لنا ما معنى الحسبة في الإسلام..ولكم جزيل الشكر

(6/430)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الحُسبة لغة: مشتقة من الاحتساب وهو طلب الأجر كما في الحديث: من صام رمضان إيماناً واحتساباً. أي طلب الأجر من الله تعالى.
أما في الاصطلاح فهي "أمر بالمعروف إذا ظهر تَرْكُه، ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله".
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أعم من الحسبة، فيؤمر بالمعروف وإن لم يترك، وينهى عن المنكر وإن لم يرتكب، كما يفعل الخطباء والعلماء من الحث على فعل الخيرات وترك المنكرات، فتكون الحسبة أخص من حيث إنها تتعلق بالمعروف الذي ترك، والمنكر الذي فعل.
وأركان الحسبة هم:
1) مُحتسب 2) مُحتسَب عليه 3) مُحتسَب فيه 4) احتساب.
فالمحُتسب هو من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يشترط فيه إذن من ولي الأمر"السلطان" فكل مسلم مأمور بتغيير المنكر: من رأى منكم منكراً فليغيره. ونقل القرطبي الإجماع على أن المنكر واجب تغييره على كل من قدر عليه، ثم إن من الحسبة، الحسبة على السلاطين، فكيف يُطلب منهم الإذن للاحتساب عليهم؟!
ولكون المحتسب يُرجى له الحصول على أجر الاحتساب شروط نذكر منها ما لا بد منه: وهو الإسلام وإخلاص النية والمتابعة..أي متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في الاحتساب. ومنها: العلم بما يأمر به وينهى عنه، وبأحوال المأمور والمنهي والملابسات وظروف المنكر. ومنها: القدرة على التغيير من اليد إلى اللسان إلى القلب الذي لا يُعفى منه أحد.
وهناك آداب للمحتسب من أهمها: الرفق في الاحتساب ووضعه في موضعه، ومن الآداب: البدء بالنفس، والبدء بالأهم، ومراعاة سنة التدرج، والموازنة بين المصالح والمفاسد، والصبر واحتمال الأذى، والسعي لإيجاد البدائل الإسلامية للمنكرات المراد إزالتها.

(6/431)


المحتسب عليه: هو من يؤمر بالمعروف ويُنْهى عن المنكر، ومن شروطه، أن يكون بصفة يصير الفعل الممنوع منه في حقه منكراً؛ وإن لم يكن معصية يحاسب عليها ديانة، فكل من الصبي والمجنون والناسي والجاهل يمنع من المنكر، وإن لم يكن مؤاخذاً به شرعاً عند الله. والمحتسب عليهم يختلفون باختلاف حالهم في القرابة والبعد والقوة والشوكة ودخولهم في الإسلام وغير ذلك. ولكل واحد منهم أحكام ومباحث لا يتسع المجال لتفصيلها.
المحُتسب فيه: هو المنكر الموجود الظاهر للمحتسب بغير تجسس، ويكون مما يعلم أنه منكر بغير اجتهاد، ومن شروطه: أن يكون موجوداً في الحال هو أو مقدماته، أما ما فات فليس فيه إلا النصح، وأن يكون ظاهراً يراه المحُتسب أو يسمعه أو ينُقل له نقلاً موثوقاً، كل ذلك بدون تجسس، ومن شروطه: أن لا يكون مما اختلف فيه من مسائل الاجتهاد اختلافاً معتبراً، فلا إنكار في مسائل الاجتهاد.
الاحتساب: وهو القيام بالحسبة: وهو مراتب ولكل مرتبة شروط.
الأولى: التغيير باليد وهي أقوى مراتب الحسبة، ومن أهم شروطها: القدرة وعدم ترتب مفسدة أكبر من الاحتساب.
المرتبة الثانية: التغيير باللسان، وإنما ينتقل إليها إذا عجز عن اليد.
المرتبة الثالثة: الإنكار بالقلب، وهذا لا رخصة لأحد في تركه، بل يجب أن يكون بعض المنكر وكراهيته في قلب كل مسلم، فآخر حدود الإيمان هو الإنكار بالقلب.
وحقيقة الإنكار بالقلب، عدم الرضا بالمنكر ومفارقته والنفور منه.
والله أعلم.
17094
عنوان الفتوى:عدد ورود كلمة (بصير) في القرآن، ومعناه رقم الفتوى:17094تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : اسم بصير اسم من أسماء الله الحسنى فكم مرة ذكر في القرآن الكريم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/432)


إن الله جل وجلاله له أسماء حسنى وصفات عُلا دالة على كماله ونعوت جلاله، تعرَّف بها إلى عباده قال تعالى:هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر:24].
ومن فضل الله على عباده أنه جعل هذه الأسماء ليدعى بها دعاء مسألة، فيتوسل بها لطلب الحوائج ودفع النوائب، أو دعاء عبادة بتدبر معانيها ومعرفة مقتضاها فيتعبد بها سبحانه، قال تعالى:وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوه بها [الأعراف:180].
ومن هذه الأسماء اسمه "البصير" ومعناه: الذي لا يغيب عن إدراكه شيء وإن دق وخفي.
ومعرفة هذا المعنى تحقق في النفس الخوف من الله تعالى ومراقبته في السر والعلن وفي الخلوة والجلوة، فيراقبه العبد في جميع أموره، ويستحي أن يراه في معصيته.
هذا هو الأمر الأهم في معرفة الأسماء الحسنى، ولا بأس من التعرف على عدد المرات التي ورد بها الاسم إذا كان في ذلك علم ينفع، وقد ورد اسمه "البصير" في القرآن (51) مرة ورد بلفظ "بصيراً" (11) إحدى عشر مرة.
والله أعلم.
17099
عنوان الفتوى:كيف تعود زوجة من اعتاد لسانه الطلاق رقم الفتوى:17099تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : طلق زوجته طلقتان من قبل ثم حدث شجار بينهما فقال لزوجته وهو منفعل أنت طالق أخرجي من البيت وطردها وقال أنت علي حرام وفعلا خرجت وباتت خارج البيت وهي خارج البيت حتى الآن ولفظ الطلاق في فمه معتاد جداً فهل تقع هذه كطلقة أخيرة؟ رغم أنه يقول إنها كانت غصب عنه وكان منفعلاً ولا يدري ما يقول له ثلاثة أطفال ولا يرغب في الطلاق.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن طلق زوجته الطلقة الثالثة، فإنها تبين منه بينونة كبرى، فلا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره.

(6/433)


والغضب لا يمنع من وقوع الطلاق؛ إلا إن يكون المطلق قد وصل به الغضب إلى حالة تجعله لا يعي شيئا مما يقول، ولا يستطيع أن يتحكم في تصرفاته، فعندها يقع طلاقه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 12287.
وما دام هذا الزوج قد طلق زوجته الطلاق الثالث، وقد ذكرت أن الطلاق يرد كثيراً على لسانه فلا يجوز لها الرجوع إليه إلا بحكم قاض شرعي يثبت عدم صحة طلاقه، وينظر في قوله (أنت علي حرام) وما يقصد بها هل الطلاق أم التحريم؟ وإذا كانت طلاقاً فهل هي تأكيد للأولى أو تأسيس لطلقة أخرى؟
وننصح هذه المرأة بالرجوع إلى المحكمة الشرعية للبت في الأمر، فإن لم توجد المحاكم الشرعية فلا يجوز لها أن تمكنه من نفسها ما دامت تعلم أنه قد طلقها ثلاث مرات، لأن الله جل وعلا يقول: (فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ) [البقرة:230] فإن طلقها الطلاق الثالث فلا تحل له.
والله أعلم.
171
عنوان الفتوى:تجوز زيادة الدعاء في الركوع والسجود بعد ذكر المأثور رقم الفتوى:171تاريخ الفتوى:23 محرم 1422السؤال : السلام عليكم. فى الصلاة هل يمكن أن أقول في الركوع أو السجود دعائين ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد فعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" رواه البخاري، وعنها أيضاً قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفرلي" يتأول القرآن. الحديث رواه مسلم،

(6/434)


ولا منافاة بين ما هنا من دعائه صلى الله عليه وسلم في ركوعه وبين ما رواه ابن عباس من قوله صلى الله عليه وسلم: "فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم،" رواه مسلم، لأن تعظيم الرب في الركوع لا ينافي الدعاء، وغاية ما يدل عليه هو أن التعظيم يأخذ نصيب الأسد من وقت الراكع، كما أن الأمر بالاجتهاد في الدعاء في السجود لا ينافي أصل التعظيم، وإنما يدل على أن الدعاء ينغي أن يأخذ أكثر وقت الساجد، ولا حرج على المصلي أن يدعوا في ركوعه أو سجوده بأكثر من دعاء واحد خصوصاً في السجود لما تقدم ، ولما في مسلم من رواية أبي هريرة: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء"
والله أعلم.
1710
عنوان الفتوى:لا إثم عليك في ذلك سارع للعلاج رقم الفتوى:1710تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم أنا متزوج منذ عشر سنوات ولي بنتان 9/ 7 سنين ولم أنجب مرة أخرى، وذلك لعدم معاشرة زوجتي المعاشرة الصحيحة فنكتفي بقضاء حاجتنا بالاحتكاك من الخارج فقط دون الإدخال. وذلك لعدم قدرة العضو على الانتصاب كاملاً وزوجتي موافقة على ذلك. هل علينا إثم في ذلك ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فأما بالنسبة للجواب فيتكون من شقين: الشق الأول: هذا الفعل لا إثم فيه ولا حرج، لأن هذه زوجتك ولك أن تستمتع بها بما شئت إلا إذا كان الاستمتاع بإتيان المرأة في دبرها أو مجامعتها وهي حائض. فهذان الأمران محرمان. وهذا من حيث عموم الاستمتاع. الشق الثاني: أن عليك أخي الكريم المبادرة إلى البحث عن علاج لمثل هذا الأمر الذي ابتليت به، لأن للمرأة أيضاً حق التمتع كما هو لك أنت قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).[البقرة:228]. ونسأل الله لك الشفاء والعافية (ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها).[البقرة: 286]. والله تعالى أعلم.
17101

(6/435)


عنوان الفتوى:رفع الظلم دون علم الظالم...نظرة شرعية رقم الفتوى:17101تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : أعمل بمؤسسة وفي بعض الأحيان يقوم صاحب المؤسسة بخصم بعض الأيام من العمال ويكون هذا ظلماً بدون وجه حق وأنا في إمكاني أن أمنع هذا الخصم دون علم صاحب المؤسسة فهل يحق لي ذلك؟ ولو كان هناك ظلم وقع على أحد العاملين وأنا أستطيع أن أرفع هذا الظلم دون علم صاحب المؤسسة هل لي ذلك؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن قدر على رفع الظلم الذي لا يرفع إلا به، فالرفع في حقه حينئذ واجب عيني ما لم يترتب على ذلك مفسدة أعظم، ويشترط لذلك معرفة أن هذا ظلم، فإذا كان كذلك فقد وجب عليه بذل الوسع في منعه من الوقوع ورفع ما وقع منه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟ قال: تأخذ فوق يده". رواه البخاري .
وفي حديث البراء بن عازب قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع، فذكر: نصرة المظلوم.
ورفع الظلم الواقع، أو الحيلولة دونه إن كان متوقعاً لا يشترط لواحد منهما إذن ولا علم الظالم إن كان هذا العلم أو الاستئذان قد يحول دون رفع الظلم وتحقيق العدل.
وكم من حقوق ومظالم تستوفى بدون إذن أصحابها، قال الله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) [البقرة:194] ومعلوم أن المقتص منه لا يأذن بالقصاص.

(6/436)


وفي البخاري باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه، وأورد الآية الكريمة: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) [النحل:126] وأورد كذلك حديث هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجلٌ مِسِّيك، فهل عليَّ حرج أن أُطعم من الذي له عيالنا؟ فقال: "لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف".
وفي هذا ما يدل على أنه يجوز استيفاء الحق، ورفع الظلم بدون علم أو إذن من عنده الحق والمظلمة.
والله أعلم.
17102
عنوان الفتوى:وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُون رقم الفتوى:17102تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : ما هي أمثال القرآن الكريم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأمثال جمع مثل، وهو تصوير المعاني بصورة الأشخاص، وفوائده جمة ومنها: تقرير المراد وتقريبه للعقل بصورة المحسوس على غير ذلك، والقرآن الكريم جاء بها وضربها للناس، قال سبحانه: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [العنكبوت:43] .
وعلم أمثال القرآن من أعظم العلوم وأنفعها، قال الماوردي عليه رحمة الله: من أعظم علم القرآن علم أمثاله، والناس في غفلة عنه.
وأمثال القرآن كثيرة وقد صنف فيها العلماء مصنفات منها: أمثال القرآن لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي ، وكذلك الأمثال في القرآن الكريم لابن قيم الجوزية فلتراجع، ففيها غنية في الموضوع.
والله أعلم.
17103
عنوان الفتوى:وجود محرم لبعض النساء لا يكفي رقم الفتوى:17103تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم سفر المرأة مع جماعة للترفيه أو كرحلة مدرسية والمسافة مقدار ساعتين ما حكم ذلك إذا كنا وحدنا؟ وما حكمه إذا كان معنا محرم لواحدة منا فقط؟ وما الحكم إذا كان هذا السفر للتعلم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/437)


فلا يجوز للمرأة أن تسافر بغير محرم طال السفر أم قصر، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم" رواه مسلم .
ووجود محرم لبعض النساء لا يكفي، بل لا تسافر المرأة إلا ومعها محرم، ولا يجوز للمرأة أن تسافر بغير محرم لغرض الدراسة، وإنما اختلف العلماء في سفر المرأة بغير محرم بصحبة رفقة آمنة لأداء فريضة الحج أو لقربة من القربات.
هذا وقد سبق بيان هذه المسألة مفصلة في أجوبة سابقة، فليراجع منها الفتوى رقم: 3096، والفتوى رقم: 6219، والفتوى رقم: 3420، والفتوى رقم: 3859.
والله أعلم.
17104
عنوان الفتوى:العود يأخذ حكم الألات الموسيقية رقم الفتوى:17104تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز التعلم على العود مع العلم أني ملتزم بالصلاة في المسجد ولله الحمد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز التعلم على العود ولا غيره من الآلات الموسيقية، كما لا يجوز العزف عليها، ولا الاستماع لها، ودليل ذلك حديث أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف". رواه البخاري تعليقاً يصيغ الجزم، فهو حديث صحيح محتج به، والحر يقصد به الزنا، والحرير حرام على الرجال كما لا يخفى، والمعازف جمع معزف وهو اسم لما يعزف عليه.
كما روى البخاري وابن ماجه من حديث أبي مالك الأشعري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير" .
وقد علق الإمام ابن القيم على هذا الحديث في كتابه القيم (إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان) فقال: وهذا إسناد صحيح، وقد توعد مستحلي المعازف فيه بأن يخسف الله بهم الأرض، ويمسخهم قردة وخنازير.
وراجع الفتوى رقم: 5282.
والله أعلم.
17105

(6/438)


عنوان الفتوى:حكم الاحتفاظ بالحيوانات المنوية والبويضة رقم الفتوى:17105تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم ما بقي من بويضات وحيوانات في أنبوبة أطفال الأنابيب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التلقيح الصناعي الخارجي المعروف بـ (أطفال الأنابيب) قد سبق بيان حكمه في الفتوى رقم: 5995.
أما ما يبقى من حيوانات منوية وبويضات، فإنه لا مانع من الاحتفاظ بها لإجراء عملية أخرى للتلقيح صناعياً لصاحب النطفة أو صاحبة البويضة، أو لإجراء الفحوصات التي قد يحتاج إليها صاحب النطفة أو صاحبة البويضة، بشرط أمن وقوع بعض التجاوزات، فيجب أن يعلم أن الاحتفاظ بهذه الأشياء في الأماكن المخصصة لها يؤدي في أحيانٍ كثيرة إلى تلاعب بعض عادمي الوازع الديني والأخلاقي من الأطباء.
على أن التخلص من هذه النطفة أو البويضة فور انتهاء عملية التلقيح أولى وأسلم على كل حال.
والله أعلم.
17107
عنوان الفتوى:ماهية الطريقة البرهانية رقم الفتوى:17107تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : قرأت في مواضيعكم وجود فتوى للأزهر عن الطائفة البرهانية وكذلك وجود قرار من مجلس الصوفية بمصر بالتحذير من الطائفة البرهانية وأريد نص الفتوى الأزهرية ونص قرار المجلس الصوفي وذلك لأن هناك البعض شككوا في ذلك وأنا في بلد يوجد فيها عدد من هذه الطائفة.
والله يتولاكم ويحفظكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الطرق الصوفية تشتمل على كثير من البدع التي تتصادم مع ما شرعه لنا ديننا الحنيف، ومن هذه الطرق الطريقة البرهانية، والتي تنسب في الأصل إلى برهان الدين إبراهيم بن عبد العزيز الدسوقي المولود عام 653هـ/1255م.

(6/439)


وقد عُرف بالبرهاني وطريقته بالبرهانية، قال عنه عبد الحميد محمد أحمد مدير موسوعة أهل الذكر بالسودان: ولم يثبت أنه أخذ طريقته عمن سبقه، كما لم يذكر أستاذاً علَّمه، أما الروايات التي تحدثت عن شيوخه فجاءت على سبيل التبرك فقط، فقد أثر عنه قوله: إذا كمل العارف في مقام العرفان أورثه الله علماً بلا واسطة. ا.هـ
وممن انتسبوا إلى هذه الطريقة في السودان محمد عثمان عبده البرهاني لكنه استقل فيما بعد وأطلق على طريقته الطريقة البرهانية، وألف كتاباً سماه (تبرئة الذمة في نصح الأمة) ذكر فيه كثيراً من الكلام الكفري، ونسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى الصحابة رضوان الله عليهم. وقد صدر قرار من مجمع البحوث الإسلامية بمصر بمخالفة هذا الكتاب للإسلام، وتكفير من يعتقد ما فيه.
ولمعرفة المزيد عن الطرق الصوفية راجع الأجوبة رقم: 13742، ورقم: 596، ورقم: 8500.
وراجع موقع الأزهر تحت العنوان التالي: www.alazhr.org
والله أعلم.
17108
عنوان الفتوى:الإعجاز العددي بين المثبتين والنافين رقم الفتوى:17108تاريخ الفتوى:04 ذو الحجة 1424السؤال : أسأل عن الإعجاز العددي في القرآن الكريم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكتاب الله هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:41-42] .
ويجب أن يصان كتاب الله عن الظنون والأوهام، وقد اتفق أهل العلم على حرمة التفسير بالرأي بلا أثر ولا لغة، وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.

(6/440)


وقال عمر وهو على المنبر: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً) ثم قال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأبُّ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر! وقد ذكر هذه الآثار ابن أبي شيبة في مصنفه، و ابن القيم في إعلام الموقعين.
والذي لا يشك فيه مسلم هو أن القرآن معجز في فصاحته وبلاغته، معجز في علومه ومعارفه، لأنه كلام رب العالمين الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً، قال تعالى:
(لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) [النساء:166] .
ولكن لا ينبغي أن يتكلف المسلم استخراج بعض العلاقات الرقمية في كتاب الله بدافع الحماسة، وكتاب الله فيه من المعجزات والحقائق ما هو ظاهر بلا تكلف، فقد أخبرنا القرآن عن أحداث من الغيب ماضية، وأحداث من الغيب آتية.
والإعجاز العددي أمر لم يتطرق لبحثه السابقون من العلماء، وقد انقسم الناس اليوم فيه بين مثبت ونافٍ، ونحن نذكر بعض الضوابط التي لا بد منها للخوض في هذا الأمر.
أولاً: موافقة الرسم القرآني.
ثانياً: أن يكون استنباط الإعجاز العددي موافقاً للطرق الإحصائية العلمية الدقيقة دون تكلف أو تدليس.
ثالثاً: الاعتماد على القراءات المتواترة، وترك القراءات الشاذة.
رابعاً: أن يظهر وجه الإعجاز في تلك الأعداد بحيث يعجز البشر عن فعل مثلها لو أرادوا.
والذي نراه هو أن أكثر ما كتب في الإعجاز العددي لا ينضبط بهذه الضوابط.
والله أعلم.
1711
عنوان الفتوى:آدم نبي ونبوته ثابته رقم الفتوى:1711تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: أبونا آدم رسول أم نبي؟ من فضلكم أريد التفصيل.

(6/441)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فإن آدم عليه وعلى نبينا وجميع الأنبياء الصلاة والسلام، نبيّ فقد كلمه الله غير مرة وهناك آيات تدل على ذلك فمنها: 1. قوله تعالى: (قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) [البقرة: 33]. فالإنباء والخطاب من الله من خصائص الأنبياء عليهم السلام. 2. قصة ابني آدم في قوله: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً). [المائدة:27]. إلى قوله: (إنما يتقبل الله من المتقين). فإنها تدل على أنه بلغ لأبنائه شرعاً من الله، ولذلك قال المؤمن وهو هابيل: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)[المائدة:28]. روى البيهقي في الدلائل عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعث الله تعالى جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما: ابنيا لي بيتاً. فخط لهما جبريل ـ فجعل آدم يحفر وحواء تنقل ـ حتى أجابه الماء ونودي من تحته: حسبك يا آدم. فلما بناه أوصى الله تعالى إليه أن يطوف به وقيل له: أنت أول الناس، وهذا أول بيت وضع، ثم تناسخت القرون حتى حجه نوح عليه السلام، ثم تناسخت القرون، حتى رفع إبراهيم القواعد من البيت" كنز العمال نقل ابن حجر طرفا منه يثبت النبوة . والله تعالى أعلم.
17111
عنوان الفتوى:من لا يريد دخول الحرم لا يلزمه الإحرام رقم الفتوى:17111تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : حضر رجل لأداء فريضة الحج من خارج المملكة ولم يحرم من الميقات ولم يذهب إلى مكة المكرمة بل ذهب إلى المدينة المنورة رأسا وعند عودته من المدينة أحرم من آبار علي للحج فهل ما عمله صحيح؟
وجزاكم الله خيراً لخدمة الإسلام والمسلمين.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/442)


فإن كان هذا الرجل القادم من خارج المملكة قد يمم وجهته إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس عليه في ذلك حرج، وفعله صحيح ولا يلزمه شيء وإن مر بأحد المواقيت، لأنه لا يريد النسك ولا دخول الحرم.
قال ابن قدامة -رحمه الله- بعد أن قسم المجاوزين للميقات إلى قسمين: أحدهما: لا يريد دخول الحرم، بل يريد حاجة فيما سواه، فهذا لا يلزمه الإحرام بغير خلاف، ولا شيء عليه في ترك الإحرام.
وانظر الفتاوى التالية: 11992، 6475، 13571.
والله أعلم.
17114
عنوان الفتوى:الانحراف...أسبابه ومظاهره وعلاجه رقم الفتوى:17114تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : الانحراف ومشكلاته؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الانحراف له أسباب وله مظاهر فمن أسبابه ما يلي:
1- الفقر الذي يخيم على بعض البيوت.
2- التفكك الأسري وما ينشأ عن ذلك من كثرة النزاعات والطلاق..إلخ.
3- الخلطة الفاسدة ورفقاء السوء.
4- سوء معاملة الأبوين.
5- مشاهدة أفلام الجريمة والجنس ومسلسلات الحب في الفيديو والتلفزيون والسينما.
6- شيوع البطالة في المجتمع.
7- غلاء المهور.
8- الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والتي تشتمل على صور النساء وعروض الأزياء.
أما مظاهر الانحراف فكثيرة ومنها ما يلي:
1- الفشل في الدراسة.
2- السرقات والاختلاسات.
3- الإعراض عن الدين.
4- النفور من الصالحين، ومصاحبة الطالحين من رفقاء السوء.
5- تعاطي المخدرات.
6- شرب الخمر.
7- تعاطي الزنا.
8- تعاطي الأفكار المنحرفة.

(6/443)


ومما لا شك فيه أن من يتولى كبر إشاعة الانحراف في أوساط الشباب المسلم هم: اليهود والمنظمات المنضوية تحت راياتهم ماسونية وشيوعية، أو الملاقية لهم في الهدف كالمنظمات الصليبية، فالجميع جندوا طاقاتهم للنيل من شبابنا من خلال البث المباشر والإنترنت وغيرهما من القنوات التي ابتدعوها لنشر سمومهم، وما من شك أن علاج الانحراف بكافة صوره يكمن في شيء واحد، يكمن في التمسك بالإسلام ذلك الدين القويم الذي جاء ليربي أفراده تربية كاملة جسداً وعقلاً وأخلاقاً وسلوكاً، فإنما ينشأ الانحراف دائماً من البعد عن الإسلام وعن التربية الإسلامية، فإذا أهملت تربية الأولاد كان ذلك سبباً رئيساً في انحرافهم وما أحسن ما قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم لفرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا هم بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً.
والله المسؤول أن يصلح شباب المسلمين.
والله أعلم.
17118
عنوان الفتوى:أحكام تتعلق بمن وجد كنزا رقم الفتوى:17118تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : أنا تونسي وقمت باستخراج كنز روماني فهل يجوز بيعه في السوق السوداء وإخراج زكاته مع العلم أن القانون التونسي لا يعطي لمستخرج الكنز إلا خمسة بالمئة من قيمة الكنز؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب على المسلم إذا وجد ركازاً (كنزاً من كنوز الجاهلية) في أرض موات أو خربة من آثار الجاهلية أن يخرج خمسه 20% ويصرفه في مصارف الزكاة، وما بقي بعد إخراج الخمس فهو لواجده، ولا يلزم أن يسلمه للسلطان، بل يسعه أن يتولى هو بنفسه تفريق الخمس على الفقراء والمساكين.

(6/444)


ولا فرق بين أن يكون هذا الكنز ذهباً أو فضة أو مجوهرات أو حديداً قليلاً أو كثيراً، ولا يشترط له الحول، بل إذا وجده أخرج خمسه واستحق الباقي، وفي الحديث المتفق عليه: "وفي الركاز الخمس" .
والله أعلم.
17119
عنوان الفتوى:القائد الفذ محمد بن القاسم الثقفي رقم الفتوى:17119تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : أرغب في التعرف على المزيد من حياة البطل المسلم محمد بن القاسم الثقفي؟ وإذا أمكن إعطائي أسماء المواقع التي كتبت عنه.
ولكم جزيل الشكر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن البطل المسلم محمد بن القاسم الثقفي هو أحد القادة الأربعة الأفذاذ الذين اشتهروا في زمن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك والثلاثة الآخرون هم: قتيبة بن مسلم، وموسى بن نصير، ومسلمة بن عبد الملك .
أما محمد بن القاسم فقد بدت عليه أمارات النجابة والشجاعة وحسن التدبير في الحرب منذ نعومة أظفاره، مما جعل الحجاج بن يوسف الثقفي يعينه أميراً على ثغر السند وهو لم يتجاوز سبعة عشر عاماً، ثم أمده بجيش كبير وعتاد كثير ليفتح إقليم السند - بشبه القارة الهندية - وتحرك محمد بن القاسم بجيشه، وبرزت مواهبه الفذة في القيادة وإدارة المعارك، فحفر الخنادق ورفع الرايات والأعلام ونصب المنجنيقات، ومن بينها منجنيق يقال له: العروس كان يقوم بتشغيله خمسمائة، وقد نجح في مهمته نجاحاً باهراً، واستطاع أن يبسط سلطان الدولة على إقليم السند، وفتح مدينة الديبل التي تبعد 45 ميلاً شرقي جنوب كراتشي في باكستان، وامتدت فتوحاته إلى ملتان في جنوب إقليم البنجاب، وهكذا ظل طوال حياة الوليد بن عبد الملك يحرز للمسلمين الانتصارات تلو الانتصارات إلى أن مات الوليد فتوقف أمره، ولكن بقي ذكره خالداً بين عباقرة الإسلام وأبطاله.
ومن بين المواقع التي ذكرت سيرة البطل محمد بن القاسم الثقفي موقع:
Islamonline.net
Islampedia.com

(6/445)


والله أعلم.
1712
عنوان الفتوى:من كان لديه عقار للتجارة يتضرر ببيعه وليس لديه نقد يخرج منه الزكاة . رقم الفتوى:1712تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : شخص لديه عقار وليس لديه أموال سائلة إلا بقدر إعالة أسرته فكيف يدفع زكاة ماله، خاصة وأن التصرف في عقاره بالبيع سيلحق به خسارة مادية ، ولكم جزيل الشكر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هذا العقار معدا للسكن فلا زكاة فيه، حيث إن الزكاة لا تكون إلا في الأموال النامية أو المعدة للنماء ، أما ما كان منها للقنية أو الاستعمال فلا زكاة فيها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة" رواه البخاري. قال الوزير ابن هبيرة : أجمعوا على أنه ليس في دور السكن وثياب البذلة وأثاث المنزل ودواب الخدمة وعبيد الخدمة وسلاح الاستعمال زكاة. أما إذا كان العقار عروض تجارة تنتظر فيه ربح السوق ولم يكن لديك سيولة لإخراج الزكاة، وكنت تتضرر بالبيع نظراً لانخفاض القيمة فإنه يسعك أن تؤجل الزكاة حتى تبيع العقار، وعندها تخرج زكاة السنوات الماضية، على أن تقوّم العقار كل سنة على حدة. وأما إذا كان العقار مستخدما للإيجار فلا زكاة كذلك في رقبة العقار وعينه ، ولكن في الخارج منه -أي في حصيلة الإيجار- إذا بلغت نصاباً وحال عليها الحول فتجب فيه الزكاة حينئذ ، وإن نقص هذا المال عن النصاب، أو كان قد بلغ النصاب ونقص عنه أثناء الحول بسبب الإنفاق منه فلا زكاة فيه حتى يبلغ النصاب المعلوم، ويحول على هذا النصاب حول تام . والنصاب هو ما يعادل قيمة 85 جراما من الذهب، فيخرج منه 2.5بالمائة. والله أعلم.
17125

(6/446)


عنوان الفتوى:النفقة والسكن للمطلقة رجعياً فرض على الزوج رقم الفتوى:17125تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : أنا زوجة وأم لطفلين عمري 27 عاماً زوجي رجل ثري حدث خلاف بيني وبينه والسبب أهل زوجي ويعلم الله أني مظلومة وطردوني من البيت رغماً عني بعد أن حلف زوجي بالطلاق علماً بأنها المرة الثانية ورفض بقائي في المنزل شهور العدة ما حكم الدين في ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما قام به الزوج من طرد زوجته من البيت بعد طلاقها للمرة الثانية لا يحل له، وهو بهذا التصرف ارتكب ما حرمه الله ونهى عنه بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) [الطلاق:1].
فجعل الله للمطلقة المعتدة السكنى فرضاً واجباً لازماً لا يجوز للزوج أن يمسكه عنها، ولا يجوز لها أن تسقطه عن الزوج. ابن العربي

(6/447)


وفي كلمة: (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ) إضافة البيوت إليهن إضافة سكن وقرار فيها مدة العدة، فلا يجوز في الشرع ولا في الأخلاق وحسن العشرة أن تطرد المطلقة الرجعية وتخرج من بيتها، إلا إذا ارتكبت ما يستوجب إخراجها من فحش وبذاءة على من في البيت من زوج وأهله، أو إلا أن تخرج لحاجتها الضرورية ثم ترجع إليه، وفي بقائها في البيت مع زوجها فرصة للمراجعة وإصلاح ذات البين، ولهذا يقول الله: (لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) . أي: يحدث رغبة للزوج بإرجاع زوجته، فإخراجها يقطع هذا الأمل ويضعفه، ويوسع فجوة الخلاف بحيث يصعب العلاج.
وعلى الزوج أن يعلم أن الله فرض عليه في زوجته المطلقة طلاقاً رجعياً النفقة والسكن، وأنه لا يجوز له إخراجها من بيتها، فليتق الله ولا يتعد حدود الله؛ وإلا فهو الظالم ولا يلومن إلا نفسه، فالظلم ظلمات يوم القيامة.
ويجب عليه -إن لم تكن العدة قد انقضت- أن يرجعها إلى بيتها وينفق عليها، عسى الله أن يؤلف بينهما ويصلح شأنهما.
والله أعلم.
17126
عنوان الفتوى:لا يجوز للخال أن يتزوج ببنت بنت أخته رقم الفتوى:17126تاريخ الفتوى:17 ربيع الأول 1423السؤال : فتاة تقدم لها خال أمها للزواج بها هل ذلك حلال؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للخال أن يتزوج ببنت بنت أخته، لأن خال الأم خال، ودليل ذلك قوله تعالى عند ذكر المحرمات: (وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ...)[النساء:23] .
وهذا محل اتفاق من أهل العلم.
والله أعلم.
17129
عنوان الفتوى:حكم من جاءت زوجته جدة للحج وعاشرها رقم الفتوى:17129تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : رجل مقيم في جدة حضرت زوجته لأداء فريضة الحج وقام بمعاشرتها وهي لم تحرم بعد فهل على الرجل إثم وما هو الحكم في ذلك؟
جزاكم الله خيراً

(6/448)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على من قدم إلى جدة أو غيرها من الأماكن التي داخل المواقيت وهو يقصد الحج أو العمرة أن يحرم من الميقات الذي مر به أو بمحاذاته، سواء كان سفره براً أو بحراً أو جواً، والإحرام هو نية الدخول في النسك، فإذا نوى المار بأحد المواقيت حجاً أو عمرة انعقد إحرامه، سواء تجرد مما لا يجوز له لبسه في الإحرام أو لا، على الصحيح من أقوال أهل العلم.
وعليه، فإن كانت هذه المرأة قد نوت الدخول في الحج، فإنها تعتبر محرمة، فإذا وطئها زوجها بعد وصولها إلى جدة فقد فسد حجها بإجماع أهل العلم، ويلزمها ثلاثة أشياء:
الأول: الاستمرار في حجها حتى ينتهي وإن كان فاسداً، لقول الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) [البقرة:196] ووجه الدلالة أنه لم يفرق بين الصحيح والفاسد، بل أمر بإتمام الجميع، وبهذا أفتى جماعة من الصحابة منهم عمر رضي الله عنه.
الثاني: وجوب قضاء حجها، سواء كان فرضاً أو نفلاً، لأن نفل الحج يجب بالدخول فيه.
الثالث: ذبح بدنة في حجة القضاء.
أما إذا كانت هذه المرأة لم تنو الدخول في النسك عند مرورها بالميقات، بل أخرت الإحرام إلى ما بعد وصولها إلى جدة، وبعد وصولها وطئها زوجها قبل أن تحرم فلا شيء عليهما، لأن الوطء حصل قبل الإحرام، ولم يقل أحد - فيما نعلم - بأن من تجاوز الميقات وهو يقصد الحج ولم يحرم به ووقع منه الجماع أن حجه يفسد، وإنما نصوا على أن من جاوز الميقات وهو يقصد الحج ولم يحرم، ثم بعد مجاوزة الميقات أحرم وجامع أهله فسد حجه. قال الحطاب في مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (من جاوز الميقات ثم أحرم بالحج ثم أفسده فإنه لا يسقط عنه دم مجاوزة الميقات إلا بالإفساد...) والجماع عمدا بعد الإحرام وقبل الوقوف بعرفة مفسد للحج بالإجماع.

(6/449)


ومما سبق يتضح أن على هذه المرأة التي تجاوزت الميقات بدون إحرام ذبح شاة توزعها على الفقراء والمساكين لأنها تركت واجبا وهو الإحرام من الميقات، إلا إذا أمكنها الرجوع إلى الميقات والإحرام منه، ورجعت إلى الميقات وأحرمت منه فتسقط عنها الفدية حينئذ لتداركها هذا الواجب.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 10902.
والله أعلم.
1713
عنوان الفتوى:حكم الرشوة في الإسلام رقم الفتوى:1713تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1424السؤال : لدي شركة خاصة بالتوريدات العمومية وأعمل بشكل خاص فى مجال الكمبيوتر وقام أحد الأفراد ممن لهم الكلمة والنفوذ بالاتصال بقريب لي وأبلغه بأنه يمكن إسناد عمل معين خاص بمجال الكمبيوتر نظير نسبة من المال. لا أخفي على شخصكم الكريم أننى منذ أن أخرجت السجل التجارى لم أتمكن من مزاولة أي عمل إلا بعد أن أقوم بدفع نسبة من المال. علماً بأن موقفي المالي حتى الآن غير مستقر، وإذا قمت بمزوالة هذا العمل سيتغير وضعي المالي تماماً؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/450)


فاعلم وفقك الله أنه من المقرر في أحكام الشرع الحنيف أن الرشوة من كبائر الذنوب قال تعالى: (سماعون للكذب أكَّالون للسحت). [المائدة: 41]، قال الحسن وسعيد بن جبير: هو الرشوة، وقال تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون)[البقرة:188]. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي" [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]، وفي رواية (والرائش) وهو الساعي بينهما. فيحرم طلب الرشوة وقبولها وبذلها، كما يحرم عمل الوسيط بين الراشي والمرتشي. وأما الرشوة التي يتوصل بها المرء إلى حقه أو لدفع ظلم أو ضرر، فإنها جائزة عند الجمهور ويكون الإثم على المرتشي دون الراشي. وورد في الأثر أن ابن مسعود رضي الله عنه كان بالحبشة فَرَشَا بدينارين، حتى خلي سبيله، وقال: إن الإثم على القابض دون الدافع. فإذا كان السائل الكريم أحق بالتوريد من غيره كأن تكون بضاعته هي الأجود والأوفق أو كان المورد الآخر شركة يملكها كفار وكانت بضاعتك مكافئة لما عند هؤلاء الكفار فأنت أحق بذلك منهم ولا حرج عليك في دفع هذا المال، والإثم على الآخذ. وأما إذا كنت أنت وغيرك سواء في البضاعة والتوريد ولا مفاضلة بينك وبين غيرك في جودة البضاعة، وكان أخذها منك أو من غيرك عن طريق مناقصة أو إسناد شخصي فلا يجوز لك أن تدفع هذا المال ويكون الإثم عليك وعلى الآخذ سواء. وبالمناسبة نحذر من هذا العمل المهين فإن بعض الناس لا يقوم بالواجب عليه من حقوق الناس في تسيير أمورهم إلا بأخذ مقابل من مال يبذل لهم. وهذا حرام عليهم وخيانة للأمانة التي حملوها، وظلم لإخوانهم وأكل لأموالهم بالباطل فعليهم أن يخافوا الله في أنفسهم وأن يتقوا الله العزيز الجبار. واعلم أخي الكريم أنه من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب . وأن الله سبحانه وتعالى سيجعل بعد عسر

(6/451)


يسرا . هذا والله أعلم.
17131
عنوان الفتوى:هل قص الشارب أفضل أم حلقه؟ رقم الفتوى:17131تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : ماحكم حلق الشارب نهائيا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف العلماء - رحمهم الله - في حكم حف الشارب بالكلية حتى تظهر البشرة من تحته، فللحنفية قولان أحدهما للمتأخرين والآخر للمتقدمين.
قال ابن عابدين في (رد المحتار): واختلف في المسنون في الشارب هل هو القص أو الحلق المذهب عند بعض المتأخرين من مشايخنا أنه القص، قال في (البدائع): وهو الصحيح، وقال الطحاوي: القص حسن، والحلق أحسن، وهو قول علمائنا الثلاثة. ا.هـ
وقال الزيلعي في (تبيين الحقائق): قال فخر الإسلام البزدوي: واحتج أصحابنا - رحمهم الله - بحديث أبي هريرة رضي الله عنه وابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى" . والإحفاء: الاستئصال، والقص محتمل، فيُحمل على ما روينا لأنه مُحكم. ا.هـ.
وذهب المالكية إلى عدم جواز حلق الشارب بالكلية، قال الباجي في (شرح الموطأ): (روى ابن الحكم عن مالك: ليس إحفاء الشارب حلقه، وأرى أن يؤدب من حلق شاربه، وروى أشهب عن مالك: حلقه من البدع). ا.هـ
وقد عد ابن فرحون في (تبصرة الحكام) حالق الشارب فيمن تُرد شهادتهم.
وذهب الشافعية في المذهب إلى المنع من الحف، وأن السنة هي الأخذ منه حتى يبدو طرف الشفة، قال النووي في (المجموع): ثم ضابط قص الشارب أن يقص حتى يبدو طرف الشفة، ولا يحفه من أصله، هذا مذهبنا، وقال أحمد رحمه الله: إن حفه فلا بأس، وإن قصه فلا بأس. ا.هـ
ودليل من قال بجواز الحف ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جزوا الشوارب، وأرخوا اللِّحى، خالفوا المجوس".

(6/452)


وما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "انهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى" فحملوا النهك والحف والجز على الاستئصال.
قال الزيلعي نقلاً عن البزدوي: والإحفاء: الاستئصال. ا.هـ
وأما دليل من ذهب إلى عدم جواز الاستئصال فهو تفسير الجز والحف والنهك بالقص بما زاد عن طرف الشفة.
وحكى العراقي عن القاضي عياض التخيير بين الأمرين، كما في طرح التثريب.
وبناءً على ما سبق، فقد تبين لنا أن الخلاف في المسألة قوي، ولذلك قال فيها بعض العلماء بالتخيير، وإن كنا نرجح أن التقصير أولى من الحف، لما في رواية النسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خمس من الفطرة: الختان، وحلق العانة، ونتف الإبط، وتقليم الظفر، وتقصير الشارب".
فقد صرحت هذه الرواية بالتقصير، فتحمل عليها الروايات الأخرى.
وأما طرفا الشارب وهما السبالان، فقد اختلف العلماء هل هما من الشارب أم من اللحية؟ فعند الشافعية والحنابلة هما من الشارب، وعليه فلهما حكمه، إلا أنه لا بأس عند الشافعية بترك السبالتين، لفعل عمر رضي الله عنهما، ولأنهما لا يستران الفم، ولا يبقى فيهما غمر الطعام، إذ لا يصل إليهما، نقله العراقي عن الغزالي في طرح التثريب.
ولكل من الحنفية والمالكية في السبالتين قولان: أحدهما: أنهما من الشارب، والآخر: أنهما من اللحية.
وعلى القول الثاني يكون لهما حكم اللحية، والراجح -والله أعلم- هو أنهما يأخذان حكم الشارب، لما روى أحمد في مسنده عن أبي إمامة رضي الله عنه في حديث طويل في مخالفة أهل الكتاب وفيه: فقلنا يا رسول الله، إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم ويوفرون سبالهم، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قصوا سبالكم، ووفروا عثانينكم، وخالفوا أهل الكتاب". وصححه الشيخ شعيب الأرناؤوط. والعثانين جمع عثون، وهي اللحية.
والله أعلم.
17132

(6/453)


عنوان الفتوى:قول العلماء في حكم صلاة الجنازة رقم الفتوى:17132تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم صلاة الجنازة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة الجنازة فرض على الكفاية عند جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة، واختلف فيها قول المالكية، والمشهور عندهم كمذهب الجمهور.
وفرض الكفاية كما قال عنه صاحب الموافقات: متوجه على الجميع، لكن إذا قام به بعضهم سقط عن الباقين. ا.هـ
ولمعرفة كيفية صلاة الجنازة راجع الفتوى رقم: 11702، والفتوى رقم: 1999.
والله أعلم.
17133
عنوان الفتوى:بعض أسباب الخسارة ونقصان الرزق رقم الفتوى:17133تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : لي أخ له محل تجاري وعندما استاجر عاملاً للعمل معه فمن ذاك الوقت الذي استلم فيه العمل أصبحت الخسائر بالمحل والبضائع المصنعة بالمحل أصبحت خسارة فيها ويشكو أيضا من قلة الزبائن فهل هذا الموضوع له علاقة من الناحية الدينية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا علاقة بين عمل شخص معين بالمحل، وزيادة الربح أو نقصانه، بل إن اعتقاد مثل هذا من التشاؤم المنهي عنه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الطيرة شرك". رواه أصحاب السنن عن ابن مسعود . والطيرة هي: التشاؤم، وهي من أعمال الجاهلية.
وليُعلم أن وجود المعاصي في مكان ما يؤدي إلى ذهاب البركة منه، وحرمان أهله من الخير، ففي مسند أحمد وسنن ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليُحرم الزرق بالذنب يصيبه".
وقد يكون هذا ابتلاء من الله لأخيك وراءه ما وراءه من الحِكَم، فينبغي عليه أن يصبر، ويعالج أمر تجارته بما يصلحها وينميها من الأسباب العادية، لأنه ليس عليه إلا الأخذ بالأسباب، والأرزاق تجري بقدر الله تعالى.
وراجع الفتوى رقم: 13270.
والله أعلم.
17134

(6/454)


عنوان الفتوى:ماهية النوم الذي ينقض الوضوء رقم الفتوى:17134تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : هل النوم الخفيف يفسد الوضوء حتى لو كان الشخص جالساً أو نائماً على ظهره؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنوم اليسير من جالس أو واقف غير مستندين لا ينقض الوضوء، لما رواه أنس من أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كانوا ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضئون. رواه أبو داود . وأصله في صحيح مسلم
أما النوم حال الاضطجاع، سواء أكان على القفا أم كان على جنب أو على البطن، فإنه مما ينقض الوضوء قلَّ أو كثرُ، لأن النوم وإن لم يكن حدثاً في ذاته إلا أنه مظنة له، والحدث مأمون حال القيام والجلوس المستمكن لانغلاق المحل، وغير مأمون في غير ذلك لعدم انغلاق المحل، والدليل على أن النوم ينقض الوضوء، ما رواه أبو داود وابن ماجه بسند حسن عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ) وما رواه الترمذي وابن ماجه بسند حسن عن صفوان بن عسال قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم.
والله أعلم.
17137
عنوان الفتوى:لا مانع من طلب العلم عند حالق اللحية رقم الفتوى:17137تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز طلب العلم من حالق لحيته وبارك الله فيكم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فطلب العلم فريضة على كل مسلم، كما ورد في الحديث الذي رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني. وعلى طالب العلم أن يبحث عمن يعلمه العلم، لأن أخذ العلم عن المشايخ بالأفواه هو طريقة السلف الصالح، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 4378.
وليُعلم أن حلق اللحية حرام، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 1491.

(6/455)


ومع هذا، فإنه لا مانع من طلب العلم الضروري عند مثل هذا الرجل، بشرط ألا يوجد غيره ممن هو ملتزم بالسنة وقادر على التدريس، لأن في إقبال الناس عليه إعانة له على معصيته، وإقراراً له عليها، ولأنها معصية ظاهرة يُشان بمثلها العلماء.
والله أعلم.
17138
عنوان الفتوى:على اليد ما أخذت حتى تؤديه رقم الفتوى:17138تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : كنت أعرف بنت ونصبت عليها أي أخذت منها المال بطريق ملتوي كيف أبرئ ذمتي؟ وما أفعل بما اشتريته من مالها؟ علماً بأنه مبلغ كبير بالنسبة لي وأنا حاليا لا اعمل والحمد الله قد هداني الله وأريد التطهر من كل حرام.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أولاً أن تتوب إلى الله من هذا الذنب، وأن تعزم على عدم العودة إلى مثله مرة أخرى، مع العلم أن توبتك لا تتحقق هنا إلا برد ما أخذته، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "على اليد ما أخذت حتى تؤديه" رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح.
فإن كنت لا تستطيع فاطلب المسامحة منها، فإن لم تسامحك وجب عليك أن تعقد العزم على سداد هذا المبلغ فور مقدرتك على ذلك، وراجع الفتوى رقم: 6022، والفتوى رقم: 3051.
والله أعلم.
17139
عنوان الفتوى:سجود التلاوة في المذهب المالكي بعد العصر والفجر رقم الفتوى:17139تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : بارك الله فيكم على هذا المجهود الطيب لخدمة الإسلام والمسلمين
عند تلاوة القرآن الكريم والمرور بآية سجود بعد صلاة الفجر والعصر وركعة الوتر هل يجوز السجود؟ يرجى أن تكون الفتوى على المذهب المالكي؟
جزاكم الله كل خير وتوفيق.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/456)


فإن سجود التلاوة سنة كما هو مذهب الجمهور، لما جاء في البخاري عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء). وورد مثله مرفوعاً عن زيد بن ثابت وغيره.
وله فضل عظيم لا ينبغي للمسلم أن يتركه إذا توفرت شروطه وانتفت موانعه، فقد أخرج مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله، أمِر بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار".
والمالكية يرون كراهة النافلة عموماً ومنها سجود التلاوة في أوقات النهي التي أشار إليها السائل الكريم، وذلك لورود النهي في أحاديث صحيحة معروفة، ولكنهم استثنوا سجود التلاوة بعد الفجر حتى الإسفار، وبعد العصر ما لم تصفر الشمس وتدنوا للغروب.
والكراهة عندهم ليست للتحريم إلا عند طلوع الشمس أو غروبها، ولهذا ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) [المرسلات:48] أن الإمام مالك -رحمه الله- دخل المسجد النبوي بعد صلاة العصر فجلس ولم يركع، فقال له صبي: يا شيخ، قم فصل تحية المسجد! فقام وصلى ولم يحاجه، فقيل له في ذلك: فقال خشيت أن أكون من الذين إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون.
والحاصل: أنه لا مانع من سجود التلاوة عند المالكية في الأوقات المذكورة ما لم يكن ذلك قريباً من طلوع الشمس أو غروبها.
والله أعلم.
1714
عنوان الفتوى:حديث (صلوا خلف كل بر وفاجر) وحكم إمامة الفاجر رقم الفتوى:1714تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : تعقيبا على ردكم على السؤال 1667 ، فما مدى صحة الحديث الشريف (صلوا خلف كل برٍ وفاجر)؟. جزاكم الله خيراً.

(6/457)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فالحديث ضعيف رواه الدراقطني بلفظ "الصلاة واجب خلف كل بر وفاجر" ، ورواه أحمد وأبو داود بلفظ: "والصلاة واجبة خلف كل مسلم برا كان أم فاجراً" وهو ضعيف أيضا. والحديثان وردا من طرق كلها واهية كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، قال العقيلي: ليس في هذا المتن إسناد يثبت. وقال صاحب سبل السلام: وهي أحاديث دالة على صحة الصلاة خلف كل بر وفاجر إلا أنها كلها ضعيفة، وقد عارضها حديث: (لا يؤمَّنَّكم ذو جرأة في دينه) ذكر صاحب كتاب عون المعبود أن إسناده ضعيف ونحوه وهي ضعيفة أيضا، قالوا فلما ضعفت الأحاديث من الجانبين رجعنا إلى الأصل وهو أن من صحت صلاته صحت إمامته وأيد ذلك فعل الصحابة. فقد أخرج البخاري في التاريخ عن عبد الكريم قال: أدركت عشرة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يصلون خلف أئمة الجور. وعلى كل فالأولى عدم الصلاة خلف من ظاهره الفسق: لأن من العلماء من أبطل الصلاة خلفه، وهو قول معتبر قال به جمع كثير. والعلم عند الله تعالى.
17140
فتاوى
عنوان الفتوى:قراءة جميع القرآن يحصل بترتيب السور ومع عدمه رقم الفتوى:17140تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
أنا لا أقرأ السور التي حفظتها وأنا أقرأ القرآن لأني أقرؤها بالصلاة فهل يجوز ذلك؟
أرجو التوضيح ولكم جزيل الشكر.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ القرآن في كل شهر، قلت: إني أجد قوة... إلى قال: فاقرأ في سبع ولا تزد".

(6/458)


فقد دلَّ هذا الحديث على أن المدة التي يختم فيها القرآن على وجه الندب لا تزيد عن شهر واحد، وسواء في ذلك من قرأه مرتباً أو قرأه غير مرتب، لأن المطلوب هو قراءة جميع آيات القرآن، وهذا يحصل بترتيب السور ويحصل مع عدم ترتيبها، لكن ينبغي ألا يقصد بذلك التنكيس في الصلاة خاصة، فيتعمد قراءة السورة قبل سابقتها، أو آخر السورة قبل أولها.
ولمعرفة حكم التنكيس في الصلاة راجع الفتوى رقم: 2162.
أما التنكيس في غير الصلاة فلا حرج فيه، لعدم ورود دليل يدل على المنع منه.
والله أعلم.
17141
عنوان الفتوى:أحكام تتعلق فيمن مات وعليه صيام رقم الفتوى:17141تاريخ الفتوى:02 ذو الحجة 1424السؤال : في 6 رمضان عمل والدي حادث مرور وتوفي به أي أنه صام 6 أيام هل نقوم بزكاة عن الأيام التي لم يصمها أم نصومها نحن؟
أفيدوني وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإنسان إذا توفى أثناء رمضان وقد صام ما فات منه، فإن الأيام الباقية غير لازمة له، وذلك لسقوط التكاليف عنه بالموت.
أما من مات وعليه صيام من رمضان فلا يخلو حاله من أمرين:
أحدهما: أن يموت قبل إمكان الصيام إما لضيق الوقت أو لعذر من سفر أو مرض، فهذا لا شيء عليه عند جل أهل العلم، وحكى قتادة القول بوجوب الإطعام عنه.
الأمر الثاني: أن يموت بعد إمكان القضاء، فالواجب أن يطعم عنه لكل يوم مسكين، وعلى هذا أغلب العلماء، كمالك والليث والأوزاعي والشافعي في أصح الروايات عنه، وقال أبو ثور: يصام عنه، لما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه".
واحتج الجمهور بأحاديث كثيرة نصت على لزوم الإطعام دون الصيام، منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام شهر، فليطعم عنه مكان كل يوم مسكيناً".

(6/459)


وبما روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يطعم عنه في قضاء رمضان ولا يصام عنه.
ولم يفرق القائلون بالإطعام بين قضاء رمضان وصوم النذر؛ إلا الحنابلة، فإنهم قالوا يصام عنه في النذر، ودليلهم ما روى البخاري عن ابن عباس قال: قالت امرأة: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأقضيه عنها؟ قال: "لو كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها؟ قالت: نعم. قال: صومي عن أمك".
وخلاصة المسألة: أنه إذا كان على أبيك قضاء من رمضان ومات وهو مفرط في قضائه فعليك أن تطعم عنه عن كل يوم مُداًّ لمسكين، أما بقية الشهر الذي مات فيه فلا يلزم فيها شيء.
والله أعلم.
17142
عنوان الفتوى:خبر أبي شحمة بن عمر بن الخطاب رقم الفتوى:17142تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : هل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ابن اسمه أبو شحمة وأقام عليه عمر حد الزنى 100 جلدة حتى مات سمعتها في خطبة جمعة؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاخبر الوارد في أبي شحمة واهي السند، كما ذكره الحافظ .
قال ابن حجر في (الإصابة): أبو شحمة بن عمر بن الخطاب جاء في خبر واهٍ، أن أباه جلده في الزنا فمات، ذكره الجوذقاني... ا.هـ
هذا مع العلم بأن وقوع المعاصي من بعض الصحابة أمر محتمل، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون." رواه ابن ماجه والدارمي، وإسناده حسن.
والله أعلم.
17144

(6/460)


عنوان الفتوى:يقدم الأهم فالأهم في العلاج رقم الفتوى:17144تاريخ الفتوى:18 ربيع الأول 1423السؤال : زوجة أبي مريضة (حصى بالمرارة) وقد تقرر لها عملية جراحية وكان زمن العملية هو الزمن الذي كان والدي رحمه الله سيسافر فيها للهند وذلك للعلاج (وكان رحمه الله مصابا بالسرطان) وقد عزم أبي على تأجيل رحلته بسبب العملية التي كان من المقرر ان تعملها زوجة أبي وقد قمت بحثها على تأجيل العملية إلى أن يعود أبي وفعلاً أجلتها لكن لم تخبر أبي أنني أنا من حثها لأن أبي لو عرف لأجبرها على عمل العملية الجراحية وقبيل السفر حدثت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأجل أبي رحلته خوفاً من أن تفصل الحرب بينه وبين أولاده ولم يسافر ثم توفي والدي رحمه الله في رمضان وبعد أن خرجت زوجة أبي من الحداد قام والدها بأخذها وهو من أهل البادية وهو قاس والآن هل على ذنب بأنني السبب في عدم اجراء زوجة أبي للعملية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أنه لا إثم عليك، لأنك أردت الخير بتعجيل العلاج لوالدك، ثم إنه لم يترتب ضرر على تأجيل العملية بالنسبة لزوجة أبيك، والتأجيل كان برضاها.
والواجب في مثل هذه الحالات أن يُقدم الأكثر أهمية، ولاشك أن علاج السرطان أهم من علاج المرارة في الظاهر، وإن كان المرجع في مثل هذه الأمور لأهل الاختصاص هو الأصل، ويمكنك الآن أن تساعد في إجراء العملية لها، وإن لم تفعل فلا إثم عليك لعدم تعلق الأمر بذمتك.
والله أعلم.
17146

(6/461)


عنوان الفتوى:هل يجوز حرمان الابن من الميراث كونه تزوج دون علم أبويه رقم الفتوى:17146تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : رزقني الله بولدين الكبير تخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وفوجئت ياسيدي الفاضل بزواجه دون علمي أو علم أمه من سيدة تكبره بستة أعوام ولديها بنت من رجل آخر وتعالج من الإدمان وسيئة السمعة وقد مارست مع ابني شتى الوسائل لكي يطلقها علما بأنه لا يستطيع الصرف على نفسه دون مساعدتي فهل يحق لي طرده من المنزل وحرمانه من أي ميراث أرشدني فأنا في حيرة من أمري
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
فمن عقد على امرأة عقداً مستوفي الشروط والأركان صح نكاحه ولا يشترط علم والديه أو أحدهما به، إلا أنه ينبغي للولد أن يُعْلِم والديه بنكاحه براً بهما وتطييباً لنفسيهما. وفي حالة ما إذ تزوج الولد دون علم والديه أو أحدهما، ثم علما بذلك فلا ينبغي لهما أن يطلبا منه طلاق زوجته إلا لغرض صحيح، كأن تكون الزوجة ضعيفة الدين أو سيئة الخلق أو السمعة بين الناس ولم تتب مما هي فيه، فحينها لا بأس أن يطلبا منه أن يطلقها، وفي هذه الحالة على ولدهما طاعتهما في ذلك، فإن أبى طاعتهما فلا يجوز للأب طرده أو حرمانه من الإعانة أو الإرث لأن ذلك يزيد في الفرقة ويشعل العداوة والبغضاء بين الوالد وولده، وبين الأخ وإخوانه، وتكون عواقب ذلك سيئة.
والذي ينبغي للأب هو الصبر والحلم ومحاولة إصلاح ولده وزوجته بالرفق والحكمة .
نسأل الله تعالى أن يصلح الحال والمآل . ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 1549
والله أعلم.
17147
عنوان الفتوى:هل يصح إعطاء الأم زكاتها لابنها رقم الفتوى:17147تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : هل تجوز زكاة الأم لابنها البالغ من العمر 33 عاما وعمله لا يكفي حاجاته الأساسية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/462)


فمادام هذا الشخص فقيراً لا يجد عملاً يكفيه لسد نفقاته الأساسية فإنه يجب على أبيه إن كان حياً موسراً أن يعطيه من المال ما يكمل به نفقته، وإن كان أبوه ميتاً أو حياً لكنه فقير لا مال له فالواجب على أمه أن تعطيه من مالها ما يكمل به نفقته، ولا يجوز أن تعطيه من زكاتها لأنها بذلك تقي مالها؛ إلا إن يكون ولدها مديناً فلا حرج أن تعطيه من الزكاة ليسدد دينه. قال ابن قدامة في المغني (فإن الأم تجب نفقتها، ويجب عليها أن تنفق على ولدها إذا لم يكن له أب. وبهذا قال أبوحنيفة والشافعي وحكي عن مالك أنه لا نفقة عليها ولا لها لأنها ليست عصبة لولدها. ولنا قوله سبحانه :(وبالوالدين إحساناً) وقال النبي صلى الله عليه وسلم "لرجل سأله من أبر؟ قال: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم الأقرب فالأقرب". رواه أبو داود. ولأنها أحد الوالدين فأشبهت الأب، ولأن بينهما قرابة توجب رد الشهادة ووجوب العتق فأشبهت الأب. فإن أعسر الأب وجبت النفقة على الأم ولم ترجع بها عليه إن أيسر)
تنبيه: ومن حكى عن مالك أنه لا يوجب على الابن أن ينفق على أمه فقد وقع في وهم عظيم فنصوص مذهب مالك طافحة بوجوب الانفاق لها عليه.
.
والله أعلم .
17150
عنوان الفتوى:عدد الأحاديث التي رواها أبو بكر الصديق رقم الفتوى:17150تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : كم عدد الأحاديث التي رواها أبو بكر الصديق؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه 142 حديثاً- اثنين وأربعين ومائة حديث، اتفق الشيخان على ستة منها، وانفرد البخاري بأحد عشر منها، و مسلم بواحد، وباقيها موزع على السنن والمسانيد وغيرها.
والله أعلم .
17151

(6/463)


عنوان الفتوى:أحكام الملتَقَط في دار الإسلام رقم الفتوى:17151تاريخ الفتوى:20 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم زواج اللقيط وهل يشترط أن تكون الفتاة لقيطة أيضا أفتونا جزاكم الله خير الجزاء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
اللقيط وهو الولد المتروك في الشوارع مجهول الأب أو الأولياء، إذا وجد في دار الإسلام أو في بلد يغلب عليه المسلمون فهو حرٌّ مسلم في جميع أحكامه، فهو مسلم تبعاً للدار، وحرٌّ لأن الأصل في الآدميين الحرية. فالله تعالى خلق آدم وذريته أحراراً.
وعلى هذا، فإن جميع تصرفاته وعقوده لها حكم تصرفات غيره من أحرار المسلمين، بما فيها زواجه وطلاقه .. فما ذكره السائل من اشتراط زواجه من لقيطة مثله ، غير صحيح ولم يقُل به أحد .
والله أعلم .
17152
عنوان الفتوى:يتفاوت أهل الجنة على قدر أعمالهم رقم الفتوى:17152تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : أنا واقع في حيرة لماذا هذا ملك مرتاح وعنده مال ويمكن أن يدخل الجنة ويجلس في الفردوس وواحد آخر لا يملك مالاً ويدخل أخفض مكان في الجنة وهذا إنسان وهذا إنسان فما وجه العدل في ذلك؟ أرجو التوضيح
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :

(6/464)


فإن الجنة دار المتقين أعدها الله تعالى للذين أحسنوا في الحياة الدنيا. وشاءت حكمته سبحانه وتعالى أن يجعل الجنة درجات بعضها فوق بعض، ويتفاوت أهل الجنة فيها على قدر أعمالهم، والعقل يقضي بأن ذلك مقتضى العدل، فليس من اجتهد وأتعب نفسه لله كمن لا يجتهد، لا يستوون. وهذا ربيعة بن كعب الأسلمي يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: سلني، فيقول، أسألك مرافقتك في الجنة! فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: أو غير ذلك؟ قال: قلت: هو ذاك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فأعني على نفسك بكثرة الصلاة السجود. رواه أبو داود والنسائي. والحديث يدل على أن كثرة السجود يكون سببا في بلوغ الدرجات العلى من الجنة.
ومن هنا تعلم أيها السائل الكريم: أن تفاوت الدرجات في الجنة سببه تفاوت الأعمال في الدنيا. ونذكرك بما قال الإمام الطحاوي رحمه الله : "ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام." فأصل إسلامك أن تستسلم لله تعالى استسلاما كاملاً مع الخضوع والانقياد الكامل له سبحانه وتعالى وأن تعلم أن الله تعالى كما قال : لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وهذا يقتضي ألا تقول : لم فعل؟ وإنما تسلم وتنقاد، وتعلم أنه تعالى ما فعل ما فعل بلا حكمة .
وأنه تعالى لا يظلم أحداً، كما قال:( ولا يظلم ربك أحدا) وذلك لكمال عدله .
والله أعلم .
17154
عنوان الفتوى:تبييت الأضحية ليلة لا أصل له رقم الفتوى:17154تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ، أسأل عن حكم ترك الأضحية لتبيت ليلة ثم يتم تقطيعها بعد ذلك ، هل هي سنة أم محبذة.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حكم الأضحية هو السنة: فهي سنة مؤكدة لمن لا تجحف به، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها، ويكره تركها للقادر عليها لحديث أنس في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده الشريفة، وسمى وكبر.

(6/465)


والحكمة منها إحياء ذكرى أبينا إبراهيم عليه السلام، والتوسعة على الناس أيام العيد التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل.
والأفضل أن يأكل منها ويتصدق ويهدي، ولا بأس أن يدخر لليوم التالي أو ما بعده، أما تركها كاملة لتبيت ليلة ثم يتم تقطيعها بعد ذلك فلا نعلم له أصلاً، وهو إذا كان بقصد التعبد وأن هذا العمل من السنة فلا شك أنه خطأ وغير صحيح، أما إذا كان تكاسلاً أو انشغالا أو نحو ذلك فليس فيه إثم لكنه لا ينبغي، إذ قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل من أضحيته عندما يرجع من صلاة العيد. ففي مسند الإمام أحمد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل، ولايأكل يوم الأضحى حتى يرجع فيأكل من أضحيته.
وهذا السياق يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل من أضحيته عقب رجوعه من غير فصل زمني بين رجوعه من مصلاه وأكله من أضحيته، لما تقتضيه الفاء من الترتيب مع الاتصال. وأيضا ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالأكل من الأضحية والادخار والتصدق منها، وكل هذه الأمور طاعة وقربه يتقرب بها إلى الله تعالى، فلماذا يتكاسل الشخص ويتشاغل عن المبادرة إلى هذه الطاعة العظيمة؟! لا شك أن هذا التأخير أقل أحواله أن يكون مخالفاً للأمر المبادرة والمسارعة إلى الطاعات والخيرات .
والله أعلم.
17157
عنوان الفتوى:نبذة عن الدكتور:عمر سليمان الأشقر رقم الفتوى:17157تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : السادة / الشبكةالإسلامية المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل تتكرمون بمساعدتي في الحصول على ترجمة الدكتور: عمر سليمان الأشقر
هذا / وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير .%
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/466)


فالدكتور عمر سليمان الأشقر عالم فاضل وداعية معروف وكاتب إسلامي، تخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، اشتهر بالتأليف في عدة مجالات، في العقيدة والفكر والدعوة، وغير ذلك.
ومن مؤلفاته:
نظرية الضرورة في الشريعة الإسلامية.
العقيدة في الله .
الإيمان بالملائكة.
الرسل والرسالات.
اليوم الآخر - الجنة والنار.
الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية
إلى غير ذلك من المؤلفات التي زخرت بها المكتبة الإسلامية. وهو ما يزال على قيد الحياة -ولله الحمد- وهو مقيم الآن ببلده الأردن نسأل الله جل وعلا أن يحفظه وأن يمد في أيامه.
والله أعلم.
17158
عنوان الفتوى:الشك لدى قراءة القرآن مكيدة شيطانية رقم الفتوى:17158تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : الشعور بالخوف والشك عند قراءة القرآن
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أخي الكريم أن تكثر من تلاوة كتاب الله وتأمُّل عظاته وتدبر آياته، ولا تلتفت ولا تبال بهذا الخوف والشك فإنه من كيد الشيطان ومكره، ليصرفك عن كتاب الله ويبعدك عن الخير، والله تعالى يقول:إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ [النحل:99-100] ، ويقول الله تعالى:إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء:76].
واستشعر عظمة ربك واطلاعه عليك، وأنك في سلطانه وملكه، وأنه لا يستطيع أحد ضرك إن أراد الله نفعك، ولا يستطيع أحد نفعك إن أراد الله ضرك، وأن الله أرحم بك من نفسك، فإن استشعرت ذلك، صرف الله عنك ما تجد بإذنه. وانظر الفتوى رقم:
11500.
والله أعلم.
1716
عنوان الفتوى:الأولىعدم الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة رقم الفتوى:1716تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال :
رزق أحدهم بمولود أنثى قبل عيد الأضحى المبارك بشهر.

(6/467)


فهل يجوز الجمع بين العقيقة و
الأضحية؟
وإذا جاز كيف يتم التوزيع؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن مسألة الجمع بين نية الأضحية والعقيقة قد تقدمت برقم:
885 ويمكن لسائل الكريم مراجعتها وننبه الأخ الكريم السائل إلى أن وقت الأضحية معروف وهو وهو يوم النحر وثلاثة أيام التشريق بعده وينتهي بغروب اليوم الثالث عشر.
فإذا أراد الجمع بينهما فلا يجوز له تقديم الأضحية على وقتها وأما تأخير العقيقة فالأمر فيه متسع إن شاء الله، وأما عن كيفية التوزيع فالأكمل أن تقسمها أثلاثاً، ثلاث تأكله وثلث تهديه وثلث تتصدق به، ويجوز لك أن تأكلها أو تتصدق بها كلها.
والله أعلم.
17160
عنوان الفتوى:لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّه رقم الفتوى:17160تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أعرف عندما يرجع العبد إلى ربه مهما عمل من أشياء لا ترضي الله رب العالمين وتاب توبة نصوحا واستغفر وطلب الله بأن لا يرجع إلى حاله الذي كان عليه هل يقبل الله توبته لأنني وبصراحة أفكر باستمرار وأخاف ودائما أقول بأن الله لن يغفر لي ولن يستجيب لدعائي وسوف أعود إلى حالي مرة أخرى. فهل تنصحوني . بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى يقول في محكم كتابه:قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]، ويقول جل وعلا:وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى:25].

(6/468)


ويقول صلى الله عليه وسلم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم .
ويقول صلى الله عليه وسلم: لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة. رواه البخاري .
وإذا قرأت هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فإن عليك أن تبادر بالتوبة النصوح، وتعتقد جازما أن الله تعالى سيقبل توبتك؛ بل إنه سبحانه وتعالى يفرح بتوبتك ورجوعك إليه مهما عملت من الذنوب والمعاصي فإن رحمة الله تعالى أوسع وعفوه أعظم.
وهو القائل في الحديث القدسي: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. رواه الترمذي .
وأنصحك -أخي الكريم- أن تبعد عن نفسك الوساوس والهواجس والهموم فإنها من الشيطان يريد أن يبعدك عن الله تعالى ويثبطك عن التوبة،:إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6].
فلتبادر أخي الكريم إلى التوبة ولا تسوف، فإن السيئات سيبدلها الله لك حسنات قال تعالى:إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70].
والله أعلم.
17161
عنوان الفتوى:حكم الصلاة بمسجد بني بمال حرام رقم الفتوى:17161تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : قام شخصان بهدم مسجد وبناء آخر مكانه جديداً أكبرمنه حجماً وقد تكفلا بالتكاليف، إلا أن بعض المحسنين ساهموا في بنائه، ولكن هذين الشخصين يعملان في الغرب في التجارة، وكما تعلمون أن بعض الأموال تأتي من بيع المحرمات، مثل: الخمر، والخنزير، فهل يجوز الصلاة فيه للناس؟ وهل للمتبرعين أجر في ذلك؟ وكذلك من ساهم معهم في بنائه؟ أفتونا مأجورين.

(6/469)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان هذان الرجلان بنيا المسجد من مالهما الحرام، فلا أجر لهما، لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، ومن شاركهما من ماله الطيب في بناء المسجد فهو مأجور عند الله إن أخلص النية.
والصلاة في هذا المسجد جائزة، وقد نص الفقهاء على أن المال الحرام يتخلص منه صاحبه في المصالح العامة، ويصرف إلى ما يصرف فيه أموال بيت المال، ومن مصارف بيت المال بناء المساجد.
والله أعلم.
17164
عنوان الفتوى:جواز التبرع بالدم رقم الفتوى:17164تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم التبرع بالدم للانتفاضة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتبرع بالدم جائز إذا دعت ضرورة لذلك، ولا فرق في ذلك بين التبرع به للانتفاضة، أو التبرع به لآحاد الناس، ولكنه يكون في بعض الأوقات آكد من بعضها الآخر، وذلك كما في حالات كثرة الجرحى، وزيادة الحوادث، ولا شك أن واقع الأمر الآن في فلسطين من هذا القبيل، وراجع الفتوى رقم:
5090.
والله أعلم.
17168
عنوان الفتوى:شهداء ولكن ماتوا على فرشهم رقم الفتوى:17168تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : هل صحيح أن الشهيد يغفر له جميع ذنوبه، وإذا كان كذلك فإني سمعت من أحد المشايخ أن الشخص يعتبر شهيدا بشرط أن يكون ملتزما بأوامر الله ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يعطى الشهيد ست خصال: عند أول قطرة من دمه يكفر عنه كل خطيئة، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويؤمَّن من الفزع الأكبر ومن عذاب القبر، ويحلَّى حلة الإيمان. رواه أحمد من حديث قيس الجذامي .

(6/470)


وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن سهل بن حنيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء؛ وإن مات على فراشه.
وقد وردت آثار تدل على أن المؤمن بفعله للصالحات وتركه للمحرمات يكون شهيداً، منها: ما أخرجه ابن جرير عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مؤمنو أمتي شهداء، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ. ومنها ما أخرجه ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن الرجل ليموت على فراشه وهو شهيد. ثم تلا :وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال يوماً وهم عنده: كلكم صديق وشهيد! قيل له: ما تقول يا أبا هريرة ؟ قال اقرأوا: وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد مثل ذلك عن مجاهد رحمه الله، وأخرج ابن حبان عن عمرو بن ميمون الجهني قال: جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فمَّمن أنا؟ قال: من الصديقين والشهداء.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: من مات وفيه تسع فهو شهيد. ويقصد بالتسع ما في قوله تعالى:التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [التوبة:112] .

(6/471)


ولا شك أن من جمع إلى هذه الأعمال الصالحة الجهاد في سبيل الله ومقارعة الخطوب وبذل النفس لله فهو أعظم أجراً وأرفع درجة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف. رواه الترمذي .
وفي الصحيحين وسنن أبي دواد من حديث عبد الله بن أبي أوفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس: لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف.
والله أعلم.
17169
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في زكاة الأموال الظاهرة والباطنة رقم الفتوى:17169تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : اشتريت مئتين وستين رأساً من الغنم ولم أدفع ثمنها وحال عليها الحول ولم يزل ثمنها ديناً علي فهل تجب علي الزكاة فيها.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأن مذهب جمهور العلماء بمن فيهم المالكية والشافعية في وجه والحنابلة في المعتمد عندهم هو أن الدين لا يمنع وجوب الزكاة في الأموال الظاهرة، وهي الأنعام السائمة (التي تعتمد على الرعي) والحبوب والثمار والمعادن، دون الأموال الباطنة التي هي الذهب والفضة وما يقوم مقامها الآن من الأوراق النقدية، ويدخل في الأموال الباطنة عروض التجارة. وإنما أسقط الدين الزكاة في الأموال الباطنة دون الأموال الظاهرة لأن تعلق الزكاة بالظاهرة آكد، لظهورها وتعلق قلوب الفقراء بها، فتكون الزكاة فيها آكد، واستدل الجمهور بأن السعاة لم يكونوا يسألون عما على صاحبها من الدين.
وذهب الحنفية إلى أن الدين يمنع الزكاة في الأموال الباطنة وفي السوائم، أما ما وجب في الخارج من الأرض فلا يمنعه الدين.
والراجح هو مذهب جمهور العلماء.
وعليه، فعليك أخي الكريم أن تخرج الزكاة عن غنمك، والله جل وعلا سيخلف عليك خيراً مما أنفقت.
والله أعلم.
17175

(6/472)


عنوان الفتوى:مجرد تقبيل الزوجة لا ينقض الوضوء رقم الفتوى:17175تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : هل تقبيل الزوجة بشهوة يبطل الوضوء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمجرد تقبيل الزوجة ولو بشهوة لا ينقض الوضوء على الراجح من أقوال أهل العلم ما لم ينضم إليه خروج مذي مثلاً، وانظر الجوابين رقم:
637 ورقم: 3892
والله أعلم.
17184
عنوان الفتوى:نبذة مختصرة عن العلامة عبد السلام هارون رقم الفتوى:17184تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : هل تتكرمون بمساعدتي في الحصول على ترجمة الدكتور عبد السلام هارون .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
العلامة عبد السلام هارون هو من العلماء المعاصرين المصريين، ذكر عنه ابنه نبيل أنه قضى ثلاثاً وستين سنة في تحقيق كتب التراث، وجلاء الكنوز مما رانها. وكان أول أعماله تحقيق كتاب "متن الغاية- للقاضي أبي شجاع الأصفهاني" وذلك في عام 1925م.
وله من المؤلفات والتحقيقات:
1- كتاب مختصر سيرة ابن هشام "تهذيب سيرة ابن هشام".
2- قطوف أدبية حول تحقيق كتب التراث.
3- تحقيق كتاب "الحيوان" للجاحظ.
4- تحقيق كتاب "متن الغاية" للقاضي أبي شجاع.
وغير ذلك من المؤلفات، وقد توفي رحمه الله تعالى.
والله أعلم.
17190
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في ما يلزم الحامل والمرضع إذا أفطرتا في رمضان رقم الفتوى:17190تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
قد أفطرت أثناء حملي الأول 15 يوما وذلك منذ عام 1995 ولم أقم بصيامها مرة أخرى حتى الآن ولكني أخرجت عنهم كفارة. وأخيرا علمت أنه لا بد من صيامها ما دمت قادرة وسؤالي
هل يكفي الصيام أم يجب أن أخرج كفارة أخرى عن كل سنة تأخير؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(6/473)


فالحامل والمرضع إذا أفطرتا في رمضان من غير أيام السفر أو الحيض أو النفاس، فلا يكون ذلك إلا لواحد من ثلاثة أسباب: إما الخوف على أنفسهما، وإما الخوف على ولديهما، وإما الخوف عليهما وعلى الولدين، وتعرفان ذلك بواحد من ثلاثة أمور: إما بالتجربة، وإما بإخبار الطبيب الثقة، وإما بغلبة الظن.
وللعلماء فيهما مذاهب أصحها -والله أعلم- هو ما ذهب إليه أحمد والشافعي : أنهما إن خافتا على الولد فقط وأفطرتا فعليهما القضاء والفدية، وإن خافتا على أنفسهما فقط أو على أنفسهما وولديهما فعليهما القضاء فقط، ومن أخر القضاء حتى دخل عليه رمضان فلا شيء عليه، سواء كان التأخير لعذر أو لغير عذر عند الأحناف، وذهب الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد إلى أنه إذا أخر لعذر فلا شيء عليه، وإن أخر لغير عذر فعليه فدية إطعام مسكين عن كل يوم.
فعلى السائلة أن تقضي الأيام التي أفطرت للحمل، وعليها أيضاً فدية من أجل الإفطار في رمضان إن كان سببه الخوف على ولدها، وإن كانت أخرت القضاء إلى دخول رمضان المقبل لغير عذر فعليها إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي أفطرت.
والكفارة السابقة التي أخرجت لا تجزئ عن شيء من هاتين الكفارتين لأنها أخرجت بنية أخرى.
والله أعلم.
17193
عنوان الفتوى:"حب الوطن من الإيمان" حديث مكذوب رقم الفتوى:17193تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم
ما مدى صحة حديث: "حب الوطن من الإيمان"؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحديث: "حب الوطن من الإيمان". حديث مكذوب موضوع لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الصغاني : موضوع. وقال الألباني: موضوع، كما في ضعيف الجامع والسلسلة الضعيفة.
والله أعلم.
17196

(6/474)


عنوان الفتوى:يراعى في أمر التربية البعد عن الابتداع في الوسائل رقم الفتوى:17196تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
أنا من المتصفحين يومياً لموقعكم وجزاكم الله خيراً لجهودكم التي تبذلونها لنشر الإسلام وتعليمه.
سؤالي كالتالي:
هل يجوز في عصرنا هذا تنظيم جماعة تدعو إلى الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتعمل أعمالا سياسية أخرى أن تشرع لنفسها قيام الليل مرة في الأسبوع جماعة وتقيم الرباطات: وهي الاعتكاف في بيت من البيوت لمدة ثلاثة أيام في كل ثلاثة أشهر لأن المساجد يمنع فيها ذلك ومن لم يحضر هذه الرباطات يعد من المتخلفين عن الجهاد هل يجوز هذا الاجتهاد في الدين أم لا؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنشكر السائل لمتابعته لما ينشر في مركز الفتوى، ونسأل الله أن يوفق الجميع لنشر الإسلام وتعاليمه.
ونقول في الإجابة على السؤال: لا شك أن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الفرائض التي يجب على الأمة القيام بها، كما قال الله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104].
ومن المعلوم أيضاً أن من الوسائل المعينة على القيام بهذا الواجب قيام جماعة منظمة تربي أفرادها على قيم وآداب الإسلام من: صلاة، وصيام، وصدقة، ورباط، واعتكاف، وغير ذلك، لينشأ الشباب على منهج الإسلام وتعاليمه.

(6/475)


ولكن مما ينبغي أن ينتبه له القائمون على أمر التربية في هذه الجماعات هو الحرص على اتباع السنة، والبعد عن الابتداع في الوسائل التي يستخدمونها. والأصل في العبادات وكيفيتها التوقيف على صاحب الشرع، كما روى أحمد ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من عمل عملاً ليس عيه أمرنا، فهو رد" .
فاتخاذ مثل هذه الأعمال -وإن كانت في أصلها مشروعة بهذه الكيفية الثابتة والمستمرة- نوع من البدعة فيه مضاهاة للشرع باتخاذ ذلك سنة دائمة. والتخلف عن الاعتكاف أو قيام الليل لا يلام صاحبه، ولا يسمى متخلفاً عن الجهاد.
وهذا النوع من البدعة هو الذي يسميه الإمام الشاطبي في كتاب (الموافقات) بالبدعة الإضافية.
والله أعلم.
17197
عنوان الفتوى:الأعمام والأخوال كسائر محارم المرأة رقم الفتوى:17197تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم في الآية 31 من سورة النور لم يذكر الله تعالى الأعمام والأخوال فهل يجوز للمرأة أن تكشف أمامهم شعرها رغم أنهم محرمون عليها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعلماء مجمعون على أن حكم الأعمام والأخوال، كحكم سائر المحارم المذكورين في الآية، أما عن عدم ذكرهم في هذه الآية، فالسر فيه هو أنهم بمنزلة الآباء، فالله تعالى سمى العم أباً في قوله تعالى: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة:133] وإسماعيل كان عمَّ النبي يعقوب عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، وفي حديث مسلم: "عم الرجل صنو أبيه".

(6/476)


والحاصل أن الأعمام والأخوال كسائر محارم المرأة يجوز لهم أن ينظروا إلى ما يظهر منها عادة أو غالباً في البيت، كالوجه والرأس والعنق والساق.
بشرط ألا يكون النظر بشهوة، فمن آنس من نفسه ميلا غير طبيعي، فعليه أن يلزم جانب الحيطة والحذر، وراجع الفتوى رقم: 7769، والفتوى رقم: 3685.
والله أعلم.
17199
عنوان الفتوى:صلاة الضحى...فضلها..ركعاتها..ووقتها رقم الفتوى:17199تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : كيف نصلي صلاة الضحى؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة الضحى مستحبة، لما رواه مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى".
فأقلها ركعتان لهذا الحديث، وأكثرها ثمان، لما في الصحيحين عن أم هانئ رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة وصلى ثماني ركعات، فلم أر صلاة قط أخف منها؛ غير أنه يتم الركوع والسجود).
وإذا صلاها أكثر من ركعتين، فالأفضل له أن يسلم من كل ركعتين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى". رواه أحمد وأصحاب السنن.
ووقت أدائها يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى أن يقوم قائم الظهيرة وقت الزوال.
والله أعلم.
172
عنوان الفتوى:تطهر جلود الميتة جميعها بالدباغ رقم الفتوى:172تاريخ الفتوى:29 ذو القعدة 1424السؤال :

(6/477)


بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحقيقة لم أسمع بهذا الموقع إلا متأخرا ولقد سعدت به كثيرا وبارك الله فيكم على كل ما بذلتموه من جهد ومازلتم تبذلونه وكتبه الله في ميزان حسناتكم وحتى لا أطيل فإن سؤالي هو عن أقوال العلماء المتأخرين في الجلود (أعني جلود الميتة والكلب والخنزير) وخاصة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ محمد العثيمين وقولهم في الحديث الذي أورده الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح وهو حديث عبدالله ابن حكيم قال ((أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب)) أخرجه الشافعي وأحمد والأربعة وصححه ابن حبان وحسنه الترمذى والإمام ابن حجر يثبت هذا النص ويحتج على من قال بإضطرابه مع العلم ياإخوتي في الله أننا أستفسرنا عن جلد الخنزير فقيل لنا إنه يستخدم كبطانة لجميع الأحذية الجلدية وبحثنا عن هذا الكلام فوجدناه صحيحا نحن في انتظار فتواكم وجزاكم الله خيرا .
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في جلود الميتة هل تطهر بالدباغ أم لا؟

(6/478)


- فقيل جميع جلود الميتة تطهر بالدباغ إلا الكلب والخنزير والمتولد من أحدهما ويطهر الدباغ ظاهر الجلد وباطنه ويجوز استعماله في اليابسات والمائعات، وإلى هذا ذهب الشافعي واستدل على استثناء الخنزير بقوله تعالى: (أو لحم خنزير فإنه رجس..)[الأنعام: 145]. وجعل الضمير عائدا إلى المضاف إليه وهو الخنزير فيكون التقدير: فإنه أي الخنزير بما فيه جلده نجس. وقاس الكلب عليه بجامع النجاسة. قال النووي: وروى هذا المذهب عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه. - وقيل لا يطهر من جلود الميتة شيء بالدباغ وإلى هذا ذهب أحمد وغيره لحديث عبد الله بن حكيم قال: أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته: "ألا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب" رواه الأربعة وأحمد. وفي رواية الشافعي وأحمد وأبى داود: "قبل موته بشهر وفي رواية بشهر أو شهرين". وقيل إن أحمد ذهب إلى هذا القول ثم تركه.
- وقيل يطهر الدباغ من جلود الميتة كل جلد لمأكول اللحم ولا يطهر غيره.
- وذهب أبو حنيفة إلى أن جلود الميتة تطهر جميعها بالدباغ إلا الخنزير واحتج بما احتج به الشافعي في القول الأول ولم يقس عليه الكلب.
ـ ورخص المالكية فى الانتفاع بجلد الميتة غير الخنزير فى الماء الطهور واليابسات واللبس فى غير الصلاة

(6/479)


- وقيل إنه يطهر بالدباغ جميع جلود الميتة بما فيها الكلب والخنزير ويطهر ظاهراً وباطنا وهو الأقوى من حيث عموم الأدلة ولأن الكلب والحنزير إنما حرم أكلهما. وجلودهما تدخل طهارتها في عموم الأحاديث المستدل بها على طهارة جلود الميتة. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دبغ الإهاب فقد طهر" رواه مسلم. وعند الأربعة بلفظ: "أيما إهاب دبغ" والحديث دليل على أن الدباغ مطهر لجلد ميتة كل حيوان كما يفيده عموم كلمة أيما وأنه يطهر ظاهره وباطنه. وأما حديث عبد الله بن حكيم الذي استدل به أصحاب القول الثاني فإنه قد أجيب عنه بأجوبة منها أن الحديث مضطرب فإنه تارة يروى عن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وتارة عن مشايخ من جهينة عمن قرأ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يتقيد فيه بشهر أو شهرين أو أربعين يوماً أو ثلاثة أيام، وهو مُعَلّ أيضا بالإرسال فإن عبد الله بن حكيم لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وهو منقطع أيضا لأن ابن أبى ليلى لم يسمع من ابن حكيم ولذلك ترك أحمد بن حنبل القول بهذا الحديث في آخر الأمر وكان يذهب إليه أولا. وأيضا هذا الحديث لا يقوى على النسخ لأن حديث الدباغ أصح ولو ثبت هنا الحد

(6/480)


يث فالأولى أن يحمل على الانتفاع بالإهاب قبل الدبغ. فالقول بطهارة جلود الميتة جميعها أولى لعموم الأدلة. على أن المرء لو ترك استعمال جلد الخنزير من باب التورع لكان ذلك أولى له لكثرة المخالفين وإن كانت أدلة المجيزين أقوى. والله أعلم.
1720
فتاوى
عنوان الفتوى:لاحرج في الصلاة في مكان مظلم ، لكن ليس للصلاة فيه مزية رقم الفتوى:1720تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال: هل تجوزالصلاة في الظلام؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أداء الصلاة في المكان المظلم لا حرج فيه وهو أمر جائز. لكننا ننبه الأخ الكريم إلى أن اعتقاد أن الصلاة في مكانٍ مظلمٍ فيه مزية أو زيادة أجر بحيث لا يصلي الشخص إلا في الأماكن المظلمة ولا يصلي في غيرها، أن هذا أمر محدث لا أصل له. وقد انتشر عند بعض الناس في هذه الأزمنة المتأخرة ، وما يفعله بعض الناس في صلاة القيام في رمضان ، أنهم يقومون بإقفال الإضاءة بالكلية ، إن كانوا يرون أن ذلك يجعل المصلي أكثر خشوعاً وأبعد عن الشواغل فهذا أمر لا إشكال فيه. ولكن الذي يخشى أن يظن أو يعتقد بعض الناس أن هذه الصلاة لا تتم إلا بهذه الكيفية وعلى هذه الهيئة ، فتدخل هذه العبادة في باب البدع على هذه الهيئة. وإن مما تقرر عند المحققين من أهل العلم ، أن العمل قد يكون في أصله مشروعاً لكنه قد يدخله وصف ليس له أي تعلقٍ به ، ومع مرور الزمن يصبح هذا الوصف كاللازم لهذا العمل . كالصورة المذكورة أنفاً ، فلا شك أن هذا العمل وإن كان مشروعاً في أصله ، لكن بدخول هذا الوصف فيه أصبح من البدع. فالضابط في مثل ذلك هو قصد الفاعل ونيته ، فلو صلى رجل منفرداً في بيته صلاة نافلة كقيام ليل مثلاً وأقفل الإضاءة حتى يكون أجمع لقلبه دون اعتقاد مزية الصلاة في مكانٍ مظلم عن غيره فهذا لا حرج فيه ، بل هو أفضل له حتى لا ينشغل ذهنه ونظره في مثل هذا الوقت المبارك.
والله تعالى أعلم.

(7/1)


17200
عنوان الفتوى:الوقت المفضل لأداء صلاة التسابيح رقم الفتوى:17200تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : ما هو وقت صلاة التسابيح؟ وما هو أنسب وقت لقيام الليل وذلك حتى لا ننام عن هذا الوقت المفضل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة التسابيح لا بأس بفعلها على الراجح من أقوال أهل العلم، كما هو مبين في الفتوى رقم: 2501، ولم يأت في الحديث وقت معين لأدائها من الليل أو النهار.
وعليه، فيجوز أداؤها ليلاً أو نهاراً في أي وقت، سوى أوقات النهي أو الكراهة.
قال ابن حجر الهيتمي في فتاويه رداً على من خصصها بليلة الجمعة أو يومها: وما حكاه الدميري عن صاحب المستوعب من أن وقتها ليلة الجمعة ويومها غريب، ففي فتاوى ابن الصلاح أنها لا تختص بليلتها، كما جاء في الحديث، ومثل ليلتها يومها في أنها لا تختص به، لا في أنها تكره فيه. انتهى.
وأما أفضل وقت لأداء قيام الليل فهو الثلث الأخير منه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 12918.
والله أعلم.
17203
عنوان الفتوى:محل وجوب نفقة الزوجة على الزوج رقم الفتوى:17203تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : هل على المعسر واجب النفقة على زوجته إن كان لديها راتب وسكن خاص بها وساعدته في ذلك برغبتها أو سكنت عند أهلها لحين يتمكن من فتح بيت لها وهل هذا دين عليه أم ماذا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل أن نفقة الزوجات واجبة على أزوجهن ولو كنَّ غنيات، لقوله تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ) [الطلاق:7] ، ولما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود من حديث حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال -حين سأله رجل ما حق المرأة على الزوج-: "تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت".

(7/2)


ولكن محل وجوب نفقة الزوجة هو ما إذا كان الزوج موسرا بها قادراً عليها. أما إذا كان معسراً ورضيت الزوجة بالبقاء معه، فلا تجب عليه النفقة لعجزه عنها، ولا يطالب بها في ذمته إذا أيسر، لأن ذمته لم تعمر بها أصلاً فسقطت المطالبة بها.
والله أعلم.
17205
عنوان الفتوى:التصدق بثمن العقيقة للجهاد...نظرة شرعية رقم الفتوى:17205تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1424السؤال : رزقت بمولودة وأرغب في أن أعق عنها لكن أرى أن إخواني الفلسطينيين أحوج لمال العقيقة فهل أتبرع بمبلغ العقيقة أفضل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر العلماء أن ذبح العقيقة أفضل من التصدق بقيمتها إحياءً لهذه السنة المؤكدة، وخشية من نسيانها لو تتابع الناس على التصدق بقيمتها.
قال ابن قدامة في (المغني): والعقيقة أفضل من الصدقة بقيمتها، نص عليه أحمد وقال: إذا لم يكن عنده ما يعق فاستقرض رجوت أن يخلف الله عليه إحياء سنة.
قال ابن المنذر : صدق أحمد. إحياء السنن واتباعها أفضل، وقد ورد فيها من التأكيد من الأخبار التي رويناها ما لم يرو في غيرها، ولأنها ذبيحة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها، فكانت أولى كالوليمة والأضحية.
وقال النووي في (المجموع): فرع: فعل العقيقة أفضل عندنا من التصدق بثمنها.
ولكن نقول هنا: إنه قد يعرض من العوارض ما يجعل المفضول أولى للحاجة أو للمصلحة الراجحة، وحاجة إخواننا في فلسطين للمال مما لا يخفى على أحد، ووجوب مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم ظاهرٌ لكل مسلم، فهم الذين ينوبون عن الأمة في حماية مقدساتها والذود عن حرماتها، وإذا لم نستطع أن نكون معهم في خندق الرباط فلا أقل من أن نمدهم بالمال من الزكوات والصدقات والقربات بما فيها العقيقة والأضاحي وغيرها.

(7/3)


وقديماً قال شيخ الإسلام ابن تيمية: نادباً المسلمين لجهاد التتار فيقول: فمن كان له مال وهو عاجز ببدنه فليغز بماله، ففي الصحيحين: "من جهزَّ غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا". ومن كان قادراً ببدنه وهو فقير، فليأخذ من أموال المسلمين ما يتجهز به، سواء كان المأخوذ زكاة أو صلة أو من بيت المال أو غير ذلك، حتى لو كان الرجل قد حصل بيده مال حرام، وقد تعذر رده إلى أصحابه لجهله بهم ونحو ذلك، أو كان بيده ودائع أو رهون أو عوارٍ قد تعذر معرفة أصحابها فلينفقها في سبيل الله، فإن ذلك مصرفها... ا.هـ
والله أعلم.
17206
عنوان الفتوى:ما يشترط في الوارث رقم الفتوى:17206تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : توفت سيدة ولها:
1- زوج على قيد الحياة.
2- بنت على قيد الحياة.
3- بنت متوفاة ولها ولدان وبنت.
4- أخت على قيد الحياة ولها ولد وبنت على قيد الحياة وليس لها وصية.
فما طريقة تقسيم تركة هذه السيدة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأولاً: يشترط في الوارث أن يكون عند موت مورثه حيا حياة حقيقية أو حياة حكمية كالجنين.
وعلى هذا، فالبنت المتوفاة لا ترث من أمها ما دامت أمها قد ماتت بعدها، وأولاد هذه البنت ليس لهم شيء من تركة جدتهم، لأنهم ليسوا ورثة، وإنما هم من ذوي الأرحام، ومثلهم أبناء الأخت. وبقية المذكورين يرثون، وذلك بأن تقسم التركة على أربعة أسهم: للزوج ربعها فرضاً وهو سهم واحد من الأربعة، وللبنت: نصفها فرضاً وهو سهمان، وللأخت: الباقي تعصيباً وهو سهم واحد.
والله أعلم.
17207

(7/4)


عنوان الفتوى:حكم رفع الصوت بالقراءة في الصلاة لعلاج الوسوسة رقم الفتوى:17207تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : أنا كثيرة الوسوسة في الصلاة ولا أجد وسيلة للتخلص منها إلا برفع الصوت والجهر في الصلاة ما رأي فضيلة الشيخ؟ وكذلك أنا كثيرة الشك مع العلم أنني مستقيمة وقد حاولت الخلاص من هذه العادة ولكن لم أستطع فبماذا تنصحونني؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان علاج الشك والوسواس في الوضوء والصلاة وغيرهما في الفتوى رقم: 10355، والفتوى رقم: 1406.
وأما رفع الصوت بالقراءة في الصلاة أو أذكارها لعلاج الوسوسة فغير مشروع، بل ينبغي أداء الصلاة كما شرعت، فتجهرين في موضع الجهر، وتسرين في موضع الإسرار، وتسألين الله تعالى أن يشفيك من هذا المرض. مع التزامك بما بيناه في ما أحلناك عليه من فتاوى.
والله أعلم.
17209
عنوان الفتوى:حكم رفض الخروج مع الزوج للمتنزهات رقم الفتوى:17209تاريخ الفتوى:21 ربيع الأول 1423السؤال : أنا امرأة عندي 50 عاماً وزوجي عنده 60 عاماً وأجلس أغلب الوقت في المنزل أقرأ القرآن وأتصفح شئون ديني أو بيتي ولا أخرج إلا للصلاة في المسجد أو تلقي دروس العلم في المسجد بعد موافقة زوجي ولكنه يريد مني الخروج من المنزل معه أحيانا في زيارات عائلية وأحيانا لأماكن عامة كالنادي مثلاً أو إلى المصيف وأنا أرفض ذلك بشدة فهل يعتبر ذلك خروج عن طاعة الزوج؟ وحتى إذا كانت الأماكن التى يرغب في اصطحابي إليها غير ملائمة؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز لزوجك أن يأمرك بفعل المحرمات كالاختلاط بالرجال، أو الذهاب إلى المصايف حيث تبدو العورات، ولو أمرك بذلك فلا تجوز لك طاعته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الله". رواه الطبراني عن عمران بن حُصين.

(7/5)


وإذا امتنعت من الذهاب معه إلى الأماكن التي لا يرضى الله عن تواجدك فيها، فإن لك أجر ترك الحرام.
أما إذا كانت هذه الأماكن لا تشتمل على المحرمات أو المنكرات، فإنه لا يجوز لك مخالفة أمر زوجك، لأن طاعته واجبة عليك في المعروف.
والأفضل في كل هذا أن تنصحي زوجك بالمعروف دون تشنج أو عصبية، لقول الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) [النحل:125] .
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 4149، 4180، 6063.
والله أعلم.
1721
عنوان الفتوى:يجوز نبش القبر بشروط رقم الفتوى:1721تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : عند دفن عمتي لم يقم الدافن بوضعها على جانبها الأيمن مع العلم أني نبهته إلى ذلك .. هل هذا جائز وما العمل الآن بعد مضي 21 يوم على وفاتها؟ وجزاكم الله خيراً.....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فالأمر الذي نبهت عليه القائمين بالدفن يعتبر سنة، ومن العلماء من أوجبه، والراجح عدم الوجوب. وعليه فلا يلزمك الآن أن تنبش القبر، وإنما ينبغي عليك الآن أن تدعو لها، وتستغفر، وتتصدق عنها، وعلى كل فعلى القول بالوجوب فلا ينبش إلا إذا كان ذلك بقرب الدفن بحيث يغلب على الظن أن الميت لم يتغير، وإلا فلا ينبش القبر قطعاً. والله تعالى أعلم.
17212
عنوان الفتوى:حقوق الزوجة مقدمة شرعا على حقوق الأصدقاء رقم الفتوى:17212تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(7/6)


زوجي يعز أصدقاءه بطريقة غير طبيعية لدرجة أنه عندما يقدموا من بلدهم إلى البلد التي نقيم بها يترك بيته ويقضي طوال اليوم عندهم حتى لدرجة أنه ينام عندهم لعدة أيام وللأسف فإن هذا يتكرر عدة مرات في السنة وعاتبته كثيراً على ذلك وقلت له إنه لا يجوز ذلك ولكنه يجد أن هذا واجب عليه تجاه أصدقائه وأنه أمر طبيعي علما أن الوقت يقضيه معهم في المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية وأنا أشعر بجرح كبير هل أجد عندكم الحل؟
أفيدوني أفادكم الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلى هذا الزوج أن يعلم أن الحياة الزوجية مبناها على التآلف والتراحم، وحسن العشرة بين الزوجين وسعي كل منهما في سعادة الآخر بالقول الحسن والفعل الحسن وبكل شيء مباح يدخل السرور به على الطرف الآخر. ولا ريب أن الانشغال بالأصدقاء -إن لم يكونوا أصدقاء سوء- من الأمور المحمودة، لكن لا يجوز أن تطغى حقوق الأصدقاء على حقوق الزوجة التي هي مقدمة شرعاً على حقوق هؤلاء.
فعلى الزوج أن يوازن بين الحقوق، وليعلم أن ملاطفة الزوجة ومداعبتها والتحدث إليها ومؤانستها كل ذلك يمد الحياة الزوجية بالسعادة، وفقدان ذلك قد يؤدي إلى فقدان السعادة الزوجية.
فعلى هذا الزوج أن يتقي الله في زوجته ويعطيها حقوقها كاملة.
وراجعي الفتوى رقم: 6795.
والله أعلم.
17213

(7/7)


عنوان الفتوى:كيف تُؤدى الصلاة في مثل هذه الحالة رقم الفتوى:17213تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : أنا فتاة أعمل وأدرس في نفس الوقت وأواجه مشكلة في الصلاة حيث أني أصلي الظهر قبل أن أتوجه إلى الجامعة ولكن للأسف الشديد لا يوجد في الجامعة مكان للصلاة فيه ويحين وقت الصلاة وأنا فيها بالإضافة إلى أن وقت صلاة المغرب يحين وأنا ما زلت في الجامعة والعشاء يؤذن قبل أن أصل البيت (وأنا في الطريق) فبيتي يبعد عن مكان عملي ودراستي مسافة 50 كيلو متراً والذي نعاني منه في بلادنا عدم تخصيص مرافق خاصة للسيدات في كل الجامعات والمعاهد للوضوء أو مصليات للصلاة فماذا أفعل حتى لا تفوتني الصلاة؟
شاكرين لكم تعاونكم وحفظكم الله للإسلام والمسلمين وفقنا الله وإياكم.
أختكم في الله إيناس
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي فذكر منها: وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل"> رواه الشيخان.
فإذا حضرت الصلاة، فابحثي عن مكان طاهر وصلي فيه، ولو كان في موقع عملك، وإياك أن تؤخري الصلاة عن وقتها، فإن من أخر صلاة حتى خرج وقتها بغير عذر شرعي فهو في حكم التارك، ولكن إذا خفت من خروج الوقت فأديها على الحالة التي أمكنتك، ولو اقتضى ذلك أن تؤديها بالتيمم إن لم تجدي ماء تتوضئين به، وعليك أن تعلمي أن تأخير الصلاة بحيث يخرج وقتها لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف، إلا في حال الجمع بين الصلاتين وفق ضوابط محددة.
وراجعي الفتاوى التالية: 12452، 1535، 3323.
والله أعلم.
17215

(7/8)


عنوان الفتوى:حديث أصحاب العمائم...موضوع رقم الفتوى:17215تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : أسأل عن الحديث المروي عن أبي الد رداء رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة في الجمعة".
أفتونا مأجورين إن شاء الله تعالى.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحديث أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة" رواه بهذا اللفظ الطبراني في (الكبير)، والديلمي في (الفردوس)، وأبو نعيم في (الحلية)، وهذا حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الهيثمي في (مجمع الزوائد): وفيه أيوب بن مدرك قال ابن معين : إنه كذاب، وقال الألباني في (السلسلة الضعيفة): موضوع.
والله أعلم.
17217
فتاوى
عنوان الفتوى:تستطيع أن تفعل الكثير رقم الفتوى:17217تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال: عمري 15 سنه وأشعر بأنني فاشل لأنني قليل التفوق فماذا عساي أن أفعل ؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك التوفيق والحرص على ما يفيد، ثم نقول لك: لست بفاشل إن شاء الله تعالى، فأنت ما زلت في أول مراحل الشباب، والخير كله في الشباب، فبادر باغتنام وقتك وشبابك، واحرص على ما يفيدك، وابدأ بتعلم العلم النافع في الدنيا والآخرة، وزاحم العلماء وطلبة العلم، فإن مجالسة العلماء والصالحين تعلي الهمم، وتشد العزائم نحو الأعلى والأصلح.

(7/9)


وإياك ثم إياك وقرناء السوء الذين يثبطونك ويضيعون وقتك، ونرجو الله تعالى أن يعينك، وأن يحقق آمالك، وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نشكرك على هذا الشعور النبيل، والمتمثل في كون الشباب المسلم ينبغي له أن يسعى في الحصول على المقومات النافعة التي تميزه عن السفلة وضعاف الهمم الذين يرضون أن يعيشوا عيشة البهائم التي لا هم لها إلا ما تجعل في بطونها، أو يشبع غرائزها.
والله أعلم.
1722
عنوان الفتوى:يجوز لك القراءة من المصحف في صلاة النافلة وقيام الليل رقم الفتوى:1722تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل يجوز حمل المصحف والنظر إليه أثناء صلاة النافله وخاصة صلاة قيام الليل، حيث أنسى أحيانا بعض الكلمات أثناء تلاوة السور الطويلة، ولايوجد من يذكرني بها مما قد يحرمني من لذة تلاوتها من حفظي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
أخي السائل المبارك وفقك الله لكل خير وكثر من أمثالك وسؤالك الذي تسأل عنه نرجو أن يكون فيه موعظة للإخوة الذين يتابعون هذه الصفحة المباركة. ولعلنا نحيي جميعاً هذه السنة المهملة اليوم عند المسلمين إلا من رحم الله منهم ألا وهي سنة القيام في الليل. وأما ما سألت عنه فإنه يجوز لك أن تقرأ من المصحف نظراً في صلاة النافلة ، ومنها قيام الليل. وقد ثبت هذا عن بعض السلف رحمهم الله. فقد بوب البخاري بابا قال في ترجمته: "باب إمامة العبد والمولى ، وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف" وهو قول جمهور أهل العلم، والله تعالى أعلم.
17220
عنوان الفتوى:مشاركة الكافر ومن لا يحترز من الربا...رؤية شرعية رقم الفتوى:17220تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : حكم عقد شركة مع رجل له أموال الغالب عليها الحرام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/10)


فالأفضل للمسلم أن يختار لنفسه شريكاً مسلماً عدلاً أميناً، لتكون تجارتهما مباركة ورابحة بعون الله وتوفيقه، فقد روى أبو داود والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما".
قال الشوكاني: المراد أن الله جل جلاله يضع البركة للشريكين في مالهما مع عدم الخيانة، ويمدهما بالرعاية والمعونة، ويتولى الحفظ لمالهما. ا.هـ
فإذا خان أحدهما صاحبه نزعت البركة، والكافر والفاسق لا تؤمن خيانتهما وبغيهما خصوصاً في الجوانب المالية، ولذلك قال الله تعالى: (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ) [صّ:24].
ولذا كره الفقهاء مشاركة الكافر ومن لا يتحاشى التعامل بالحرام من المسلمين. قال الشيخ زكريا الأنصاري في (شرح البهجة): ولكن تكره الشركة مع الكافر، ومن لا يحترز من الربا ونحوه. قال الأذرعي: هذا إذا شارك لنفسه، فإن شارك لمحجور عليه - كصبي ومجنون - فلابد أن يكون الشريك عدلاً يجوز إيداع مال المحجور عنده. ا.هـ
وقال البهوتي في (كشاف القناع): وتكره معاملة من في ماله حلال وحرام يجهل، وكذا إجابة دعوته وأكل هديته وصدقته ونحوها.
وتقوى الكراهة وتضعف بحسب كثرة الحرام وقلته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه." الحديث.
وتكره مشاركة مجوسي ووثني ومن في معناه ممن يعبد غير الله تعالى، وظاهره ولو كان المسلم يلي التصرف. قال أحمد في المجوسي: ما أحب مخالطته ومعاملته، لأنه يستحل ما لا يستحل هذا.
والله أعلم.
17221

(7/11)


عنوان الفتوى:يخرج منه بعد التبول نقطة ودي أو بول .. فكيف يطهر ثوبه؟ رقم الفتوى:17221تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : رجل ينزل منه بعد التبول بـ 10 دقائق ودي أو نقطة بول فماذا يصنع بالنسبة لطهارة ثوبه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن أصاب ثوبه بول أو ودي أو غيرهما من النجاسات وجب عليه غسل الموضع الذي أصابته النجاسة، فإن لم يستطع تحديد الموضع لزمه غسل الثوب كاملاً.
وأما إذا كانت النجاسة يسيرة كنقطة بول أو ودي ، فاختلف أهل العلم فيها، فيرى الشافعية أنه لا يلزم غسلها، ووافقهم المالكية فيما إذا عسر الاحتراز منها كأثر الذباب من العذرة والبول، ورأوا أن ما كان كدرهم بغلي فأقل، من الدم والقيح والصديد يعفى عنه. والدرهم البغلي هو الدائرة السوداء التي في باطن ذراع البغل.
وذهب الحنفية إلى أن ما كان من النجاسة المغلظة، وهي ما ثبت بدليل مقطوع به، كالدم والبول والخمر، فإنه يعفى عن قدر الدرهم وما دونه، وما كان من النجاسة المخففة وهي ما ثبت بخبر غير مقطوع به، كبول ما يؤكل لحمه، يعفى عنها ما لم تبلغ ربع الثوب على تفصيل عندهم في الثوب المعتبر في هذا التقدير.
قال البابرتي في (العناية شرح الهداية): وقدر الدرهم وما دونه من النجس المغلظ كالدم والبول والخمر وخرء الدجاج وبول الحمار جازت الصلاة معه، وإن زاد لم تجز.
وقال الإمام النووي في (المنهاج): وكذا في قول نجس لا يدركه طَرْف -أي معفو عنه- قلت: -والقول للنووي- ذا القول أظهر. والله أعلم ا.هـ
قال الخطيب الشربيني في (مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج) قوله: وكذا في قول نجس لا يدركه طرف، أي لا يشاهد بالبصر لقلته لا لموافقة لون ما اتصل به، كنقطة بول وخمر وما تعلق بنحو رجل ذبابة عند الوقوع في النجاسات -وقوله- قلت: ذا القول أظهر، أي من مقابله وهو التنجيس لعسر الاحتراز عنه، فأشبه دم البراغيث. ا.هـ

(7/12)


وقال الخطيب أيضاً في بيان تحديد اليسير المعفو عنه من النجاسات: قال شيخنا -أي زكريا الأنصاري-: والأوجه تصويره باليسير عرفاً، وهو حسن. ا.هـ
وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه لا يعفى عن يسير النجاسة خصوصاً الغائط أو البول. قال البهوتي في (كشاف القناع): فصل: ولا يعفى عن يسير نجاسة ولو لم يدركها الطرف أي البصر، كالذي يعلق بأرجل ذباب ونحوه، لعموم قوله تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر:4]، فإن كان من سبيل لم يعف عنه لأنه في حكم البول أو الغائط.
وقال ابن قدامة في (المغني): فصل: ولا فرق بين يسير النجاسة وكثيرها، وسواء كان اليسير مما يدركه الطرف أو لا يدركه من جميع النجاسات، إلا أن ما يعفى عن يسيره في الثوب كالدم ونحوه حكم الماء المتنجس به حكمه في العفو عن يسيره، وكل نجاسة ينجس بها الماء يصير حكمه حكمها، لأن نجاسة الماء ناشئة عن نجاسة الواقع وفرع عليها، والفرع يثبت له حكم أصله، وقيل عن الشافعي: إن ما لا يدركه الطرف من النجاسة معفو عنه للمشقة اللاحقة به. ونص في موضع على أن الذباب إذا وقع على خلاء رقيق أو بول ثم وقع على الثوب غسل موضعه، لنجاسة الذباب مما لا يدركه الطرف، ولأن دليل التنجيس لا يفرق بين يسير النجاسة وكثيرها، ولا بين ما يدركه الطرف وما لا يدركه، فالتفريق تحكُّم بغير دليل، وما ذكروه من المشقة غير صحيح، لأننا إنما نحكم بنجاسة ما علمنا وصول النجاسة إليه، ومع العلم لا يفترقان في المشقة ثم إن المشقة حكمة لا يجوز تعليق الحكم بها بمجردها، وجعل ما لا يدركه الطرف ضابطاً لها غير صحيح، فإن ذلك إنما يعرف بتوقيف أو اعتبار الشرع له في موضع، ولم يوجد واحد منهما. ا.هـ
ولعل هذا القول الأخير هو الراجح، إلا فيما إذا عسر الاحتراز جداً.

(7/13)


وعليه، فينبغي لمن تنزل منه قطرات بول أو ودي أن يضع على ذكره خرقة ونحو ذلك، ويربطها لمدة يغلب على ظنه فيها انقطاع النازل، ثم ينزعها لئلا تلوث النجاسة ثوبه أو بدنه، فإن لم يفعل وأصابت النجاسة ثوبه لزمه غسل موضع النجاسة إن علمه، وإلا لزمه غسل الثوب كاملاً.
والله أعلم.
17224
عنوان الفتوى:حصول العيب بالسلعة بعد التفرق لا يتحمله البائع رقم الفتوى:17224تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : إذا اشترى شخص من أحد شيئا ما وبعد مدة انكسر فقام هذا الأخير بإرجاع الشيء المبتاع وطلب ثمنه فما هو حكم الشرع في ذلك؟ وهل يعتبر ربا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل في عقد البيع الصحيح النفاذ إذا افترق المتبايعان من مجلسهما الذي تبايعا فيه، فلا يملك أحد الطرفين الرجوع عنه بعد ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا". متفق عليه.
وعليه، فما لحق بالمبيع من الكسر أو العيب بعد القبض والتفرق من مجلس العقد يعتبر مصيبة نزلت بالمشتري، وليس على البائع من ذلك شيء، إلا إذا أراد أن يتطوع للمشتري بإرجاع الثمن أو بعضه، ولو فعل ذلك فلا شك أنه جائز، بل لو فعله على وجه التقرب إلى الله وكان المشتري محتاجاً أو قريباً كان له في ذلك أجر إن شاء الله.
والله أعلم.
17225
عنوان الفتوى:ادعاء النصارى اتباع (عيسى) ادعاء زائف رقم الفتوى:17225تاريخ الفتوى:22 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز القول للنصراني (مسيحي)؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن تستعمل ألفاظ الشرع في كل ما يتعلق بالأديان والكتب السماوية، لأن هذه هي الإطلاقات المنضبطة التي لا يتطرق إليها أي نوع من المحاذير، لأنها من تنزيل الحكيم الخبير.

(7/14)


وقد ورد في القرآن والسنة إطلاق كلمة (نصارى) على من يزعمون اتباع المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، ففي القرآن قوله سبحانه: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) [المائدة:18].
وفي السنة حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة". رواه أصحاب السنن بسند صحيح.
وما زال سلف هذه الأمة يستعملون هذا اللفظ (النصارى) ولم يرد عنهم إطلاق لفظ (مسيحيين)، والأولى الوقوف عند ما وقفوا عنده، فكل خير في اتباعهم، وكل الشر في مخالفتهم.
والخلاصة: أن هذا اللفظ ترد عليه عدة محاذير، أهمها اثنان:
الأول: أنه لفظ لم يرد استعماله في القرآن والسنة وأقوال السلف.
الثاني: أن انتسابهم إلى عيسى ابن مريم انتساب غير حقيقي، لأنهم على غير سبيله، لذلك سينزل فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية.
والله أعلم.
17226
عنوان الفتوى:المقاصد الشرعية المطلوبة في العلم رقم الفتوى:17226تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم
أنا أتعلم العلم لكي أعلمه للناس وليكون لدي العلم فهل هذا هو الصحيح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلى من يطلب العلم أن يطلبه عبادة خالصة لله ولا يرجو من ورائها إلا رضاه سبحانه، ولا يتوصل به إلى دنيا ولايتخلله رياء ولا سمعة، وإلا كان العلم وبالاً على صاحبه ووقوداً عليه في نار جهنم.

(7/15)


والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مشهور في أول من تسعر بهم جهنم ومنهم: ... وَرَجُلٌ تَعَلّمَ الْعِلْمَ وَعَلّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ. فَأُتِيَ بِهِ. فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا. قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنّكَ تَعَلّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ. وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ. فَقَدْ قِيلَ. ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ. رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فالإخلاص في العلم شرط في قبوله، فعليك بالإخلاص في طلب العلم لله، ولا ينافي ذلك أن يطلبه الشخص ليعلم الناس، وليكون عالماً بدين ربه وما يقربه إليه لأن الكل من المقاصد الشرعية المطلوبة في العلم. وأما الفتيا بالفتاوى التي تعلمها فلا ينبغي لك إلا أن تكون عالماً أو ناقلاً للفتوى كما هي دون تبديل أو تحوير، وانظر في ذلك الفتوى رقم:
14585 16518.
والله أعلم.
1723
عنوان الفتوى:لا يجوز العمل في الكنائس ولا في بنائها رقم الفتوى:1723تاريخ الفتوى:24 ذو القعدة 1421السؤال : والد زوجتي يعمل مبيض محارة (مساح) ويعمل باليومية عند رجل آخر وقد يتطلب العمل أن يعمل أحياناً هذا الرجل في الكنائس فيعمل والد زوجتي معه في هذه الكنائس لفترة طويلة. هل هذا العمل حرام وماله حرام وهل يحرم علي وعلى زوجتي وأولادي الأكل عنده وماذا أفعل إذا ما دعاني لذلك .. وما الحكم بالنسبة لأولاده الذين لم ينهوا تعليمهم علماً بأنه ليس الوحيد الذى يصرف على البيت بل يساعده أولاده وبالنسبة لابنه الذي يعمل ولكنه لم يتزوج بعد هل يأكل معه ... وجزاكم الله خيراً .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:

(7/16)


فإنه لا يجوز لوالد زوجتك أن يعمل في الكنائس لأن العمل فيها تعاون مع أصحابها على أعظم إثم وعدوان، والله سبحانه وتعالى يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [المائدة: 2]. والمال الذي يكسبه من عمله في الكنيسة حرام أيضا، لأنه نتيجة لعمله الحرام وأما ما يكسبه من أعماله الأخرى المباحة فهو حلال طيب. إن شاء الله تعالى. أما أكلك أنت أو زوجتك أو أولادك أو أولاد الرجل نفسه من ماله فإن كان من ذلك المال الحرام الذي اكتسبه من عمله في الكنيسة فهو لا يجوز لأنه غير طيب والله سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) [البقرة: 172]. وهذا يشمل الطيبات عيناً كأنواع المأكول والمشروب والطيبات معنىً كالمال المكسوب وإن كان من كسبه الحلال فهو حلال لكم وأجيبوه لدعوته إن دعاكم. وإن كان مختلطاً من المالين فإن كان أغلب ماله منه فيجب تجنبه للقاعدة الفقهية المعروفة: " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" واتقاء الحرام واجب ولا يمكن اتقاؤه هنا إلا باتقاء المباح المختلط به. والله تعالى أعلم.
17236
عنوان الفتوى:المعتزلة..ماهيتهم..عقائدهم..المعتزلة الجدد رقم الفتوى:17236تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1424السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
السؤال:ما الفرق بين كل من أهل السنة,والمرجئة,والمعتزلة,والأشاعرة,الماتريدية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق الفرق بين أهل السنة وبين الأشاعرة والماتريدية في الفتوى رقم:
10400 16542 10346

(7/17)


وأما الفرق بينهم وبين المعتزلة فيتضح ذلك ببيان عقيدة المعتزلة، وهذه نبذه مختصرة عنهم وعن عقيدتهم، ومن أراد التوسع فليراجع كتب العقائد كشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز وكتب شيخ الإسلام كالعقيدة التدمرية، ودرء تعارض العقل والنقل .. وسموا المعتزلة لأن واصل بن عطاء اعتزل مجلس الحسن البصري وقدر أن مرتكب الكبيرة كالزنا وشرب الخمر لا مؤمن ولا كافر في الدنيا بل هو في منزلة بين المنزلتين كالمسافر بين بلدين لاينسب لإحداهما. وأما في الآخرة فهو مخلد في النار إن لم يتب. وقيل سموا بذلك لأنهم أوجبوا اعتزال مرتكب الكبيرة ومقاطعته.
ثم حرروا مذهبهم في خمسة أصول وهي:
الأول التوحيد: ويقصدون به نفي صفات الله، وقالوا: إن الصفات ليست شيئاً غير الذات وإلا تعدد القدماء في نظرهم، ولذلك نفوا رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وقالوا بخلق القرآن إلى غير ذلك من الضلال.
الثاني العدل : ويقصدون به أن الله لايخلق أفعال العباد ولايريد الفساد بل العباد هم الذين يفعلونها بالقدرة التي جعلها الله فيهم، وأنه لا يأمر إلا بما يريد ولا ينهى إلا عما يكره، ولم يهتدوا إلى التفريق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية، ولوا اهتدوا إلى ذلك لعلموا أن الله يريد الكفر والفساد بالإرادة الكونية لحكمة يعلمها سبحانه، ولا يريدها بالإرادة الشرعية. وبين الإرادتين فوارق من أهمها أن الإرادة الكونية لا تلازمها المحبة، وأما الإرادة الشرعية فإنها تلازمها المحبة. فلا يريد الله شيئاً إرادة شرعية إلا وهو يحبه سبحانه.
الثالث الوعد والوعيد: ويقصدون به أن الله يجازي المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته ولايغفر لمرتكب الكبيرة، فعدله يقتضي ذلك وهو أنه لا يغفر له، ومن ثم أنكروا الشفاعة لأهل الكبائر.
الرابع المنزلة بين المنزلتين: في حق مرتكب الكبيرة. وقد سبق بيان هذا.

(7/18)


الخامس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ويقصدون به وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن هذا الأصل قالوا بوجوب الخروج على الحاكم إذا خالف وانحرف عن الحق؛ ولو لم يكن ما ارتكبه كفراً بواحاً. ومن مبادئ المعتزلة الاعتماد على العقل كلياً وتقديمه على النقل في مسائل العقائد وغيرها. والقول بأن النقل الصحيح يعارض العقل الصريح دعوى مفتعلة منقوضة من أساسها، بل الشرع والعقل يتوافقان ولله الحمد والمنة، وعند توهم التعارض يقدم النقل لأنه عن المعصوم.
وللأسف الشديد يحاول بعض الكتاب والمفكرين إحياء الاعتزال من جديد بعد أن عفى عليه الزمن أو كاد، فألبسوه ثوباً جديداً وأطلقوا عليه أسماء جديدة مثل: العقلانية، والتنوير، والتجديد، والتحرر الفكري، والمعاصرة، والتيار الديني المستنير ونحو ذلك. ولكن تصدى لهم أهل السنة والجماعة وفضحوهم وبينوا عوارهم ولله الحمد والمنة. كما تصدى أهل الحق لأسلافهم من قبل.
والله أعلم.
17237
عنوان الفتوى:حكم العلاج بالكيماوي رقم الفتوى:17237تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز العلاج باستخدام العلاج الكيماوي؟
والله يحفظكم وجزاكم الله خير
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في الأشياء الإباحة، ومن ذلك التداوي بكل سبب وعلاج ثبت نفعه بالتجربة، إلا أن يكون هذا الدواء يحرم تناوله على المسلم، كالخمر ونحوه فلا يجوز التداوي به، لأن الله لم يجعل لنا شفاء فيما حرم علينا.
وعليه، فلاحرج في التداوي بالعلاج الكيماوي إذا أثبت أهل الأختصاص بالطب نفعه وعدم ضرره، لأن كل ما يؤثر على صحة الإنسان ويضر به ضرراً معتبراً شرعاً فلا يجوز استخدامه ولا استعماله بأي نوع من أنواع الاستعمال المؤدية إلى حصول الضرر به، ما لم يكن هناك ضرورة ملحة إلى استعماله، والضرورة تقدر بقدرها.
والله أعلم.
17238

(7/19)


عنوان الفتوى:يستحب عند المالكية القنوت في الفجر قبل الركوع رقم الفتوى:17238تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ، في صلاة الفجر عندنا وبعد قراءة سورة في الركعة الثانية يسكت الإمام بعض الوقت ولا أدري ما يقول قبل الركوع ، ما حكم ذلك وما يقول الإمام ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يظهرهو أن الإمام مالكيُّ المذهب، والمالكية يسن عندهم القنوت في صلاة الفجر ويستحبون أن يكون قبل الركوع لكي يمتد القيام فيلحق المسبوق، وهذه فائدة لا توجد لو قنت الإمام بعد الركوع، والقنوت قبل الركوع مروي عن عمر وعلي وابن مسعود وخلق من الصحابة، وهو مذهب إسحاق ومالك . وقالوا هو الذي استقر عليه عمل الصحابة، ويستحب عند المالكية الإسرار بالدعاء في القنوت، ويُندب أن يدعو بالمأثور "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونخضع لك ونخلع ونترك من يكفرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفِد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد إن عذابك للكافرين ملحق".
أما ما حكم ذلك؟ فأهل العلم مختلفون في شأن القنوت في صلاة الصبح، فمنهم من يراه بدعة وأنه منسوخ في النوازل وغيرها، ومنهم من يرى أنه سنة في الفجر، ومنهم من يرى أنه يستحب فيها، ومنهم من يقنت عند النوازل فقط وفي أي صلاة مفروضة.
: والمذهب الوسط أن فعله سنة وتركه سنة، فلا يُنكر على من داوم عليه ولا يوصف فاعله بالمبتدع أو مخالفة السنة، كما لا يُنكر على من أنكره، فمن قنت فقد أحسن ومن تركه فقد أحسن. بتصرف من كلام ابن القيم زاد المعاد 1/274.
والله أعلم.
1724

(7/20)


عنوان الفتوى:وجوب الولاء للمسلمين دون غيرهم رقم الفتوى:1724تاريخ الفتوى:11 شوال 1421السؤال : يكثر في دول الخليج الهنود الهندوس، ويسيطرون على التجارة وغالبا ما تكون التجارة الغذائية، ولقد كان بالقرب منا جمعية تعاونية بها كما في باقي الجمعيات مكان لبيع الخبز تعرض به المخابز المسلمة والهندوسية خبزهم فكنا نحاول عدم الشراء إلا من المخابز العربية، ولكن الآن قام أصحاب الجمعية -هداهم الله- عن جهل وتقصير في الدين بإبعاد المخابز المسلمة والتعاقد مع مخبز هندوسي ليمدهم بالخبز وغيره من المنتجات ومع احتجاجنا لدى المالك إلا أننا لم نلق أذنا صاغية، وبعد أن وضعنا أمام الأمر الواقع، هل يجوز لنا الشراء من هذا المخبز الذي يملكه مالك هندوسي؟ مع العلم أن هناك مراقبة عليه في مدينتنا فلا أظن أن هناك خوفا على الطعام الذي نتناوله من أن يكون غير صالح. جزاكم الله عنا الخير مسلم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: جزاكم الله تعالى خيراً على ما قمتم به من احتجاج على أصحاب الجمعية لما فضلوا التعاقد مع المخابز الهندوسية على مخابز المسلمين فالذي ينبغي للمسلم أن يكون ولاؤه كله للمسلمين وبراءته كاملة من المشركين. وينبغي له أن يدعم منتجات المسلمين لما في ذلك من تقوية اقتصادهم كما ينبغي له أن يقاطع منتجات المشركين إلا ما دعت إليه الضرورة كل ذلك في إطار الولاء والبراء اللذين هما أوثق عرى الإيمان بالله تعالى، وعلى كل فلا حرج عليكم في شراء ذلك الخبز ما دام هو المتوفر لأن النبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع غير المسلمين في البيع والشراء. والله تعالى أعلم.
17240
عنوان الفتوى:عقوبة من وقع على ذات محرم رقم الفتوى:17240تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : أحدهم(قبحه الله ) داعب ابنة أخية حتى حملت منه
ثم قام بإجاهضها خوفا من الفضيحة!! ماذا نفعل حياله؟

(7/21)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزنا كبيرة من الكبائر توعد الله فاعلها بالعقوبة الشديدة، فقال سبحانه:وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32] وقال سبحانه:وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانا*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنً [الفرقان:68-70].
فهذا عن مجرد الزنا بالمرأة الأجنبية. أما إذ كانت حليلة جارك، فإن الزنا بها من أعظم الذنوب بعد الكفر بالله وقتل الولد خشية الإطعام، لما في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال أن تجعل له ندا وهو خلقك، قلت، ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزني بحليلة جارك. فكان الزنا بحليلة الجار أشد قبحاً وجرماً من غيره لأن الجار يتوقع من جاره الذود عنه وعن حريمه ويأمن بوائقه ويركن إليه، فكان الاعتداء على عرضه خيانة منكرة وجرماً عظيماً، فما بالك بمن زنا بإحدى محارمه -كالحالة المذكورة في السؤال- فذلك أشد نكراً وفظاعة وإثماً، وإن المرء السوي ليصاب بالغم والهم الشديد عندما يسمع مثل ذلك، إذ كيف طابت نفس هذا الرجل بأن يقع على ابنة أخيه التي هي بمنزلة ابنته، ثم لم يكتف بجريمته الشنعاء حتى أضاف إليها جريمة أخرى وهي إجهاض ذلك الجنين من أجل التغطية على جريمته النكراء، والإجهاض قتل للنفس ولا يجوز بحال من الأحوال مهما كانت الدوافع النفسية والاجتماعية؛ إلا إذا كانت حياة الأم في خطر داهم إن لم يتم الإجهاض. وتشتد حرمة الإجهاض إن تم بعد نفخ الروح لأنه من الاعتداء على نفس مخلقة ظلماً وعدواناً.

(7/22)


هذا، وقد جعل الشارع الحكيم عقوبة رادعة لمن وقع على إحدى محارمه، فقد أخرج أحمد والحاكم وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. لكن مثل هذا الحكم لا يوقعه إلا السلطان، فإذا كان الأمر قد خرج عن الدائرة الضيقة وانتشر بين الناس فعليكم أن ترفعوا الأمر إلى القضاء الشرعي ليعاقبه بما يستحقه وفق ما يثبت عليه شرعاً، ومثله ابنة أخيه إن كانت طاوعته، أما إن كانت غير مختارة فلا إثم عليها ولا عقوبة تلحقها، وإن كان الأمر مازال محصوراً فيكم فننصحكم بالستر عليهما وبيان عظم المنكرين والجريمتين اللتين وقعا فيهما، مع حثه على التوبة والاستغفار، وحثه هو على مفارقة المكان الذي تسكنه من وقع عليها إلى بيئة صالحة يستأنف بها علاقته بالله. ويلزمه كذلك كفارة قتل الجنين وديته إن كان الإجهاض حصل بعد التخلق وهو بعد الأربعين يوماً، وإن كان قبلها فلا كفارة عليه إلا التوبة والاستغفار.
والمرأة إن كانت وافقته على الإجهاض فعليها ما عليه من التوبة والكفارة والدية لأنهما شريكان في الاعتداء على الجنين، كما هو مبين في الفتوى رقم:
13171.
والله أعلم.
17241
عنوان الفتوى:أجر المشاركة بكفالة اليتيم سواء رقم الفتوى:17241تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز لامرأة أن تكفل يتيماً ولكن سوف يقوم الزوج بدفع مصاريف اليتيم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن كفالة الأيتام من أعظم القربات، ويكفي كافل اليتيم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة. وأشار -مالك- بالسبابة والوسطى. متفق عليه واللفظ لمسلم.
وأنت كافلة لليتيم وإن قام زوجك بدفع الكفالة نيابة عنك، سواء كانت الكفالة من مالك أو من ماله هو، إن كان قد ملكك المال.

(7/23)


وإن كان مقصودك بكفالتك لليتيم أن تقومي بدلالة زوجك على ذلك، فلا شك أن لك من الأجر مثل أجره، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري.
ولمعرفة ما لكافل اليتيم من الأجر تنظر الفتوى رقم:
3152.
والله أعلم.
17242
عنوان الفتوى:قول أهل العلم فيمن باع أو اشترى على بيع أو شراء أخيه رقم الفتوى:17242تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد:
ما الحكم الشرعي في مسألة البيع على البيعة الأولى إن تمت بالكلمة فقط بين شخصين بدون عقد بينهما ولا تسبيق مقدم (يعني بالمال).
أجيبونا بارك الله فيكم وفي عملكم الصالح.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا تم البيع مستوفياً شروطه وأركانه التي سبق أن بيناها في الفتوى رقم:
15662
فهو صحيح، ولا يضره عدم توثيقه بكتابة العقد أو الاشهاد ونحو ذلك، لأن التوثيق بالكتابة أو الإشهاد مستحب، وليس بركن ولا شرط في البيع، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 14532
كما لا يضره تأخير دفع الثمن مقدماً أو عند أخذ السلعة، إلا إذا كان المبيع والثمن ربويان كبيع ذهب بذهب أو قيمته، أو تمر بتمر، أو قمح ونحو ذلك، فإنه يشترط التماثل فيما إذا كان الثمن والمثمن من جنس واحد، وبشرط التقابض في مجلس العقد مطلقا، سواء أكان الربويان من جنس واحد، أو كان أحدها والآخر من جنس آخر.
وعلى ضوء ما سبق، فإن البيع يتم بالكلمة، وهي الإيجاب من البائع كقوله: بعت، والقبول من المشتري كأن يقول: اشتريت. وإذا تفرقا على هذا وليس بينهما خيار شرط فلا يحق لأحدهما التراجع، إلا أن يقيله الآخر. ولو باع البائع السلعة لشخص آخر فالبيع باطل لأنه باع مالا يملك، وللمشتري الأول انتزاع السلعة من المشتري الثاني لأنها ملكه.

(7/24)


وأما إذا لم يتفرقا أو تفرقا وبينهما خيار شرط فلكل واحد منهما الحق في إمضاء البيع أو فسخه، وفي هذه الحالة لا يحل لأحد أن يبيع على بيع أخيه أو يشتري على شرائه.
وصورة البيع على بيع الغير هي: أن يتراضى المتبايعان على ثمن سلعة، فيجيء آخر فيقول للمشتري: أنا أبيعك مثل هذه السلعة بأنقص من هذا الثمن، أو يقول أبيعك خيراً منها بثمنها أو بدونه.
وصورة الشراء على شراء الغير هي: أن يتراضى المتبايعان على ثمن سلعة، فيجيء آخر فيقول للبائع: أنا أشتري منك هذه السلعة بأكثر من هذا الثمن. وكل هذا منهي عنه، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يبع بعضكم على بيع بعض حتى يبتاع أو يذر. -أي يترك.
وإنما حرم هذا لما يسببه من العداوة والبغضاء وحدوث المشاكل ونحو ذلك.
وقد اختلف أهل العلم فيمن باع أو اشترى على بيع أو شراء أخيه المسلم، هل يصح بيعه وشراؤه مع الإثم؟ أم أن بيعه أو شراءه باطل؟ فذهب جمهور أهل العلم -وهو وجه عند الحنابلة- إلى أن هذا البيع محرم لكنه لا يبطل لرجوع النهي إلى معنى خارج عن الذات وعن لازمها، إذ لم يفقد هذا البيع شرطاً ولا ركناً، لكن النهي لمعنى مقترن به وهو خارج غير لازم وهو الإيذاء هنا.
و المذهب عند الحنابلة أن البيع باطل لما فيه من الإضرار بالمسلم والإفساد عليه، والنهي يقتضي الفساد، ولعل الراجح هو مذهب الجمهور.
والله أعلم.
17244
عنوان الفتوى:امتشاط المرأة للغسل ليس بدعة رقم الفتوى:17244تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : هل الامتشاط أثناء الغسل من الحيض أو الجنابة بالمشط لأن ذلك يساعد على وصول الماء إلى كافة الشعر بدعة أم أنه حلال وما دليل ذلك شرعا ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/25)


فامتشاط المرأة لغسل الحيض أو الجنابة ليس بدعة. وإنما اختلف العلماء هل يلزم المرأة أن تنقض ضفيرتها للغسل أم لا؟ على أقوال: أرجحها أنه لا يجب عليها نقضها في غسل الحيض والجنابه إذا وصل الماء إلى أصول شعرها، لما رواه مسلم عن أم سلمة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: : يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر رأسي، أفأنقضه لغسل الجنابة؟ قال: لا. إنما يكفيك أن تحثي عليه ثلاث حَثَيات، ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين.
ولما رواه البخاري ومسلم أنه بلغ عائشة رضي الله عنها: أن عبد الله بن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤسهن! فقالت : يا عجبا لابن عمرو هذا! يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤسهن، أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤسهن! لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ولا أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات.
والله أعلم.
17245
عنوان الفتوى:العقيقة تصبح واجبة بالنذر رقم الفتوى:17245تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الكرام فريق العمل المخلصين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....وبعد
لقد نذرت لله نذرا أن لو رزقني الله بالمولود الرابع لنا والولد الثاني لأذبحن عدد 2 خروف عقيقة وسؤالي هل يمكن استبدال ثمن هذين الخروفين وأقوم بتوزيع المبلغ نقدا على فقراء المسلمين أم ألتزم حرفيا بما نذرت به وأقوم بتوزيع نصيب الفقراء لحما وفي حالة ذبح الخروفين أو في حالة التوزيع النقدي ما هي الطريقة المثلى للتوزيع ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعقيقة سنة مؤكدة كما سبق بيانه في الفتوى رقم:
2287
ولكن ما دمت قد نذرتها فإنها تصير واجبة، وإذا تحقق لك ما علقتها عليه فيلزمك إخراجها كما نذرتها، فتذبح الخروفين وتوزعهما على الفقراء والمساكين. ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:2559
والفتوى رقم:2831
والله أعلم..
17246

(7/26)


عنوان الفتوى:حديث "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" صحيح رقم الفتوى:17246تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : ماهو أصل الحديث الشريف "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في مسنده و الترمذي في سننه وغيرهم ولفظه في البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.
والله أعلم.
17249
عنوان الفتوى:إعادة السن إلى أصل خلقته لا بأس به رقم الفتوى:17249تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم
تعرضت لحادث عندما كنت صغيرًا والذي أدى إلى تشوه أحد أسناني وتغير إلى اللون الرمادي ليس مثل الأسنان الأخرى .
استشرت طبيب أسنان وأوصى أنه يمكن أن يعمل نوع من الاستبدال لنصف هذا السن بمادّة صناعيّة .
هل هذا مقبول من وجهة النّظر الإسلاميّة علما بأنه ليس لديّ أيّ مشكلة بهذه السّنّ .
جازاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع شرعاً من تعديل لون هذا السَّن، لأنه ليس من تغيير خلق الله المنهي عنه، إذ هو مجرد إعادة للشيء إلى ما كان عليه قبل طروء هذا التغيير، وإزالة للعيب الحادث به مع العلم بأنه ينبغي التأكد أولاً من أن هذه العملية لا يترتب عليها آثار ضارة.
والله أعلم.
1725

(7/27)


عنوان الفتوى:العمل في البنك الربوي محرم رقم الفتوى:1725تاريخ الفتوى:16 ربيع الثاني 1422السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد بداية أشكر لكم هذا الموقع الإسلامي الذي يخدم أمتنا الإسلاميه مع تمنياتي بمزيد من التوفيق . سؤالي هو: إنني كنت أعمل في إحد البنوك لمدة سنة وثلاثة أشهر وبعدها تركت العمل به وانتقلت الى العمل الحكومي علما بأن راتبي يقل كثيرا مقارنة بعملي بالبنك وأريد أن أخبركم أنني تركت العمل بالبنك لأنني أسمع أن راتبه حرام أريد أن أعرف مدى صحة ذلك : وأيضا لقد قمت بدفع مهري من راتبي الذي كنت أتقاضاه بالبنك ماحكم ذلك؟ وجزاكم الله خيراً
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فنسأل الله لك التوفيق فقد قدمت رضى الله تعالى ومحبته . وما سمعت من أن العمل في البنوك الربوية لا يجوز، فهو سماع صحيح، لأن العمل فيها تعاون مع أصحابها على الإثم والعدوان. والله تعالى يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله) [المائدة: 2]. والراتب الذي يتقاضاه العامل في البنك الربوي حرام، لأنه نتيجة عمل محرم. والمهر الذي دفعته من ذلك لا تلحقك منه تبعة الآن ما دمت قد تبت إلى الله تعالى من ذلك العمل وتركته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنباً ثم ندم فهو كفارته" [رواه الطبراني وحسنه]. ونقول لك إن الراتب الذي تتقاضاه من العمل الحكومي المباح سيكون أكثر بركة وأنفع لك وإن كان أقل من الراتب الذي كنت تتقاضاه من ذلك العمل المحرم وإن كان أكثر. والله تعالى أعلم.
17250
عنوان الفتوى:فوائد صلاة النافلة، وأنواع النوافل رقم الفتوى:17250تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم
برجاء توضيح السنن الواجبة بالنسبة للصلاة سواء قبلها أو بعدها
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/28)


فقد شرعت نوافل التطوع لتكون جبراً لما يقع في الفرائض من نقص، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة. يقول ربنا للملائكة -وهو أعلم-: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم. رواه الترمذي والنسائي وأبو داود.
هذا، وقسم العلماء النوافل إلى قسمين: نوافل مطلقة ونوافل مقيدة، فالنوافل المطلقة يقصر فيها على نية الصلاة، قال النووي : فإذا شرع في تطوع ولم ينو عدداً فله إن يسلم من ركعة، وله أن يزيد فيجعلها ركعتين أو ثلاثاً أو مائة أو ألفاً أو غيرذلك.
وأما النوافل المقيدة فهي ما كانت تبعا للفرائض وتسمى بالرواتب -وهي محل سؤالكم- فقد ورد فيها عدة روايات تبين عددها، فورد أنها عشر ركعات وهذا ما رواه البخاري عن ابن عمر قال حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل صلاة الصبح، وورد في الصبح أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبلها أربعاً وبعدها أربعاً، وأما العصر فيصلي قبلها أربعاً، لقوله صلى الله عليه وسلم: رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً. رواه أحمد وأبو داود .
وهذه الرواتب سنن وليست واجبة.
والله أعلم.
17253
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في الثوب إذا أصابه المني رقم الفتوى:17253تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله
هل تجوز الصلاة بثوب لمسه المني؟
جزاكم الله وشكرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/29)


فالصلاة بالثوب الذي أصابه مني مختلف في حكمها، وهذا الخلاف ناشيء عن اختلاف العلماء في حكم المني، ولهم فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه نجس كالبول فيجب غسله رطباً ويابساً من الثوب ومن البدن. وهو قول مالك والأوزاعي والثوري وطائفة.
ثانيها: أنه نجس يجزئ فرك يابسه. وهذا قول أبي حنيفة وإسحاق ورواية عن أحمد .
ثالثها: أنه طاهر مستقذر كالمخاط والبصاق. وهذا قول الشافعي والمشهور عند أحمد. ونصر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية بأدلة كثيرة وهوالراجح، فقد روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلي فيه.
وروى أحمد بإسناد صحيح عنها أيضاً أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابساً ثم يصلي فيه.
وأما ما جاء في الصحيحين عنها من أنها قالت: كنت أغسله من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا للاستحباب استقذاراً لا تنجيساً كالمخاط والنخامة والبصاق. فقد روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنما هو بمنزلة المخاط والبزاق، وإنما يكفيك أن تمسحه بخرقه أو بإذخرة.
ورواه الترمذي معلقاً عن ابن عباس أنه قال: المني بمنزلة المخاط، فأمطه عنك ولو بإذخرة.
وعليه، فيجوز الصلاة في الثوب الذي أصابه مني لطهارته؛ وإن كان يستحب له فركه أو غسله خروجاً من الخلاف.
والله أعلم.
17254
عنوان الفتوى:هل يصلى على الميت غير المصلي رقم الفتوى:17254تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : هل تجوز الصلاة على من مات من المسلمين ولم يكن يصلي لله في حياته.؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/30)


فإن من مات ولم يكن يصلي في حياته، فإما أن يكون جاحدا لوجوبها وهذا كافر لا خلاف في ذلك بين أهل العلم. وعليه، فلا تجوز الصلاة عليه ولا الاستغفار له، لقول الله تعالى:وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ [ التوبة:84]
وإما أن يكون مقراً بوجوبها ولكنه تارك لها كسلا وتهاونا،ً فهذا مختلف في كفره.
فمن حكم بكفره لزم من ذلك عدم الصلاة عليه إذا مات.
ومن لم يقل بكفره -وهم الجمهور- قال: إنه يصلى عليه كباقي فسقة المسلمين. وراجع الفتوى رقم:
11326
والفتوى رقم: 1145
والله أعلم.
17257
عنوان الفتوى:صفة وآداب الذبح الشرعي رقم الفتوى:17257تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : اعتدت على أكل لحوم الحيوانات التي أذبحها بيدي ولكني أشك في الخطوات التي أتبعها في الذبح فسأرسلها لكم كي تقوِّموها:
أمسك بالشاة التي سأذبحها ثم أضجعها على الجانب الأيسر وأضع قدمي اليمنى على رقبتها ثم أمسك رأسها بيدي اليسرى وآخذ السكين بيدي اليمنى ثم أسمي وأكبر عليها وأضع السكين على رقبتها ثم أذبحها إلى أن أصل بالسكين إلى منتصف رقبتها ثم أعلقها وأبدأ في سلخها فهل هذا هو الشكل الصحيح في الذبح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الخطوات التي يقوم بها الأخ صحيحة وشرعية جُمع فيها بين الشروط والآداب، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما، فمادامت السكين قطعت الأوداج (الحلقوم - المريء - العرقان المحيطان بهما) فلا مبرر للشك.
وبقي أدب لم يذكره وهو: التوجه بنفسه وذبيحته إلى القبلة. وفق الله الأخ الكريم وزاده حرصاً.
والله أعلم.
17258

(7/31)


عنوان الفتوى:تحية المسجد الحرام تختلف باختلاف النية رقم الفتوى:17258تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : عندما قمت بتأدية العمرة وحين انتهيت من الطواف لم أقدر في نفس اليوم أن أسعى بين الصفا والمروة..فقمت بالسعي بعد يومين وكنت أدخل المسجد الحرام في اليومين قبل السعي فأصلي ركعتين بنية تحية المسجد الحرام.فهل هذا صحيح؟ أم أنني كان لا بد أن أطوف في كل مرة دخلت فيها المسجد في هذين اليومين؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تأخير السعي عن الطواف بلا عذر مكروه، وإذا طال الفصل يُسن إعادة الطواف مع السعي، فإذا لم يُعد فلا شيء على من فعل ذلك. وإذا قدم الشخص إلى مكة لأول مرة سواء كان حاجاً أو معتمراً أو غيرهما فإن تحية المسجد الحرام في حقه الطواف، إلا أن يخشى فوات صلاة مكتوبة أوجماعتها أو سنة مؤكدة، فيقدم ذلك عليه، أما من دخل المسجد الحرام للصلاة أو لقراءة القرآن أو للعلم أو لأي غرض آخر سوى الطواف، فتحية المسجد الحرام في حقه هي ركعتان كغيره من المساجد، فعمل السائل صحيح في صلاته تحية المسجد ركعتين.
والله أعلم.
1726
عنوان الفتوى:لابد من إزالة الكريم إذا كان يمنع وصول الماء إلى شعر الرأس رقم الفتوى:1726تاريخ الفتوى:16 ربيع الثاني 1422السؤال : السلام عليكم... كثير من الشباب يضعون الكريمات على شعرهم ثم يتوضؤن والسؤال هل يصح وضوؤهم على أساس أن الكريم عازل حيث يقول البعض إنه لا يعزل كل الشعر. فما هو الحكم في ذلك.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

(7/32)


إذا استعمل الشباب أو غيرهم (الكريمات) أو الأدهان في الشعر أو على عضو من أعضاء الوضوء، فإما أن يبقى الدهن أو (الكريم) جامداً له جرم فحينئذ لا يصح الوضوء بل تجب إزالته قبل أن يتوضأ المصلي، وإذا توضأ والحال هكذا فلا تصح الطهارة مع وجود ما يمنع وصول الماء إلى أعضاء الوضوء . وأما إذا لم يبق للدهن أو الكريم جرم وإنما بقي أثره على الشعر أو اليد كلمعان الشعر أو رطوبة اليد فإن ذلك لا يضر، وفي هذه الحالة يتأكد على المتوضئ أن يمر يده على هذا العضو لأن من عادة الكريمات أو الأدهان أن تمنع مباشرة الماء للعضو ولو ذهب جرمها.
هذا ويجب أن يأخذ في الاعتبار الفرق بين الغسل الذي لا بد فيه من إيصال الماء إلى أصول الشعر وبين الوضوء الذي فرض فيه المسح فقط بالنسبة للرأس، والمسح مبناه على التيسير، أما بالنسبة لشعر غير الرأس فإن الوضوء والغسل فيه سواء، باستثناء شعر اللحية إذا كانت كثيفة لا تظهر البشرة من تحتها فإن للعلماء فيها خلافاً فمنهم من أوجب تخليلها ومنهم من لم يوجبه.
والعلم عند الله.
17260
عنوان الفتوى:فتح حساب ربوي آخر!!! رقم الفتوى:17260تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم
سؤالي هو/ لدي مقدار من المال في البنك الفرنسي وهل يجوز أن أفتح حساباً آخر لكي تصبح الفائدة 5 في المائة مع العلم أن المال سآخذه متى أشاء أو كما أريد والفائدة سأعطيها للمحتاجين
مع العلم أني أعرف أن هدا المال هو مال ربا وأعرف أنه ليس فيه الاجر.
بارك الله فيكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/33)


فلا يجوز للمسلم أن يفتح حساباً في بنك يتعامل بالربا ما لم يضطر إلى ذلك ضرورة ملجئة لا مفر له منها، لأن الربا من أكبر الكبائر، فهو إعلان حرب مع الله تعالى. قال:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [ البقرة:278-279].
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ست وثلاثين زنية. رواه أحمد من حديث عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة.
ولا يجوز لمسلم أن يفتح حساباً في بنك ربوي ما لم يضطر إليه بحجة أنه سينفق ما يرد عليه من الأرباح الخبيثة الربوية على الفقراء والمساكين.
وحيث كانت هناك ضرورة جاز أن يفتح حساباً جارياً لا ينال من ورائه فوائد ربوية، فإن لم يتمكن من ذلك ولم يكن له بد من فتح حساب توفير جاز له ذلك، ولكن لا يجوز أن يفتح حساباً آخر لأن الضرورة تقدر بقدرها، ولا ضرورة لفتح حساب آخر.
وانظر الفتاوى التالية أرقامها:
1120 6501 14257 8157.
والله أعلم.
17261
عنوان الفتوى:يؤخر صلاة المغرب لأجل لعب كرة القدم رقم الفتوى:17261تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : ألعب كرة القدم من بعد العصر إلى أذان المغرب في بعض الأحيان أصلي بعد الانتهاء من لعب الكرة وفي بعض الأحيان في المنزل بعد عشر ساعة من انتهاء الصلاة في المسجد وفي بعض الأحيان أصليها مع صلاة العشاء , هل علي شيء في ذلك أفيدوني مأجورين؟ وجزاكم الله خير الجزاء
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/34)


فمن المعلوم لكل مسلم أن الله افترض على عباده فرائض وأمرهم بالمحافظة عليها ونهاهم عن إضاعتها، وحدَّ لهم حدوداً وأمرهم أن لا يعتدوها. وكان أعظم ما افترض عليهم بعد الإيمان به وبرسوله صلى الله عليه وسلم إقامة الصلاة والمحافظة عليها.
وقد تواترت نصوص الكتاب والسنة الآمرة بإقامتها والمحافظة عليها والمحذرة من الإخلال بها. وأجمعت الأمة على عظيم خطرها وجلالة شأنها وذم من تركها أو تهاون في أمرها. وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم عماد الدين ففي الترمذي من حديث معاذ بن جبل قال صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة. وجعلها صلى الله عليه وسلم الفرقان بين الإسلام والكفر حيث قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. رواه الترمذي .
وحيث إنك تفرط في أدائها في جماعة بل وتؤخرها أحياناً حتى يخرج وقتها فإنك اقترفت جرماً عظيماً وخطيئة كبيرة في سبيل اللهو واللعب، وهذا استخفاف منك بأوامر الشرع وفرائضه حيث قدمت لهوك ولعبك عليها، فهدمت بذلك عمود الدين وضيعت علامة الإيمان، فعليك بالمبادرة إلى التوبة النصوح والمحافظة على الصلاة في وقتها وأدائها جماعة في المسجد قبل أن يهجم عليك الموت، فيمضي العمر وتفوت الفرصة وتندم ولات حين مندم.
والله أعلم.
17262
عنوان الفتوى:زوجة أبي الزوجة ليست من المحارم رقم الفتوى:17262تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : إذا كان أبو زوجتي متزوجا بامرأة أخرى هل تكون محرماً لي ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فزوجة أبي زوجتك ليست من محارمك من هذه الجهة، فهي غير أم زوجتك ومثل هذه المرأة يجوز الزواج بها؛ بل يجوز لك أن تجمعها مع زوجتك، ما لم يكن هنالك مانع آخر كأن تكون خالتها مثلاً. وراجع الفتوى رقم:
11922.
والله أعلم.
17265

(7/35)


عنوان الفتوى:لا تحرم بنت الخالة ما لم ترضع من أمك رقم الفتوى:17265تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : لي ابنة خالة تصغرني ب5 سنوات رضعت من أمي لكن دون حليب. لها أخت تصغرها ب5 سنوات أريد الزواج بها.
هل هذا الزواج حلال أم لا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحيث إن ابنة خالتك التي ترغب في الزواج منها لم ترضع من أمك فلا تحرم عليك، ويجوز لك الزواج منها .علماً بأن شقيقتها الكبرى تحل لك كذلك لأنها لم ترضع من أمك سوى رضعة واحدة وبغير حليب. ذلك لأن الذي يحرم على الصحيح هو: خمس رضعات مشبعات. ودليل ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات فتُوُفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنَّ فيما يقرأ من القرآن.
والله أعلم.
17266
عنوان الفتوى:السبب في حرمة إتيان العرافين والسحرة رقم الفتوى:17266تاريخ الفتوى:17 ذو الحجة 1424السؤال : سرق من منزل إحدى الصديقات مبلغ كبير جدا دلهم بعض الناس على شخص يستطيع أن يعيد لهم ما سرق منهم وبالفعل ذهب لذلك الشخص وأراهم في الماء من سرق منهم ومكانه واستطاعوا أن يعيدو كل المسروقات دون نقص ذكرنا لهم إن ذلك يعتبر سحرا حسب معلوماتي قالو لي نحن لم نؤذِ أحداً بل رجع لنا كل شيء سرق منا فلماذا ل ايجوز ذلك
أرجو منكم التكرم بالاجابة باالحجة المقنعة لكي أستطيع إقناعهم وجزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشخص الذي ذهب إليه أصحاب المال المسروق ساحر ولاشك، بدليل أنه أراهم السارق ومكانه في الماء، وهذه الوسائل والطرق لايقدر عليها إلا ساحر أثيم.
فالسحر هو: "كل أمر خفي سببه وتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع". ا.هـ من كلام الإمام الجَصَّاص .

(7/36)


والساحر لا يتوصل إلى معرفة المسروق ومكانه إلا عن طريق أوليائه من الجن، وهم لا يخدمونه ويلبون رغباته إلا إذا تقرب إليهم بالكفر والحرام، ويقول العلامة السعدي : السحر يدخل في الشرك من جهتين : من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم، وربما تقرب إليهم بما يحبون ليقوموا بخدمته ومطلوبه. ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب ودعوى مشاركة الله في علمه وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك، وذلك من شُعب الشرك والكفر. القول السديد صـ74.
وإذا كان الأمر كذلك فلا يحل لمسلم أن يأتي مثل هذا الشخص ويصدقه ويستعين به، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطيَّر أو تُطير له، أو تكهن أو تُكهَّن له، أو سحر أو سُحر له. رواه المنذري واسناده جيد.
وعن ابن مسعود قال: من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً (الذي يخبر بمكان المسروق) فسأله عن شيء لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة. رواه مسلم .
ولا يقال: إننا لم نؤذ أحداً بل رجع لنا ما لنا، فلماذا لايجوز -كما في السؤال-؟
فإن هذا التصرف فيه إعانة للساحر وتشجيع له، والإعانة على معصية الله حرام :وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] وفيه إشاعة للسحر وتثبيت لدعائمه في المجتمع وهذا من أعظم المنكرات، ثم فيه إبطال للسنن الطبيعية للكشف عن المجرمين، ونسف للعلم والعمل الجاد المبني على الأدلة والإثباتات المعروفة والواقعية.
فلماذا نقدم مصلحة أنفسنا الشخصية في إرجاع مالنا المسروق، ونضحي بكل هذا؟!! ثم إذا صدق الساحر أو الكاهن اليوم فلن يصدق غداً وبعد غد.!!
والله أعلم.
17267
عنوان الفتوى:حكم تأخير القضاء لعذر ولغير عذر رقم الفتوى:17267تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

(7/37)


لقد أخرت صيام ثلاثة أيام من رمضان إلى مابعد رمضان الآخر وسألت ماذا يجب علي فقالوا لي عليكِ التوبة وإطعام مسكين عن كل يوم تقضيه
والمقدار صاع من قوت البلد فلم أعرف ولم أبحث عن مساكين في البلد فتصدقت بنقود بقيمة الصاع مع العلم أني لم أتصدق في الأيام التي قضيت فيها فقد أخرجت في أيام أخرى؟ ثم بعد ذلك قرأت أن الإطعام لا يكون بالنقود؟
1-هل تصدقي للمؤسسات الإسلامية التي تهتم بهذه الأمور وللشحاذين الذين أعتقد أنهم محتاجون صحيح؟
2-إن لم يكن صحيحاً فماذا علي مع العلم أني أقيم الآن في بلد غربي لا أعرف به مساكين ولا أعرف إلا المؤسسات الإسلامية؟
3-هل يجب علي الإطعام في نفس اليوم الذي أقضي فيه؟
وجزاكم الله ألف خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتأخير القضاء إلى ما بعد رمضان آخر بدون عذر لا يجوز، لحديث عائشة قالت: كان يكون عليَّ الصيام من شهر رمضان فما أقضيه حتى يجيء شعبان، لمكان النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه.
فلو جاز لها لأخرته.
وأكثر العلماء على أن التأخير بلا عذر يوجب القضاء والكفارة، وبعذر ليس فيه إلا القضاء، وهذه الكفارة تسمى كفارة تأخير القضاء وهي: إطعام مسكين عن كل يوم بأن يغديه أو يعشيه.
ويجوز توكيل المؤسسات الإسلامية الموثوقة لكي تصرف هذه الكفارة لمصرفها الشرعي، وبما أن السائلة أو السائل أخرجها نقوداً للمساكين فهذا مجزئ إن شاء الله.
ويجوز الإطعام قبل القضاء وبعده ومعه، والأفضل أن يكون قبله مسارعة إلى الخير وتخلصا من آفات التأخير.
والله أعلم.
17268
عنوان الفتوى:هل الفقير شريك للغني؟ رقم الفتوى:17268تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : هناك قول بأن رب المال والمساكين شركاء في المال؟
والسؤال: هذا القول لمن؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/38)


فقد وردت نصوص كثيرة من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أقوال السلف الصالح تحث على الإنفاق على الفقراء والمساكين والمحتاجين ومواساتهم، فمن ذلك قول الله تعالى: (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) وقوله تعالى: (وأنفقوا مما رزقناكم) وقوله تعالى: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم).
وما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له" قال: فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل.
وقد فرضت الزكاة مجملة في القرآن المكي، وكان الحث على الإنفاق في بداية الأمر بدون تحديد، لأن الدعوة تحتاج للمال والبذل والتضحية لأنها في مرحلة التأسيس والبناء، فلما استقر الأمر، وقامت الدولة في المدينة، وفرضت الزكاة بمقاديرها المعلومة وبُينت في السنة، أصبح الواجب على المسلم أن يؤدي زكاته المفروضة فقط، وما زاد على ذلك فهو تطوع.
قال القرطبي: كانت النفقة على قدر جدتهم حتى نزلت فرائض الصدقات، وقد اختلف العلماء هل في المال حق سوى الزكاة؟ قال: والحديث الذي استدل به القائلون إن في المال حقاً سوى الزكاة -وإن كان فيه ضعف- فقد دل على صحته معنى الآية: (وأقام الصلاة وآتى الزكاة) فهذه الزكاة المفروضة، وبعدها: (وآتى المال على حبه) وهذه ليست الزكاة المفروضة، ثم قال: واتفقوا أنه إذا نزلت بالمسلمين حاجة بعد أداء الزكاة فإنه يجب صرف المال إليها.
وما أشار إليه السائل في سؤاله هو ثمرة شطر القاعدة الفقهية المعروفة، وهي: هل الزكاة تتعلق بالمال فيكون الفقير شريكاً لرب المال بالقدر الواجب إخراجه؟ أو الزكاة تتعلق بذمة الغني؟ وقد ذكرنا هذه القاعدة وسبب الاختلاف فيها وما يترتب عليه في الجواب رقم:
4641 فليرجع إليه.
والله أعلم.
17269

(7/39)


عنوان الفتوى:الحرام في دار الإسلام حرام في دار الكفر رقم الفتوى:17269تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : إذا عمل أحد في المافيا أو عمل تاجر مخدرات بالغرب وباع المخدرات لشباب الغرب الفاسدين هل هذا العمل حرام أم حلال؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يعمل في المافيا أو أن يكون تاجر مخدرات ومحرمات لا في بلاد الغرب ولا في غيرها وذلك لما يأتي:-
1- لأن جريمة المخدرات وأعمال المافيا تظل جريمة في حق الإنسان أيَّ إنسان بما تمثله من شر وفساد في الأرض، وقتل وتدمير للإنسان. وهذا الوصف لا ينفك عنها في أي مكان، فالتحريم ملازم لها في كل الأحوال ولا يختص بزمان ولا مكان. وما جاء الإسلام إلا لينقذ البشرية من الشرور بجميع أصنافها.
ولا شك أن كلا من العمل في ترويج المخدرات والعمل في عصابات المافيا يعتبر شراً محضاً، وقد حرم الإسلام الخمر -وهي أقل ضرراً من المخدرات- وأوجب على شاربها الحد، ولعنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعن شاربها وعاصرها وحاملها والمحمولة إليه.
أما المافيا فإن الإسلام سمى أصحابها محاربين، وقد أنزل فيهم قول الله جل وعلا:إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ [المائدة: 33].
2- المسلم يلتزم أحكام الإسلام أينما حلَّ وذهب، يقول الشوكاني رحمه الله: فإن أحكام الشرع لازمة للمسلمين في أي مكان وجدوا، ودار الحرب ليست بناسخة للأحكام الشرعية أو لبعضها. السيل الجرار4/152.
ويقول الشافعي: والحرام في دار الإسلام حرام في دار الكفر. الأم 7/355.

(7/40)


3- المسلم إذا دخل ديار الغرب بإذن منهم واشترطوا عليه عدم الفساد أو الإخلال بأمن بلادهم، فيجب على المسلم أن يفي بالشرط وأن يُنجز الوعد والعهد، فالله تعالى يقول:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ، وهذا عام فيجب الوفاء بالعقد مع أي كان من مسلم و كافر. وفي الحديث الصحيح: المسلمون على شروطهم.
4- إن صورة المسلم الذي يتعامل بالمخدرات ويروج لها أو يشارك في المافيا، صُّد عن سبيل الله وقطع لطريق هؤلاء إلى الإسلام، والله تعالى يقول:أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ*الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ [هود:19].
والله أعلم.
1727
عنوان الفتوى:بلال بن رباح رقم الفتوى:1727تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ورحمة الله تعالى هل سيدنا "بلال" مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم صحابي . وهل هناك أحاديث مروية عنه مثلا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصحابي هو من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك ولو تخللته ردة في الأصح.

(7/41)


وبلال رضي الله عنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ولم يتخلل إيمانه ردة ولا شك، فهو صحابي بالإجماع، وهو مؤذنه عليه الصلاة والسلام وكان صوته ندياً شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ووصفه عمر رضي الله عنه بأنه سيد الصحابة وكفى بها منقبة فقال: أبو بكر سيدنا أعتق سيدنا بلالًا وأما بخصوص ذكر أحاديث يرويها بلال فإن كان المقصود هو مجرد أحاديث رواها فهي كثيرة، منها ما رواه الإمام أحمد من حديث بلال رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يثوب في الفجر. ومنها ما رواه أحمد أيضاً من حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أفطر الحاجم والمحجوم" وإن كان المقصود هو هل وردت أحاديث في فضله؟ فالجواب على ذلك هو: نعم، ومنها ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أريت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة ثم سمعت خشخشة أمامي فإذا بلال". وفي صحيح ابن حبان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله سمع خشخشة أمامه فقال من هذا؟ قالوا: بلال، فأخبره وقال: بم سبقتني إلى الجنة؟ فقال: يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت، ولا توضأت إلا رأيت أن لله علي ركعتين أصليهما، قال صلى الله عليه وسلم: "بها".
والله أعلم.
17270
عنوان الفتوى:اختيار ابن تيمية في عدد ركعات سنة الجمعة رقم الفتوى:17270تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : ما هي سنة الجمعة البعدية وما كيفيتها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/42)


فإن سنة الجمعة البعدية جاء فيها ما يفيد أنها ركعتان كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الجمعة ركعتين في بيته، كما ورد ما يفيد أنها أربع ركعات، فقد روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان منكم مصلياً بعد الجمعة فليصلها أربعاً.
وعلى هذا فمن صلى بعد الجمعة ركعتين فهو حسن، ومن زاد فصلى أربعاً فهو أفضل، هذا وقد جمع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بين الحديثين السابقين فقال: (إن صلى في المسجد صلى أربعاً، وإن صلى في بيته صلى ركعتين).ا.هـ وهو جمع حسن ووجيه.
والله أعلم.
17271
عنوان الفتوى:الواقفة...تعريفهم وحكمهم رقم الفتوى:17271تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : من هم الواقعة وماذا يقصد بهذه الفئة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلك تقصد السؤال عن (الواقفة) فإن كان هذا ما قصدت فاعلم أن الشيخ حافظ أحمد حكمي أورد في كتابه أعلام السنة المنشورة- والمسمى "200سؤال وجواب في العقيدة" سؤالاً نصه: من هم الواقفة، وما حكمهم؟ وهو السؤال رقم 85 وأجاب عنه فقال: الواقفة : هم الذين يقولون في القرآن لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق، قال: الإمام أحمد رحمه الله تعالى: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي، ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلاً بسيطاً فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان، فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق، وإلا فهو شر من الجهمية .
والله أعلم.
17272
عنوان الفتوى:حديث طول الصلاة وقصر الخطبة...صحيح رقم الفتوى:17272تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما صحة الحديث الذي رواه البيهقي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان لسحرا".

(7/43)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحديث: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة، وإن من البيان لسحراً" . فقد رواه بهذا اللفظ مسلم وأحمد وابن حبان والبيهقي في (السنن الكبرى) كلهم عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما، وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
17275
عنوان الفتوى:الصحابي الذي حلفت أمه أن لا تأكل حتى يرتد رقم الفتوى:17275تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : من هو الصحابي التي حلفت أمه ألا تأكل ولا تشرب حتى يترك دين محمد صلى الله عليه وسلم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصحابي المسؤول عنه هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وقصته مع أمه مذكورة في صحيح مسلم.
17277
عنوان الفتوى:اختيار شيخ الإسلام فيمن ترك الصلاة رقم الفتوى:17277تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : حكم تارك الصلاة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبالنسبة لمسألة حكم تارك الصلاة، ففيها تفصيل فإن تارك الصلاة على قسمين:
الأول: من ترك الصلاة منكراً لوجوبها، فهذا كافر خارج عن دائرة الإسلام يقتل ردة باتفاق العلماء.
الثاني: من ترك الصلاة تهاوناً وكسلاً، وهذا قد اختلف فيه العلماء على قولين:
القول الأول: أنه لا يكفر كفراً مخرجاً عن الإسلام، وهو مذهب أكثر العلماء.
القول الثاني: أنه يكفر كفرأ مخرجاً عن الإسلام، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد .
من أدلة القول الأول:
1- قوله تعالى:إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:47]، فعموم الآية دال على أن تارك الصلاة داخل تحت المشيئة.

(7/44)


2- حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله.
ومن أدلة القول الثاني:
1- قوله تعالى:فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11] فدلت الآية على أن تارك الصلاة ليس بأخ في الدين فيكون كافراً، وخرجت الزكاة عن هذا الحكم ببعض النصوص.
2- الحديث الذي رواه أحمد والترمذي عن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر .
والذي يترجح عندنا - والله أعلم- هو أن من ترك الصلاة بالكلية فإنه كافر، لأن هذا هو الذي يصدق عليه أنه تارك للصلاة، أما من يصلي أحياناً فلا يكفر؛ وإن كان على خطر عظيم.
لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من آتى بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة. رواه مالك وأحمد وأبو داود و النسائي بإسناد صحيح.
وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
والله أعلم.
17278
عنوان الفتوى:الطلاق آخر حل يلجأ إليه رقم الفتوى:17278تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.. أرجو منكم أن تهتموا برسالتي وتردوا علي في أقرب وقت لأنني راسلت كثيرين ولم يردوا علي .. ما حكم الدين علي إذا كان لدي أخت لها زوج ظالم متجبر يعشق الشجار معها فشلنا فشلنا فشلنا في إصلاحه فأتيت بأختي وأولادها وحاليا نقوم بإجراءات الطلاق هل أنا مخطىء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/45)


فإن اللجوء إلى تطليق المرأة من زوجها ينبغي أن يكون هو آخر العلاج، أما من ابتليت بزوج ظالم متجبر -كما يقول السائل- فلها ولولي أمرها السعي في علاج هذا الزوج بوسائل الإصلاح المتاحة لديهم، مثل: نصحه أو إرشاده وتبيين الحكم الشرعي والحقوق الزوجية وخطورة الظلم، فإن فاء إلى رشده وتوقف عن ظلم زوجته فذلك هو المطلوب -والحمد لله- وإلا فالخطوة الثانية: هي أن يبلغ أهل الجاه من قرابته: أبا كان أو أخا أو نحو ذلك بحقيقة ما يجري منه من ظلم لزوجته ليرده إلى رشده، فإن لم ينفع ذلك فيرفع أمره إلى المحاكم الشرعية لتنظر في الموضوع وتقرر الصلح وما ينبغي أن يفعل فيه.
والله أعلم.
1728

(7/46)


عنوان الفتوى:المبادرة إلى التوبة والاستغفار الاستقامة رقم الفتوى:1728تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم مشكلتي أني ظلمت نفسي وظلمت غيري، وأريد رد الظلم عن غيري وأريد معونتكم فى ذلك. والمشكلة باختصار شديد أني كنت على علاقة (زنا) بامرأة أحد جيراني استمرت أعواما، وكان على سفر ثم حرضتها على الطلاق منه لكي نتزوج ولها منه أولاد وأنا متزوج أيضا ولي أولاد وكنت أعيش سعيدا مع زوجتي التي شكت فى وجود علاقة لكن بأسلوبي ومعاملتي الطيبة معها وبثقتها في باعدت بينها وبين ذلك الشك. وبالفعل تزوجت تلك المرأة وبالطبع لاقيت الكثير من المتاعب والمشاكل ممن حولي وعدم رضى والدي وأهلي كلهم عن تلك الزوجة، ومشاكل من زوجتي الأولى التي سببت لها بذلك قطيعة أبويها لها، لأنها لم تطلق مني لحرصها على الأولاد وذهبت السعادة التي كنت أجدها مع زوجتي الأولى ولم أجدها لا مع الأولى ولا مع الأخرى. ضميري يؤلمني. لن أستطيع أن أعدل بينهما زوجتي الأولى تحس بأني ظلمتها وغدرت بها. وقد وعدتها أنه لن يكون هناك أي تغيير فى حياتنا ولم أستطع تنفيذ وعدي أحس بالذنب نحو أولاد زوجتي الثانية حيث أني حرمتهم من والدهم، ولا أستطيع إعطاءهم من الوقت إلا القليل وإن كنت أعطيهم ماديا أكثر مما سيعطيهم والدهم . والآن أحس بالذنب تجاه جاري هذا الذي أتألم كلما رأيته وأنا الذي هدمت بيته وأخذت منه زوجته وفرقت بينه وبين أولاده. نادم على ما فعلته وأتمنى أنه لم يحدث وأحس أني لن أستريح الا إذا أصلحت ما أفسدته وأعيد حياته كما كانت. فهل يجوز لي أن أصلح ما أفسدته وأن أعيد بناء ما هدمته أي أن أرجع تلك المرأة وأولادها لجاري مرة أخرى بعد أن أطلقها وهل إذا طلقتها أكون ظالما لها بما حدث؟ أو هل هناك سبيل آخر لاصلاح كل ما أفسدته ؟ أرجو من الله أن يوفقكم لإرشادي وإيجاد حل يريحني ويخلصني مما أنا فيه وجزاكم الله خيرا وآسف لطول الرسالة.

(7/47)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
أخي يجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى فقد ارتكبت ذنباً عظيماً وفاحشة كبرى هي في مصاف الشرك بالله وقتل النفس كما في صحيح البخاري وغيره من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي ذنب عند الله أكبر قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قلت: ثم أي قال: أن تزني بحليلة جارك قال: ونزلت هذه الآية تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) [الفرقان: 68، 70]. أضف إلى ذلك أنك أفسدتها على زوجها حتى فرقت بينهما والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس منا من خبب امرأة على زوجها" [رواه أبو داود وأحمد والنسائي وصححه الألباني والسيوطي]. وعلى هذه المرأة من الإثم والتوبة مثل ما عليك وأكثر، لأنها ارتكبت في حق هذا الرجل أمراً كبيراً وهو طلبها لطلاقها من غير ضرر يلحقها منه. وقد ثبت في سنن ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسأل المرأة زوجها طلاقها من غير كنهه فتجد ريح الجنة". ولما في المسند أنه قال: (المختلعات والمنتزعات هن المنافقات) ولا يجب عليك أن تطلق هذه الزوجة إن كنت تزوجتها زواجاً صحيحاً مستكمل الشروط ومنتفي الموانع. لكن إن علمت أنك لو طلقتها سيرجعها زوجها الأول ويصلح ما بينهما وكذلك يصلح ما بينك وبين زوجتك الأولى فقد يكون هذا حلا وهو أمر مستبعد أن يرجعها، وحاول بدل ردها إليه أن تحسن إليه في مقابل ما أدخلت عليه من الضرر كأن تساعده في تكاليف زواجه أو قضاء ديونه أو النفقة على

(7/48)


عياله فالله جل وعلا يقول: (إن الحسنات يذهبن السيئات)[هود:114] والله تعالى أعلم.
17280
عنوان الفتوى:ما يشترط له الطهارة في أفعال الحج رقم الفتوى:17280تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : في البداية جزى الله كل خير من سعي في نشر هذه الصفحة ووسع على عباد الله وبعد,,,, أما بعد عني أنا فالحمدلله أديت مناسك الحج ولكن كان ينزل مني قطرات صغيرة من البول ومنذ نهاية الحج وأنا أفكر في هذه النقطة هل حجي مقبول أم لا؟ وهل علي إعاده الحج مع أن تكاليفه كبيرة أو هناك كفارة علي يجب أن أؤديها أفيدوني أفادكم الله والرجاء مع رأي الشيوخ كتابه القرآن والحديث من السنة النبوية وجزاكم عني وعن كل المسلمين خير الجزاء أخوكم في الله
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنقول للأخ السائل حجك صحيح -إن شاء الله- فاسأل الله القبول، ودع عنك التفكير في أمر تلك القطرات.
فليس في أركان الحج ولا واجباته ما يُشترط له الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر وطهارة الثوب والبدن، إلا الطواف على اختلاف عند أهل العلم في هذا الشرط وتفصيل فيه، ما بين مشترط لهذه الطهارة وغير مشترط، ومفرق بين الطهارة من الحدث والطهارة من النجس.
ونحن لانعرف هل كانت هذه القطرات في الطواف أم كانت في غيره؟ ثم هل بك سلس بول كما هو ظاهر عبارتك، وعلى كل حال فما دمت قد انتهيت من حجك وأتممت نسكك ورجعت إلى بلدك فنقول لك مطمئنين: إن حجك صحيح، وما جعل الله عليك في الدين من حرج، فلا تلق لذلك بالاً، ولاتتعب نفسك في التفكير.
والله أعلم.
17281
عنوان الفتوى:حكم توجيه القدمين جهة القبلة أثناء النوم رقم الفتوى:17281تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز النوم في السرير والرجلان باتجاه القبلة فيما إذا كان هذا الاتجاه أنسب من ناحية وضع السرير في غرفة النوم؟ مع جزيل الشكر لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(7/49)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن تمام نعمة الله علينا وكمال هذا الدين العظيم أنه وجهنا إلى كل خير ينفعنا، وحذرنا من كل شر يضرنا في هذه الحياة وبعد الممات، والمسلم يرى النوم من نعم الله تعالى التي امتن بها على عباده، حيث يقول جل وعلا (وجعلنا نومكم سباتاً) [النبأ:9] أي راحة لأبدانكم وقطعاً لأعمالكم .
وفي البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال : اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مستلقياً -يعني على قفاه- في المسجد.
وفي سنن أبي داود عن يعيش الغفاري -رضي الله عنه- أنه كان مضجعاً في المسجد على بطنه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذه ضجعة يبغضها الله تعالى.
فمن هذه الأحاديث نعلم كيفية النوم على السنة، وكيفية النومة التي يبغضها الله تعالى .
فيجوز للمسلم أن ينام على ظهره أو جنبه ولكن لا ينام على بطنه، كما أن الجهة لم تحدد للنائم، ولكنه يستحب له أن ينام على جنبه الأيمن متوسداً يده اليمنى ومتوجهاً إلى القبلة إن تيسر ذلك، كما أسلفنا .
والنوم على السرير والرجلان إلى القبلة لا شيء فيه، بل إن الإمام مالكا وأبا حنيفة استحبا الصلاة بهذه الكيفية للعاجز.
والمنهي عنه هو استقبال القبلة واستدبارها بقضاء الحاجة (البول والغائط) إذا كان ذلك في الفضاء، لحديث أبي أيوب في الصحيحين: لا تستقبلوا القبلة بغائط أو بول ولا تستدبروها.
وبهذا يتضح لنا أنه لا مانع من النوم على السرير والرجلان إلى القبلة.
والله أعلم.
17282

(7/50)


عنوان الفتوى:لا يشترط رضا الزوجة للتزوج بأخرى رقم الفتوى:17282تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : تزوجت من ابنة عمتي وكان لي منها أكثر من 10 سنوات في بلاد الغربة ولم أستطع السفر لبلادي لعمل مراسم العرس فتم إرسالها لي بعد أن تم الزواج في غيابي وبعد أن دخلت بها وجدت بها عيباً خَلقياً وقد تحاملت على نفسي كثيراً ولي معها الآن أكثر من أربع سنوات ولم أشعر معها بأي نوع من الحب على الإطلاق وأتوق بشدة للزواج من أخرى ولعلمي بطبعها فلن ترضى بذلك وسوف تطلب الطلاق بالتأكيد ولي منها ولد عمره عام . لا أدري ماذا أفعل رغبتي شديدة جداً في الزواج حفاظاً على ديني .. أفيدوني من فضلكم .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنقول لك :
أولاً : زادك الله حرصاً على الخير وحفظ الله لك دينك .
ثانياً : مما لا شك فيه أن الله تعالى شرع الزواج ليكون سكناً، وتنشأ عنه المودة والمحبة بين الزوجين، قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم:21]
ثالثاً : إن الله تعالى قد أباح تعدد الزوجات إلى أربع نسوة تحقيقاً لمقاصد عظيمة، قد يكوف منها العلاج لمثل الحالة التي أنت عليها، فقد قال تعالى في كتابه : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع...) [النساء:3].
فما دام الزوج قادراً على النفقة والعدل بين الزوجات يبقى الأمر مباحاً، وقد يكون مستحباً في حقه أن يتزوج من أخرى ، بل قد يصل الأمر إلى الوجوب. ومن المعلوم أنه نادراً ما ترضى المرأة بأن يتزوج عليها زوجها بأخرى ، لذلك فلا عبرة برضاها من عدمه ، ولو التفت الناس إلى ذلك لتعطلت كثير من المصالح الشرعية .

(7/51)


وإذا كان هذا الأمر جائزاً ولو لم يكن في الزوجة عيب خلقي ، فكيف إذا كان بها عيب ، وسعيك لإقناعها وإرضائها بشتى الوسائل للحفاظ على بيت الزوجية أمر طيب ، خاصة وأن لك منها ولداً ، وإن لم يتحقق رضاها فليس بلازم أن ترضى ، الحاصل أن عليك أن تقدم على الزواج حفاظاً على نفسك ولو أدى الأمر إلى تطليقها، ما دمت تخشى - إن لم تتزوج - في الوقوع في ما لا يرضي الله.
والله أعلم.
17283
عنوان الفتوى:نكاح التحليل باطل باطل باطل رقم الفتوى:17283تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : لو تزوج رجل امرأة مطلقة ثلاث طلقات طلاقا نهائيا وقد نوى بذلك تحليلها لزوجها الأول دون علم زوجها الأول بذلك فما حكم هذا الزواج وهل تحل المرأة لزوجها الأول ؟ وهل تدخل هذه المسألة في زواج المحلِّل و المحلَل له ؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لرجل أن يتزوج امرأة ليحلها لزوجها ولو كان زوجها غير عالم، وهذا يدخل على الراجح من أقوال أهل العلم، في نكاح التحليل المحرم.
فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن جابر بن زيد أنه قال: في رجل تزوج امرأة ليحلها لزوجها وهو لا يعلم، قال: لا يصلح ذلك إذا كان تزوجها ليحلها
وروى أيضاً عن عمرو بن دينار أنه سئل عن رجل طلق امرأته فجاء رجل من أهل القرية بغير علمه ولا علمها فأخرج شيئاً من ماله فتزوجها ليحلها له، فقال: لا.
وروى أيضاً أن رجلاً جاء إلى الحسن فقال: إن رجلاً من قومي طلق امرأته ثلاثاً فندم وندمت، فأردت أن أنطلق فاتزوجها وأصدقها صداقاً ثم أدخل بها كما يدخل الرجل بامرأته ثم أطلقها حتى تحل لزوجها. فقال له الحسن: اتق الله يافتى، ولا تكونن مسمار نار لحدود الله.

(7/52)


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : نكاح المحلل حرام باطل لايفيد الحل، وصورته: أن الرجل إذا طلق امرأته ثلاثاً فإنها تحرم عليه حتى تنكح زوجاً غيره، كما ذكره الله تعالى في كتابه وكما جاءت به سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأجمعت عليه أمته، فإذا تزوجها رجل بنية أن يطلقها لتحل لزوجها الأول كان هذا النكاح حراماً باطلاً، سواء عزم بعد ذلك على إمساكها أو فارقها، وسواء شُرط عليه ذلك في عقد النكاح أو شرط عليه قبل العقد أو لم يشرط عليه لفظاً، بل كان ما بينهما من الخطبة وحال الرجل والمرأة والمهر نازلاً بينهم منزلة اللفظ بالشروط، أو لم يكن شيء من ذلك، بل أراد الرجل أن يتزوجها ثم يطلقها لتحل للمطلق ثلاثاً من غير أن تعلم المرأة ولا وليها شيئاً من ذلك، سواء علم الزوج المطلق ثلاثاً أو لم يعلم، مثل أن يظن المحلل أن هذا فعل خير ومعروف مع المطلق وامرأته بإعادتها إليه، لما أن الطلاق أضر بها وبأولادها وعشيرتها ونحو ذلك.
بل لا يحل للمطلق ثلاثاً أن يتزوجها حتى ينكحها رجل مرتغباً لنفسه نكاح رغبة لانكاح دُلسة ويدخل بها بحيث تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها، ثم بعد هذا إذا حدث بينهما فرقة بموت أو طلاق أو فسخ جاز للأول أن يتزوجها انتهى.
والله أعلم.
17286
عنوان الفتوى:قد يعاين بعض الناس عذاب القبر أو نعيمه رقم الفتوى:17286تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : أريد أن أعرف مدى صدق هذه القصة؟
يقول البروفيسور الروسي الملحد لقد كنت في مهمة في سيبيريا وعند الحفر رأيت منظرا تمنيت أن أقطع رقبتي قبل رؤيته رأيت نساءً ورجالاً عراة يحترقون في النار وأصواتهم مرعبة وأشكالهم أشد رعبا
وهذا هو ملف الصوت
http://www.ahliz.org/2/
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا نؤمن إيماناً جازماً بعذاب القبر ونعيمه، وقد دلت عليه الأدلة من القرآن وصحيح السنة.

(7/53)


فقد قال الله تعالى عن فرعون وقومه:فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ*النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:45-46]، وهذا نص صريح في عذاب القبر.
وقال سبحانه:وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [السجدة:21].
وقد قال جمع من المفسرين: إن المراد بالعذاب الأدنى هنا: "عذاب القبر"، وقال سبحانه:فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ*يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ*وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ [الطور:47]، والمراد بالعذاب في قوله "عذاباً دون ذلك" عذاب القبر، فيما ذهب إليه كثير من المفسرين.
وقال سبحانه:وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [الأنفال:50].
وأما الأدلة من السنة فكثيرة منها ما هو في صحيح البخاري ومسلم ومنها ما هو خارجهما، قال ابن أبي العز -رحمه الله- في شرحه للعقيدة الطحاوية: ويجب أن يعلم أن النار التي في القبر والنعيم ليس من جنس نار الدنيا ولا نعيمها، وإن كان الله تعالى يحمي عليه التراب والحجارة التي فوقه وتحته حتى يكون أعظم حراً من جمر الدنيا، ولو مسها أهل الدنيا لم يحسوا بها، بل أعجب من هذا أن الرجلين يدفنان أحدهما إلى جنب صاحبه، وهذا في حفرة من حفر النار وهذا في روضة من رياض الجنة، لايصل من هذا إلى جاره شيء من حر ناره، ولا من هذا إلى جاره شيء من نعيمه.

(7/54)


وقدرة الله أوسع من ذلك وأعجب، ولكن النفوس مولعة بالتكذيب بما لم تحط به علماً، وقد أرانا الله عز وجل في هذه الدار من عجائب قدرته ما هو أبلغ من هذا بكثير، وإذا شاء الله أن يطلع على ذلك بعض عباده أطلعه وغيبه عن غيره، ولو أطلع الله على ذلك العباد كلهم لزالت حكمة التكليف والإيمان بالغيب، ولما تدافن الناس كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع .
ولما كانت هذه الحكمة منتفية في حق البهائم سمعت ذلك وأدركته. انتهى كلامه رحمه الله.
ونحن نقول: القصة المذكورة في السؤال إن كانت صدقاً فهي شاهد من جملة شواهد كثيرة لاتحصى على صدق ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الوعد والوعيد، وقدرة الله أعظم من ذلك.
وإن كانت كذباً فإننا نؤمن جازمين بما جاء به القرآن وثبتت به الأحاديث، وقد نقلت لنا أخبار كثيرة عن أهل الصلاح والصدق في معاينتهم لبعض آثار عذاب البرزخ أو نعيمه.
والله أعلم.
17288
عنوان الفتوى:ثلاثة حق على الله عونهم رقم الفتوى:17288تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : أنا عمري الآن ثلاثة وعشرون سنة وأحياناً أشعر برغبة جنسية شديدة وملحة تفقدني القدرة على التركيز في أي شىء فماذا أفعل علماً أنه أمامي ما لا يقل عن 10 سنوات حتى أتمكن من الزواج وبالطبع لا أقدر على إغضاب الله عز وجل ولكني أبغي الحلال فماذا أفعل
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنهنئ السائل أولاً على حرصه على الخير وعلى إعفاف نفسه، وخوفه من غضب الله عز وجل.

(7/55)


ومما لا شك فيه أن الله تعالى جعل بين الذكر والأنثى غريزة مرتكزة في النفوس، ومن هنا شرع الزواج لتستقر النفوس، وعلاجاً لداء القلق والاضطراب، قال سبحانه:وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21].
وقد أمر الله عز وجل به في كتابه فقال:وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [ النور :32].
وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، روى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
والأمر بالزواج يدور بين الوجوب والاستحباب، وقد قال بعض العلماء إنه واجب على من خشي الوقوع في العنت وارتكاب الفاحشة ووجد إلى الزواج سبيلاً.
وما دام الحال كما ذكر السائل فعليه بالمبادرة إلى الزواج، وأن يهون على نفسه ولا يضع أمامها العراقيل، وليسأل ربه بقلب صادق، فقد وعد الله تعالى في كتابه أن يكون الزواج فاتحة خير للرزق، فقال تعالى:إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [النور:33] وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ثلاثة حق على الله عونهم ... وذكر منهم: الناكح يريد العفاف. رواه أحمد والترمذي والنسائي بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه، وإذا لم يتيسر الزواج فعليك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم -في الحديث السابق- ألا وهي الصوم.
والله أعلم.
1729
عنوان الفتوى:بيع وشراء أسهم الشركات الأجنبية يختلف حكمه باختلاف أحوالها رقم الفتوى:1729تاريخ الفتوى:25 رمضان 1421السؤال : ما حكم شراء وبيع أسهم الشركات الأجنبية؟ وشكرا.

(7/56)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحكم على أسهم هذه الشركات ينبني على النظر في أنظمتها وقوانينها ، فالشركات التي تجعل من الإقراض والاقتراض بالفائدة مع البنوك الربوية وسيلة معتادة في ممارسة نشاطاتها التجارية واستثمار أموالها ، مما يجعل أرباح أسهم هذه الشركات متضمنة لربا محرم شرعاً ، فإن كان الأمر كذلك فلا يجوز بيع وشراء أسهمها . وكذلك إن كانت هذه الشركات تتاجر في أمور محرمة شرعاً كالاتجار في المشروبات الكحولية (الخمور) ولحم الخنزير وآلات اللهو ، فإنه لا يجوز بيع وشراء أسهمها أيضا، لأن في ذلك إعانة على الإثم والعدوان . وهناك مسألة أخرى ينبغي التنبه لها لاتصالها بهذا الموضوع وهي أن هذه الشركات الأجنبية إن كانت تتبع لدول هي في حرب مع المسلمين كما يحدث الآن من الروس ضد المسلمين في الشيشان وكما حدث سابقاً من الصرب ضد مسلمي البوسنة وكوسوفا وكما يحدث من اليهود الغاصبين ، فإنه لا يجوز التعامل مع هذه الشركات ، لأن في ذلك تقوية لاقتصادها، واقتصاد هذه الدول يستخدم في المجهود الحربي ضد دول المسلمين . وما سلم من الشركات من هذه المحاذير ـ وهو قليل ـ فلا حرج في تداول أسهمه ، إلا أن يدخل عليها المحذور من جهة أخرى فتحتاج إلى نظر مستقل .
والله أعلم .
17290
عنوان الفتوى:الاستخارة تكون في ما لا يدري العبد وجه الصواب فيه رقم الفتوى:17290تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : أنا مريضة بالقلب ولدي صمامان في القلب يجب تغييرهما في الوقت الحالي حتى لا تسوء حالتي وقمت بصلاة الاستخارة ولم ينشرح صدري للعملية المطلوبة لحالتي فماذا أفعل ؟؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/57)


فنقول للأخت السائلة: إن العلماء نصوا على أن الاستخارة تكون في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها، أما ما هو معروف خيره من شره فلا حاجة إلى الاستخارة فيه.
والذي يظهر أن حالة الأخت تُوجب عليها إجراء العملية، فهي تذكر أن حالتها ستسوء إذا لم تجر هذه العملية ويصيبها ضرر، وإزالة الضرر واجبة في الشرع، لحديث "لا ضرر ولا ضرار". رواه أحمد وهو صحيح. ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتداوي خاصة في مثل حالة الأخت المتضررة، ففي الحديث:" تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع دواء". رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
فلا مجال للقول هنا بالتردد عن إجراء العملية إذا حكم الأطباء الثقات بضرورتها وحاجة المريضة إليها ورجحان نجاحها، ثم بعد هذا كله على الأخت السائلة أن تعلم أن العبد مادام قد استخار الله جل وعلا، فإن عدم انشراح صدره للأمر لا ينبغي أن يكون حائلا بينه وبين الإقدام عليه، لأنه إذا أقدم عليه بعد الاستخارة فلن يكون في الإقدام عليه إلا خير، لأن الله قد يسره له بعد أن استخاره، ولم ييسره له إلا وهو يعلم أن فيه خيراً له، ومع ذلك فلا بأس بتكرار الاستخارة مع الاستشارة ونسأل الله تعالى أن يمنن عليك بالصحة والعافية.
والله أعلم.
17294
عنوان الفتوى:أوجه معاملة النبي عليه الصلاة والسلام للأسرى رقم الفتوى:17294تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم
ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل بأسرى الحرب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/58)


فإن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأسرى أنه كان يحث على إكرامهم والإحسان إليهم، مقتدياً بهدي القرآن: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) [الإنسان:8]. وقد ورد عنه في ذلك حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فكوا العاني وأجيبوا الداعي، وعودوا المريض". رواه البخاري.
وأسرى الحرب على قسمين:
الأول: النساء والصبيان والشيوخ غير القادرين على القتال، والذين لا رأي لهم في الحرب.
الثاني: الرجال البالغون المقاتلون.
وقد جعل الإسلام للحاكم فعل الأصلح بين أمور ثلاثة في أسرى الرجال البالغين المقاتلين: المنُّ أو الفداء أو القتل.
والمن هو: إطلاق سراحهم دون مقابل.
والفداء قد يكون بالمال، وقد يكون بأسرى من المسلمين، ففي غزوة بدر كان الفداء بالمال، وروى أحمد والترمذي عنه عليه الصلاة والسلام أنه فدى رجلين من أصحابه برجل من المشركين من بني عقيل.
قال تعالى: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) [محمد:4].
وروى مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق سراح الذين أخذهم أسرى، وكان عددهم ثمانين، وكانوا قد هبطوا عليه وعلى أصحابه من جبال التنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوهم.
كما أنه يجوز له قتل الأسير إذا كانت المصلحة تقتضي قتله، كما ثبت أنه قتل النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط يوم بدر، وقتل أبا عزة الجمحي يوم أحد.
والله أعلم.
17299

(7/59)


عنوان الفتوى:السنة تقديم اليمنى في كل ما هو من باب التكريم رقم الفتوى:17299تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : أنا آكل باليد اليسرى باختصار كل عملي باليد اليسرى قالوا لي حرام الآن أريد أن أجبس يدي اليسرى كي أتعلم أن آكل باليد اليمنى ما هو حكم الشرع بذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه من تمام نعمة الله علينا، وكمال هذا الدين العظيم أنه نظم كل شيء في حياتنا، فما من خير إلا دلنا عليه، وما من شر إلا حذرنا منه، ومن ذلك: بعد العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، تصرفاتنا الخاصة والتي وجهنا فيها إلى مستوى يليق بشرف الإنسان وتكريم الله تعالى له، ومن ذلك كيفية تناول الإنسان المسلم لطعامه وشرابه.
ففي الصحيحين عن عمر بن سلمة رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَمَِ الله تعالى، وكل بيمنك، وكل مما يليك" .
وفي صحيح مسلم : أن رجلاً أكل عند النبي صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال له صلى الله عليه وسلم: "كل بيمينك". قال: لا أستطيع!! قال: "لا استطعت" ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه.
دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتحقق ما ألصقه بنفسه من عدم الاستطاعة التي اعتذر بها، لأنه لم يلتزم الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم وكذبه في اعتذاره. والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على أحد.
ولهذا، فمن السنة تقديم اليمنى في كل ما هو من باب التكريم: كالوضوء، والغسل، واللبس، ودخول المسجد والمنزل، والسلام، والأكل والشرب، واستلام الحجر الأسود، والأخذ، والعطاء، والخروج من الخلاء...
وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه، وما كان من أذى.

(7/60)


وبهذا يتبين للسائل الكريم أن عليه أن يعود نفسه على تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففيها الخير الكثير وخاصة ما يتعلق بالأكل والشرب، وهو شيء سهل ولله الحمد، فالعلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، والصبر بالتصبر...
ولتحذر أخي الكريم من مخالفة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63].
ولتعلم أن تجيبس اليد ليس بعلاج لمشكلتك مع ما يترتب عليه من المفاسد مثل: الصلاة بحائل، ونحو ذلك.
والله أعلم.
17300
عنوان الفتوى:ما هو من قبيل الأفلام الكرتونية جائز بشروط رقم الفتوى:17300تاريخ الفتوى:01 ذو الحجة 1424السؤال : أريد أن تجيبوني بوضوح عن ألعاب البلاي استينشن حيث فيها الصورة ثلاثية الأبعاد، وهل هناك تفريق 3D والكمبيوتر بين الألعاب التي فيها صور الأرواح وبين التي لا يوجد فيها كألعاب السيارات؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه الألعاب هي من قبيل الأفلام الكرتونية، وقد بينا أنها جائزة حيث دعت إلى الفضيلة وتعليم الآداب الإسلامية، مع خلوها من الحرام، كالموسيقى والصور المبتذلة مثلاً، ولأن جمهور أهل العلم استثنى من حرمة التصوير والتماثيل ما كان للأطفال لغاية تعليمهم ما يصلحهم، وأن يأنسوا به، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 1750، 3127، 11367، 15039.

(7/61)


وهذا في حق الأطفال قياساً على إجازة النبي صلى الله عليه وسلم اللعب بصور البنات لعائشة رضي الله عنها، كما في الصحيحين عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أَنّهَا كَانَتْ تَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: وَكَانَتْ تَأْتِينِي صَوَاحِبِي فَكُنّ يَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَرّبُهُنّ إِلَيّ.
وقال في حديث جرير : كنت ألعب بالبنات في بيته وهي اللعب. واللفظ لمسلم.
قال القاضي عياض : فيه جواز اللعب بهن. قال: وهن مخصوصات من الصور المنهي عنها لهذا الحديث، ولما فيه من تدريب النساء في صغرهن لأمر أنفسهن وبيوتهن وأولادهن. قال: وقد أجاز العلماء بيعهن وشراءهن، وروي عن مالك كراهة شرائهن، وهذا محمول على كراهة الاكتساب بها، وتنزيه ذوي المروءات عن تولي بيع ذلك، لا كراهة اللعب. قال: ومذهب جمهور العلماء جواز اللعب بهن، وقالت طائفة: هو منسوخ بالنهي عن الصور هذا كلام القاضي. ا.هـ
وقال الإمام الخطابي: في هذا الحديث أن اللعب بالبنات ليس كالتلهي بسائر الصور التي جاء فيها الوعيد، وإنما أرخص لعائشة فيها لأنها إذا ذاك كانت غير بالغ.
قال الحافظ ابن حجر: ويجمع بما قال الخطابي لأن ذلك أولى من التعارض.
وينبغي للعقلاء البالغين اجتناب هذه الألعاب، لما فيها من المحذورات الشرعية.
والله أعلم.
17305
عنوان الفتوى:الصائم المتطوع أمير نفسه رقم الفتوى:17305تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : أنا والحمد لله أصوم كل اثنين وخميس من كل أسبوع وأنا طالب في الجامعة وقد يصادف أنني أكون صائما ويعزمني صديقي لشرب القهوة أو الشاي أو أي شيء آخر، فهل أرفض؟ أو أن أقول له إنني صائم؟ وبهذا تعتبر رفضاً للعزومة، أو أن أقبل دون أي عوائق وأبطل صومي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/62)


فلك أن تلبي دعوة صديقك وتشرب معه الشاي خاصة إذا كان في ذلك تطييب لخاطره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام وإن شاء أفطر" حديث صحيح رواه أحمد والترمذي عن أم هانئ رضي الله عنها
ولك أن لا تفطر، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطراً فليأكل، وإن كان صائماً فليصل". (أي: فليدع) أخرجه أحمد ومسلم وأصحاب السنن إلا النسائي عن أبي هريرة، قال الإمام النووي رحمه الله: (إن كان صومه فرضاً لم يجز له الأكل، لأن الفرض لا يجوز الخروج منه، وإن كان نفلاً جاز الفطر وتركه، فإن كان يشق على صاحب الطعام صومه فالأفضل الفطر وإلا فإتمام الصوم.) انتهى.
والله أعلم.
17307
عنوان الفتوى:حكم الزفاف في الفندق رقم الفتوى:17307تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : هل تجوز ليلة الدخلة في الفندق؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقضاء ليلة الدخول في الفندق الأصل فيها أنها جائزة، لكن لابد من مراعاة أن يكون هذا الفندق المعني ليس فيه منكرات ظاهرة، وليس هنالك شبهة في دخول هذا الفندق، خاصة للمسلم الديِّن المستقيم، قال تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام:68].
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن حضور الوليمة -مع أن إجابة الدعوة واجبة- وذلك إذا كان في مكان الدعوة خمر. روى أحمد والترمذي بسند صحيح عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر".

(7/63)


أما إذا لم يشتمل على ذلك فلا بأس، وإن كان الأولى لصاحب الدين والاستقامة الابتعاد عن مثل هذه الأماكن التي هي في الغالب مثار للشبهات.
والله أعلم.
17308
عنوان الفتوى:وصفة للتوبة النصوح وللتحصن من الذنوب رقم الفتوى:17308تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : أنا كثير المعصية كثير التوبة أريد أن أتوب توبة نصوحا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق والسلامة من الذنوب، وعليك بتجديد التوبة كل ما وقعت في ذنب أو معصية، والتوبة مقبولة -إن شاء الله- إذا استكملت شروطها المعروفة والمبينة في الفتوى رقم: 5091.
فما دمت تذنب وتستغفر وتتوب توبة نصوحاً، فإن الله يغفر لك قال سبحانه: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا قَالَ قَالَ رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي -ثَلَاثًا- فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ".

(7/64)


وفي الحديث بيان لرحمة الله ومغفرته بعبده، وليس فيه حث للعبد على المعصية، بل فيه زجر له عنها، إذ أن الرب الغفور الرحيم الذي أسبغ علينا النعم الظاهرة والباطنة، وستر عيوبنا عن الخلق -ونرجو أن يغفرها لنا يوم القيامة- يستحق منا الطاعة والعبادة لا المبارزة بالذنوب والمعاصي، كما أن الذنوب جراح، ورب جرح وقع في مقتل فتموت على ذنبك ومعصيتك دون أن تدرك التوبة، هذا بالإضافة إلى أن الذنوب إذا كثرت على القلب أفسدته وقسته، وجعلت بينه وبين التوبة حجاباً كثيفاً، فقد تطلبها في وقت فلا تجدها.
فاحرص -هداك الله- على العزم الحازم على ترك الذنوب.
ومما يحصنك منها مجالس الذكر، والرفقة الصالحة، والإكثار من الطاعات، واللجوء إلى الله أن يطهرك من المعاصي ويباعد بينك وبينها.
والله أعلم.
17309
عنوان الفتوى:كل ما يتقرب به إلى الله يجب أن يكون موافقاً للشرع رقم الفتوى:17309تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : سيدي ما حكم اجتماع حملة القرآن في المناسبات مثل الاحتفال بمولود جديد أو زفاف ويتلون القرآن ويسبحون ويذكرون الله جماعة مع الجيران والأصدقاء عند أهالي المولود أو الزفاف وهذا أصبح ضرورياً عندنا؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يجب على المسلم اعتقاده أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه ما من خير إلاَّ وقد دلنا عليه، وما من شرٍّ إلا وقد حذرنا منه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يكن نبي قبلي إلاَّ كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم". رواه مسلم
ولقد قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائرٌ يقلب جناحيه في السماء إلاَّ وعندنا من رسول الله فيه خبر.

(7/65)


ويجب أن يعلم كل مسلم أن لا طريق يوصل إلى الله تعالى إلا طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أول من يفتح باب الجنة، وقد أخبرنا الله في كتابه أنه جعل رسوله صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة لمن كان يريد الله واليوم الآخر، فقال سبحانه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) [الأحزاب:21].
وكل عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل يجب أن تكون موافقة لما شرعه هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن كانت مخالفة لما جاء به ردت على صاحبها، كما قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد" رواه مسلم .
وهذه العبادة -أي المخالفة لما كان عليه الرسول- لا تزيد صاحبها من الله إلاَّ بعداً، فليحرص كل مسلم على أن تكون أعماله خالصة لوجه الله، موافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد هذا نقول للأخ السائل: إن ما ذكره في السؤال من أنواع العبادات على الوجه المذكور لا يؤثر شيءٌ منها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان خيراً لدلنا عليه، فقد حصل في زمانه زفاف وولد له صلى الله عليه وسلم، وللكثير من أصحابه أولاد، فلم يفعل ولا أصحابه شيئاً من ذلك، فإحداث مثل هذا بدعة في دين الله يجب تركها والتعبد لله بما شرع، وقد سبقت أجوبة فيها بيان حكم الذكر الجماعي والقراءة الجماعية فليراجع منها الفتوى رقم: 1000، والفتوى رقم: 8381، والفتوى رقم: 7673.
والله أعلم.
17310
عنوان الفتوى:لا تعلق بين حلق اللحية وورود الحوض رقم الفتوى:17310تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : هل حلق اللحية أو تقصيرها يمنع من ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحكم حلق اللحية قد تقدم في الفتوى رقم: 263، والفتوى رقم: 1454.

(7/66)


أما أن حلقها وتقصيرها يمنع من ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم فلا نعلم في هذا حديثاً صحيحاً، وغاية ما فيه أنه معصية من تاب منها توبة نصوحاً قبل الله منه توبته وغفر له ذنبه، وإن ختم له بالإسلام والإيمان ورد حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التحريم:8].
والله أعلم.
17311
عنوان الفتوى:هل يخرج الزكاة بنفسه أم يدفعها إلى الجمعيات الخيرية رقم الفتوى:17311تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز أن أقدم الزكاة المفروضة للمحتاجين دون الرجوع إلى الجمعيات الخيرية؟
ولكم جزيل الشكر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالجمعيات الخيرية إنما أنشئت لتسهيل وضبط تفريق الزكوات على أهلها المستحقين، فإذا أمكن أن يقوم صاحب الزكاة بصرفها في مصارفها المستحقة لها، فلا حاجة إذاً لإعطائها الجمعيات الخيرية، وخاصة إذا كان صاحب المال له قرابة وذو رحم من مستحقي الزكاة، أما إذا لم يكن له ذلك فالأولى وضعها لدى الجمعيات الخيرية المعروف عنها الأمانة والسرعة في توزيع الزكاة، لأن هذه الجمعيات لديها خبرات ومعلومات وكوادر تمكنها من وضع الأموال في موضعها الصحيح، مما قد لا يكون متوفراً لدى صاحب المال.
والله أعلم.
17312

(7/67)


عنوان الفتوى:حكم تصميم مواقع إنترنت لكنائس رقم الفتوى:17312تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : أنا مهندس أعمل في شركة يملكها نصراني وبحكم العمل قد يطلب مني تصميم مواقع إنترنت لبعض الكنائس فما حكم ذلك شرعا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحق لك أن تقوم بتصميم الكنائس، لما في ذلك من المساعدة على نشر الأديان الباطلة والمساعدة عليها إقرار لها ودعوة إليها، والله تعالى يقول:وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
ولا شك أن المساهمة في تشييد الكنائس إن لم تكن كفراً مخرجاً من الملة فلن تقل عن أن تكون من أشد الإثم وأكبر الكبائر، وفي الحديث الصحيح : من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه إلى يوم القيامة، لاينقص ذلك من آثامهم شيئاً.
وقد نص الإمام القرطبي على نقض ما وجد في بلاد الحرب من البيع والكنائس، وإنما لم ينقض ما في بلاد الإسلام لأهل الذمة لأنها جرت مجرى بيوتهم وأموالهم التي عاهدوا عليها في الصيانة. ولايجوز أن يمكنوا من الزيادة لأن في ذلك إظهار أسباب الكفر.
والله أعلم.
17317
عنوان الفتوى:أسماء أبواب الجنة وأبواب النار رقم الفتوى:17317تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : ما أسماء أبواب الجنة وأبواب النار؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/68)


فللجنة ثمانية أبواب ثبت ذلك في نصوص شرعية، منها ما رواه البخاري ومسلم عن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنّ الْجَنّةَ حَقّ، وَأَنّ النّارَ حَقّ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيّ أَبْوَابِ الْجَنّةِ الثّمَانِيَةِ شَاءَ".
ولهذه الأبواب أسماء ثبتت بنصوص شرعية، مثل: الصلاة والجهاد والصدقة والريان والأيمن وباب الكاظمين الغيظ، ومنها ما اختاره بعض العلماء لإشارات وإيماءات في النصوص مثل: باب التوبة أو الذكر أو العلم أو الراضين أو الحج.
ودليل الأربعة الأولى ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أي أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة.
ودليل الخامس ما رواه البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة في حديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من باب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب.
ودليل السادس ما رواه الإمام أحمد عن الحسن مرسلاً: إن لله باباً في الجنة لا يدخله إلا من عفا عن مظلمة. كما ذكر الحافظ في الفتح.
واختلف شراح الحديث في أسماء البقية بعد أن اتفقوا على تسمية الأربعة الأولى.

(7/69)


قال النووي : قال القاضي: وقد جاء ذكر بقية أبواب الجنة في حديث آخر في باب التوبة وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وباب الراضين فهذه سبعة أبواب جاءت في الأحاديث، وجاء في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم يدخلون من الباب الأيمن، فلعله الباب الثامن .
وقال ابن حجر : وقع في الحديث ذكر أربعة أبواب من أبواب الجنة ... وبقي من الأركان الحج فله باب بلا شك، وأما الثلاثة الأخرى فمنها" باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس... ومنها: باب الأيمن وهو باب المتوكلين الذي يدخل منه من لا حساب عليه ولاعذاب. وأما الثالث: فلعله باب الذكر، فإن عند الترمذي ما يومئ إليه، ويحتمل أن يكون باب العلم انتهى.
وأما النار فلها سبعة أبواب، كما قال الله سبحانه:وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ*لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ [الحجر:43-44]
ولا نعلم نصاً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء في تسمية هذه الأبواب، لكن جاءت آثار عن الصحابة في ذلك، منها ما ذكره القرطبي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: هل تدرون كيف أبواب الجنة؟ قلنا: مثل أبوابنا. قال: لا. هي هكذا بعضهم فوق بعض -زاد الثعلبي- ووضع إحدى يديه على الأخرى. وأن الله وضع الجنان على الأرض والنيران بعضها فوق بعض، فأسفلها جهنم وفوقها الحطمة وفوقها سقر وفوقها الجحيم وفوقها لظى وفوقها السعير وفوقها الهاوية. وكل باب أشد حراً من الذي يليه سبعين مرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه:لها سبعة أبواب قال: جهنم والسعير ولظى والحطمة وسقر والجحيم والهاوية وهي أسفلها.
والله أعلم.
1732

(7/70)


عنوان الفتوى:من تاب من معصيته وذنبه فليستتر بستر الله رقم الفتوى:1732تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ما حكم الدين في نظركم في رجل ارتكب فاحشة الزنا وهو شاب صغير قبل أن يتزوج ثم تاب إلى الله وتزوج وإذا أراد أن يطبق عليه الحد أين يذهب إلى تنفيذه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
ما دمت قد تبت وصدقت توبتك فإن الله يقبل التوبة عن عباده قال تعالى: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات) [الشورى:25]. بل إن الله تعالى من سعة فضله ومن رحمته بعباده يبدل السيئات التي قد تاب منها العبد إلى حسنات قال تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) [الفرقان:68، 80]. ولا يلزمك إقامة الحد عليك بل الواجب أن تستتر بستر الله عليك. والله تعالى أعلم.
17320
عنوان الفتوى:ترجمة الأئمة أصحاب المذاهب الأربعة رقم الفتوى:17320تاريخ الفتوى:17 جمادي الأولى 1423السؤال : أريد تراجم الإمام أحمد ، والإمام الشافعي والإمام أبو حنيفة والإمام مالك؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
1)الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله الإمام الفقيه والمحدث الحافظ إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة ينسب إليه المذهب المالكي روى عن كثير من التابعين، وروى عنه خلق كثير من الحفاظ، كان رحمه الله في غاية الدقة والثقة في الحديث معظماً له حتى إنه لا يحُدث في مجلس حديثه إلا بعد أن يتوضأ ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه،
يقول البخاري :أصح الأسانيد : مالك عن نافع عن ابن عمر.

(7/71)


ويقول الشافعي إذا ذكر العلماء فمالك النجم، وقال أيضاً: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز.
ويقول الذهبي :اتفق لمالك مناقب ما علمتُها لغيره أحدها طول العمر (مات وعمره 85 عاماً) وعلو الرواية، وثانيها: الذهن الثاقب والفهم الواسع ، وثالثها: اتفاق الأئمة على أنه حُجة صحيح الرواية، ورابعها: تجمعهم على دينه وعدالته واتباعه السنن ، وخامسها: تقدمه في الفقه وصحة قواعده.
توفي رحمه الله سنة 179هـ ، انظر لترجمته تذكرة الحفاظ 1/207- 213
2) الإمام الشافعي : هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي المكي.. وُلد سنة 150هـ بغزة، ثم حٌمل إلى مكة ونشأ بها وقرأ القرآن ورحل إلى مالك في المدينة وعرض عليه الموطأ بعد أن حفظه، ثم رجع إلى مكة ورحل إلى اليمن ثم إلى العراق 184هـ ثم عاد إلى مكة ثلاث مرات ثم رحل العراق إلى مصر واستقر بها حتى توفي سنة 204هـ.
أقيل على العلم والفقة فبرع فيه حتى صار إمام المذهب الشافعي الذي ينسب إليه.
3) الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطا التميمي مولاهم الكوفي ولد سنة 80هـ وقيل: إنه رأى من الصحابة أنس بن مالك، حدثًّ عن عطاء ونافع وعبد الرحمن بن هُرمز وغيرهم، وتفقه على يديه زُفر بن الهذيل وصاحباه أبو يوسف ومحمد بن الحسن، يقول الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة، ويقول يزيد بن هارون: أبو حنيفة أفقه الناس.
وكان ثقة زاهدا ورعاً، أراده المنصور على القضاء وضُرب عليه فأبى ورعاً، اعتزل الوظائف واشتغل بالتجارة حتى لا يتمندل به أحد، توفي سنة 150 هـ.

(7/72)


4) الإمام أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني ، أبو عبد الله ، ولد سنة 164هـ ببغداد وطلب العلم وهو صغير، ورحل إلى سائر الأقطار وأخذ عن علمائها حتى اشتهر بالحفظ والإتقان إلى أن صار إماماً من أئمة الحديث والفقة مع التقى والصلاح والقوة في الحق واتباع السنة، وبلغت شهرته الآفاق خاصة بعد ما وقف وقفته المشهورة فيما عُرف بعد بفتنة القرآن، ينسب إليه المذهب الحنبلي في الفقه، له مؤلفات كثيرة في السنة والتوحيد والفقة والتفسير، ومن أشهر مؤلفاته "المسند" في الحديث توفي يوم الجمعة 241هـ.
يقول عنه هلال بن العلاء: مَنَّ الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم، بالشافعي في الفقة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأحمد ثبت في المحنة.. لولا ذلك لكفر الناس...
والله أعلم.
17322
عنوان الفتوى:خروج الزوجة عن الطاعة نشوز له علاج رقم الفتوى:17322تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : حدث خلاف بيني وبين زوجتي وذلك عندما خرجنا وبصحبتنا الأطفال إلى حديقة عامة . فتركتهم في الحديقة وذهبت لشراء بعض الأشياء وأخبرتهم بأني سوف أعود بعد قليل ولكني عندما عدت وجدتها قد أخذت الاولاد ورجعت إلى المنزل دون إذني ؟ فحدث بيننا خلاف ومنذ حوالي اسبوعيين لا حديث بيننا على الإطلاق.
ما حكم الشرع في الزوجة التي تتعمد عدم سماع أوامر زوجها علما بأنها كثيرا ما تخرج من المنزل بالرغم من منعي لها ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في الحياة الزوجية أن تقوم على التفاهم، بمعرفة كل من الزوجين ما له من الحقوق وما عليه من الواجبات، ليتحقق استقرار الأسرة، الذي هو أساس الحياة الزوجية.
وجماع هذا كله أن يكون الدين هو الأساس في معاملة الزوجين أحدهما للآخر، وإلا انفرط النظام، وتشتتت الأسرة، وضاع العيال.

(7/73)


فلا بد إذن أن يكون منطلق التصرف مرضاة رب العالمين، فلا يفسَّر التصرف من أحد الطرفين بأنه فرض قرارات.
ولتعلم الزوجة أن الله تعالى جعل القوامة بيد الرجل، حيث قال:الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم [النساء:34]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه أحمد عن معاذ بن جبل والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنهما بإسناد صحيح.
والمرأة إذا خرجت عن طاعة الزوج في المعروف فهي امرأة ناشز جاء الإسلام بآداب للتعامل معها، تتمثل هذه الآداب في:
أولاً: الوعظ والتذكير بالله تعالى.
ثانياً: الهجر في الفراش.
ثالثاً: الضرب غير المبرح الذي لا يكسر عظماً ولايشين جارحة.
رابعاً: إذا لم تطع يبعث حكمان من أهله ومن أهلها للإصلاح .
خامساً: الطلاق إذا تعين حلاً وهو آخر علاج، وآخر الدواء الكي.
قال الله تعالى:وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً*وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [النساء:35].
وقد سبق الإجابة على حكم الناشز وعلاجها في الفتوى رقم:
9904.
والله أعلم.
17328
عنوان الفتوى:استمرارالحمل لعدة سنوات في ضوء الشريعة رقم الفتوى:17328تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : ماهو رأي الشرع في قول بعض العجائز بأن في بطنها طفلا نائما منذ فترة طويلة تصل إلى سنوات عديدة. بارك الله فيكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/74)


فقد اختلف العلماء في أقصى أمد للحمل، فقالت طائفة: أربع سنين، وبه قال مالك والشافعي وهو رواية عن أحمد. وقالت طائفة أخرى: إن مدته سنتان وروي ذلك عائشة وإليه ذهب الثوري وأبو حنيفة لما روت جميلة بنت سعد عن عائشة لا تزيد المرأة على السنتين في الحمل. وقال الليث: اقصاه ثلاث سنين حملت مولاة لعمر بن عبد الله ثلاث سنين، وقال أبو عبيد: ليس لأقصاه وقت يوقت عليه. وقال الزهري: تحمل المرأة ست سنين، وسبع سنين، وسئل مالك عن حديث جميلة المتقدم فقال: سبحان الله من يقول هذا؟!! هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان تحمل أربع سنين. وبعد ما سقناه من الأقوال والوقائع فلا معنى لتكذيب من ادعت استمرار حملها لمدة طويلة، ولاسيما إذا ثبت ابتداء الحمل.
والله أعلم.
17330
عنوان الفتوى:الجاهل بالحرمة لا إثم عليه ولا تعزير رقم الفتوى:17330تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : امرأة ذهبت إلى مشعوذ لكن هي لم تكن تعرف حكم الشرع بتحريم هذا الشيء وهي الآن خائفة أن ما فعلته وهي صغيرة وعن جهل أن يوضع في ميزان سيئاتها.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الجهل بتحريم الشيء رافع للإثم عن مرتكبه فيه، وإن كان قد يأثم لكونه أمكنه التعلم ولم يتعلم، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس قال: إن رجلاً أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل علمت أن الله قد حرمها؟ قال:لا. يقول النووي رحمه الله: وفي هذا أن من ارتكب معصية جاهلاً تحريمها لا إثم عليه ولا تعزير.
وابن عبد البر يقول في شرح الحديث السابق: وفي هذا الحديث دليل على أن الإثم مرفوع عمن لم يعلم. قال الله عز وجل:وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ومن أمكنه التعلم ولم يتعلم أثم. انتهى.
وكان الواجب على الأخت ألا تقدم على فعل قبل أن تسأل عن حكمه.

(7/75)


وعلى كلٍ فمن تاب تاب الله عليه. وراجعي الفتوى رقم:
5450
والله أعلم.
17331
عنوان الفتوى:معنى حديث: أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون رقم الفتوى:17331تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أنني فنان تشكيلي ورسام,وهذه هي مهنتي في أغلب الأحيان وأنني أمارسها منذ زمان طويل,وأغلب أعمالي
مناظر طبيعية و مناظر تاريخية وأزقة فيها حركة متنوعة منها ألأشخاص وغير ذلك .أريدأن أعرف هل يجوز
رسم الأشخاص في مثل هذه اللوحات والأعمال ,وأريد من فضلكم شرح الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم "أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون "
من هم المصورون الذين يذكرهم في هذا الحديث هل هم الرسامون, هل هم الرسامون باليد أو النحاتون ,
الفوتغرافيون الخ.....
أفيدونا فضيلة الشيخ جزاك الله خيرا.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على حكم التصوير بجميع أنواعه من رسم ونحت وغير ذلك ما يجوز منه وما لايجوز في الفتوى رقم:
14116 13282.
وأما معنى الحديث : أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون. فقيل: إنه محمول على من صور الصورة لتعبد، وهذا هو صانع الأصنام وهو كافر وهو أشد الناس عذاباً. وقيل: إن محل كون المصور أشد الناس عذاباً هو ما إذا قصد بتصويره مضاهاة خلق الله تعالى واعتقد ذلك وهو كافر أيضاً ومن أشد الناس عذاباً.
فأما من لم يقصد بالتصوير العبادة ولا المضاهاة فهو فاسق صاحب ذنب كبير، ولكنه لا يكفر كسائر أهل المعاصي.
ثم إن الرسم والخط كل منهما داخل في التصوير، إذ الصورة لغة: هي الشكل والخط والرسم، يقال: صور الشيء أو الشخص رسمه على الورق أو الحائط ونحوها بالقلم أو بفرشاة الرسم أو بآلة التصوير.
وبهذا يعلم السائل: أن الرسم داخل في التصوير الذي ورد الوعيد في حق ممارسيه وممتهنيه.
والله أعلم.

(7/76)


17334
عنوان الفتوى:حكم شراء سلعة مقسطة بزبادة لأجل رقم الفتوى:17334تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال :
اشتريت شقة بمقدم وتقسيط الجزء الباقي من قيمة الشقة بفائدة سنوية معلومة وكان ذلك رغما عني حيث أن البائع لا يقبل باقي المبلغ بالكامل ولكن لابد من التقسيط وحيث أن الشقة تتبع المشاريع منخفضة التكاليف التابعة للدولة
فهل هذا يكون ربا صريحا ؟ وما حكمه ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج عليك في شراء هذه الشقة أو غيرها من بنك أو مؤسسة بالتقسيط بأكثر من سعرها نقداً لأجل الأجل، سواء دفعت جزءاً من الثمن وقسط عليك الباقي، أو لم تدفع شيئاً بل قسط عليك كل الثمن. ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم :
1084
وهذا إذا كان المقسط عليك هو نفس البائع، وأما إذا اشتريتها من شخص أو مؤسسة عن طريق بنك أو غيره فقسط عليك المبلغ الذي استقرضته منه بزيادة فهي زيادة ربوية باتفاق العلماء. قال ابن عبد البر : وكل زيادة في سلف أو منفعة ينتفع بها المسلف فهي رباً ولو كانت قبضة من علف وذلك حرام إذا كان بشرط وراجع الفتوى رقم:
10540
والله أعلم.
17335
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:17335تاريخ الفتوى:23 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله

(7/77)


لقد تعرفت علي فتاة مغربية وأنا مصري وأعيش في مصر وهي زنت كثير لأنها لا تجد عمل وقد شكت لي أنها تكرة ما تفعل وتريد التوبة لكنها لا تستطيع بسبب مصاريف الدراسة ولا تجد عملا فعرضت عليها الزواج مني لأنها كما تقول تريد العفاف وتتمني ذلك وهي فتاة رقيقة وحانية وأشعر أن الظروف هي التي أجبرتها فتاة علي ذلك بل هي تفكر في الإنتحار لأنها تشعر بأنها دنس وتكرة نفسها وأنا أري فيها الطيبة وقد يقع أخ في الخطأ فهل نجعله يستمر في الخطأ وننبذة أم ماذا وهي عمرها 19 عاما فقط فهل يجوز الزواج منها أن وجدت أنها فتاة طيبة أم لا يجوز أرجو أن تفترض أن كلامها صحيح مائة في المائة.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزنا كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب وقرن الله جل وعلا الوعيد عليه بالوعيد على الشرك وقتل النفس فقال سبحانه في صفات عباد الرحمن:وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [ الفرقان].
ومهما كانت ظروف تلك المرأة فإن ذلك لا يبرر ولايبيح لها الزنا لأن المسلمة لاتأكل بفرجها مهما الجأتها الحاجة ونزلت بها الضرورة وخصوصاً إذا كانت ضرورتها الدراسة ونحوها لكن عليها أيضاً أن تعلم أن وقوعها في هذه الفاحشة الكبيرة لا يجوز أن يلجأها إلى ما هو أكبر منها وهو قتل النفس فإن قتل النفس أكبر من الزنا كما هو مبين في الفتوى رقم:
5671

(7/78)


والتفكير في مثل ذلك قنوط ويأس من رحمة الله والله يقول: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ل[الحجر:56].
فانصح هذه المرأة بأن تعظم رجاءها في الله وأن توقن برحمته وأنها إذا تابت توبة نصوحاً وأقبلت على طاعة ربها والتزمت بشرعه فإن الله يبدل سيئاتها حسنات كما مر في الآية التي في صدر الجواب، والله يقول:وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82].
ولاحرج عليك إن تحققت من توبتها في الزواج بها مع مراجعة الفتوى رقم:
href="ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=11295 ">11295 9625 9644
واعلم أن علاقتك بهذه الفتاة والتحدث معها كما ذكر في السؤال محرم عليك لأن الشرع إذا حرم شيئاً حرم الطرق الموصلة إليه فهو كما حرم الزنا حرم الخلوة بالأجنبية والنظر إليها والتحدث معها لغير حاجة وأمرها بالحجاب وعدم الخضوع بالقول ونحو ذلك من الأحكام الشرعية التي تحدد علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية فعليك بقطع علاقتك بهذه الفتاة وإن أردت الزواج منها بعد تحقق توبتها فاتصل بوليها ليعقد لك عليها عقداً شرعياً.
والله أعلم.
17338
عنوان الفتوى:العلة في أقامة الحد على المرتد رقم الفتوى:17338تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ، كيف يكون لا إكراه في الدين مع ذلك كان المسلمون يقومون بالغزوات و يقيمون الحد على المرتد ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمعنى قوله تعالى:لا إكراه في الدين... كما قال ابن كثير رحمه الله: أي لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام، فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً

(7/79)


وقال ابن سعدي رحمه الله: ولا منافاة بين هذا المعنى وبين الآيات الكثيرة الموجبة للجهاد، فإن الله أمر بالقتال ليكون الدين كله لله ولدفع اعتداء المعتدين على الدين.
وأجمع المسلمون على أن الجهاد ماض مع البر والفاجر، وأنه من الفروض المستمرة الجهاد القولي والجهاد الفعلي.
ومن هنا نعلم أن المسلمين ما كانوا يغزون ولا يقاتلون ليكرهوا الناس على الدخول في الدين، وإنما كانوا يقاتلون ليرفعوا راية لا إله إلا الله حتى تكون كلمة لله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
وأما الذين كانوا مسلمين فارتدوا على أعقابهم فهؤلاء لهم أحكام كثيرة فصلها الفقهاء في كتبهم، وما يقام عليهم من الحد ليس لإكراههم على الدخول في الدين، وإنما عقوبة لهم على كفرهم برب العالمين بعد أن اتضحت لهم سبيل الهدى واستظلوا بظل الإسلام واطلعوا على سماحته وصلاحيته لكل الناس وعلموا أنه هو الدين الحق المنزل من عند الله. ويجب التنبه إلى أن حد الردة كغيره من الحدود التي لا يقيمها إلا السلطان، فلا يجوز لأفراد المسلمين إقامتها.
والله أعلم.
17339
عنوان الفتوى:الأدلة على حرمة نسخ البرامج وما شابهها رقم الفتوى:17339تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: ما حكم من يقوم بنسخ الأسطوانات الأصلية سواء كتب عليها حقوق الطبع والنشر محفوظة أو لم تكتب. وما حكم من ينسخها للبيع والشراء والعكس. أفتونا مأجورين مع الأدلة إن تيسر ذلك.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحق التأليف والإنتاج والابتكار هو ما يسًمى بالملكية الأدبية والفنية، وهو حق لا يجوز التعدي عليه أو انتحاله، ويحفظ لصاحبه حقه المالي والأدبي فيه، إلا أن يُسقط ذلك باختياره وإرادته، وبهذا أفتى أكثر علمائنا المعاصرين مستدلين بأدلة كثيرة منها:

(7/80)


1- أن هذا الإنتاج الذهني والفكري منفعة ينتفع بها الناس، والمنافع أموال عند جمهور العلماء، ومال الغير لا يجوز التعدي عليه.
2- حرًّمت الشريعة انتحال الرجل قولاً لغيره أو إسناده إلى غير من صدر منه، وقضت بضرورة نسبة القول إلى قائله والفكرة إلى صاحبها لينال هو دون غيره أجر ما قد تنطوى عليه من خير، أو يتحمل وزر ما قد تجره من شر.
العرف العام اليوم جار على اعتبار حق الطبع والنشر لأصحابه الأصليين، ولا يجوز التصرف في هذا الحق إلا بإذن أصحابه، ومعلوم أن العرف يعتبر لأنه في معنى الشرط والمسلمون عند شروطهم، وهذا ما لم يصادم نصاً أو أصلاً عاماً في الشريعة.
والحاصل أنه لا يحل نسخ الأسطوانات إلا بإذن من أصحابها، هذا إذا كان أصحابها قد نصوا على أن حقوق الطبع محفوظة، أما إذا لم يكونوا قد نصوا على ذلك فلا مانع من نسخها. وراجع الجواب رقم:
1033 والفتوى رقم:
3248.
والله أعلم.
1734

(7/81)


عنوان الفتوى:العمل في الأماكن المختلطة. رقم الفتوى:1734تاريخ الفتوى:24 ربيع الثاني 1422السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخوة القائمون على هذا الموقع المتميز، وفقنا الله وإياكم كل في موقعه على خدمة هذا الدين الحنيف والنهوض به، وما أحوجنا هذه الأيام لأناس ينصحون ويوجهون ويعلمون الناس أمور دينهم، سؤالي كالتالي: أنا فتاة في مقتبل العمر، تعلمت في كلية "تخصص سكرتارية وسجل طبي" وأعمل الآن كسكرتيرة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني/قسم الإسعاف، في العمل أناس كثيرون شباب وشابات والجميع يعمل بانفتاح كبير، لم أعثر إلا على بعض الشابات المنضبطات وسرعان ما يتركن العمل لسبب أو لآخر مع العلم أن هناك بعض الفتيات غير المتحجبات اللواتي أرى فيهن الطيبة والانضباط وأتمنى من الله أن يهديهن، فأتكلم معهن عن الدين والحجاب فهم يصلون ويقومون بالفرائض ولكن لهن بعض التصرفات مثل التكلم مع الرجال دون ضرورة وعندما أتكلم معهن ينفرون وأرى أنهن لا يردن فتح هذه المواضيع فأنفر منهن، وبعض الفتيات غير المتحجبات أيضاً عندما أتكلم معهن يبدين الاستعداد والحب للحجاب ولكن أرى ملابسهن وتصرفاتهن غير ذلك، أحياناً كثيرة أشعر بالإحباط حيث أنني نادراً ما أرى شاباً أو فتاة متدينة أو حتى تملك أدنى سلوكيات الحياة الإسلامية، فهل هناك حرمة في عملي علماً بأنني ألزم مكتبي كثيراً من الأوقات ولا أختلط بالموظفين ولا بالنوعيات السيئة من الموظفات والجميع يعرفني ويلزم حدوده في التعامل معي أثناء العمل؟؟ وما هو الحكم الشرعي للفتاة التي تصلي ولا ترتدي الحجاب؟؟ وما هو حكم علاقتي بهن علماً بأنني عندما أرى تصرفات غير صالحة كالكلام المنفتح والضحك بصوت عالي فإني أنسحب، ولكن أخشى كثيراً على نفسي من الفتنة؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/82)


فإن احتجت إلى هذا العمل، ولم تجدي عملاً سالماً من الاختلاط، وتقيدت بالضوابط الشرعية من عدم الخلوة وعدم المصافحة ولزوم الستر والفرار من الاختلاط بالرجال قدر الإمكان، جاز لك العمل، ولا ينبغي أن تملي من دعوة زميلاتك، والصبر عليهن والرفق بهن.
ولا حرج في تعاملك معهن في حدود ما أمر الله ، بحيث لا يجر ذلك إلى الوقوع في غيبة أو نميمة أو تحاسد، أو رفع صوت وخضوع بالقول وغير ذلك مما حرم الله.
وأما الفتاة التي تصلي ولا ترتدي الحجاب، فهذه مرتكبة لمحرم ظاهر؛ إذ الحجاب فرض على المرأة بنص القرآن والسنة.
فعليها أن تستمر في صلاتها وأن تسعى لارتداء الحجاب الشامل الكامل. وصلاتها لا تغني عن حجابها، لكنها -من غير شك- أفضل من التي لا تصلي، بل لا مقارنة بينهما. ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
وقد سبق جواب عن العمل المختلط، ويمكنك الإطلاع عليه للفائدة، وهو برقم 522
والله أعلم.
17341
عنوان الفتوى:لا تصرف الزكاة لأي أحد لأداء الحج رقم الفتوى:17341تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز اعطاء الزكاه للوالدين للقيام بشعائر الحج او العمرة أو لشراء سلعة معمرة تخفف عليهم عناء الحياة و هم فى الكبر ارجو الافادة وشكرا ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على حكم دفع الزكاة للوالدين برقم:
3515
وذكرنا هنالك أنه لا يجزئ دفع الزكاة إليهما ونضيف هنا أن الزكاة لاتصرف من أجل تأدية الحج أو العمرة لأي أحد، وذلك لأنها حق للفقراء والمساكين ومن ذكر معهم في الآية:إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:60].

(7/83)


فهؤلاء الأصناف الثمانية المذكورون في الآية هم أهل الزكاة.
والله أعلم.
17342
عنوان الفتوى:حكم استعمال الأدوية التي تزيل الكلف والبهاق رقم الفتوى:17342تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : أنا أعاني من اصطباغ في الوجه والعين اليمنى وهو منذ الصغر إلا أنني أحس أنه انتشر كثيرا في الوجه والرقبة وبعض من أجزاء الجسد الا أنه ليس بمرض أشكو منه ولكنه يسبب لي إحراجا أمام زميلاتي وأهلي
وقد تبين لي مؤخرا وجود علاج لهذه الحالة بواسطة الليزر ولكن هناك بعض العوائق التالية
1- وجود تحذيرات من استخدام الليزر لأنه يسبب خلايا سرطانية
2- أن المعالجين رجال
3- أن العلاج غير مضمون الخ
سؤالي
1هل يجوز لي العلاج لدى طبيب رجل علما أنه لابد من كشف الوجه والرقبة
2- إنني قد أتعرض لمضاعفات أخرى من الليزر
أفيدونا عاجلا بارك الله فيكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمرأة أن تعالج الاصطباغ والبهق وما شبههما لأن في بقاء هذه الأمور شيناً قد تتضرر منه نفسياً، والضرر النفسي معتبر كالضرر الحسي، ثم إن في إزالته حسنا وتجملاً وكل ذلك مطلوب للمرأة لاسيما إذا كانت ذات زوج.
يقول الإمام ابن الجوزي : وأما الأدوية التي تزيل الكلف وتحسن الوجه للزوج فلا بأس بها. وكذلك قال الإمام العيني : ولا تمنع الأدوية التي تزيل الكلف وتحسن الوجه للزوج. نقل ذلك الشيخ عبد الكريم زيدان وعلق عليه بقوله: إن ذ كر الزوج ليس قيداً احترازياً، بل قيد أكثري. بمعنى أنه يجوز هذا الأمر للمتزوجة وغير المتزوجة، بل يجوز للرجل أيضاً، ولكن الجواز للكل مقيد بألا يخشى من أن تكون للعلاج أضرار جانبية، وأن لا يرافق عملية العلاج محذور شرعي من خلوة المرأة بطبيب أجنبي أو غير ذلك.
والله أعلم.
17343

(7/84)


عنوان الفتوى:رحمة الله وسعت كل شيء رقم الفتوى:17343تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.اذا تاب العبد الى الله تعالى .ولكن لا يزال يشعر بالذنب والكآبة لاعتقاده بأن ما فعله لن يغفره الله له فما هو الحل أرجو منكم النصيحه وشكرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى:قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [ الزمر:53].
وإذا تأملت بتمعن المعاني التي دلت عليها هذه الآية فإن ما بنفسك سيزول وسينشرح صدرك ويطمئن قلبك لأنك قد تخلصت من الذنوب، بل إنك بهذه التوبة ستحصل على أكثر من ذلك، فإن التوبة النصوح يبدل الله تعالى بسببها سيئات صاحبها حسنات.
قال الله تعالى:إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70].
وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة.
ويقول صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك .... الترمذي .

(7/85)


فلتبشرأخي الكريم بمغفرة الله ورحمته... ولتحذر من وساوس الشيطان ومكائده... فإنه يريد أن يجرك إلى اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى. وهذا أمر خطير يجب الحذر منه والتنبه له لأنه من صفات الكافرين والضالين. قال تعالى:وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف:87] وقال تعالى:قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ [الحجر:56].
والله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسي النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، ورحمته وسعت كل شيء.
أسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا ويذهب غيظ قلوبنا.
والله أعلم.
17344
عنوان الفتوى:اليد الخائنة بمنزلة العضو المريض ...يجب بتره رقم الفتوى:17344تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : أنا شاب أدرس في الخارج تدفعني ظروفي إلى السرقة، فما حكم ذلك ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السرقة من أقبح الجرائم التي حرم الله تعالى، والإسلام -احتراماً لكرامة الإنسان- احترم المال الذي هو عصب الحياة واحترم ملكية الأفراد، فلا يحل لأحد أن يعتدي بأي حال من الأحوال على ممتلكات الآخرين، ولهذا حرم السرقة والغصب والاختلاس والخيانة والربا والرشوة ... واعتبر كل ما أخذ بغير حق شرعي أكلا لأموال الناس بالباطل.
ولكنه شدد في السرقة فقضى بقطع يد السارق التي من شأنها أن تباشرهذه الجريمة، لأن اليد الخائنة بمنزلة العضو المريض فيجب بتره ليسلم بقية الجسم، والتضحية بالبعض من أجل الكل أمر مسلم به شرعاً وطبعاً.
وهي كذلك عبرة وردع لضعاف النفوس ومرضى القلوب، حتى لا تسول لهم أنفسهم السطو على أموال الناس.

(7/86)


وبهذا تحفظ الأموال وتصان الكرامة. يقول الله تبارك وتعالى:وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [المائدة:38].
ويقول صلى الله عليه وسلم: لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده. متفق عليه.
فعلى السائل أن يعلم أن هذا هو حكم الإسلام في السرقة، وهذا هو جزاء السارق في الإسلام، فكيف تدعي أن ظروفك تدفعك للسرقة؟ فما هي هذه الظروف؟ فإذا كنت عاجزا عن المصاريف ودفع رسوم الدراسة فليس هذا هو الحل، فلا ينبغي لك أن تذهب أصلاً إلى بلاد الغربة لترتكب هذه الجريمة التي تشوه سمعة دينك وبلدك، وتعرضك لأن تنزل بك أشد العقوبات.
ونقول لك: إذا كانت الظروف التي تدفعك للسرقة هي: قلة ذات اليد فبإمكانك أن تكتب إلى أهل الخير أفرادا و جماعات، وليس هذا تشجيعاً على السؤال المذموم، فأنت والحالة هذه من حقك أن تنال من زكوات المسلمين وأموالهم العامة، :إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ [التوبة:60]
والله أعلم.
17345
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في كفارة اليمين رقم الفتوى:17345تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : حلفت بالله بأنني لن أفعل ذلك الشيء وأنا في حالة غضب شديد وفعلته وقمت بالتكفير عن ذلك بإخراج الصدقة لعشرة مساكين فهل علي الصيام لمدة ثلاث أيام وجزاكم الله كل خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/87)


فإن ما فعل السائل الكريم من الحنث في اليمين إن كان لمصلحة هو الحكم إن شاء الله تعالى، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني والله -إن شاء الله- لا أحلف على يمين ثم أرى خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير . ففي هذا الحديث وغيره يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المسلم إذا حلف على يمين ورأى غيرها خيراً منها فليكفر عن اليمين ويأتي الذي هو خير، سواء كان ذلك في حالة الرضا أو الغضب -كما هو حال السائل الكريم- والكفارة التي أمرنا الله تعالى بها هي:
1- إطعام عشرة مساكين من أوسط الطعام.
2- كسوة عشرة مساكين.
3- تحرير رقبة مؤمنة.
وهذه الثلاثة على التخيير فمن فعل واحدة منها أجزأته عن الباقي، فإذا عجز عن هذه الثلاثة انتقل إلى صيام ثلاثة أيام.
قال الله تعالى:لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة:89].
وبهذا يتبين أن السائل ليس عليه صيام ثلاثة أيام إذا كانت الصدقة التي ذكر هي إطعام أو كسوة المساكين العشرة أو قيمة ذلك على خلاف في مسألة دفع قيمة كفارة اليمين، فإن الأئمة الثلاثة ذهبوا إلى عدم إجزاء القيمة، وذهب الأحناف إلى إجزائها، وذهب المالكية إلى عدم جمعها وقالوا: لا بد من تفريقها على عشرة -كما هو ظاهر الآية- ولا يجزئ جمعها فيما دون العشرة. فلينتبه الأخ السائل لكل ذلك.
والله أعلم.
17346

(7/88)


عنوان الفتوى:بناة الكعبة على مر التاريخ رقم الفتوى:17346تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : من بنى الكعبة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بنيت الكعبة عدة مرات بعضها اتفق على ثبوته وبعضها اختلف فيه، فالمتفق عليه هو:
1- بناء إبراهيم عليه السلام.
2- بناء قريش.
3- بناء ابن الزبير.
4- بناء الحجاج بن يوسف بإذن من عبد الملك بن مروان.
والمختلف فيه هو :
1- بناء آدم عليه السلام.
2- بناء الملائكة لها قبل آدم.
3- بناء شئث ابن آدم.
4- بناء العمالقة لها بعد إبراهيم.
5- بناء جرهم بعد العمالقة.
6- بناء قصي بن كلاب بعد جرهم.
7- بناء عبد المطلب بعد قصي.
واختلف في أول من بناها فقيل: وضعها الله لآدم دون أن يبنيها أحد، وقيل: بنتها الملائكة قبل آدم ثم بناها هو، وقيل: شئث بن آدم.
وقيل إبراهيم عليه السلام.
وأقرب هذه الأقوال إلى الصواب قولان: الأول: أن إبراهيم عليه السلام وهو اختيار ابن كثير حيث يقول: قال ابن عباس "لو لم يحج الناس هذا البيت لأطبق الله السماء على الأرض" وما هذا الشرف إلا لشرف بانيه أولاً وهو خليل الرحمن، كما قال تعالى:وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئا [الحج:26]، وقال تعالى:إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ*فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً [آل عمران:97].
وكذلك استدل القائلون بهذا القول بقول الله تعالى:وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة:127] ولم يثبت نقل صحيح عن المعصوم أن البيت كان مبنياً قبل ذلك.

(7/89)


القول الثاني: أنه آدم عليه السلام واستدل أصحاب هذا القول بما رواه البيهقي في الدلائل عن عمر مرفوعاً، وفيه قصة بناء آدم عليه السلام للكعبة وفي سنده ضعف، وروي موقوفاً على ابن عباس كما عند الأزرقي وأبي الشيخ وابن عساكر وهذا القول منقول عن محمد بن كعب القرظي وعطاء وغيرهم ورجحه الزرقاني في شرحه على الموطأ وقال: فهذه الأخبار يقوي بعضها بعضاً، وهي من قبيل مالا يقال بالرأي.
والله أعلم.
17347
عنوان الفتوى:حكم مزاولة بيع الألكترونيات رقم الفتوى:17347تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا تاجر الكترونيات
وأريد أن أعرف مايجوز التجارة فيه من الالكترونات
مثل الدش والكمبيوتر والفيديو وغيرهما
وهل التاجر مسئول عن استعمال المشتري للأجهزة
افتونى بارك الله فيكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن السعي في طلب الرزق بوسيلة البيع والشراء والمتاجرة حلال، قال الله تعالى:وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْع [البقرة:275] وقال تعالى:يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء:29].

(7/90)


لكن هذا الأصل الذي هو إباحة البيع والمتاجرة قد يعرض له ما يحرمه مثل: أن يكون المبيع غير مأذون في اتخاذه شرعاً لحرمة ذاتية مثل الخمر والخنزير والمعازف ونحو ذلك، أو لحرمة عارضة مثل استخدامه في المحرم وذلك مثل بيع السلاح لقطاع الطرق أو الكفار والمحاربين أو بيع العنب لمن يعصره خمراً، فالنوع الأول من هذين النوعين وهو ما كان حراما لذاته مثل الخمر وآلات المعازف لا يجوز بيعه ولا شراؤه ولا المساعدة فيه بحال من الأحوال. أما النوع الثاني وهو ما حرم بيعه لعارض مثل السلاح والعنب فحرمة بيعه مقيدة بما إذا علم البائع من حال المشتري أنه يستعمله في الحرام، ومن هذا النوع الأخير المتاجرة في الآلات التي سأل عنها السائل.
وذلك لأنها آلات صالحة للاستعمال المباح والاستعمال المحرم، فإذا علم من حال مشتريها استعماله إياها في المحرمات حرم بيعها له، لأنه يدخل في باب التعاون على الإثم والعدوان المنهي عنه بنص القرآن في قوله تعالى:وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] .
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة التصريح بدخول المتعاونين مع بعض العصاة في الإثم والوعيد المترتب على ارتكاب تلك المعاصي والتسوية بينهم في ذلك، مما يدل على أن إعانة أهل المعاصي على معاصيهم لها حكم مباشرة المعصية، مثال ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه. رواه أبو داود وغيره. ومثال آخر أيضاً وهو ما في صحيح مسلم من أنه صلى الله عليه وسلم: لعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء..... لكن بما أن المسميات المسئول عنها بعضها يستعمل في الحرام أكثر من استعماله في المباح فنقول فيها: ما كان استعماله في الحرام هو الأكثر مثل الدش والفيديو فلا يجوز بيعه إلا لمن علم أنه لا يستخدمه إلا في المباح. وراجع الفتوى رقم:
10101

(7/91)


أما الكمبيوتر فاستعماله في المباح أكثر أو مساو. وعليه فيباح بيعه إلا لمن علم أنه سوف يستخدمه في الحرام مثل السلاح والعنب ونحو ذلك.
والله أعلم.
17351
عنوان الفتوى:حكم تجارة العملات عن طريق البورصة رقم الفتوى:17351تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم...سؤالي عن شركة سعودية تتعامل مع شركة فوركس الأمريكية في سوق البورصة العالمي ....هل البيع والشراء والمكاسب التي نستفيدها من هذه التجارة حلال...مثلا شراء ين ياباني بـ 1 دولار مثلا ثم بيعه عند ارتفاع سعره إلى 1,50 دولار ونصف فهل المعاملة حلال أم ربوية ...جزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع شرعاً من تجارة العملات عن طريق البورصة العالمية إذا خلا ذلك من المحاذير الشرعية، ولمعرفة تفصيل ذلك راجع الجواب رقم: 3708 ولمعرفة حكم التعامل مع البورصة بوجه عام راجع الجواب رقم: 3099
والله أعلم.
17352
عنوان الفتوى:حكم الاستثمار في شركة (هابتكو) رقم الفتوى:17352تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم الاستثمار في الشركة المعروفة باسم هابتكو والتي تعطي للمستثمرين فيها أرباحاً طائلة، ويقول القائمون عليها إن نشاطها مقتصر على المتاجرة في الأمور المباحة شرعاً؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا بعد الاطلاع على عقد شركة هبتكو وإمعان النظر في البنود التي يتألف منها،وجدنا أن أغلب تلك البنود يلفه كثير من الغموض، وعدم الحسم في أمور لا ينبغي أن تكون غير محسومة على وجه صريح يمنع حدوث النزاع في المستقبل وهذا الغموض يجعل المرء في حيرة من حقيقة ما يجري على أرض الواقع وما يتم من معاملات وراء الستار ومما يزيد في حجم الحيرة ويبعث على عدم الارتياح أن هذه العقود غير متطابقة فتجد بعضها خالياً من بعض البنود المؤثرة الموجودة في البعض الآخر.

(7/92)


ومع كل هذا الغموض فإن من البنود ما هو مشتمل على ما نرى أنه كاف في المنع من الدخول في أي معاملة مع هذه الشركة، ومن هذه البنود
أولاً :البند الخامس: الذي بموجبه يدفع للطرف الثاني من الأرباح - على فرض وجودها - جزء لا يزيد عن نسبة محددة من رأس المال، وهذا البند لا يخفى ما فيه من الغرر وذلك لأنه قد يؤدي إلى إهدار حق الطرف الأول وتضييع ماله -إن كان له مال في غير مقابل- وهذا في حالة ما إذا لم يحصل من الربح إلا النسبة التي يستحقها الطرف الثاني بموجب الاتفاق: مثال ذلك ما لو اتفقا على أن للطرف الثاني جزءا من الأرباح يساوي أربعين في المئة من رأس المال، وكان رأس المال أربعة آلاف، فلم تربح الشركة خلال الأشهر الأربعة إلا ألفاً وستمائة، فبمقتضى هذا العقد يأخذ الطرف الثاني جميع الربح ويذهب عمل الطرف الأول هدراً وهذا أمر يتناقض مع المقصود من عقد الشركة ويتناقض أيضاً مع الأغراض والمصالح التي من أجلها شرعت المعاملات، وهو من الغرر الذي من أجله منع أكثر المعاملات المحرمة.
ثانياً: البند الثامن: وما يتضمنه من التحجير على الطرف الثاني وتغريمه نسبة مئوية إن لم يشعرالطرف الآخر، في فترة محددة، فإنه يتنافى مع ما عليه الجمهور من أن عقد الشركة عقد غير لازم، وأنه متى ما أراد أحد الطرفين فسخه فله ذلك، وموافقة الطرف الثاني على هذا البند ورضاه بما يتضمنه لا يسوغان للطرف الآخر أخذ نسبة من مال الغير نظير فعل ذلك الغير أمرا مباحاً له، وهو عدم إشعاره برغبته في حل الشركة قبل الفترة المحددة، فغالب عمليات القمار والميسر والبيوعات الربوية يقع عن تراض من الطرفين، لكن الشارع لم ينظر إلى ذلك ولم يجعل الرضا وحده مبيحا للمعاملات المحرمة بل لا بد مع الرضا من أن تعرض المعاملات على الموازين الشرعية فما كان منها صالحاً أمضي وما كان منها غير صالح رد.

(7/93)


ثالثاً: البند التاسع: الذي بموجبه يدفع للطرف الثاني شيك يثبت له حقه بالشرط المذكور في البند ومن المعلوم أن كلا من يد الشريك ويد العامل في المضاربة يد أمانة وليست يد ضمان، ولا يصح شرعاً تضمين واحد منهما بل إن شرط الضمان على أي منهما شرط فاسد ملغى إن لم يكن مفسدا للعقد من أصله هذا إذا لم يفرط أو يقصر في حفظ مال الشريك أو المضارب، أما إذا قصر فإنه يضمن شرعاً نظرا لتفريطه، واشتراط الضمان عليه في هذه الحالة هو من قبيل تحصيل الحاصل، كما ننبه السائل وغيره إلى أنه عند التنازع في العقود أو الحكم بصحتها أو بطلانها يرجع في ذلك كله إلى أحكام الشريعة الإسلامية لا إلى غيرها.
والخلاصة أن ما أطلعنا عليه من عقود هذه الشركة لم يسلم من مآخذ شرعية مؤثرة في صحة العقد ينضاف إلى هذا أن المسلم ينبغي له أن يكون يقظاً حذرا من كل معاملة قد تجر إليه درهما محرما أو درهم شبهة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استيرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ..... متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما، وقال أيضاً "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه رواه الترمذي من حديث أبي برزة رضي الله عنه. وإذا كان الحذر من المال الحرام مطلوباً في كل زمانٍ فإنه في زماننا هذا أشد طلباً فإنه زمان انتشرت فيه المعاملات المحرمة فكأنه الزمان الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "ليأتين على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكله أصابه من غباره رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه ولخطورة الربا راجع الفتوى رقم:
1120
والله أعلم.
17354

(7/94)


عنوان الفتوى:مدة حمل مريم بعيسى عليهما السلام رقم الفتوى:17354تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : كم حملت أم عيسى عليه السلام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لم يرد نص قطعي من كتاب ولا من سنة في تحديد فترة حمل مريم بعيسى عليه الصلاة والسلام، وما ورد في ذلك إنما هو مجرد حكايات لا تستند إلى دليل صالح للاحتجاج، مثل ما قيل عن عكرمة من أنها حملت به ثمانية أشهر، وما قيل من أن مدة حملها ستة أشهر أو تسعة، كل هذا لا دليل عليه، ولعل أقرب الأقوال هو قول ابن عباس رضي الله عنهما: ما هو إلا أن حملت فوضعت في الحال، فهذا هو الظاهر لأن الله تعالى ذكر الانتباذ عقب الحمل، انظر القرطبي عند كلامه على قصة مريم في سورة مريم.
والله أعلم.
17358
عنوان الفتوى:كون عقد الضمان باسم البائع لا يخل بالعقد رقم الفتوى:17358تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم أما بعد السؤال هو رجل باع سيارة للرجل عمار واشترط عليه أن يبدل ورقة ضمان السيارة باسم عمار لكي لا يحاسب البائع في حالة حصول حادث لكن عمار لم يفعل وحصل حادث مما جعل البائع هو المستفيد من التعويض فهل يحق له الانتفاع بالمال عملا بقاعدة الضمان بالخراج والله الموفق إلى الحق.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت السيارة قد انتقلت إلى المشتري بعقد صحيح وتم التقابض، فلا علاقة للبائع بها، بل هي للمشتري له غنمها وعليه غرمها، ولا يخل بعقد البيع كون عقد الضمان مازال باسم البائع.
والله أعلم.
17359
عنوان الفتوى:ماهية الضرر المبيحة لإجراء عملية تجميلية رقم الفتوى:17359تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم إجراء عملية فيها تغيير لخلق الله بسبب ضرر نفسي لحق بالمريض ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/95)


يقول الله تعالى عن الشيطان وحزبه الذين يصدون عن أمره:إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً*لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً*وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً [النساء:117-119]، فتغيير خلقة الله من امتثال أمر الشيطان، والشيطان عدو، والعدو لا يأمر إلا بالشر، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. متفق عليه من حديث ابن مسعود ، ومعنى الآية وهذا الحديث صريح بأنه لا يجوز تغيير شيء من خلقة الله عن الصفة التي هي عليها تغييراً يبقى ويستمر، وقد استثنى العلماء من منع التغيير ما كان منه لإزالة عيب، كمن قطع منه عضو من أعضائه التي خلق عليها، أو بحادث أو مرض أحدثا به عيباً، فيجوز له علاج هذا العيب وإصلاحه، يقول الإمام الطبري : لايجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقص التماس الحسن لا لزوج ولا لغيره كمن تكون مقرونة الحاجبين فتزيل ما بينهما توهم البَلْح أو عكسه، ومن تكون لها سن زائدة فتقلعها أو طويلة فتقطع منها... إلى أن قال: ويستثنى من ذلك ما يحصل به الضرر والأذى كمن يكون لها سن زائدة أو طويلة تعيقها في الأكل أو أصبع زائدة تؤذيها أو تؤلمها فيجوز ذلك، والرجل في هذا الأخير كالمرأة. شرح العسقلاني للبخاري 11/375.
وراجع الفتوى رقم:
1007.
والله أعلم.
17361

(7/96)


عنوان الفتوى:المسنون من الأذكار فيه غنية عن غيره رقم الفتوى:17361تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : هل هذا التحميد صحيح (الحمد لله زنة عرشة حمدا لا ينقطع ولا يبيد ولا يفنى عدد خلقه عدد خلقه تستمر بمقدار مليار أس مليار وأضعاف ذلك بنفس المقدار مليار أس مليار)؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الهدي، وقد روى مسلم من حديث جويرية : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: مازلت على الحال التي فارقتك عليها، قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
والأولى للمسلم في باب العبادات الاقتصار على الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
17362
عنوان الفتوى:العقد على البنات يحرم الأمهات رقم الفتوى:17362تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : شاب عقد قرانه على فتاة وحصل بينهما خلوة ولكنه لم يدخل بها. ثم بعد ذلك حصل خلاف فانفصلا.هل يعتبر هذا الرجل محرما دائما لوالدتها؟ أفتونا جزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/97)


فقد قال تعالى:حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً [النساء:23]، فقوله سبحانه: وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ دليل على تحريم أم الزوجة بمجرد عقد الزواج على بنتها، لأن الله تعالى لم يشترط الدخول بالزوجة لتثبت المحرمية.
فعلى هذا فإن أم هذه المرأة قد أصبحت أنت محرماً لها بمجرد عقدك على بنتها، يجوز لك الدخول عليها دون أن تحتجب منك، وغير ذلك من الأحكام. وهذا هو مذهب جمهور العلماء.
والله أعلم.
17364
عنوان الفتوى:المكافأة زيادة على الراتب...نظرة شرعية رقم الفتوى:17364تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم
أعمل طبيبا في مستوصف خاص وأتقاضى مرتبا ( 5000 ) وصاحب العمل يحب النشاط في العمل ويكافئ عليه فهو يعطي الأطباء نسبة من الدخل إذا بلغ الدخل الصافي للعيادة أكثر من ( 10000) يعطيهم 10% وفوق (20000) يعطي15% وهكذا بنسبة تصاعدية حتى يتم تشجيع الأطباء على العمل.
هل هناك أي خلل في هذا العقد حيث قال لي أحد الأصدقاء إن هذا العقد محرم
الرجاء إن كان محرما بيان سبب الحرمة وهل هناك تفصيل في المذاهب الأربعة
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإجارة عقد معاوضة على تمليك المنافع، وثبتت مشروعيتها بالكتاب والسنة والإجماع.

(7/98)


قال تعالى:أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف:32] وقال تعالى:قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ [القصص:26] وقال تعالى:فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنّ [الطلاق:6].
وروى البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره.
فيجوز عقد الإجارة براتب معلوم -كما هو الحال بالنسبة لسؤال الأخ الكريم- ومازاد على ذلك فهو مكافأة تشجيع لتنشيط العامل، وقد استوفت الإجارة شروطها من رضى المتعاقدين، ومعرفة المنفعة المعقود عليها واستيفائها.
وعلى هذا فلا مانع من تشجيع العامل على إتقان عمله ونشاطه.
والله أعلم.
17366
عنوان الفتوى:يجب على المرأة ألا تمكن زوجها من نفسها حتى يؤدي الكفارة المطلوبة منه رقم الفتوى:17366تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : على زوجي كفارة صيام شهرين قبل أن يمسني وهو لا يصوم رمضان من الأساس..ماذا أفعل إذا لم أستطع منعه من مسي ..وهل علي ذنب في التساهل في ذلك ....أفيدوني سريعا..وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/99)


فنسأل الله لزوجك الهداية، وإذا كان مقصودك هو أن زوجك ظاهر منك ويريد أن يمسك قبل أن يكفر فالواجب عليك هو الامتناع منه وعدم تمكينه من نفسك في هذه المدة حتى يأتي بالكفارة، ولو حصل أنه جامعك وأنت مكرهة فلا شيء عليك، ولكن لا تتساهلي في ذلك واتخذي الوسائل المناسبة لردعه من نصيحة وإخبار من يمكنه نصحه أو عدم المبيت معه أو رفعه للقضاء
:وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2].
والله أعلم.
17369
عنوان الفتوى:حكم مخاطبة الرجل امرأة آمرا لها بالمعروف رقم الفتوى:17369تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : ما هو حكم الشرع في العمل مع المرأة في المجال الإداري والتحدث معها بحكم العمل وأمرها بالصلاة ولبس الحجاب والسلام عليكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي للرجل أن يعمل في مكان مختلط بين الرجال والنساء، وإذا قدر أنه عمل فيه فالواجب عليه هو أن يلتزم ما أوجب الله عليه من غض البصر وعدم الخلوة بالأجنبية ولا يتكلم مع النساء إلا بقدر الحاجة كالحديث فيما يتطلبه العمل، أو أمرها بمعروف أو نهيها عن منكر. ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:
16879 والفتوى رقم: 8360.
والله أعلم.
1737
عنوان الفتوى:حاول إقناع أبيك بزواجك من ذات الدين. رقم الفتوى:1737تاريخ الفتوى:25 ذو الحجة 1424السؤال : السلام عليكم أريد الزواج من فتاة اختيرت من طرف أخواتي, والكل يشهد لها بالاخلاق والدين والالتزام , بالاضافه الى انني صليت صلاة الاستخارة, فاطمئن قلبي لها, ولكن هناك عائق يقف في وجهي, الا وهو ابي فهو يريدني ان اتزوج من فتاة من جماعته ولكني لا اطيق هذه الفتاة, وكل عائلتي رافضين لهذه الفكره, ويقفون بجانبي, ولكنني مصمم من الزواج من الفتاه التي اريدها, فماذا افعل؟ جزاكم الله خيراً
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:

(7/100)


فعليك السلام ورحمة الله وبركاته ،
وإذا كانت هذه الفتاة فعلاً ذات دين وخلق والتزام فحاول أن تقنع أباك بزواجك منها، وتذكر له قول النبي صلى الله عليه وسلم " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ". والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وبين له أن زواجك من امرأة لا تحبها ليس في صالحك ولا لصالحها هي ، واستعن في إقناعه بمن له تأثير عليه من قراباتكم. و داوم على أن تسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك ويختار لك ما فيه الخير ، فإن تعذر عليك إقناعه ، فالذي ننصحك به هو امتثال أمره وسيكون في ذلك خير إن شاء الله .
أما أن تتزوج هذه المرأة وهو كاره لذلك ، فهذا أمر نخشى أن ينتهي بالعلاقة بينك وبينه إلى مالا تحمد عقباه ، فتفرط في حقه فتهلك ، ولا يخفى عليك أن حق الوالد عظيم ، فقد قرن الله جل وعلا الأمر بالإحسان إليه بالنهي عن الشرك بالله فقال : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ) كما قرن الأمر بشكره تعالى بالأمر بشكر الوالد ، قال تعالى : ( أن أشكر لي ولوالديك ، إلي المصير). فحق في هذه المنزلة يعتبر التفريط فيه بمثابة الهلاك .
والله أعلم .
17370
عنوان الفتوى:الأدلة على جواز تغسيل الزوجة زوجها الميت رقم الفتوى:17370تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز نظر الزوج إلى زوجته بعد الموت؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/101)


فيجوز أن ينظر أحد الزوجين إلى الآخر بعد وفاته وأن يغسله ويكفنه، وهذا مذهب جماهير أهل العلم، لأدلة منها ما رواه أحمد وابن ماجه والدارمي وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي، وأقول: وارأساه. فقال: بل أنا وارأساه. ماضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك!. ، وعنها أنها كانت تقول: لو استقبلت من الأمر ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه ، وروى الدارقطني عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن فاطمة رضي الله عنها أوصت أن يغسلها علي رضي الله عنه، وروى البيهقي أن أبا بكر أوصى امرأته أسماء بنت عميس أن تغسله، فضعفت فاستعانت بعبد الرحمن بن عوف، وروى مالك في الموطأ عن عبدالله بن أبي بكر أن أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر الصديق غسلت أبا بكر حين توفي، ثم خرجت فسألت من حضرها من المهاجرين فقالت: إن هذا يوم شديد البرد وأنا صائمة فهل علي من غسل قالوا: لا، ولم يقع من الصحابة إنكار على علي حينما غسل فاطمة، ولا على أسماء حينما غسلت أبا بكر فكان إجماعاً. كما قال الشوكاني في نيل الأوطار.
والله أعلم.
17373
عنوان الفتوى:قد تجب الغيبة أو تباح لغرض شرعي رقم الفتوى:17373تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز ذكر الشخص الفاسق بما فيه للتحذير منه وهوغائب ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/102)


فذكر الفاسق بما فيه للتحذير منه جائز؛ وقد يجب ذلك. قال الإمام ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: الأصل في الغيبة الحرمة؛ وقد تجب أو تباح لغرض صحيح شرعي لا يتوصل إليه إلا بها. ثم ذكر الأبواب التي تجوز فيها الغيبة ومنها قوله: الرابع :تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم كجرح الرواة والشهود والمصنفين والمتصدين لإفتاء أو إقراء مع عدم أهلية، أو مع نحو فسق أو بدعة وهم دعاة إليها ولو سراً فيجوز إجماعاً بل يجب. وكأن يشير وإن لم يستشر على مريد تزوج أو مخالطة لغيره في أمر ديني أو دنيوي، وقد علم في ذلك الغير قبيحاً منفراً كفسق أو بدعة أو طمع أو غير ذلك كفقر في الزوج.....الخامس : أن يتجاهر بفسقه أو بدعته كالمكاسين وشربة الخمر ظاهراً وذوي الولايات الباطلة، فيجوز ذكرهم بما تجاهروا به دون غيره، فيحرم ذكرهم بعيب آخر إلا أن يكون له سبب آخر مما مر انتهى.
وانظر الفتوى رقم:
6710.
والله أعلم.
17374
عنوان الفتوى:في زمن الفتن يشتد الاحتراز لدى مخاطبة الأجنبية رقم الفتوى:17374تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : في الزمن الذي انتشر فيه الخلاعة والعري ألا يجب التحدث لأي فتاة على( نظام كلمه ورد غطاها)؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التحدث مع المرأة الأجنبية لا يجوز إلاَّ إذا أمنت الفتنة، ولذلك نهى الله عز وجل النساء عن الخضوع في القول، فقال سبحانه:فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32].
كما أن الله عز وجل لم يرخص في التكلم مع المرأة الأجنبية إلاَّ مع التزام الحجاب، فقال سبحانه:وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِن [الأحزاب:53].
والحاجة إلى الوقوف عند هذه الأوامر والنواهي في زمن الفتن أشد وأعظم.
والله أعلم.
17376

(7/103)


عنوان الفتوى:مشروعية صلاة الضحى وكيف تؤدى رقم الفتوى:17376تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : ما عدد ركعات صلاة الضحى؟ وكيف تصلى؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة الضحى سنة، قال الإمام النووي يرحمه الله: هو مذهبنا، ومذهب جمهور السلف، وبه قال الفقهاء المتأخرون كافة. ا.هـ
وقد أجمع العلماء على أن أقلها ركعتان، واختلفوا في أكثرها، فذهبت طائفة منهم إلى أنه لا حد لأكثرها وهو اختيار ابن جرير الطبري رحمه الله، لما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعاً، ويزيد ما شاء الله.
وسأل رجل الأسود بن يزيد: كم أصلي الضحى؟. قال: كم شئت.
وذهب أكثر العلماء إلى أن لها عدداً محدداً واختلفوا فيه اختلافاً كثيراً، والراجح أنه ثنتا عشرة ركعة، لأدلة منها: حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصراً في الجنة". رواه الترمذي.
وله شواهد أخرى ذكرها الحافظ ابن حجر في (فتح الباري).
وعليه، فمن صلى ركعتين أجزأته، ومن زاد فقد أحسن، والأولى ألا يزيد عن ثنتي عشرة ركعة، لأنها أكثر ما صح فيه الدليل، والأفضل أن تصلى فرادى كل ركعتين بسلام، ويجوز أن تصلى جماعة أحيانا.
وقد روى ابن وهب عن مالك أنه قال: لا بأس بأن يؤم النفر في النافلة، فأما أن يكون مشتهراً ويجمع له الناس فلا.
كما يجوز أن تصلى شفعاً بأكثر من ركعتين بسلام واحد كأربع أو ست.
والله أعلم.
17377
عنوان الفتوى:حكم زيارة أهل البيت رقم الفتوى:17377تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم الدين في زيارة أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل هي واجبة؟ وما شروطها إن كانت ممكنة؟ وما سبب منعها إن كانت ممنوعة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/104)


فإن كان المقصود بزيارة أهل البيت زيارة قبورهم، فقد سبق الجواب عن ذلك في الفتوى رقم: 14373 فليراجع.
وإن كان المقصود زيارة من كان حيًّا منهم، فإن زيارتهم كزيارة غيرهم مباحة إن لم تتضمن حراماً، ومستحبة إن كانت لمريض منهم، أو كان الباعث عليها محبة المزور في الله تعالى، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا. غير أني أحببته في الله عز وجل. قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه. رواه مسلم.
والله أعلم.
17378
عنوان الفتوى:حكم البول قائما، والاستنجاء باليمين رقم الفتوى:17378تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول قائماً. وماذا عن توفر المراحيض العصرية؟ وهل الاستنجاء يكون للقبل أيضا بعد التبول؟ وهل يجوز لي أن أزيل النجاسة بيدي اليمنى دائما؟ وذلك لوجود خرطوم المياه في الجهة اليسرى للمرحاض في المنزل الذي استأجرته؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائماً فلا تصدقوه، ما كان يبول إلا جالساً". رواه الخمسة إلا أبا داود ، وقال الترمذي: هو أحسن شيء في هذا الباب وأصح. وعارضه حديث حذيفة رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سباطة قوم، فبال قائماً". رواه الجماعة.
والسباطة: ملقى التراب والقمامة.

(7/105)


وقد جمع الحافظ ابن حجر بين الحديثين جمعاً حسناً، فقال رحمه الله: (والجواب عن حديث عائشة أنه مستند إلى علمها، فيحمل على ما وقع منه في البيوت، أما في غير البيوت فلم تطلع هي عليه، وقد حفظه حذيفة وهو من كبار الصحابة) انتهى .
وعلى هذا، فلا حرج في البول قائماً أو جالساً، والاستنجاء من البول إنما يكون للقبل فقط، لأنه هو مكان خروجه.
أما الاستنجاء باليمين، فقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث عبد الرحمن بن زيد قال: قيل لسلمان علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة؟ فقال سلمان: أجل، نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي باليمين أو أن يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار أو أن يستنجي برجيع أو عظم. رواه مسلم وأبو داود والترمذي، قال النووي: (قد أجمع العلماء أنه منهي عنه -يعني: الاستنجاء باليمين- ثم الجماهير على أنه نهي تنزيه وأدب لا نهي تحريم، وذهب بعض أهل الظاهر إلى أنه حرام، وأشار إلى تحريمه جماعة من أصحابنا) انتهى
هذا، وقال بتحريم الاستنجاء باليمين الشوكاني وغيره، ولهذا نقول للسائل الكريم: عليك أن تحتاط لدينك، وتترك الاستنجاء باليمين مطلقاً، ولو كان خرطوم المياه في الجهة اليسرى من المرحاض، فاتق الله ما استطعت، ولا يخفى عليك أنه يمكنك أن تضع الماء في إناء ثم تستنجي باليسرى.
والله أعلم.
17381

(7/106)


عنوان الفتوى:إيضاح مسألة أخذ الإمام أحمد بالحديث الضعيف والمرسل رقم الفتوى:17381تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : عمل بعض السلف بأحاديث ضعيفة كأحمد وفسر ذلك بعض العلماء كابن تيمية وابن العربي بأنه غير الضعيف المردود المصطلح عليه وبأنه قسيم الصحيح. والذي يتبين لي أن الضعيف في زمان السلف هو ذاته المقصود في زماننا من الأدلة عليه ما يرويه ابن حزم في إحكامه أن عبد الله بن أحمد سأل أباه عن قوم معهم حديث وليس معهم فقه وعن قوم معهم فقه أو رأي وليس معهم حديث أيجوز له أن يأخذ بأقوالهم؟ أي أن يدع الحديث. فلو كان الضعيف ما فسره المذكورون لما ساغ لإمام السنة أحمد أن يخير بينه وبين الرأي ولما لاق بابنه أن يسأله هذه المسألة، إذ في ترك الحديث المقبول الهلكة. ثم قولهم: "إذا لم يكن في الباب غيره" لو كان زعمهم صحيحا لما احتيج إلى غيره في الباب ولعمل به رأسا. بينوا لنا الصواب فيما ترون مأجورين مع ذكر المصادر ما أمكن؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكلام الحنابلة هو المعمول عليه هنا، لأنهم أعرف من غيرهم بكلام إمامهم وأصول مذهبه، ولقد وجدنا قدماءهم ومعاصريهم، محدثيهم وفقاءهم يقولون: عند عدهم لأصول مذهبهم: الأصل الرابع: كان -رحمه الله- أحمد بن حنبل يأخذ بالحديث المرسل والضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه وهو الذي يرجحه على القياس، وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه، فالعمل به، بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف، وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثراً يدفعه ولا قول صحابي ولا إجماعاً على خلافه كان العمل به عنده أولى من القياس.

(7/107)


وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافق له على هذا الأصل من حيث الجملة، فإنه ما منهم أحد إلا وقد قدم الحديث الضعيف على القياس.
انظر هذا الكلام في إعلام الموقعين لابن القيم 12/31-32 وفي المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران 106 وأصول مذهب أحمد لبكر بن عبد الله أبي زيد 1/157، والشرح الممتع لابن عثيمين 1/ المقدمة.
فلا ندري هل نترك ما فهمه وقدره هؤلاء الأعلام إلى ما تبين للأخ السائل؟!!.
أما ما ذكره من تخيير أحمد بين الفقه أو الحديث، فمقصوده أنه لا يصلح الاشتغال برواية الحديث من أكثر من طريق وترك التفقه فيه، يعني الاهتمام بالحديث رواية لا دراية. يقول أحمد بن الحسن: سمعت أبا عبد الله يقول: إذا كان يعرف الحديث ومعه فقه أحب إلي من حفظ الحديث لا يكون معه فقه. وقال الأثرم: سأل رجل أبا عبد الله عن حديث، فقال أبو عبد الله: الله المستعان! تركوا العلم وأقبلوا على الغرائب، ما أقل الفقه فيهم!. وقال ابن الجوزي: قال أحمد: الاشتغال بالأخبار القديمة يقطع عن العلم الذي فرض علينا طلبه، قال ابن الجوزي: إنما الإشارة إلى ما ذكرت من التشاغل بكثرة الطرق والغرائب فيفوت الفقه. انظر الآداب الشرعية لابن مفلح فصل: فضل الجمع بين الفقه والحديث وكراهية طلب الغريب والضعيف.
والله أعلم.
17384
عنوان الفتوى:شروط جواز الأكل من ثمار الأشجار المتدلية والمملوكة للغير رقم الفتوى:17384تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : هل قطع الورد أو الثمار أو ما شابه من شجر الطريق أو الشجر في بيوت الناس المتدلي على الطريق يعتبر سرقة(حراما)؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/108)


فإن قطع الورود وقطف الثمار من شجر الطريق الذي ليس ملكاً لأحد للانتفاع بذلك لا حرمة فيه، لأن الإنسان يجوز له أن ينتفع بما في الأرض من ثمار وزروع ونحو ذلك ما لم يكن ذلك تحت يد مالك خاص، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) [البقرة:29].
أما ما كان من الزروع أو الثمار في ملك لأحد، فقد اختلف أهل العلم في حكم أكله؟ قال صاحب الفواكه الدواني وهو أحد الفقهاء المالكية: وقع الخلاف بين العلماء في الأكل مما يمر عليه الإنسان في الطريق من نحو الفول والفواكه، ومحصله: الجواز للمحتاج من غير خلاف، وأما غير المحتاج فقيل: بالجواز، وقيل: بعدمه.
وقال النفراوي: الظاهر من تلك الأقوال المنع ، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه".
وأما نحن فالظاهر لنا جواز الأكل من حائط الغير والشرب من لبن ماشيته بعد أن ينادى المالك ثلاث مرات ولم يجب، ولو من غير اضطرار، وذلك للحديث الذي يرويه الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتى أحدكم حائطا فأراد أن يأكل، فليناد يا صاحب الحائط ثلاثاً، فإن أجابه؛ وإلا فليأكل.... إلى آخر الحديث".
قال الشوكاني في (نيل الأوطار) عند كلامه على هذا الحديث وأحاديث في الباب بمعناه: ظاهر أحاديث الباب جواز الأكل من حائط الغير، والشرب من ماشيته بعد النداء المذكور من غير فرق بين أن يكون مضطراً إلى الأكل أو لا.. إلى أن يقول: والممنوع إنما هو الخروج بشيء من ذلك من غير فرق بين القليل والكثير.
والخلاصة: أن مجرد الأكل من ثمار النخيل أو الأشجار المتدلية على الطريق والمملوكة للغير لا حرج فيه، ولكن بشرطين:
الأول منهما: أن يكون رب الثمار غير موجود، وقد تمت مناداته ثلاث مرات فلم يجب.

(7/109)


ثانيهما: أن يقتصر على الأكل دون أن يحمل شيء منها لظاهر الأحاديث المتقدمة، لأنه إذا جاز الأكل من الثمر داخل الحائط، فأولى بالجواز ما كان متدليا خارجاً عنه.
والله أعلم.
17385
عنوان الفتوى:التطليق دون إذن الزوج لا يصح دون مسوغ رقم الفتوى:17385تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : أنا متزوج من داغستانية زواجاً شرعياً وعندما ذهبت في زيارة إلى أهلها أخذت الأولاد معها، وكنت فترة سنتين أحاول معها العودة إلى وطني إلا أنها في النهاية رفضت العودة، وهي الآن في دولة أخرى غير داغستان السؤال: هل يحق لها الحصول على الطلاق بدون إذني؟ وما مصير الأولاد الذين يعيشون عند أمها هل يحق لي إعادتهم لرعايتي؟ رغم أن زوجتي تريد الزواج من غيري.
ولكم جزيل الشكر والامتنان والسلام عليكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يمكن لامرأة أن تحصل على الطلاق بدون رضى زوجها إلا بحكم من القضاء الشرعي يفرق بينهما ولو بدون رضاه إذا ثبت عند القاضي مضارته لزوجته أو عدم التزامه وقيامه بحقوقها الشرعية.
والمرأة المطلقة يسقط حق حضانتها للأولاد بزواجها، وكذلك بعدم إقامتها في بلد الطفل، وينتقل إلى أمها كما هو مبين في الفتوى رقم: 6256، والفتوى رقم: 9779.
لكنه في الحالة المذكورة في السؤال يسقط حق الجدة (أم الأم) في الحضانة.
لكن ننصحك بعمل كل الأسباب التي تحفظ بها الأسرة وتعيد زوجتك إليك، فإن تعذر الأمر فلا حرج عليك في طلاقها. والخير فيما اختاره الله.
والله أعلم.
17386

(7/110)


عنوان الفتوى:حكم تسجيل الزياة على القرض في شيك الضمان رقم الفتوى:17386تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : رجل اقترض من شخص قرضا وأحب أن يكافئ المقرض جميل صنعه فأخبره أنه سيزيده مبلغا على القرض حين السداد دون أن يطلب المقرض ذلك أو يلمح إلى ذلك، ولما كتب المقترض شيكاً لضمان سداد المبلغ في أجله أضاف قيمة المكافأة في الشيك؟
أفيدونا بحكم الشرع في ذلك وجزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اتفق العلماء على أن اشتراط المقرِض على المقترض زيادة عند رد القرض مفسد لعقد القرض. قال ابن عبد البر: وكل زيادة في سلف أو منفعة ينتفع بها المسلف فهي ربا، ولو كانت قبضة من علف، وذلك حرام إن كان بشرط.
وقال ابن المنذر: أجمعوا على أن المسلف إذا اشترط على المستسلف زيادة أو هدية فأسلف على ذلك أن أخذ الزيادة على ذلك ربا.
وأما إن كانت الزيادة أو المنفعة التي حصل عليها المقرِض من المقترض غير مشروطة فيجوز ذلك عند جمهور أهل العلم، ودليل ذلك ما رواه مسلم عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسلف من رجل بكراً، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكره، فرجع إليه أبو رافع فقال: ما أجد فيها إلا خياراً رباعياً، فقال: أعطه إياه فإن خيار الناس أحسنهم قضاء.
وعليه، فلا حرج في القرض المذكور في سؤال الأخ السائل إذا كان الأمر كما ذكر في سؤاله، لأن المقرض لم يشترط الزيادة، وإنما تبرع له بها المقترض، وكونه سجلها له في شيك الضمان لا يضر.
والله أعلم.
17387

(7/111)


عنوان الفتوى:حكم لبس المرأة البنطال الفضفاض للرياضة رقم الفتوى:17387تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : أنا فتاه متنقبة وذات لبس محتشم وأمارس الرياضة بشكل دائم ولكن في مجتمع نسائي وقد سمعت عن فتوى بتحريمه فهل يجوز لي لبسه عندما يكون فضفاضا ومع بلوزة فضفافه فقط عند نشاطي الرياضي فقط؟ حيث لا يمكن ممارسة الرياضة بدون بنطال.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج عليك في لبس البنطال الفضفاض مع لبس بلوزة فضفاضة عليه بين النساء عند ممارستك للرياضة أو غيرها، بشرط أن يكون المكان الذي تمارسين فيه الرياضة مأموناً من تواجد الرجال فيه أو نظرهم إليكن أو التقاط صوركن بآلة تصوير ونحو ذلك.
والله أعلم.
17388
عنوان الفتوى:سبب تسمية مسجد قباء بهذا الاسم رقم الفتوى:17388تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : لماذا سمي مسجد قباء بهذا الاسم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر أبو عبد الله ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان) أن "قبا: أصله اسم بئر، وعرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف.
وسمى المسجد بمسجد قباء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى المدينة مرَّ على ديار بني عمرو بن عوف وبنى بها مسجداً، فسمي مسجد قباء.
وقد وردت في فضائله أحاديث كثيرة، ونزل في أهله قوله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة:108].
والله أعلم.
17391
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في شأن الكنائس رقم الفتوى:17391تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز للمسلم تعمير كنيسة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/112)


فلا يجوز لمسلم بناء كنيسة ولا ترميمها لا بنفس ولا بمال، لأن في بنائها إعانة لأهلها على باطلهم، والله تعالى يقول: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2].
بل يحرم على الكفار أيضاً بناؤها وترميمها ولتقي الدين السبكي رحمه الله رسالة في هذا يقول فيها: أقول: إنه لم يكن قط شرع يسوغ فيه لأحد أن يبني مكاناً يكفر فيه بالله، فالشرائع كلها متفقة على تحريم الكفر، ويلزم من تحريم الكفر تحريم إنشاء المكان المتخذ له، والكنسية اليوم لا تتخذ إلا لذلك، وكانت محرمة معدودة من المحرمات في كل ملة، وإعادة الكنيسة القديمة كذلك، لأنه إنشاء بناء لها وترميمها أيضاً كذلك، لأنه جزء من الحرام ولأنه إعانة على الحرام.
وقال السبكي أيضاً: فإن بناء الكنيسة حرام بالإجماع وكذا ترميمها، وكذلك قال الفقهاء: لو وصَّى ببناء كنيسة فالوصية باطلة، لأن بناء الكنسية معصية وكذلك ترميمها، ولا فرق بين أن يكون الموصي مسلماً أو كافراً، فبناؤها وإعادتها وترميمها معصية -مسلماً كان الفاعل لذلك أو كافراً- هذا شرع النبي صلى الله عليه وسلم.
ولابن القيم -رحمه الله- في كتابه (أحكام أهل الذمة) كلام جيد في هذا الموضوع ننقل منه جزءاً مختصراً يفي بالغرض -إن شاء الله- قال رحمه الله:
البلاد التي تفرق فيها أهل الذمة ثلاثة أقسام:
أحدها: بلاد أنشأها المسلمون في الإسلام.
الثاني: بلاد أنشئت قبل الإسلام، فافتتحها المسلمون عَنوة وملكوا أرضها وساكنيها.
الثالث: بلاد أنشئت قبل الإسلام وفتحها المسلمون صلحاً.

(7/113)


فأما القسم الأول: فهو مثل البصرة والكوفة وواسط وبغداد والقاهرة... وغيرها من الأمصار التي مصَّرَها المسلمون، فهذه البلاد صافية للإمام، إن أراد الإمام أن يقرَّ أهل الذمة فيها ببذل الجزية جاز، فلو أقرهم الإمام على أن يحدثوا فيها بيعة أو كنيسة أو يظهروا فيها خمراً أو خنزيراً أو ناقوساً لم يجز، وإن شرط ذلك وعقد عليه الذمة كان العقد والشرط فاسداً. وهو اتفاق من الأمة لا يعلم بينهم فيه نزاع.
فإن قيل: فما حكم هذه الكنائس التي في البلاد التي مصرها المسلمون؟ قيل: هي على نوعين:
أحدهما: أن تحدث الكنائس بعد تمصير المسلمين لمصر، فهذه تزال اتفاقاً.
الثاني: أن تكون موجودة بفلاة من الأرض ثم يمصر المسلمون حولها المصر، فهذه لا تزال.
وأما القسم الثاني: وهو الأرض التي أنشأها المشركون ومصروها، ثم فتحها المسلمون عنوة وقهراً بالسيف، فهذه لا يجوز أن يحدث فيها شيء من البيع والكنائس. وأما ما كان فيها من قبل الفتح فهل يجوز إبقاؤه أو يجب هدمه؟ فيه قولان في مذهب أحمد، وهما وجهان لأصحاب الشافعي وغيره:
أحدهما: يجب إزالته وتحرم تبقيته.

(7/114)


والثاني: يجوز بناؤها - أي بناء أهل الكتاب لها لا المسلمون، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: أيما مصر مصرته العجم، ففتحه الله على العرب فنزلوه، فإن للعجم ما في عهدهم، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر عنوة وأقرهم على معابدهم فيها ولم يهدمها، ولأن الصحابة رضي الله عنهم فتحوا كثيراً من البلاد عنوة فلم يهدموا شيئاً من الكنائس التي بها، ويشهد لصحة هذا وجود الكنائس والبيع في البلاد التي فتحت عنوة. ومعلوم قطعاً أنها ما أحدثت، بل كانت موجودة قبل الفتح... وفصل الخطاب أن يقال: إن الإمام يفعل في ذلك ما هو الأصلح للمسلمين، فإن كان أخذها منهم أو إزالتها هو المصلحة لكثرة الكنائس أو حاجة المسلمين إلى بعضها وقلة أهل الذمة، فله أخذها أو إزالتها بحسب المصلحة، وإن كان تركها أصلح لكثرتهم وحاجتهم إليها وغنى المسلمين عنها تركها، وهذا الترك تمكين لهم من الانتفاع بها لا تمليك لهم رقابها، فإنها قد صارت ملكاً للمسلمين فكيف يجوز أن يجعلها ملكاً للكفار، وإنما هو امتناع بحسب المصلحة، فللإمام انتزاعها متى رأى المصلحة في ذلك.
فبهذا التفصيل تجتمع الأدلة، وهو اختيار شيخنا، وعليه يدل فعل الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من أئمة الهدى وعمر بن عبد العزيز هدم منها ما رأى المصلحة في هدمه وأقر ما رأى المصلحة في إقراره، وقد أفتى الإمام أحمد المتوكل بهدم كنائس السواد، وهي أرض العنوة.
وأما القسم الثالث وهو: ما فتح صلحاً، وهذا نوعان:
أحدهما: أن يصالحهم على أن الأرض لهم ولنا الخراج عليها أو يصالحهم على مال يبذلونه وهي الهدنة، فلا يمنعون من إحداث ما يختارونه فيها، لأن الدار لهم، كما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل نجران، ولم يشترط عليهم ألا يحدثوا كنيسة ولا ديراً.

(7/115)


النوع الثاني: أن يصالحهم على أن الدار للمسلمين ويؤدون الجزية إلينا، فالحكم في البيع والكنائس على ما يقع عليه الصلح معهم من تبقية وإحداث وعمارة، لأنه إذا جاز أن يقع الصلح معهم على أن الكل لهم جاز أن يصالحوا على أن يكون بعض البلد لهم، والواجب عند القدرة أن يصالحوا على ما صالحهم عليه عمر رضي الله عنه، ويشترط عليهم الشروط المكتوبة في كتاب عبد الرحمن بن غنم ألا يحدثوا بيعة ولا صومعة راهب ولا قلاية، فلو وقع الصلح مطلقاً من غير شرط حمل على ما وقع عليه صلح عمر وأخذوا بشروطه، لأنها صارت كالشرع فيحمل مطلق صلح الأئمة بعده عليها. ا.هـ بتصرف يسير.
والله أعلم.
17392
عنوان الفتوى:ترجمة جابر عبد الله رضي الله عنه رقم الفتوى:17392تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : من هو جابر بن عبدالله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجابر بن عبد الله: هو أبو عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي.
أحد المكثرين من رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث روى أكثر من ألف وأربعمائة حديث، شهد بدراً، وثماني عشرة غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان من علماء الصحابة، وكانت له حلقة علم في المسجد النبوي، كُفّ بصره في آخره عمره، ومات سنة أربع وسبعين عن أربع وتسعين سنة رضي الله عنه وأرضاه.
والله أعلم.
17396
عنوان الفتوى:دعاء إبراهيم عليه السلام الوارد في سورة الشعراء رقم الفتوى:17396تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : أريد معرفة دعاء سيدنا إبراهيم المنتهي بـ "وإذا مرضت فهو يشفيني" صدق الله العظيم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/116)


فيقول الله تبارك وتعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر:60]، وصح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال: "إن الدعاء هو العبادة"، رواه ابن حبان والترمذي عن النعمان ابن بشير، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وفي رواية عن أنس: "الدعاء مخ العبادة". وفي رواية: ليس شيء أكرم على الله من الدعاء". رواه الترمذي وابن ماجه.
ونشكر السائل الكريم على اهتمامه بأدعية القرآن، وخاصة أدعية الأنبياء التي قصها علينا ربنا تعالى في محكم كتابه، وما ذلك إلا لحكم يعلمها سبحانه وتعالى.
ولعل من أهم هذه الحكم هو أن نحفظها وندعوه بها ونتقرب إليه سبحانه وتعالى بها، والقرآن الكريم مليء بأدعية الأنبياء والصالحين، وإليك دعاء إبراهيم الذي أشرت إليه يقول الله تعالى على لسان أبينا إبراهيم في قصته في سورة الشعراء ومجادلته لقومه ودعوتهم إلى التوحيد: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:78-89].
والله أعلم.
17398

(7/117)


عنوان الفتوى:تضاف المرأة لزوجها إضافة زوجية لا نسبية رقم الفتوى:17398تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ، هل تسمى المرأة بلقب زوجها أم يضاف بعد اسمها ولقب والدها.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإضافة اسم المرأة لاسم زوجها أو عائلته والاستغناء بذلك عن اسم أبيها لا يجوز، وهو من عادات الكفار، قال الله تعالى:ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ [الأحزاب:5]
وقال تعالى:وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا [التحريم:12]
ولم تنسب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه مع عظم منزلته عند الله وعند الناس، فكان يقال: عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر وزينب بنت جحش وهكذا.
وإذا أضيفت المرأة لزوجها فتضاف إليه إضافة زوجية لا نسبية، كما في الآية:ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ [التحريم:10]
فيقال فلانة امرأة فلان أو زوجة فلان، وفي النسب والأوراق الثبوتية لايقال: إلا فلانه بنت فلان.
والله أعلم.
1740
عنوان الفتوى:قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة الجهرية أولى من تركها رقم الفتوى:1740تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما حكم عدم قراءة المأموم الفاتحة في الصلاة الجهرية؟
أرجو توضيح ذلك.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمذهب الجمهور أن المأموم لا يقرأ الفاتحة، ولا غيرها خلف الإمام في الجهرية إذا كان يسمع قراءة الإمام مستدلين بأدلة منها:
1. قول الله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ) [الأعراف: 204] وقد ثبت عن جماعة من السلف أن المقصود بهذه الآية الإنصات إذا قرأ الإمام.

(7/118)


2. حديث أبي هريره رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا" والحديث في المسند وغيره ونُقِل عن الإمام مسلم تصحيحه له. وذهب الشافعية إلى أنه تجب قراءة الفاتحة على المأموم، في الجهرية والسرية على السواء خلف الإمام، مستدلين بالأحاديث التي فيها وجوب قراءة الفاتحة، من غير فرق بين الإمام والمأموم والمنفرد، كما في الصحيحين وغيرهما من حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". وأصرح منه ما في سنن أبي داود والنسائي وغيرهما من حديث عبادة أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال: "إني أراكم تقرؤون وراء إمامكم"، قلنا: يا رسول الله إي والله. قال: " لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها". وقد تبين مما تقدم أن المسألة مختلف فيها بين أهل العلم سلفاً وخلفاً، وكل فريق له أدلته، ويرد قول الفريق الآخر لضعف أدلته، أو لعدم دلالتها على محل النزاع، حسب رأيه. إذا عرفت ذلك فالأحوط للمأموم أن يقرأ الفاتحة خلف الإمام في الجهرية، والسرية جميعاً، للخروج من الخلاف، لأن من قال بوجوب القراءة خلف الإمام يرى بطلان صلاة من تركها.
والله تعالى أعلم.
17400
عنوان الفتوى:حكم قراءة القصص الواقعية رقم الفتوى:17400تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : هل قراءة القصص الواقعية حرام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حكم قراءة القصص يختلف باختلاف ما تتضمنه هذه القصص، فإن كانت تتضمن فسقاً ومعصية فإنه لايجوز قراءتها، وإن كانت غير ذلك جازت قراءتها. وقد سبق بيان حكم ذلك مفصلاً بأدلته في فتوى سابقة برقم:
13278 فلتراجع.
والله أعلم.
17401

(7/119)


عنوان الفتوى: رقم الفتوى:17401تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : ما هي مشروعية وضع المال في بنك ربوي بحساب جاري فقط من أجل الاستفادة من المميزات التي يقدمها البنك مثل بطاقة الصراف الاّلي و تواجد افرع في كل مكان , علما أن البنوك الاسلامية لا توفر مثل هذه المميزات , و لكم جزيل الشكر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز الإيداع في البنوك الربوية مع وجود بنك إسلامي ولو كان البنك الإسلامي أقل خدمات، مع أن الذي نعرفه هو أن البنوك الإسلامية تقدم كل الخدمات المصرفية الضرورية بما في ذلك بطاقة الصراف الآلي وغيرها. وراجع الفتوى رقم :
518.
والله أعلم.
17404
عنوان الفتوى:اشغل وقتك بما ينفع وروح عن نفسك بالمباح رقم الفتوى:17404تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : كيف أنظم وقتي بين الدراسة واللعب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلم المسلم أن يحفظ وقته وأن يشغل نفسه بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه البخاري.
والوقت من أهم الأشياء التي سيسأل عنها المسلم يوم القيامة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه. رواه الترمذي من حديث أبي برزه رضي الله عنه، وقال عنه حسن صحيح.
إلا أن للمسلم أن يروح عن نفسه بما هو مباح من اللعب.
وعليه، فلا حرج عليك أن تخصص لك وقتاً تروح فيه عن نفسك، بشرط أن يكون ترويحاً مباحاً، وأن لايصل إلى حد الإسراف، وأن لا يؤدي ذلك إلى تفريط في واجب أو تضييع لحق، وانظر في ذلك الفتوى رقم:
6496
ويمكن الاستعانة بالفتوى رقم:
5549 في تنظيم الدراسة وغيرها.
والله أعلم.
17407

(7/120)


عنوان الفتوى:لا اعتراض على الرقية الشرعية رقم الفتوى:17407تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : الموضوع يا سيادة الشيخ , أني رجل قد أعجبتني إحدى البنات , ثم أقدمت عل خطبتها , وبعد فترة من الخطوبة ظهرت عليها أعراض التعب , وقد قام أهلها بالكشف عليها بالذهاب بها إلى الدكاترة , ولكن كل شيء على ما يرام , ثم راودني شك في أن الشيء غير عادي فذهبت إلى أحد الإخوة الملتزمين , طالبا منه تحديد سبب التعب والعلاج . فقال لي الأفضل لي أن أفسخ خطبتي لأن تلك البنت ملبوسة بالجن وهو من النوع الصعب , وسوف يتعبني ويشيب رأسي .
طبعاً أنا استخرت الله في هذا الأمر وتوكلت عليه , أني أسمع عن طرق شرعية وأمور أخرى . ما أوده من سيادتكم التكرم وإخباري ما المفروض عمله , حيث أن أهلها معترضون على إرسالها إلى من يجيد استخدام تلك الطرق , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن للسائل الكريم أن يطلب الرقية الشرعية لخطيبته فهذا شيء أمر به الشرع، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث جابر رضي الله عنه أنه قال: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء بَرَأ بإذن الله عز وجل. رواه مسلم .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل من داء إلا أنزل له شفاء. وفي المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه يرفعه: إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله.
وعليك أن تحذر من السحرة والمشعوذين والكهنة فإنهم لا خير فيهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيانهم وتصديقهم، ففي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً.

(7/121)


وما قلت من أن أهل الفتاة معترضون على إرسالها إلى من يجيد تلك الطرق، فإذا كنت تقصد بتلك الطرق: السحرة والمشعوذين ... فهذا من حقهم بل واجبهم، ويجب عليك أنت أن تشجعهم على ذلك لأن هؤلاء لا خير فيهم، ولايزيدونها إلا وهناً وتعباً.
أما إذا كنت تقصد الرقية الشرعية فليس لهم الحق في الاعتراض عليها، فقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بالتداوي، كما مر في الأحاديث الصحاح، والقول قولك إذا كانت زوجتك، أما إذا كنت ما زلت مجرد خاطب -وهو الظاهر- فليس لك إلا النصح والإرشاد والتوجيه.
والله أعلم.
17409
عنوان الفتوى:لا يقتل الوالد بولده رقم الفتوى:17409تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : عند الترمذي في باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه أيقاد أم لا؟ يذكر متن الحديث: "حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيد الأب من ابنه ولا يقيد الابن من أبيه". ويضعف إسناده ثم يقول: "والعمل على هذا عند أهل العلم: أن الأب إذا قتل ابنه لا يقاد". فهل يعني بقوله: "العمل على هذا" أي مثل نص الحديث فكلامه يقتضي خلافه حينئذ أم يعني العمل على خلاف الحديث؟ حتى ظننت أنه خطأ مطبعي وليس عندي نسخ خطية لاتأكد من ذلك، إلا أن النووي في شرحه عليه لا يشير إلى هذا والله أعلم . بينوا لنا الصواب فيما ترون مأجورين؟.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأحاديث لا يقتل الوالد أو لا يقاد الوالد بولده، أحاديث قد حكم أهل العلم بالحديث بإعلالها وبأن طرقها منقطعة، لكن أهل العلم على العمل بما دلت عليه.
يقول الإمام الشافعي: حفظت عن عدد من أهل العلم لقيتهم أن لا يقتل الوالد بالولد، وبذا أقول.
ويقول ابن العربي: وعمر قضى بالدية في قاتل ابنه، ولم ينكر أحد من الصحابة عليه، فأخذ سائر الفقهاء المسألة مسجلة، وقالوا: لا يقتل الولد بولده.

(7/122)


وفي هذا السياق تفهم قول الإمام الترمذي: وهذا الحديث فيه اضطراب، والعمل على هذا عند أهل العلم أن الأب إذا قتل ابنه لا يقتل به، وإذا قذفه لا يحد، فهذا تصريح منه -رحمه الله- بمراده.
وجماهير الفقهاء الذين يرون أن الوالد لا يقتل بولده، يستدلون بهذه الأحاديث وغيرها كحديث: "أنت ومالك لأبيك" ، فإذا لم تثبت حقيقة الملكية بهذه الإضافة بقيت الإضافة شبهة في درء القصاص لأنه يدرأ بالشبهات، ولأن الأب سبب إيجاد الولد فلا ينبغي أن يتسبب بإعدامه. انظر المفصل لزيدان 5/348.
والله أعلم.
1741
عنوان الفتوى:حفلات المولد وما يكون من إشعال النار والبخور والتبرك بدع منكرة رقم الفتوى:1741تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : لقد اعتاد النساء عندنا أثناء إقامة حفلات الموالد للأئمة الأطهار أن يحضرن مبخرة ويضعن عليها البخور، ومن ثم إشعال النار فيها، والتمسح بهذه النار من قبيل التبرك فهل هذا العمل جائز أم أنه نوع من التبرك غير المشروع من وجهة النظر الشرعية؟ أفيدونا حفظكم الله ووفقكم لما يحب ويرضى .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: إقامة حفلات الموالد من البدع المحدثة المذمومة، سواء أقيمت للأئمة الأطهار أو غيرهم، ولا يشرع إقامتها لأحد، ومشاركة النساء فيها منكر عظيم. وما ذكر من إشعال النار والبخور هو من التبرك غير المشروع، بل هو شبيه بأفعال المشركين مع آلهتهم وأصنامهم. والمشروع هو التقرب إلى الله تعالى بحب الصالحين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، والاقتداء بهم والسير على منهاجهم. والله تعالى أعلم.
17411
عنوان الفتوى:بمقدار ما يقوى إيمانك تبتعد عن غواية الشيطان رقم الفتوى:17411تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : أنا شخص لا أستطيع أن أعبد الله كما ينبغي حيث إن الشيطان يستطيع أن يغلبني فماذا أفعل؟

(7/123)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنقول للسائل الكريم: إن الله تعالى ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، وإن شفاءك مما أنت فيه يكمن في التوبة والتوجه إلى الله تعالى بقلب خالص، والانشغال بقراءة كتاب الله وتدبر معانيه، قال جل ثناؤه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء:82] ثم لتكثر من الاستغفار والذكر والدعاء والخضوع والانكسار أمام الله، حتى يطمئن القلب ويتذوق حلاوة الإيمان: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
ثم عليك بحضور الجماعة في جميع الصلوات، والإكثار من نوافل الليل والنهار، ثم استعن على ذلك كله بمصاحبة أهل الورع والتقوى والصلاح، ولتحذر من مرافقة أهل الفسوق والعصيان.
ثم اعلم أنه لا بد من تعلم العلم الشرعي إذ به تحصل الخشية، قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر:28] فإذا حصلت الخشية بطل كيد الشيطان واندحر: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) [النساء:76].
وعلى كل، فإن الإنسان كلما قوي الإيمان فيه استعصى على الشيطان، وكلما ضعف إيمانه تسلط عليه الشيطان.
نسأل الله السلامة.
والله أعلم.
17413
فتاوى
عنوان الفتوى:تشوه الجنين ومرضه لا يبرر إجهاضه رقم الفتوى:17413تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال: السلام عليكم
زوجتي تبلغ من العمر أربعين عاماً وكانت قد أصيبت بجلطة في المخ منذ حوالي 12 عاما وهي منذ ذلك الحين تخضع لأنواع مختلفة من العلاج وقد شفيت إلى حد كبير من الناحية الذهنية ولكن آثار الجلطه أسفرت عن إعاقة كاملة لليد اليمنى وإعاقة جزئية للقدم اليمنى (أي أنها تستطيع السير مع بعض الصعوبة ولكن لا تستطيع استخدام اليد اليمنى إطلاقا) ونحن نحمد الله كل الحمد على ذلك.

(7/124)


ولكن زوجتي حملت وأنا أخشى عليها من متاعب الحمل بسبب الإعاقة كما أخشى على المولود من عدم الرعاية الكافية أو من التشوه لا قدر الله بسبب الأدوية الكثيرة فهل يحق لها الإجهاض لهذه الأسباب علما بأنها في الشهر الثاني (45 يوم)؟
أفيدونا سريعا أفادكم الله و شكراً.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإجهاض محرم شرعاً، لأنه اعتداء على النفس بغير حق شرعي، ومرض الأم المذكور ليس عذراً مبيحاً لذلك، وإن أدى إلى التأثير على الجنين بمرض أو تشوه إلا أن يقرر الأطباء الموثوقون أن الحمل فيه خطر محقق -أو غالب- على حياة الأم، فيجوز عند ذلك إجهاضه.
وليعلم أن تشوه الجنين ومرضه لا يبرر كذلك إجهاضه؛ إلا أن يموت في بطن أمه.
وإذا سلمتما أمركما لله وشكرتماه على ما قدره فعسى أن يؤمنكما مما تخشيانه، فيكون المولود صالحاً سالماً من العيوب وعوناً لكما على متاعب الحياة، وذخراً لكما بعد الممات.
وإن ولد مشوهاً -ونسأل الله أن لا يكون كذلك- فقد يكون نعمة ورحمة وسبباً لتكفير الذنوب ورفع الدرجات إذا وجد منكما الصبر والاحتساب، وبالاستعانة بالله واللجوء إليه تقدران على تربيته ورعايته والقيام على شؤونه.
والله أعلم.
17419
عنوان الفتوى:كيفية التعامل مع الأخ غير المصلي رقم الفتوى:17419تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا أبي وأخي هداهما الله لا يصليان فماذا يجب أن يكون موقفي أنا وأمي منهما مع العلم أنهما لا يقبلان النصيحة ولا يقتنعان بوجوب الصلاة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم تارك الصلاة في فتوى سابقة برقم: 1846، كما سبق بيان كيفية تعامل الأبناء مع أبيهم، والمرأة مع زوجها التارك للصلاة في الفتوى رقم: 9654 فليراجع.

(7/125)


وأما الأخ، فإنه ينصح، وإن أمكن إعطاؤه بعض الكتيبات أو الأشرطة التي فيها بيان حكم تارك الصلاة، أو جمعه ببعض أهل العلم الذين يقيمون عليه الحجة في ذلك--إن أمكن فالواجب فعله، لأنه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وإن أصر على ما هو عليه، فينبغي أن يهجر ويترك لعله يرجع.
والله أعلم.
1742
فتاوى
عنوان الفتوى:شروط الصلاة قسمان: شرط وجوب وشرط صحة رقم الفتوى:1742تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال:
كم هي شروط الصلاة ؟
الفتوى:

(7/126)


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فشروط الصلاة قسمان: شروط وجوب وشروط صحة. فأما شروط الوجوب فالإسلام والبلوغ والعقل والخلو من الموانع كالحيض. فتجب الصلاة على كل مسلم بالغ عاقل خال من الموانع (كالحيض والنفاس بالنسبة للأنثى). وأما شروط الصحة فهي: 1. دخول الوقت: لقوله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتاً)[النساء: 103]. 2. الطهارة من الحدثين: الأصغر والأكبر، بالوضوء والغسل أو التيمم لقوله تعالى: (وإن كنتم جنبا فاطهروا)[المائدة: 6]. ولقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل الله صلاة بغير طهور" رواه الجماعة إلا البخاري. 3. الطهارة عن الخبث (النجاسة الحقيقية) ويشترط ذلك للثوب والبدن والبقعة التي يصلى فيها، قال تعالى: (وثيابك فطهر)[المدثر: 4]. 4. ستر العورة لقوله تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد)[الأعراف: 31] قال ابن عباس: الثياب في الصلاة. ولقوله صلى الله عليه وسلم " لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار" رواه الخمسة إلا النسائي والحاكم، والخمار ما يغطي به رأس المرأة. 5. استقبال القبلة لقوله تعالى: (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره)[البقرة: 150]. وهذا بالنسبة للفريضة وأما النافلة فإن للراكب أن يتجه فيها حيث اتجه به مركوبه ولو خالف جهة القبلة 6. النية: هي شرط من شروط صحة الصلاة عند جمهور أهل العلم لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" متفق عليه. ولمزيد من التفصيل يراجع ركن المدرسة الإسلامية على هذا الموقع. والله أعلم.
17420

(7/127)


عنوان الفتوى:حول الكهان والوساوس رقم الفتوى:17420تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : أنا مريضة بالوسوسة أثناء الوضوء والصلاة وقد أخبرتني صديقة لي بأن تكلمني هاتفيا للحضور إلى منزلهم لأن فقيها يرقي بالقرآن وله علاقة بجن مسلم لأنها أخبرته عني واعطته اسمي فقال لها أنني اتعب عقلي وأجهده أكثر من اللازم بالدراسة وهذا ما حدث فعلا فقلت لها: أنه عراف فردت علي أن لا فما كان أبوها باعتباره متدينا يسمح لعراف بالدخول إلى منزله وأن هذا الفقيه أخبر عما فات وأنه لا يتكهن بالمستقبل وقد سبق أن رقى لها بحضرة والدها بآيات من القرآن فهل أذهب إلى منزلهم للرقيا؟ وهل هذا ذلك حلال أم لا؟.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما يعينك على التخلص من الوسوسة هو الإعراض عنها جملةً، وعدم الالتفات إليها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 10355.
واعلمي أنه لا ينبغي لأحد التعامل مع الجن ولو كانوا مسلمين، لما في ذلك من مفاسد ومضار تؤول بكثير ممن يتعاطون ذلك إلى الشعوذة والسحر، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 7369، والفتوى رقم: 9734.
وأما الرجل المسؤول عنه فيظهر مما قلت أنه عراف، والعراف هو الذي يخبر عن الأمور السابقة ومكان الضالة ونحوها، فلا يجوز الذهاب إليه، وعليك التحذير منه، وانصحي صديقتك ووالدها بالحذر منه لأن الإخبار بالأمور الماضية من خفايا الناس بغير أدوات العلم المحسوسة يعد من العرافة وإدعاء علم الغيب.
وانظري الفتوى رقم: 15284.
والله أعلم.
17422
عنوان الفتوى:اقتراح السائل طريق لاتخاذ الأصنام آلهة رقم الفتوى:17422تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
السؤال: أنا شاب فلسطيني لي أخ شهيد وأريد أن أعلق له صورة مرسومة بالألوان في بداية الحي الذي أسكنه وتكون ذكري له وستكون بمقاس كبير.

(7/128)


ملاحظة: من وجهة نظري أن الصورة ستحيي في نفوس الأطفال روح الشهادة وليس من منطلق التعظيم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحل لك أن تنحت صورة لأخيك أو ترسمها أو تأمر من يفعل ذلك، ولا يحل لك تعليقها في البيت أو في مدخل البلد ومكان اجتماع الناس، ونحو ذلك.
لأن رسم الصور محرم، وتعليقها محرم أيضاً، خصوصاً تعليق صور الصالحين والشهداء خشية الافتتان والتعلق بهم ممن يأتي بعدهم، فأكثر كبار الأصنام كانت في الأصل صورا منحوتة أو مرسومة لأناس صالحين، صوَّرهم ذووهم بعد موتهم ليتذكروهم ويقتدوا بهم، فلما طال الأمد وانقرض الذين صوروهم، خلفتهم أجيال فغلت فيهم غلوا شديداً، فخلفت هذه الأجيال أجيال أخرى فاتخذتهم آلهة من دون الله.
ويمكن تربية الأطفال والشباب على الأخلاق الإسلامية النبيلة بوسائل أخرى مشروعة، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 680.
والله أعلم.
17423
عنوان الفتوى:الحبس: لغة وشرعا رقم الفتوى:17423تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : ما المقصود من الحبوس أو الحبس؟.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحبس له عدة معان منها: المنع، والإمساك، ومنها السجن، ومن معانيه الوقف.
وهو في الشرع: حبس الأصل، وتسبيل الثمرة. أي: حبس المال وصرف منافعه في سبيل الله، فالحبس إذاً والوقف مترادفان شرعاً ولغة.
والله أعلم.
17428
عنوان الفتوى:القرآن والسنة زاخران بحقوق الإنسان رقم الفتوى:17428تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : هل هناك دلائل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أو غيرهما تدل على أن هناك علاقة بين الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/129)


فالقرآن الكريم والسنة النبوية مليئان بالأوامر التي تحفظ للبشرية حقها، وتحرم الاعتداء عليها، وأخذ حقوقها بغير حق، فمن ذلك أن الله تعالى حرم قتل النفس بغير حق، ولو كانت نفس طائر أو نملة، قال الله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) [الإسراء:33].
وحرم أكل مال الغير بغير الحق، فقال سبحانه: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:188].
وحرم الطعن في العرض، فقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور:23].
وحرم الظلم، فقال سبحانه: (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً) [الفرقان:19].
وحرم الأذى، فقال: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [الأحزاب:58].
وشرع الله سبحانه وتعالى القصاص، وقطع يد السارق، ورجم الزاني المحصن، وجلد البكر مائة جلدة، وجلد القاذف ثمانين جلدة إلى غير ذلك، وتفصيل كل الحقوق يطول، وهناك كتب تبين هذا بوضوح سبق ذكر بعضها في الفتوى رقم: 3642.
والله أعلم.
17429
عنوان الفتوى:شروط إباحة الشراء إلى أجل بزيادة معلومة رقم الفتوى:17429تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم شراء سيارة أو أثاث منزل أو أي شيء بالقسط عن طريق ما يسمى بالمرابحة وهل يعد ذلك من الربا وإن كان فهل يضر ذلك بالمشتري؟ علماً بأنه ليس بمقدوره الشراء نقداً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/130)


فإن الشراء إلى أجل بزيادة معلومة جائز بشرط أن يكون الثمن معلوماً عند عقد البيع، غير قابل للزيادة إذا تأخر المشتري في السداد عن الأجل المحدد، وبشرط أن يكون البائع قد تملك المبيع ودخل في ضمانه قبل أن يبيعه.
أما إن كان الثمن قابلاً للزيادة إذا ماطل المشتري أو عجز فلم يسدد ما عليه خلال المدة المتفق عليها، فإن هذا هو الربا المحرم.
ولمزيد من الفائدة حول بيع المرابحة للآمر بالشراء تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 5314، 5706، 1608.
والله أعلم.
1743
عنوان الفتوى:لا يجوز اللجوء إلى المندل القائم على السحر والكهانة رقم الفتوى:1743تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : والدي تغيب منذ يوم 18/9/1999 ولم أعثر عليه حتى هذه اللحظة بحثت عنه بكل الطرق الممكنة عن طريق التلفاز والصحف، ولم أعثر عليه وبعد أن تعبت من البحث عنه في كل مدينة القاهرة أشار علي بعض الأشخاص باللجوء إلى المندل والتنويم المغنطيسي فهل هذا جائز شرعا في ظل هذه الظروف ؟ ولكم جزيل الشكر
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: الذي ننصحك به أولاً يا أخي الكريم أن تدعو الله أن يرد إليك والدك وأن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ومن قول حسبي الله ونعم الوكيل. الأمر الثاني: إن كنت تقصد بالمندل هذا ساحرا أو كاهنا أو عَّرافا فهذا الفعل لا يجوز، لأنه من كبائر الذنوب وقد ورد الوعيد بذلك قال صلى الله عليه وسلم من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وإن كان المقصود بالمندل أمرا غير هذا فأخبرنا به وجزاك الله خيراً. وأما التنويم المغناطيسي فالمعروف في استعماله أنه لا يستخدم في مثل هذه الحالة والله تعالى أعلم.
17430

(7/131)


عنوان الفتوى:أهل كتاب زماننا رقم الفتوى:17430تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز الزواج بالكتابيات ؟ وهل يطلق على نصارى ويهود زمننا الحالي "أهل كتاب"؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما عن حكم الزواج بالكتابيات فانظر الفتوى رقم:
8674 والفتوى رقم:
5315
والأصل في اليهود والنصارى في كل الأزمنة -بما فيها زماننا هذا أنهم من أهل الكتاب- إلا أن الكثير منهم قد اعتنقوا المذاهب الإلحادية التي تخرجهم عن كونهم من أهل الكتاب. وانظر الفتوى رقم:
2547 والفتوى رقم:
2924.
والله أعلم.
17431
عنوان الفتوى:هل في التداوي منافاة للتوكل رقم الفتوى:17431تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم
أنا متزوج منذ سنتين ولم أرزق بعد بأطفال وأنا أؤمن بأن ذلك ابتلاء من الله تعالى والحمد لله على كل حال سؤالي هو: هل يمكن أن نقوم بفحوصات طبية مثلاً فحص المني؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/132)


فالحمد لله الذي وهبك الرضا بقضائه وقدره، وألهمك حمده على كل حال، ونسأله سبحانه وتعالى أن يمنَّ عليك بالولد الصالح إنه على كل شيء قدير، ولا بأس أن تأخذ بالأسباب وتذهب إلى الأطباء لإجراء فحوصات وأخذ دواء ونحو ذلك، لأن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل، ومن أعظم الأسباب دعاء الله تبارك وتعالى، فزكريا عليه السلام كان شيخاً كبيراً، وكانت زوجته عاقراً، فدعا الله فوهبه يحيى عليه السلام، قال الله تعالى: (كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) [مريم:1-9].
فسبحان من يقول للشيء كن فيكون، فأحسن رجاءك في الله فلن يخيبك، وعدم الإنجاب بعد الزواج بفترة كسنة أو سنتين ونحو ذلك يقع لكثيرين، فلا ينبغي لك أن تنزعج لذلك.
والله أعلم.
17432
عنوان الفتوى:القرآن هو المصدر الأول لفهم السيرة النبوية رقم الفتوى:17432تاريخ الفتوى:25 ربيع الأول 1423السؤال : ما مكانة السيرة من القرآن؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/133)


فإن السيرة النبوية هي التفسير العملي للقرآن، ولقائل أن يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القرآن مفسراً، فعندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن.
ويعتبر القرآن الكريم هو المصدر الأول لفهم السيرة النبوية، لكونه تناول الملامح العامة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، كما في سورة الضحى التي تناولت نشأة النبي صلى الله عليه وسلم، كما تحدث القرآن الكريم عن الوقائع والأحداث التي عرضت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلق عليها، وبين الدروس المستفادة منها، كما في سورة الأنفال التي تناولت غزوة بدر، وأجملت أسباب النصر على الأعداء.
والله أعلم.
17434
عنوان الفتوى:إذا رابك شيء فدعه رقم الفتوى:17434تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم التعامل بأموال حلال مع شخص أمواله يشتبه أنها من حرام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان قصدك بالتعامل المشاركة، فننصحك بأن لا تشارك شخصاً تشتبه في أمواله أنه اكتسبها من حرام دفعاً للريبة على نفسك، فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال حسان بن أبي سفيان: ما شيء أهون من الورع إذا رابك شيء فدعه.
وعليك أن تنصح ذلك الشخص بأن يتوب إلى الله ويتحرى الحلال في مكاسبه.
وراجع الفتوى رقم: 17220.
والله أعلم.
17435
عنوان الفتوى:حكم السوائل الجنينية ومشيمة الحيوانات رقم الفتوى:17435تاريخ الفتوى:24 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

(7/134)


أنا طبيب بيطري وأعلم أن الأحكام التي تتعلق بي أو بمهنتي هي من المفروض أن تكون معلومة من الدين بالضرورة ولكن للأسف لم أجد من يجيبني جوابا شافيا حتى الآن فمثلا هناك السوائل الجنينية والأغشية الجنينية للحيوانات المختلفة ما حكمها من حيث الطهارة من عدمها؟ وكذلك السوائل الالتهابية الناتجة عن الالتهابات المختلفة "إلتهابات الرحم والجهاز التناسلي مثلا"؟
وجزاكم الله عنا كل خير وجعله في ميزان حسناتكم..آمين.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا أولاً نشكر السائل الكريم على حرصه وانتباهه للاستفسار عن حكم ما أشكل عليه من أمر دينه، لأن الله عز وجل أمر من لا يعلم أن يسأل من يعلم، حتى يكون على بصيرة من أمره الذي سيقدم عليه، فقال جل من قائل: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل:43].
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول -كما في سنن أبي داود من حديث جابر رضي الله عنه-: "ألا سألوا إذ لم يعلموا! فإنما شفاء العي السؤال".
وقالت عائشة رضي الله عنها: نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.
أما بالنسبة للسوائل والأغشية الجنينية: فالظاهر لنا طهارتهما إذا كانا من حيوان مأكول اللحم بشرط خلوها من الدم، وهذا هو مذهب الإمام مالك، والدليل هو ما اتفق عليه الشيخان من أنه صلى الله عليه وسلم أمر العرنيين أن يلحقوا بإبل الصدقة ويشربوا من أبوالها وألبانها.
وعليه، فنقول للسائل: ما كان من السوائل والأغشية العالقة بالجنين خالياً من الدم فهو طاهر إذا كان من حيوان مأكول اللحم، أما ما كان من حيوان غير مأكول اللحم كالحمير ونحوها، فإنه نجس.
وكذلك ما يسمى بالسلا أو المشيمة، فإنها نجسة من كل حيوان، لأنها مما أبين من حي، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ألا فما قطع من حي فهو ميت" رواه ابن ماجه.
والله أعلم.
17439

(7/135)


عنوان الفتوى:الوضوء...ومس الأرداف رقم الفتوى:17439تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : هل لمس الأرداف ينقض الوضوء ولمس الفرج من دون قصد هل ينقضه أيضا؟ً
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لمس الأرداف لا ينقض الوضوء، أما مس الفرج فهو ناقض للوضوء سواء كان بقصد أو بدون قصد.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:
3892 والفتوى رقم:
9014.
والله أعلم.
17440
فتاوى
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:17440تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال: هل غسول الأم أوأي أحد كان للطفل الصغير سواء كان رضيعا أو تعدى الثلاث سنوات يفقد الوضوء أم لا؟(المقصود هنا غسول مؤخرة الطفل للذكر والانثى)
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لمس ذكر الطفل أو فرج الصغيرة لا ينقض الوضوء على الراجح من أقوال أهل العلم، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 9012.
والله أعلم.
17447
عنوان الفتوى:تخدير الدجاج بالغاز...نظرة شرعية رقم الفتوى:17447تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : أريد رأي الشرع بعملية تخدير الدجاج بالغاز مع العلم أنها لا تموت قبل الذبح.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن عملية تخدير الدجاج بالغاز لا تميته قبل الذبح فلا حرج في أكله إذا ذكي ذكاة شرعية بعدها.
فقد جاء في قرار المجمع الفقهي ما نصه: لا يحرم ما ذكي من الحيوانات بعد تدويخه باستعمال مزيج ثاني أكسيد الكربون مع الهواء أو الأكسجين أو باستعمال المسدس ذي الرأس الكروي بصورة لا تؤدي إلى موته قبل تذكيته.

(7/136)


أما الإقدام على التخدير ابتداء فلا شك أن أقل ما يكمن أن يقال فيه هو أن الأولى تركه، وذبح الحيوان على الهيئة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يضجع الذبيحة ثم يبدأ بعملية الذبح مباشرة، ودعوى أن التخدير أرفق بالذبيحة وأن الذبح قبل إجراء التخدير أو الصعق فيه نوع من التعذيب دعوى يكذبها هديه صلى الله عليه وسلم في صفة التذكية، ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة: وهو القائل عليه الصلاة والسلام: إن الله كتب الإحسان على كل شيء! فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته. رواه مسلم من حديث شداد بن أوس .
فأمر صلى الله عليه وسلم بالرفق بالذبيحة والإحسان إليها قبل الذبح، ونهى عن كل ما يؤدي إلى تعذيبها حسيا كذبحها بآلة كلة أو معنوياً كان يريها الذابح آلة الذبح، فقال كما في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما من قوله: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحد الشفار وأن تواري عن البهائم.
والحاصل أن دعوى كون الذبح قبل التخدير فيه تعذيب دعوى كاذبة، وأن الخير كله في اتباع هدي النبي صلى عليه وسلم في كل شيء.
والله أعلم.
17449
عنوان الفتوى:أرجى أوقات الليل لإجابة الدعاء رقم الفتوى:17449تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : ما هوالوقت المناسب من الليل الذي يستجاب فيه الدعاء كما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه هناك ساعة من الليل يستجاب فيها الدعاء دون رد. و شكرا...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى مسلم وأحمد عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة.

(7/137)


وهذه ساعة مبهمة، ولا نعلم نصاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين متى تكون هذه الساعة وعلى المسلم أن يتحراها في جميع الليل. قال النووي : فيه إثبات ساعة الإجابة في كل ليلة، ويتضمن الحث على الدعاء في جميع ساعات الليل رجاء مصادفتها انتهى.
والذي نراه هو أن أرجى أجزاء الليل لأن يكون ظرفاً لهذه الساعة هو الثلث الأخير من الليل، لما ورد من أحاديث تبين إجابة الدعاء فيه، من ذلك ما رواه أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله عز وجل يفتح أبواب السماء في ثلث الليل الباقي، ثم يهبط إلى السماء الدنيا، ثم يبسط يده ثم يقول: ألا عبد يسألني فأعطيه حتى يسطع الفجر.
والله أعلم.
1745
عنوان الفتوى:هل لشهر رجب خصوصيات رقم الفتوى:1745تاريخ الفتوى:28 رمضان 1421السؤال : ماهو فضل شهر رجب؟ وهل الأحاديث الواردة في أن الأعمال ترفع في هذا الشهر صحيحة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن شهر رجب من الأشهر الحرم التي قال الله عنها: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم) [التوبة: 36]. ويسمى رجب الفرد، لوقوعه منفرداً عن بقية الأشهر الحرم الثلاثة (ذو القعدة ـ ذو الحجة ـ محرم). ويسمى رجب مضر، لأن مضر هي التي كانت تعظمه وتحرمه ففي الصحيحين عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ .

(7/138)


وقد كان أهل الجاهلية يذبحون في هذا الشهر ذبيحة تسمى العتيرة، فجاء الإسلام وأبطلها، قال صلى الله عليه وسلم : (لا فرع ولا عتيرة). متفق عليه. ولم يثبت من الخصوصيات التي يعتقدها بعض الناس في رجب شيء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في رجب حديث. بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها كذب.) وقال ابن حجر رحمه الله: (لم يرد في فضل شهر رجب ولا صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة. وأما من صام من شهر رجب صياما كان يعتاده لأحاديث أخرى كصيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، أو صيام الاثنين والخميس، أو صيام يوم وإفطار يوم دون تخصيص لهذا الشهر بذلك فلا حرج فيه .
والله أعلم.
17452
عنوان الفتوى:حيلة شيطانية باسم التهادي رقم الفتوى:17452تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : انتشر بيننا لعبة اسمها تهادوا تحابوا ومضمونها أن تكتب أسماء المجموعة في أوراق ويتم تبادل الأسماء ثم نقوم بإحضار هدايا كل واحدة تحضر للاسم الذي ظهر لها ..وأحيانا يحدد للجميع عدم تجاوز سعر معين منعاً للإحراج.. فما رأي الشرع في ذلك؟ وهل فيه شبهة. ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه العملية بصورتها المذكورة قد خرجت عن باب التهادي -الذي يسبب أن يكون من يتهادون أحباء بينهم متآلفين- إلى باب المعاوضة، ولو سميت بما سميت به.
وعليه، فإنا نقول: إذا لم تكن الهدايا المذكورة متساوية، فإن المسألة حينئذ تكون قماراً مغطى عليه باسم التهادي.
والدليل على ذلك إعمال القرعة، لأنه لو كانت الهدايا متساوية، أو كانت كل واحدة من المتهاديات راضية بأقل من هديتها التي قدمت، لما احتيج إلى القرعة، فكان إعمال القرعة دليلاً على قصد الحصول على الأكثر بمجرد الحظ، وهذا وإن لم يكن عين القمار فإن شبهه به شديد.

(7/139)


والله أعلم.
17453
عنوان الفتوى:الفارق بين الشريعة الإسلامية والقانون رقم الفتوى:17453تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : ماهي الفوارق الموجودة بين الشريعة الإسلامية والقانون ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالفارق بين الشريعة الإسلامية والقانون: أن الشريعة وحي من الله، والقانون من وضع البشر.
لكن قد يكون هناك بعض القوانين أخذت أحكامها من الشريعة وهي مطابقة لها أو توافقها في أمور وتخالفها في أخرى ولكي يُعلم مدى موافقة أو مخالفة قانون ما للشريعة الإسلامية فلا بد من الاطلاع على مواد القانون كاملة حتى يُحكم عليه بما يناسبه.
والله أعلم.
17454
عنوان الفتوى:لا يصح الإسلام دون النطق مع القدرة عليه رقم الفتوى:17454تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : - هناك بعض المواقع على الإنترنت تقوم بعملية تلقين الشهادة والدخول في الإسلام عن طريق الإنترنت فهل هذا يجوز وهل يعد الشخص مسلماً؟ بعض الناس يقولون إن تم كتابته فلا يجوز ولا يعتبر الشخص مسلماً لأن هذا من قبيل الخبر وليس من قبيل الاعتقاد، فما رأي فضيلتكم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النطق بالشهادتين لا يصح إسلام المرء بدونه، إلا إذا عجز عن ذلك لعذر كالأخرس، وذلك لما ورد في كثير من الأحاديث مما يدل على وجوب النطق بهما، ومنها ما رواه البخاري عن معاذ بن جبل أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب، فإذا جئتهم، فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .... الحديث.
وكذا رواه النسائي و الدارمي. وفي رواية مسلم : فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله .... وكذا رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن أبي شيبة.

(7/140)


وقال النووي في شرح صحيح مسلم: واتفق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على أن المؤمن الذي يُحكم بأنه من أهل القبلة، ولا يُخلد في النار، لا يكون إلا من اعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقاداً جازماً خالياً من الشكوك، ونطق مع ذلك بالشهادتين، فإن اقتصر على أحدهما لم يكن من أهل القبلة أصلاً، بل يُخلد في النار، إلا أن يعجز عن النطق لخلل في لسانه أو لعدم التمكن منه لمعاجلة المنية أو لغير ذلك، فإنه يكون مؤمناً
فعلى من يدعون الكفار إلى الإسلام عبر الإنترنت أن يطلبوا منهم مع كتابة الشهادتين النطق بهما، لأنه لا يصح الإسلام مع القدرة على النطق بدون النطق.
والله أعلم.
17455
عنوان الفتوى:شروط جواز بيع المزايدة رقم الفتوى:17455تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد.
فهل يجوز شراء سيارات أوأشياء أخرى من فرنسا عن طريق المزاد العلني والذي يبدو نزيهاً نوعا ما و شكرا و جازاكم الله خيرا. و السلام عليكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالبيع بما يسمى المزاد العلني جائز بشرطين -سواء كان ذلك في فرنسا أو في غيرها- والشرطان هما:
الأول : ألا يكون فيه قصد الإضرار بأحد.
والثاني: أن يكون الزائد مريداً للشراء، وإلا كان نجشاً وهو محرم.
والفرق بينه وبين الشراء على شراء أخيه أو السوم على سوم أخيه هو أن الشراء على شراء أخيه يكون بعد عقد البيع وقبل التفرق من مجلس العقد أو في زمن خيار الشرط.
والسوم على سوم أخيه يكون بعد الاتفاق على الثمن وقبل عقد البيع.

(7/141)


وأما المزايدة فهي الزيادة في ثمن المبيع قبل أن يوافق البائع على ثمن معين مع شخص آخر، ولذا قال أصحاب الموسوعة الفقهية: واستثنى الفقهاء بيع المزايدة بالمناداة، ويسمى بيع الدلالة، ويسمى أيضاً: المزايدة استثنوها من الشراء على الشراء، ومن السوم على سوم أخيه. وهي: أن ينادي على السلعة، ويزيد الناس فيها بعضهم على بعض، حتى تقف على آخر زائد فيها فيأخذها.
وهذا بيع جائز بإجماع المسلمين، كما صرح به الحنابلة فصححوه ولم يكرهوه، وقيده الشافعية بأمرين: أن لا يكون فيه قصد الإضرار بأحد، وبإرادة الشراء وإلا حرمت الزيادة لإنها من النجش.
ودليل جواز بيع المزايدة:
ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فقال له: ما في بيتك شيء؟ قال: بلى حلس يلبس بعضه، ويبسط بعضه، وقعب يشرب فيه الماء. قال: ائتني بهما. فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: من يشتري هذين؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: من يزيد على درهم؟ مرتين أو ثلاثاً، فقال رجل: ،أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين، فأعطاهما الأنصاري، وقال: اشتر بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوماً، فائتني به. فأتاه به، فشد رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً بيده، ثم قال له: اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوماً، فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشر دراهم، (220) فاشترى ببعضها ثوباً، وببعضها طعاماً، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة : لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع.
قال الكاساني في تعليقه على هذا الحديث: وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبيع بيعاً مكروهاً.
والدليل الثاني: أن المسلمين لم يزالوا يتبايعون في أسواقهم بالمزايدة.

(7/142)


وأنه بيع الفقراء، كما قال المرغيناني، والحاجة ماسة إليه.
ولأن النهي إنما ورد عن السوم حال البيع، وحال المزايدة خارج عن البيع. انتهى.
والله أعلم.
17456
عنوان الفتوى:حكم ارتجاع المطلقة رجعيا بعد انقضاء العدة رقم الفتوى:17456تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : ماحكم الشرع في مطلق ومطلقة طلقة أولى رجعية وبينهما طفلة يلتقيان عاطفياً بعد الطلاق بسنة ووالد المطلق لا يريد رجعة مطلقة ابنه لكونها أفشت أسراره الزوجية بعد حدوث الطلاق مباشرة مما أغضبه منها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن طلق زوجته طلاقاً رجعياً وانقضت عدتها فإنها تصبح أجنبية عنه كغيرها من الأجنبيات، لا يجوز له الاختلاء بها ولا النظر إليها إلا بعد عقد جديد، لكن إذا رغب هذا المطلق في الزواج من مطلقته ووافقت هي ووليها على ذلك فلا حرج، بل إننا ننصحه بذلك حفاظا على تربية ابنته وحضانتها، ولكن بعد أن يرضي والده ويقنعه بأنها لم تعد إلى ما يغضبه بعد، وأن ابنته قد تتعرض للضياع إذا تربت في غير حضن أبيها.
والله أعلم.
17458
عنوان الفتوى:آخر الآيات نزولاً من القرآن الكريم رقم الفتوى:17458تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : ما هي آخر آية نزلت من القرآن الكريم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في آخر آية نزلت على أقوال:
القول الأول: أن آخر آية نزلت هي آية الربا، وهي قوله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة:278] روى ذلك البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(7/143)


القول الثاني: أن آخر آية نزلت آية:وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281] رواه النسائي عن ابن عباس وسعيد بن جبير.
القول الثالث: أن آخر آية نزلت آية الدين:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةَ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة:282]. فقد روي عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهداً بالعرش آية الدين.
وقد جمع بين هذه الروايات الثلاث بأن هذه الآيات نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف، فروى كل واحد بعض ما نزل بأنه آخر ما نزل.

(7/144)


القول الرابع: أن آخر آية نزلت قوله تعالى:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً [المائدة:3].
وهنالك أقوال أخرى منها آية الكلالة، كما روى ذلك الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنهما.
ومن أحسن ما قيل في هذا الاختلاف قول من قال: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن، ويحتمل أن كلاً منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل، ويحتمل أيضاً أن تنزل هذه الآية التي هي آخر أية تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم مع آيات نزلت معها، فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك، فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.
والله أعلم.
1746
عنوان الفتوى:يحرم القرض من البنك بفائدة رقم الفتوى:1746تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما حكم الإسلام في قروض البنوك بفائدة 7بالمائة من الصندوق الاجتماعي بالقاهرة يقولون عنه إنه جهة خدمية وليست جهة اقتراض؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:

(7/145)


فمن المعلوم قطعاً حرمة الربا فقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين) [البقرة: 278] وقال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الربا آكله وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء". أي في الإثم . رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه]. ولأنه قد انتشر الوعي بين المسلمين والحمد لله وحَمَلَ الناسَ الخوفُ من الله على ترك ما حرم الله من التعامل بالربا، لجأ مثل هؤلاء إلى هذه الحيلة الماكرة لمخادعة المسلمين، وإن قالوا عن أنفسهم ما قالوا من أنهم جهة خدمة أو غير ذلك فإن هذه المسميات لا تغير من حقيقة التعامل الذي يتعامل به هؤلاء. وهذه الفائدة المحددة نسبة من رأس المال ربا صريح لا شك فيه، ولو أرادوا تحصيل رسوم إدارية أو خدمية لكان عليهم أن يفرضوا على أي تعامل أو قرض مبلغاً محدداً وليس نسبة كأن يكون على كل قرض مثلاً عشرة جنيهات لا تزيد حتى ولو بلغ مليون جنيه فلا يزيد المبلغ بزيادة القرض. هذا ونسأل الله أن يبارك في المسلمين وأن يبصرهم بأمور دينهم.
والله أعلم.
17461
عنوان الفتوى:حكم بيع السجائر رقم الفتوى:17461تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله.
سؤالي هو:
ما موقع المتاجرة في التبغ والسجائر( TABAC ET CIGARETTES ) إلى جانب المواد الغذائية؛ في الشريعة الإسلامية؛ هل تدخل في نطاق الحلال؛ أم الحرام؛ أم المكروه؛ أم ماذا ؟.
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بيع الدخان حرام لما فيه من الضرر البين على الجسم، والله تعالى قد أحل لنا كل طيب، وحرم علينا كل خبيث. قال سبحانه:يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [ المائدة:4]، وقال سبحانه:وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:].

(7/146)


ومما لا شك فيه أن الدخان من الخبائث التي اتفق على خبثها المسلمون والكفار، والله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، وانظر الفتاوى التالية:
1671
10536
14345.
وأما المال المكتسب من بيع الحلال من المواد الغذائية، فلا يحرمه اجتماعه بالمال الخبيث المكتسب من بيع السجائر والواجب على المسلم أن يتخلص من المال الحرام، بإنفاقه في المصالح العامة وحاجات المسلمين.
والله أعلم.
17463
عنوان الفتوى:النذر المعلق بشرط...حكمه وما يترتب عليه رقم الفتوى:17463تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما يريد إنسان أن ينذر. فهل هناك طريقة للبدء بالنذر.كأن يصلي ركعتين ومن ثم يتلفظ بالنذر. وهل يجوز أن أقول إذا تزوج فلان أو فلانة فإنني سأنفق مبلغا من المال في سبيل الله. هل هذا النوع من النذر جائز. وهل يجب إخراج المال في حال لم تتحقق الأمنية.. أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا النوع من النذر يسمى النذر المعلق بشرط، وهو مكروه. فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنه لا يرد شيئاً وإنما يستخرج به من البخيل. رواه البخاري وغيره، ويجب الوفاء به إن حصل المطلوب المعلق عليه وإلا فلا يجب على الناذر شيء في حال عدم تحقق الأمر الذي علق عليه، فإذا قال الشخص -مثلا- إن قضى الله حاجتي فعلي كذا في سبيل الله، وبعد ذلك قضيت له تلك الحاجة فيجب عليه الوفاء بما قال، وإن لم تتحقق حاجته فلا شيء عليه، ولا خلاف بين العلماء في وجوب الوفاء في هذا النوع من النذر إن حصل ما علق عليه الشخص نذره، لقوله صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه. رواه البخاري وغيره.

(7/147)


ولعموم قوله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [ المائدة:1] ولأن الله تعالى قد مدح بالوفاء به فقال "يوفون بالنذر" ، وأما كيفية النذر وهل هناك طريقة للبدء به؟ فالجواب عن هذا أن النذر هو التزام المكلف قربة لله عز وجل غير واجبة أصلاً ولا بد فيه من صيغة تفيد الالتزام، ولا تشرع الصلاة لأجل النذر.
والله أعلم.
17465
عنوان الفتوى:تعريف الحديث الشريف، وأعدادها رقم الفتوى:17465تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : ماهي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وما عددها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم هو ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية، أو سيرة، سواء كان قبل البعثة أو بعدها، وهو بهذا التعريف يرادف السنة، قال الإمام السيوطي في ألفيته:
والمتن ما انتهى إليه السند من الكلام والحديث قيدوا
بما أضيف للنبي قولاً أو فعلاً وتقريراً ونحوها حكوا
أما عن عدد الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإن حصرها من الصعوبة بمكان، نظراً لورود الأحاديث بروايات مختلفة، وألفاظ متفاوتة، قال الإمام السيوطي في تدريب الراوي: وقال ابن الجوزي: حصر الأحاديث يبعد إمكانه، غير أن جماعة بالغوا في تتبعها وحصرها. انتهى.
وليعلم السائل الكريم أن المطلوب تجاه السنة هو العمل بها والحرص على حفظها ونشرها، فإن معرفة العدد لا يغني شيئاً عن عارفه، ولكن العمل به هو المطلوب الأول لكل طالب علم أو سائل.
والله أعلم.
17466
عنوان الفتوى:ما يلزم في الحنث بنذر اللجاج والغضب رقم الفتوى:17466تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : لقد نذرت لله عز وجل أن أصوم يوماً عن كل مرة أقوم فيها بالعادة السرية؟ يرجى الإفادة عن مدى صحة هذا النذر؟ وكيف يمكنني إلغاءه؟
شاكرين إفادتكم.

(7/148)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن إفراغ الشهوة بطريقة غير مشروعة يعد اعتداء على أمر الله تعالى وحدود شرعه، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) [المؤمنون:5-7].
فكل استمتاع جنسي يحصل للرجل بغير الزوجة وملك اليمين، أو يحصل للمرأة بغير زوجها داخل في هذه الآية، ومنه العادة السرية كما نص على ذلك المحققون من أهل العلم من جميع المذاهب، ولمعرفة طريقة للتخلص من العادة السرية راجع الفتوى رقم: 2179.
ولتعلم أن نذرك الذي نذرته هو نذر اللجاج والغضب، وقد نصّ جمهور العلماء على أن صاحب هذا النذر إذا حنث، فإنه مخير بين الوفاء بما التزم به وهو الصيام، أو أن يكفر كفارة يمين، قال صاحب الدار المختار: لأنه نذر بظاهره يمين بمعناه فيُخير ضرورة. ا.هـ
وقال صاحب مغني المحتاج: يشبه النذر من حيث إنه التزم قربة، واليمين من حيث المنع، ولا سبيل إلى الجمع بين موجبيهما، ولا إلى تعطيلهما، فوجب التخيير. ا.هـ
وراجع الفتوى رقم: 12399.
والله أعلم.
17467
عنوان الفتوى:لا بأس بأكل اللحم النيئ رقم الفتوى:17467تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوزأكل اللحم وهو نيئ بدون طبخ مأجورين ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب بعض أهل العلم إلى كراهة أكل اللحم نيئاً، ومن ذلك قول ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: يكره أن يأكل لحماً نيئاً أو غير نضيج. انتهى.
وذكر المرداوي الحنبلي في الإنصاف عن الإمام أحمد أنه قال: لا بأس بأكل اللحم النيئ. انتهى.

(7/149)


وهو الراجح -إن شاء الله- فلا يكره ولا يحرم إلا إذا ثبت ضرره على آكله ضرراً معتبراً شرعاً، وعندئذ يكون مكروهاً أو محرماً حسب نوع الضرر وأثره.
والله أعلم.
17468
عنوان الفتوى:موقعنا ليس معنيا بتقييم الأشخاص رقم الفتوى:17468تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : أريد أن أعرف هل ما قيل عن عمرو خالد صحيح بأنه علماني وأنه درس فن التمثيل في أمريكا ولا يفقه في أمور الدين؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس لدينا معرفة مفصلة بحال الداعية عمرو خالد لكن الذي بلغنا أنه ليس علمانياً، وأنه يدعو إلى الإسلام ويرغب الناس فيه، وهو غير سالم من ملاحظات وانتقادات ظاهرة.
وهذا الموقع يهدف إلى إسعاف المستفتين بإجابة أسئلتهم واستفساراتهم، وليس معنيا بتقييم الأشخاص والحكم على عقائدهم ومناهجهم.
والله أعلم.
17469
عنوان الفتوى:مرضاة الله ولا منكرات الأفراح رقم الفتوى:17469تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز لي أن أحضر فرح ابن خالتي إذا كان سيدخل فيه العريس؟ وماذا أقول لأمي وخالتي إذا عارضوا عدم حضوري؟ علما بأن الفرح لا يخلو من المنكرات الأخرى والله المستعان.
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك التوفيق لما يحب ويرضى، والعون والاستقامة على ذلك.
واعلمي أنه لا يجوز حضور الحفلة التي تحدث فيها منكرات كاختلاط الرجال بالنساء والأغاني الموسيقية ونحو ذلك.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 131، 7877، 8320.
وأما ما ينبغي أن تقوليه لأمك وخالتك فهو واضح، وهو أن تبيني لهما بحكمة وهدوء حكم الله تعالى في هذه المسألة، واعرضي عليهما فتاوانا هذه.

(7/150)


وقولي لهما إن واجب المسلم الذي لا يمكنه الحياد عنه ولا المجاملة فيه هو الانصياع لحكم الله تعالى، والانقياد له في كل حالٍ، وتقديم مراعاة مرضاته على ما سواها.
والله أعلم.
1747
فتاوى
عنوان الفتوى:بادر إلى قضاء الفائتة رقم الفتوى:1747تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال: إذا فاتتني صلاة ودخل وقت الصلاة التي تليها فهل لي أن أقضيها قبل الصلاة التي بعدها أم تكون بعد الصلاة الداخل وقتها؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب قضاء الصلاة الفائتة فوراً، فعليك أن تبادر في أداء الصلاة الفائتة قبل صلاة الحاضرة، لأن الله يقول: (وأقم الصلاة لذكري) [طه: 14]
وهذا ما لم تخش فوات الحاضرة فإن خشيت ذلك بدأت بها وإذا حضرت الجماعة وهم يصلون الحاضرة فإنه يجوز حينئذٍ أمران : أن تصلي الحاضرة معهم، ثم تقضي ما فاتك فقط .
أو أن تدخل مع الجماعة بنية صلاتك الفائتة، ثم تصلي الحاضرة بعدها.
والله أعلم .
17472
عنوان الفتوى:متى تحل زوجة الأخ لأخيه رقم الفتوى:17472تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم
أخت الزوجة محرمة على الزوج مؤقتا لحين وفاة الزوجة أو طلاقها؟ ونفس السؤال بالنسبة للأخ وزوجة أخيه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى حرم الجمع بين الأختين، وكذلك الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها وابنة أخيها وابنة أختها، وذلك حرصا على صلة الأرحام وتأكيداً على دوام حسن العلاقة بين ذوي الأرحام، ومن المعلوم أن الضرات يقع بينهن غالباً ما لا ينبغي أن يقع بين ذوات الأرحام والقريبات، لذلك لا يجوز للرجل أن يتزوج أخت زوجته ولا غيرها من القريبات -ممن سبق ذكرهن- حتى تموت أو يطلقها طلاقاً بائناً لا يملك رجعتها منه، وهذا باتفاق العلماء.

(7/151)


أما زوجة الأخ فهي كسائر المتزوجات فلا تحل لأخيه ما دامت في عصمته، فإن توفي عنها أو طلقها طلاقاً بائناً وانتهت عدتها منه في الوفاة أو الطلاق حلت لسائر الأزواج، والأخ من ضمنهم إذا لم يقم بها مانع آخر.
والله أعلم.
17473
عنوان الفتوى:رضاع بنت الخالة من أمك لا يحرم أختها رقم الفتوى:17473تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : أريد الزواج بابنة خالتي علماً بأن لها أخت تكبرها بـ 5 سنوات وتصغرني بـ 5 سنوات وقد سبق لها وأن رضعت من أمي لكن أمي لم يكن بها حليب حينها علماً بأن عمري كان 5 سنوات حينها فما الحكم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز لك الزواج بهذه الفتاة، لأنها لم ترضع من أمك أصلاً، وكون أختها رضعت من أمك لا يحرمها عليك، فكيف إذا كانت أختها لم ترضع أصلاً من أمك لعدم وجود اللبن في ثدي أمك حال رضاعها، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 11495.
والله أعلم.
17474
عنوان الفتوى:الرياضة...ممارستها..وضوابط تعليمها رقم الفتوى:17474تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : ماهو حكم العمل كمدرس للتربية الرياضية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتعتبر الرياضة من الأنشطة المهمة التي تؤدي إلى تحقيق أهداف نبيلة، وذلك إذا مورست وفقاً للضوابط الشرعية، فمن الأهداف النبيلة للرياضة:
أولاً: تقوية أجسام الشباب، ليكونوا قوة لدينهم.
ثانياً: تنمية روح التنافس البريء بين الشباب.
ثالثاً: تعويد الشباب على الصبر والنظام والتعاون.
رابعاً: تهيئة جيل يستطيع مقارعة الأعداء. إلى غير ذلك من الأهداف.
أما الضوابط الشرعية لممارسة الرياضة فمنها:
1- اختيار مدربين أمناء اصطبغوا بالإسلام عقيدة وعملاً حتى يكونوا قدوة للشباب.
2- مراعاة الحدود الشرعية مثل ستر العورات، وعدم إضاعة الأوقات.
3- ألا تشغل الرياضة عما هو أهم منها.

(7/152)


إذاً، فالعمل في مجال تدريس التربية الرياضية جائز ما دامت هذه الآداب الشرعية مراعاة فيها، وراجع الفتوى رقم: 7161، والفتوى رقم: 11213، والفتوى رقم: 11354، والفتوى رقم: 6496.
والله أعلم.
17477
عنوان الفتوى:إن أمثل ما تداويتم به الحجامة رقم الفتوى:17477تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم الحجامة وما فائدتها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز التداوي بالحجامة، وقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليها، وبين أنها من خير الأدوية، ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أمثل ما تداويتم به الحجامة". وانظر الفتوى رقم: 3195.
ولمعرفة فوائدها يراجع كتاب (الطب النووي) لابن القيم رحمه الله.
والله أعلم.
17479
عنوان الفتوى:إقامة الصداقة بين الفتيات والفتيان من أعظم المنكرات رقم الفتوى:17479تاريخ الفتوى:03 ذو الحجة 1424السؤال : ما هي حدودي مع البنات في الكلية؟ وهل يوجد صداقة بين الولد والبنت؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأي امرأة غير زوجتك أو محارمك فهي أجنبية عنك، سواء أكانت في الكلية أم كانت خارجها، فلا تجوز لك الخلوة بها ولا النظر إليها، كما لا يجوز التحدث إليها إلا لحاجة وبالضوابط الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 8890.
واعلم أن إقامة الصداقة بين الفتيات والفتيان من أعظم المنكرات، وأبشع الفواحش التي يجب على المسلم اجتنابها والابتعاد عنها صوناً لدينه وعرضه، وانظر الفتوى رقم: 9431.
وانظر حكم الدراسة في الجامعات المختلطة في الفتوى رقم: 5310.
والله أعلم.
1748
عنوان الفتوى:الأضحية بهدية بهيمة الأنعام صحيحة رقم الفتوى:1748تاريخ الفتوى:29 ذو القعدة 1424السؤال : إذا جاءتني هدية عبارة عن ذبيحة فهل يجوز لي أن أضحي بها؟

(7/153)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
إذا جاءتك هدية عبارة عن نوع من بهيمة الأنعام مما يصح أن يضحى به، واجتمعت الشروط فيه، جاز لك أن تضحي به .
ويشترط في ما يضحى به أن يكون سليماً من العيوب، وأن يتوفر فيه السن الذي حدده الشرع في كل نوع، فلا يجزئ من الإبل إلا ما أتم خمس سنين، ولا من البقر إلاّ ما أتم سنتين، ويجزئ في الضأن ما له ستة أشهر، وفي الماعز ما له سنة، والله أعلم.
17481
عنوان الفتوى:إزالة الأم شعر عانة ابنتها لا يجوز رقم الفتوى:17481تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز للأم أن تزيل الشعر من عورة ابنتها بدون التمعن في النظر؟ وذلك لصغر سنها وعدم قدرتها على القيام بذلك.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للأم أن تزيل الشعر من عورة ابنتها، لما في ذلك من الاطلاع والنظر إلى ما أمر الله بحفظه وكف البصر عنه، ففي الترمذي وأبي داود وابن ماجه من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا نبي الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: "احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك. قلت: يا رسول الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يراها، قلت: يا نبي الله إذا كان أحدنا خالياً؟ قال: فالله أحق أن يستحيا منه من الناس".
وقال الإمام النووي في (المجموع): (ويحلق عانته بنفسه، ويحرم أن يوليها غيره إلا زوجته أو جاريته التي تستبيح النظر إلى عورته ومسها، فيجوز مع الكراهة).
وعلى الأم أن ترشد ابنتها إلى كيفية إزالة الشعر النابت على العورة بدلاً من مباشرتها هي لذلك، وهناك من مزيلات الشعر ما يغني عن مباشرة الأم لذلك، وهذا كله ما لم تكن هنالك ضرورة ملجئة إلى ذلك، فإن كانت ثمة ضرورة ملجئة كأن تكون البنت معاقة جسدياً فلا بأس إذا طال شعر العانة.
والله أعلم.
17483

(7/154)


عنوان الفتوى:دلالة من قال لزوجته (تحرمين عليّ) رقم الفتوى:17483تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : حصل خلاف بيني وبين زوجتي على جهاز الرسيفر وكنت في حالة عضب وقمت بأخذ الرسيفر وهويت به على الأرض وقلت تحرمين عليّ لو جلبت هذا الجهاز مرة أخرى وأشرت بيدي على الجهاز ما حكم هذا؟ وما الحكم لو جلبت جهاز آخرً غيره؟
أفتوني مأجورين.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عليك أولاً أن تتوب إلى الله عز وجل من أمرين:
الأول: هو إدخالك لجهاز (الرسيفر) لبيتك، وفي هذا الجهاز ما فيه من المنكرات العظيمة التي يستقبلها، فيحرم عليك أن تأتى به مرة ثانية.
والثاني: هو أن تتوب إلى الله من هذا اللفظ الذي قلته لامرأتك (تحرمين عليّ) لأنه ظهار في الراجح من أقوال أهل العلم، وهو منكر من القول وزور، كما قال تعالى: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) [المجادلة:2].
وإذا لم تدخل هذا الجهاز مرة أخرى فلا يترتب عليك شيء، وإن أدخلته وقع الظهار من زوجتك، فلا يحل لك أن تقربها (تجامعها) حتى تكفر كفارة الظهار، وهي على الترتيب:

(7/155)


عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين لا تقطعها إلا لعذر شرعي كمرض، فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً، وذلك لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المجادلة: 3-4].
والله أعلم.
17484
عنوان الفتوى:حديث "إذا آخى الرجل..." لا يصح رقم الفتوى:17484تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : سمعت عن حديث يحث على التعارف بين أي اثنين عند أول التقائهم وكنت أرغب في هذا الحديث؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ورد حديث بهذا المعنى في سنن الترمذي (كتاب الزهد) باب ما جاء في إعلام الحب عن يزيد بن نعامة الضبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه، وممن هو؟ فإنه أوصل للمودة".
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد بن نعامة سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم، ويروى عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث، ولا يصح إسناده.
والله أعلم.
1749

(7/156)


عنوان الفتوى:يحرم سماع الأغاني المشتملة على آلات اللهو وكذا الكلام الفاحش رقم الفتوى:1749تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما رأي فضيلتكم بمن يذكر بالله تعالى ويقال له: إن الأغاني حرام فيعرض ويقول: إني أتمنى أن أضع كل المشايخ ورجال الدين في حفرة وأحرقهم ، أو يقول:المشايخ لايتبعون الدين إلا في تعدد الزوجات والطعام فقط . فما رأيكم في هذا الشخص؟ هل ارتد أم لا؟ وما الواجب علي تجاهه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..... وبعد:
فالأغاني المشتملة على آلات اللهو والمعازف، أو الكلام القبيح الفاحش الداعي إلى الرذيلة والفجور لا شك في تحريمها، والواجب على المسلم أن يذعن لحكم الله ويسلم له، كما قال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا) [الأحزاب 36]. ومن ضعفت نفسه وعجزت عن تطبيق أمر الله فعليه أن يبدي عذره عند النصح وأن يستغفر الله، لا أن يعادي أهل الحق المشفقين عليه الحريصين على هدايته. وبغض أهل الدين والسخرية منهم من الأمور الشنيعة والمنكرات العظيمة، التي يخشى على صاحبها تعجيل العقوبة له في الدنيا قبل الآخرة، فلحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة. وقد عد بعض الفقهاء مثل هذه العبارات من موجبات الردة عياذاً بالله من ذلك. فعليك أن تبين له خطر هذا الكلام وسوء عاقبته، وأن تدعوه إلى التوبة والاستغفار. والله تعالى أعلم.
17490
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:17490تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : الرجاء إفادتنا حول الموضوع التالي:
هل يجوز تحديد جنس المولود -اختيار بين الذكر والأنثى -؟ وفي نفس السياق هل يجوز تحديد عدد المواليد باثنين أو أكثر؟ مع العلم أن كلا الأمرين ممكن مخبريا.
جزاكم الله خيراً.

(7/157)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم تحديد جنس المولود في الفتوى رقم: 7888. وتحديد عدد المواليد له نفس الحكم.
والذي ننصح به هو أن يرضى الإنسان بما قسم الله له، دون أن تتدخل اليد البشرية في شيء من ذلك إلا في حال الضرورة.
والله أعلم.
17491
عنوان الفتوى:من مات وهو لا ينوي قضاء الدين يؤخذ من حسناته رقم الفتوى:17491تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : أنا سرقت كثيراً وأكلت حراماً كثيراً وزنيت أكثر من مرة ولكني والحمد لله قد اهتديت وأحاول بكل طاقتي ألا أغضب ربي ولكن لا أقدر على سداد الديون التى سرقتها لأنها كثيرة ولأني لا أعلم بعض أصحابها وكلما سمعت أنَّ الله لا يغفر الذنوب إلا بعد سداد الديون لأصحابها أحس بأن كل صلاتي لا قيمة لها بالله عليك ماذا أفعل؟
أرجو ألا تتأخر علي في الإجابة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله عز وجل أخبرنا في كتابه العزيز أنه يغفر الذنوب جميعاً، ولو بلغت ما بلغت من الكثرة والشناعة، فيقول عز من قائل: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].
ويقول: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ) [غافر:3].
ويقول: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].

(7/158)


فهذه الآيات تثبت أن الله عز وجل يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها توبة صادقة، حتى الشرك بالله تعالى فإنه يغفره، كما قال في سورة الفرقان: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الفرقان:68-70]، فتأمل أخي الكريم في رحمة الله بعباده وسعة فضله عليهم حيث أن لم يقف عند مغفرة ذنب التائب والتجاوز عنه، بل تعدى ذلك إلى أن أبدل عمله السيئ بالحسنات.
لذا، فنقول للسائل: ما عليك إلا أن تخلص التوبة إلى الله تعالى وتستقيم عليها وتثق بما عنده، ثم إن توبتك من الزنا وأمثاله من الذنوب التي لا تتعلق بحقوق العباد تكون بالاستغفار والندم والترك والعزم على عدم العودة إليها أبداً.

(7/159)


أما حقوق العباد، فلابد من إرجاعها إليهم أو رثتهم الشرعيين إذا علمتهم واستطعت الوصول إليهم، وكانت لك القدرة المادية على إرجاعها، فإن لم تستطع الوصول إليهم أو كانوا مجهولين لا يمكن أن تعرفهم، فإنه يجزئك أن تتصدق بها عنهم، فإن وجدتهم بعد ذلك خيرتهم بين الرضى بالتصدق عنهم أو أخذ أموالهم، فإن اختاروا أخذ أموالهم دفعتها إليهم، وتكون الصدقة الأولى لك، فإن لم تستطع السداد ولكنك نويت ذلك وعزمت عليه، فقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم من كان هذا حاله، أنه لا إثم عليه، وذلك فيما رواه الطبراني في معجمه الكبير: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين دينان: فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه، ومن مات وهو لا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته، ليس يؤمئذ دينار ولا درهم". صححه الألباني بمجموع طرقه في أحكام الجنائز.
وبالنسبة لأعمالك الأخرى كالصلاة والزكاة والحج وغيرها، فإنها لا تُرد بسبب الدين، لعدم وجود دليل على ذلك مع قول الله تعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [القصص:84].
والله أعلم.
17493
عنوان الفتوى:لا بأس بإطلاق لفظ (السيدة) على عائشة رضي الله عنها رقم الفتوى:17493تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم إطلاق كلمة (السيدة) على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج -إن شاء الله- في إطلاق لفظ: (السيدة) على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أو غيرها من الصحابيات والفضليات من نساء المؤمنين.
لأنه قد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قوموا إلى سيدكم فأنزلوه" يعني بذلك: سعد بن معاذ رضي الله عنه. رواه أحمد والبخاري عن عائشة رضي الله عنها.

(7/160)


وورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا، يعني: بلالاً رضي الله عن الجميع.
وما ورد في سنن أبي داود والمسند عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه: أن وفد بني عامر قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت سيدنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "السيد الله تبارك وتعالى" فقالوا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً.. فقد حمل أهل العلم قوله صلى الله عليه وسلم: "السيد الله" على سد ذريعة الإفراط والغلو فيه صلى الله عليه وسلم حتى لا يقع الغلو فيه كما وقع الغلو من النصارى في عيسى عليه السلام، لذلك قال لهم في هذا الحديث: "قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان".
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين: "أنا سيد الناس يوم القيامة".
والله أعلم.
17497
عنوان الفتوى:ربَّ كلمة أدت إلى وقوع فتنة رقم الفتوى:17497تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : يا شيخ نعرف ماهي قيمة الجوال والرسائل القصيرة ولكن وصلني بالأيام الأخيرة رسالة مفادها: لولا الخوف والشرك بالله لجعلت حبك سادس أركان الإسلام فمرت علي أول مرة مرور الكرام ولكن قلبت الجهاز مرة أخرى ثم أمعنت بالنظر فيها فسؤالي: يا شيخ ما الحكم في هذه الرسالة؟ وهل هي جائزة وصحيحة؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا ونحن في غفلة ولا ندري ما الحكم فيها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلاشك أن الجوال وسيلة من وسائل الاتصال النافعة التي يستفاد منها في كثير من أبواب البر والخير والصلة، ولكن الخطورة في كونه سلاحاً ذا حدين، فقد يستخدم في الشر أيضاً، ومن ذلك المعاكسات التي تحدث بين الفتيان والفتيات.

(7/161)


ومما يأتي منه من الشر ما ورد في هذه العبارة التي وردت بها الرسالة، فأي خوف من الله تعالى موجود في قلب يقدم صاحبه على مثل هذه المعاكسات، إذ أن الخوف من الله تعالى رادع عن كل ما يغضب الرب تبارك وتعالى، ويؤدي إلى نشر الفتنة بين قلوب الخلق، لذلك عندما تحدث القرآن عن مخالفة الكفار لأمر الله تعالى قال: (كَلَّا بَلْ لا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ) [المدثر:53].
فنصيحتي لك أيها الأخ السائل ألا تلتفت لمثل هذه الرسائل ولو بمجرد التفكير فيها، لأن ذلك قد يؤدي إلى أن تكون خاطرة تصير فكرة.. إلى أن تقع في الفاحشة، لذلك قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [النور:21].
هذا مع شكري لك على حرصك على الخير ومعرفة الحق، سائلين لنا ولك التوفيق والسداد.
والله أعلم.
17498
عنوان الفتوى:تفسير القرآن الكريم...وأوائل من قاموا به رقم الفتوى:17498تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : من هو أول من ألف في علم تفسير القرآن الكريم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتفسير كعلم من العلوم كان موجوداً منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسألونه عما أشكل عليهم، وفي عهد الصحابة كانت هنالك مدارس للتفسير في مكة والمدينة وغيرهما.
أما تدوين التفسير، فقد جاء متأخراً في أواخر عهد بني أمية وأوائل عهد العباسيين، وقد مر التأليف بمراحل عدة:
المرحلة الأولى: جمع التفسير ضمن كتب الحديث، وممن اشتهر بذلك يزيد بن هارون ووكيع بن الجراح وسفيان بن عيينة وغيرهم.

(7/162)


المرحلة الثانية: إفراد التفسير بالتأليف، وجعله علماً قائماً بنفسه، وممن اشتهر بذلك ابن ماجه، وابن جرير الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وغيرهم، وبعضهم لم تصل إلينا كتبهم، لذلك يذكر بعض العلماء أن الطبري هو شيخ المفسرين، إذ أن كتابه هو الذي وصل إلينا بكامله، وقد تميزت هذه المرحلة بذكر الأسانيد.
المرحلة الثالثة: تفسير بالرأي، أو تفسير بالمأثور مع اختصار الأسانيد، ومن هذه التفاسير: الكشاف للزمخشري، ويجب الحذر مما في الكشاف من أحاديث ضعيفة أو موضوعة، ومن آراء أهل الاعتزال والزيغ.
والله أعلم.
17499
عنوان الفتوى:هواجس أو استدراج الشياطين للمارسة السحر رقم الفتوى:17499تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:أنا شاب أبلغ من العمر ثماني عشرة سنة ملتزم وأخاف الله وفي يوم من الأيام طرأ علي شيء غريب ألا وهو: أني أسمع كلاماً في أذني ويخبرونني بأن فلانا غداً سوف يموت، وهذا شخص به سحر فأذهب فأرقيه... إلىغير ذلك، وكل هذه الأمور تحصل عيانا وقد أخبرت بعض أصحابي بما طرأ علي فقالوا: إنهم جن يريدون أن يستدرجوك وغير ذلك وقد أخبرت أيضا بعض الأصحاب بهذه الحالة فقالوا لي: أنت مشرك وكاهن وقد ذهبوا لبعض المشايخ أو طلاب العلم من طلاب الشيخ الألباني فقال لهم: اهجروه وحذروا منه الناس، فهجروني فضاقت الدنيا بي حتى كدت أصاب بالجنون فما الحل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من الحقائق التي يجب أن تعلم أن المؤمن يبتلى بشتى أنواع المصائب، ليكون ذلك رفعة لدرجاته وكفارة لسيئاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة" رواه الترمذي وصححه، ورواه أحمد أيضاً من حديث أبي هريرة.

(7/163)


وهذا الذي حدث لك أيها السائل قد يكون هواجس وأفكار ناتجة عن عوامل نفسية معينة، وقد يكون من الشياطين بقصد الفتنة والاستدراج إلى ممارسة السحر، وهذا سبيل إلى الكفر بالله تعالى، لأن الراجح هو أن مجرد تعليم أو تعلم السحر يخرج من الملة، قال تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة:102].
فنصيحتنا لك الالتجاء إلى الله تعالى والاحتماء بجنابه، فإنه الركن الركين القوي المتين، الذي يحمي من شر الشيطان اللعين، قال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [الناس:1-6].
وعليك بذكر الله تعالى، فهو الحصن الحصين، الذي من التجأ إليه حفظ من مكر العدو المبين، وجماع ذلك كله في مجالسة الأخيار الصالحين الذين إذا نسيت ذكروك، وإذا تذكرت الطاعة أعانوك، وبهذا يذهب الله عندك ما تجد بإذن منه سبحانه.
أما التصرف الذي صدر من أصحابك، أو من بعض طلبة العلم نحوك، فهو تصرف غير صحيح، لأن الواجب عليهم أن يعينوك على الخير والخروج مما أنت فيه، لا أن يعينوا الشيطان عليك، فنصيحتنا لهم أن يتقوا الله تعالى، وأن يمتثلوا أمره، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].
وأسأل المولى تبارك وتعالى أن يفرج عنك الهم، ويزيل عنك الغم.
والله أعلم.
1750
عنوان الفتوى:الأفلام الكرتونية للأطفال إذا كانت ضمن آداب الإسلام جائزة رقم الفتوى:1750تاريخ الفتوى:17 محرم 1422السؤال : هل يجوز استخدام المجلات الخاصة بالأطفال والتي تستخدم فيها الرسوم الكرتونية مثل مجلة "سنان". وهل يجوز استخدام الأفلام الكرتونية الإسلامية للأطفال كبديل عن التلفاز؟

(7/164)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمجلات التي بها رسوم كرتونية وكذلك الأفلام الكرتونية، نرى جواز استخدامها حيث دعت إلى الفضيلة وتعليم الآداب الإسلامية مع خلوها من الحرام، كالموسيقى والصور التي تدعوإلى الحرام ً.
ولأن جمهور أهل العلم استثنى من حرمة التصوير والتماثيل ما كان للأطفال لغاية تعليمهم ما يصلحهم ، وأن يأنسوا به. هذا والله أعلم .
17501
عنوان الفتوى:أقسام سنن الصلاة رقم الفتوى:17501تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي السنن المؤكدة في كل صلاة والنوافل؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنوافل هي ما سوى الفرائض، وهي في الصلاة تشمل: السنن الراتبة وغير الراتبة، والمؤكدة وغير المؤكدة. ولمعرفة الفرق بين المؤكدة وبين غيرها من النوافل انظر الفتوى رقم: 10648.
وإن كنت تقصد -في سؤالك- السنن التي في صفة الصلاة، سواء كانت فرضاً أو نفلاً، فاعلم أنها كثيرة وتنقسم إلى ثلاثة أقسام: سنن أقوال، وسنن أفعال، وسنن هيئات، مع اختلاف بين العلماء في كثير منها، وفيما يلزم من تركها في الصلاة سهوا، وفي أمور كثيرة جداً تتعلق بها، فراجع لذلك كتب الفقه.
والله أعلم.
17502
عنوان الفتوى:ما يقتضيه فقه الواقع في مخاطبة المرأة الأجنبية رقم الفتوى:17502تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي هو: هل يجوز لي متابعة فتاة والتكلم معها لسؤالها إن كان يمكنني التقدم لخطبتها؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/165)


فلا مانع من أن يحادث الرجل المرأة لحاجة كأمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو تعليم، أو بيع وشراء، أو أن يعرض عليها رغبته في الزواج بها، من غير خلوة ولا خضوع بالقول، وأن تكون المرأة متحجبة بالحجاب الشرعي الساتر لجميع بدنها، إن أُمنت الفتنة، مع أن الأولى في حق الخاطب أن يتوجه إلى أولياء أمر المرأة، ويعرض عليهم رغبته في الزواج منها.
وهذا الحكم الذي ذكرناه وبينا ضوابطه إنما يكون في المجتمع المسلم الذي يطبق أحكام الشرع، ويراقب الله في أفعاله وأقواله، وعلى كل فرد في هذا المجتمع وازع التقوى والخوف من الله، ولكن لما كثر الفساد، وضعف الوازع الديني في قلوب الناس، وأصبحت الشروط والضوابط التي ذكرناها عزيزة نادرة الوجود، وأصبح كثير من المستفتين يأخذون بأطراف الفتاوى دون نظر إلى قيودها وشروطها، بغيتهم الوصول إلى ما يريدون وما تهوى أنفسهم محتجين بفتوى فلان وعلان، وقد تكون الفتوى في أحايين كثيرة على خلاف ما فهموا منها، لما كان الأمر كذلك اقتضى ذلك كله إعمالاً لفقه الواقع وسداً لذرائع الفساد أن يمنع الرجل من محادثة المرأة الأجنبية في شؤون الزواج بها دون وجود محرم لها.
وعليه، فلا يجوز لك متابعة هذه الفتاة للحديث معها، لأن ذلك مدعاة للفتنة، وسوء ظن الناس بك وبها، والطريق الصحيح المأمون هو التوجه إلى أولياء أمرها، أو إرسال إحدى قريباتك إليها لمعرفة موافقتها.
والله نسأل أن يوفقنا وإياك لصالح العمل، وأن يجنبنا وإياك مكائد الشيطان والزلل.
والله أعلم.
17503
عنوان الفتوى:المذي يوجب غسل الذكر كله رقم الفتوى:17503تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : هل يفقد السائل الذي يخرج قبل المني الطهارة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/166)


فإن الغالب أن الذي يخرج قبل المني هو ما يعرف بالمذي، وهو ماء أبيض لزج يخرج عند المداعبة أو تذكر الجماع، وهذا يجب فيه غسل جميع الذكر وما أصاب من الثياب، والوضوء.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سأله المقداد بأمر من علي رضي الله عنه: "توضأ وانضح فرجك" رواه مسلم.
وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 1855، 2000، 8725، 996.
والله أعلم.
17504
عنوان الفتوى:حكم التخاطب بغير العربية رقم الفتوى:17504تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : هل نأثم عندما نتكلم بلغة أجنبية (الفرنسية أو الأسبانية) لأنها جزء من عاميتنا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التخاطب بغير العربية غير ممنوع شرعاً، ولا إثم على من فعل ذلك، مع أن تركه أولى إلا لحاجة كتعليم ونحوه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نعم لو قيل: تكره العقود بغير العربية لغير حاجة، كما يكره سائر أنواع الخطاب بغير العربية لغير حاجة: لكان متوجهاً، كما قد روي عن مالك وأحمد والشافعي ما يدل على كراهة اعتياد المخاطبة بغير العربية لغير حاجة.
وانظر الفتوى رقم: 8086.
والله أعلم.
17506
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في كيفية ارتجاع المطلقة الرجعية رقم الفتوى:17506تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : خلال فترة العدة للمطلقة هل تعود لزوجها بمجرد الجماع خلال فترة العدة أم أن نية الإرجاع يجب أن تكون موجودة أيضا؟ وما حكم من انقضت عدتها وقد جامعها زوجها خلال فترة العدة ولكن بدون نية الإرجاع؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في المطلقة الرجعية هل ترجع إلى زوجها بمجرد وطئها أم لا؟ على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنها ترجع إليه بمجرد الوطء وهو مذهب الحنفية والحنابلة.

(7/167)


القول الثاني: أنها لا ترجع إليه بمجرد الوطء، بل لابد مع الوطء من نية الرجعة، وهذا مذهب المالكية.
القول الثالث: أنها لا ترجع إليه بمجرد الوطء مع نية الرجعة، بل لابد من اللفظ الدال على الرجعة صراحة، كراجعتك أو ارتجعتك ونحو ذلك، أو كناية مع النية كقوله: أنت عندي كما كنت، فهذا اللفظ يحتمل أن يكون مقصوده أنت عندي كما كنت زوجة، ويحتمل أنت عندي كما كنت مكروهة، ولذلك قال الفقهاء: إن هذا اللفظ وأمثاله يحتاج نية، ولذا يسألون قائله ما قصد به.
والذي يظهر أنها ترجع إليه بمجرد الوطء، وراجع الجواب رقم: 7000
17507
عنوان الفتوى:النظرة الشرعية في إخبار المنجمين في وقوع بعض الأمور رقم الفتوى:17507تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : أنا شاب مسلم ومنذ مدة قرأت عن فلكي وطبيب فرنسي مات منذ ما يقرب من خمسة قرون ويدعى نوستراداموس هذا الرجل نال شهرة واسعة في مجال التنجيم والتنبؤ ولقد تنبأ الرجل كما يقول الناس فى كتابه قرون بأحداث حدثت بعد موته بخمسة قرون مثل انتحار هتلر وضرب الولايات المتحدة وغيرها من الأشياء. وسمعت أيضا عن عدة نبوآت لناس آخرين ولكنني سمعت أن الله قد كشف لعديد من الناس عن أمور غيبية. وإنني أخاف من كيد الشيطان فإنه له مداخل كثيرة إلى نفس الإنسان. فأنا أرجو منكم الرد بفتوى تثبتنا على الإيمان والإسلام ليستريح قلبي.
ولكم جزيل الشكر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/168)


فمن الأمور المسلمة عند المسلم أنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، ومن نسب إلى شخص من الناس علم الغيب فقد خرج من ملة الإسلام، وكفر بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك دلت نصوص الوحي، قال تعالى: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) [النمل:65]، وقال تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم: (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) [الأنعام: 50]، وقال تعالى: (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر) [الأعراف:188].
وفي صحيح مسلم من حديث عائشة قالت: "ومن زعم أنه -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم- يخبر بما يكون في غد، فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) [النمل:65].
واعلم أخي الحبيب أن للشيطان مداخل إلى النفوس فاستعذ بالله من مداخله، واسأل الله حفظه وتأييده، وما يقوم به الكهنة والعرافون من الإخبار ببعض المغيبات أكثره من قبيل التخرص والظنون، فيقول لك مثلاً: أنت ستتزوج بامرأة من قبيلتك، وسيكون لك أولاد، وهذا الذي أخبر به هذا الكاذب ليس أمراً غريباً، بل أكثر الناس يتزوجون ويرزقهم الله أولاداً. أو ينظر إلى علاقة متوترة بين دولتين فيقول: ستحدث حرب بين دولة كذا ودولة كذا بعد عقد من الزمان، ثم يقدر الله أن تحدث هذه الحرب فيغتر الناس بكلامه ويفتنون مع أن الذي أخبر به هذا الكاذب أمرٌ يتوقعه كل من له خبرة بالواقع.

(7/169)


أو يخبرك بشيء خاص بك لا يعلمه أكثر الناس، وهذا ليس أمراً مستغرباً، لأن الله تعالى يقول: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) [الأنعام:112-113].
قال السدي في تفسير الآية: للإنسان شيطان وللجني شيطان، فيلقى شيطان الإنس شيطان الجن، فيوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً. ا.هـ
والشيطان القرين للإنسي لا يفارقه في أكثر أحيانه، ويرى منه ويعلم عنه أكثر مما يعلم بقية أقارب هذا الإنسي، فلما يذهب الإنسي إلى الكاهن أو العراف يلتقي قريب الإنسي بشيطان الكاهن فيخبره بما فعل صاحبه، ثم يقوم شيطان الكاهن بإخبار صاحبه، وهذا كله ابتلاء واختبار من الله تعالى لعباده هل يؤمنون بقوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً) [الجن:26].
ومن أراد أن يعرف كذب هؤلاء الذي يدعون علم الغيب، فليسألهم عما يحدث في غدٍ أو يقبض بيده قبضة عشوائية على عدد من الحصى، وينظر بعد ذلك إلى خبطهم وكذبهم.
وقد يصدق الكاهن والمنجم، وذلك في الخبر الذي تلقاه عن مسترق السمع قبل أن يدركه الشهاب، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر الحديث بتمامه في الفتوى رقم: 1850.
وقد يكون الرجل المذكور قد اعتمد على بعض الرؤى والنبوءات المذكورة في كتب أهل الكتاب وأصاب في تفسيرها، وكتب أهل الكتاب - رغم تحريفها - فيها بعض الأخبار والنبوءات والبشارات التي لم يلحقها التحريف، وإن كنا نحن منهيين عن الانشغال بها والتماس الهدى منها.

(7/170)


وأما ما ذكرت في كشف الله بعض أمور الغيب لمن يشاء من عباده فهذا حق، وهو حاصل في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي من سبق من الأمم، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 5416.
والله أعلم.
17508
عنوان الفتوى:حكم بقاء الزوجة تحت زوجها التارك للصلاة رقم الفتوى:17508تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا والحمد لله قد تبت والتزمت منذ 3 أشهر، و كان زوجي مسافراً وقد أخبرته وتقبل الموضوع، و لكن المشكلة أنه لا يصلي وقد تناقشنا كثيراً، وأنا قد سمعت أنه يجب علي أن أترك المنزل إن هو لم يصلي وأن أفارقه في الجماع، أما سؤالي فهو: أنني بصراحة عندي أبناء ولا أريد أن أتركهم وكذلك فإن حالة أهلي المادية لا تسمح، فإني أريد أن أعرف ماذا علي أن أفعل في هذه الحالة؟ وهل أنا مذنبة إذا رفضت الجماع معه علما بأنني إذا عاندته ورفضت زاد عناده في عدم الصلاة فماذا عساي أن أعمل؟ وكذلك أريد أن أعرف أنا أعلم أنه يبذر الأموال وينفقها في غير مكانها الصحيح (و نحن ولله الحمد حالتنا من المتوسط وما فوق) فهل أستطيع أن أسأل من ورائه أو ماذا أستطيع أن أفعل؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحيث أصر زوجك على ترك الصلاة فلا يجوز لك البقاء معه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 4510، والفتوى رقم: 5629.
وإنجابك منه وظروف أهلك المادية لا يسوغان بقاءك في عصمته على حاله المذكور، فعليك أولاً بنصحه، فإن تاب وأقام الصلاة فذلك المطلوب ولله الحمد، وإلا فامنعي نفسك منه واذهبي إلى أهلك، فإن صلى ورجع إلى رشده رجعت إليه، وإلا فارفعي أمرك إلى المحكمة الشرعية ولن يضيعك الله، ومن ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه.

(7/171)


ويجوز للزوجة أن تسأل عن نفقات زوجها من غير علمه إذا علمت منه إسرافاً وتبذيراً، ولكن ينبغي لها أن تسعى في أن يكون السؤال بطريقة لا تثير بينهما ريبة.
والله أعلم.
1751
عنوان الفتوى:يجوز للمرء إخراج زكاة الفطر عن والده وإخوته رقم الفتوى:1751تاريخ الفتوى:10 شعبان 1422السؤال : أنا موظف في الرياض وعند عيد الفطر أذهب لزيارة الوالد في المدينة المنورة وعند موعد حلول زكاة الفطر أقوم بدفع الزكاة عني وعن أهلي (والدي وإخواني) فما صحة ذلك علما بأن أبي على علم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما تفعله صحيح مجزئ عنك وعن والدك وإخوتك في إخراج زكاة الفطر. ونرجو أن يكون ذلك من البر بوالدك وبإخوتك. والعلم عند الله.
17511
عنوان الفتوى:حكم الانحراف اليسير عن عين القبلة رقم الفتوى:17511تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
أتقدّم لسماحتكم بهذا السؤال راجيا منكم إن شاء الله إجابة سريعة. فنحن بصدد بناء مسجد بقطعة أرض توجد في تكتل سكني بمدينة وقد تبيّن أن القبلة حسب البوصلة توجد بإنحراف 15 درجة شرقا بالنسبة للواجهة الشرقية للمسجد. السؤال هو: هل يجوز إكمال بناء المسجد على هذا النحو مع تصليح اتجاه الصفوف بالداخل أثناء الصلاة. أو من الأرجح إصلاح إتجاه المسجد ككل؟ وهل تجوز الصلاة بهذه الدرجة من الإنحراف عن القبلة إذا أردنا أن تكون الصفوف بالداخل متناسقة مع المسجد؟
أخيرا تقبلوا منا سماحتكم جزيل الشكر وبارك الله فيكم مع التأكيد على جواب سريع منكم حتى نتمكن من إكمال البناء باطمئنان.
وفقكم الله
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/172)


فالانحراف عن عين القبلة بـ 15 درجة لمن لا يبصر الكعبة لا يضره، لأنه لا يلزمه شرعاً استقبال عينها وإنما جهتها، كما هو مذهب جمهور العلماء، وكما هو مبين في الفتوى رقم: 15685، والفتوى رقم: 11452.
وعليه، فلا يلزمكم إعادة بناء المسجد باتجاه عين الكعبة، لأن صلاتكم جائزة بهذا الانحراف، ما دمتم تستقبلون جهة القبلة لكن إذا بنيتم المسجد أو سويتم الصفوف باتجاه عين الكعبة كما حددته البوصلة، فإن ذلك هو الأكمل والأحسن.
والله أعلم.
17515
عنوان الفتوى:أقوال الفقهاء في التكفير عن اليمين قبل الحنث رقم الفتوى:17515تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة وسلا م على رسول الله أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عندما أتذكر أن عندي دينا من صيام حلف قد حلفته ولكن لا أتذكر على أي شيء حلفت هل أصومه بدون أن أعرف عل أي شيء حلفت أم لا؟
أفدوني يرحمكم الله
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت متقيناً من اليمين والحنث فيه، وجب عليك أن تكفر عن يمينك؛ وإن لم تتذكر ما حلفت عليه، لأن المعتبر في وجوب الكفارة هو وجود اليمين المنعقد والحنث فيها.
وإن كنت متيقناً من اليمين ولم تحنث فيها، لكنك نسيت ما حلفت عليه، فإنه يجوز لك أن تكفر عنها بناءً على القول بجواز التكفير عن اليمين قبل الحنث فيها عند جمهور العلماء من الحنابلة والمالكية والشافعية، وبهذا تخرج من إشكال النسيان لما حلفت عليه، لأن هذه الكفارة تجزئ عنك، سواء أكنت قد حنثت أم كنت لم تحنث وتخشى أن تقع في الحنث لعدم تذكر المحلوف عليه.
هذا ويجب التنبيه إلى أن الصيام في كفارة اليمين لا يجزئ إلا بعد العجز عن إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، أما من كان مستطيعاً لأحد هذه الثلاثة فلا يجزئ عنه الصوم. وراجع الفتوى رقم: 2022.
والله أعلم.
17519

(7/173)


عنوان الفتوى:التقليد الفقهي بين الجواز وعدمه رقم الفتوى:17519تاريخ الفتوى:27 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز تقليد أحد المذاهب الفقهية بكل ما فيه حتى وإن كان المقلد ليس مقتنعا ببعض الأشياء التي فيه أي التقليد الأعمى؟ أم يجب عليه أن يأخذ من كل مذهب وما يقتنع به؟ وما الفرق بين ما ذكرت والاجتهاد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان الإنسان من أهل الاجتهاد مستوفياً لشروطه التي ذكرها العلماء، فهذا لا يجوز له التقليد، وإنما يعمل بما ترجح عنده بالدليل الشرعي، وإن كان ممن يستطيع الوقوف على أدلة كل مذهب في المسألة والترجيح بينها، فهذا يلزمه العمل بما تظهر له قوته من دليل في أي مذهب كان، وهذه المرتبة مرتبة وسطى بين الاجتهاد والتقليد يسميها بعض العلماء بالتبصر، ويسميها آخرون بالاتباع، قال تعالى: (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر:17-18]. [النحل:43]
وأما من كان من العوام، فإنه يجوز له تقليد مذهب معين والعمل بما فيه، كما يجوز له أن لا يقلد مذهباً، وما أشكل عليه سأل عنه من يثق في علمه وورعه، ولا يشترط معرفة الدليل في حقه، قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
مع أن الأولى له أن يسأل العالم عن دليل المسألة، وعلى العالم أن يبينه له إلا إذا كان مأخذه خفياً يعسر على العامي فهمه، قال صاحب المراقي:
ولك أن تسأل للتثبت عن مأخذ المسؤول لا التعنت
ثم عليه غاية البيان إن لم يكن عذر بالاكتنان

(7/174)


والتقليد الذي ذمه الله تعالى في كتابه هو التقليد في الباطل، فكثيراً ما يُبين للإنسان خطأ ما هو عليه من علم أو عمل فيصر على خطئه تقليداً لمذهبه أو شيخه، وهذا حاله كحال من قال الله فيهم: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) [الزخرف:22].
وراجع الفتوى رقم: 16616، 6787، 5812، 7763.
والله اعلم.
1752
عنوان الفتوى:يجوز لمن لم يستوف حقه بالطرق المشروعة استيفاؤه بنفسه رقم الفتوى:1752تاريخ الفتوى:24 رمضان 1421السؤال : كنت أعمل كمهندس في إحدى الشركات نظير أجر شهري ألفي جنيه وأنا والحمد لله من المتميزين في تخصصي، ثم تلقيت عرضاً من شركة أخرى بمبلغ أربعة آلاف جنيه في الشهر وبعد أن قبلت العرض واستقلت من شركتي القديمة فوجئت بأن المدير يخلف وعده معي ولم يعطني غير ألفين وخمسمائة والأدهى من ذلك أنه لم يخبرني أن طبيعة العمل الموكل إلي تختلف عن المتعارف عليه في تخصصنا والذى أصبح كالقاعدة الثابتة، وتكرر هذا الموقف مع اثنين غيري من الزملاء. ولم نستطع التراجع لأن سوق العمل الآن في ركود. والسؤال هل يجوز لنا الأخذ من مال الشركة ما يعيد لنا قدرا من حقوقنا الضائعة دون علم المدير الذي هو في الوقت ذاته أحد المساهمين؟ أم أن هذا حرام مع العلم أن العقد بيننا وبينه عقد أجنبي أي لا يجوز رفع دعوى أمام المحاكم المصرية، وإنما إذا أردنا ذلك فعلينا بالسفر إلى فرنسا لأن المحاكم الفرنسية هي المخولة بنظر أي دعوى متعلقة بالعقد كما ينص أحد البنود؟.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

(7/175)


فلقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعقود وامتدح الموفين بها قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أو فوا بالعقود) [ المائدة: 1] وقال تعالى ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً) [الإسراء: 34] وقال جل وعلا: ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) [البقرة 177]. ومن استأجر أجيراً ولم يوفه حقه فإن الله جل وعلا هو خصمه يوم القيامة فعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: "قال اللَّه تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره" رَوَاهُ البُخَارِيُّ. ولا تخلو حالتك مع هذا الرجل من واحدة من حالتين الأولى: أن يكون هذا الرجل قد وعدك بهذا الراتب وعند توقيع العقد غير ما اتفقتم عليه ووافقت أنت على ذلك مضطرا لأنك تركت وظيفتك الأولى، ففي هذه الحالة لا يلزم هذا الرجل حكماً بما اتفقتما عليه وإنما يلزمه ديانة لأن خلف الوعد من آيات المنافقين قال صلى الله عليه وسلم: آية المنانق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان. " متفق عليه من حديث أبي هريرة. وأما إذا كان وقع العقد بنفس المبلغ المتفق عليه سلفاً (4000) ثم بعد ذلك نكل فلك ولزملائك أن تستوفوا حقكم من العمل إذا كنتم لا تستطيعون أن تأخذوا حقكم منه بالطرق المشروعة هذا إذا لم تخافوا أن تنالكم معرة باستيفائكم حقكم بأنفسكم فإن خفتم لحاقها فلا إذن لكم في ذلكم واحتسبوا الأمر عند الله تعالى. والله أعلم
17521
عنوان الفتوى:ما يجب على من نشر حديثاً لا أصل له.. جاهلاً رقم الفتوى:17521تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(7/176)


كنت قد سمعت في تلفيزيون دولة إسلامية كبرى حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من أراد الفقر عينا فليطرب وقت الصلاة" ، ما مدى صحة هذا الحديث؟ وإن صح فهل المقصود وقت الصلاة كاملا أم وقت الأذان كما درجت العادة عند البعض بإغلاق الأغاني وقت الأذان فقط؟ وإن لم يصح ماذا أفعل وقد قمت بنشر هذا الحديث في بعض الظروف؟
وجزاكم الله عنا خيراً والسلام عليكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنا لم نجد لهذا الحديث أصلاً لا في الصحيحين، ولا في السنن، ولا في المسانيد، ولا في غير ذلك.
وعلامات الوضع ظاهرة عليه، ويكفي في ظهور وضعه أن الذين يشتغلون باللهو والأغاني في أوقات الصلوات كثيرون جداً، ومع ذلك فإن منهم من هم أغنياء، والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف -ولن يخالف- الواقع بحال، لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
والنهي عن المعازف سواء في أوقات الصلاة أو غيرها قامت عليه أدلة صحيحة، كالحديث الذي رواه البخاري معلقاً مجزوماً به: "ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمور والمعازف". ولا حاجة لاختلاق أو نشر أحاديث مكذوبة في شأنه.
أما وقد قمت بنشر هذا الحديث بين الناس، فإن استطعت أن تصلح ما فعلت بأن تجمع ما بقي من أوراق فتتلفها فحسن، أو تخبر من وزعت عليهم الحديث في السابق أن ذلك ليس بحديث، إن استطعت ذلك فافعله وهو الواجب عليك مع التوبة إلى الله، وتوبتك إن شاء الله مقبولة ولو ظل الأثر السيء لما قمت به باقياً، فقد نص العلماء على أن من تاب من ذنب بعد أن تعاطى سببه، فقد أتى بما هو واجب عليه، وإن بقي أثره، كمن رجع عن بث بدعة بعد أن كثر أتباعه فيها، وإلى هذا أشار صاحب مراقي السعود بقوله:
من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده كمن رجع عن بث بدعة عليها يتبع

(7/177)


والواجب عليك أن تستوثق من صحة ما يُنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قبل طبعه ونشره، وليس كل ما يسمع في القنوات والإذاعات صحيح، فإذا أردت نشر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فقم بعرض ذلك على أهل العلم المتخصصين في الحديث النبوي، فالله تعالى يقول: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [الأنبياء:7]. .
يقول الحافظ العرافي في كتاب (الباعث على الخلاص من حوادث القصاص ص 115): فلا يحل لأحد ممن هو بهذا الوصف (العوام وغير المتخصصين) أن ينقل حديثاً من الكتب؛ بل ولو من الصحيحين ما لم يقرأه على من يعلم ذلك من أهل الحديث.
والله أعلم.
17526
عنوان الفتوى:الغارم في معصية هل تصرف له الزكاة رقم الفتوى:17526تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : لي قريب يعمل مدرساً ويعول 4 أطفال ودخله لا يكفيه وله شقة تمليك عليها أقساط مع بنك ربوي وعليه ديون أخرى ربويّة وغير ربويّة اقتنى بها هوائيا للأقمار وثلاجة ثانية فهل يجوز لي أن أعطيه من مال الزكاة المستحقة علي؟ وشكراً
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الرجل، وإن كان مديناً إلا أنه لا يعطى من الزكاة لسداد ديونه التي تحملها إلا إذا تاب إلى الله وحسنت توبته، وذلك لأن ما ذكرت أنه استدان فيه مشتمل على ما ليس محتاجاً إليه كالثلاجة الثانية، وما لا يجوز أن يستدان فيه كالدش والقرض الربوي من البنك، واستدان أيضاً لشراء الطبق الهوائي الجالب لكثير من المعاصي، وقد اشترط العلماء في الغارم الذي يعطى من الزكاة ألا يكون استدان في سفه أو فسق أو سرف أو معصية.
فإذا كان كذلك، فإنه لا يعطى من الزكاة حتى يتوب، قال ابن قدامة في (المغني): لكن إن غرم في معصية مثل أن يشتري خمراً أو يصرفه في زنا أو قمار أو غناء ونحوه، لم يدفع إليه قبل التوبة شيء لأنه إعانة على المعصية. انتهى.

(7/178)


إلا أن يعطى لفقره لا لسداد دينه المحرم فلاحرج في ذلك، لكن عليكم بإعطاء زوجته وأولاده من الزكاة إذا كان هو عاجزاً عن النفقة عليهم، والأولى أن لا يعلم بذلك حتى لا يستعين به على معاصيه، وعليكم بنصحه وأن تبينوا له خطورة الربا ومشاهدة القنوات الفضائية، ومفاسد ذلك عليه في الدنيا والآخرة، وأن عليه التوبة والاستغفار إلى الله من كل ذلك.
والله أعلم.
17527
عنوان الفتوى:ماهية أفضلية الرسول صلى الله عليه وسلم رقم الفتوى:17527تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : ماذا نريد بقولنا: إن محمدا أفضل الأنبياء؟ هل هي أفضلية عند الله أم هي أفضلية فيما قدم من عمل وجهاد ودعوة؟ ثم هل أفضلية رسولنا صلى الله عليه وسلم قطعية أم ظنية؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأفضلية النبي صلى الله عليه وسلم هي: أفضلية عند الله تعالى، واصطفاء منه له صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء، وهي أفضلية قطعية وليست ظنية، وقد دلت على ذلك أدلة الكتاب والسنة، فمن ذلك قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [سبأ:28]، وقد كان الأنبياء يبعثون إلى قومهم خاصة، وقوله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة..." إلى آخر الحديث الذي أخرجه مسلم والترمذي.

(7/179)


ومن ذلك أيضاً اختصاصه بالشفاعة الكبرى، فكل الأنبياء يومئذ يقول: نفسي نفسي. وهذا لا نزاع فيه بين العلماء، فأفضليته صلى الله عليه وسلم من عند الله أولاً وآخراً، فهو الذي اصطفاه وختم به النبيين، وأعطاه الخلق العظيم، وجعله رسولاً إلى الناس كافة، وفضله بما جبله عليه من الجود والشجاعة والحلم والصبر على الدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله، فلم يهدأ له بال طوال عمره بعد النبوة دون دعوة أو جهاد من أجل إرساء دعائم هذا الدين، حتى أتاه اليقين صلوات الله وسلامه عليه.
والله أعلم.
17528
عنوان الفتوى:إبرار القسم بين الوجوب والترغيب رقم الفتوى:17528تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1423السؤال : هل عليك أن تلتزم بأداء ما طلب منك إذا ما قال لك شخص ما "بالله عليك أن تجلب لي كذا وكذا ورأيت أنه كثير القسم حتى على الأمور الصغيرة وعلى أشياء ترى أنه ليس من الصالح فعلها؟
أفيدونا جزاكم العلي القدير عنا كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن إبرار القسم أمر مرغب فيه، ففي الحديث المتفق عليه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع، أمرنا: باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس. ونهانا عن: آنية الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقسي والإستبرق".
وأخرج الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح إلا شيخه، وهو ثقة على كلام فيه قاله ابن حجر الهيتمي في (الزواجر) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله، ما لم يسأل هجراً".

(7/180)


وفي سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يسأل بوجه الله إلا الجنة". وفي مسند أحمد وسنن أبي داود من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه".
وقد حمل جمهور العلماء الأمر بإبرار القسم على الندب، وكذا إجابة من سأل بالله.
وظاهر حديث البراء السابق يفيد وجوب إبرار القسم، لكن اقترانه بما هو متفق على عدم وجوبه كإفشاء السلام قرينة صارفة عن الوجوب.
ومما يدل على عدم الوجوب أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبر قسم أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقد روى الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه رؤيا، فطلب أبو بكر رضي الله عنه أن يعبرها، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال أبو بكر رضي الله عنه بعد ذلك: بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً، قال: فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت، قال: لا تقسم".
قال الإمام النووي في شرح مسلم: هذا الحديث دليل لما قاله العلماء أن إبرار القسم المأمور به في الأحاديث الصحيحة إنما هو إذا لم تكن في الإبرار مفسدة ولا مشقة ظاهرة، فإن كان لم يؤمر بالإبرار. ا.هـ
وقال الإمام ابن الحجر الهيتمي رحمه الله في (الزواجر عن اقتراف الكبائر) في الكبيرة الثامنة والتاسعة والثلاثين بعد المائة بعد أن ساق الأحاديث قال: لكن لم يأخذ بذلك أئمتنا، فجعلوا كلا من الأمرين مكروهاً ولم يقولوا بالحرمة فضلاً عن الكبيرة، ويمكن حمل الحديث في المنع على ما إذا كان لمضطر، وتكون حكمة التنصيص عليه أن منعه مع اضطراره، وسؤاله بالله أقبح وأفظع، وحمله في السؤال على ما إذا ألح وكرر السؤال بوجه الله حتى أضجر المسئول وأضره، وحينئذ فاللعن على هذين.
وانظر الفتوى رقم: 8973، والفتوى رقم: 6869.

(7/181)


والله أعلم.
17529
عنوان الفتوى:لا تجزئ سنة الصلاة عن ركعتي الطواف، وحكم أدائهما وقت النهي رقم الفتوى:17529تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : الركعتان اللتان تصليان بعد الطواف عند تأدية العمرة هل هما ركعتان مستقلتان بذاتهما أم من الممكن أن تكونا ركعتين سنة لصلاة فرض مثلا؟ وما حكم هاتين الركعتين في حالة لو طاف الشخص بعد صلاة العصر(أي الصلاة مكروه)؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فركعتا الطواف شرعتا للنسك، وبعض أهل العلم قال بوجوبهما في الطواف الواجب. والراجح أنهما سنة مؤكدة ولو كان الطواف واجباً.
كما هو مذهب أحمد ومالك والشافعي في الراجح عنه.
لكن إذا طاف الطائف وصلى المكتوبة بعد طوافه هل تجزئه عن ركعتي الطواف؟ اختلفوا في ذلك، فروي عن بعض السلف -وهو مذهب الحنابلة والشافعية- أنها تجزئه، وقال مالك وأبو حنيفة ورواية عن أحمد: لا تجزئه المكتوبة ويصليهما بعدها لأنهما سنة، وهذا الأخير هو الراجح لأنهما تابعتان للنسك وهو الطواف.
وإذا لم تجزئ عنهما المكتوبة فمن باب أولى غير المكتوبة.
وتصليان في وقت النهي، وممن طاف بعد الصبح وصلى ركعتين ابن عمر وابن الزبير وعطاء وطاووس وابن عباس والحسن والحسين وغيرهم، وهو مذهب الحنابلة والشافعية، وهو الراجح خلافاً لأبي حنيفة ومالك اللذين نهيا عن صلاتهما في أوقات النهي، واحتجوا على ذلك بعموم النصوص الدالة على النهي في تلك الأوقات.
والله أعلم.
1753

(7/182)


عنوان الفتوى:وجوب الحذر من العلاقة غير الشرعية رقم الفتوى:1753تاريخ الفتوى:28 ربيع الأول 1422السؤال : بسم الله الرحمن اللرحيم أنا طالبة جامعية أبلغ من العمر 20 عاما ملتزمة وأرغب في المزيد من الهداية، مررت بتجربة أريد التحدث إليكم بها وأرجو إيضاح الحكم الشرعي وأفضل السبل والحلول وإن شاء الله على درب الهدى سائرون. كنت من أول دخولي للجامعة، الطالبة النشيطة التي ترغب في إفادة الطالبات وكان عندي من قوة الإرادة التي بداخلي ما يحفزني في عمل الخير والنشاطات الإسلامية مع الاهتمام بدراستي، و في تلك المرحلة كنت ألاحظ على طالب الاهتمام بي من خلال نظراته وتبسماته ووجوده في مبنى التخصص الذي أدرسه ومراقبته لي مع أنه يدرس في تخصص آخر، ولكن يبقى دائما قريباً من المكان الذي أكون فيه، ومع العلم أنه طالب ملتزم ومن طلاب المسجد النشيطين وكان في اتحاد الطلبة في الجامعة وكان اتحادنا طلاب الكتلة الإسلامية، وبعد فترة من تلك المرحلة تخرج الطالب من الجامعة (وهو صديق لأخي المقيم في الإمارات) وذهب إلى الإمارات للعمل بها واتضح لي أنه سوف يأتي العام القادم إلى الأردن لزيارة أهله هنا ...وأنا الآن متعرضة لموقف حرج حيث يتقدم لي العديد من الخطاب ومما يرغب أهلي في تزويجهم لي ولكن قلبي معلق بذلك الشاب من دون التحدث معه ولا مقابلته لأي مرة (نظرا لالتزامنا نحن الاثنين) ولكن مشاعري مرتبطة به لأنه ذلك الشاب الذي أتمناه الملتزم الخلوق ومن يتقدم لي إليّ الآن فقط الخلوقين من غير الالتزام الذي أريده ولا أدري كيف أواجه أهلي في الحقيقة مع العلم أنني صرحت لوالدتي بذلك الشعور ولم تنكر موافقتها عليه إذا جاء (مع العلم أنه جاء لأخي في الإمارات عدد من الخطاب ولم يخبرني بأسمائهم واحتمال أن يكون ذلك الشاب منهم لذلك عندي الشعور بالأمل في السنة القادمة عن قدوم ذلك الشاب إلى الأردن وإيضاح الموقف على أكمله. سؤالي الآن هل ذلك الشعور

(7/183)


الذي أشعر به ينكرة الدين وما حكم ذلك؟ وما الحكم في رفضي لكل الخطاب لحال أن يأتي ذلك الشاب من الإمارات في السنة القادمة ومعرفة الواقع إن كان يريدني أم لا؟ مع العلم إنني فقط في العشرين من عمري أي في بداية حياتي وإدراكي للواقع والمسؤولية. وما العمل إذا أجبرني والدي على الزواج أو لمجرد الخطبة لشخص هو في نظره المثالي وفي نظري أنا الخيانة له لأنني أحب غيره ... أرجو أخباري بسرعة ما الحكم مما أسلفت سابقاً وبالتفسير لو تفضلتم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

(7/184)


أولاً نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق، والسداد والخيرة في الأمر كله. والأمر الذي ذكرته حساس ودقيق فينبغي التعامل معه بشيء من الحيطة والحذر، ونصيحتنا لك هي كالتالي: 1. أولاً : الحذر كل الحذر أن تربطك أي علاقة غير شرعية بهذا الشاب أو غيره، فعواقب ذلك وخيمة جداً. والشيطان قد يستدرج الإنسان شيئاً فشيئاً بنظرة خاطفة وكلمة عابرة أو مكالمة هاتفية حتى يصطاده بحبائله. وكما قلا الشاعر: كل المصائب مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر ثانياً : استخيري الله تعالى الاستخارة التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري وغيره، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به قال ويسمي حاجته". ثالثاً : استشيري من تثقين فيه من أهلك ممن تعرفين منهم النصح والأمانة. وإن فعلت هذا فسيقدر الله لك ما فيه الخير عاجلاً وآجلاً . رابعاً : شعورك تجاه ذلك الشاب لا حرج فيه بشرط أن لا يجر ذلك إلى ما حرم الله تعالى. وأحدد لك التأكيد على الحذر كل الحذر أن تربطك أي علاقة غير شرعية بأي أحد وعليك بالأخذ بالحيطة في ذلك إلى أقصى حد. خامساً : رفضك لكل خاطب لا ينبغي أن يستمر إلى ما لا حد له رجاء أمر غير مؤكد الحصول. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه

(7/185)


وخلقه فأنكحوه" كما في الترمذي وابن ماجه . ولا بأس أن تتصلي بأخيك الذي قلت إنه صديق لهذا الشاب وتستشيريه لعله يبوح لك بأمر يكون فيه حل لهذه المشكلة. سادساً : ينبغي لك أن تقنعي والدك مباشرة أو عبر والدتك بأن لا يجبرك على الزواج ممن لا ترضينه بل يترك لك الحق في القرار النهائي فيمن يكون زوجاً لك وأباً لأولادك ومن ستعيشين معه مستقبلك وبيني له أن الشرع مكنك من ذلك الحق ما دمت رشيدة عاقلة كما في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البكر تستأذن قلت إن البكر تستحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنها صماتها" والله تعالى أعلم.
17538
عنوان الفتوى:الكلمة التي يقع عندها نصف القرآن الكريم رقم الفتوى:17538تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : ما هي الكلمة التي يقع عندها نصف القرآن الكريم وفي أي سورة ورقم الآية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للتعبد به وللإعجاز: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء:192-195]
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:88].

(7/186)


وهو الكتاب السماوي الوحيد الذي يطمئن الباحث أنه لم تصل إليه يد التحريف والتبديل والتغيير، ولقد نال هذا الكتاب العظيم من العناية والدراسة والحفظ ما لم ينله كتاب على ظهر المعمورة، فتحقق بذلك قول الله عز وجل:إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]، فهناك من العلماء الأجلاء والعباقرة الأذكياء من وهبوا حياتهم لدراسة هذا الكتاب وحفظه وتجويده وخطه وتفسيره.....
ومنهم من اشتغل ببيان إعجازه في البلاغة والبيان والبديع.
ومنهم من اختص ببيان إعجازه في التشريع والتربية والتوجيه.
ومنهم من اختص ببيان إعجازه في الكون والآفاق والنجوم والكواكب والأفلاك.
ومنهم من اختص بكتابته وإملائه المتميز وسوره وآياته وأحزابه وأجزائه وأثمانه وكلماته وحروفه...
ومن بين الذين اشتغلوا بهذا النوع من علوم القرآن العلامة جلال الدين السيوطي وفيه ألف كتابه الإتقان في علوم القرآن، ذكر فيه أن سور القرآن (114) سورة -كما هو معلوم- نصفها عند سورة الحديد آخر الجزء السابع والعشرين.
وإن عدد آياته ستة آلاف تزيد باختلاف العدد المدني والكوفي: نصفها عند قوله تعالى:فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ [الشعراء:45] الجزء 19 وأن عدد حروفه (323000) نصفها عند النون من قوله تعالى:لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً [الكهف:74] وهو نصف القرآن من حيث الكم (الأجزاء والأحزاب).
وبهذا تكون قد عرفت -أخي الكريم- الكلمة التي يقع عندها نصف القرآن الكريم وهي قوله تعالى "نكراً" الآية 74 من سورة الكهف.
والله أعلم.
17540
عنوان الفتوى:مواكبة العصر ...ذريعة للتفلت من أحكام الشرع رقم الفتوى:17540تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم

(7/187)


صديقي يريد أن يخطب فتاة وقد قال لي بأنه يتعين عليه أن يتحدث معها أولا قبل أن يخبر أباها حتى في زعمه وفي زعم الكثيرين، يتعرف على رأيها في الموضوع . وقد أخبرته مرارا بأن هذا العمل غير مشروع ولا يستند إلى أي أساس ديني وشرعي، إلا أنه مصر على رأيه مدعيا بأنه يجب التماشي مع روح العصر وواصفا إياي بالجمود والتطرف، ويتذرع بحديث : استفت قلبك.
أرجو أن تفيدونا في المسألة وبارك الله فيكم يا فضيلة الشيخ
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالكلام مع المخطوبة غير المعقود عليها جائز إذا دعت إليه حاجة وكان باحتشام وبعد عن أي حديث يخدش الحياء، ولم يكن في خلوة ثم مع الالتزام بالآداب والأحكام المبينة في الفتوى رقم :
1847 والفتوى رقم: 8136.
ومن أراد الزواج بفتاة فليتق الله وليسلك في خطبتها الطريقة الشرعية المبينة في الفتوى رقم:
7391.
ومواكبة العصر لا تكون بمخالفة أحكام الله وشرعه وتقليد كل كافر وفاجر، فالمؤمن مطلوب منه إخضاع الواقع ليكون جارياً على مقتضى الشرع، لا مسايرته وموافقته ولو جرى على خلاف المشروع.
وعليك بنصح هذا الشاب، ودعوته إلى الحق، وحضه على الرجوع إلى دينه والالتزام بما فيه من أخلاق وآداب وأحكام، ونبهه إلى أن اتهام الإسلام وأهله بالجمود والتطرف دعوى يرددها أعداء الإسلام، فهل يرضى بأن يكون في صفهم؟!! وليتدبر قول الله جل وعلا:وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51] وليحكم عقله في الأمور ويسأل أهل العلم في المسألة، فإن قالوا فيها حكم الله فلا يجوز أن يتهموا بمثل هذه التهم إلا إذا كان من يتهمهم يتهم الإسلام نفسه بأنه جامد ومتطرف، ومن كان كذلك فقد خلع ربقَة الإسلام وخرج من الملة.

(7/188)


وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: اسّتفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك. والذي رواه أحمد والدارمي والطبراني وحسنه النووي، فليس معناه اتباع الهوى والتفلت من أحكام الإسلام ومقارفة صريح الحرام.
ومعنى الحديث هو أن من تعارضت عنده أقوال العلماء فإنه يجب عليه أن يقلد الأعلم الأورع، فإن لم يترجح عنده شيء في ذلك رجع إلى صدره وقلبه، فما وجد في صدره منه حرجاً تركه وابتعد عنه.
والله أعلم.
17543
عنوان الفتوى:عبادة الله تعالى...غايتها...وفوائدها رقم الفتوى:17543تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : أعرف قول الله تعالى(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) صدق الله العظيم .. ولكن ما هي حكمة الخلق والعبادة للواحد القهار بمعنى أن الله تعالى سواء عبدناه أم لا لن يزيد هذا من سلطانه وجاهه وعظمته وبناء على ذلك الجنة والنار ( برجاء إذا رأيتم في سؤالي نوعا من الشطط أن تخبروني حتى لا أكون فريسة للشيطان.. ولكم الأجر عند الله).....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحكمة خلق الإنسان وغايات حياته وسر وجوده يكمن الظاهر منها لنا في
عبادة الله،قال تعالى:وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذريات:56].
وشرف الإنسان بأن يوجد كاملاً في المعنى الذي أوجد لأجله، ودناءته بفقدان ذلك الفعل منه، فمن لا يصلح لخلافة الله تعالى ولا لعبادته ولا لعمارة أرضه فالبهيمة خير منه، ولذلك قال الله في ذم الذين فقدوا هذه الفضيلة:أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179] ا.هـ. من كلام الإمام الراغب الأصفهاني

(7/189)


أمَّا لماذا نعبد الله وهو الغني عنا؟ وما الغاية من تكليفنا بهذه العبادة؟ هل يعود عليه نفع من عبادتنا له أم النفع يعود علينا؟ وما حقيقة هذا النفع إن كان؟ أم الهدف هو مجرد الأمر من الله والطاعة منا؟
والجواب على هذا يتلخص في التالي:
1- العبادة حق لله هذا الخالق العظيم له علينا حق واجب هو عبادته والتسليم له والانقياد لأمره، وهو حق استحقه بمقتضى ربوبيته وألوهيته وكماله، ولو لم تأت الرسل من عنده آمرة بعبادته لاستحق أن يُعبد ويُعظم لذاته لا لشيء زائد.
هب البعث لم تأتنا رسله ===== وجاحمة النار لم تضرم
أليس من الواجب المستحق ===== ثناء العباد على المنعم
وفي الصحيحين من حديث معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معاذ أتدري ماحق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله أعلم: قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً.
2- العبادة غاية في نفسها مطلوبة لذاتها، وما يترتب عليها من إصلاح النفس من أهدافها لا أنه غاية لها، ولهذا لو صلى وصام قاصداً صلاح نفسه وتربية ضميره دون الالتفات إلى حق الله عليه لم يبال الله به، ولا تنفعه عبادته تلك عنده:وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى*إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى*وَلَسَوْفَ يَرْضَى [الليل:19-21].
3- العبادة تنبيه دائم للإنسان إلى أنه روح قبل أن يكون مادة، وكما أن للجسد مطالب فكذلك الروح لها مطالب وغذاء، وغذاؤها عبادة خالقها، ولهذا إذا خلا الإنسان من روحه وتحول إلى شخص لا يعرف إلا المادة ولا يعترف إلا بالجسد، فإن هذا الإنسان أضُّر على الإنسانية من السلاح النووي والجرثومي، ولكان السبع الضاري أرحم وأرق منه، فالسبع يقتل ليأكل، والإنسان الذي لا روح له يقتل للقتل ويتلذذ وهو يعبث بفريسته.

(7/190)


4- العبادة تذكير للإنسان الفاني بالله ربه الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى، ولو خلا الإنسان من العبادة لنسي ربه وخالقه ورازقه، ويظهر هذا المقصد في قول الله تعالى:وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طه:14]، وفي الحديث: إنما فرضت الصلاة لإقامة ذكر الله. رواه أبو داود ، وفي الحج :وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ [الحج:34].
وهكذا فالعبادة فرار إلى الله، وهروب من الأثقال والقيود والأغلال التي تقسي القلب وتكدره، يقول الله فيمن هجر عبادته ورتع في شهواته:وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [ الحديد:16].
5- العبادة تحرير الإنسان من عبادة غير الله، فإن الله تعالى قضى أن من ترك عبادته عبد غيره، هذا الغير قد يكون حجراً أو قمراً أو هوى أو حزباً أو فكراً أو كاهناً أو شهوة..
6- تحرير للإنسان من الخوف والجُبن والبخل والحرص والذِّل وكل الرذائل :إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر [ العنكبوت :45]،وبالعبادة الشاملة يتحلى المسلم بكل الفضائل:وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً*إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ [ الإنسان:9-10]. وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً [ الفرقان:63].
ولا نستطيع أن نستطرد في ذكر منافع العبادة التي تعود على العبد في دنياه وآخرته، فليس المجال مجال بسط ولكنا أشرنا أشارة بسيطة إلى بعض من تلك المنافع.
والله أعلم.
17544

(7/191)


عنوان الفتوى:استخدامات الجن المحظورة...وعلاج من تلبس به جني رقم الفتوى:17544تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : هل السحر باستخدام الجن صحيح يعني يعمل سحر للإنسان ويسخر جني بداخل الجسم أى يكون خادم سحر وهل السحر يفك بخروج الجن من الجسم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن من استخدامات الجن المحظورة استخدامهم في السحر، فقال رحمه الله: والقسم الثالث(من استخدامات الإنس والجن):
أن يستخدم الجن في أمور محظورة أو بأسباب محظورة، مثل قتل نفس وإمراضها بغير حق، ومثل منع شخص من الوطء، ومثل تبغيض شخص إلى شخص، ومثل جلب من يهواه الشخص إليه، فهذا من السحر. وقد يقع مثله لكثير من الناس ولا يعرف السحر، بل يكون موافقاً للشياطين على بعض أغراضهم مثل: شرك أو بدعة أو ضلالة أو ظلم أو فاحشة، فيخدمونه ليفعل ما يهوونه ....إلى أن قال: وقد يخبرون (الجن) بأمور غائبة مما رأوه وسمعوه، ويدخلون في جوف الإنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من الجسد. متفق عليه ا.هـ كتاب النبوات ص 398-400.
علاج من تلبس به جنيٌّ:
1- إن استطاع المسلم الوصول إليه ومخاطبته، فإنه يطلب منهم الخروج من جسد المُبتلى، ويبين لهم حكم الله في هذا العمل، وأنه عدوان وبغيُّ لا يحل لهم، روى أحمد في المسند والبيهقي في الدلائل بإسناد رجاله ثقات، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أتي بصبي مجنون، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اخرج عدو الله، اخرج عدو الله، فبرأ الصبي.
يقول ابن القيم : وشاهدت شيخنا ابن تيمية يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول: قال لك الشيخ اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع. زاد المعاد /68.

(7/192)


2- إن تمكن من الوصول إلى مكان السحر، إن كان السحر في عُقد وغيرها، فإنه يستخرجه ويبطله. وهذا من أبلغ ما يعالج به المسحور.
3- العلاج بالرقى والتعوذات الشرعية والأدوية والدعوات المباحة.
والله أعلم.
17545
عنوان الفتوى:ميثاق الزوجية أغلظ من أن يُتَلاعب به رقم الفتوى:17545تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال :
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاما مخطوبة لشاب يبلغ من العمر 30 وهو شاب صالح ويخاف ربه وعنده دين، إنه يحبني كثيرا ويخاف علي، أما بالنسبة لي فعندما تقدم هذا الشاب لخطبتي لا أعرف كيف وافقت ولماذا يمكن لأني شعرت أنه يحبني كثيراً وقلت توكلي على الله، فأنا لا أشعر بأي شعور تجاه هذا الشاب بعض الأوقات أشعر أني أريده وبعض الأوقات أشعر أني لا أريده وهو متمسك بي، ففي معظم الأوقات أطلب منه الطلاق لأمور بسيطة جدا وأشعر أني أريدها ولا أريدها فكثيرا من الأحيان أشعر بأني لا أريد أن أكمل معه، فساعدوني في إبداء الرأي السليم في أسرع وقت أرجوكم .
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان زوجك على ما وصفتِ من دينه وصلاحه وخوفه من ربه، فأولى بك ثم أولى بك أن تتمسكي به، بل عليك أن تحمدي الله الذي وفقك لزوج ذي دين في زمان قلت فيه الديانة، ثم عليك أن تشكري وليك الذي اختاره لكِ زوجاً فامتثل بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي من حديث أبي حاتم المزني.
واعلمي أن الزوجة التي تطلب من زوجها الطلاق من غير سبب ولا مقتض حرام عليها رائحة الجنة، فعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن وحسنه الترمذي.

(7/193)


ونصيحتنا لكِ أن تتقربي من زوجك أكثر وتتحببي إليه كما يتقرب هو ويتحبب إليك. وبعد الدخول إن شاء الله ستزول كل وحشة تجدينها الآن وسيتعمق الحب بينكما وستكونان بإذن الله نواة لأسرة مسلمة أسست بنياتها على تقوى من الله ورضوان.
وفي الأخير نقول للأخت السائلة: إن العلاقة الزوجية ليست لعبة في يد المرأة تتصرف فيها حيث شاءت، بحيث تريد الطلاق لأدنى شعور سلبي لها اتجاه زوجها أو نحو ذلك من الأمور التافهة التي لا يخلو منها بيت ولا تنجو منها أسرة، لذا فعليك بطاعة زوجك والسعي في كل ما من شأنه أن يحببك إليه ويحببه إليك، مما ليس فيه معصية الله.
هذا وقد أجبناك على أساس أن هذا الرجل قد عقد عليك فعلاً -كما هو الظاهر من طلبك منه أن يطلقك- إذ لا يطلق إلا من قد زوج، وإن كنت أنت لا تزالين تسميه خطيباً.
والله أعلم.
17547
عنوان الفتوى:الستر على النفس أولى من رفع الأمر إلى الحاكم رقم الفتوى:17547تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : إذا كان الزمان وقت حرب. قام شخص بعمل إثم والذي حده القتل أو قطع اليد أو أي حد به ينتج عاهة جسدية. وكانت المعركة على وشك البدء.
السؤال هو:
هل يقوم الشخص بتسليم نفسه للخليفة أو للقاضي لإقامة الحدّ.أم أنه يستغفر الله ويحارب. أي أيهما أفضل إقامة حد من حدود الله أم قتال المشركين.؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/194)


فإذا داهم العدو البلد فقد تعين عند ذلك على المسلمين الجهاد، وأن لا ينشغلوا إلا بصد العدوان والدفاع عن حرماتهم ومقدساتهم، علماً بأن من أصاب حداً سواء كان في حالة الحرب أو غيرها يجب عليه أن يتوب ويستغفر الله، والأولى أن يستر على نفسه ولا يرفع أمره إلى القاضي، فإن تعلق بالأمر حق للغير طلب منه العفو أو اتفق معه على عوض يعوضه له، فقد أخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعافوا الحدود فيما بينكم. فما بلغني من حد فقد وجب.
والله أعلم.
17549
عنوان الفتوى:فرق الشعر قبل الدخول في الصلاة وأثناءها رقم الفتوى:17549تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم فرق الشعر في الصلاة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي نفهمه من كلمة "فرق" الشعر، هو جعله فرقتين من مفرق "وسط" الرأس. وهذا إن فعله الشخص قبل الصلاة فلا شيء فيه، بل كان من هديه صلى الله عليه وسلم فرق الشعر بعد أن كان يسدله
أما إن كان يقصد كفت الشعر أثناء الصلاة عند السجود فهو مكروه اتفاقاً، لما ثبت في البخاري وغيره عن ابن عباس قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعضاء ولا يكف شعراً ولا ثوباً،
وفي لفظ "ولا نكفت" والكف والكفت بمعنى واحد أي لايجمع شعره كي لا يصيب الأرض إذا سجد، أو أن يشد ضفيرة شعره حول رأسه، يقول العلماء: النهي شامل لكل من صلى كذلك سواء تعمده للصلاة أم كان كذلك قبل الصلاة وفعلها لمعنى آخر وصلى على حاله بغير ضرورة.
وإذا كان يقصد فرق الشعر أثناء الصلاة فهذا من العبث المنافي للخشوع وأقل أحواله الكراهة.
والله أعلم.
1755

(7/195)


عنوان الفتوى:إذ طلق الرجل زوجته فتزوجت ثم عادت إليه فهل تعود على ما بقي من الطلقات رقم الفتوى:1755تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : المطلقه طلقه أولى أو ثانية إذا انقضت عدتها ولم يرجعها زوجها خرجت من عصمته، وجاز لها أن تتزوج زوجا غيره بثلاث طلقات جدد فإذا عادت إلى زوجها الأول هل تعود بثلاث طلقات جدد أم تعود إليه بما بقى من طلقات؟ أفتونا وجزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه المسألة تعرف بمسألة الهدم، وهي: هل يهدم الزواج الثاني ما كان في الطلاق السابق أم لا ؟ فمذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة أنه لا يهدم الطلاق السابق، وأن المرأة إذا رجعت إلى زوجها الأول رجعت إليه على ما بقي من طلقات.
ومذهب الحنفية وهو رواية عن أحمد أنها تعود إليه بثلاث طلقات جدد.
ويتعلق بهذه المسألة حالتان نذكرهما للفائدة:
1. إذا طلق الرجل زوجته ثلاثاً بانت منه امرأته بينونة كبرى، فلو نكحت زوجا آخر ثم طلقها أو مات عنها، فتزوجها زوجها الأول كان له ثلاث تطليقات بالإجماع.
2. إذا طلق الرجل زوجته طلاقاً رجعياً فانقضت عدتها قبل أن يراجعها، بانت منه بينونة صغرى، فإن اتفقا على الرجوع بعقد جديد عادت إليه على ما بقي من طلقات، من غير خلاف بين الفقهاء، كما صرح به ابن قدامة رحمه الله.
والله تعالى أعلم.
17551
عنوان الفتوى:وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى رقم الفتوى:17551تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : لي قريب يحتاج لمساعدة مالية ويعيش في السعوديه وهو سوري قلت له أستطيع مساعدتك إن عدت إلى سوريا المساعدة هنا مكلفة لأن الحياة غالية هناك عندك بيتك فرفض لذلك امتنعت عن مساعدته ولا يوجد مانع من عودته ما الحكم ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/196)


فإنه لا ينبغي لك الامتناع من مساعدة قريبك سواء امتثل ما عرضته عليه من الذهاب إلى بلده الأصلي أم لا، لأنك في الحقيقة إن ساعدته فإنما تقدر الخير لنفسك، ولكن إذا كانت مساعدتك له في السعودية مكلفة -كما قلت- فساعده على حسب طاقتك وقدرتك وظروفك، قال تعالى:وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور:22]، وقال:مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ [فصلت:46].
والله أعلم.
17553
عنوان الفتوى:قرار مجمع الفقه الإسلامي في مسألة الإعقام رقم الفتوى:17553تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : هل يجوز للمرأة المريضة أن تجري عملية جراحية لوقف النسل ؟ علماً بأنها تعاني من ارتفاع السكري والضغط أثناء الحمل0؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز إجراء عملية تستأصل من خلالها القدرة على الإنجاب سواء للرجل أو للمرأة إلا في حالات الضرورة. وقد قرر مجمع الفقه الإسلامي في قراره رقم: 39(1/5) ما يلي:-
"يحرم استئصال القدرة على الإنجاب في الرجل أو المرأة، وهو مايعرف بالإعقام أو التعقيم ما لم تدع إلى ذلك الضرورة بمعاييرها الشرعية.... يجوز التحكم المؤقت في الإنجاب بقصد المباعدة بين فترات الحمل أو إيقافه لمدة معينة من الزمان إذا دعت حاجة معتبرة شرعاً بحسب تقدير الزوجين عن تشاور بينهما وتراضٍ، بشرط أن لا يترتب على ذلك ضرر، وأن تكون الوسيلة مشروعة، وأن لا يكون فيها عدوان على حمل قائم". انتهى.
وعليه، فلا يجوز لك الإقدام على هذه العملية إلا أن يقرر طبيب مسلم ثقة أن حملك مع وجود هذه الأمراض فيه خطر محقق أو غالب على حياتك.
والله أعلم.
17554

(7/197)


عنوان الفتوى:الزيارة الشرعية للقبور تذكر الآخرة رقم الفتوى:17554تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم
الوالدة عجوز تفوق التسعين كلما اشتد مرضها تتوسل إلينا أن نأخذها لزيارة الأضرحة. هل نطيعها أم لا ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت ترغب في زيارة القبور والأضرحة لتذكر الآخرة مع التقيد بالأحكام الشرعية للزيارة، فلا حرج في ذلك، وعليكم طاعتها لأن ذلك من الأمور المشروعة، أما إذا كان الغرض من الزيارة دعاء الأموات أو الاستغاثة بهم وغير ذلك من مظاهر الزيارات المحرمة، فلا يجوز لكم أخذها إلى هناك، إذ: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعليكم بنصحها باستمرار وبيان حكم ذلك لها، وأنه من الشرك الأكبر المخرج من الملة، وبينوا لها أن على العبد أن يحرص على أن يلقى ربه بالتوحيد الخالص الذي ينجيه الله به من النار ويدخله به الجنة.
والله أعلم.
17555
عنوان الفتوى:النظرة الشرعية لمن عاهدت زوجها أن لا تتزوج بعد موته رقم الفتوى:17555تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : كان معقود قراني ( لم ندخل ) على شخص متدين وذي خلق رفيع، وحين كنا نتحدث ذات مرة قال لي احلفي لي أنني إذا مت لن تتزوجي من بعدي ولشدة إلحاحه وشدة حبي له حلفت بأنني سأخسر دنياي وديني إذا تزوجت من بعده , ولقد توفي - رحمه الله - في حادث قبل أن يدخل بي والآن لقد مر 3 سنوات تقدم لي الكثير لكني خائفة من قسمي .فماذا أفعل ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/198)


فلقد أخطأ زوجك -رحمه الله- بأن طلب منك أن لا تتزوجي من بعده، إذا مات، فهو بهذا طلب ما لا حق له طلبه، أخرج الطبراني بإسناد حسن عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم، خطب أم مُبّشر بنت البراء بن معرور، فقالت: إني شرطت لزوجي أن لا أتزوج بعده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا لا يصلح.
يقول العلماء: لو شرط أحد الزوجين على الآخر أن لا يتزوج بعده فالشرط باطل في القياس، ووجهه أنه ليس في ذلك غرض صحيح بخلاف حال الحياة الإنصاف- كتاب النكاح.
وأخطأت أنت من جهات:
الأولى: حلفك بأن تخسري دينك ودنياك، وهذا النوع من الحلف لا يجوز. أخرج النسائي وصححه من حديث بريدة عن أبيه يرفعه: من قال: إني بريء من الإسلام! فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً لم يعد إلى الإسلام سالماً.
الثانية: حلفك على الامتناع عن الزواج بلا مسوغ شرعي وهذا لا يجوز، وكان عليك الحنث في هذا اليمين وقبول من تقدم لخطبتك من أهل الصلاح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه.
على أن هذا اللفظ الذي حلفت به ليس يميناً ولا تلزمك فيه كفارة في الأصح من أقوال العلماء.
الثالثة: أنه مرَّ عليك ثلاث سنوات وأنت ترفضين من تقدم لك، وأنت بهذا تخالفين أمر الله الذي دعا إلى الزواج فقال تعالى:وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [النور:32]، وتخالفين أمر رسوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
والخلاصة أنه لا يلزمك ما عاهدت عليه زوجك من عدم الزواج بعده، وليست عليك كفارة إذا تزوجت.
والله أعلم.
17556

(7/199)


عنوان الفتوى:التبليغ صفة ملازمة للرسل رقم الفتوى:17556تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : كيف يمكن الرد على من يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخفى بعض العلوم عن بعض أصحابه وأسرها للبعض الآخر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يمكن أن يتصور عاقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفى عن أصحابه أو عن أمته شيئاً من أحكام الشرع، أو من رسالة ربه عز وجل، مما يحتاجون إليه في عقيدتهم أو عبادتهم أو معاملاتهم أو أخلاقهم،
إذ مثل ذلك ينافي الميثاق الذي أخذه الله على حملة دينه قال سبحانه:إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ*إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:159-160] وما خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه كحذيفة وأبي هريرة ومعاذ وغيرهم، فمما لا ينبني عليه عمل أو هو مما كان مستفاداً من نصوص أخرى، وخص هؤلاء ببيانه صراحة، وذلك لمقاصد ومصالح شرعية إما للمخاطب أو للأمة.
والله أعلم.
17558
عنوان الفتوى:الدليل على أفضلية أبي بكر الصديق رقم الفتوى:17558تاريخ الفتوى:05 شوال 1421السؤال : ماذا نريد بقولنا: إن أبا بكر أفضل الصحابة؟ هل هي أفضلية عند الله أم هي أفضلية فيما قدم من عمل وجهاد ودعوة؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/200)


فأبو بكر الصديق هو أول من أسلم من الرجال، وإنما سمى صديقاً لتصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة الإسراء، وهو صاحبه في الغار، وقد ذكر العلماء أن من أنكر صحبة أبي بكر فقد كفر لتكذبيه للقرآن، وقد أمره صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالناس فعرضت له عائشة عمر، وذكرت رقة أبي بكر وكثرة بكائه في الصلاة، فأبى صلى الله عليه وسلم إلا أمامة أبي بكر وهذا دليل على الرضا به خليفة من بعده، لأن الصلاة عماد الدين، وقد أجمع المسلمون على خلافته بعد الخلاف الذي ظهر من بعض الأنصار، فرضوا به خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على فضله على سائر الصحابة، وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر حين تشاجر مع أبي بكر: "هل أنتم تاركو لي صاحبي، إن الناس كلهم قالوا: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت".
هذا مع ما خصه الله به من السبق إلى كل ما يرضي الله ورسوله، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
والله أعلم.
17559
عنوان الفتوى:هل يصح الخروج للدعوة دون إذن الوالد رقم الفتوى:17559تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد اطلعت على فتواكم لجماعة التبليغ، ولكن أنا عندي مشكلة: وهي أن والدي من المعارضين لهذه الجماعة، وأنا أريد أن أخرج وهو يعارضني ولكن أحيانا يوافق بعد الضغط حتى أني أقوم بالجولات دون علمه، رغم أني أشعر بجو إيماني عندما أكون معهم وأنا لا أحد يعينني على ذكرالله من أهلي رغم أني أقوم بدعوتهم. فهل إذا لم أطع والدي وخرجت للدعوة إلى الله علي إثم.
أرجو التوضيح وجزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج عليك في الخروج للدعوة إلى الله سبحانه دون علم والدك ما لم يؤد ذلك إلى تقصير في حقه أو تفريط في القيام على شؤونه.
والله أعلم.
1756

(7/201)


عنوان الفتوى:لا يجوز للمرأة أن تكشف عن وجهها ولو في البلاد غير الإسلامية رقم الفتوى:1756تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل من الممكن أن تكشف المرأة المسلمة وجهها في البلاد غير الإسلامية لعدم لفت الأنظار لها في ذلك المجتمع غير المتقيد أصلا بالقيم الإسلامية مع التزامها بالحجاب الشرعي ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فإن المرأة المسلمة مأمورة بأمر الله عز وجل أن لا تكشف عن وجهها ولا تبرز أمام الكافرين زينتها بل إبرازها أمامهم أشد من إبرازها أمام المسلمين يقول الله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً).[الأحزاب: 59]. فالحجاب ضرورة للمرأة المسلمة هنا وهناك بل هناك أولى. والله تعالى أعلم.
17560
عنوان الفتوى:أمهات المؤمنين أسوة لكل زوجة سواء في المعيشة أو سواها رقم الفتوى:17560تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : زوجي لا ينفق علي علماً بأني موظفة وأعيش على مستوى معين عند أهلي وعندما تزوجت لم أقدر على العيش على مستوى زوجي فأنفقت مالي وذهبي كله لكي أعيش على هذا المستوى ولكن مالي انتهى وزوجي يقول لا يحق أن أصرف عليك بسبب أني أعمل أريد النصوص الدينية والأحاديث والقصص الذي يثبت غير ذلك؟ وإن أنا مخطئة فقل لي الصحيح في حين أن زوجي لا يتكفل بالبيت كاملا فأنا أساعده كثيراً فيقول إني لا أصرف شيئا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النفقة على الزوجة واجبة شرعاً على زوجها إذا كان موسراً وهي غير ناشز، والنفقة الواجبة يحدد قدرها العرف وحال الزوج، كما هو مبين في الفتوى رقم:
8497والفتوى رقم: 17203

(7/202)


وعلى ذلك فيجب على زوجك أن ينفق عليك بالمعروف حسب حاله وطاقته، فإن فعل ذلك فليس لك الحق في أن تطالبيه بما زاد على ذلك على سبيل الالتزام والوجوب.
ثم إننا ننصحك أن ترضي بما قسم الله لك ليطيب لك عيشك وتسعدي في حياتك الزوجية، ولا تعلقي قلبك بغير المقدور عليه في متاع الحياة الدنيا فيكدر ذلك عليك صفو حياتك، وينغص عليك هناءة عيشك مع زوجك، واجعلي نصب عينيك الحديثين المذكورين في الفتوى التي أحلناك إليها آنفاً.
وعلقي قلبك وهمتك بمرضاة الله تعالى والدار الآخرة، واجعلي أسوتك زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات الشريفات خير نساء العالمين، فقد اخترن الله ورسوله على متاع الحياة الدنيا لما خيرهن رسول الله صلى الله عيه وسلم بأمر من ربه حيث قال:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً*وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً [الأحزاب:28-29].
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك، وقد علم أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت: ثم قال: إن الله قال: ( يا أيها النبي قل لأزواجك ) إلى تمام الآيتين، فقلت: ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. زاد مسلم في روايته قالت: ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت.

(7/203)


فهؤلاء هن الأسوة الحسنة والقدوة المثلى لكل مؤمنة حيث كانت همتهن هي مرضاة الله تعالى، ونيل أعلى درجات الجنان، لا بالعيش الدنيوي الرخي، والمستوى المعيشي الذي كن يألفنه في بيوت آبائهن.
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأحوال نسائنا وذرياتنا جميعاً.
والله تعالى أعلم.
17562
عنوان الفتوى:حكم إتيان الزوجة في حالة عدم الماء، أو مشقة استعماله رقم الفتوى:17562تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : إذا علم الزوج وتيقن له تكاسل الزوجة عن الصلاة وتأخيرها هل عليه إثم إن جامعها أم أن عليه أن يختار الأوقات التي يمكنها فيه الاغتسال حتى لا تقع في إثم تأخير الصلاة.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أداء الصلوات في أوقاتها من أوجب الواجبات، ومن أهم السبل لنيل القربات، ورضا رب السموات، كما قال تعالى:حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238].
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.
وفي المقابل فإن تأخير الصلوات عن أوقاتها من الإثم العظيم، كما قال تعالى:فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون]، لهذا نقول للسائل:

(7/204)


يحرم على زوجتك التكاسل عن الصلاة أو أداؤها على غير طهارة ما دامت قادرة على استعمال الماء، فيجب عليك أنت تذكيرها وتخويفها من عذاب الله واستعمال كل الوسائل التي تمنعها من تأخير الصلاة عن وقتها أو عدم الطهارة لها، لقول الله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6]
أما بخصوص جماعك لها مع علمك بأنه قد يؤديها إلى تأخير الصلاة أو أدائها على غير طهارة، فلا يلحقك منه إثم إن شاء الله تعالى، ففي سنن أبي داود والنسائي عن أبي ذر رضي الله عنه قال: إني أعزب عن الماء ومعي أهلي فتصيبني الجنابة فأصلي بغير طهور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الصعيد الطيب طهور، فهذا إقرار منه صلى الله عليه وسلم على إتيان الزوجة في حالة عدم الماء. لكن إذا كان تكاسل الزوجة عن الطهارة سببه هو مشقة استعمال الماء في أوقات خاصة فلا شك أن تأخير الجماع لوقت يتسنى فيه استعمال الماء من غير مشقة ولا حرج أولى، لما فيه من إعانة الزوجة حينئذ على أداء فرضها على أكمل وجه، وبدون تحمل مشقة الطهارة في الأوقات الحرجة.
والله أعلم.
17564
عنوان الفتوى:إذا خرج الدم في فمه فكيف يصلي؟ رقم الفتوى:17564تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : أنا خلعت إحدى أسناني منذ ثلاثة أيام ولم يتوقف الدم فكيف أصلي إذ أن أحد الاشخاص قال لي ضع منديلا في وقت الصلاة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/205)


فإذا خرج الدم من الفم، فصل على حالك ولا حرج عليك، فما زال المسلمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يصلون في جراحاتهم في المعارك، وتتلوث أبدانهم وثيابهم بالدم، ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يتوضئون أو يقطعون صلاتهم. وإذا احتجت لوضع منديل في فمك فلا بأس.
والله أعلم.
17565
عنوان الفتوى:أد زكاة ما بيدك من أقساط مع المال الأصلي رقم الفتوى:17565تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد:
السؤال / كان لدي مبلغ من المال واشتريت به عدة سيارات وقمت بتقسيطها على عدة أشخاص ولكن الأقساط تصرف أي أني لم أدخرها فهل عليَّ زكاة أم لا ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا مضى حول على امتلاكك للمال الأصلي الذي اشتريت به السيارات، فزك ما تحصل بيدك من الأقساط، وكذلك ما كان منها على أشخاص موسرين غير مماطلين، وهكذا كلما حال الحول ما دام مجموع ذلك يبلغ نصاباً بنفسه أو بما ينضم إليه من جنسه (نقود أو ذهب أو فضة أو عروض تجارة) أما ما صرفته من تلك الأقساط قبل حولان الحول فلا تجب فيه الزكاة.
وراجع الفتوى رقم: 16381
والله أعلم.
17567
عنوان الفتوى:الجرائم التي رتب عليها الشارع عقوبات محددة رقم الفتوى:17567تاريخ الفتوى:04 محرم 1425السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهي الأعمال المحرمة التي تتطلب إقامة الحد ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الذنوب التي توجب إقامة الحدود
الجرائم الكبرى التي رتب عليها الشارع عقوبات محددة سبعة في الجملة هي (القتل- الردة - الزنا- القذف- تعاطي المسكر- السرقة - الحرابة "قطع الطريق")، وللفقهاء تفصيل كثير في كيفية إثبات هذه الجرائم وعقوباتها فننصح بالاطلاع عليه في كتب الفقه، ونذكر للسائل عقوبات هذه الجرائم اختصاراً:

(7/206)


1) القتل: ويدخله الفقهاء فيما يسمى بالجنايات، وهو نوعان: عمد وخطأ، وزاد بعض الفقهاء قسماً ثالثاً يسمونه شبه العمد، وهذه الزيادة هي الصواب للحديث الآتي: إلا إن في قتيل خطأ العمد... .إلخ
أ- العمد: وعقوبته القصاص بالقتل، أو الدية وهي مائة من الإبل، أو يعفو أولياء الدم، لقوله صلى الله عليه وسلم: من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يقتل وإما أن يفدي. متفق عليه.
والدية فيه مغلظة تشديداً وينظر لتفصيلها كتب الفقه.
ب- شبه العمد: وقد يسمى خطأ العمد أو عمد الخطأ، وهو أن يقصد القاتل إنساناً بجناية لا تقتل غالباً، كمن ضرب غيره بسوط أو لكمه. وعقوبته الكفارة على الجاني، والدية على عاقلته.. أي أهله من جهة أبيه. قال صلى الله عليه وسلم: ألا إن في قتيل خطأ العمد قتيل السوط والعصا مائة من الإبل. رواه أبو داود والترمذي .
وكما تجب فيه الدية تجب فيه الكفارة، وهي تحرير رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
ج- الخطأ: مثل أن يرمي صيداً بسلاح فيصيب إنساناً لا يقصد قتله فيقتله. وفيه الكفارة على الجاني والدية على عاقلته، وذلك لقوله تعالى:وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا [النساء:92]
2) الردة: عن الإسلام بالقول أو الفعل أو الاعتقاد أو الشك، فمن حكم بردته وجب قتله بعد الاستتابة ثلاثة أيام، وذلك لحديث: من بدل دينه فاقتلوه، ولا تعذبوا بعذاب الله . رواه البخاري، والمقصود بعذاب الله التحريق بالنار.
3) الزنا: [هذه الجريمة وما بعدها تسمى عقوباتها بالحدود] والزاني قسمان:

(7/207)


أ- البكر: الذي لم يطأ في نكاح صحيح، وعقوبته جلد مائة ونفي سنة، لقول الله تعالى:الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَة.... [النور:2] ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام. رواه مسلم عن عبادة مرفوعاً.
ب- الثيب: وعقوبته الرجم، لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عبادة المتقدم: والثيب بالثيب جلد مائة والرجم. وقيل: لا يجب الجلد مع الرجم لأن النبي صلى الله عليه وسلم رجم ماعزاً والغامدية ، ولم يجلدهما. وأحاديثهما في الصحيحين.
ج- اللواط: وهو داخل في معنى الزنا، واختلفوا في حد اللائط، والصحيح هو قتله بكل حال -محصناً أم غير محصن، فاعلاً أو مفعولاً- به بشرط أن يكون مكلفاً وألا يكون مكرهاً، وذلك لحديث: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به. رواه أحمد وأبو داود عن ابن عباس مرفوعاً.
وعلى ذلك إجماع الصحابة؛ وإن اختلفوا في صفة قتله، وهو مذهب مالك وأصح قولي أحمد ورواية عن الشافعي.
والزاني بامرأة من محارمه يقتل بكل حال، لحديث البراء الذي أخرجه أحمد والترمذي قال: لقيت عمي ومعه الراية فقلت: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه بعده أن أضرب عنقه وآخذ ماله. وفي حديث آخر: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. أخرجه الترمذي وابن ماجه، على خلاف في هذه المسألة بين العلماء.
4) القذف: وهو الرمي بزنا أو لواط، أو الشهادة بذلك ولم تكمل البينة، وحده جلد القاذف ثمانين جلدة، كما في الآية الكريمة:وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:4].

(7/208)


فإن كان القاذف هو الزوج لم يقم عليه الحد بل يؤمر بالملاعنة مع زوجته، ولها صفة معينة مذكورة في الآيات 6-9 من سورة النور ثم يفرق القاضي بينهما.
5) تعاطي المسكر: وهو كل ما أذهب العقل أو أسكر كالخمر والمخدرات، وعقوبته ثمانون جلدة أو أربعون، لحديث حصين بن المنذر : أن علياً جلد الوليد بن عقبة في الخمر أربعين ثم قال: جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين وأبو بكر أربعين وعمر ثمانين وكلٌّ سنة، وهذا أحب إليَّ. أخرجه مسلم.
6) السرقة : إذا توفرت شروط وجوب الحد على صاحبها وجب قطع يده من مفصل الكف اليمنى، للآية:وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [ المائدة:38].
ولقوله صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: تقطع اليد في ربع دينار فصاعداً. متفق عليه.
7) الحرابة"قطع الطريق": وعقوبة قاطع الطريق مذكورة في الآية:إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [ المائدة: 33] على تفصيل للفقهاء في أحوال قطاع الطريق والعقوبة اللائقة بكل منهم.
ويلحق بما مضى نوعان:
الأول: المعتدون: يجوز دفع شرهم ولو أدى ذلك للقتل، فعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال : لا تعطه، قال : أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال فأنت شهيد، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار. رواه مسلم.

(7/209)


الثاني: البغاة: الذين يخرجون على السلطان الشرعي بالسلاح ولهم شوكة وعندهم تأويل لخروجهم، وإن كان الإمام غير عدل، وهؤلاء يقاتلون، ويجوز دفع شرهم ولو بالقتل، لقوله صلى الله عليه وسلم: من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه. رواه ملسم.
والله أعلم.
17568
عنوان الفتوى:حكم الزواج دون ولي وشهود وما نشأ منه رقم الفتوى:17568تاريخ الفتوى:30 محرم 1425السؤال : زوج ارتبط بسيدة مطلقة يقول إنه زواج عرفي ولكن لا يوجد شهود ويقول الله شاهد عليهم ولم يأخذ رأي وليها ولا أحد من أهلها يعرف.
وعندما عرف أن هذه السيدة حامل من 18/11/2001 نزل إلى بلده وعقد عليها بعقد شرعي ولم يخبر المأذون الشرعي أنها حامل أو أنه متزوجها كما يقول بزواج عرفي، وهو يقول إنه يحاول تصليح ما غلط فيه بزواجه وأنه لا يريد إلقاء الجنين القادم في الشارع لذا أرجو الإفادة في:
1- هل الزواج هذا صحيح
2- هل هذا الجنين عندما يأتي إلى الدنيا حلال أم حرام.
3- وماذا على هذا الزوج أن يفعل.
4- وماذا عن زوجته الشرعية التي عندها طفلان .
أن تفعل هل تخبر أحدا من أهلها بكل هذا أو أحدا من أهله حتى إذاحدث لها مكروه أو توفيت ليبلغوا أولادها بحقيقة هذا الأمر كله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن سؤال الأخت الكريمة يشتمل على فقرتين أساسيتين:
الأولى منهما: حكم الزواج بدون شهود ولا ولي.
الثانية: ما حكم الولد الذي نشأ من هذا الزواج؟

(7/210)


والجواب -والله أعلم- أن الزواج بهذه الصورة المذكورة في السؤال - وهي كونه بدون ولي وبلا شهود- لم يقل بصحته أحد من الأئمة، وقوله:إن الله شاهد عليه- هو من قبيل تحصيل الحاصل، فالله تبارك وتعالى شاهد على كل شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين، ثم إن هذه العلاقة التي أسست على غير شهود وبلا ولي فاسدة، ولا يجوز الاستمرار عليها، بل يجب فسخ تلك العلاقة فوراً، وما نشأ عنها من ولد يلحق بالأب إذا كان معتقدا جواز هذا العقد وحلَّ الاستمتاع وقت العقد، لأنه معذور حينئذ بالجهل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : -وقد سئل عن من تزوج امرأة بلا ولي ولا شهود؟ بعد أن ذكر أن هذا النكاح باطل باتفاق الأئمة- قال: لكن إذا اعتقدا هذا نكاحاً جائزا كان الوطء فيه وطء شبهة يلحق الولد فيه ويرث أباه، أما العقوبة فإنهما يستحقانها على مثل هذا العقد. انتهى.(من الفتاوى الكبرى لابن تيمية الجزء الثاني والثلاثون).
ومن هذا يعلم أن هذا العمل الذي أقدم عليه الرجل وتلك المرأة محرم شرعاً، وفاسد لفقده لشروط صحة النكاح، وأنهما يستحقان العقوبة عليه، فيجب عليهما أن يفترقا وأن يتوبا إلى الله تعالى من ما أقدما عليه.
أما الولد الناشئ عن تلك العلاقة فهو لاحق بأبيه فيرث منه ويدخل على بناته كأي واحد من الأولاد إذا كان الأب يعتقد حلية زواجه وقت حمل المرأة بهذا الولد.
والله أعلم.
17569

(7/211)


عنوان الفتوى:من تمكن من علم الحديث له حق التصحيح والتضعيف رقم الفتوى:17569تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : ما تقولون فيمن لا يقبل بصحة حديث أو ضعفه حتى يكون له أئمة من السلف يقتدي بهم في ذلك فيقول بقولهم، بناء على أن الطائفة المنصورة الناجية لا يخلو منها زمان وأن الحق معهم لا يغيب عنهم ولا يفارقونه وأن من مضى من السلف أولى به منا وأن ما ضعفوه فهو ضعيف إلى يوم القيامة وأن الصحيح عندهم صحيح إلى يوم القيامة لا يملك أحد تغييره؟ أجيبونا مأجورين.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القول بتوقف بسد باب والتضعيف، والعكوف على ماسطره الأقدمون والاكتفاء به، ليس قولاً جديداً، فقد سبق إليه الإمام العلامة ابن الصلاح كما جاء في مقدمته المشهورة (مقدمة ابن الصلاح) قال: فآل الأمر إذاً في معرفة الصحيح والحسن إلى الاعتماد على ما نص عليه أئمة الحديث في تصانيفهم المعتمدة المشهورة التي يؤمن فيها لشهرتها من التغيير والتحريف، وصار معظم المقصود بما يتداول من الأسانيد خارجاً عن ذلك إبقاء سلسلة الإسناد التي خُصت بها هذه الأمة. ص28.
ويقول السيوطي في التدريب: فالحاصل أن ابن صلاح سد باب التصحيح والتحسين والتضعيف على أهل هذه الأزمان لضعف أهليتهم. ص1/149.
وهذا الذي ذهب إليه ابن الصلاح خالفه فيه أكثر العلماء من زمنه إلى يومنا هذا. يقول الإمام النووي بعد قول ابن الصلاح: من رأى من هذه الأزمان حديثاً صحيح الإسناد في كتاب أو جزء لم ينص على صحته حافظ معتمد لا يحكم بصحته لضعف أهلية أهل هذه الأزمان. يقول الإمام النووي : والأظهر عندي جوازه لمن تمكن وقويت معرفته. وقال العراقي: وما رجحه النووي هو الذي عليه عمل أهل الحديث، فقد صحح جماعة من المتأخرين أحاديث لم نجد لمن تقدمهم فيها تصحيحاً... التقييد والإيضاح.ص29

(7/212)


ويقول السيوطي: قال شيخ الإسلام (ابن حجر) قد اعترض على ابن الصلاح.ص/29.
كل من اختصر كلامه وكلهم دفع في صدر كلامه...." التدريب 1/145.
وبهذا يتضح أنه من تمكن من علم الحديث وقويت فيه معرفته فله أن يحكم بما أداه إليه اجتهاده من تصحيح للحديث أو تضعيفه، والله تعالى يدخر لبعض عباده ما يشاء من الفضل والتوفيق، ولله در المبرد الإمام النحوي الشهير حيث يقول: وإذ كانت العلوم منحاً إلهية ومواهب ربانية فليس بمستبعد أن يدخر لبعض المتأخرين ما عز فهمه على كثير من المتقدمين، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء... .إلخ.
والله أعلم.
1757
عنوان الفتوى:حكم من جامع زوجته ناسيا رقم الفتوى:1757تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما كفارة الجماع مع الزوجه في شهر رمضان قبل الافطار بدون عمد؟.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
1. فإن كفارة الجماع في شهر رمضان عتق رقبة، فإن لم تجد الرقبة، فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً بما يشبعهم من غالب قوت البلد. 2. والكفارة تجب إذا كان الشخص قد جامع زوجته في نهار رمضان متعمداً ذاكراً صائماً. فإن كان قد جامع ناسياً أنه صائم فلا كفارة عليه؛ بل عليه قضاء يوم ، لما روى ابن ماجه، وابن حبان، والدارقطني، والطبراني، والبيهقي والحاكم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" [حسنه النووي]. وفي رواية: "إن الله تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان" [متفق عليه].
والله تعالى أعلم.
17570
عنوان الفتوى:بائع شفرات الحلاقة يراعي أحوال المشترين رقم الفتوى:17570تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : هل بيع شفرات الحلاقة حرام حيث أن البعض ربط ذلك بحلاقة اللحية وبذلك قالوا إن ذلك حرام ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/213)


فقد قال الله تعالى:وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ [البقرة:275]،وهذا نص عام في كل بيع فلا يخرج من عمومه إلا بيع حظرته أدلة شرعية معتبرة، ومن ذلك كل بيع أعان على معصية كبيع العنب لمن يتخذه خمراً، وبيع السلاح لمن يحارب به المسلمين، أو يقتل به معصوماً، وكبيع كتب الكفر والسحر والمجون....
فإذا علم البائع أن المشتري يريد أن يستعمل المبيع فيما ما حرم الله، إما بقوله وإما بقرائن تدل على ذلك، فلا يجوز له أن يبيعه له، وكذا إذا غلب ذلك على الظن، وأما إن كان الأمر محتملاً احتمالاً غير غالب، أو لم يعلم البائع بقصده ولم يكن الغالب فيه أن يستخدم في المحرم،أو كان غالبا فيه ولكن علم البائع أن المشتري سيستخدمه في المباح، فإن البيع جائز.
ومما تقدم يعلم أن على بائع شفرات الحلاقة أن يراعي أحوال المشترين وحال المنطقة التي هو فيها على ضوء ما ذكر في الجواب.
والله أعلم.
17571
عنوان الفتوى:حرفت التوراة فترتب عليه تحريف عقيدة اليهود رقم الفتوى:17571تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : كيف تم تحريف عقائد بني إسرائيل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/214)


فمنذ أن أنزل الله تعالى التوراة على موسى وجدت اليهود فيها ما لا يتفق مع رغباتهم وأهوائهم، فوقفوا منها موقف الخصومة وأبوا أن ينزلوا على أحكامها، فهددهم الله بالاستئصال فرفع الله جبل الطور فوقهم كأنه ظلة، وأمرهم أن يأخذوا بأحكامه التي شرعها لهم فيها. قال تعالى:وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:63] فلما هددهم الله خافوا أشد الخوف وأظهروا الخضوع والإذعان وتمسكوا بالتوراة وحكموا بها حيناً من الدهر ثم شرعوا في تحريفها وتبديلها. قال تعالى:وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:78]، وقال تعالى:مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ [النساء:46]، وهكذا حرفت التوراة منذ ذلك الوقت، وترتب على ذلك بطبيعة الحال تحريف عقائدهم.
علماً بأن اليهود عندهم ما يسمى بالتلمود يشبه التفسير، وهم يقدسونه بل ويرفعونه فوق التوراة، ويقولون: "إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها، ومن درس المشناه فعل فضيلة يستحق المكافأة عليها، ومن درس الجاماره فعل أعظم فضيلة". والمشناه: متن التلمود، والجاماره: شرحه.
وفي التلمود جملة من العقائد الفاسدة فاقت الأباطيل التي امتلأت بها التوراة بسبب التحريف، ففيها يزعمون أن أرواحهم جزء من الله، وأنهم أرفع عند الله من الملائكة، وأن من يضرب يهودياً فكأنما ضرب العزة الإلهية- تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
والله أعلم.
17572

(7/215)


عنوان الفتوى:شروط جواز تجريح الظالم رقم الفتوى:17572تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : المعلوم أن على الظالم التوبة والاستغفار من ظلمه، هل هناك أدعية معينة للاستغفار من الظلم وهل إذا جرح شخص شخصا آخر سواء بالفعل أو بالقول وكان الأول على باطل فإنه يكون ظالما؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الظلم ظلمات يوم القيامة -كما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم- فإذا تاب الإنسان من ظلمه فإنه يشترط لصحة هذه التوبة وقبولها ما ذكره العلماء.
قال الإمام النووي : التوبة واجبة من كل ذنب، فإذا كانت المعصية بين العبد وربه لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط:
أولها: الإقلاع عن المعصية.
الثاني: الندم على فعل المعصية.
والثالث: العزم ألا يعود إليها فيما بقي من عمره.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي -بظلمه أو غيبته مثلاً- فشروط صحتها وقبولها أربعة: الثلاثة المذكورة ، والرابع : أن يبرأ من حق صاحبها، فإن كان مالاً رده إليه، وإن كان قذفه أو نحو ذلك مكنه من الحدّ أو طلب منه العفو حتى يرضى، وإن كان غيبة استحله منها.. وإن تعذر الوصول إليه أو خاف أن تزداد العلاقة بينهما سوءا فإنه يكثر له من الدعاء بظهر الغيب، فإذا توفرت تلك الشروط صحت التوبة إن شاء الله وليس هناك دعاء معين يدعو به التائب، ولكن مما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء قوله -كما في الصحيحن: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطيئتي وعمدي، كل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
وفيما يخص بتجريح الظالم فإن كان من المظلوم فجائز بشرطين:
الأول: ألا يتجاوز ما فعل له أو ما قيل له.
الثاني: ألا يخشى أن يجر أخذه لحقه مباشرة إلى إثارة فتنة أكبر،

(7/216)


وإن لم يفعل فهو خير له، قال تعالى:لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ [النساء:148]، قال المفسرون: يباح له أن يجهر بالدعاء على ظالمه، وأن يذكره بما فيه من السوء، وقيل: معناه لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد؛ إلا أن يكون مظلوماً.
أما إذا كان الشخص غير مظلوم فلا يجوز له أن يؤذي غيره بقول ولا فعل؛ إلا إذا كان صاحب سلطة يريد ردع الظالم أو من باب : انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" فقال رجل يا رسول الله: أنصره إذا كان مظلوماً أريت إن كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فذلك نصره. رواه البخاري .
والله أعلم.
17573
عنوان الفتوى:حديث "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض.." لا يصح رقم الفتوى:17573تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : زوجتي تغطي وجهها فهل جائز أن تكشف وجهها أمام زوج أختها أو أخواتي أنا أفتونا أجاركم الله من النار عندي سؤال آخر هل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين رأى أسماء وهي مرتدية ثياباً رقاقاً فقال لها يا أسماء إن المرأة إذا بلغت لا يرى منها إلا هذا وأشار بذلك إلى وجهه وكفيه هل هذا حديث صحيح؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحل للمرأة أن تكشف عن وجهها أمام رجل أجنبي ولو كان زوج أختها أو زوج أخت زوجها، لأن الكل أجانب عنها ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:
10542 والفتوى رقم: 15124.
وأما حديث أسماء -الذي أشار إليه الأخ السائل- فقد رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا- وأشار إلى وجهه وكفيه.

(7/217)


قال أبو داود هذا مرسل خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها. وقال ابن القطان: ومع هذا فخالد مجهول الحال.
وقال المنذري: في إسناده سعيد بن بشير أبو عبد الرحمن النصري نزيل دمشق مولى بني نصر وقد تكلم فيه غير واحد.
فالحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولمزيد الفائدة عن حكم تغطية المرأة لوجهها وكفيها تراجع الفتوى رقم:
4470.
والله أعلم.
17574
عنوان الفتوى:الأفضل بعد الصلاة الإتيان بالأذكار المسنونة رقم الفتوى:17574تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : بعد الانتهاء من صلاة الفجر يجتمع قوم في المسجد في حلقة ثم يقرؤون القرآن(كل بمفرده) وهناك شيخ يصحح للمخطئ إلى أن تطلع الشمس ولا يقولون الأذكار الواردة عن الرسول باعتبار أن القرآن أفضل ذكر فما الحكم الشرعي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن ما يقوم به هؤلاء من تلاوة القرآن وتصحيح القراءة أمر في غاية الأهمية وفيه فضل كبير وأجر عظيم، إلا أن الأولى بهم أن يأتوا بأذكار الصلاة ثم بأذكار الصباح ثم تلاوة القرآن وتصحيح القراءة ليجمعوا بين هذه الأعمال الخيرية كلها، نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
17575
عنوان الفتوى:أخبار النبي عن قصص بني إسرائيل لا توصف بالإسرائيليات رقم الفتوى:17575تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم
ما معنى أن هذه القصة من الإسرائيليات وهل هناك حديث شريف من الإسرائيليات وهل نأخذ بها أم لا ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/218)


فلفظ الإسرائيليات نسبة إلى إسرائيل وهو نبي الله يعقوب عليه السلام، وقد أصبح لفظ الإسرائيليات علماً على ما أخذه المسلمون عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى سواء أخذوا ذلك عنهم مشافهة أو من كتبهم وقد أخذ المسلمون عنهم ذلك ونقلوا أخبارهم للعبرة والاتعاظ انطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، هذا فيما لم نعلم كذبه أو مخالفته لما أخبر به الكتاب والسنة، وإلا فلا تجوز روايته والاعتبار به.
قال صاحب عون المعبود شرح سنن أبو داود: قال مالك: المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن، أما ما علم كذبه فلا. وانظر في ذلك الفتوى رقم:
16467.
وأما أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فليست من الإسرائيليات، وما كان منها أخبارا عن بني إسرائيل، فإنه من الأخبار التي جاء بها الإسلام، وما ثبت منها عن المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو حق لأنه صلى الله عليه وسلم قد قال عنه ربه:وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4].
والله أعلم.
17576
عنوان الفتوى:سداً للذريعة يُجتنب ما يستعمله السحرة من بخور رقم الفتوى:17576تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم- فضيلة الشيخ إني أحبك في الله وأتمنى أن تدعو لي وسؤالي عن حكم البخور والجاوي والفاصوخ وغيرها يقال بأنها تجلب الجن أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/219)


فلا معرفة لنا بالبخور الذي أسماه الأخ السائل "بالفاصوخ"، وأما البخور الجاوي فمعروف وهو بخور عادي لا حرج في استعماله، والقول بأنه يجلب الجن غير صحيح، إلا أن عادة الكهان أو كثير منهم جرت في استعمال أنواع من البخور ورقيها عند تحضير الجن تأسياً بالنصارى والصابئين من قبلهم في رقيهم البخور وبيعه وشرائه وتقربهم به وتعبدهم، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى"عما في الخميس ونحوه من البدع" أي عند النصارى فأجاب: أما بعد: حمدا لله والصلاة والسلام على محمد وصحبه وسلم، فإن الشيطان قد سول لكثير ممن يدعي الإسلام فيما يفعلونه في أواخر صوم النصارى وهو الخميس الحقير من الهدايا والأفراح والنفقات وكسوة الأولاد، وغير ذلك مما يصير به مثل عيد المسلمين، وهذا الخميس الذي يكون في آخر صوم النصارى، فجميع ما يحدثه الإنسان فيه من المنكرات، فمن ذلك خروج النساء، وتبخير القبور، ووضع الثياب على السطح، وكتابة الورق وإلصاقها بالأبواب، واتخاذه موسماً لبيع الخمور وشرائها، ورقي البخور مطلقاً في ذلك الوقت أو غيره أو قصد شراء البخور المرقي، فإن رقي البخور واتخاذه قرباناً هو دين النصارى والصابئين. وإنما البخور طيب يتطيب بدخانه كما يتطيب بسائر الطيب. انتهى.
والأصل هو جواز استعمال الطيب والبخور بأنواعه إلا أنه إذا اشتهر نوع من البخور بأنه يستعمله السحرة والكهنة، وكانت له رائحة مميزة تعرف، فينبغي تجنب هذا النوع سداً للذريعة واتقاء للتهمة.
والله أعلم.
17578
عنوان الفتوى:الانتقال داخل المدن مهما كبرت لا يعد سفراً رقم الفتوى:17578تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم العمل في مجال التدريس للشريعة الإسلامية في مركز إسلامي بلندن علماً أني أسكن في لندن
وأحتاج أن أذهب لوحدي وأنا محتاجة لهذا العمل لأنني أرملة ولدي طفل أربيه أفتوني جزاكم الله خيرا

(7/220)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصحك أولاً بعدم الإقامة في بلاد الكفر إذا تمكنت من الإقامة في أي بلد إسلامي، لا سيما وأنت أرملة ولديك أطفال، وبقاؤكم في مثل البلد المذكور خطر على دينكم وأخلاقكم.
فإن ألجأتك الضرورة للبقاء هناك فلا حرج عليك في العمل المذكور؛ وإن كان ذهابك إليه لوحدك، لأن الانتقال داخل المدن مهما كبرت لا يعد سفراً تحتاج فيه المرأة إلى محرم، لكن عليك الحذر من الخلوة بالرجال الأجانب أو الاختلاط بهم، كما يجب أن تكوني متحجبة بالحجاب الشرعي ومحتشمه وملتزمة في ذهابك وإيابك بأحكام وآداب الإسلام.
والله أعلم.
1758
عنوان الفتوى:اتخاذ البشر من غصن الزيتون شعارًا للسلام لم يرد في الكتاب والسنة رقم الفتوى:1758تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : لماذا يتخذ البشر من غصن الزيتون شعاراً للسلام: هل لأنها شجرة مباركة وورد ذكرها في القرآن الكريم؟ وشكراَ.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:

(7/221)


فأصل هذه الفكرة ـ وهي أن الناس اتخذوا طائر الحمام وورق الزيتون شعاراً للسلام ـ ناتج مما ورد في بعض المراجع من أن الله تعالى لما أغرق الكفار وأنجى المؤمنين مع نوح عليه السلام في السفينة بعث نوح عليه وعلى نبينا وجميع الانبياء الصلاة والسلام الحمامة، فأتت وفي منقارها ورق الزيتون ورجلاها ملطختان بالطين فكانت بشارة لنوح ومن معه. ومن ذلك الحين أصبح شعاراً للأمن والرخاء والسلام. وذكر ابن كثير هذا الأثر في تفسيره عند قوله تعالى في سورة (هود): (وقيل يا أرض ابلعي ماء ك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين). [هود: 44]. ولا يخفى على السائل أن هذا الأمر لا يترتب عليه حكم، لأنه مجرد حدث تاريخي على افتراض ثبوته، وقد صالح النبي صلى الله عليه وسلم أقواماً، وسالم آخرين، ولم يفعل شيئاً من ذلك فجانب التشريع فيه مفقود، فلا ينبغي لأحد أن يفعله. إذ لو كان خيراً لفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
17582
فتاوى
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:17582تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال: أمامي عرض لأخذ دورات في كرة السلة للعمل في مهنة التدريب. هل هذه المهنة جائزة شرعا.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من قبول هذا العرض ما لم يقترن به محرم، ككشف عورة أو تدريب نساء، أو تضييع صلاة، وانظر ما سبق عن ضوابط جواز الألعاب بوجه عام تحت الفتوى رقم:
5921 والفتوى رقم:
5980 والفتوى رقم:
7161 والفتوى رقم:
10883 والفتوى رقم: 11213 والفتوى رقم: 11354.
والله أعلم.
17583
عنوان الفتوى:من يؤدي الزكاة ناقصة متوعَد بالويل، ومانعها أعظم جرما رقم الفتوى:17583تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : ماحكم من يدفع زكاة ماله ناقصة وما الفرق بينه وبين من لا يدفع نهائياً ؟ شكرا.

(7/222)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره والذي كتبه أبو بكر الصديق إلى عمّاله على الصدقة، يقول فيه: "إن هذه فرائض الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين التي أمر الله بها ورسوله، فمن سُئلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سُئل فوق ذلك فلا يعطه... إلى أن قال: ولايجُمع بين مُفترق ولا يُفرق بين مجتمع خشية الصدقة". ففي هذا الحديث النهي عن النقص عن الزكاة المحددة من جهة صاحب المال والنهي عن الزيادة عليها من جهة العامل على جمعها، والنهي عن التلاعب والاحتيال لإسقاط شيء منها. وهذا معنى "لايجمع بين مفترق ولايفرق بين مجتمع خشية الصدقة". قال مالك في الموطأ: (معنى هذا أن يكون النفر الثلاثة لكل واحد منهم أربعون شاة وجبت فيها الزكاة، فيجمعونها حتى لا يجب عليهم كلهم فيه إلا شاة واحدة)، أو يكون للخليطين مائتا شاة وشاة فيكون عليهما فيها ثلاث شياة فيفرقونها حتى لا تكون على كل واحد منهما إلا شاة واحدة.
وقال الشافعي: (هو خطاب لرب المال من جهة، والساعي من جهة، فأمر كل منهما أن لا يحدث شيئاً من الجمع والتفريق خشية الصدقة).
فإخراج الزكاة ناقصة أمر محرم، وهو من التطفيف الذي توعد الله أهله بالويل والعذاب:لقوله سبحانه وتعالى (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) [المطففين:1]، قال علماؤنا :التطفيف في كل شيء في الصلاة والوضوء والكيل والميزان، وهو خيانة لله وللمؤمنين، وأبو بكر رضي الله عنه يقول: (والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه). رواه البخاري.

(7/223)


أما ما الفرق بينه وبين من لا يدفعها نهائياً، فلا شك أن من لا يدفعها نهائياً أعظم جُرماً وأخس قدراً عند الله ممن يدفعها ناقصة، ولقد توعده الله بأشد العذاب قال تعالى:(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة) [آل عمران:180] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحُمي عليه في نار جهنم، فيجعل صفائح فتكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار". رواه مسلم، وفي البخاري مثله مع اختلاف في اللفظ.
وإذا كان هناك حاكم مسلم فإنه يجب عليه أخذ الزكاة منه قسراً وتعزيره. وإن كان الممتنعون عن دفعها فئة ذات شوكة فإن إمام المسلمين يقاتلهم حتى يدفعوها، كما قاتل أبو بكر والصحابة مانعي الزكاة.
والله أعلم.
17584
عنوان الفتوى:استعجال في الفراق غير مبرَر رقم الفتوى:17584تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : كنت خاطبا ولكن حصل مني أخطاء حيث تحدثت في الهاتف في مواضيع جنسية هي تجاوبت معي عندما تبين لي خطئي كرهت نفسي وكرهت أن تكون تلك هي زوجتي ففسخت الخطبة فهل أنا مخطئ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما حصل أولاً من السائل الكريم هو حديثه مع خطيبته في الأمور الجنسية خطأ، ولكن كان يمكن تداركه بالتوبة، ولا داعي لما حصل منه بعد ذلك من فسخه للخطبة، لأن في ذلك اتهاماً وتشكيكاً في نزاهة شخص الأصل فيه أن يكون عفيفاً ولم يحصل شيء يتنافى مع ذلك.

(7/224)


ولأن الخطبة اتفاق وعهد يطلب حفظه والوفاء به. قال الله تعالى:وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً [الإسراء:34]، وقال تعالى:وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ [النحل:91]، هذا إذا كان ما حصل بينكما هو مجرد خطبة، أما إذا كان العقد الشرعي قد حصل فإن المرأة حينئذ تصبح في حكم الزوجة، وإن طلقت فلها عليه نصف الصداق (المهر) لأن الله تعالى يقول:وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ [البقرة:237].
ونبهت على هذا لأن بعض الناس يطلق على الزوجة خطيبته ولو كان عقد القران قد تم.
والخلاصة أن ما حصل من الأخ استعجال لا داعي له، وإذا كانت لديه الرغبة في العودة لخطيبته فلا مانع من ذلك شرعاً.
والله أعلم.
17586
عنوان الفتوى:محاولة رأب الصدع بالطرق المتاحة؛ وإلا فيحق الخلع رقم الفتوى:17586تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا سيدة متزوجة وعمري 29 عاما وعندي ولد وبنت
مشكلتي أن زوجي يعاملني معاملة سيئة ويشتم ويفعل كل ما يستفزني به وفي غضبه ينسى كل شيء وفي هدوئه يعرف الله حق المعرفة. من كثرة معاملته القاسيه كرهته كما لم أكره أحدا من قبل ولكن أهلي يرفضون الطلاق حرصا على الأولاد وأنا لا أطيقه ولا أطيق نفسه في المنزل وأخاف أن يأتي اليوم ولا أستطيع أن أقيم حدود الله معه وهو وقت الغضب يقول لي تطلقي أقول له نعم يقول لي أنت تعرفين أن المرأة التي تطلب الطلاق تحرم عليها رائحة الجنة
طيب أليس من حق المراة الكارهة لزوجها الطلاق بدون أي سبب فما بال المهانة من قبل الزوج أفيدوني أفادكم الله ماذا أفعل وللعلم كرهي له لن يتغير حتى ولو صلح حاله معي لأن قلبي تغير كثيرا ناحيته
والسلام عليكم ورحمة الله

(7/225)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا ننصحك أولاً بمعالجة هذا الموضوع بالحكمة والرفق، وأن تتغاضي ما أمكنك التغاضي عن سوء معاملة الزوج لك بأن تتوددي له وتزيلي كل الأسباب والعوائق التي تثير غضبه عليك، وحاولي أن تقتربي منه أكثر وتشعريه بأن وجوده في البيت ضروري من أجل تربية الأبناء، فإذا لم تفد هذه الطريقة فابعثي إليه من ينصحه ممن له عليه تأثير، فإن أفادت هذه الأمور أو بعضها فهذا ما نتمنى، فإن لم ينفع ما ذكرنا من الوسائل واستمر الشقاق بينكما شرع لك طلب الطلاق، أو الخلع وهو أن تفدي نفسك منه بالمال وذلك لعدم حصول مقاصد النكاح التي شرع من أجلها. قال الله تعالى:فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ [البقرة:229]، ولما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:أنه أمر ثابت بن قيس الأنصاري رضي الله عنه لما لم تستطع زوجته البقاء معه، بقبول الحديقة التي أمهرها بها وتطليقها.
وبهذا يعلم أن طلب الطلاق إذا كان لمبرر معتبر شرعاً لا حرج فيه كما يفهم من حديث ثوبان، وهو الحديث الذي أشار له زوجك.
والله أعلم.
17587
فتاوى
عنوان الفتوى:احتمالات قد تكون سبباً لتدني المستوى الدراسي رقم الفتوى:17587تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال: لي طفل يبلغ من العمر 11 عاما يدرس في الصف السادس الابتدائي وألاحظ عليه اختلافا مستمرا في سلوكه اليومي فمرة يكون من المتفوقين جدا ومرة يكون في منتهى البلاهة أثناء الدراسة وفي نفس المادة الدراسية مع العلم بأنه كان من قبل أي في الصف الخامس أفضل تلميذ بالفصل .. ولم أغير من سلوكي معه ولم يتغير شيء من الظروف المحيطة به عن العام الماضي .. وقد بدأ سلوكه يتسم أيضا بالعدوانيه مع أخته الأصغر منه سنا.. والسؤال هو هل يمكن أن يكون ذلك حسدا أم ماذا وبماذا تنصحون؟ جزاكم الله خيرا .

(7/226)


الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الطفل -ولدا كان أو بنتاً- يحتاج في هذه المرحلة التي ذكرت إلى رعاية لأنه دخل أو قارب سن المراهقة، ولأن مستوى الدروس عليه قد ارتفع، وعليك أن تبحث عن السبب الذي جعل مستوى ابنك يتدنى، فإذا عرفت السبب فقد عرفت علاجه.
وقد ذكرت أنه كان متفوقاً في دراسته فلعلك أعجبت به فأعطيته من المديح والإطراء أكثر من الحاجة فأعجب بنفسه وأصابه الغرور، أو لعلك قصرت أو أهملت مذاكرته وتقويم سلوكه اتكالا على أنه أصبح قائماً بنفسه فنتج عن ذلك التكاسل والإهمال، ولاننس كثرة الاستغراق أمام التلفاز والكمبيوتر والإنترنت وأصدقاء السوء، كل هذه أوغيرها احتمالات يمكن أن تكون هي السبب بالإضافة إلى ما أشرت إليه وهو سن المراهقة.
وعلى كل حال فعليك أن تقترب منه وتشعره بالأهمية، واحرص في الوقت نفسه على مذاكرة دروسه وضع له برنامجاً محددا يسير عليه بحيث لايطغى وقت اللعب أو النوم على وقت الدراسة، ولا تحرمه من للعب والاستجمام، ولا تستبعد الاحتمال الذي أشرت إليه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العين لتدخل الرجل القبر، والجمل القدر. رواه أبو نعيم في الحلية من حديث جابر.
وقد أخرج الإمام مالك في الموطأ : أن رجلا أصاب سهل بن حنيف رضي الله عنه بالعين، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغتسل له.
وعن ابن عباس في تفسير قوله تعالى حكاية عن يعقوب وأبنائه عليهم السلام:وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِد [يوسف] أنه خشي عليهم العين/القرطبي.
وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ منها بقوله: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. /القرطبي.
والخلاصة أن عليك -أخي الكريم- أن تبحث عن السبب الذي جعل الولد يتخلف فإذا عرفته فالعلاج سهل إن شاء الله تعالى، ونسأل الله لنا ولك التوفيق.
والله أعلم.
17588

(7/227)


عنوان الفتوى:من اقترض بالريال السعودي فعليه أن يرده بمثله رقم الفتوى:17588تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : اقرضت صديق لي مبلغ من المال قرض حسن وكان المبلغ بالريال السعودي والآن يريد سداد القرض لي بالجنيه المصري علماً بأن قيمة الجنيه المصري انخفضت مقابل الريال السعودي مما يعنى أن مالي سوف يعود لي ناقصا في قيمته علما بأنني لم أكن أنوي تغيير مالي من الريال إلى الجنيه لتوقيعي انخفاض قيمة الجنيه في المستقبل وقلت له لقد سلمتك ريالات فسلمني ريالات وما ذنبي أنا بعد أن اقرض مالي قرضا حسنا لنحو ثلاث سنوات كان يمكن أن أستثمر هذا المبلغ في نشاط يعود عليّ بالربح الحلال فهل يكون هذا جزائي في الإسلام؟ لا أظن ذلك فان الله عادل ويكره الظلم.
أفتونا مأجورين إن شاء الله ونأمل منكم سرعة الرد وجزاكم الله عنا خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على هذا الشخص أن يرد لك المبلغ بالريالات السعودية، ولست أنت ملزماً شرعاً بأن تأخذ منه غيرها، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 7110، 6460، 5610.
والله أعلم.
17589
عنوان الفتوى:نبي اليونانيين رقم الفتوى:17589تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : من هو النبي الّذي بعث إلى اليونانيين قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما لا نقاش فيه أن الله تعالى ما خلق أمة من الأمم إلا وأرسل إليهم من يدلهم عليه سبحانه، ويبين لهم هدى الله، قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) [فاطر:24]. وقال تعالى: (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) [الرعد:7].
أما اسم النبي الذي بعث إلى اليونان فلا نعلمه، ولم يرد في كتاب ولا سنة، ولا ثمرة لمعرفة ذلك.

(7/228)


وينبغي للمسلم أن يحرص أشد الحرص على السؤال عما يفيده في دنياه وآخرته، ويعرض صفحاً عن الأسئلة التي لا طائل من ورائها، والعلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر.
والله أعلم.
1759
عنوان الفتوى:حكم الحوار بين الرجل والمرأة عن طريق الإنترنت؟ رقم الفتوى:1759تاريخ الفتوى:02 جمادي الأولى 1422السؤال : ما هو حكم حوار الرجل والمرأة الأجنبيين عن طريق شبكة الإنترنت علما بأن الحوار يتم عن طريق الطباعة لا الكلام المباشر؟. وشكرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن كان هذا الحوار يدور بينهما وفق الضوابط الشرعية فلا حرج فيه شرعاً وهي:
1/ يكون الحوار دائراً حول إظهار حق، أو إبطال باطل.
2/ يكون من باب تعليم العلم وتعلمه: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) [الأنبياء: 7] وقال صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" [صححه الألباني عن أنس وعلي وأبي سعيد رضي الله عنهم].
3/ أن لا يخرجا عن دائرة آداب الإسلام في استعمال الألفاظ واختيار التعابير غير المريبة أو المستكرهة الممقوتة كما هو شأن كثير من أهل الأهواء والشهوات.
4/ أن لا يكون الحوار مضراً بالإسلام والمسلمين، بل عوناً لهم، ليتعلموا دينهم عن طريق القنوات الجديدة فكما أن الكفار يصرفون أوقاتهم لنشر الباطل فإن المسلم يصرف كل جهوده في سبيل نشر الفضيلة والخير والصلاح.
5/ أن يكون بينهما ثقة بالنفس للوقوف عند ثبوت الحق لا يتجاوزه أحدهما انتصارا للنفس، فإن ذلك يؤدي إلى طمس الحقائق وركوب الهوى والعياذ بالله من شرور النفس الأمارة بالسوء.

(7/229)


6/ أن يكون الحوار عبر ساحات عامة يشارك فيها جمع من الناس، وليس حواراً خاصاً بين الرجل والمرأة لا يطلع عليه غيرهما، فإن هذا باب من أبواب الفتنة، فإذا توافر في الحوار هذه الأصول، وكان جارياً كما ذكر السائل من عدم الرؤية والخطاب المباشر، فلا حرج فيه، والأولى ترك ذلك وسد هذا الباب، لأنه قد يجر الإنسان إلى المحرم، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. والله أعلم.
17590
عنوان الفتوى:حكم العمل بشهادة مزيفة رقم الفتوى:17590تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : أود أن أسأل عن أنني أعمل بشهادة علمية مزورة مع العلم أني أتقن عملي جيداً؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من علم من نفسه الكفاءة والأهلية في أي علم جاز له أن يمارس مهنته على أساس معلوماته، وإن لم تكن عنده شهادة، وهذا في الإقراء والإفتاء وغيرهما من العلوم الشرعية فأحرى الأمور الدنيوية البحتة، لكن الناس في هذا الزمان لا يصدقون أهلية الشخص ولا كفاءته إلا من خلال الشهادة.
وعليه، فلا ينبغي غشهم ولا مخادعتهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من غش فليس مني". رواه مسلم
فإذا كان وجود الشهادة الحقيقية عندك شرطاً في قبولك للعمل فلا يجوز لك العمل بالشهادة المزورة.
أما إن كان وجودها عندك رمزياً، وإنما المهم عند من تعمل عندهم الخبرة، فيجوز لك العمل بها.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها:
871، 2937، 8731، 10150، 13237، 12224، 15764.
والله أعلم.
17593
فتاوى
عنوان الفتوى:الأصل في التوسل التوقف حتى يرد الدليل رقم الفتوى:17593تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال: ما حكم التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم ولماذا أجازه جميع علماء الأمة وعارضه علماء السعودية فقط (يعني جمع العلماء على خطأ وعلماء السعودية هم على صواب)؟
أرجو منكم الجواب.

(7/230)


الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في جواز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب أكثر الذين تكلموا عليه ومنهم: الإمام أحمد بن حنبل إلى جوازه، وذهبت الحنفية وشيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة إلى منعه.
وقد استدل أصحاب القول الأول على جوازه بأدلة من القرآن والسنة، وادعى بعضهم الإجماع على جوازه كـ السبكي وشنع على شيخ الإسلام في قوله بالمنع، أما دليلهم من القرآن فهو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة:35].
وأما أدلتهم من السنة فكثيرة منها ما في صحيح البخاري: أن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس...، ومنها حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومنها حديث: "توسلوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم". ونحو ذلك.
وقد رَدَّ المانعون للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأدلة، فقالوا: أما الآية الكريمة فلا دلالة فيها على المقصود، لأن المراد بالوسيلة في هذه الآية هو فعل الطاعات وترك السيئات، قال الألوسي: هي - الوسيلة - فعيلة بمعنى ما يتوسل به ويتقرب إلى الله عز وجل من فعل الطاعات وترك المعاصي، واستدل بعض الناس بهذه الآية على مشروعية الاستغاثة بالصالحين وجعلهم وسيلة بين الله تعالى وبين العباد، والقسم على الله تعالى بهم بأن يقال: اللهم إنا نقسم عليك بفلان أن تعطينا كذا، ومنهم من يقول للغائب أو الميت من عباد الله تعالى الصالحين: يا فلان، ادع الله تعالى ليرزقني كذا وكذا، ويزعمون أن ذلك من باب ابتغاء الوسيلة، ويروون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور، أو فاستغيثوا بأهل القبور". وكل بعيد عن الحق بمراحل. ا.هـ

(7/231)


وقال ابن كثير رحمه الله تعالى عند تفسير الآية المذكورة: يقول تعالى آمراً عباده المؤمنين بتقواه، وهي إذا قرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف عن المحارم وترك المنهيات، وقد قال بعدها: (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ). قال سفيان الثوري عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس : أي القربة، وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد. وقال قتادة: أي تقربوا إليه بطاعته، والعمل بما يرضيه. وقرأ ابن زيد: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) [الإسراء:57].
وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه، وأنشد عليه ابن جرير قول الشاعر:
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا ===== وعاد التصافي بيننا والوسائل
فلا دلالة في الآية إذن إلى ما ذهبوا إليه.
وأما استدلالهم بالسنة فالجواب عنه من وجهين:
الأول: استدلالهم بأحاديث صحيحة، ولكن لا دلالة فيها على مقصودهم، ونذكر أقوى حديثين مما تمسكوا به وهو حديثان:
ما رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا، فيسقون". وهذا حجة عليهم لا لهم، لأن هذا توسل بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر لا توسل بذاته.
وقد فصل هذا شيخ الإسلام فقال: وأما التوسل بدعائه وشفاعته كما قال عمر، فإنه توسل بدعائه لا بذاته، ولهذا عدلوا عن التوسل به إلى التوسل بعمه العباس، ولو كان التوسل هو بذاته لكان هذا أولى من التوسل بالعباس، فلما عدلوا عن التوسل به إلى التوسل بالعباس علم أن ما يفعل في حياته قد تعذر بموته بخلاف التوسل الذي هو الإيمان به والطاعة له، فإنه مشروع دائماً فلفظ التوسل يراد به ثلاثة معان:
أحدها: التوسل بطاعته، فهذا لا يتم الإيمان إلا به.
والثاني: التوسل بدعائه وشفاعته، وهذا كان في حياته، ويكون يوم القيامة يتوسلون بشفاعته.

(7/232)


الثالث: التوسل بمعنى الإقسام به، بمعنى الإقسام على الله بذاته، فهذا هو الذي لم تكن الصحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه لا في حياته ولا بعد مماته لا عند قبره ولا غير قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم، وإنما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعة وموقوفة، أو عن من ليس قوله حجة كما سنذكر ذلك إن شاء الله تعالى، وهذا هو الذي قال أبو حنيفة وأصحابه: إنه لا يجوز ونهوا عنه حيث قالوا: لا يسأل بمخلوق، ولا يقول أحد أسألك بحق أنبيائك. ا.هـ
الثاني: حديث الأعمى ولا دلالة فيه، لأنه توسل بدعاء النبي لا بذاته، فقد رواه الترمذي والنسائي وأحمد ولفظ الترمذي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "إن شئت دعوت لك، وإن شئت صبرت فهو خير لك، فقال: فادعه...".
وتمسكوا بأحاديث ضعيفة كحديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث ضعيف كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 11669.
وكذلك حديث: "توسلوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم". وهو حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 4416.
وكذا حديث عائشة حينما شكا إليها الصحابة القحط، فأمرتهم أن يعملوا من قبره كوة إلى السقف حتى لا يكون بينه وبين السماء حائل، ففعلوا فمطروا... وهو حديث ضعيف، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 15071.
وبهذا يتبين أن أدلة المجيزين للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره إما لا دلالة فيها، وإما ضعيفة لا تصح.
وعمل الصحابة على خلاف ما ادعوه، والتوسل عبادة والأصل فيها الحظر والتوقف عنها حتى يرد الدليل الشرعي بذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد" متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: "فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" رواه مسلم.
وبهذا بطلت حجة المجيزين للتوسل وادعاؤهم الإجماع على جوازه.

(7/233)


وننبه إلى الفرق الواضح الجلي بين هذا التوسل المختلف فيه، وبين الاستغاثة الشركية المتفق على منعها، فالأول: سؤال لله تعالى بجاه أو حق خلقه، والثاني: سؤال للمخلوق والتجاء إليه، وهذا هو الشرك الصريح، وكثير من الناس يخلطون بين المسألتين، وقد مضى بيان ذلك في الفتوى رقم: 3835، والفتوى رقم: 3779.
وهذا اللبس الحاصل بين المسألتين مما يؤكد رجحان قول المانعين من التوسل، إضافة لما سبق من المرجحات، لأن القول بجوازه صار ذريعة للوقوع فيما هو متفق على منعه، وهو دعاء الميت والاستغاثة به وسؤاله تفريج الكربات وكشف الملمات، وقد جاءت الشريعة بحماية التوحيد، وسد الأبواب المفضية إلى الشرك.
والله أعلم.
17596
فتاوى
عنوان الفتوى:ضابط الإعلان عن شركة ما أو التعامل معها رقم الفتوى:17596تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال:
هل يجوز التعامل مع شركة شيبسي بالدعاية والإعلان والطباعة لها؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا لا نعرف تفاصيل نشاطات الشركة المذكورة، فلو بينها لنا السائل أجبناه على ضوء ذلك، ولكننا نضع بين يدي السائل قاعدة عامة يمكن الاستفادة منها وهي: أنه إذا كانت نشاطات الشركة مباحة بعيدة عن المحرمات أو الربا جاز عمل الدعاية لها والإعلان لها، وإذا كانت بخلاف ذلك لم يجز، لأن فيه إعانة على المنكر، والله عز وجل يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].
والله أعلم.
17598
عنوان الفتوى:لابأس بأخذ شيء من الحاجبين لضرورة العلاج رقم الفتوى:17598تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : ما حكم تنظيف الحاجبين مع العلم أني عندي ضربة في الحواجب لذلك أنا أضطر إلى تنظيفها؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/234)


فلا يجوز للمرأة أن تأخذ شيئاً من حاجبيها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله النامصة والمتنمصة". رواه أحمد والنسائي والبيهقي من حديث ابن مسعود. وقد بين أهل العلم أن أخذ شعر الحاجبين من النمص، لكن إذا اضطرت المرأة لإزالة شيء من شعر حاجبيها لتنظيف جرح -مثلاً- أو علاجه فلا بأس بذلك، لأن الضرورات تبيح المحظورات، كما قرر ذلك أهل العلم مستدلين بأدلة منها قوله جل وعلا: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) [الأنعام:119].
والله أعلم.
17599
عنوان الفتوى:آلية حساب الزكاة رقم الفتوى:17599تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : بدأت العمل منذ تخرجي في عام 1992 ولم أكن أملك مالاً وعملت بالهندسة والمقاولات وبدأت أكون نفسي شيئا فشيئا حتى تزوجت ورزقني الله الولد ومعي سيارة وطبيعة عملي الحر تجعلني دائماً لي حقوق عند العميل وكذلك عليّ من الحقوق للموردين وأخذ ما أحتاجه أثناء العمل ولكنني حتى الآن لم أدخر أموالاً معينة وبالتقريب أربح بمعدل شهري حوالي 7000 جنيه مصري وللأسف حتى الآن لم أتمكن من إخراج الزكاة ولا أعرف كيف أحسبها فكما قلت أنا لم أدخر مالاً منفصلاً ورأسمالي في عملي فبالله عليكم دلوني كيف أستطيع أن أخرج الزكاة (طريقة الحساب)؟
والسلام عليكم ورحمة الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/235)


فالواجب عليك الآن هو الاجتهاد والتحري في تحديد أول سنة تم فيها مالك نصاباً، وهو ما يعادل قيمة أدنى النصابين 85 جراماً من الذهب أو 595 جراماً من الفضة، ويمكنك معرفة ذلك بسؤال صاحب محل ذهب عن قيمة الذهب، وسؤال صاحب محل فضة عن قيمة الفضة، فإن بلغ ما عندك من المال مع الذي لك في ذمم الناس قيمة أحدهما وجبت عليك زكاته وهي ربع العشر أي اثنين ونصف في المائة بعد استبعاد ما للناس عليك من الديون، وهكذا كل سنة تحسب ما عندك من المال وتضم إليه ما لك من الأموال في ذمم الناس ثم تستبعد الديون التي عليك، فإن بقي قيمته أدنى النصابين زكيته وإلا فلا.
ويشترط لوجوب الزكاة في المال الذي في ذمم الناس أن يكون مرجو الأداء بأن يكون على موسر غير مماطل ولا جاحد، فإن كان على معسر أو موسر مماطل أو جاحد فلا تجب الزكاة فيه إلا عند قبضه، وإذا قبض وكان قد حال عليه الحول زكي زكاة عام واحد ولو كان قد لبث عند المعسر أو المماطل أو الجاحد سنين كثيرة، وهذا على الراجح من أقوال أهل العلم.
والله أعلم.
17601
عنوان الفتوى:قد توجد حالات تجعل السكن في بلاد الكفر أفضل رقم الفتوى:17601تاريخ الفتوى:04 ذو الحجة 1424السؤال : أيهما أفضل أن تقيم أسرة مسلمة في بلد كفر (كندا) مع استطاعتها الالتزام بالتعاليم الدينية والتزام أبنائها بها أم العودة بهم إلى بلدهم الإسلامي مع صعوبة التزامهم الديني وذلك لقوانين هذا البلد التي تنظر إلى الإسلام على أنه إرهاب ولا توفر مدارس إسلامية كما هو الحال هنا حيث أن بناتي في مدرسة إسلامية الآن وملتحقات بحلقة تحفيظ قرآن وملتزمات والحمد لله بتعاليم دينهم الإسلامي؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/236)


فلا شك أن إقامة المسلم في البلاد الإسلامية وبين إخوانه المسلمين أولى وأحسن من عيشه في بلاد الكفار وبين أظهر الكافرين، إلا أنه قد توجد حالات لبعض الأشخاص تكون حياته وسكنه في بلاد الكفار أفضل له من عيشه في بلاد المسلمين لظروف وملابسات، كما هي حالة الأسرة المسؤول عنها حسب ما ظهر في السؤال.
وعليه، فلا حرج على هذه الأسرة أن تقيم في كندا مادامت الحالة كما ذكرت في السؤال.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.
17606
عنوان الفتوى:تناول الصائم الطعام جاهلا رقم الفتوى:17606تاريخ الفتوى:29 ربيع الأول 1423السؤال : قمت بالأكل في رمضان بجهالة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت تقصد بالجهالة تعمد المعصية في نهار رمضان، وذلك بالأكل والشرب فيه، فالواجب عليك التوبة والاستغفار وقضاء ما أفطرته.
وإن كنت تقصد بالجهالة الأكل أو الشرب سهواً أو نسياناً فلا شيء عليك، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 6178، والفتوى رقم: 4835.
والله أعلم.
17607
عنوان الفتوى:لا تتخذوا المساجد طرقاً إلا لذكر أو صلاة رقم الفتوى:17607تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يسمح المشي في الجامع؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج أن يمشي الشخص في المسجد إذا كان ذلك لصلاة أو ذكر أو قراءة قرآن ونحو ذلك، وأما اتخاذ المسجد طريقاً للمارة فمنهي عنه، لما رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تتخذوا المساجد طرقاً إلا لذكر أو صلاة"، وهذا مقتضى الأدب مع بيت الله عز وجل.
والله أعلم.
17608
عنوان الفتوى:النكتة غير الواقعية لا يستمع لها رقم الفتوى:17608تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : السلام عليكم

(7/237)


هل يجوز حكاية النكة أو الاستماع إليها مع العلم أنها غير واقعية؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز حكاية النكت أو القصص غير الواقعية لإضحاك السامعين، وإذا علم السامعون بكذب الحاكي لها فلا يجوز لهم الاستماع إليه، بل يجب عليهم الإنكار عليه.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 11614.
والله أعلم.
1761
عنوان الفتوى:إذا ضبطت هذه الصفحة بالضوابط الشرعية فلا حرج فيها رقم الفتوى:1761تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : عندي صفحة على شبكة الإنترنت أنشر فيها روائع الأدب العربي القديم والمعاصر من شعر. فيها قصائد بالفصحى واللهجة الخليجية وبطبيعة الحال يغلب على القصائد الغزل. هل هناك أي ضرر من نشر مثل هذه الصفحة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

(7/238)


فإن ضبطت هذه الصفحة بالضوابط الشرعية فلا حرج فيها- إن شاء الله تعالى - بحيث لا تشتمل على شيء من الفحش والكلام المحرم القبيح كأذية المسلمين وهجوهم ومن ذلك التغزل بامرأة معينة لما فيه من التشهير بها وأذيتها وأذية أولياء أمرها و كانتقاص الإسلام وتشريعاته وتحريف عقائده وبث الأفكار المنحرفة الضالة، وكإشاعة الفاحشة وإثارة الغرائز والدعوة إلى الفجور ومن ذلك الغزل الصريح الذي يتضمن وصف مفاتن النساء . فإن خلت صفحتك من هذه الأمور المحرمة وأشباهها وتضمنت شيئاً من الأدب الرفيع والكلام العفيف فلا ضرر في ذلك بل قد يكون نافعاً مستحباً إذا تضمن مواعظ وزهديات وحكماً وحثاً على الخير وعلى الصفات المحمودة كالكرم والشجاعة والتعفف. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن من الشعر لحكمةً " رواه البخاري وغيره من حديث أبي بن كعب ، وقال ابن العربي : الشعر نوع من الكلام ، و قال الشافعي "حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيحه " يعني أن الشعر ليس يكره لذاته ، وإنما يكره لمتضمناته ، وقد أُنشد الشعر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره بل قد طلب إنشاده كما في صحيح مسلم من حديث عمرو بن الشريد عن أبيه قال " رَدِفْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: هل معك شعر أمية بن أبي الصلت شيء : قلت نعم : قال هيه ، فأنشدته بيتاً ، قال هيه : ثم أنشدته بيتاً : قال هيه حتى أنشدته مائة بيت . والله أعلم .
17613
عنوان الفتوى:البدعة في ضوء الكتاب والسنة..تعريفها وخطرها رقم الفتوى:17613تاريخ الفتوى:17 جمادي الأولى 1423السؤال : ما هي البدعة
آمل إجابة مفصلة في ضوء الكتاب والسنة والفقه (خاصة للفقه الحنفي) لأن الغالبية في مجتمعنا أضاف إضافات؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/239)


فقد عرف محمد الخادمي الحنفي البدع بقوله: جمع بدعة خلاف السنة اعتقاداً وعملاً وقولاً، وهذا معنى ما قالوا: البدعة في الشريعة إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر أيضاً: أن المعنى الشرعي للبدعة هو: الزيادة في الدين أو النقصان منه الحادثان بعد الصحابة بغير إذن من الشرع.
وبهذا التعريف يعلم أنه لا اختلاف بين تعريف الحنفية للبدعة، وتعريف غيرهم من العلماء من أهل المذاهب الأخرى، فالشاطبي عرف البدعة بقوله: طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.
وقوله (تضاهي الشرعية) أي: تشبه الطريقة الشرعية لكنها في الحقيقة مضادة لها، وقد مثل الشاطبي للبدعة بقوله: ومنها: التزام الكيفيات والهيئات المعينة، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، وما أشبه ذلك.
ومنها: التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة، كالتزام صيام يوم النصف من شبعان وقيام ليلته. انتهى
ومن الضوابط التي وضعها العلماء للبدعة قولهم: كل عمل لم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي له، وعدم المانع من فعله، ففعله بعد ذلك بدعة، وهذا يخرج صلاة التراويح وجمع القرآن من البدعة، لأن صلاة التراويح لم يستمر النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها (جماعة) لوجود المانع، وهو الخوف من أن تفرض.
وأما جمع القرآن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، لعدم وجود المقتضي لذلك، فلما كثر الناس واتسعت الفتوحات وخاف الصحابة من دخول العجمة جمعوا القرآن.
وليعلم المسلم أن البدعة خطرها عظيم على صاحبها وعلى الناس وعلى الدين، وهي مردودة على صاحبها يوم القيامة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد" رواه البخاري ومسلم .

(7/240)


وعند مسلم : "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد" ، وقوله: في أمرنا أي: في ديننا، وقوله: رد أي: مردود على صاحبه كائناً من كان.
وأيضاً: البدعة ضلالة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" رواه النسائي .
نعوذ بالله من البدع ومن النار.
والله أعلم.
17615
عنوان الفتوى:التأمين على الحياة يشتمل عدة محاذير رقم الفتوى:17615تاريخ الفتوى:17 جمادي الأولى 1423السؤال : ما هو الحكم الشرعي فيما يخص نظام التأمين على الحياة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
التأمين هو عقد بين طرفين هما: المؤمِّن والمؤمَّن له، يلتزم فيه المؤمِّن بأن يؤدي إلى المؤمن له مبلغاً من المال، أو أي عوض في حالة وقوع حادث أو تحقق خطر مبين في العقد، وذلك مقابل قسط أو أية دفعة مالية أخرى يدفعها المؤمن له.
وقد قامت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية بإعداد بحث بخصوص التأمين، وقد نشر في مجلة البحوث الإسلامية الجزء التاسع عشر ص 17-193، والجزء العشرين ص 13-144.
وقد اختلف الباحثون في حكم التأمين على الحياة إلى قولين:
القول الأول: التحريم مطلقاً.
القول الثاني: الجواز.
والذي ترجح عندنا من القولين هو القول الأول، لقوة الأدلة التي استندوا إليها، ومن ذلك:
أولاً: أنه مشتمل على الغرر، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغرر، وهو المخاطرة في البيع، إذ أن التأمين لا يكون إلا من حادث مستقبل غير متحقق الوقوع.
ثانياً: أنه مشتمل على نوع من الجهالة، والجهالة في العقود ممنوعة، ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الملامسة والمنابذة في البيع" . ووجه الجهالة أن المال يدفع للمؤمِّن ولا يُدرى أيقع حادث أم لا؟.

(7/241)


ثالثاً: أنه مشتمل على نوع من القمار وهو ممنوع، كما قال تعالى: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة:90] . ووجه اشتماله على نوع من القمار أنه معلق على خطر تارة يقع وتارة لا يقع.
كل هذه محاذير تجعل من التأمين على الحياة أمراً منهياً عنه شرعاً.
والله أعلم.
1762
عنوان الفتوى:على الزوجين أن يترفعا قدر الطاقة عن مشاكلهما. رقم الفتوى:1762تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أنامتزوجة منذ خمسة سنوات وزوجي لايعمل مع العلم انني اعمل وراتبي لايكفي طروف المعيشةوانه يقوم على تغير قفل الباب كلما ذهبت عند اهلى وفي يوم ذهبت عند اهلى، كعادته قام بتغير القفل وعند ذلك ذهبت بيت اهلى وعندما عاد للصلح رفضت ذلك، ومن ذلك اليوم وهو على امل في الصلح ولاكن انا لا اريد ولم يصرف علي ريالاً واحدا وإنني عند أهلي منذ سنتين وشهرين فما حكم ذلك لأنني أريد الطلاق؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصلة بين الزوجين من أقوى الصلات وأوثقها، وليس أدل على ذلك من أن الله سبحانه وتعالى سمى العهد بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ، فقال: (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً)،[النساء:21] وإذا كانت العلاقة بين الزوجين هكذا موثقة مؤكدة فإنه لا ينبغي الإخلال بها ولا التهوين من شأنها، وكل أمر من شأنه أن يهون هذه العلاقة ويضعف من قواها فهو بغيض إلى الإسلام، لأنه يفوت المنافع ويهدد مصالح كل من الزوجين، ولأن استقرار الحياة الزوجية واستمرارها غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام ويحث عليها، فعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة" رواه أصحاب السنن وحسنه الترمذي.

(7/242)


وبهذا تعلمين أيتها السائلة أن ما يجري بين الزوجين من مشادات خفيفة واختلاف وجهات نظر -مما لا تنجو منه امرأة ولا يخلو منه بيت غالباً- لا ينبغي أن يكون سبباً لحل ذلك الميثاق الغليظ، ولا في تفكك هذه الأسرة الصالحة إن شاء الله تعالى، ثم إن خروجك من بيت زوجك إلى غيره وامتناعك من الرجوع لا يجوز لك القدوم عليه أولا إلا بضرر حاصل لك في المقام في بيت زوجك، ولا يحق لك أن تطالبيه بأية مصاريف في هذه الفترة التي أقمتها خارج بيته، لأن من شروط استحقاق الزوجة النفقة تسليمها نفسها لزوجها، وعدم امتناعها من الانتقال معه حيث يريد، أما ما ذكرت من أن زوجك عاطل ولا عمل لديه..فإذا كان هذا يسبب له حالياً العجز عن الإنفاق عليك بما يناسب حالك وحاله، فلك حق المطالبة بنفقتك ومتعلقاتها ورفع أمرك إلى القاضي لينظر فيه، وهذا هو مذهب الجمهور، لقوله تعالى: ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) [البقرة 229] فعلى الزوج أن يمسك زوجته بالمعروف أو يفارقها بإحسان ولا شك أن عدم النفقة ينافي الإمساك بمعروف وقد قال الله تعالى: ( ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا) [ البقرة:231] وقال صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار"، رواه ابن ماجه بسند حسن، وأي ضرر ينزل بالمرأة أكثر وأشد من ترك الإنفاق عليها.
والله أعلم.
17623
عنوان الفتوى:حكم النوم على جنابة رقم الفتوى:17623تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يجوز أن أنام وأنا على جنابة غير شرعية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز لك أن تنام وأنت على جنابة، ولكن يسن لك أن تتوضأ قبل أن تنام، وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها الذي أخرجه البخاري ومسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة. ويكره للجنب أن ينام ولم يتوضأ.

(7/243)


هذا بالنسبة لحكم الجنابة فلا فرق فيها بين ما كان منها عن طريق مباح وغيره، لكن على المسلم أن يتقي الله تعالى وأن يتجنب ما حرم ، وأن يسارع بالتوبة مما تجرأ عليه من الذنوب، فقد يباغته الموت عند أول نومة نامها وهو مصر على المعاصي، فيلقى الله عز وجل مذنبا عاصيا غير نادم ولا تائب فيستحق بذلك عقوبة العصاة ووعيد المذنبين. نسأل الله عز وجل التوفيق والهدى.
والله أعلم.
17624
عنوان الفتوى:حكم ما أتلفه الصبي من مال غيره رقم الفتوى:17624تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : عندما كنت صغيرا استعرت من أحد الأصدقاء لعبة ولكني لم أقم بإرجاعها إهمالا مني مع العلم بأني أخجل من تذكير ذلك الشحص بهذا الموضوع لأنه قد يعتبره موضوعا تافها مما قد يسبب لي الإحراج ، ولكني أدرك أن الإنسان يوم القيامة يحاسب على ما استعاره ولم يرجعه مهما كان صغيرا ، لذلك فقد قمت بإخراج مبلغ من المال يساوي أكثر من قيمة تلك اللعبة التي أضعتها واشتريت بها أشرطة للقرآن الكريم وأعطيتها لأحد الأشخاص والذي قال لي إنه سيقدمها لأحد المراكز الإسلامية، فماهو الحكم في ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما أتلفه الصبي من مال غيره يلزم ولي أمره رده إلى أهله إذا كان هذا الشيء موجوداً بذاته، أو تعويضه إذا لم يكن موجودا، لأن ولي الصبي هو المكلف، ولكن التعويض الناشئ عن إتلاف الصبي لمال غيره يكون من مال الصبي نفسه إذا كان له مال.
فإذا لم يقم الولي بما عليه من إعطاء ذلك الغير حقة فإنه لا يسقط عن الصبي، فإذا بلغ وجب عليه أن يرد الحق إلى أهله.

(7/244)


لذا، فنقول للسائل: يجب عليك أن ترد مثل اللعبة أو قيمتها لصاحبها أو تطلب منه المسامحة فيها. ولا يمنعك تفاهتها ولا الحياء منه من التخلص مما في ذمتك للغير. وإذا كنت تخاف عاراً يلحقك من إثارة الموضوع فيمكنك أن تحتال لرد المبلغ له ولو لم يعلم أنه قيمة اللعبة القديمة .
أما التصرف بقيمتها أو شراء أشرطة دعوية ونشرها أو نحو ذلك فلا يبرئ ذمتك من الحق ما دمت قادرا على رده بحيلة أو بأخرى.
والله أعلم .
17625
عنوان الفتوى:رسم وبيع الآثار الفرعونية إحياء لتراث الذين ظلموا رقم الفتوى:17625تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل رسم صور الآثار الفرعونية على ورق البرى لتباع للأجانب لا يجوز شرعا؟
وجزاكم الله خيرا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز رسم صور الآثار الفرعونية ، إذا كانت من ذوات الأرواح، وأما إذا لم تكن من ذوات الأرواح كالشجر والحجر ونحو ذلك ، فلا ينبغي إضاعة الوقت في رسمها وبيعها ونحو ذلك ولو كانت ستباع للكفار، لما في رسمها من إحياء تراث الذين ظلموا أنفسهم، وربما اغتر بعض ضعاف الإيمان من المسلمين بهذا التراث فعظموه وافتخروا به. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم:
16368 والفتوى رقم:13544
والله أعلم .
17627
عنوان الفتوى:حيث قنت الإمام أمَنَّ المأموم على دعائه رقم الفتوى:17627تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الذي يجسد كل الفتاوى
هل يجوز أن أجهر بالدعاء في الركعة الثالثة والرابعة بقصد الدعاء لنفسي ولشعب فلسطين بالنصر لهم وأنا أطرح هذا السؤال لأني ألاحظ في أحد المساجد بجدة يفعل هذا الفعل؟
وجزاكم الله كل خيراً...
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/245)


فالقنوت عند النوازل مشروع في الصلوات الخمس، لما رواه البخاري وغيره عن أنس رضي الله عنه قال : قنت النبي صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهراً يدعو على رعلٍ وذكوان. ويقول: عصَيَّة عصت الله ورسوله.
والصحيح من أقوال أهل العلم أن هذا القنوت مشروع لكل مصل إماماً كان أو فرداً.
وأما المأموم فعليه متابعة الإمام، فإن قنت الإمام أمَنَّ على دعائه، وإن لم يقنت لزم المأموم متابعته.
وحيث شرع القنوت شرع الجهر بالدعاء، سواء كانت الصلاة جهرية أو سرية .
هذا فيما يخص الدعاء للمسلمين عند نزول نازلة بهم .
وأما الدعاء للنفس فلا يشرع له القنوت، وللمصلي أن يدعو لنفسه في كل موطن من مواطن الدعاء في الصلاة مع الإسرار بذلك، والسجود هو أرجى هذه المواطن للإجابة. وراجع الجواب رقم:
171 والجواب 8581 والجواب 6434
والله أعلم .
17628
عنوان الفتوى:حكم ذبح العقيقة يوم الولادة رقم الفتوى:17628تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : ماحكم إخراج العقيقة في اليوم الأول للولادة وما الحكم إذا كان جد المولود هو الذي دفع قيمتها علما بأن والده قادر على إخراجها وجزاكم الله كل خير
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل أن العقيقة تذبح في اليوم السابع، كما رواه أصحاب السنن من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الغلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه.
فالذبح قبل السابع مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم، لكن إذا استعجل الشخص، وذبح قبله أجزأه ذلك لأنه ذبحها بعد وجود سببها وهو الولادة، فكانت مثل إخراج الكفارة قبل الحنث، ذكر هذا ابن قدامة في الكافي.
وأما بالنسبة لإجزاء عق غير الأب مع وجوده، فيراجع فيه الجواب رقم:
2287
والله اعلم.
17630

(7/246)


عنوان الفتوى:كفالة الأيتام واللقطاء تغني عن التبني رقم الفتوى:17630تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : هنا في أمريكا لم لا يتبنى كل إنسان مسلم طفلاً أو رضيعاً من مأوى الأطفال ويربيه على الإسلام أنا أعرف أن التبني محرم ولكن من أجل السبب السابق هل يجوز ذلك أم لا؟
و جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما لا يشك فيه مسلم أن الله تعالى لم يحرم على عباده شيئاً إلا ومفاسده تربو وتزيد على ما فيه من المصالح، ومن ذلك التبني، فإنه يؤدي إلى ضياع الأنساب واختلاطها وتحريم الحلال، ولا ضرورة ملجئة تدعو إلى جوازه، ويمكن أن يحصل الخير الذي ذكره السائل بما حثنا عليه الشارع من كفالة الأيتام، بل وكفالة اللقطاء أنفسهم، فالمنهي عنه هو التبني بمعنى أن ينسب الولد إلى غير أبيه، وليس الكفالة.
وانظر الفتوى رقم: 3152، والفتوى رقم: 10856، والفتوى رقم: 16816، والفتوى رقم: 7167، والفتوى رقم: 7818، والفتوى رقم: 15187.
والله أعلم.
17631
عنوان الفتوى:الرسوم المتحركة والعنف رقم الفتوى:17631تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : نسألكم عن فتواكم في العنف في برامج الأطفال في الرسوم المتحركة وخصوصا في برنامج بوكيمون الذي سبب ضجة غير مسبوقة النظير هل مشاهدة مثل هذه البرامج محرم؟ وهل يمثل نظرية الغزو الفكري؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمشاهدة أفلام البوكيمون لا تجوز، لما فيها من المفاسد المبينة في الفتوى رقم: 7415، وما عداها من الأفلام ففيها الصالح والطالح.
فانظر أخي الكريم إلى المحظورات الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 3127، فإن وجدت هذه المفاسد أو بعضها، فالواجب حجبها عن الأبناء، وإن خلت هذه الأفلام من تلك المفاسد فلا مانع من مشاهدة الأطفال لها، وانظر الفتوى رقم: 13622.
والله أعلم.
17632

(7/247)


عنوان الفتوى:قم أبا تراب رقم الفتوى:17632تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : من هو أبو التراب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
هو: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والقصة رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء وعلي مضطجع في المسجد قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه ويقول: "قم أبا تراب". وقد سبقت الإجابة على هذا برقم: 16244.
والله أعلم.
17633
عنوان الفتوى:حكم الإفرازات المختلطة بالدم أثناء الإرضاع رقم الفتوى:17633تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : أقوم بإرضاع طفلي منذ 9 أشهر ومنذ تلك الأيام لم ينزل مني دم حيض منذ عدة أيام تنزل بعض الإفرازات المختلطه بالدم ولا تزيد عن مرة أو مرتين في اليوم هل أعتبره دم حيض وأنتظر حتى يتوقف تماما أم اعتبره دم استحاضة وأصلي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه الإفرازات لا تعتبر حيضاً، فالواجب عليك أن تصلي وتفعلي ما تفعل الطاهرات، ما لم ينزل عليك دم الحيض المعروف بلونه ورائحته.
والله أعلم.
17634
عنوان الفتوى:يقدر المال الحرام ويخرج الزكاة عن الحلال رقم الفتوى:17634تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال كالتالي: لي ابن عم لديه مال خاص به ثم اقترض مالا من البنك واستأجر محلا واشتغل بتجارة المواد الغذائية ولا يبيع السجائر بجميع أنواعها وهو الآن بلغ تقريبا عام كامل على شغله ويسأل كيف يخرج زكاة ماله علما بأن القرض ربوي ويقوم بتسديده على أقساط وما زال لم ينته من تسديده وأيضا لديه بضاعة بالمحل بالدين من تجار الجملة وله أيضا بضاعه قد باعها إلى ناس وتجار بالدين.

(7/248)


أي بمعنى: لديه مبلغ واقترض مبلغا وأسس محل بالإيجار وله وعليه دين كيف يزكي ماله؟ وما هو حكم الشرع في ما قد سردته لكم؟
أفيدونا أفادكم الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المال إذا اختلط حلاله بحرامه، فإن على صاحبه أن يتحرى فيخرج قدر الحرام ويكون الباقي حلالاً له، وهذه قاعدة فقهية ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (29/273).
وعلى هذا، فيجب على ابن عمك أن يتحرى ويجتهد ويتقي الله في ذلك، بحيث يقدر الحرام فيبعده عن المال، لأن الحرام لا زكاة فيه، ويقدر الحلال فيخرج منه الزكاة.
أما الدين الذي له فيزكي منه ما كان على موسر غير مماطل، وما كان منه على معسر أو مماطل فلا يزكى إلا عند قبضه.
وأما الدين الذي عليه، فإنه يمنع الزكاة أي وجوبها، أو ينقص بقدره، وهو مذهب جمهور الفقهاء، واستدلوا على ذلك بما رواه أبو عبيد في كتاب (الأموال) عن السائب بن يزيد قال: سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: هذا شهر زكاتكم، فمن كان عليه دين فليؤده، حتى تخرجوا زكاة أموالكم.
وفي لفظ رواه مالك: من كان عليه دين فليقض دينه وليزكِ بقية ماله.
وراجع الفتوى رقم: 7675، والفتوى رقم: 13204، والفتوى رقم: 6336.
والله أعلم.
17639
عنوان الفتوى:لا تعارض بين عدم قيام الساعة حتى نقاتل اليهود وقيامها على الأشرار رقم الفتوى:17639تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {لاتقوم الساعة حتى يقاتل... الحديث} وقال: {لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق} ونحن نعلم أن الله لا ينصر المؤمنين إلا إذا كانو متمسكين بالإسلام باختصار في الحديث الأول لا تقوم إلا على المؤمنين وفي الثاني لا تقوم إلا على شرار الخلق كيف ترون ذلك؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/249)


فلا ريب أن الساعة لن تقوم حتى يقاتل المسلمون اليهود وينتصروا عليهم، كما جاء في الحديث المبين في الفتوى رقم: 1489.
ولا ريب أن الساعة لن تقوم إلا على شرار الخلق، ومما دل على ذلك ما أخرجه مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس".
ولا تعارض بين الحديثين أبداً إذ الحديث الأول فيه بيان أن الساعة لن تأتي إلا وقد قاتل المسلمون اليهود، وليس معناه أن ذلك يكون عند قيام الساعة. أما الحديث الآخر ففيه أن الساعة تقوم على أولئك الأشرار.
ومما يوضح ذلك ما رواه البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء".
أما المؤمنون، فلن تدركهم الساعة، بل يموتون قبل ذلك، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه -وفيه ذكر الدجال إلى أن قال صلى الله عليه وسلم-: "ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى ولو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه. قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فيبقى شرار الناس...الخ" وهو حديث الدجال.
والله أعلم.
1764
عنوان الفتوى:قابل ما تجده من أذى بالإحسان والصبر الجميل رقم الفتوى:1764تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أنا شاب كرهت أناسا من أهلي لسوء معاملتهم لي فماذا أفعل معهم؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/250)


فصلة الرحم من القضايا التي حثنا عليها ديننا الحنيف والقرآن الكريم والسنة مملوآن بالآيات والأحاديث التي ترشد إلى ذلك. فالله جل وعلا قد قرن قطع الأرحام بالفساد في الأرض. قال الله تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) [محمد: 22]. فيا أخي الكريم إن كانت المعاملة السيئة التي سببها أهلك لك بسبب أمرٍ ديني كأن تكون أمرتهم بمعروف أو نهيتهم عن منكر وهم بدورهم لم يتقبلوا منك وناصبوك العداء فاصبر واحتسب الأجر عند الله وأشفق على أهلك وتمن لهم الخير والهداية، وليكن لك في رسول الله أسوة حسنة وإن كانت المعاملة السيئة سببها أمر دنيوي أو مشاكل عائلية، فلا تقابل الإساءة بالإساءة، ولكن قابل ما تجده من أذى بالإحسان وبالصبر الجميل ولتكن هذه الآية أمامك وهي قوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) [فصلت: 34، 35]. ونذكرك أخيراً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويُسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال: "لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل ( الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك" [رواه مسلم وأحمد وأبو داود].
17640
عنوان الفتوى:القذف...حكمه وعقوبته رقم الفتوى:17640تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : متى يقال عن الإنسان زان؟ ومتى يقال عنه خائن بالنسبة للعلاقه الزوجية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/251)


فإن حماية أعراض المسلمين، والمحافظة على سمعتهم، وصيانة كرامتهم، مطلب من مطالب الإسلام، وغاية من غاياته، ولهذا فالشرع يسد الباب أمام الذين يلتمسون العيب والنقيصة للبشر، فيمنعهم من أن يجرحوا مشاعرهم، ويلغوا في أعراضهم، ويحظر أشد الحظر إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، ويحرم القذف تحريماً قاطعاً، ويجعله كبيرة من كبائر الذنوب، ويوجب على القاذف ثمانين جلدة ويمنع شهادته، ويحكم عليه بالفسق واللعن واستحقاق العذاب الأليم في الدنيا والآخرة، ما لم يأت بما لا يتطرق إليه الشك من إقرار، أو ظهور حمل ممن لم يكن لها زوج، أو شهادة أربعة شهود على حالة قلما تتحقق.
وعلى هذا، فلا يجوز أن يقال عن شخص إنه زان ولو بعبارة غير صريحة ما لم يكن معروفاً بالزنى مجاهراً به، ومن رماه بالزنا جلد ثمانين جلدة، ولا فرق في هذا بين الأزواج وغيرهم، فكل من رمى شخصاً بالزنا وهو غير مجاهر به استحق الجلد ما لم يأت ببينة -مما قدمنا- تدل على صدقه، إلا الزوج وحده فإنه إذا تحقق من زنا امرأته ولم يجد أربعة شهود ورماها بالزنى، فإنه يدرأ عنه حد القذف أن يلاعنها، واللعان هو المذكور في سورة النور عند قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [النور:6-9].
والرمي بالخيانة الزوجية يدخل في القذف إذا كانت حسب العرف تقتضي زنا أحدهما.
والله أعلم.
17642

(7/252)


عنوان الفتوى:إغراء وفتنة الفتيات...وَصْفات لتجنب المصيدة رقم الفتوى:17642تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : ما هي الحلول لتجنب الفتيات؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحل لتجنب الفتيات والتعلق بهن ونحو ذلك يكون بالآتي:
1- الزواج، ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".
2- غض البصر، لقول الله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:30].
3- الاستعانة بالصوم لمن لم يكن قادراً على تكاليف الزواج، ودليل هذا الحديث السابق.
4- الابتعاد عن مخالطة الفتيات والحديث معهن وتجنب أماكن تواجدهن ونحو ذلك.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 17288.
والله أعلم.
17643
فتاوى
عنوان الفتوى:معنى قوله تعالى:(يَا أُخْتَ هَارُون...) رقم الفتوى:17643تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال:
ما هو المقصود في الآية الكريمة رقم 28 من سورة مريم: (يا أخت هارون) الرجاء شرح الآية الكريمة؟
وشكراً.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقوله تعالى: (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً) [مريم:28] ورد في تفسيرها أقوال نوجزها فيما يلي:
أولاً: قوله تعالى: (يَا أُخْتَ هَارُونَ) في تفسيرها أقوال:
- قيل هارون أخو موسى، والمراد: يا من كنا نظنها مثل هارون في العبادة كيف تأتين بمثل هذا.
- وقيل: كانت مريم من ولد هارون أخي موسى، فنسبت إليه بالأخوة لأنها من ولده، كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، وللعربي يا أخا العرب.

(7/253)


- وقيل: كان لها أخ من أبيها اسمه هارون، وكان أمثل رجل في بني إسرائيل.
والأقوال الثلاثة اتفقت على أمر وهو أن هارون رجل صالح ونسبت مريم
إليه، لما بينهما من التماثل في العبادة والخلق الحسن.
وثمة قول رابع: وهو أن هارون رجل فاجر في ذلك الزمان فنسبوها إليه على جهة التعيير والتوبيخ، لما رأوها حاملاً.
ثانياً: قوله تعالى: ( مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً) والمعنى: ما كان أبوك ولا أمك أهلاً لهذه الفعلة، فكيف جئت بها.
والله أعلم.
17644
عنوان الفتوى:أوجه الفرق بين السنة والبدعة رقم الفتوى:17644تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أعرف ما الفرق بين الإباحة والبدعة في التشريع الإسلامي والعلاقة بينهما؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد عرَّف العلماء المباح بتعاريف كثيرة تتفاوت ألفاظها وتتقارب معانيها، وقد اخترنا منها ما ذكره صاحب روضة الناظر حيث قال: ما أذن الله سبحانه في فعله وتركه غير مقترن بذم فاعله وتاركه ولا مدحه. ا.هـ.
أما البدعة، فقد عرفها الشاطبي في الاعتصام بقوله: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه وتعالى. ا.هـ
ومن التعريفين يتبين لنا أن المباح جائز الفعل والترك دون ترتب ثواب أو عقاب على ذلك، أما البدعة، فإنه يجب تركها ويحرم فعلها، لأنها مخترعة ولم يأذن الشارع في فعلها.
ولذلك، فإنه يعاقب فاعلها ويثاب تاركها إذا قصد بتركها طاعة الله، كما أن المباح إذا فعله المسلم بقصد القربة أثيب عليه كذلك.
ولمعرفة المزيد عن البدعة راجع الفتوى رقم: 631، والفتوى رقم: 6823.
والله أعلم.
17645

(7/254)


عنوان الفتوى:شرط جواز أخذ الموظف مقابلاً لقاء قضاء حاجة رقم الفتوى:17645تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم :
أنا موظف بإحدى الإدارات العمومية ولي شقيق له عدة مصالح في بعض الإدارات بما فيها الإدارة التي أعمل بها وقد كلفني بقضاء مصالحه في تلك الإدارات مقابل ذلك يمنحني مبلغا من المال ما حكم الشرع في ذلك وهل يجوز لي أخد المال منه دون حرج ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز لك أخذ المبلغ الذي جعله أخوك مقابل قضاء مصالحة، و لا حرج عليك في ذلك لأنه من باب الجعالة الجائزة شرعاً، ودليل جوازها قول الله تعالى:وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ [يوسف:72]، وهذا بشرط أن لا يكون ما تأخذه منه إنما هو في مقابل عمل يلزمك أنت أو غيرك من العمال فعله بمقتضى عملكم، فما أخذتم عليه شيئاً من هذا النوع يكون المأخوذ عليه رشوة.
والله أعلم.
17648
عنوان الفتوى:هل يستحق القاتل المعسر أن يعطى من الزكاة لأداء الدية رقم الفتوى:17648تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يعطى القاتل عمداً من أموال الزكاة ؟ مع ذكر الدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف ورأي شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين وهيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي ؟ علماً أن السؤال عاجل جداً جدا لأنه يتعلق بإنقاذ حياة رجل مسلم مكث في السجن عشرين سنة بسبب عدم بلوغ أصغر وارث ثم تم العفو عنه من قبل الورثة مطالبين له بالدية الشرعية من قبل المحكمة الشرعية والتي تقدر بـ ( 120.000 ) ريال .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/255)


فقد أجمع أهل العلم على أن دية القتل العمد تجب في مال القاتل، لا تحملها العاقلة، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني بعد حكاية هذا الإجماع: (وهذا قضية الأصل، وهو أن بدل المتلف، يجب على المتلف، وأرش الجناية على الجاني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجني جان إلا على نفسه. وقال لبعض أصحابه: حين رأى معه ولده: ابنك هذا؟ قال: نعم، قال :أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه. ولأن موجب الجناية أثر فعل الجاني، فيجب أن يختص بضررها، كما يختص بنفعها، فإنه لو كسب كان كسبه له دون غيره. وقد ثبت حكم ذلك في سائر الجنايات والأكساب، وإنما خولف هذا الأصل في القتل المعذور فيه، لكثرة الواجب، وعجز الجاني في الغالب عن تحمله، مع وجوب الكفارة عليه، وقيام عذره، تخفيفاً عنه، ورفقاً به، والعامد لا عذر له، فلا يستحق التخفيف، ولا يوجد فيه المعنى المقتضي للمواساة في الخطأ). انتهى
فإن كان للجاني مال أخذ منه قدر الدية، وإن ثبت إعساره أُنظر إلى ميسرة، وكان ذلك دينا في ذمته.
وحينئذ لا مانع من دفع الزكاة إليه باعتباره غارماً من الغارمين، والأصل في ذلك قوله تعالى:إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:60].
وقوله تعالى:الغَارِمِينَ شامل بعمومه من لزمه الغرم وهو الدين، سواء استدانه لمصلحة نفسه أو استدانه لغيره، إلا أن كثيراً من الفقهاء قيدوا ذلك بكون الدين لم يؤخذ في معصية لئلا يصبح ذلك ذريعة لإنفاق المال في الحرام اعتمادا على سداده في الزكاة.
ومحل هذا ما لم يتب من معصيته، فإن تاب أعطي من الزكاة لأن التوبة تجب ما قبلها على ما صرح به جمع من أهل العلم.

(7/256)


قال في مغني المحتاج: (مثل من لزمه الدين بإتلاف مال الغير عدوانا فلا يعطى (قلت:الأصح يعطى) مع الفقر(إذا تاب) عنها (والله أعلم) لأن التوبة قطعت حكم ما قبلها، فصار النظر إلى حال وجودها كالمسافر لمعصيته إذا تاب فإنه يعطى من سهم ابن السبيل).
على أن إلحاق مسألة القاتل هنا بمن استدان في معصية محل نظر، إذ يبعد أن يقدم أحد على القتل العمد اتكالا على توفية الدين من الزكاة، لما في القتل العمد من تعريض النفس للقتل قصاصاً.
وما اعتمدناه من جواز دفع الزكاة لهذا القاتل في حال إعساره قد صرح به جماعة من أهل العلم، قال ابن حزم -رحمه الله- في المحلى: (وهي في الخطأ على عاقلة القاتل، وأما في العمد فهي في مال القاتل وحده.... فمن لم يكن له مال ولا عاقلة، فهي في سهم الغارمين في الصدقات، وكذلك من لم يعرف قاتله .
وقال أيضاً في حديث عبد الله بن سهل أن الرسول صلى الله عليه وسلم: وَدَاهُ مائة ناقة: (ثم إن كان قاتل عبد الله قتله خطأ، فالدية على عاقلته، وإن كان قتله عمدا فالدية في ماله. فهو غارم أو عاقلته، وحق الغارمين في الصدقات بنص القرآن، قال الله عز وجل:إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:60]) وقال أيضاً: (وفي العمد يكون القاتل إذا قبلت منه الدية غارماً من الغارمين، فحظهم في سهم الغارمين واجب، أو في كل مال موقوف لجميع مصالح أمور المسلمين). انتهى. من المحلى 10/282-284، المسألة (2028).

(7/257)


وقال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في فتاويه(11/32) : (ما دام القتل عمداً فالدية تكون في مال القاتل حالة، وحيث ثبت إعساره فقد وجب على مستحقيها إنظاره إلى ميسرة، لقوله تعالى:وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [البقرة:280].
وقال فيمن بقي عليه بعض الدية وثبت إعساره: (إلا أنه يستحق أن يدفع له من الزكاة ما بقي بدينه لأنه من الغارمين الذين هم أحد أصناف مصارف الزكاة).
وقال الشيخ عبد الله البسام في كتابه توضيح الأحكام من بلوغ المرام(5/235): (أما الدية في قتل العمد فتجب في مال الجاني، وتكون ضمن الديون التي في ذمته، فإن كان موسرا لزمه الوفاء، وإن كان معسرا فنظرة إلى ميسرة، ويسوغ أن يدفع له من الزكاة ليوفي به هذه الدين لأنه من الغارمين، وإن مات فعلى ولي الأمر قضاء دينه من بيت مال المسلمين). انتهى.
ولم نقف على فتاوى في هذه المسألة للعلماء الذين ذكرهم السائل.
والله أعلم.
17649
عنوان الفتوى:الشاذلية...مؤسسها...اعتقاداتها رقم الفتوى:17649تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : يوجد مركز في فلسطين يسمى أتباعه بالشاذلية وهم من الصوفية يقولون: إنهم من أهل السنة ويهتمون بالأحمدية والبهائية.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشاذلية والأحمدية والبهائية ثلاث طوائف يجمع بينها الانحراف عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فأما الشاذلية والأحمدية فهما طريقتان من الطرق الصوفية، وانحرافاتهم كثيرة مشهورة من الغلو في المقبورين ودعائهم والاستعانة بهم والذبح والنذر لهم، إلى غير ذلك من الأمور المنكرة التي هي في حقيقتها شرك أكبر بالله رب العالمين.
والشاذلية هم أتباع أبي الحسن الشاذلي نزيل الإسكندرية الذي خلفه المرسي أبو العباس المعروف بالإسكندرية بمصر، ثم خلفهما ابن عطاء السكندري.

(7/258)


والأحمدية هم المنسوبون إلى أحمد الرفاعي، وقد سبق أن ذكرناهم وذكرنا شيئاً من مخاطرهم في الفتوى رقم: 13402.
والبهائيون هم أتباع البهاء حسين علي الذي اعتقدوا أنه ربهم، ومن عقائدهم الحلول والتناسخ وصلب المسيح موافقة لليهود والنصارى إلى غير ذلك من العقائد الباطلة.
ومن هنا يعلم السائل الكريم أن هذه الفرقة المسماة بالشاذلية إن زعموا أنهم من أهل السنة فقد كذبوا بذلك، بل هم في وادٍ وأهل السنة في آخر.
والله أعلم.
17650
عنوان الفتوى:ما يلزم من قتل بسيارته طائرا في مكة المكرمة رقم الفتوى:17650تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : كنت أسير بالسيارة في خط سريع في مكة وفجاة إذ بطائر يطير أمامي وبدون سابق إنذار يطير بمستوى منخفض جدا ولم أتمكن من تفاديه فصدمته ولقي حتفه فورا.
فم االحكم جزاكم الله خيرا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مكة المكرمة -حرسها الله- حرم الله الآمن، لاينفر صيدها، ولا يختلي شوكها، فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إ ن الله تعالى حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لم تحل لأحد كان قبلي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا يحل ساقطها إلا لمنشد.....

(7/259)


ويقول تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [المائدة:95] فقد نهى الله المؤمنين عن التعرض للصيد وهم حرم، وذلك يشمل ما إذا كانوا متلبسين بالإحرام سواء كانوا داخل حرم مكة أم خارجه، كما يشمل من كان داخل الحرم ولو لم يكن محرماً، فإذا كان الطائر الذي قتلته من حمام مكة أويمامها أو القمري أو الدبسي أو الحجل... ففيه شاة تجزئ في الأضحية تذبح بمكة وتوزع على الفقراء، أو قيمتها من الطعام لكل مسكين مدا، أو تصوم مقابل ذلك عن كل مد يوما.
وهذه المسائل الثلاثة على التخيير إذا فعلت إحداها أجزأتك. هذا قول جمهور العلماء، وقال بعضهم بالترتيب، إي إن لم تجد شاة تطعم بقدر قيمة جزاء الصيد، فإن لم تجد تصوم عن كل مد يوما.
والخلاصة أن على السائل الكريم أن يذبح شاة إذا كان الطائر الذي قتله من النوع الذي ذكرنا،أما إذا كان دون ذلك مثل العصفور فإن عليه أن يتصدق بقيمته طعاماً.
والله أعلم.
17651
عنوان الفتوى:الحشيشة...حقيقتها ..حكمها..وعقوبة متناولها رقم الفتوى:17651تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : الرجاء الرد علي في حكم الحشيش والماريجوانا وبيان الحكم الشرعي والدليل الشرعي والعقاب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/260)


فالحشيشة محرمة بجميع أنواعها كالماريجوانا وغيره. قال التقي السبكي: والأصل في تحريمها ما رواه أحمد في مسنده وأبو داود في سننه بسند صحيح عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر.
قال العلماء: المفتر كل ما يورث الفتور والخدر في الأطراف، وهذا الحديث فيه دليل على تحريم الحشيش بخصوصه، فإنها تسكر وتخدر وتفتر، ولذلك يكثر النوم لمتعاطيها.
وحكى القرافي وابن تيمية الإجماع على تحريمها قال ابن تيمية: ومن استحلها فقد كفر. قال: وإنما لم تتكلم فيها الأئمة الأربعة رضي الله تبارك وتعالى عنهم لأنها لم تكن في زمنهم، وإنما ظهرت في آخر المائة السادسة وأول المائة السابعة حين ظهرت دولة التتار. ا.هـ
ولها مضار دينية ودنيوية قال التقي السبكي رحمه الله: قال بعضهم: وفي أكل الحشيش مائة وعشرون مضرة دينية ودنيوية منها: أنها تورث الفكرة، وتجفف الرطوبات، وتعرض البدن لحدوث الأمراض، وتورث النسيان، وتصدع الرأس، وتقطع النسل والمني وتجففه، وتورث موت الفجأة، واختلال العقل وفساده، والدق، والسل، والاستسقاء، وفساد الفكر، وإفشاء السر، وذهاب الحياء، وكثرة المراء، وعدم المروءة، وكشف العورة، وعدم الغيرة، وإتلاف الكسب، ومجالسة إبليس، وترك الصلاة، والوقوع في المحرمات، والجذام، والبرص، وتوالي الأسقام، والرعشة، ونتن الفم، وسقوط شعر الأجفان، واحتراق الدم، وصفرة الأسنان، والبخر، وثقب الكبد، وغشاء العين، والكسل، والفشل، وتجعل الأسد كالعجل، وتعيد العزيز ذليلاً، والصحيح عليلاً، إن أكل لا يشبع وإن أعطي لا يقنع، وإن كُلم لا يسمع، تجعل الفصيح أبكم، والصحيح أبلم، وتذهب الفطنة، وتحدث البطنة، وتورث اللعنة والبعد عن الجنة. ا.هـ
وهذه الأضرار تختلف من شخص لآخر، وقد يوجد بعضها في بعض أنواع الحشيش دون بعض.

(7/261)


وعلى كل، فلا يوجد في الحشيش نوع إلا وفيه أضرار كثيرة، ولم يحرم الله تعالى شيئاً إلا وفيه من الأضرار ما لو علم العاقل حقيقته لأعرض عن تناوله، ما لم يكن ممن غلب هواه عقله، فقد قال القائل:
وآفة العقل الهوى فمن علا === على هواه عقله فقد نجا
وقد اختلف العلماء فيما يتعلق بالحشيشة في ثلاثة أشياء:
الأول: نجاستها.
الثاني: الحد على متعاطيها.
الثالث: جواز أكل القليل منها.
فذهب القرافي إلى أنها ليست نجسة ولا حد فيها، كما ذهب إلى جواز تناول اليسير منها. قال رحمه الله تعالى في الفروق: الفرق الأربعون بين قاعدة المسكرات وقاعدة المرقدات وقاعدة المفسدات، هذه القواعد الثلاث تلتبس على كثير من الفقهاء، والفرق بينها أن المتناول من هذه إما أن تغيب معه الحواس أو لا، فإن غابت معه الحواس كالبصر والسمع واللمس والشم والذوق فهو المرقد، وإن لم تغب معه الحواس فلا يخلو إما أن يحدث معه نشوة وسرور وقوة نفس عند غالب المتناول له أو لا، فإن حدث ذلك فهو المسكر وإلا فهو المفسد.
فالمسكر هو المغيب للعقل مع نشوة وسرور كالخمر، والمزر وهو المعمول من القمح، والبتع وهو المعمول من العسل، والسكركة وهو المعمول من الذرة.
والمفسد هو المشوش للعقل مع عدم السرور الغالب كالبنج والسيكران، ويدلك على ضابط المسكر قول الشاعر:
ونشربها فتتركنا ملوكاً === وأسداً ما ينهنهنا اللقاء
وبهذا الفرق يظهر لك أن الحشيشة مفسدة وليست مسكرة لوجهين:
أحدهما: أنا نجدها تثير الخلط الكامن في الجسد كيفما كان، فصاحب الصفراء تحدث له حدة، وصاحب البلغم تحدث له سباتاً وصمتاً، وصاحب السوداء تحدث له بكاء وجزعاً، وصاحب الدم تحدث له سروراً بقدر حاله. فتجد منهم من يشتد بكاؤه، ومنهم من يشتد صمته.
وأما الخمر والمسكرات فلا تكاد تجد أحداً ممن يشربها إلا وهو نشوان مسرور بعيد عن صدور البكاء والصمت.

(7/262)


وثانيهما: أنا نجد شرَّاب الخمر تكثر عربدتهم ووثوب بعضهم بالسلاح، ولا نجد أكلة الحشيشة إذا اجتمعوا يجري بينهم شيء من ذلك، ولم يسمع عنهم من العوائد ما يسمع عن شراب الخمر، بل هم همدة سكوت مسبوتون، لو أخذت قماشهم أو سببتهم لم تجد فيهم قوة البطش التي تجدها في شربة الخمر.
فلهذين الوجهين أنا أعتقد أنها من المفسدات لا من المسكرات، ولا أوجب فيها الحد، ولا أبطل بها الصلاة، بل التعزير الزاجر عن ملابسها.
تنبيه: تنفرد المسكرات عن المرقدات والمفسدات بثلاثة أحكام: الحد، والتنجيس، وتحريم اليسير. والمرقدات والمفسدات لا حد فيها ولا نجاسة، فمن صلى بالبنج معه أو الأفيون لم تبطل صلاته إجماعاً، ويجوز تناول اليسير منها فمن تناول حبة من الأفيون أو البنج أو السيركان جاز ما لم يكن ذلك قدراً يصل إلى التأثير في العقل أو الحواس، أما دون ذلك فجائز.
فهذه الثلاثة أحكام وقع بها الفرق بين المسكرات والآخرين، فتأمل ذلك واضبطه، فعليه تتخرج الفتاوى والأحكام في هذه الثلاثة. ا.هـ (من الفروق بتصريف يسير)
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن الحشيشة نجسة مسكرة يحرم تناول قليلها وكثيرها، ويجب إقامة حد الخمر عليها.
قال رحمه الله: هذه الحشيشة الصلبة حرام، سواء سكر منها أو لم يسكر، والسكر منها حرام باتفاق المسلمين. وقال: وأما المحققون من الفقهاء فعلموا أنها مسكرة، وإنما يتناولها الفجار لما فيها من النشوة والطرب.. وعلى من تناول القليل منها والكثير حد الشرب ثمانون سوطاً أو أربعون، إذا كان مسلماً يعتقد تحريم المسكر.
وقال رحمه الله: وتنازع الفقهاء في نجاستها على ثلاثة أقوال: أحدها: أنها ليست نجسة، والثاني: أن مائعها نجس، وأن جامدها طاهر، والثالث وهو الصحيح: أنها نجسة كالخمر، فهذه تشبه العذرة، وذلك يشبه البول، وكلاهما من الخبائث التي حرمها الله ورسوله. ا.هـ
نسأل الله السلامة والعافية.
والله أعلم.
17654

(7/263)


عنوان الفتوى:أقوال العلماء فيمن مات ولم يعرف إسلامه، وأصحاب الكبائر رقم الفتوى:17654تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم من مات ولم يُعرف حال إسلامه هل يصلى عليه أم لا وجزاكم الله خيرا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان هذا الميت قد عرف إسلامه لدى الناس، لكن خفي حاله عليهم من ناحية التزامه بشرائع الإسلام، فالأصل أنه مسلم، والمسلم يُصلى عليه براً كان أو فاجراً، ومن باب أولى مستور الحال، قال ابن تيمية رحمه الله : وأما من كان مظهراً للفسق مع ما فيه من الإيمان كأهل الكبائر، فهؤلاء لا بد أن يُصلي عليهم بعض المسلمين، ومن امتنع من الصلاة على أحدهم زجراً لأمثاله عن مثل ما فعله، كما امتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على قاتل نفسه، وعلى الغال، وعلى المدين الذي لا وفاء له، وكما كان كثير من السلف يمتنعون من الصلاة على أهل البدع -كان عمله بهذه السنة حسنا.... انتهى
وقال أبو عمر بن عبد البر في الاستذكار: وأجمع المسلمون على أنه لا يجوز ترك الصلاة على المسلمين المذنبين من أجل ذنوبهم، وإن كانوا أصحاب كبائر. انتهى
وقال أبو بكر بن المنذر في الأوسط: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة على المسلمين، ولم يستثن منهم أحدا، وقد دخل في جملتهم الأخيار والأشرار. انتهى
وقد روى البخاري من حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى على ماعز الذي مات مرجوماً، وفي صحيح مسلم أنه صلَّى على الغامدية بعد رجمها أيضاً.

(7/264)


أما إذا لم يعلم أمسلم هو أم لا ؟ ومات في ديار المسلمين وكان به علامات الإسلام كالختان وغيره، فإنه يُصلى عليه لاتفاق الظاهر مع الأصل، وكذلك إن لم يوجد عليه علامات كفر ولا إسلام عملاً بالأصل -وهو الدار- أما إن وُجد عليه علامات الكفر -كعدم الختان أوحمل الصليب- ففيه خلاف بين العلماء، فمن رأى عدم جواز الصلاة عليه عمل بالظاهر، وبهذا قال الإمام أحمد ومن رأى جواز الصلاة عليه عمل بالأصل وهو قول أصحاب الإمام أحمد ، كما أفاد ذلك ابن رجب في القواعد، وبه قال الشافعية. قال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج: ولا فرق في ذلك بين أن توجد فيه علامات الكفر كالصليب أو لا لحرمة الدار. انتهى
أما إن مات في ديار الكفار ووجدت عليه علامات الإسلام، فقد اتفق الإمام أحمد والأصحاب على مشروعية الصلاة عليه عملاً بالظاهر وإن خالف الأصل، لأن الأصل هنا -وهو وجوده في دار الكفر- عارضه أصل آخر وهو أن كل مولود يولد على الفطرة.
والله أعلم.
17658
عنوان الفتوى:لا ينصح شباب اليوم بنكاح الكتابيات لهذه الاعتبارات رقم الفتوى:17658تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : أنا شاب في مقتبل عمري أعيش في ضياع وعذاب شديد أحب فتاة قبطية بالأصح غير مسلمة فهل يجوز الزواج منها ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أيها الشاب أن تنتبه لنفسك وتتوب إلى ربك وتفزع إليه وتستعيذ به من الشيطان ونزغاته ومن الهوى ونزواته.
واعلم أن الضياع الحقيقي والعذاب الشديد العاجل والآجل هو ذلك الذي يحصل لمن عصى الله تعالى وخالف أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى:فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63].

(7/265)


واحذر عقاب ربك وسوء عاقبة معصيته، ولا تدفعك طاعة هواك وتزيين الشيطان إلى ما تندم عليه في الدنيا والآخرة، ثم إن الأولى بالمسلم أن يتزوج من مسلمة للتناسق الذي بينهما في العقيدة والثقافة والهدف مما يعين على أن يحفظ كل واحد منهما على الآخر دينه ويعينه على بناء بيت مسلم ينتج جيلاً مسلماً يربيانه على الإسلام عقيدة وعبادة ومنهجاً للحياة من غير شوائب ولا معوقات.
ولم يبح الله تعالى للمسلم أن يتزوج من الكافرات؛ إلا الكتابيات فقط، بشروط مبينة في الفتوى رقم:
10253 والفتوى رقم: 8674.
هذا من حيث الحكم العام بالنسبة لزواج المسلم من الكتابية، أما بالنسبة لك أنت خاصة فلا ننصحك بالزواج من هذه المرأة نظراً لما ذكرت من أنك في مقتبل عمرك لم تجرب الأمور بعد، والغالب أنك ستكون غير مسلح ومحصَّن بما يكفي من العلم الشرعي، إضافة إلى ما ذكرت من حبك الشديد لهذه المرأة وتعلقك بها، مما يجعلنا نخشى أن تفتنك عن دينك وتجرك إلى ماهي عليه من ضلالٍ وباطل بحكم طاعة المحب لمن يحب، فقد قيل قديماً:
(إن المحب لمن يحب مطيع) وقيل أيضاً ( وعين الرضا عن كل عيب كليلة).
ومما يجعلنا أيضاً ننصحك بعدم الزواج من هذه المرأة أن هذا النوع من الحب والتعلق قد يعقبه غالباً فتور وزهد في المحبوب إذا قدر المحب عليه وقضى منه شهوته وظهرت له عيوبه، لذلك نخشى أن يحصل ذلك لك بعدما تتزوج بهذه المرأة، فإن تركتها وقد أنجبت منك فستكون بذلك قد ضيعت ولدك عند امرأة لا تؤمن على دينه ولا على خلقه، ولا يخفى ما في ذلك من المفسدة الظاهرة والخطر العظيم.
وبالجملة: فإننا نحثك على تقوى الله تعالى ومراقبته وتقديم مراعاة مرضاته على كل ما سوى ذلك.
ولا تحملنك الرغبة في قضاء شهوة عابرة على المغامرة بمستقبلك ومستقبل ولدك، نسأل الله لنا ولك التوفيق لما يحبه ويرضى.
والله أعلم.
17659

(7/266)


عنوان الفتوى:الغيرة المحبوبة لله والغيرة المبغوضة رقم الفتوى:17659تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : أنا إنسان متزوج و لما أخرج من البيت يرتابني إحساس بأن زوجتي تخرج من البيت دون استشارتي، ولربما تلتقي بشخص آخر غيري، فأريد جزاكم الله خيراً تفسيراً لهذا دقيقاً مدققاً لهذا؟ وكيف يمكنني أن أعالجه؟ سواء أكان صائبا أم كان غير صائب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان إحساسك هذا مبنياً على قرائن معتبرة وواقعة فينبغي لك التحقق من ذلك، فلا يجوز للشخص أن يتغافل عن أهله إذا رأى منهم ما يدعو إلى الريبة، أمَّا إن كان الأمر مجرد غيرة مفرطة أو سوء ظن بزوجتك، فهذا مما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12] وفي الحديث: إن من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير الريبة. رواه أحمد والنسائي وأبو داود من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه، وهو حديث حسن.
وبوبَّ الإمام البخاري في كتاب النكاح: باب لا يطرق أهله ليلاً إذا أطال الغيبة مخافة أن يتخونهم أو يلتمس عثراتهم، ثم روى حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً. قال الحافظ ابن حجر : وفيه التحريض على ترك التعرض لما يوجب سوء الظن بالمسلم.
والذي ننصح به الأخ أن لا يسمح للظنون والوساوس الشيطانية أن تفسد عليه بيته أو أن تهدم أسرته، وتعكر حياته، وعلاجه تقوى الله وإحسان الظن بأهله وقطع وساوس الشيطان والاستعانة بالله عليها.
والله أعلم.
1766

(7/267)


عنوان الفتوى:خمسة شروط لصحة النكاح رقم الفتوى:1766تاريخ الفتوى:03 ذو الحجة 1424السؤال : ما هي شروط الزواج الصحيح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيشترط لصحة النكاح خمسة شروط: الأول: تعيين الزوجين، فلا يصح للولي أن يقول: زوجتك بنتي وله بنات غيرها، بل لابد من تمييز كل من الزوج والزوجة باسمه كفاطمة ، أو صفته التي لا يشاركه فيها غيره من إخوانه، كقوله: الكبرى أو الصغرى. الثاني: رضا الزوجين. الثالث: وجود الولي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي" [رواه أحمد وأبو داود] وللحديث: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل. فنكاحها باطل. فنكاحها باطل" [رواه أحمد وأبو داود وصححه السيوطي والألباني]. وأحق الأولياء بتزويج المرأة أبوها ثم جدها ثم ابنها، فالأخ الشقيق فالأخ لأب، ثم الأقرب فالأقرب، على تفصيل معروف عند الفقهاء ومنهم من قدم ابنها البالغ على أبيها. الرابع: الشهادة عليه. لحديث عمران بن حصين مرفوعا: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل" [رواه ابن حبان والبيهقي وصححه الذهبي]. الخامس: خلو الزوجين من موانع النكاح، بأن لا يكون بالزوجين أو بأحدهما ما يمنع من التزويج، من نسب أو سبب كرضاع ومصاهرة أو اختلاف دين بأن يكون مسلماً وهي وثنية، أو كونها مسلمة وهو غير مسلم أو في عدة، أو أحدهما محرماً، ويستثنى من الاختلاف في الدين جواز زواج المسلم بالكتابية بشرط أن تكون عفيفة، ولمزيد من التفصيل يرجى مراجعة كتب الفقه. والله تعالى أعلم.
17660

(7/268)


عنوان الفتوى:حكم الدم الزائد عن الدورة جرَّاء تركيب اللولب رقم الفتوى:17660تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : أنا امرأة متزوجة و قد قمت بتركيب اللولب (وسيلة منع حمل) وهذا أدى إلى زيادة الدورة الشهرية بمعدل 5الى 6 أيام عما كانت عليه (7 ايام) وبعد أن أغتسل يظهر أحيانا لون بني فاتح. فهل هذه الزيادة في أيام الدورة تعتبر استحاضة؟ وهل يجب إعادة الغسل بعد ظهور هذا اللون علما بأني استشرت طبيبة وقالت لي إن هذا التغير بسبب اللولب؟ أرجو إفادتي في هذا الأمر. ولكم جزيل الشكر
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأيام التي زادت على دورتك متصلة بها، لها حكم الحيض ما دام الدم الزائد موافقاً لدم الحيض في لونه ورائحته، ولم يتجاوز أكثر الحيض، وهو نصف شهر(15 يوماً)، لأن الأصل في الدم الخارج من موضع الحيض أنه حيض، إذا استوفى الشرطين السابقين وهما: موافقته لدم الحيض لونا ورائحة، وكونه لم يتجاوز خمسة عشر يوماً.
أما إذا كان الدم الزائد مخالفاً للدم الأصلي في لونه أو رائحته، أو كان موافقاً له لكن زادت مدته عن أكثر الحيض خمسة عشر يوماً فهو دم استحاضه، فتجلسين قدر عادتك ثم عليك أن تغتسلي وتتحفظي وتتوضيء لوقت كل صلاة. وراجعي الفتوى رقم:
4219 ففيها حكم تركيب اللولب وما يترتب عليه والفتوى رقم:
12308.
ولا عبرة مما ينزل عليك من صفرة أو كدرة بعد الطهر من الحيض، لقول أم عطية رضي الله عنها: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً. رواه أبو داود.
والله أعلم.
17661
عنوان الفتوى:وسائل تجنب الحسد رقم الفتوى:17661تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : أريد السؤال عن الحسد أو ما يسمى ( العين ) وكيف نجنب أنفسنا شر ذلك ؟ وماذا يفعل من يحس بأنه محسود بشيء ما ؟ وجزاكم الله ألف خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/269)


فقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العَيْنُ حَقٌ، وَلَوْ كانَ شَيْءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وَ إِذَا اسْتُغْسلْتم فاغْسِلُوا".
ولكي يتحصن المسلم من الحسد، عليه أن يرقي نفسه بالرقى المشروعة لذلك، ولمعرفة ما يرقي به نفسه، مع علاج الحسد راجع الفتوى رقم:
3273 والفتوى رقم:
1796.
وللرقية شروط يجب معرفتها والالتزام بها تجدها في الفتوى رقم:
4310.
وللحسد علامات يعرف المحسود بها أنه محسود، يمكن مراجعتها في الفتوى رقم:
7151.
والله أعلم.
17662
عنوان الفتوى:فتاوى حول الجماع وكفارته في رمضان رقم الفتوى:17662تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : جامعت زوجتي في نهار رمضان وحلت علىِّ سنوات ولم أصم الكفارة علماً بأني لا أستطيع الصوم لظروف العمل وأنا غير متعب فهل يجوز أن أتصدق بدل الصيام وهل على زوجتي الصيام وماهو الحكم؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الكفارة تجب عليك فقط، دون زوجتك، في الراجح من أقوال أهل العلم، ولو كانت الزوجة راضية مختارة. راجع في هذا الفتوى رقم:
1113.
والكفارة الواجبة عليك هنا هي: عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع، فإطعام ستين مسكيناً بما يشبعهم من غالب قوت البلد، وراجع في هذا الفتوى رقم:
1757 وفي الصيام للتكفير عن الجماع في نهار رمضان تفاصيل أخرى راجعها في الجواب رقم:
1853.
ثم اعلم أن ظروف العمل والانشغال به ليس عذراً يسوغ الانتقال من الصيام إلى غيره.
والله أعلم.
17663
عنوان الفتوى:حكم توكيل الدائن المدين تحويل الدين لعملة أخرى رقم الفتوى:17663تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : ماهو حكم الشرع فى الإقتراض بعملة والرد بعملة أخرى؟
وإذا تم الاتفاق على تحويل المبلغ المقترض إلى عملة أخرى لشراء أغراض للدائن فهل هذا جائز ؟

(7/270)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق الجواب عن حكم سداد القرض بعملة أخرى من غير جنس ما اقترضه المقترض، وذلك برقم:
5610.
وإذا طلب الدائن من المدين أن يُحول له المبلغ (الدين) إلى عملة أُخرى، ليشتري له بها أغراضاً، فلا مانع من ذلك شرعاً، لأن الدائن وكَّلَ المدين في صرف مثل عين دينه، بجنس آخر، مع شراء الأغراض له به، والوكالة أمر مشروع.
والله أعلم.
17664
عنوان الفتوى:لا يسوغ الجمع للطلبة إلا بعد استنفاد جميع الطرق المتاحة رقم الفتوى:17664تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : طالبات تبدأ دراستهن قبل أذان العصر وينتهين بعد المغرب ، فهل يجوز لهن جمع العصر مع الظهر جمع تقديم ، علما بأن هذا يتكرر مرتين في الأسبوع
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المسلم هو أن يحاول أن يصبغ المجتمع الذي يعيش فيه بصبغة الإسلام، وأن يكون فرداً فعالاً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، ومن هنا فالواجب على الطالبات هو السعي في تأخير المحاضرات حتى لا تتعارض مع وقت صلاة من الصلوات، وذلك برفع شكوى إلى المختصين، فإن عجزن عن ذلك، وأمكنهن الصلاة بداخل قاعة الدراسة وجب ذلك، ولم يكن لهن تأخير الصلاة، فإن عجزن عن ذلك وأمكنهن الحصول على مادة المحاضرة مصورة أو مسموعة ولم يكن في غيابهن حرمان لهن، وجب عليهن الغياب لإدراك وقت الصلاة، فإن عجزن عن ذلك كله، وترتب الضرر على غيابهن فيجوز لهن الجمع تقديماً، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
16490.
والله أعلم.
17665
عنوان الفتوى:مراحل فرضية الصلاة رقم الفتوى:17665تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : كم مرحلة تم فيها فرض الصلاة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/271)


فرضت الصلاة ليلة الإسراء قبل الهجرة بنحو خمس سنين. وقيل: ست. وقيل: بعد البعثة بنحو سنة، قاله المرداوي في الانصاف.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: فائدة: ذهب جماعة إلى أنه لم يكن قبل الإسراء صلاة مفروضة، إلا ما وقع الأمر به من صلاة الليل من غير تحديد، وذهب الحربي إلى أن الصلاة كانت مفروضة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي، وذكر الشافعي عن بعض أهل العلم أن صلاة الليل كانت مفروضة ثم نسخت بقوله تعالى:فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنهَ [المزمل:20]، فصار الفرض قيام بعض الليل، ثم نسخ ذلك بالصلوات الخمس). انتهى من فتح الباري (554/1)
والله أعلم.
17666
عنوان الفتوى:عوامل الفتور عن الالتزام بالدين وسبيل الإصلاح والعودة رقم الفتوى:17666تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال :
ما أسباب الفتور الديني، وكيف نعالجه؟؟؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالفتور لغةهو: الانقطاع بعد الاستمرار أو السكون بعد الحركة.
وللفتور أسباب ذكرها الدكتور سيد نوح في كتابه"آفات على الطريق" ومن أهم هذه الأسباب:
1) الغلو والتشدد في الدين: فإنه طريق إلى الفتور والقعود عن الطاعة، ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من التشدد والغلو، ففي سنن النسائي وابن ماجه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: دخل عليها وعندها امرأة قال: من هذه؟ قالت: فلانة. تذكر من صلاتها. قال: مه! عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا. وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه.

(7/272)


2) الإكثار من المباحات فيؤدي ذلك إلى السمنة وضخامة البدن وسيطرة الشهوات، والتكاسل عن الطاعات. والله تعالى يقول: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31]، وقال صلى الله عليه وسلم: ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن. رواه الترمذي وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إياكم والبطنة والشراب فإنها مفسدة للجسد، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة.
3) ترك مصاحبة الصالحين والجلوس معهم، ولذا قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كدر الجماعة خير من صفو الفرد . وقال عبد الله بن المبارك
لولا الجماعة ما كانت لنا سبل وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
4) قلة تذكر الموت والدار الآخرة، فإن من شغل بعمل الدنيا انصرف عن هم الآخرة، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على تذكر الآخرة وزيارة القبور، ففي سنن الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استحيوا من الله حق الحياء. قلنا: يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله. قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا. فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء.
5) التقصير في عمل اليوم والليلة، كالتقصير في بعض الواجبات أو ارتكاب بعض المحرمات فإن ذلك يورث الكسل والفتور. وقد أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه فقال: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكل عقدة يضرب عليك ليلاً طويلاً، فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان فإذا صلى انحلت العقد فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.
6) أكل الحرام.
7) الوقوع في المعاصي والسيئات.
ولعلاج الفتور عليك بما يلي:
1- البعد عن المعاصي والسيئات كبيرها وصغيرها.
2- المواظبة على عمل اليوم والليلة من صلاة وذكر وعبادة.

(7/273)


3- استغلال الأوقات الفاضلة، ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري : فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة.
4- صحبة الصالحين.
5- معرفة سنن الله في الكون وأن الله يبتلي عباده المؤمنين ليظهر إيمانهم وصبرهم وصدقهم ويرفع درجتهم.
6- معرفة مداخل الشيطان وأنه واقف لعباد الله في الطريق يريد أن يصدهم عن طريق الله المستقيم.
7- إعطاء النفس مقداراً من الراحة بالمباح حتى لا تمل وتفتر وتنقطع.
8- مداومة النظر في كتب السيرة والتاريخ والتراجم لمعرفة كيف كان الرعيل الأول من السلف، والسعي إلى الإقتداء بهم.
9- تذكر الموت وما بعده من سؤال الملكين في القبر ومن ظلمته، والميزان والصراط والجنة والنار، فمن تذكر ذلك جعله في شغل بالآخرة عن الدنيا.
10- التزود من العلم النافع.
11- محاسبة النفس بصورة مستمرة.
والله أعلم.
17668
عنوان الفتوى:ما تولد من أصلٍ فله حكمه رقم الفتوى:17668تاريخ الفتوى:30 ربيع الأول 1423السؤال : دخلت جمعية تعاونية لمدة 4 سنوات استلمت مبلغ 12 ألف ريال عُماني هل تجب فيها الزكاة أم أنتظر إلى أن يدور الحول عليها وإخرج زكاة المبلغ الموجود في ذلك الوقت؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه كان يجب عليك إخراج زكاة مالك الذي ساهمت به في الجمعية مع أرباحه كل عام إذا كانت ثمة أرباح إذا بلغ نصاباً بمجموعه، لأن الربح لا يُفصل عن أصله، لا في الحول ولا في المقدار، فلا يحتاج إلى نصاب مستقل أو حول مستقل، لأن ما تولد من أصلٍ فله حكمه.
وتأخيرك إخراج الزكاة هذه المدة لا يجوز، لأن مقدار الزكاة المستحق في مالك، تنتقل ملكيته إلى من يستحقون الزكاة بمجرد وجوب إخراجه، فيكون إمساكه عنهم ظلماً لهم وتعدياً على حقوقهم.

(7/274)


وعليك الآن أن تتوب إلى الله تعالى مما حصل، ثم تخرج ما وجب عليك من الزكاة في السنوات الأربع السابقة، وذلك يكون في رأس المال مع أرباحه، علماً بأن نصاب المال الذي تجب فيه الزكاة هو ما يساوي 85 جراماً من الذهب، وراجع الفتوى رقم:
3662 والفتوى رقم:
15605.
والله أعلم.
17669
عنوان الفتوى:تطلب الطلاق وتريد كل ما يحتويه المنزل..هل لها حق فيه رقم الفتوى:17669تاريخ الفتوى:17 جمادي الأولى 1423السؤال : فضيلة الشيخ/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت منذ ست سنوات وأعيش هنا في قطر مع زوجتي وعند بداية زواجي حصل شيء من الخلاف بين أمي وأبي وبين زوجتي نظراً لاختلاف العرف والعادات والتقاليد الاجتماعية وحاولت مع والدي وأقنعتهم بالعزلة في الطعام والشراب في المعيشة علىأن تحسن زوجتي إليهم قدر المستطاع ففعلت مرة أو مرتين ورفضت هذه المعاملة بعد ذلك مما سبب كرهاً منهم إليها فيما بعد وسافرت من مصر إلى هنا وهي لا تريد حتى الاتصال بهم من هنا، وللعلم أني أذهب إلى مصر كل سنتين وأهلها يفرضون علي سكناً بعيداً عن سكني في منزل والدي حيث إنه سكن مستقل ويتكون من شقة ثلاث غرف وحمام ومطبخ وصالة في الطابق الأول ووالدي في الطابق الأرضي ولم أوافقهم فطلبوا مني الذهاب إلى لجنة الفتوى بالأزهر، وأجابتهم لجنة الفتوى بأن المرأة تسكن حيث يسكن زوجها ولو على ظهر بعير، وهي الآن تطلب مني الطلاق وتريد كل ما يحتويه المنزل وحاولت معهم في الصلح مراراً وتكراراً وهم مصرون على الطلاق فما هو حقها من أغراض وحقوق؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/275)


فإذا كان الأمر كما ذكرت فإن امرأتك قد عصت الله تعالى وعرضت نفسها للوعيد الوارد في قوله صلى الله عليه وسل: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الترمذي وأبو داود من حديث ثوبان رضي الله عنه، وقال الترمذي حديث حسن.
كما يأثم أيضاً من أعانها من أهلها على ذلك مع أنه لا يلزم لها إلا ما يتناسب مع حالك وحالها من يسر وفقر، وليس لها الحق في تحديد مكانه وإلزامك بكونه بعيداً عن والدك فما أفتت به اللجنة هو الصواب، وهي أيضاً بطلبها الطلاق وإصرارها على ذلك تعتبر ناشزا، والناشز لا نفقة لها ولا سكنى ما دامت مصرة على نشوزها، وأنت لست ملزما بطلاقها ما دام النشوز من قبلها، ولك أن تعالجها بما جاء في الآية الكريمة وهو أولاً: الوعظ والتخويف من الوعيد والتذكير بما توعد الله به المرأة الخارجة عن طاعة زوجها، فإذا لم يفد ذلك فاهجرها في المضجع، فإذا لم يفد ذلك فاضربها ضرباً غير مبرح بحيث يحصل به المقصود من التأديب. قال تعالى:وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً [النساء:34].
وإن تراضيتما على الطلاق بعوض تدفعه لك من مالها فلا حرج عليك في قبوله، لقوله تعالى:فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ [البقرة:229].
وبهذا تعلم أيها الأخ أن لك الحق في التمسك بعصمة هذه المرأة ورفض طلاقها حتى تعود إلى الطاعة وتقلع عن النشوز أو تفتدي منك: إما بما يحتويه البيت إن كان لها وإما بغيره، ثم إن ما يحتويه البيت لا يخلو من أحد أمرين الأمر الأول: أن يكون للزوج، فهذا لا يحق للزوجة طلبه بعد الطلاق على أي حال.

(7/276)


الأمر الثاني: أن يكون للزوجة وحينئذ يكون لها الحق في أخذه إن طلقت لأنه جزء من مالها لكن إذا كانت هي التي تريد الطلاق وترغب فيه فلزوجها أن لا يطلقها إلا إذا دفعت له شيئاً من مالها سواء كان متاع البيت أو شيئاً آخر. المهم أن متاع البيت جزء من مال من يملكه من الزوجين.
وأخيراً ننبه السائل إلى أنا أفتيناه في المسألة على حسب ما ذكره في سؤاله، من أن الزوجة هي التي تطالب بما لا يجب لها شرعاً وتطلب الطلاق من غير بأس، الأمر الذي يجعلها في حكم الناشز، أما إذا كان الأمر على العكس من هذا وكان الزوج أو أهله هم الذين يسيئون على الزوجة ولا يحسنون معاشرتها، وكان يريد بعضلها والتضييق عليها أن تفتدي منه بمتاع البيت الذي تملك أو بغيره فلا يجوز له أخذ العوض حينئذ، لقوله تعالى:وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنّ [النساء:19]
والله أعلم.
17670
عنوان الفتوى:تداعت عليكم الأمم، وبخاصة الشباب رقم الفتوى:17670تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : ماهي المشاكل التي يعاني منها الشباب المسلم في هذا العصر؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمشاكل التي يعاني منها الشباب المسلم في هذا العصر زيادة على غيره من العصور كثيرة نجملها في الآتي:ـ
1- السعي الحثيث من أعداء الله عز وجل وأعوانهم لإفساد الشباب بشتى الوسائل والأساليب، كتوفير المخدرات والمسكرات ونشر الأفلام الإباحية وتسهيل سبل الوصول إلى الفاحشة ونحو ذلك.
2- تعليق الشباب باللهو واللعب، وإغراؤهم على ذلك بالمال.
3- إفساد مناهج التربية والتعليم الصحيحة، وإبدالها بمناهج تحمل أفكاراً ومبادئ هدامة لا تمت إلى الإسلام بصلة؛ بل تعتبره تخلفاً وإرهاباً ونحو ذلك.

(7/277)


4- متابعة المستقيمين والمتحمسين منهم للدعوة والإصلاح وإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ثم كبتهم بل وسجنهم في بعض الأحيان، نسأل الله عز وجل أن يعز الإسلام وأهله إنه على كل شيء قدير.
والله أعلم.
17671
عنوان الفتوى:إهداء الأعمال الصالحة للميت التارك الصلاة هل تنفعه رقم الفتوى:17671تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان والدي مقصرا في صلاته فقط علما أنه كان يصوم وقد حج وحجج والدته ومعه نفر كثر ولكن لم يكن مواظبا على صلاته وقد أوفدت من يحج عنه وأنا ابنه ووالدتي عملت الشيء نفسه فهل هذا كاف ليقيه عذاب النار وعذاب القبر. واللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ترك الصلاة إثم عظيم، وقد جاءت نصوص السنة الصحيحة بتكفير تارك الصلاة، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر.
ولكن الصحيح من أقوال أهل العلم الذين حكموا بتكفير تارك الصلاة أنه لا يكفر إلاَّ من تركها تركاً كلياً. أما المقصر الذي يصلي بعضها ويترك بعضها فلا يكفر. ولعل هذا الوالد كان من هذا النوع نسأل الله عز وجل أن يغفر لموتى المسلمين أجمعين.
وإذا كان كذلك فإنه يجوز لأبنائه أو زوجته أن يهدوا له ثواب بعض أعمالهم ونسأل الله أن يتقبل ذلك منهم، وعليهم أن يكثروا من الدعاء والاستغفار له، ويحسنوا بعد ذلك الظن بالله تعالى، فإنه عند ظن العبد به.
والله أعلم.
17672
عنوان الفتوى:قتل الخيل بهذه الطريقة حرام رقم الفتوى:17672تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : عندما تنكسر يد الفرس لا يستطاع تجبيرها وكما هو دارج الآن يقومون بوخزها بإبره بنزين فهل هذا جائز وذلك لإراحتها من العذاب ولسنا بأرحم من الله في خلقه؟

(7/278)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الخيل مباحٌ أكل لحمها على القول الراجح من أقوال أهل العلم وهو مذهب الشافعية والحنابلة، ودليله ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها قالت: نحرنا فرساً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلناه.
وفي الصحيحين أيضاً عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية ورخص في الخيل.
وعليه فنقول: لا ينبغي قتل الخيل بهذه الطريقة التي ذكرت في السؤال لأن في ذلك إضاعة للمال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل حرَّم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعاً وهات وكره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال. رواه مسلم.
فينبغي أن يذبح ويؤكل أو يوزع لحمه على من يحتاجه من الفقراء والمساكين.
والله أعلم.
17676
عنوان الفتوى:لا صيام على المرء ما دام المرض يؤثر عليه رقم الفتوى:17676تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : أنا أجريت عملية استئصال الكلية في شهر11 -2000 وقد قرر لي الدكتورعدم الصيام لمدة ثلاث سنوات ولقد حاولت الصيام في 2001 وتمكنت من صيام نصف الشهر والآن أريد أن أصوم الشهر المتبقي من 2000فأفتوا لي جزاكم الله عني خيرا .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى أباح الإفطار للمريض في شهر رمضان، مع وجوب القضاء عليه إذا تم زال مرضه، فقال عز وجل:(فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة:184].

(7/279)


لكن إذا كان المرض مزمناً بحيث لا يرجى برؤه فليس على صاحبه إلا الكفارة، كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [البقرة:184]، قال: "ليست منسوخة هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً." رواه البخاري.
ويقدر إطعام المسكين بمدٍ من طعام، وهو ما يعادل (750) جراماً تقريباً.
وعليه، فإنا نقول للسائل ما دام الصوم يؤثر على صحتك بخبر الطبيب الثقة العارف فلا تصم حتى تصح وتكون في وضع تتمكن فيه من الصيام -قضاء أو أداء- لأن الله تعالى قال:(فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة :184].
وإذا اتصل بك المرض حتى دخل عليك رمضان الآخر فلا كفارة عليك مع القضاء للتأخير لأنك معذور.
والله أعلم.
وراجع الفتوى رقم:
524 والفتوى رقم:
10630 والفتوى رقم: 6673 والفتوى رقم:
5802 ونسأل الله لك الشفاء العاجل.
والله أعلم.
17679
عنوان الفتوى:من أحكام التبرع بالدم رقم الفتوى:17679تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : ماحكم أخذ دم للكافر وإعطاءه للمسلم له لغرض العلاج؟
وجزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمسلم أن يتبرع بالدم لمسلم أو لكافر معصوم الدم مضطر إليه للعلاج، كما يجوز طلبه من الغير للضرورة سواء كان المطلوب منه مسلماً أو كافراً، وينبغي لمن طُلب منه الدم أن يتعاون مع الطالب، ويحرم عليه أخذ مال مقابل الدم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم كما في حديث أبي جحيفة الذي رواه البخاري وإذا قدر أن الذي طلب منه الدم امتنع عن إعطائه إلا بمقابل ولم يجد غيره فلا حرج على المريض في دفع مال مقابل الدم، والإثم على الآخذ.

(7/280)


وإذا امتنع عن إعطائه بالكلية ولم يكن عليه ضرر في أخذه منه، وتوقف إنقاذ حياة المريض على أخذ الدم منه لأنه لا يوجد من يتوافق مع المريض في فصيلة دمه إلا هذا الشخص، فإنه حينئذ يؤخذ منه -جبراً- ما لا يضر به هو وتتم به إنقاذ حياة المريض، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:
5090 والفتوى رقم:
7020
والله أعلم.
17680
عنوان الفتوى:هل تفسد العادة السرية صوم المراهق رقم الفتوى:17680تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كنت في سن المراهقة استمنيت في نهار رمضان أكثر من مرة على مدى سنين (لا أعرف عددالأيام)
، مع أني أتم الصيام بعد الاستمناء،كان ذلك جهلا ومن الشيطان الذي صور لي جوازها لأنها تعصمني عن الزنا، وقد استغفرت الله وتبت إليه وندمت، فهل علي شي بعد التوبة أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى وأن تقضي ما أفطرت فيه من الأيام بالاستمناء، مع إخراج كفارة عن تأخيرك القضاء حتى دخل عليك رمضان آخر، والكفارة هي إطعام مسكين مداً من طعام وهو ما يعادل 750 جراماً تقريباً عن كل يوم، وإذا جهلت عدد الأيام فاقضي ما يغلب على الظن أن ذمتك تبرأ به أي أعمل بالاحتياط، فلو شككت في الأيام هل هي عشرة أو تسعة مثلاً فاقض عشرة أيام.
والله أعلم.
والله أعلم.
17684
عنوان الفتوى:شروط جواز ممارسة الأجير عملاً آخر رقم الفتوى:17684تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يجوز الترويج لبضاعة( لا يبيعها المحل الذي أعمل فيه) مقابل عمولة من صاحب هذه البضاعة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/281)


فإن مقتضى عقد الإجارة أن يقوم الأجير بالعمل الذي استؤجر عليه إلى تمام المدة، ولا ينشغل بشيء آخر سوى الصلوات المكتوبة ونوافلها، أو ما جرى العرف به كالأكل والشرب وما شابهه.
وأما الاشتغال بعمل آخر في وقت العمل غير ما سبق فلا يجوز، لأنه إخلال بالعقد. والله عز وجل يقول:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1].
وعليه، فلا يجوز للأخ السائل الاشتغال بالترويج للبضاعة التي لا يبيعها المحل الذي يعمل فيه إلاَّ إذا أذن له في ذلك المستأجر أي صاحب العمل، أو كان يقوم بالترويج لهذه البضاعة في غير أوقات مزاولته للعمل المناط به في العقد، ولم يخش أن يؤثر ذلك على عمله عند صاحب المحل في وقت مزاولته له.
والله أعلم.
17688
عنوان الفتوى:حكم ذبح العقيقة قبل اليوم السابع رقم الفتوى:17688تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل يجوز لي ذبح العقيقة قبل اليوم السابع مثلا في السادس لكي نتمكن من الذبح والطهي والتوزيع في اليوم السابع بسبب وجود العديد من الاقارب والزحام الشديد في اليوم السابع برجاء سرعة الرد و جزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسنة أن تذبح العقيقه في اليوم السابع، هذا هو الذي عمله النبي صلى الله عليه وسلم ولكن إن عق عن الولد قبل السابع فلا حرج لأنها فعلت بعد سببها الذي هو الولادة فأجزأت كتقديم الكفارة على الحنث، انظر الكافي لأبن قدامة ولبيان أحكام العقيقة وما ينبغي لها يراجع الفتوى رقم:
2287
والله أعلم.
1769
عنوان الفتوى:يحرم التعارف بين الجنسين إلا عن طريق الخطبة رقم الفتوى:1769تاريخ الفتوى:29 محرم 1422السؤال : ما حكم التعارف بين الجنسين بهدف الزواج ورؤيتهم لبعضهم سراً غير منفردين؟ .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/282)


فما يحدث من التعارف بين شاب وفتاة، بقصد الزواج ورؤية بعضهم بعضا أمر منكر ينطوي على مفاسد عظيمة وقد يفضي إلى كبيرة من الكبائر والعياذ بالله. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يخلو بامرأة ليس معها محرم فقال صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم). متفق عليه. ولأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما كما صح في الحديث. وقد أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر فقال عز من قائل: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن......) [النور: 30، 31] ولا يخلو هذا الأمر المذكور في السؤال من نظر محرم بل وكلام. وقد يتعدى الأمر للمس باليد فيكون منكراً آخر حيث صح في الحديث: "لأن يطعن أحدكم في رأسه بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" [رواه الطبراني، وصححه الألباني].
ومن بدر منه شيء من ذلك فعليه بالتوبة النصوح، ومن تاب تاب الله عليه، والطريق الصحيح لمن أراد الزواج أن يسأل من لهم صلة بهذا الأمر أن يرشحوا له من يتزوجها ثم يسأل عنها في محل إقامتها وعن أخلاقها ويتتبعها دون أن تشعر. أو إن وقع في نفسه امرأة ما، فعليه أن يسأل عنها كذلك وعند رؤيته للفتاة المرشحة يكون ذلك في وجود أحد محارمها ويباح النظر للمخطوبة ولا يكون النظر نظر شهوة. وأول شيء يهتم به الرجل من المرأة دينها لقوله صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم.
هذا والله أعلم.
17695
عنوان الفتوى:الغسل صحيح، لكن لابد من الوضوء رقم الفتوى:17695تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : هل ينقض الوضوء أثناء اغتسال الجنابة بإخراج بول أو ريح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/283)


فالوضوء قبل الغسل من السنة بلا خلاف، لأنه ثبت في صفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة". رواه البخاري.
وتحصل السنة بالوضوء قبله أو أثناءه أو بعده، فإذا أحدث المغتسل في أثناء الغسل لم يؤثر ذلك على غسله، بل يتمه ويُجزيه، فإن أراد الصلاة أو ما يُطلب له الوضوء لزمه الوضوء.
والله أعلم.
17696
عنوان الفتوى:حكم تحريم المرأة زوجها عليها!!! رقم الفتوى:17696تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : تشاجرت مع زوجي فحرمته على نفسي في ساعة غضب ما الحكم الشرعي في ذلك؟ مع كيفية المعالجة؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيحرم على المرأة أن تحرم زوجها أو غيره مما أباحه الله لها، ومن حرمت شيئاً من ذلك فحكمه حكم اليمين تلزمها فيه كفارة يمين، ومثله تحريم الرجل لما أحل الله له سوى زوجته، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [التحريم:1-2].
والله أعلم.
17697
عنوان الفتوى:هل للمرأة أن تترك زوجه وتسافر لإضراره بها رقم الفتوى:17697تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : زوجي يرتدي بعض الأحيان ملابس نساء وهذا يسبب لي ألماً نفسياً شديداً ويحاربني في حجابي والتزامي ويسكر ذهبت عند الطبيب وقال مريض نفسي دعيه يلبس وسايريه ولكن لم ترضني هذه الحاله ما رأيكم أصبر على أذاه أو أسافر حل الطبيب لن أعمله مع العلم عندي 7 أولاد الأصغر5 سنوات أفيدوني الله يرضى عليكم

(7/284)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله عز وجل لم يحرم الخمر إلاَّ لما فيها من المفاسد والمضار، ولذلك قال سبحانه:يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا [البقرة: من الآية219].
وقد تذهب الخمر بعقل الإنسان جملة فيتصرف بعد ذلك تصرف المجانين كما هو حال المدمنين عليها نسأل الله العافية.
وأما عن حال هذه المرأة فنقول: قد تقرر عند أهل العلم أن من حقوق المرأة على زوجها معاشرتها بالمعروف، ومن المعروف أن يوفيها حقها من المهر والنفقة والقسم وترك أذاها بالكلام الغليظ والإعراض عنها وترك العبوس والقطوب في وجهها بغير ذنب، لقوله تعالى:وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19].
قاله الجصاص رحمه الله في أحكام القرآن: وعليه فنقول: إذا كان الضرر حاصلاً من هذا الزوج كأن يؤذي زوجته في دينها ويمنعها من القيام بما أوجب الله عليها من الحجاب والتزام ما أمرها الله به ورسوله، فإن لها أن ترفع أمرها إلى المحكمة لتلزمه بكف الأذى عنها أو بطلاقها.
وأما إن كان مع هذا البلاء لا يصلي فهذا شأن آخر قد سبق وأن أجبنا عنه في جواب سابق برقم:
11530 فليراجع.
وإذا تحقق هذا الضرر الديني الذي سبق ذكره ولم تجد من يرفع عنها هذا الأذى من ولاة الأمر فللمرأة أن تسافر، وينبغي أن يكون بصحبتها محرم إن وجد، فإن لم يوجد فبصحبة نسوة ثقات فإن لم تجدهن سافرت على الحال التي تستطيعها.
والله أعلم.
177

(7/285)


عنوان الفتوى:تقسيم القرآن إلى أجزاء وأحزاب رقم الفتوى:177تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : الرجاء التكرم بالإفادة عن كيفية تحزيب القرأن الكريم أي تقسيمه الى ثلاثين جزءا وكل جزء تم تقسيمه الى حزبين وكل حزب تم تقسيمه الى أربعة أرباع. واريد ان اعرف فى اى عام هجري تم هذا التقسيم؟ وعلى اى أساس تم التقسيم ؟ هل على اساس عدد الحروف او عدد الآيات ام ماذا ؟ ومن الذى قام بعمل هذا التقسيم مع تحديد الاسم. ولكم جزيل الشكر. على صالح
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: المشهور عن الصحابة رضي الله عنهم في تحزيبهم للقرآن،أنهم كانوا يحزبونه بالسور لا بالآيات ولا بالحروف، فكانوا يجعلونه سبعة أحزاب، ويختم أحدهم القرآن ـ غالبا ـ في سبع ليال. وأما التحزيب المذكور في سؤال السائل فالمعروف أنه بدأ في العراق زمن الحجاج بن يوسف وهو الذي أمر به ، وانتشر ذلك في الآفاق الإسلامية . وهذا التحزيب روعي فيه عدد الأحرف. والله أعلم.
1770
عنوان الفتوى:قتل المسيح ابن مريم الدجال واليهود رقم الفتوى:1770تاريخ الفتوى:16 ربيع الثاني 1422السؤال : هناك من استنتج بأن المسيح الدجال سيكون هو منقذ النصارى المزعوم وبالتالي فإنهم (النصارى) سيعاملون عيسى عليه السلام عندما يرجع على أنه عدو المسيح أو ما يطلقون عليه اسم The Anti-Christ فما رأي فضيلتكم بهذا الرأي؟

(7/286)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: يقول ابن القيم رحمه الله: "والأمم الثلاث تنتظر منتظرا يخرج في آخر الزمان، فإنهم وعدوا به في كل ملة". فاليهود ينتظرون المسيح الدجال ويسمونه ملك السلام والنصارى ينتظرون المسيح ابن مريم الذي يعتقدون أنه الإله وابن الله. والمسلمون ينتظرون المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله، الذي ينزل تابعاً لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يقبل إلا الإسلام. ويتفق اليهود والنصارى على أن المسيح المنتظر سيكون من بني إسرائيل وستكون قاعدة ملكه هي القدس. ويعتقد النصارى أن المسيح سيقتل اليهود والمسلمين معا. ويعتقد اليهود أنه سيقتل النصارى والمسلمين. وقد استطاع اليهود أن يخدعوا طوائف من النصارى وخاصة ممن يؤمن بحرفية التوراة ليتَحدوا الآن لتهيئة نزوله وذلك بإعطاء القدس لليهود، وتأجيل الخوض في تفاصيل النهاية وتحديد من هو المسيح المنتظر. والحق الذي لا مرية فيه أن المسيح ابن مريم عليه السلام سيقتل الدجال ومن معه من اليهود، وسيكون عدواً لمن يبقى من النصارى على دينهم المحرف ويأبى الدخول في الإسلام. والله تعالى أعلم.
17702
عنوان الفتوى:النظر للعورة لا يبطل الوضوء ما لم يخرج شيء رقم الفتوى:17702تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : نظر الزوج لعورة الزوجة بعد أن يكون قد توضأ هل هذه النظرة تبطل الوضوء؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا توضأ أحد الزوجين ونظر إلى عورة الآخر، فإن ذلك لا يبطل الوضوء ما لم يحصل نزول مني أومذي، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 9368، والفتوى رقم: 11190.
والله أعلم.
17703
عنوان الفتوى:الفرق بين الصدقة والزكاة، وحكمهما رقم الفتوى:17703تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : ماحكم الصدقة و ماحكم الزكاة؟؟؟

(7/287)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالزكاة والصدقة لفظان بينهما عموم وخصوص مطلق، أي أن أحدهما أعم وأشمل من الآخر، وهذا الأعم هو الصدقة والزكاة أخص منها، فكل زكاة صدقة وليس كل صدقة زكاة.
والزكاة ركن من أركان الإسلام يجب أداؤها ويكفر من أنكر فرضيتها وهي إخراج قدر مخصوص من مال مخصوص بشروط مخصوصة يصرف لجهات مخصوصة، فالزكاة لا تجب في كل مال بل هناك أموال خاصة تجب فيها الزكاة تسمى الأموال الزكوية، كالذهب والفضة وسائر النقود الورقية والأنعام وغيرها.
والواجب أيضاً إخراج مقدار مخصوص بشروط مخصوصة.
وأما الصدقة فلفظ أعم إذ يطلق على الصدقات الواجبة كالزكاة وعلى غير الواجبة.
والله أعلم.
17706
عنوان الفتوى:الإيمان الصادق شرط حتمي للعلو والنصر رقم الفتوى:17706تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : قالوا أصلحوا أنفسكم قالوا اتحدوا قالوا الصحوة مهمة وقالوا توكلوا على العلي الحي القدير وقالوا وقالوا والحمد لله بدأنا بإصلاح أنفسنا وندعو كل يوم للمسلمين والشهداء والمجاهدين. سؤالي هو: نريد أن نجاهد ولكن كيف وأين الطريق لذلك؟
أفيدونا رحمكم الله وإيانا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليعلم السائل الكريم أن للنصر أسبابه التي لا يحصل إلا بها، ولن يتخلف وعد الله تعالى للمؤمنين بالنصر إذا هم أخذوا بأسبابه، قال تعالى: (وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [الروم:6]، وقد قال تعالى: (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:139].
فجعل الله تعالى الإيمان شرطاً للعلو، فإذا وُجد الإيمان الصادق وُجد العلو ولابد، ولمعرفة الأسباب التي جعلها الله تعالى سبباً للتمكين والنصر راجع الفتوى رقم: 16286.
والله أعلم.
17707

(7/288)


عنوان الفتوى:حكم قتل المرتد من دون إذن الإمام رقم الفتوى:17707تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم قتل المرتد من دون إذن الإمام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز لآحاد الناس قتل المرتد دون إذن السلطان، لأن ذلك يفتقر إلى الاجتهاد، ولا يؤمَن فيه الحيف ويسبب الفوضى والفتن بين الناس، فوجب أن يفوض إلى السلطان، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقيم الحدود في حياته، وكذا خلفاؤه من بعده، ويقوم نائب الإمام فيه مقامه، وهذا محل اتفاق بين الفقهاء.
كما أن الأئمة اتفقوا أيضاً على أن المرتد لو قتله أحد بدون إذن الإمام، فإنه يُعتد بهذا القتل، ولا ضمان على القاتل إذا ثبت ببينة أن المرتد قتل وهو لا يزال مصراً على ردته.
وإنما لم يجب في هذا قود ولا دية مع حرمة إقدام الأفراد على قتله دون أمر من السلطة، لأنه محل غير معصوم فكان مهدر الدم، وردته أباحت دمه في الجملة، ولا يلزم من تحريم القتل الضمان، بدليل عدم ضمان نساء الحرب وذريتهم مع حرمة قصد قتلهم، وعلى من فعل ذلك التعزير لإساءته وافتياته على الإمام.
وراجع الفتوى رقم: 13987 لمعرفة أحكام المرتد.
والله أعلم.
17708
عنوان الفتوى:اختيار اليهود كان لسبب غير الجنس واللون رقم الفتوى:17708تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : ما هو أساس المقولة المأثورة .اليهود شعب الله المختار. وهل لها أساس في التوراة بعد ماهو معروف بغضب الله عليهم أفادكم الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/289)


فإن نصوص القرآن تشهد باختيار الله عز وجل لبني إسرائيل في زمانهم وتفضيلهم على عالمي زمانهم. والآيات في هذا المعنى كثيرة، ولكن هذا الاصطفاء والاختيار ليس لجنسهم ولا لونهم، ولكن لكثرة الأنبياء فيهم. فقد قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي. رواه مسلم.
وقال تعالى حكاية عن موسى مخاطباً لهم:وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ [المائدة:20]، وقال تعالى:وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [الدخان:32].
ولكنهم كفروا هذه النعمة وتنكروا لما جاءت به الأنبياء فاستحقوا غضب الله عز وجل ولعنته، وضربت عليهم الذلة والمسكنة إلا بحبل من الله وحبل من الناس، ومنهم من مسخهم الله قردة وخنازير ....إلى غيرذلك.
والحاصل أنهم كانوا مفضلين على غيرهم في زمن أنبيائهم لاتباعهم للأنبياء في بعض الأحيان، وإن كان الغالب فيهم تكذيب الأنبياء بل وقتلهم، قال تعالى:أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة :87]، ولما ختمت النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعل الله عز وجل خير الناس أتباع هذا النبي فقال سبحانه:كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110]، وقال سبحانه:وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس [البقرة:143] أقول: لما كان الأمر كذلك لم يكن حال اليهود في زمنه بأحسن من حالهم مع من تقدمه من الرسل، بل كذبوه وهموا بقتله وألبوا عليه وآذوه. وعلى كل راجع الفتوى رقم:
4419
والله أعلم.
17709

(7/290)


عنوان الفتوى:الدعوة السلوكية أنجع طرق هداية الخلق رقم الفتوى:17709تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : ما هي الطرق الجيدة التي يجب اتباعها لهداية الناس وإعادتهم لدينهم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من أعظم أساليب الدعوة إلى الله تعالى الدعوة السلوكية، وهي أن يطبق المسلم دين الله تعالى، فإذا رآه الناس اقتدوا به وساروا كسيره، وصدق السريرة وصحة القصد هما الأصل الأصيل الذي ينبني عليه قبول الدعوة إلى الله تعالى، لأن ما خرج من القلب يصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان. والأخذ بأسباب قبول الدعوة مطلوب شرعاً، وذلك بأن يتبع الداعي الضوابط الشرعية في أمره ونهيه، وأن يستخدم الأسلوب المشوق في الدعوة إلى الله مع تنويعه، ومراعاة حال المدعو، وكل وسيلة صحيحة يمكن أن تكون عوناً للداعي، فإن الشرع لا يمنع من استخدامها كالزيارات والهدايا والتبسم في وجه المدعوين، إلى غير ذلك.
وقد سبقت أجوبة كثيرة تحتوي على تفصيل هذه الأمور نذكر منها ما هو تحت الأرقام التالية: 13288، 9358، 8524، 7475، 5197، 14389.
والله أعلم.
1771
عنوان الفتوى:عملية تحويل الجنس من المحرمات رقم الفتوى:1771تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : أنا سيدة مسلمة لا أشعر بأنوثتي وأشعر في داخل نفسي أنني رجل وقد تزوجت ولكن كنت أشعر أن رجلا يعاشر رجلا وانتهى الزواج بالطلاق علما بأن الأطباء قالوا بأن الأجهزة الأنثوية طبيعية السؤال : هل يجوز لي شرعا أن أجري عملية تحويل جنسي من الأنثى إلى الذكر رغم أني لست خنثى وعلما بأن أجهزتي الأنثوية كاملة أرجو الإجابة مفصلة وبالأدلة الشرعية الكاملة وشكرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/291)


فعليك أن تتقي الله تعالى وترضي بما قسم لك وبما خلقك عليه من أنوثة، وأسال الله تعالى أن يصرف عنك ما ابتلاك به، ولا تتركي الشيطان يلعب بك ويزين لك ما لا تحمد عقباه، وعملية التحويل التي ذكرت لا تجوز لما فيها من تغير خلق الله تعالى، وذلك من عمل الشيطان الذي تعهد أنه سيغوي به بني آدم قال تعالى: ( إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً * لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً * ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً * أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصاً ) [النساء: 117-121]
وننصحك أن تلجئي إلى العلاج المشروع الذي يذهب عنك هذا الشعور بأن يكون علاجاً طبيعياً أو رقى شرعية، لا لجوءاً إلى سحرة أو مشعوذين.
ثم إن عليك أن تنتبهي إلى أن ميل المرأة إلى أن تكون رجلاً يعنى أنها تستمتع بالنساء كما يستمتع بهن الرجال، وهذا لا يقل خطورة عن ميل الرجل إلى أن يكون مستمتعاً بالرجال أو مستمتعين به، ولا يخفى أن هذا انحراف خطير عن الفطرة، وقد أهلك الله بسببه قوم لوط وأنكر عليهم سماحهم لأنفسهم بأن يحولوا مسلك غرائزهم التي فطرهم الله عليها، ولو أنهم كبحوا جماح الأنفس لعادت إلى مسارها الصحيح ولكنهم اتبعوا أهواءهم ، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله .
والله أعلم.
17710
عنوان الفتوى:اتفق العلماء على النهي عن الصلاة مشمراً كمه رقم الفتوى:17710تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم الشرع في تشمير كم الثوب في الصلاة والرجاء شرح الحديث الخاص بقول النبي صلي الله عليه وسلم: (أمرت ألا أكفف ثوباً في الصلاة) وإذا كنت أرفع كم الثوب قبل دخولي الصلاة فهل يلزمني إنزال الكم عند دخولي الصلاة؟
و جزاكم الله خيراً.

(7/292)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تشمير الثوب أو كفت الكم في الصلاة مكروه، والدليل هو الحديث الذي أشار إليه السائل ونصه هو: "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نكفت الثياب ولا الشعر" أخرجه الشيخان وأصحاب السنن إلا الترمذي عن ابن عباس.
وفي لفظ: "ولا أكف ثوباً ولا شعراً" وقال شراح الحديث كـ الطيبي والمناوي: لا نكفت: لا نضم ولا نجمع الثياب عند الركوع والسجود للصلاة، وقالوا: النهي عن كفها للكراهة لا للتحريم.
ويقول الإمام النووي عند كلامه على هذا الحديث: (اتفق العلماء على النهي عن الصلاة وثوبه مشمراً وكمه أو نحوه أو رأسه معقوص أو مردود شعره تحت عمامته أو نحو ذلك، فكل هذا منهي عنه باتفاق العلماء).
وقد نهى الإمام أحمد رجلاً كان إذا سجد جمع ثوبه بيده، وقال البهوتي في شرح منتهى الإرادات: ( ويكره له أيضاً عقص شعره وكف ثوبه وتشمير كمه ولو لعمل قبل الصلاة لحديث ( ولا أكف ثوباً ولا شعراً) انتهى .
وبهذا يعلم السائل أنه لا ينبغي له رفع كم ثوبه عند إرادة الصلاة للنهي عن ذلك، ولو صلى رافعاً كم ثوبه فصلاته صحيحة.
والله أعلم.
17712
عنوان الفتوى:حكم تصوير الحفلات بالفيديو (دينية - موسيقية) رقم الفتوى:17712تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : هل العمل بتصوير الحفلات بشتى أنواعها (دينية - موسيقية) بالفيديو حرام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/293)


فالحفلات الموسيقية والغنائية يحرم تصويرها، وهو من وسائل الفساد العظيمة، لأنه نقل لهذه المنكرات ولما يصاحبها من اختلاط وصور نساء وغير ذلك من المحاذير الكثيرة، وفي تصويرها إعانة لأصحابها على ما هم عليه من الإثم، وقد نهى الله عن ذلك في قوله: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].
وفي ذلك ما فيه إشاعة لدواعي وأسباب الفاحشة في المجتمع المسلم، وقد توعد الله المحبين لإشاعة الفاحشة بين المسلمين بوعيد شديد في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النور:19].
وقد سبقت الإجابة على حكم تصوير هذا النوع من الحفلات برقم: 4026.
أما الحفلات المشروعة كالمحاضرات والندوات والاحتفالات السالمة من المحاذير ونحوها مما يخلو من المحرمات فتصويرها بالفيديو محل خلاف بين العلماء المعاصرين، هل ذلك داخل تحت التصوير المنهي عنه في مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون". أخرجه أحمد عن ابن عمر. أم غير داخل فيه؟ والذي نراه هو: أن التصوير بالفيديو وإن لم يكن داخلاً في الوعيد بهذا الحديث لأن علة التحريم وهي مضاهاة خلق الله غير متحققة فيه، فقد لا يسلم من أن يكون مشمولاً بالنصوص العامة الدالة على النهي عن التصوير والتحذير منه.
وقد سبقت الإجابة على هذا الموضوع في الفتوى رقم: 7896.
والله أعلم.
17713
عنوان الفتوى:توضيح معنى حديث"افترقت اليهود على...) رقم الفتوى:17713تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : قال صلى الله عليه وسلم ( تنقسم أمتي إلى بضع وسبعين طائفة واحدة الناجية) في ما معناه.
نرجو التكرم بتوضيح الحديث. وأمثال للطوائف المذكورة. وجزاكم الله خيرا

(7/294)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث المذكور روي بألفاظ عديدة في السنن والمسانيد وغيرها من دواوين السنة.
فقد رواه أبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقه، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. وفي بعض الروايات : كلها في النار إلاَّ واحدة هي الجماعة. رواها أحمد وأبو داود وابن ماجه وفي بعضها : ما أنا عليه وأصحابي. رواها الترمذي .
والحديث معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر فيه عن أمر غيبي فوقع كما أخبر به.
وفي الحديث إخبار عن تشبه هذه الأمة بمن سبقها من الأمم، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. رواه بهذا اللفظ أحمد في مسنده، ولذا فقد استوعبت فرق الأمم قبلها وهي اثنتان وسبعون فرقة وزادت عليها واحدة، وهي الفرقة التي سلمت من مشابهة اليهود والنصارى، وهي الصحابة رضوان الله عليهم، ومن سار على نهجهم من المسلمين إلى آخر الدهر، وهم أهل السنة والجماعة، ومنهم أئمة الهدى: كالشافعي وأحمد ومالك وأبي حنيفة وسفيان ومن سلك سبيلهم.
أما الفرق الضالة فكثيرة ولعل بعضها لم يوجد إلى الآن، ومما وجد من الفرق الضالة المعتزلة والخوارج والجهمية وغيرهم. وينبغي أن نتنبه إلى أن هذا الافتراق افتراق في مسائل العقائد وأصول الدين، وليس افتراقاً في مسائل الفروع الفقهية. فإن المختلفين في مسائل الفقه لم يفسق بعضهم بعضاً ولم يكفر بعضهم بعضا كحال تلك الفرق.
والله أعلم.
17715
عنوان الفتوى:لا منافاة بين السعي لتحصيل الحق وبين التوكل رقم الفتوى:17715تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله سؤالي في التوكل:

(7/295)


أنا طبيب مسلم جئت إلى أمريكا للتخصص وأعددت العدة للمرحلة الثانية من التخصص من أبحاث ودرجات ممتازة في الامتحانات ولكن بسبب ملامح الالتزام وعدم مصافحتي للنساء قد أتعرض لظلم قي التقييم وهذا ما لاحظته في إحدى المقابلات التي تجري مع الأطباء الذين يختارون المتمرنين أمثالي للتخصص وهناك أخ يمكن أن يشفع لي في إحدى المستشفيات سؤالي: إني أحب أن أستغني بالله عن أي أحد من البشر علما أني أخذت بالأسباب وليس هذا من باب الكبر ولكن من حسن ظني بالله وقد استخرته سبحانه فهل هذا فهم خاطئ للتوكل أم أنه عين التوكل وهدي النبي والسلف وهل هذا أحب إلى الله؟
جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لك الثبات على الدين، والنجاح والتفوق فيما تريد مما ليس فيه محظور شرعي، ونوصيك بالتمسك بدينك كما نوصيك بالعودة لبلاد المسلمين بعد أخذك للشهادة التي ذهبت من أجلها، إن كنت غير قادر على إظهار شعائر دينك في البلد الذي أنت فيه الآن، وكذا إذا كنت غير قادر على إظهارها ولكنك تخشى من الوقوع فيما لا يرضي الله.
أما بالنسبة للسؤال، فنقول: إن اتخاذك من يتوسط لك ويشفع لتأخذ حقك في الشهادة والعمل ليس محرماً ولا مكروهاً ولا ينافي التوكل، بل هو من التوكل لأنه من باب اتخاذ الأسباب التي أمر الشارع بها، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "قيدها وتوكل". رواه الخطيب في رواية مالك عن ابن عمر وصححه الألباني.
وهذا الأخ الذي سيشفع لك مأجور على شفاعته هذه، لقوله تعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) [النساء:85]، وقوله عليه الصلاة والسلام: "اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء" رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبى موسى.

(7/296)


ولو تركت شفاعته اعتماداً على الله وحده، فليس هذا من الكبر، بل قد يكون من تمام التوكل، ويدخل فيه ترك الأسباب المباحة أو المكروهة، وأرجو أن تكون ممن يشملهم حديث: "الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون". رواه أحمد والشيخان عن ابن عباس.
واعلم أن من توكل على الله فهو حسبه وكافيه، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) [الطلاق:3].
ويمكنك الاطلاع على مبحث التوكل في كتاب (فتح المجيد) عند شرحه لباب: (من حقق التوحيد دخل الجنة) من كتاب التوحيد.
والله أعلم.
17716
عنوان الفتوى:علماء كتبوا في صفة الصلاة رقم الفتوى:17716تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
بدون إطالة أود معرفة كيفية الصلاة وبالتعليل حرفا حرفا؟
جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت إجابات عديدة في صفة الصلاة فراجعها في الفتوى رقم: 8249، والفتوى رقم: 12455، ولمعرفة كيفية صلاة العاجز عن القيام راجع الفتوى رقم: 12785.
وليُعلم أن أدلة صفة الصلاة مذكورة في مواضعها من كتب الفقه والحديث، وبإمكانك مراجعة ذلك في كتاب (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) لفضيلة الشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني، أو الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمهما الله.
أو أي كتاب من كتب الفقه التي تقارن الفروع بأدلتها.
والله أعلم.
17717

(7/297)


عنوان الفتوى:المواد الكيماوية والمستحضرة من التخمير رقم الفتوى:17717تاريخ الفتوى:01 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم المواد الكيماوية والبيولوجية والمستحضرة من التخمير مثل البكتيريا وهل يستوجب البحث في كيفية استخلاصها وما إذا دخل في تحضيرها لحوم أو شحوم أو كحول - معذرة أيها الإخوة فهذه الاسئلة أتعرض لها بحكم عملي ولذلك أطلب من فضيلتكم التكرم بالجواب الواضح و جزاكم الله خيرا.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد
فلا حرج في الانتفاع بالمواد الكيماوية والبيولوجية التي تستحضر من بعض المأكولات الطاهرة كالخبز أو اللحم ونحو ذلك، وأما إذا كان ما تستحضر منه نجساً أو أصبح مسكراً بعد تخمره، وقبل استخراجها منه، فلا يجوز الانتفاع بها إلا إذا استحالت إلى عين أخرى، أو أضيف إليها غيرها حتى أصبحت عيناً أخرى ولم يعد لها أثر في المادة فلا حرج في ذلك إن شاء الله.
وينبغي للأخ السائل أن يوضح لنا كيفية الاستحضار لهذه المواد التي يمارس العمل فيها.
والله أعلم.
17718
عنوان الفتوى:ما يجوز وما لا يجوز من العمليات التجميلية رقم الفتوى:17718تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود معرفة الحكم الفقهي لجراحة التجميل مع أراء الفقهاء في ذلك؟
وشكراً جزيلاً لكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عمليات التجميل نوعان:
نوع: ليس فيه إلا طلب الحسن والجمال، فهذا النوع من العمليات التجميلية لا يجوز، لما فيه من تغيير خلق الله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله". متفق عليه.

(7/298)


النوع الثاني: ما يحتاج إليه الشخص -امرأة كان أو رجلاً- لإزالة ضرر أو ألم أو شيء، سواء خلق به الشخص أو نتج عن حادث أو مرض وهذا جائز، ففي الحديث الصحيح أن عرفجة بن أسعد قطع أنفه يوم الكُلاب، فاتخذ أنفاً من فضة فأنتن عليه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفاً من ذهب.
ويقول ابن جرير الطبري: لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله، ويستثنى من ذلك ما يحصل به الضرر والأذى، كمن لها سن زائدة أو طويلة تعيقها في الأكل أو إصبع زائدة تؤذيها أو تؤلمها فيجوز ذلك، والرجل في هذا الأخير كالمرأة.
وانظر المفصل لعبد الكريم زيدان وراجع الفتوى رقم: 1007.
والله أعلم.
17721
عنوان الفتوى:هل يلزم نذر النكاح رقم الفتوى:17721تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : نذرت أن أتزوج إذا نجحت ولم أف به؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في من نذر أن يقوم بأمر مباح، فذهب الإمام أحمد إلى أنه يخير بين فعل ما نذر، وإخراج كفارة يمين قياساً على اليمين، وذهب غيره من أهل العلم إلى أن نذر الأمر المباح لا ينعقد ولا يلزم فيه شيء، ورأينا من أصحاب هذا القول من المتقدمين من مثل بالنكاح. قال الدسوقي في حاشيته عند قول صاحب المختصر: وإنما يلزم به ما نُدِب. ابن عاشر يعني: مما لا يصح أن يقع إلا قربة، وأما ما يصح وقوعه تارة قربة وتارة غيرها فلا يلزم بالنذور، وإن كان مندوباً كالنكاح والهبة.
واختلف فقهاء الشافعية في نذر النكاح: هل يلزم به أو لا؟ فبعضهم قال بلزوم النكاح، وبعضهم قال: بعدم لزومه. انظر أسنى المطالب عند كلامه على النذر.
وبهذا يعلم السائل أنه لا يلزمه النكاح بنذره، ولو أخرج كفارة يمين كان أولى مراعاة لمذهب الإمام أحمد.
والله أعلم.
17723

(7/299)


عنوان الفتوى:النصوص الشرعية المبيحة للفراق لو استمر الشقاق رقم الفتوى:17723تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : ما مدى وجود نص شرعي يؤيد جواز تطليق الزوجة لاستحالة العشرة بناء على طلب الزوج؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
لقد شرع الله الإصلاح بين الزوجين، وأمر باتخاذ الوسائل التي تجمع الشمل وتزيل كل ما من شأنه أن يكدر صفو العلاقة بين الزوجين أو يعرضها للانفصام، ومن ذلك الوعظ والهجر، قال تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) [النساء:34].
ومن ذلك بعث الحكمين من أهل الزوج وأهل الزوجة عند وجود الشقاق بينهما، كما في قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً) [النساء:35].
فإن لم تنفع هذه الوسائل، ولم يتسن الصلح واستمر الشقاق شرع الله للزوج الطلاق إذا كان السبب منه، وشرع للزوجة المفاداة بالمال إذا لم يطلق بدون ذلك إذا كان السبب منها، لقوله تعالى: (الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) [البقرة:229].
ولا شك أن الفراق بإحسان خير من الاستمرار في خلاف وشقاق، ما دام الغرض الذي شرع من أجله النكاح لم يعد موجوداً، ولهذا قال الله تعالى: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً) [النساء:130].
ومن هذا يتبين للسائل جواز الطلاق بالضوابط التي ذكرنا.
والله أعلم.
17724

(7/300)


عنوان الفتوى:هل يجوز بيع السلعة للكفيل رقم الفتوى:17724تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : شخص كفل آخر عند شراء سيارة ثم تقاعس الأخير عن دفع باقي الأقساط الشهرية فتقرر بيع السيارة لدفع الباقي من الأقساط فشراها الكفيل بباقي الأقساط فهل يلحقه إثم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بيع السيارة للكفيل لا حرج فيه إن شاء الله، إذ ليس هناك دليل ينهى عن ذلك، والأصل الجواز ما لم يرد مانع، وقد قال تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) [البقرة:275]، ولم تشتمل المعاملة على شيء من المحاذير التي تبطل العقد، غاية ما في الأمر أن صاحب السيارة التجأ أو ألجئ إلى بيعها إلجاء شرعياً، فاشتراها منه الكفيل، وهذا ليس فيه حرج فيما نعلم.
ولكن ينبغي الانتباه إلى أنه لا يجوز استغلال حاجة هذا الشخص، فيقع عليه غبن في البيع، فتشترى منه السيارة بسعر أقل بكثير من سعرها الحقيقي، ويرجع تحديد هذا الغبن إلى العرف والعادة.
والله أعلم.
1773
عنوان الفتوى:يجوز المسح على الجوارب مع إمكان غسل القدمين رقم الفتوى:1773تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل يجوز المسح على الجوارب عند ارتدائها على وضوء مع وجود إمكانية خلعهم وغسل القدم . وإذا كان يجوز فهل يمكن غسل القدمين فقط إذا تم خلع الجوارب لأي سبب من الأسباب في وقت لاحق لكي يصبح الوضوء صحيحاً أم يعاد الوضوء بالكامل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز لك أن تمسح على الجوارب مع إمكانية غسل القدمين وإن كان الغسل أفضل عند طائفةٍ من أهل العلم. وإذا خلع الرجل جوربه وكان على طهارة فهذا يغسل قدميه فقطـ، لأن الأصل غسل الرجلين والمسح بدل الغسل، فإذا زال وجب الرجوع للأصل وهو الغسل0.
والله أعلم.
17731

(7/301)


عنوان الفتوى:رد المبلغ على الورثة أو تصدق به عن صديقك رقم الفتوى:17731تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : وضع صديق لي أمانه مبلغاً كبيراً جداً ثم وصلني خبر موته ولم يوصني قبل أن يموت بماذا أفعل بالمبلغ الذي وضعه عندي بماذا تنصحوني أحبتي آآخذ المبلغ لي أم ماذا أفعل؟ علماً بأن صديقي هذا وضع عندي الأمانة وانقطع عن الاتصال بي منذ 9 سنوات.
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان صديقك قد وضع المبلغ عندك أمانة، ولم يهبه لك فلا يحل لك أخذه، والواجب عليك رده إلى ورثته فهم أحق الناس بتركة مورثهم.
فإن عجزت عن معرفتهم والوصول إليهم بعد البحث والتفتيش ويئست من إمكانية الوصول إليهم يأساً تاماً، فتصدق بهذا المبلغ عن الميت.
والله أعلم.
17732
عنوان الفتوى:هل يحلق شعر المولود الأنثى رقم الفتوى:17732تاريخ الفتوى:02 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم حلق شعر الأنثى عند الولادة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحلق شعر المولود الذكر في اليوم السابع من ولادته، والتصدق بوزنه ذهباً أو فضة سنة، ولمعرفة دليل ذلك راجع الفتوى رقم: 3182.
واختلف العلماء في حلق شعر المولود الأنثى، فذهب الشافعية والمالكية إلى أنه سنة كذلك قياساً على الذكر، ولعموم النصوص الواردة في سنية الحلق.
وذهب الحنابلة إلى كراهة حلق شعر المولود الأنثى، قال البهوتي في كشاف القناع: ويُحلق رأس ذكر لا أنثى يوم سابعه، ويتصدق بوزنه ورقاً. ا.هـ
والراجح -والله أعلم- أن السنية في حلق شعر المولود تعم الذكر والأنثى، لما سبق ذكره.
ولمعرفة كيفية الحلق راجع الفتوى رقم: 9399.
والله أعلم.
17735

(7/302)


عنوان الفتوى:قراءة القرآن بالأشرطة هل تؤثر في طرد الشياطين رقم الفتوى:17735تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : ينصح البعض بفتح مسجل قرآن بسورة البقرة ليلاً ونهاراً وحتى في عدم تواجدي في المنزل ؟ ما الحكم ؟
وهل فتح سورة البقرة في المنزل لطرد الشياطين يجزئ عن قراءتي لسورة البقرة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففضل قراءة القرآن ومنه سورة البقرة وطردها للشياطين لا يتحقق بالأشرطة الصوتية دون أن يقرأها الإنسان بنفسه، وإن كان سماع هذه الشرائط فيه خير كثير. وتنظر الفتوى رقم:
13445
والله أعلم.
17737
عنوان الفتوى:مفارقة المبتدعة في الذكر ليس خروجا عن الجماعة رقم الفتوى:17737تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ، أرى في المساجد بعض البدع مثل الجهر بصلاة الفاتح مباشرة بعد الصلاة المفروضة، ولكني أريد اتباع السنة من التسبيح و التهليل و التكبير وقراءة آية الكرسي فهل أكون قد خرجت عن الجماعة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتزامك بالسنة في الذكر بعد الصلاة، وترك البدع ليس خروجاً عن الجماعة الواجب لزومها على كل حال، فلا عبرة بجماعة لا تلتزم السنة.
والجماعة التي يلزمها المسلم ليست أي جماعة كيف كانت! ولكنها الجماعة المتبعة للسنة ولو كانت رجلاً واحداً كما روي عن الصحابة"الجماعة ما كنت على الحق ولو كنت وحدك"، أو نحو هذا الكلام في لزوم السنة وعدم الاستيحاش من قلة أهلها.

(7/303)


وبهذا تعلم أنه لا عبرة بجماعة العوام والمخالفين وليسوا حُجة على السنة، وقد ذكر الإمام الشاطبي في الاعتصام أن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان يكثر الجلوس إلى ربيعة فتذاكروا يوماً فقال رجل كان في المجلس: ليس العمل على هذا! فقال عبد الله أرأيت إن كثر الجهال حتى يكونوا هم الحكام أفهم الحجة على السنة؟ فقال ربيعة " أشهد أن هذا كلام أبناء الأنبياء".
الاعتصام 1/261.
ولكننا ننبه الأخ إلى أنه ينبغي له الالتزام بالسنة والدعوة إليها في رفق ولين وحكمة، خصوصاً في مثل هذه البدع الإضافية، فإن قُبل منه فالحمد لله وإلا أكبَّ على السنة، ودعا للمخالفين بالهداية. يقول الإمام الثوري : أُؤمر بالمعروف فإن قبل حمدت لله عز وجل وإلا أقبلت على نفسك.
كما نوصيه بالابتعاد عن تلك الجماعة التي يظهر من حالها المذكور أنها صوفية تيجانية، وأن يسعى إلى أن تكون جماعته جماعة سنية، فإن الصلاة مع هؤلاء أهل صلا ة الفاتح، قد نص كثير من أهل العلم ببطلانها وراجع الفتوى رقم:
11073
والله أعلم.
17739
عنوان الفتوى:المواظبة على صلاة الجماعة للنوافل بدعة مكروهة رقم الفتوى:17739تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل يجوز صلاة الوتر جماعة مع الزوجة قبل النوم يوميا والجهر فيها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في صلاة الوتر وغيرها من النوافل أن تصلى على انفراد، لكن لو صليت جماعة جاز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل الأمرين كليهما، وكان أكثر تطوعه منفرداً، وصلى بأنس وأمه واليتيم كما جاء في البخاري، وقال الحافظ في شرحه: وفيه جواز صلاة الجماعة للنافلة. ا.هـ

(7/304)


وكذلك أمَّ الرسول صلى الله عليه وسلم ابن عباس في صلاته بالليل، فإذا كنت تصلي الوتر جماعة أحياناً فلا بأس، وإن كان على سبيل المواظبة فلا ينبغي لك ذلك، فقد ذهب طائفة من أهل العلم كما جاء في رد المحتار لابن عابدين كتاب الصلاة باب الوتر والنوافل: إلى أن المواظبة على صلاة الجماعة للنوافل بدعة مكروهة.
وإذا صليت الوتر جماعة أو منفرداً جهرت بالقراءة، إذ الجهر في صلاة الليل مستحب ما لم يشوش على مصل آخر.
والله أعلم.
17741
عنوان الفتوى:مذاهب العلماء في الختان رقم الفتوى:17741تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ، أسأل عن ختان البنات هل هو فرض أم سنة و كيف يكون ؟ وختان الذكور هل هو فرض أم سنة و كيف كانت سنة النبي صلى الله عليه و سلم في الختان.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب الشافعية والحنابلة في معتمد مذهبهم إلى وجوب الختان على الرجال والنساء، وفي رواية عن أحمد أنه واجب على الرجال لا النساء واختارها ابن قدامة وذهب الحنفية إلى أنه سنة في حق الرجال والنساء وليس بواجب، وذهب المالكية إلى أنه سنة مؤكدة في حق الرجال، ومكرمة في حق النساء.
4487
والله أعلم.
17749
عنوان الفتوى:مذاهب العلماء فيمن شك في عدد الركعات وهو في الصلاة رقم الفتوى:17749تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : ما هو الحكم الشرعي في صحة صلاة إمام أراد التشهد الأخير في صلاة العصر فإذا بأحد المصلين خلف الإمام يقول سبحان الله مما شكك الإمام فقام ليأتي بركعة أخرى فإذا بأحد المصلين يقول سبحان الله فنزل الإمام فاذا بالمصلي الذي شكك أولاً يقول سبحان الله مرة أخرى. فقام الإمام ليأتي بالركعة , ثم سجد سجود السهو. فظهر للإمام والمصلين خطأ وسهو المصلي الذي شكك في المرة الأولى والأخيرة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/305)


فإذا اختلف المأمومون في تنبيه إمامهم ولم يجزم إمامهم بأن قول أحد الفريقين أصوب من قول الفريق الآخر. فالواجب عليه البناء على الأقل، فإن شك في الصلاة رباعية: هل صلى ثلاثاً أم أربعاً؟ فليجعلها ثلاثاً وليأت بركعة رابعة. وإذا شك هل سجد سجدة سجدتين؟ فليجعلها سجدة وليأت بسجدة أخرى ثم يسجد للسهو قبل السلام، ويجب على المأمومين متابعته إلا الموقن منهم أن إمامه زاد في صلاته، فلا تجوز له متابعته بل عليه أن ينتظره حتى يسلم فيسلم معه. قال الإمام النووي -رحمه الله- في المجموع (( فرع )) في مذاهب العلماء فيمن شك في عدد الركعات وهو في الصلاة. مذهبنا أنه يبني على اليقين ويأتي بما بقي، فإذا شك هل صلى ثلاثاً أم أربعاً؟ لزمه أن يأتي بركعة إذا كانت صلاته رباعية سواء كان شكه مستوي الطرفين او ترجح احتمال الأربع، ولا يعمل بغلبة الظن سواء طرأ هذا الشك أول مرة أم تكرر، قال الشيخ أبو حامد: وبمثل مذهبنا قال أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وابن مسعود وابن عمر وسعيد بن المسيب وعطاء وشريح وربيعة ومالك والثوري وقال الأوزاعي: تبطل صلاته. قال الشيخ أبو حامد: وروي هذا عن ابن عمر وابن عباس. وقال الحسن البصري: يعمل بما يقع في نفسه من غير اجتهاد. ورواه عن أنس وأبي هريرة وقال أبو حنيفة: إن حصل له الشك أول مرة بطلت صلاته، وإن صار عادة له اجتهد وعمل بغالب ظنه، وإن لم يظن شيئاً عمل بالأقل. قال الشيخ أبو حامد: قال الشافعي في القديم: ما رأيت قولاً أقبح من قول أبي حنيفة هذا، ولا أبعد من السنةً. أهـ .
وعلى ضوء ما سبق فصلاة الإمام المسؤول عنه ومن معه صحيحة؛ إلا إذا كان في المأمومين من تابعه وهو موقن بخطئه فصلاته باطلة ويجب عليه إعادتها .
والله أعلم.
1775
عنوان الفتوى:انشراح الصدر بعد الاستخارة دليل خير رقم الفتوى:1775تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال :

(7/306)


كثير من العلماء يقولون إن انشراح الصدر بعد صلاة الاستخارة دليل على أن الأمر الذي عزمت عليه خير والعكس إذا انقبض الصدر. هل هذا صحيح، وهل من دليل؟ جزاكم الله عن المسلمين كل خير. السلام عليكم.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر بعض أهل العلم أن من آثار الاستخارة التي ينبني عليها المضي في الأمر انشراح الصدر بشرط وهو: أن لا يفعل ما ينشرح له صدره مما كان له فيه هوى قوي قبل الاستخارة. وهو قول ابن حجر رحمه الله. وقال ابن عبد السلام رحمه الله: يفعل ما اتفق أي يفعل الأمر الذي تيسر له من الأمرين، واستدل أن في بعض طرق الحديث: (ثم يعزم) وأول الحديث: "إذا أراد أحدكم أمراً فليقل...... " أي دعاء الاستخارة. وبعضهم يقول إنه يفعل الذي يسبق إلى قلبه، ولكن الحديث الوارد فيه سنده واهٍ جداً. وقال النووي رحمه الله: يفعل ما ينشرح به صدره؛ لكن بالشرط السابق الذي ذكره ابن حجر. وعلى كل حال فالصحيح أنك ما دمت استخرت الله فلن تفعل إلا ما فيه خير لك، ولو لم يشرح له صدرك. وهذا هو الصواب ، ثم إن عليك أن تعلم أن الاستخارة لا تكون فيما أمر الله به فرضاً أو نفلاً، ولا فيما نهى عنه تحريماً أو كراهةً بل تكون فيما أذن فيه فعلاً وتركاً.
والله أعلم.
17751
عنوان الفتوى:حكم بيع المصاحف وأشرطة القرآن رقم الفتوى:17751تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يجوز التربح من شرائط القرآن وكذلك المصاحف الورقية مع العلم بنهي النبي عن أخذ أجرة
على تعليم القرآن؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بيع المصاحف وشراءها جائز عند الشافعية والمالكية والحنفية، لما روي عن ابن عباس أنه سئل عن بيع المصاحف؟ فقال: لا بأس، يأخذون أجور أيديهم. وقال ابن قدامة : ورخص في بيع المصاحف الحسن والحكم وعكرمة، لأن البيع يقع على الجلد والورق، وبيع ذلك مباح.

(7/307)


وإذا جاز بيع المصاحف فمن باب أولى أشرطة القرآن إذ لا يقع عليها اسم المصحف، ولا يشترط لها ما يشترط من كون اللامس لا بد أن يكون على طهارة ونحو ذلك.
والربح فيما ذكر جائز فكل ربح نتج عن تصرف مباح فهو مباح.
والله أعلم.
17752
عنوان الفتوى:يجوز تشجيع الأولاد للقيام بالقربات رقم الفتوى:17752تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يجوز تشجيع الأولاد الذين تبلغ أعمارهم 7 و11 على الصلاة بإعطائهم المال لأني وجدت ثمرة بهذا الأسلوب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس هناك ما يمنع شرعاً من تشجيع الأولاد على الصلاة ونحوها بغض النظر عن أعمارهم، ففي الصحيحين عن الربيع بنت معوذ في حديث صوم يوم عاشوراء... وفيه : ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار.
وفي هذا الحديث دليل على جواز إرضاء الصبيان وتسليتهم بما يشجعهم على القيام بالقربات، وهذا ظاهر.
والله أعلم.
17754
عنوان الفتوى:أعلى مراتب عقوق الوالدين رقم الفتوى:17754تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : ماحكم هجران البنت لأمها بسبب رفضها مقاطعة بقية أخواتها لخلاف بينهما على الرغم من غلطها في حقهم . وكيف ينظر الشرع لأذيتها لأمها بتصرفاتها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/308)


فإن حق الوالدين هو آكد الحقوق بعد حق الله تعالى، وحقهما يكون في البر والطاعة والاحترام والإكرام والإنفاق عليهما إن احتاجا ورعايتهما والقيام بشأنهما، وإنما كان حقهما بعد حق الله مباشرة، لأنهما السبب في الوجود بعد الله عز وجل، ولأنهما بذلا في سبيل تربية الولد من الجهد ولقيا في ذلك من المشقة مالا يعلمه إلا الله، فلهذا قال جلا وعلا:وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا [النساء:36]. وقال تعالى:وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا [الإسراء:23].
وهذا حق تنادي به الفطرة ويوجبه العرفان بالجميل، ويتأكد ذلك في حق الأم فهي التي قاست من آلام الحمل والوضع والإرضاع والتربية... ما قاست، ولهذا قال الله تعالى:وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً [الأحقاف:15].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة : أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: أمك، قال : ثم من ؟ قال : أمك، قال:ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من ؟ قال: أبوك.

(7/309)


وجعل النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من أكبر الكبائر بل جعل مرتبته بعد الشرك بالله تعالى، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا، قالوا: بلى يارسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس - فقال : ألا وقول الزور وشهادة الزور، فمازال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. ، ولا شك أن هجر الأم ومقاطعتها يمثل أعلى مراتب العقوق، لذلك فهو أمر محرم تحريماً مغلظاً، وكذلك لا يجوز لهذه البنت أيضاً أن تقاطع أخواتها وتهجرهم، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلا ث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.
بل تجب عليها صلتهن كما يجب عليهن ذلك لها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنّ اللّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ. حَتّىَ إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ. قَالَ: نَعَمْ. أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَىَ. قَالَ: فَذَاكِ لَكِ".
ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطّعُوا أَرْحَامَكُمْ. أُولَئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمّهُمْ وَأَعْمَىَ أَبْصَارَهُمْ. أَفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىَ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:32-33]. متفق عليه
والخلاصة : أنه لا يجوز لهذه البنت مقاطعة أمها بحال من الأحوال، فهذا من العقوق الذي حرمه الله تعالى، كما يجب عليها أن تصل أخواتها، ونصيحتنا لها هي أن تتقي الله تعالى وتبادر بالتوبة والتواصل مع أمها وأخواتها وتكون هي البادئة حتى تنال الخيرية "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".
والله أعلم.

(7/310)


17756
عنوان الفتوى:كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته رقم الفتوى:17756تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : لسلام عليكم أنا موظفه أعمل فى مجال اختلاط - عند عملي مع الطبيب أكون مرتديه العباية والطبيب لا يعترض على ذلك وحريص على مساعدتنا في ذلك ولكن لدينا فرقة متابعة نسائية من وزارة الصحه تخيل امرأة مثلي تمنعني من لبس العباية وإذا سألناها عن المانع حيث إن لبسنا لا يؤثر على سير العمل تقول بأمر من مدير الشؤن الصحية أرجو كتابة الرد والنصيحة له لكي أقوم بإيصال الرد له وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على المرأة أن تستر جميع بدنها إذا كانت في حضرة رجل أجنبي، لا فرق في ذلك بين الموظفة وغيرها، أما عدا الوجه والكفين فهذا باتفاق الفقهاء، وأما الوجه والكفان فعلى القول الراجح الذي دلت عليه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولا يجوز للمرأة أن تعمل عملا يستلزم كشفها عن حجابها، أو يوقعها في محذور شرعي كالخلوة بأحنبي عنها.
وعلى من ولاه الله شيئا من أمر المسلمين أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فإنه مسئول عن ذلك أمام الله تعالى، والسماح للموظفة بإبداء زينتها أو كشف شيء من شعرها وصدرها أو قدميها منكر عظيم، وكذلك السماح لها بكشف وجهها على القول الراجح.
ومن أقر ذلك من مدير أو مسئول فهو شريك في الإثم، غاش لرعيته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
وعند البخاري : ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة.
ومدير الشئون الصحية إن كانت له سلطة على جميع الموظفات في دائرته فهو مسئول عن كل واحدة منهن، مطالب بحجزهن ومنعهن من ارتكاب ماحرم الله عليهن من التبرج وغيره.

(7/311)


وهذا يعني عظم المسئولية الملقاة على عاتقه، لاسيما في هذا الزمن الذي تساهل فيه كثير من النسوة في أمر الحجاب وغطاء الرأس والذراعين وغيرهما، مما يحتم عليه أن يكثر من فرق المراقبة والمتابعة، وأن يكون حازماً تجاه كل مخالفة شرعية، إبراء لذمته، وحذراً من الدخول في الوعيد المذكور في الحديث السابق.
ومن هذا يعلم أن التزام الموظفة بعباءتها وحجابها أمر ينبغي أن يكون مفرحاً وساراً لهذا المسؤل المستشعر لرقابة الله تعالى له، فإن هذه المؤمنة قد سهلت عليه مهمته، وخففت عنه شيئاً من أعباء الأمانة المنوطة به، فحقها أن تكافأ وأن تكرم.
وقد ربط الشرع بين الإيمان وبين الغيرة على محارم الله وإنكار المنكرات، فكلما قوي إيمان العبد كلما قويت غيرته، واشتد سعيه في إنكار المنكر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم .
وقال: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه. رواه مسلم.
وليحذر المؤمن من أن ينهى عما أمر الله تعالى به، فإن هذا من المشاقة لله ورسوله:وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرا [نساء:115]. وهذا من صفات المنافقين، كما قال الله:الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [التوبة:67].

(7/312)


ومن استدرجه الشيطان إلى هذا الخلق الشنيع لم ينفعه الاعتذار بشيء من أمور الدنيا ومتاعها الزائل، ولا بكونه متبعاً أو مقلدا أو مأموراً من قبل غيره، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا وأن يصلح أحوال المسلمين.
والله أعلم.
17757
عنوان الفتوى:عقد البيع المستكمل الشروط ينفذ ولا يسوغ التراجع رقم الفتوى:17757تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قمت ببيع عما رة وعليها قرض لصندوق التنمية العقاري على أن يقوم المشتري بتسديد البنك حتى يستفيد من الخصم وطلب مني المشتري مدة لم نقم بتحديدها في العقد على أن أعطيه وكالة لإدارة شئون العمارة وعندما يسدد البنك أقوم بالإفراغ له ولكن هذا الشخص اختفى لمدة 11 سنة، وبحثت عنه بصفة شخصية خلال السنوات الأخيره عندما علمت أنه لم يسدد البنك ولكنه يتهرب والآن أتاني بعد أن علم أن العمارة سيتم أزالتها ضمن مشروع فهل يحق لي التراجع وفسخ العقد وهل يلزمني بإتمام البيع بموجب العقد ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان قد تم عقد البيع بينك وبين من اشترى منك العمارة، وبقي بعض الثمن في ذمته كي يسدده لصندوق التنمية العقاري، فإن البيع قد نفذ، ولا يشترط لنفاذ البيع أن تحول العمارة من اسمك إلى اسمه في السجل التجاري، وبالتالي فليس لك الحق في التراجع والفسخ. والله تعالى يقول:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1]. فعليلك أن تتقي الله تعالى ولا يحملك طمع في عرض زائل على أن تظلم وتنكث ما تم بينك وبين المشتري من بيع، وكونه هو لم يف لك ببعض ما اشترطت عليه لا يسوغ لك أن تظلمه، بل أنت مطالب بالعدل معه على كل حال. قال تعالى:وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8].

(7/313)


والله أعلم.
17758
عنوان الفتوى:المعتبر في حكم سفر المرأة المنهي عنه رقم الفتوى:17758تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم
هل تعتبر المسافة من مكة إلى جدة سفراً فنحن مجموعة من الطالبات نسكن في جدة ونذهب يومياً إلى مكة في باص فما الحكم .أفيدونا مأجورين؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن سفر المرأة من غير محرم في الصحيحين وغيرهما، وقد اختلفت القيود التي قيد بها النبي صلى الله عليه وسلم هذا السفر، ففي بعض الروايات: لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلاَّ مع ذي محرم. رواها البخاري . وفي أخرى: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها محرم. رواها البخاري . وفي رواية: لا تسافر المرأة إلاَّ مع ذي محرم. رواها مسلم . هكذا بدون قيد.
وعند أبي داود تقييد المسافة بالبريد. وقد اختلف أهل الحديث في تصحيح هذه الرواية.
وقد سبق أن بينا في جواب سابق برقم 6219 أن كل ما يسمى سفراً تنهى عنه المرأة بغير زوج أو محرم وذكرنا فيه أقوال أهل العلم فليرجع إليه.
والله أعلم.
17759
عنوان الفتوى:السبب في كتابة (سنة) وغيرها أحيانا بالتاء المبسوطة وأحيانا بالمربوطة في القرآن رقم الفتوى:17759تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : لماذا تكتب كلمة(سنة) مرة بتاء التأنيث ومرة بالتاء المربوطة في عدد من المصاحف ؟
مثال : فقد مضت سنت الأولين الرجاء سرعة الإجابة وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/314)


فالأصل في القراءة ورسم المصحف التوقيف، فنسلم بما ورد وإن لم نعلم لماذا، ومن ذلك كلمة (سنة) ولكن هناك كلمات أخرى كتبت مرة بالتاء المفتوحة ومرة بالمربوطة مثل: رحمة ونعمة وكلمة، وغيرها. والسبب في كتابة هذه الثلاث الأخيرة وغيرها بالتاء المربوطة تارة وغير المربوطة تارة أخرى -كما يقول أئمة القراءات- هو أن هناك قراءتين، قراءة بالإفراد وقراءة بالجمع، فرسم المصحف بما يناسب القراءتين.
والله أعلم.
1776
عنوان الفتوى:لا يجوز للمرأة التشبه بالرجال رقم الفتوى:1776تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما حكم ارتداء السيدات ملابس يتشبهن بها بالرجال؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
ليس للمرأة أن تتشبه بالرجل لا في الملابس ولا في غيرها. لقول ابن عباس رضي الله عنهما: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" [رواه البخاري والترمذي وأبو داود]. وروى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل". وهذا دليل على أن التشبه المذكور من الكبائر، عافانا الله جميعاً. والله أعلم
17761
عنوان الفتوى:الاستغفار لأطفال الكفار...نظرة شرعية رقم الفتوى:17761تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعيش في أمريكا وأود أن أسأل عن حكم الترحم على أطفال الكفرة بعد وفاتهم, مع أنهم لم يبلغو سن البلوغ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/315)


فأطفال المشركين للعلماء فيهم مذاهب، فمنهم من قال بأنهم في النار تبعاً لآبائهم، ومنهم من توقف فيهم ولم يقل شيئاً، ومنهم من قال هم من أهل الجنة. ويستدل على ذلك بأشياء منها ما رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم: رأى الخليل إبراهيم عليه السلام في الجنة وحوله أولاد الناس. قالوا : يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين.
ومن أدلتهم قول الله تعالى:وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء: 15].
وأصح الأقوال في أطفال المشركين هو ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عمن يموت من أطفال المشركين؟ فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين. رواه مسلم وغيره.
أي الله أعلم من يؤمن منهم ومن يكفر لو بلغوا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ثم إنه قد جاء في حديث إسناده مقارب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة فإن الله يمتحنهم ويبعث إليهم رسولاً في عرصة القيامة، فمن أجابه أدخله الجنة، ومن عصاه أدخله النار.
فهنالك يظهر فيهم ما علمه الله سبحانه ويجزيهم على ما ظهر من العلم -وهو إيمانهم وكفرهم- لا على مجرد العلم.
وعلى هذا نقول: لا يجوز أن يستغفر لهم مع الجهل بمآل أمرهم، فالاستغفار لا يجوز لغير المؤمن كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، ولو كان مشروعاً لنقل إلينا من عمل الصحابة والتابعين؛ لكن لم ينقل من ذلك حرف واحد فيما نعلم.
والله أعلم.
17762

(7/316)


عنوان الفتوى:القول الراجح في نذر اللجاج رقم الفتوى:17762تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : نذرت أنني إن فعلت معصية ما فسوف أتصدق بكل الأموال التي سأحصل عليها منذ يوم فعل المعصيه وحتى يوم معين ، ولم أستطع أن أتمالك نفسي وفعلت المعصية ولكني لم أخرج المبلغ الذي نذرت أن أخرجه لأني لم أستطع العيش لهذه الفتره بدون أي أموال ، ولكني قمت بحساب المبلغ الذي كان علي إخراجه على أن أخرجه حين يتيسر لي المال الكثير ... فهل ما فعلته جائز ؟ وماذا علي لو لم أخرج المبلغ إطلاقا وصمت بدلا من ذلك ثلاثة أيام ؟ وماالحكم إذا كنت أحتاج هذا المبلغ ولا أستطيع إخراجها في أي وقت حتى عند اليسر مع العلم بأن المبلغ الذي نذرته كبير ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنذر الأصل فيه أن يكون تبرراً، بمعنى أنه يقصد به البر والتقرب إلى الله. وما فعلته أنت يسمى بنذر اللجاج أو الغضب وهو الذي يخرج مخرج اليمين، بأن يمنع نفسه أو غيره به شيئاً أو يحث به على شيء.
وهذا لا يلزمك الوفاء به فأنت مخير بين الوفاء به وبين أن تكفر كفارة يمين، وهذا هو مذهب الشافعي، ومشهور مذهب أحمد، وإحدى الروايتين عن أبي حنيفة، وهو الراجح.
وعليه، فلا حرج عليك أن تكفر كفارة يمين.
واعلم أن شؤم ارتكاب المعاصي عظيم على العبد في الدنيا والآخرة، والمعصية تجر إلى الأخرى فالحذر الحذر، والبدار البدار بالتوبة النصوح، وخذ بالأسباب المعينة لك على ترك المعاصي، فإن لم تكن متزوجا فتزوج وإن كنت في بلد تيسر فيه المنكرات فهاجر منه إلى بلد لا تيسر فيه، ولا تسمح لنفسك بأن تمر بك حالة -ولو لدقيقة واحدة- تكره أن يأتيك الموت عليها.
والله أعلم.
17763

(7/317)


عنوان الفتوى:التزوج من امرأة معينة بغير رضا أحد الوالدين لا يجوز رقم الفتوى:17763تاريخ الفتوى:04 ربيع الثاني 1423السؤال : إني أريد من شخص أن يتزوجني لكن أمه رافضة ماذا أفعل- إنهم من عائله متدينه جدا.
شكرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تمني الزوج المتدين لتدينه نعمة تستوجب شكر الله عليها، وهو دليل على سلامة الفطرة، وقوة الإيمان، وصدق اليقين، لكن ينبغي أن لا يكون ذلك مصحوباً بما يُغضب الله تعالى، من العلاقات المحرمة.
وعلى هذا الشخص الذي يريد الزواج منك أن يقنع والدته بالمعروف، وذلك عن طريق التودد إليها، وحسن التعامل معها، واللين لها في القول. وعليك أنت كذلك اللجوء إلى الله تعالى، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه. وليُعلم أن زواج الرجل من امرأة معينة مع رفض والديه أو أحدهما لا يجوز، لأن الزواج بامرأة معينة غير واجب، وطاعة الوالدين واجبة. والواجب مقدم على غير الواجب، ولعل الله تعالى أن يعوضك ويعوضه خيراً، ثواباً لكما على طاعة الوالدين، والالتزام بالآداب الشرعية معهما.
وراجعي الفتوى رقم:
6563 والفتوى رقم: 1109 والفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.
17764
فتاوى
عنوان الفتوى:أقوال العلماء في الصلاة في المقبرة رقم الفتوى:17764تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال: مسجد يتوسط مقبرة وبين القبور مسالك ضيقة لعبور الناس من وإلى المسجد وقد اضطررت للصلاة فيه صلاة المغرب لضيق الوقت أولا ولعدم قرب أي مسجد آخر فما حكم الصلاة فيه؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصلاة عند القبور واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها كل ذلك لا يجوز، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك أشد النهي، وانظر الفتوى رقم: 5752، والفتوى رقم: 4527.

(7/318)


ومن صلى في مقبرة ، فعليه التوبة والاستغفار، ولا يلزمه إعادة الصلاة في قول أكثر أهل العلم منهم الحنفية والمالكية والشافعية وهو رواية عن أحمد.
قال الإمام النووي في المجموع (3/166): أما حكم المسألة، فإن تحقق أن المقبرة منبوشة لم تصح صلاته فيها بلا خلاف إذا لم يبسط تحته شيء، وإن تحقق عدم نبشها صحت بلا خلاف وهي مكروهة كراهة تنزيه، وإن شك في نبشها فقولان، أصحهما: تصح الصلاة مع الكراهة، والثاني: لا تصح. ثم قال الإمام النووي أيضاً: فرع في مذاهب العلماء في الصلاة في المقبرة، قد ذكرنا مذهبنا فيها وأنها ثلاثة أقسام.
قال ابن المنذر: روينا عن علي وابن عباس وابن عمر وعطاء والنخعي أنهم كرهوا الصلاة في المقبرة، ولم يكرهها أبو هريرة وواثلة بن الأسقع والحسن البصري، وعن مالك روايتان أشهرهما: لا يكره، ما لم يعلم نجاستها.
وقال أحمد: الصلاة فيها حرام، وفي صحتها روايتان؛ وإن تحقق طهارتها.
ونقل صاحب الحاوي عن داود أنه قال: تصح الصلاة؛ وإن تحقق نبشها.
وقال ابن قدامة رحمه الله: وعن أحمد رواية أخرى أن الصلاة في هذه صحيحة ما لم تكن نجسة، وهو مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي. ا.هـ
قال الإمام الشافعي -رحمه الله- في الأم (1/113): المقبرة: الموضع الذي يقبر فيها العامة، وذلك كما وصَفتُ مختلطة بالتراب بالموتى، وأما صحراء لم يقبر فيها قط قبر فيها قوم مات لهم ميت ثم لم يحرك القبر، فلو صلى رجل إلى جنب ذلك القبر أو فوقه كرهته له، ولم آمره يعيد لأن العلم يحيط بأن التراب طاهر لم يختلط فيه شيء.

(7/319)


والمذهب المعتمد عند الحنابلة هو أن الصلاة في المقبرة لا تصح ، قال المرداوي في الإنصاف: (ولا تصح الصلاة في المقبرة والحمام والحش وأعطان الإبل . هذا المذهب . وعليه الأصحاب . قال في الفروع : هو أشهر وأصح في المذهب ، قال المصنف وغيره : هذا ظاهر المذهب ، وهو من المفردات) انتهى. ويدل لمذهبهم ما رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام".
تنبيه: إذا قال النووي في المجموع: (بلا خلاف) فليس مراده - بالضرورة- الإجماع، بل قد يكون مراده أنه لا خلاف بين الشافعية في هذه، فالقصد هو نفي الخلاف داخل المذهب، وليس نفي الخلاف خارجه، وإنما نبهنا على هذا لأن بعض طلبة العلم في هذه الأزمان قد زلت أقدامهم في هذه المسألة، فنسبوا إلى النووي إجماعات لم يقل بها.
والله أعلم.
17765
عنوان الفتوى:معنى حديث: من صام يوماً في سبيل الله... رقم الفتوى:17765تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : سمعت حديثاً عن رسول الله صلى الله علية وسلم يقول: "من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا" فماذا يعني بالصيام في سبيل الله؟ هل المقصود به هو الصيام المعروف أيام الخميس والاثنين وعاشوراء00000 الخ أم هناك قصد آخر للصيام في سبيل الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/320)


فإن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً" هو: أن كل من صام يوماً في سبيل الله أي في طاعة وابتغاء وجه الله ورجاء مثوبة الله، فإنه يجازيه على هذا الصيام بأن يباعد بينه وبين النار سبعين سنة، وسواء كان هذا اليوم الذي صامه من الأيام التي رغب النبي صلى الله عليه وسلم في صيامها على وجه الخصوص كالأيام المذكورة في السؤال، أم كان من غيرها من أيام السنة، إلا أن الأيام التي رغب النبي صلى الله عليه وسلم فيها لها فضل خاص بها، فهي أولى بالصيام من غيرها، فصيام الخميس والاثنين وعاشوراء هو صيام في سبيل، وصيام أي يوم آخر من الأيام بقصد طاعة الله هو في سبيل الله أيضاً.
والله أعلم.
17767
عنوان الفتوى:حكم دفع مال لإنجاز عمل بسرعة رقم الفتوى:17767تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : امرأة ذهبت للخياطة وأعطتها مبلغاً من المال (10 ريال) لكي تنجز ثوبها في أسرع وقت ممكن فهل هذا يعتبر من الرشوة؟
وجزاكم الله الف خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان الغرض من دفعها لهذه الريالات هو مجرد إسراع الخياطة في خياطة ثوبها، ولم يؤد ذلك إلى تأخير تسليم ثياب الأخريات بسببها فلا حرج في ذلك، وهو من باب التشجيع على الإنجاز بسرعة.
أما إن أدى ذلك إلى تضييع حق الأخريات، وتقديمها عليهن بسبب هذه الريالات، فنخشى أن تكون داخلة في الوعيد في قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم". رواه أحمد والترمذي والحاكم عن أبي هريرة.
والله أعلم.
17769
عنوان الفتوى:لا يُحكم على إنسان بدخول الجنة أو النار إلا من ورد بشأنه نص رقم الفتوى:17769تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم

(7/321)


لقد وقع نقاش بيني وبين صديقي حول الحكم على إنسان بدخوله إلى جهنم أو إلى الجنة مع العلم أن الشخصية التى تحدثنا عنها هي شارون فقال لي: لا تحكم على أي شخص في الدنيا بدخوله إلى الجنة أو إلى النار لأن رحمة الله واسعة. فجاوبته: بأن رحمة الله لا تجوز إلا على المسلمين ولا تجوز على شخص جزار يقتل الأبرياء من النساء والأطفال بالمئات كل يوم مثل شارون. فقال لي: أنت لا تعرف الله ولا يجوز لك أن تتحدث في مثل هذا الموضوع.
فأعينوني جزاكم الله خيراً إن كان كلامي صحيحا كي أقنعه.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/322)


فالواجب على المسلم أن يحب من أحبه الله ويبغض من أبغضه الله، والله تعالى يحب المحسنين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة:195] ويحب التوابين والمتطهرين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة:222]، ويحب المتقين. قال تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [آل عمران:76]، ويحب المتوكلين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران:159]، ويحب المقسطين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة:42]، ويحب الذين يقاتلون في سبيله. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف:4]، والله تعالى لا يحب المعتدين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة:190]، والله تعالى لا يحب الكافرين. قال تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران:32]، ولا يحب من كان مختالاً فخوراً. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) [النساء:36]، ولا يحب من كان خوانا أثيماً. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) [النساء:107]، ولا يحب الفرحين. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص:76]، ولا يحب المستكبرين. قال تعالى: (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) [النحل:23]، ولا يحب الجهر بالسوء. قال تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) [النساء:148]، ولا يحب المسرفين. قال تعالى: (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام:141].

(7/323)


ومحبة العبد لمن يحبه الله وبغضه لمن يبغضه الله من كمال إيمانه، ولكن لا يجوز للمسلم أن يحكم لإنسان معين بجنة أو نار، لأنه لا يدري إن كان مؤمناً أيموت على الإيمان؟ وإن كان كافراً أيموت على الكفر؟ فإن القلوب بيد الله.
وانظر الفتوى رقم: 4625.
والله أعلم.
1777
عنوان الفتوى:يقتل من الكلاب الأسود البهيم رقم الفتوى:1777تاريخ الفتوى:22 رجب 1422السؤال : هل يجوز قتل الكلاب؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن الكلاب أمة من الأمم التي خلقها الله كغيرها من أمم الحيوانات التي هي موجودة على وجه هذه الأرض قال تعالى: (وما من دابة في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) [الأنعام: 38]. وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ففي مسند أحمد وسنن الترمذي وحسنه السيوطي عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها كل أسود بهيم. وما من أهل بيت يرتبطون كلبا إلا نقص من عملهم كل يوم قيراط إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم" [حسنه السيوطي وهو صحيح]. فالكلاب لا تقتل عموماً إلا الأسود البهيم منها أي كامل السواد لأنه شيطان كما أخبرنا ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: "الكلب الأسود البهيم شيطان" [رواه أحمد عن عائشة رضي الله عنها وهو صحيح] والبهيم الذي يعمه السواد. وكذا يجوز بل يندب قتل كلب ألحق الضرر والأذى بالناس، إذا لم يمكن التخلص منه بوسيلة أخرى كالإبعاد ونحوه والدليل على ذلك هو قوله: "لا ضرر ولا ضرار" رواه البيهقي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وصححه الحاكم على شرط مسلم وقال النووي أن له طرقاً يقوي بعضها بعضاً ، وكذلك قال ابن رجب.
والله أعلم
17771

(7/324)


عنوان الفتوى:التأخر في العمل لا يبرر التهاون بصلاة الفجر رقم الفتوى:17771تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، وزوجي لا يصلي صلاة الفجر، وذلك بسبب عمله لوقت متأخر من الليل، حيث حاولت بكل جهدي أن أقوم بايقاظه لصلاة الفجر، ولكن دون جدوى حيث إنه من النوع ذوي النوم الثقيل، وهو يعمل في التجارة ماذا أفعل؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمهما عمل الإنسان لساعة متأخرة من الليل فلا يسعه أبداً ترك صلاة الفجر، وإنما يحمله على ترك صلاة الفجر قلة التقوى وعدم تقديره لخطورة ما يفعله على دينه.
فعلى الأخت السائلة أن تُذَكرِّ زوجها بالله، وتُعْلِمَه أنه بتركه لصلاة الفجر، بل وبإصراره على ذلك قد ارتكب كبيرة من أكبر الكبائر وهو على خطر عظيم، فعليه أن يتعاطى الأسباب التي تعينه على المحافظة على صلاة الفجر في وقتها من ضبط الساعة (المنبه) على وقت الصلاة، ومن عدم تأخير النوم قدر طاقته، وليستحضر الخوف من عقاب ربه، فإذا أيقظته زوجته للصلاة فمهما كان نومه ثقيلاً فعليه أن ينتبه ملبياً نداء ربه.
والله أعلم.
17772
عنوان الفتوى:حكم من باع شيئا وفوضه المشتري ببيعه رقم الفتوى:17772تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: ابن عمي اشترى مني سيارة بمبلغ 32 ألف لمدة شهر (وعده) وبدل أن أنقل ملكيتها له فوضني بأن أبيعها له بمبلغ لا يتجاوز 30 ألف وقمت ببيعها بـ29,500 وبعد شهر أعطاني المبلغ المتفق عليه وهو ثمن سيارتي 32 ألف فما الحكم؟
وجزاكم الله خير
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان ابن عمك قد قبض السيارة وحازها عنده ثم وكلك بعد ذلك على بيعها، فبعتها نيابة عنه لشخص آخر، فالبيع إذن يكون صحيحاً ولا بأس به، وهذه الصورة داخلة في ما يسميه بعض الفقهاء: التورق.

(7/325)


ولا يؤثر على الأمر كونه وكل من اشترى منه إلى أجل على بيع ما اشتراه.
أما إذا كنت قد بعت السيارة قبل أن يقبضها ابن عمك فذلك لا يجوز، لما رواه أحمد والبيهقي وابن حبان عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: يا رسول الله، إني أشتري بيوعاً، فما يحل لي منها وما يحرم؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إذا اشتريت شيئاً فلا تبعه حتى تقبضه".
والله أعلم.
17775
عنوان الفتوى:يختلف حد الإسراف غنىً وفقراً رقم الفتوى:17775تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم
ما هو الحد الفاصل بين التمتع بزينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق وبين الإسراف والتبذير وبمعنى أوضح هل يجوز لرجل شديد الثراء أن يقوم بإخراج الزكاة بأن يشتري لزوجته خاتماً بمليون مثلاً أو أن يشتري سيارة بمئات الألوف؟
فتح الله عليكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أوضح تعالى في كتابه الكريم المنهج القويم الذي ينبغي على العبد أن يسير عليه حال الإنفاق، فقال مادحاً عباده المؤمنين واصفاً لهم: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:67].
قال ابن كثير رحمه الله: أي ليسوا بمبذرين في إنفاقهم، فيصرفون فوق الحاجة، ولا بخلاء على أهليهم، فيقصرون في حقهم فلا يكفونهم، بل عدلاً خياراً، وخير الأمور أوسطها.
والإسراف كما قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: وإما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي والشره في المأكولات التي تضر بالجسم، وإما أن يكون بزيادة الترفه والتأنق في المآكل والمشارب واللباس، وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام.
هذا، والله تعالى قال في كتابه: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) [النحل:71].

(7/326)


فمكاسب العباد مختلفة وأرزاقهم متفاوتة، وبالتالي تختلف النفقات من شخص إلى شخص، ومن بيت إلى بيت، ومن طبقة إلى طبقة، فيعد إسرافاً في حق بعض الناس ما لا يعد إسرافاً في حق غيره نتيجة للتفاوت في الرزق بينهم، فمن يملك الملايين ليس كمن لا يملكها، وما أحسن ما قال العلامة عبد العزيز المحمد السلمان: فمن تجاوز طاقته مباراة لمن هم أغنى منه وأقدر كان مسرفاً.
وعلى هذا، فمن كان يملك ألفا ليس كمن يملك مليوناً مثلاً، فإذا كان المتعارف عليه فيمن هم في طبقة صاحب الألف أنه إذا اشترى لواحد خاتماً مثلاً يشتريه بمائة فاشترى بمائتين فهذا إسراف، فكيف إذا اشتراه بألف فأنفق كل ما يملك، وهذا قد يحدث من كثير من الناس ينفق كل ما معه في شراء بعض الكماليات ثم يعجز عما يجب عليه من النفقات، فهذا هو عين الإسراف.
والله أعلم.
17777
عنوان الفتوى:حكم سجود التلاوة في الصلاة رقم الفتوى:17777تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : أنا فتاة قمت بختم القرآن مرات كثيرة في صلاة قيام الليل ولكني لم أكن أعرف أنه يجوز أن نسجد سجود التلاوة أثناء الصلاة , فلم أكن أسجد سجود التلاوة , فهل تعتبر صلاتي صحيحة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/327)


فصلاتك صحيحة ولا علاقة لصحتها بسجود التلاوة، وذلك لأن سجود التلاوة مستحب لمن قرأ آية فيها سجدة تلاوة، سواء كان يصلي أم لا، فإذا كان الشخص يصلي وأتى في تلاوته على موضع سجود تلاوة استحب له أن يسجد، فإن لم يسجد فصلاته صحيحة، وكذلك إذا كان يقرأ في غير صلاة وقرأ بآية سجدة استحب له أن يسجد، فإن لم يسجد فلا إثم عليه، وذلك لأن سجود التلاوة مستحب عند جمهور العلماء للقارئ والمستمع وليس بواجب، لما رواه البخاري عن عمر : أنه قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْه.ِ وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -وَزَادَ نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضْ السُّجُودَ إِلَّا أَنْ نَشَاءَ. وقصد عمر بقوله: لم نؤمر بالسجود، هو أنهم لم يؤمروا به أمراً جازما ملزماً للإتيان به، وإن كانوا قد أمروا به أمر استحباب، وكذلك روى الجماعة إلا ابن ماجه عن زيد بن ثابت قال: قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم "والنجم" فلم يسجد فيها - وفي رواية فلم يسجد منا أحد. ورجح الحافظ ابن حجر أن الترك كان لبيان الجواز.
والله أعلم.
1778

(7/328)


عنوان الفتوى:سرعة إبراهيم عليه السلام في تقديم القرى لأضيافه رقم الفتوى:1778تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. سألني صديقي سؤالا لم أستطع إجابته.. قال لي :في قصة إبراهيم الخليل وضيفه من الملائكة ما لبث إبراهيم حتى قدّم للملائكة عجلا سمينا مشويا..السؤال كيف أتى إبراهيم بهذه السرعة بالعجل وكيف ذبحه وجهزه وطبخه إلخ..الآية تبين أنه راغ فجاء والفاء للتعقيب...أنّى له ذلك والعجل يحتاج إلى وقت طويل لاسيما كونه شيخا وامرأته كذلك ؟ أفيدونا جمعني الله وإياكم في الفردوس الأعلى وماذلك على الله بعزيز.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: أيها السائل الكريم، لقد امتدح الله إبراهيم عليه السلام بالكرم وتضييف الضيفان، فقال عز من قائل: (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام......) [الذاريات: 24، 25] وهذه الآيات تبين أن إبراهيم عليه السلام ما توانى في تقديم القِرى لأضيافه، والفاء تدل على ذلك أي على سرعة التجهيز فكان ذبحه ونضجه وتقديمه متعاقباً كلما انتهى من شيء شرع في آخر، ولأنك تعلم أن الفاء في اللغة تفيد الترتيب والتعقيب فبمجرد الذبح لازمه (السلخ وغيره) ووضعه على النار وهكذا. كما تقول العرب: (تزوج فولد له) أي عندما تزوج حبلت زوجته من أول ليلة وكان لازم ذلك الحمل تسعة أشهر فلم يكن ثَمَّ فاصل بين الزواج والولادة إلا مدة الحمل. هذا والله أعلم.
17780
عنوان الفتوى:حكم هدم المسجد رقم الفتوى:17780تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم هدم المسجد وتغيير اسمه كان اسمه على عالم من علماء الدين.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/329)


فلا حرمة في هدم المسجد إذا دعت إلى هدمه حاجة عامة كتوسعته هو أو توسعة الطريق العام أو المقبرة أو نحو ذلك. وقد سبق أن أجبنا على ذلك بتفصيل برقم:
6609 والفتوى رقم: 6658
أما الاسم فالأولى تركه كما هو إذ لا داعي لتغييره.
والله أعلم.
17781
عنوان الفتوى:هل يأتي الشيطان على صورة الميت رقم الفتوى:17781تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : قرأت كتاب لأستاذ "كانت رينغ" يتكلم فيه عن أناس يقولون إنهم ماتوا ورأوا النار والجنة من خلال تجربة الموت الجديد.
ماهو جواب الإسلام على هذا الكتاب وهل قرأتموه أنتم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الكتاب المذكور لم نطلع عليه، وإحياء الأموات أمر يسير على الله عز وجل، ولكن ما قد يحدث للفساق والكفار من ذلك إنما هو من تلاعب الشياطين بهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكثير من الكفار بأرض المشرق والمغرب يموت لهم الميت فيأتي الشيطان بعد موته على صورته، وهم يعتقدون أنه ذلك الميت، ويقضي الديون ويرد الودائع، ويفعل أشياء تتعلق بالميت، ويدخل على زوجته ويذهب.
وربما يكونون قد أحرقوا ميتهم بالنار كما تصنع كفار الهند فيظنون أنه عاش بعد موته. مجموع الفتاوى 11/287
وبهذا يعلم السائل أنه لا يجوز لنا بناء أي معتقدات أو أحكام على مثل أخبار هؤلاء.
والله أعلم.
17785
عنوان الفتوى:حديث: عصابتان من أمتي...صحيح رقم الفتوى:17785تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال : أرجو من سيادتكم إفادتنا عن صحة الحديث التالي:
"عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه سلم عن النبي صلي الله عليه قال: عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليه السلام" (أحمد-21362). و جزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/330)


فهذا الحديث رواه الإمام أحمد والنسائي والضياء في المختارة، وهو حديث صحيح، صححه الإمام السيوطي في الجامع الصغير، والألباني في صحيح الجامع (4012) والصحيحة (1934).
والله أعلم.
17786
عنوان الفتوى:ذكاة الجنين تابعة لذكاة أمه رقم الفتوى:17786تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يجوز أكل جنين الجاموس على ذبح أمه ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من أكل الجنين تبعا لذكاة أمه إذا أخرج من بطن أمه بعد ذبحها وهو ميت، وهذا مذهب الجمهور، ودليلهم عليه حديث جابر الذي أخرجه أبو داود، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذكاة الجنين ذكاة أمه.
هذا، وقد انقسم القائلون بالجواز إلى فريقين فريق قالوا: يؤكل أشعر أو لم يشعر، وهذا روي عن علي وسعيد بن المسيب والشافعي وأحمد واشترط أصحاب الفريق الثاني تمام الخلقة ونبات الشعر، وبهذا قال عبد الله بن عمر ومالك وأبو ثور والليث. ودليلهم ما رواه ابن عيينة عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إذا أشعر الجنين فذكاته ذكاة أمه.
ومن هذا يتضح للسائل الكريم أنه لا حرج في أكل جنين الذبيحة إذا أشعر، أما إذا لم يشعر فالأولى اجتناب أكله لقوة المخالفين فيه.
والله أعلم.
17787
عنوان الفتوى:مراحل يوم القيامة وأهوالها رقم الفتوى:17787تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ..
قرأت كثيراً عن مراحل الحساب يوم القيامة، ولكن هناك الكثير من الأمور التي لم أفهمها .. فمثلاً ما الذي يجعل يوم القيامة يوم الفزع الأكبر بالنسبة لشخص فتح عليه مقعده من الجنة في قبره؟ ولماذا توزن أعمال الإنسان وهو الذي قد تلقى قبلها كتابه بيمينه، ولماذا يمر الإنسان على الصراط إذا كانت قد ثقلت موازينه؟

(7/331)


سؤالي هو عن ترتيب المراحل، وهل يعني النجاح في مرحلة معينة الدخول مباشرة إلى الجنة أم يجب المرور خلال الامتحان التالي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أخبر الله تعالى عن يوم القيامة وأهواله فقال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:1-2]. إلى غير ذلك من الآيات الدالة على شدة الأمر وفظاعته، ولهذا لا غرابة في كون المؤمن الذي بُشر بالجنة في قبره يكون خائفاً وَجِلاً في الموقف، بل الأنبياء والمرسلون الذين هم في ظل الرحمن يوم القيامة، يفزع الناس إليهم ليطلبوا من الله تعالى فصل القضاء، فكل منهم يقول نفسي نفسي.
والمؤمن حين يأخذ كتابه بيمينه لا يعلم مصير سيئاته، وهل ترجح على حسناته أم لا؟ وهل يؤاخذ بها أم لا؟

(7/332)


بل ولو رجحت حسناته فإنه لا يدري، حاله على الصراط، فناج مسلَّم، ومخدوش مرسل، ومكردس في نار جهنم، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجئ الرجل ولا يستطيع السير إلا زحفا. رواه مسلم ، وفي الصحيحين: يضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم. وإضافة إلى ما ينتظره بعد الصراط من المقاصة بينه وبين إخوانه المؤمنين على قنطرة المظالم، كما في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خلص المؤمنون من النار، حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار، فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة. فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا.
وبهذا يعلم أن الأمر جد عظيم، يفزع منه الناس جميعاً، ولا يأمن العبد على نفسه حتى يدخل جنة الله، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل جنته ورضوانه.
ومما يحسن ذكره في هذا المقام ما قاله الإمام القرطبي -رحمه الله- عن الصراط في كتابه "التذكرة" قال رحمه الله: تفكر الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته،ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها، وقد كلفت أن تمشي على الصراط، مع ضعف حالك واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلاً عن حدة الصراط ، فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك، فأحسست بحدته واضطررت إلى أن ترفع قدمك الثاني، والخلائق بين يديك يزلون، ويتعثرون، وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب، وأنت تنظر إليهم كيف ينكسون إلى جهة النار رؤوسهم وتعلو أرجلهم، فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصعبه، ومجال ما أضيقه، فاللهم سلم سلم.

(7/333)


مما سبق تعلم أن من نجا من مرحلة معينة من مراحل الحساب لم يدخل الجنة مباشرة، حتى يمر ببقية المراحل، إلا أنه قد ورد النص على أن بعض الناس يُعفى من شيء منها، كأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب، لكنهم يمرون على الصراط ولابد.
وحاصل ما ذكره العلماء في مراحل يوم القيامة ما يلي: حشر الخلائق جميعاً إلى الموقف العظيم - الشفاعة العظمى - أخذ الكتاب بالأيمان والشمائل - الميزان - الحوض - المرور على الصراط - المرور على قنطرة المظالم - دخول الجنة أو النار.
والله أعلم.
1779
عنوان الفتوى:عدة الوفاة لها مقاصد شرعية، ولا يقع على المرأة ظلم في ذلك. رقم الفتوى:1779تاريخ الفتوى:25 ذو القعدة 1421السؤال : يقول بعض من لا علم عنده إن الإسلام ظلم المرأة، ويقول بزعمه إن الرجل إذا ماتت امرأته لا يعتد عليها بل يمكن أن يتزوج من أول يوم تموت فيه في حين المرأة تقعد الشهور الطوال إذا مات زوجها فما الرد على كلامه؟.

(7/334)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: لا يتصور أن يقول مسلم: 1. الإسلام ظلم المرأة، فهذا قدح في عدل الله تعالى وحكمته وتشريعه. وقاعدة الإيمان تقوم على التسليم المطلق لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم. ولو جهل الإنسان الحكمة من أمر الشارع لم يكن له الاعتراض لقوله تعالى: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) [الأنبياء: 23]. والمرأة على وجه الخصوص لم تحظ بشيء من التكريم والتقدير مثلما حظيت به في ظل الإسلام، كرمها أما وبنتا وأختا وزوجة، وجعل الجنة تحت قدميها، ورغب في تربية البنات والإحسان إليهن. والعدل لا يعني المساواة في كل شيء، بل العدل هو وضع الشيء في موضعه، وإعطاء كل إنسان ما يناسبه وفق علم الله تعالى وحكمته. ولهذا لم يسوى بين الرجال والنساء في الإرث، وأبيح للرجل أن يجمع بين أربع من النسوة، ولم يبح للنساء ذلك، وفي هذا من الحكم البالغة والمصالح العظيمة ما يعرفه أولو الألباب. ومن هذا الباب ما ذكره الأخ السائل فإن كون الرجل لا يعتد لوفاة زوجته والمرأة تلزم بذلك إذا مات زوجها حكم جاءت به الشريعة ونطق به الكتاب العزيز، قد نعلمها وقد لا نعلمها. ومما يدرك في هذا الباب أن المرأة يحتمل أن تكون حاملاً فلو تزوجها رجل فأتت بولد نسب إليه وليس هو بأب له ولا يخفى ما في ذلك من المفاسد لأنه سيرثه ويطلع على بناته وأخواته، وينقطع إرثه من أبيه فالله جل وعلا خلق الإنسان وهو أعلم بما يصلح له (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) [الملك: 14]. والله تعالى أعلم.
17790
عنوان الفتوى:أحكام هامة تتعلق بالعقيقة رقم الفتوى:17790تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مجموعة أسئلة حول العقيقة لو تفضلتم:
1- هل يجوز تأخير العقيقة برغم أني قادر عليها وما هو الأفضل

(7/335)


2- هل يجوز التوكيل لأخي بعمل العقيقة في بلدي حيث أني مسافر لبلد عربي آخر وذوو الحاجة في بلدي أكثر حاجة لمثل ذلك
3- هل تجزئ الشاة الواحدة عن الولد وهل تجزئ الماعز؟
4- أرجو توضيح أفضل ما يصنع بالشاة من حيث النسك الصحيح مثل ما يصنع بلحمها ورأسها وجلدها ؟
5- أرجو النصح والموعظة حيث أن هذا هو ولدي البكر وان شاء الله توأم حيث حسب ما أخبرت الطبيبة وهل علينا إثم إن سميناهما قبل أن يأتيا بعبد الله وعبد الرحمن؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج عليك في تأخير العقيقة وإن كنت قادراً عليها كما هو مبين في الفتوى رقم:.
1383.
ويجوز لك توكيل شخص آخر يذبحها عنك ولو في غير البلد الذي تقيم فيه، خاصة إذا كان لمصلحة معتبرة، مثل أن يكون أهل بلدك أشد فقراً وحاجة من أهل البلد الآخر.
والأفضل أن يعق عن الغلام بشاتين وعن الجارية شاة ما دمت قادراً على ذلك، وإن ذبحت عن الغلام شاة أجزأك ذلك. قال ابن قدامة في المغني: هذا قول أكثر القائلين بها... لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:أنه عق عن الحسن شاة وعن الحسين شاة. انتهى.
لكن إذاوُلد لك ولدان فلا تجزئ الشاة الواحدة عنهما. قال النووي في المجموع: السنة أن يعق عن الغلام شاتين وعن الجارية شاة، فإن عق عن الغلام شاة حصل أصل السنة... ولو ولد له ولدان فذبح عنهما شاة لم تحصل العقيقة. انتهى.
وتجزئ العقيقة بالغنم سواء كانت ضأناً أم كانت معزا. كما هو مبين في الفتوى رقم:
10049.
ولا يباع شيء من لحمها ولا جلدها لأنها ذبيحة لله كما هو مذهب الشافعية والمالكية، وقال الحنابلة يباع الجلد والرأس وسواقطها ويتصدق بثمنها، والراجح الأول.
وما يتعلق بالعقيقة من أحكام أخرى ينظر لها الفتوى رقم:
2287 والفتوى رقم: 9172 والفتوى رقم: 16492.

(7/336)


وأما عن تسمية المولود قبل ولادته فالمستحب هو أن يسمى المولود في اليوم السابع، لما رواه أصحاب السنن عن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى. ويجوز تسميته بعد الولادة وقبل اليوم السابع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم. رواه مسلم وغيره.
ولما جاء أنس بن مالك بغلام ولد لحينه حنكه وسماه عبد الله، كما في الحديث المتفق عليه. وقد نص على هذا ابن قدامة رحمه الله.
والله أعلم.
17791
عنوان الفتوى:الوصية...مشروعيتها...شروطها...حدُّها رقم الفتوى:17791تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : لمن تجوز الوصية في الميراث وكم قيمتها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتجوز الوصية لكل إنسان بشرط أن يكون ممن تصح لهم الوصية شرعاً، فلا يكون وارثاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فلا وصية لوارث. رواه الترمذي وأبو داود. ولا يكون ميتاً؛ بل لابد أن يكون حياً حياة حقيقية أو حكمية كالحمل، أما الميت فالوصية له باطلة عند الأئمة الثلاثة، وقال مالك: تصح له، والأفضل أن يقدم في الوصية قرابته الفقراء.
قال ابن قدامه : والأفضل أن يجعل وصية لأقاربه الذين لا يرثون إذا كانوا فقراء في قول عامة أهل العلم. قال ابن عبد البر: لا خلاف بين العلماء -علمت- في ذلك إذا كانوا ذوي حاجة. وذلك لأن الله تعالى كتب الوصية للوالدين والأقربين، فخرج منه الوارثون بقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا وصية لوارث" وبقي سائر الأقارب على الوصية لهم، وأقل ذلك الاستحباب. انتهى.
فإن ترك أقاربه وأوصى لغيرهم صحت وصيته في قول أكثر أهل العلم.
وأعلى حد للوصية الثلث، ولا حد لأقلها. وراجع الفتوى رقم:
2331 والفتوى رقم: 6271.
والله أعلم.
17792

(7/337)


عنوان الفتوى:الخطوات الواجبة على الزوجة تجاه زوجها المرتد رقم الفتوى:17792تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : إذا كفر الزوج فما دور المرأة في هذا الموقف ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا ارتكب زوج أمراً مكفراً مخرجاً من ملة الإسلام، سواء كان قولاً أو فعلاً أو اعتقاداً، فالواجب على من علم بذلك من زوجة أو غيرها أن ينكر عليه وأن ينصحه وأن يبين له خطورة الارتداد عن الإسلام وعاقبة المرتد في الدنيا والآخرة، وإذا ارتد الزوج فُرِّقَ بينه وبين امرأته، فتمتنع عنه ولا تمكنه من نفسها حتى يعود إلى الإسلام ويبرأ ويتوب مما اقترف، فإن كان رجوعه قبل انقضاء عدتها، فالنكاح باقٍ على حاله، وإن انقضت عدتها قبل رجوعه فقد بانت منه، فإذا جاء بعد ذلك مسلماً فهي بالخيارين أن تقبله خاطباً وأن ترده، وتبدأ العدة من وقت وقوعه في الردة، عياذا بالله من ذلك.
والله أعلم.
17793
عنوان الفتوى:حكم التوسل بسر الفاتحة، وشد الرحال لزيارة القبور رقم الفتوى:17793تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أريد أن أسأل عن حكم زيارة الأولياء ( السيدة زينب ونفيسة وسيدنا الحسين ) وغيرهم ما حكم زيارتهم وهل الدعوى بهم مقبولة أو مستحبة لما لهم من محبة من الله وكذلك التبرك بهم
وإني أدعو فأقول اللهم بحق سيدنا محمد وآل بيته وبحق السيدة زينب وبسر الفاتحة كذا وكذا وأدعو فهل ذلك حرام - أرجو الرد لأني حائرة
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فزيارة القبور مستحبة في أي وقت، ولا فرق بين زيارة قبور الأنبياء أو الصالحين من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو غيرهم لأن الجميع أولياء الله، إلا أن ولايتهم تتفاوت حسب تفاوت إيمانهم وتقواهم. ولا بأس أن يخص المرء بزيارته قبراً معيناً كقبر والديه أو معلمه ونحوهم.

(7/338)


وأما زيارة الأضرحة والمقامات ففيها تفصيل سبق بيانه في الفتوى رقم:
9943 والفتوى رقم: 9476.
وأما شد الرحال لزيارة قبور الأولياء والصالحين ففيه خلاف بين العلماء، والراجح منعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى. متفق عليه.
قال الحافظ في الفتح: واختلف في شد الرحال إلى غيرها كالذهاب إلى زيارة الصالحين أحياءً وأمواتاً، وإلى المواضع الفاضلة لقصد التبرك بها والصلاة فيها، فقال الشيخ أبو محمد الجويني يحرم شد الرحال إلى غيرها عملا بظاهر هذا الحديث، وأشار القاضي حسين إلى اختياره وبه قال عياض وطائفة. ويدل عليه ما رواه أصحاب السنن من إنكار أبي بصرة الغفاري على أبي هريرة خروجه إلى الطور وقال له: لو أدركتك قبل أن تخرج ما خرجت، واستدل بهذا الحديث، فدل على أنه يرى حمل الحديث على عمومه ووافقه أبو هريرة. والصحيح عند إمام الحرمين وغيره من الشافعية أنه لا يحرم وأجابوا عن الحديث بأجوبة، ثم ذكر الأجوبة. وهي كثيرة يطول ذكرها وكلها لا تنهض لرد دلالة الحديث وفهم الصحابي أبي بصرة وموافقة أبي هريرة له.
وقد رد على هذه الأجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى وبين ضعفها، وهكذا ابن عبدالهادي في كتابه الصارم المنكي في الرد على السبكي، وقررا عدم مشروعية شد الرحال.
وأما دعاء الأولياء والطواف حول قبورهم وتقديم القرابين لهم لإذهاب الهموم والغموم وإزالة الشدة والكرب ونحو ذلك فهو كفر ظاهر، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:
3835 والفتوى رقم: 3779.
وأما التوسل بهم وبجاههم ونحو ذلك كقول الشخص: اللهم بجاه فلان اغفر لي أو اللهم بحق فلان اذهب همي وهكذا، فقد اختلف فيه أهل العلم والراجح منعه، كما سبق مفصلاً في الفتوى رقم:

(7/339)


17593 والفتوى رقم: 4416 والفتوى رقم: 11669 ولا فرق في هذا بين الأنبياء والأولياء، وأما التبرك فقد سبق بيان الجائز منه والممنوع في الفتوى رقم:
14693 والفتوى رقم: 15830.
وأما التوسل بسر الفاتحة كقول الشخص: اللهم بسر الفاتحة اغفر لي. فالذي يظهر أنه لا مانع منه لأن سر الفاتحة هو جماع المعنى الذي أراده الله تعالى وأنزل الكتب من أجله وعليه مدار جميع العبادات. وهذا المعنى هو كلام الله غير مخلوق بل هو صفة من صفاته، والتوسل بصفات الله مشروع، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية: وقد روي عن الحسن البصري رحمه الله أن الله أنزل مائة كتاب وأربعة كتب جمع سرها في الأربعة وجمع سر الأربعة في القرآن وجمع سر القرآن في الفاتحة وجمع سر الفاتحة في هاتين الكلمتين إياك نعبد وإياك نستعين. ولهذا ثناها الله في كتابه في غير موضع من القرآن كقوله:فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ [هود:123].
إلا أن الأولى تجنب الدعاء بهذه اللفظة لأنها غير واردة عن السلف، وقد يكون المقصود منها عند بعض الناس أو الطوائف غير المعنى الذي ذكرناه.
والله أعلم.
17795
عنوان الفتوى:ما تؤدب منه ولدك فأدب منه يتيمك رقم الفتوى:17795تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1424السؤال : لي أخ استشهد في الغزو العراقي فقررت يومها أن أتزوج من زوجة أخي، ولها من الأبناء أربعه،والآن كبروا بعد زواج دام عشرة سنين ولكن بصفتي ولي الأمر وبمنزلة أبيهم كما ينادونني بأبي السؤال هو : (( أحياناً)) أغضب لسبب من بعض تصرف أحدهم أو أضطر لاستخدام العقوبة مثلا الضرب أو الحرمان من رؤية التلفاز أو من الخروج من البيت ولكني أخاف أن تنطبق الآية الكريمة علي وهي (( فأما اليتيم فلا تقهر )) أفيدوني أثابكم الله .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/340)


فإن الله سبحانه وتعالى لما أذن في مخالطة الأيتام مع قصد الإصلاح بالنظر في شؤنهم كان ذلك دليلاً على جواز التصرف مع الأيتام كما يتصرف مع الأبناء. قال الله تعالى:وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِح [البقرة:220].
وقد قال العلماء: إن على الولي أن يعلم اليتيم أمر الدنيا والآخرة. وقالوا: ما كنت تؤدب منه ولدك فأدب منه يتيمك، فدل هذا على أنما كان على وجه الإصلاح لا بأس به ولو أدى إلى الضرب، أما ما كان على وجه الانتقام وشفاء لنفس فلا يجوز:وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِح [البقرة:220].
وننبهك إلى أنه لا ينبغي لك أن تخلي بين أبنائك أو أبناء أخيك وبين ما في أجهزة التلفزيون، فلا توجد قناة -فيما نعلم- سالمة من مآخذ شرعية. وراجع الفتوى رقم:
1886.
والله أعلم.
17797
عنوان الفتوى:الإعرض خير ما يقابل به المتهجمون على القرآن رقم الفتوى:17797تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : لقد فجعت من داخلي عن تصفحي لهذا الموقع stmaryshursh.org/index.html السافر المنحط الذي يصف فيه أشرف الخلق بالرذائل ولم يكتف بل قام بالتطاول على كتاب مشكوك فيه أستغفر الله، وغيرها من الأحاديث يجعل الإنسان يدمع دما . أين نحن من هذا !! وهل تقبلون أن يهان الإسلام وكتاب الله القرآن . ارجو الرد على هذا الموقع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/341)


فجزى الله خيراً الأخ السائل على غيرته لانتهاك حرمات الله والاعتداء على كتابه وشرعه، ونقول يا أخانا الكريم: أعداء الله كثير وأعمالهم القبيحة أكثر، ولكنهم لن يضروا الله شيئا، وقد قال الله عز وجل:وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:176]. وهو القائل سبحانه في الحديث القدسي: يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني،...إلى أن قال: يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم مانقص ذلك من ملكي شيئاً. رواه مسلم وغيره. وصدق الشاعر إذيقول
لو كل عاو عوى ألقمته حجرا لأصبح الصخر مثقالا بدينار
والغالب أن هذا الصنف من الناس لا تنفع معه الردود ولا يجدي فيه الجدال والحوار وخير ما يقابلون به الإعراض، إلاَّ إذا كانت هناك شبهة تحتاج إلى رد حتى لا تروج على من لا علم عنده فينبغي أن ينبري أهل العلم لإزالة الشبهة.
والموقع مخصص للإجابة عن أسئلة من يبحثون عن الحق ليعتنقوه ويعملوا به أو الرد على شبهة تستحق الرد، ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
178
عنوان الفتوى:مسافة القصر رقم الفتوى:178تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما هي أدنى المسافة التي يجوز قصر الصلاة فيها وجزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد قرر أهل العلم أن من سافر سفرا مباحا أربعة برد، أبيح له قصر الصلاة، وهي ما تعادل ثلاثة و ثمانين كيلا. وذهب بعضهم إلى أن الأمر لا يتعلق بمسافة معينة، وإنما مداره على العرف، فما اعتبره الناس سفرا جاز فيه القصر وغيره من رخص السفر، لأنه لم يرد عن الشارع نص صريح في تعيين المسافة.
والله أعلم.
1780

(7/342)


عنوان الفتوى:طاعة الزوجة لزوجها في الحق واجب شرعي رقم الفتوى:1780تاريخ الفتوى:09 ذو الحجة 1421السؤال : هل تأثم الزوجة إذا لم تطع زوجها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإنها تأثم إثما كبيراً لمخالفتها لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم المرأة على طاعة زوجها ورغبها في ذلك أعظم ترغيب. وذلك في أحاديث كثيرة صحيحة. منها ما في الترمذي من حديث أبى هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" [صححه السيوطي]. ومنها ما في المسند وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه" [قال الشوكاني إسناده صالح]. ومنها: ما في المسند أيضا من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح" [ورواه أيضاً البخاري ومسلم]. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب.
ولا يخفى أن على الرجل أن يراعي حقوق زوجته ويتقي الله تعالى فيها فالله سبحانه وتعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [البقرة: 228]. وإذا قام كل من الزوجين بحق الآخر وامتثل أمر الله فيه عاشا حياة طيبة. والله أعلم.
17801
عنوان الفتوى:حكم قطع عضو قبل زهوق النفس وبعد الذبح رقم الفتوى:17801تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : هل فصل رقبة الطائر عند ذبحه حرام أم حلال؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/343)


فالأفضل أن لا يبان الرأس حتى تموت الذبيحة، وقد كره أهل العلم قطع عضو مما ذكي حتى تزهق نفسه وممن كره ذلك عطاء وعمرو بن دينار ومالك والشافعي، وقال ابن قدامة رحمه الله (ولا نعلم لهم مخالفاً): فإن قطع عضو قبل زهوق النفس وبعد الذبح فالظاهر إباحته، فإن أحمد سئل عن رجل ذبح دجاجة، فأبان رأسها؟ قال: يأكلها. قيل له: والذي بان منها أيضاً؟ قال: نعم.
قال البخاري: قال ابن عمر وابن عباس: إذا قطع الرأس، فلا بأس به، وبه قال عطاء والحسن والنخعي والشعبي والزهري والشافعي وإسحاق وأبو ثور وأصحاب الرأي، وذلك لأن قطع ذلك العضو بعد حصول الذكاة، فأشبه ما لو قطعه بعد الموت.
والله أعلم.
17802
عنوان الفتوى:متى يرث ذوو الأرحام رقم الفتوى:17802تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : رجل مات وترك أبناء عم وأولاد أخوات فمن هم الورثة الشرعيون وما الدليل الشرعي وكيف يوزع إرثه بالتحديد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالورثة هم أبناء العم الذكور خاصة لأنهم هم عصبته، وأما أبناء وبنات الأختين فهم من ذوي الأرحام، ولا يرث ذوو الأرحام إلاَّ في حال عدم وجود صاحب فرض أو عصبة، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر. متفق عليه من حديث ابن عباس .
ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وراث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات.

(7/344)


والله أعلم.
17806
عنوان الفتوى:لا يجوز الإهداء والهبة من الفوائد رقم الفتوى:17806تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : أتخلص حاليا من فوائد البنوك الربوية في بعض مشروعات الخير وسؤالي هل أستطيع حساب الهدايا المقدمة مني لبعض الأهل والأصدقاء خصما من هذه الأموال الخبيثة علماً بأني أعمل خارج بلدي.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن سبيل التخلص من أموال الحرام مثل فوائد البنوك وغيرها هو صرفها في مشاريع الخير العامة مما فيه مصلحة المسلمين حتى لا يبقى بيد صاحب المال إلا رأس ماله الحلال، قال الله تعالى:وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:279].
وإنما يطلب منه التخلص من فوائد ما عنده من المال الموجود فيأخذ رأس ماله ويتخلص من الباقي الذي هو الفوائد.
أما ما أنفق هو قبل ذلك أو أهدى أو تصدق أو نحو ذلك فلا يمكن خصمه من الفوائد لأنه أخرجه وأعطاه على أنه من ماله، والفوائد ليست مالاً له، ولا يجوز له إهداؤها ولا هبتها لأنها ليست ملكاً له حتى يهبها، وإنما تلك الهدايا والعطايا تحسب من ماله الخاص فهو الذي تقبل منه صدقته إذا تصدق منه، أما الحرام فلا يقبل لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
والله أعلم.
17807
عنوان الفتوى:حكم حلق اللحية لأجل الدراسة الجامعية رقم الفتوى:17807تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى و الصلاة و السلام على النبي المصطفى أما بعد....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ
سأدرس المرحلة الجامعية في مصر بحكمها بلدي ولكني أواجه الكثير من المشاكل :
أولها : أنه يمنع دخول الطلبة الملتحين إلا بعد أن يقوموا (بحلق لحاهم) وليس تخفيفها فما الطريق تجاه هذا الأمر وهل أنا آثم إذا حلقتها خوفا من المشاكل ؟

(7/345)


ثانيا: بالنسبة لأمور الاختلاط والانفتاحية فقد يكون أمامك وخلفك وعن جانبيك بنات بل قد يكون المعيد امرأة ، فما موقفي تجاه هذه الفتنة العظيمة (فتنة النساء) علما بأن جميع الجامعات في مصر مختلطة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحلق اللحية محرم، وإعفاؤها واجب، ولا يجوز للإنسان أن يرتكب المحرم إلا لضرورة ملجئة، أو حاجة عامة تنزل منزلة الضرورة.
وعليه، فإن كانت دراسة الطالب في جامعة تلزمه بحلق لحيته -مثلاً- ولا يستطيع أن يدرس في غيرها وكان مضطراً إلى الدراسة فيها، فيجوز له عند ذلك أن يحلق لحيته إلى أن يحصل ما يريد أو تزول عنه حالة الضرورة، ثم يعفي لحيته بعد ذلك.
وكذا إذا نزلت بالأمة حاجة إلى وجو د الصالحين في التخصصات والمناصب المختلفة كالطبيب والمهندس والمدرس والطيار والعسكري والسياسي -كما هو حالنا اليوم- وحيل بينه وبين الدراسة في هذا التخصص إلا أن يحلق لحيته ، فيجوز له فعل ذلك لأن المفسدة العامة المترتبة على إعراض هؤلاء الصالحين عن هذه التخصصات وتولي غيرهم من المفسدين لها أكبر من مفسدة حلق اللحية، والمصلحة المترتبة على تولي الصالحين المناصب والأعمال أكبر من مصلحة إعفاء اللحية، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في درء التعارض: فتقتضي الحكمة ترجيح خير الخيرين بتفويت أدناهما، ودفع شر الشرين بالتزام أدناهما)
وقال في الاستقامة1/439: (وعلى هذا استقرت الشريعة بترجيح خير الخيرين، ودفع شر الشرين، وترجيح الراجح من الخير والشر المجتمعين).
وأما حكم الدراسة في الجامعات المختلطة فقد بين في الفتوى رقم 2523
والله أعلم
1781

(7/346)


عنوان الفتوى:القراءة من المصحف أثناء الصلاة خلاف الأولى رقم الفتوى:1781تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : هل تجوز القراءة من المصحف في الصلاة المكتوبة والنافلة؟ وهل يجوز الجمع بين القراءة من المصحف واستماع القرآن من المسجل ومتابعتهما أثناء الصلاة المكتوبة والنافلة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن للمصلي أن يقرأ من المصحف في صلاة النافلة وكذا المكتوبة، وهذا هو مذهب الشافعية والقول المعتمد في مذهب أحمد. وذهب المالكية إلى الكراهة. ودليل المجيزين ما رواه البيهقي عن -عائشة رضي الله عنها- أنها كان يؤمها غلامها ذكوان من المصحف في رمضان، قال الزهري: كان خيارنا يقرؤون من المصاحف، وذهب الحنفية إلى أن القراءة من المصحف تفسد الصلاة، إلا إذا كان المصلي حافظاً وقرأ من المصحف من غير حمل، ولهذا نقول: الأولى ترك ذلك في الصلاة المكتوبة، خروجاً من الخلاف ومراعاة لسنن الصلاة من النظر إلى موضع السجود وترك الانشغال بالنظر وتقليب الأوراق. وقد علل الحنفية البطلان بأمرين:
الأول: أن هذا عمل كثير.
الثاني: أن التلقي من المصحف شبيه بالتلقي من المعلم، وإذا كان مجرد القراءة من المصحف محل خلاف بين أهل العلم مما حدا ببعضهم إلى القول ببطلان الصلاة به، فلا شك أن انضمام الاستماع إليه أشد تأثيراً في صحة الصلاة عند من قال بالبطلان. ينضاف إلى هذا أن القرآن إنما يقرأ ليتدبر، ولا شك أن تدبره متعذر ممن هو مشتغل بقراءته والاستماع إليه في آن واحد. فالحاصل أن تجنب ذلك في الصلاة مطلوب طلباً مؤكداً، وهو في صلاة الفرض أشد تأكيداً، إذ لا يطلب فيها تطويل أصلاً ، فتكفي فيها أم الكتاب، وما تيسر معها.
والله أعلم.
17811

(7/347)


عنوان الفتوى:الموت وما بعده إلى الجنة أو النار رقم الفتوى:17811تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : ماهو الترتيب من البداية إلى النهاية من بعد الحياة البرزخية وحتى يوم القيامة إلى البعث والنشور الصراط تطاير الصحف الوقوف 50ألف عام الميزان الحساب إلخ .......؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد رتب شيخ الإسلام ابن تيمية ما يحدث للعباد من بعد الموت إلى أن تقوم الساعة، فأفاد وأجاد -رحمه الله- ونحن نسوق ما ذكره بشيء من الاختصار والتصرف، فنقول وبالله التوفيق: إذا مات العباد فإنهم يفتنون في قبورهم فيأتي الواحد منهم ملكان أسودان أزرقان فيسألانه عن ربه وعن دينه وعن نبيه، فأما المؤمن فيثبته الله ويلهمه الإجابة، وأما الكافر فلا، ثم يكون القبر وهو: إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار إلى أن تقوم القيامة الكبرى حيث ينفخ في الصور النفخة الثانية، فتعاد الأرواح في الأجساد وتقوم القيامة، ويقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلاً ((أي غير مختونين)) ، وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق، وتنصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك هم الخاسرون، وتنشر الدواوين وهي صحائف الأعمال فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، ويحاسب الله الخلائق، وفي عرصات ((مواقف)) القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم، فمن شرب منه شربة واحدة لم يظمأ بعدها أبداً، والصراط منصوب على ظهر جهنم يمر عليه الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يجوزه ناجياً، ومنهم من لا ينجو، فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة وهي الجسر بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم بدخول الجنة، وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته.

(7/348)


هذا وقد جاء في السؤال قولك ((الوقوف 50 ألف عام)) ولعلك تشير إلى قوله تعالى من سورة المعارج تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وقد جاء في بعض التفاسير أنه يوم القيامة وأن الله يجعله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة، وأنه يخفف على المؤمنين حتى يكون أخف عليهم من صلاة مكتوبة يصليها المؤمن في الدنيا.
وهذا اليوم ورد ذكره في السنة النبوية فيما رواه أحمد والشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم .... إلى أن قال: حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
والله أعلم .
17813
عنوان الفتوى:الواصل من يصل من قطعه رقم الفتوى:17813تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : عندي أخت عمرها يقارب 50 سنة وتوجد معي هي وزوجها بالكويت وأنا وزوجتي هنا أيضا بالكويت كثيرة المشاكل معي ومع أهل بيتي ولا تحب لي الخير: هل مقاطعتها جائزة أم لا أفيدوني أفادكم الله وما هو الجزاء؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلة الرحم من الواجبات الشرعية التي كلفنا الله عز وجل بها، ووعدنا على أمثال ذلك الأجور العظيمة في الدنيا والآخرة. فقد قال صلى الله عليه وسلم : من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه. رواه البخاري ومسلم.
ولا ينبغي معاملة ذوي الأرحام بالقطيعة إذا هم فعلوا ذلك، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعوني، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم؟ قال: لا. إذاً تتركون جميعاً، ولكن خذ بالفضل وصلهم، فإنه لن يزال معك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك.

(7/349)


وفي مسند الإمام أحمد أيضاً بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعقبة:
يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك وأعرض عمن ظلمك .
وليس الواصل على الحقيقة من يصل ذوي رحمه إذا وصلوه وأحسنوا إليه؛ بل الواصل من يصل من قطعوه، فقد روى البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.
فنحن ننصح الأخ السائل بالصبر على احتمال ما يناله من أذى أخته وأن لا يعاملها بمثل ذلك. وليعلم أنه منصور غالب، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد وعده بأنه ما دام على هذه الحال سيكون معه من الله معين وظهير.
والله أعلم.
17822
عنوان الفتوى:تحية المسجد سنة تصلى في أي مكان منه رقم الفتوى:17822تاريخ الفتوى:18 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم
هل هناك نص يحدد فعل تحية المسجد في الصفوف الثلاثة الأولى من المسجد؟
أفيدونا أفادكم الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تحية المسجد من السنة التي أمرنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني الناس قال: فجلست، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس؟ قلت: يا رسول الله، رأيتك جالساً والناس جلوس. قال: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين".

(7/350)


وقد فصل الفقهاء في أحكام تحية المسجد تفصيلات كثيرة، ولم يذكروا في هذه التفصيلات أنها لا تصلى إلا في الصفوف الأولى، بل إن كل مكان من المسجد تصلى فيه، لأن الحديث يقول: " إذا دخل أحدكم المسجد..." فبمجرد دخول المسجد وإرادة الجلوس فيه يسن للداخل الصلاة، بل إن بعض فقهاء المالكية نصوا على أنه يسن لداخل المسجد أن يصلي تحية المسجد عند أول نقطة دخلها، محتجين بأنها قائمة مقام التسليم، والداخل يسلم عند بداية الدخول وليس بعدما ينتهي من الدخول.
والله أعلم.
17823
عنوان الفتوى:الطريقة المنهجية لكتابة البحوث رقم الفتوى:17823تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد اقتراحاتكم بشأن كتابة موضوع ممتع يكون في إطار الزواج أو الحرية أو غيرها من المواضيع بحيث تكون فيه عدة آراء وله مراجع.
وجزاكم الله خير.
الرجاء الإجابة في أقرب فرصة.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فللبحوث أسس وضوابط يسير عليها الباحث، وهي ما يسمى بمنهج البحث، من هذه الأسس:
أولاً: وضع خطة للبحث، وذلك بعد القيام بالاطلاع العام على مادة هذا الموضوع، فيقسم إلى أبواب وفصول ومباحث.
ثانياً: تحديد منهج معين للبحث، كذكر الخلافات والترجيح، وترقيم الآيات، وتخريج الأحاديث، وغير ذلك.
ثالثاً: تحديد نتائج معينة -أعني التي توصل إليها من البحث- بصورة مجملة تكون تلخيصاً للبحث، وهي ما يسمى بالخاتمة.
رابعاً: لابد من عرض البحث على أحد أهل العلم للتصحيح والتوجيه والإرشاد.
خامساً: تحديد مراجع الموضوع في فهرس خاص.
والله أعلم.
17824
عنوان الفتوى:الطلاق المعلق يقع عند جمهور العلماء رقم الفتوى:17824تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

(7/351)


سيدي أنا رجل صنعت معروفا مع شقيقتي وزوجها وأولادها وفي اليوم الذي تلا ذلك اتصل بي زوجها ليخبرني بأنه قد طلق شقيقتي فغضبت وفي المساء كنت في جلسة مع بعض الأقارب نتحدث عما حصل وأثارني أحد الموجودين فقلت تكون زوجتي طالقا إذا دخلت بيته أنا أو زوجتي طول حياتي أو إذا دخل هو بيتي علماً بأن زوجتي لم تكن موجودة في تلك الجلسة والآن وبعد أكثر من سنة لم ندخل بيوت بعضنا البعض مع العلم بأن شقيقتي وأولادها يزوروني وكذلك أولادي يزوروهم والآن أفتني ياشيخنا هل يقع الطلاق إذا دخلت بيته من أجل زيارة شقيقتي من باب صلة الرحم؟ مع العلم أنه إذا كان يقع الطلاق فإنها الطلقه الثالثة بالنسبة إلى زوجتي.
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قسم الفقهاء الطلاق إلى: معجل، ومعلق.
فالمعجل ينفذ في الحال، كقول الزوج لزوجته: أنت طالق.
وأما المعلق: فهو الذي يعلق على زمن أو صفة أو شرط، وحكمه عند الجمهور أنه يقع إذا حصل المعلق عليه، سواء قصد به ما يقصد من القسم للحمل على الفعل أو الترك، أو قصد به إيقاع الطلاق عند حصول الشرط.
وقال ابن حزم: إنه غير واقع.
وفصل شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: إن الطلاق المعلق الذي فيه معنى اليمين غير واقع، وتجب فيه كفارة اليمين إذا حصل المحلوف عليه، وأما إذا لم يقصد به يمين فهو واقع عند حصول المعلق عليه.
وبناء على ما تقدم، فنقول للسائل: إن الطلاق يقع إذا حصل ما علقه عليه عند الجمهور. أما ما ذكرته من عدم التواصل إن استمريت على ما أنت عليه، فيمكن حله بأن يتم ذلك في بيت أحد الأقارب والجيران، ولا تعرض عصمة زوجتك للحل خصوصاً أنك قد ذكرت أنك قد طلقتها مرتين من قبل.
والله أعلم.
17825
عنوان الفتوى:المسجد الأقصى...مكانته..وتاريخ بنائه رقم الفتوى:17825تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : أريد السؤال عن تاريخ المسجد الأقصى المبارك؟

(7/352)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمسجد الأقصى قبلة الأنبياء وقبلة المسلمين الأولى، وثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها.
وذكر القرطبي وغيره عند تفسير قول الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ) [آل عمران:96] فقال: إن أول بيت وضع في الأرض للعبادة هو بيت الله الحرام بمكة المكرمة - حرسها الله - وبعده المسجد الأقصى بأربعين عاماً، ثم قال: ثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: "المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون عاماً. ثم الأرض لك مسجد، فحيث أدركتك الصلاة فصل".
ثم ذكر: أن سليمان عليه السلام هو الذي بنى المسجد الأقصى، وأن إبراهيم هو الذي بنى المسجد الحرام، ولا يمكن أن يكون بينهما أربعون عاماً، لأن سليمان وإبراهيم بينهما آماد طويلة.
ثم وفق بين الروايتين بأن إبراهيم وسليمان ليسا أول من بنى المسجدين، وإنما جددا بناءهما، وبنيا على قواعد وأساس من سبقهما، وهو آدم عليه السلام، وقيل: الملائكة.
ثم قال: قال علي كرم الله وجهه: أمر الله الملائكة ببناء بيت في الأرض، وأن يطوفوا به، وكان هذا قبل خلق آدم عليه السلام، ثم إن آدم بنى منه ما بنى، وطاف به، ثم الأنبياء بعده، ثم استتم بناءه إبراهيم عليه السلام، وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة:127] فيجوز أن يكون آدم أو غيره من ولده هو الذي بنى بيت المقدس بعد البيت الحرام بأربعين عاماً، ويجوز أن تكون الملائكة بنته بعد بنائها البيت الحرام بإذن الله تعالى، وكل ذلك محتمل.

(7/353)


والحاصل: أن المسجد الأقصى بُني بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً، وأن الذي بناهما إما الملائكة وإما آدم عليه السلام وذريته.
والله أعلم.
17826
عنوان الفتوى:معنى حديث "والإثم ما حاك في صدرك..." رقم الفتوى:17826تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : السؤال هو: ما مدى صحة الحديث الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوابصة: جئت تسأل عن البر والإثم؟ قال: قلت: نعم. قال: فجمع أصابعه فضرب بها صدره، وقال: استفت نفسك، استفت قلبك يا وابصة ـ ثلاثا ـ البر: ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم: ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك"؟
وإن كان صحيحا فما المقصود به . جزاكم الله كل الخير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحديث وابصة أخرجه أحمد والدارمي وأبو يعلى والطبراني وقد ورد في مسلم ما يشبه معناه، ولفظه: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس".
أما بخصوص المعنى: فالحقيقة أن المسائل التي ترد على قسمين: مسائل ورد بها نص، فليس للمؤمن إلا طاعة الله فيها والاذعان لحكمه، ولا عبرة بعد ذلك فيما يقع في القلب من رفض لها، وإن كان المفترض في المسلم انشراح الصدر، وتلقي أحكام الله بالقبول والرضى، قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب:36].

(7/354)


أما المسائل التي لم يرد فيها شيء عن الله ولا عن رسوله، ولا عمن يقتدى بقولهم من الصحابة وسلف الأمة، وأفتى فيها أكثر من واحد ولم تتفق أقوالهم، فحينئذ يرجع المؤمن المطمئن قلبه بالإيمان إلى ما ترجح في قلبه من هذه الأقوال، لقوله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". رواه الترمذي والنسائي وأحمد من حديث الحسين بن علي رضي الله عنه.
والله أعلم.
17827
عنوان الفتوى:الراقي إذا طلب إحضار شيء له خصائص طبية...هل من بأس رقم الفتوى:17827تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ذهبت عند إمام بهدف الرقية فطلب مني إحضار أشياء كماء البحر والبئر والمطر والودعة وهي نوع من الطحالب فهل هي رقية شرعية؟
وشكراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء:82].
ويقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57].
ويقول صلى الله عليه وسلم كما في السنن والحاكم وصححه، عن ابن مسعود رضي الله عنه: "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، فتداووا".
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى".
فالتداوي أمر به صلى الله عليه وسلم، وكذلك العلاج بالرقى الشرعية والأدعية المأثورة، ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي وأبي داود عن ابن عباس رضي الله عنه: "من عاد مريضاً لم يحضر أجله، فقال عنده سبع مرار: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض".

(7/355)


وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين : "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ويقول: إن أباكما (إبراهيم) كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق ".
قال العلماء: يُشرع العلاج بالرقى والأدعية إذا كانت مشتملة على ذكر الله، وكانت مفهومة، لأن ما لا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شيء من الشرك.
وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا عَلَيّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك".
وقال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية فقال: لا بأس أن ترقي بكتاب الله، وبما تعرف من ذكر الله. قلت: أيرقي أهل الكتاب (اليهود والنصارى) المسلمين. قال: نعم، إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وبذكر الله.
وضابط الرقية الشرعية أن تكون مفهومة، لئلا يكون فيها شرك أو سحر، وحذاري من تعليق التمائم والخرز والودع، فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، كما رواه أحمد والحاكم من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً: "من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا أودع الله له".
والحاصل: أن الرقية مشروعة للمسلم بشرط ألا يكون فيها شرك، وأن تكون بما يفهم، وما طلبه منك الراقي إن كان له خصائص طبية، فلا مانع من ذلك، لأنه حينئذ يعتبر سبباً من الأسباب الحسية، وإن كان للتعليق أو لم تكن له خصائص طبية فإنه لا يجوز.
والله أعلم.
17828
عنوان الفتوى:هل جمع القرآن الكريم في عهد النبوة في مصحف واحد رقم الفتوى:17828تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم
هناك روايات عديدة في أن جمع القرآن حصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلماذا تؤكدون على أن جمعه حصل في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/356)


فإن الصحيح أن القرآن لم يجمع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلد واحد، إذ لا داعي لجمعه إذ ذاك للأمن من رفعه ومن الاختلاف فيه، ولأنه يتنزل الفقرة بعد الفقرة حسب الوقائع والحوادث، بل كان متفرقا في صدور الرجال، وقد كتب بعض الناس منه في صحف وجريد ولخاف وهي حجارة بيض رقاق، واستمر الحال هكذا إلى أن استحر القتل في القراء يوم اليمامة في عهد الصديق رضي الله عنه، وأمر زيد بن ثابت أن يتتبع القرآن فيجمعه، وكان عمر قد أشار بهذا إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه مخافة أن يموت شيوخ القراء، مثل: أبي بن كعب، وابن مسعود، وزيد وغيرهم، ففي البخاري عن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة وعنده عمر ، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن عمر أتاني، فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن يجمع القرآن. قال أبو بكر رضي الله عنه: فقلت لعمر: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو والله خير... إلى آخر الحديث، ثم إن أبا بكر أمر زيداً بتتبع القرآن وجمعه، فتتبعه زيد بن ثابت فجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال، فكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله عز وجل، ثم عند حفصة بنت عمر.
وبهذه القصة الثابتة في صحيح البخاري يتضح للسائل أن القرآن لم يجمع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ لو جمع في عهده لما خشي عمر رضي الله عنه رفع القرآن بسبب كثرة القتل في حملته يوم اليمامة، وهذا واضح.

(7/357)


أما جمع عثمان رضي الله عنه، ففي البخاري أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدم المدينة من غزو أرمينية، فدخل على عثمان وهو أمير المؤمنين يومئذ قبل أن يدخل إلى بيته، فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك. قال: فيما ذا؟ قال.: في كتاب الله، وذكر له اختلاف الناس في القراءات وتنازعهم وإظهار بعضهم تكفير بعض، إلى غير ذلك... فجمع عثمان المهاجرين والأنصار وشاورهم في ذلك، فاتفقوا على جمعه بما صح وثبت في القراءات المشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإطراح ما سواها، فكان رأيه رأياً سديداً موفقا فكلف بجمعه جماعة من الصحابة فجمعوه في مصحف واحد، ونسخوا منه نسخاً فأرسلها عثمان إلى الأمصار، وبقيت عنده نسخة بالمدينة، فهذا هو الجمع الأخير.
وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت في المصاحف مثل الذي فعل عثمان.
والله أعلم.
1783
عنوان الفتوى:يجوز تأخير الزكاة إذا كان لحاجة وكان التأخير يسيراً رقم الفتوى:1783تاريخ الفتوى:12 شعبان 1422السؤال : أخي الكريم ... ماهو حكم من يؤخر الزكاة عن موعدها؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن استحقت الزكاة في ماله وجب عليه أن يخرجها فوراً، ولا يجوز له أن يؤخرها مع القدرة على ذلك والتمكن منه، لأنها حق للفقراء والمساكين، وفي تأخيرها منع للحق أن يصل لمستحقه في موعده، وقد وجبت الزكاة لحاجة الفقراء. وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم. إلا إذا كانت هناك مضرة بإخراجها في وقتها كأن يحول حوله قبل مجيء الساعي ويخشى إن أخرجها بنفسه أن يأخذها الساعي منه مرة أخرى. نص على ذلك أحمد وغيره وكذا له أن يؤخرها ليدفعها إلى من هو أحق بها من ذي قرابة أو ذي حاجة شديدة إذا كان التأخير يسيراً، وإن كان كثيراً فلا يجوزإلا إذا كان التأخير لعدم وجود من يستحقها من الأصناف الثمانية.
والله أعلم.
17831
فتاوى

(7/358)


عنوان الفتوى:تفاوت الناس في الأرزاق والنعم وراءه حكم جليلة رقم الفتوى:17831تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال: أريد أن أعرف كيفية العدل في الرزق وغيرها من الأشياء بين الناس وأن كل الناس في النهاية متساوون حتى يطمئن قلبي؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أخي حفظك الله ووفقك، وصرف عنك كيد الشيطان وشبهاته أن الله تعالى هو الذي خلق هذا الإنسان وأوجده من العدم، وأسبغ عليه النعم ظاهرة وباطنة، قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل:18]
ولو تأمل الإنسان في نعم الله لعلم وأيقن أن الفضل كله بيد الله ومن الله، ونمثل ببعض النعم التي أذهب الإلف الإحساس بها:
فنعمة اللسان من النعم العظيمة فبه يذوق الإنسان، وبه يقلب الطعام، وبه يتكلم. وقد امتن الله بنعمة اللسان ونعمة البيان، أما نعمة اللسان فقال الله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ) [البلد:8-9]. وأما نعمة البيان فيقول الله تعالى: (خَلَقَ الْأِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن:4].
ولو نظر العبد نظر تأمل لوجد الحيوانات من حوله تملك ألسنة أكبر وأضخم من لسانه، ولكنها لا تملك البيان، فمن أعطاك القدرة على البيان ولم يعطها لغيرك؟!.
وأما نعمة العقل فما أعظمها من نعمة، فالعقل به يفكر الإنسان ويزن الأمور، ويدرك الأحداث ويخترع ويبتكر، وما الحضارة التي يعيشها الناس اليوم إلا ثمرة واحدة من ثمار نعمة العقل، والحيوانات التي هي سابقة للإنسان من حيث الوجود على سطح هذه الأرض ما زالت تعيش حياتها كما وجدت أول مرة، فالطائر ينسج عشه، والضب يدخل جحره وهكذا، والإنسان بنى العمارات وناطحات السحاب، وصنع الطائرات والسفن وغير ذلك مما هو مشاهد معلوم، فهل رجع الإنسان إلى نفسه وشكر ربه على هذه النعم؟!!.

(7/359)


والعجب أن هذا الإنسان الذي لا يملك من أمر نفسه قليلاً ولا كثيراً، بل هو مملوك لله تعالى ينصرف عن شكر هذه النعم، ثم يحتج على الله بأنه لم يعطه كذا، فهل يجب على الله ذلك؟!!.
وللجواب عن هذا نضرب مثلاً بسيطاً، ولله المثل الأعلى:
لو أن رجلاً غنياً كريما أعطى هذا الفقير مالاً، وأعطى الآخر سيارة، وأعطى الثالث بيتاً، فهل يقول عاقل بأن الغني تلزمه التسوية بين الناس؛ وإلا كان ظالماً؟.
فالله جل وعلا تفضل على عباده بنعم لا تحصى، ثم فاوت بينهم في الرزق لحكم عظيمة، جهلها كثير ممن لم تتنور بصائرهم بنور الوحي، ومن هذه الحكم ما يلي:
أولاً: لو كان الناس على مستوى واحد في رزقهم وإمكاناتهم لما قامت الحياة ودار دولابها، ولتعطلت كثير من الأعمال، وقد أشار الله سبحانه إلى هذه الحكمة بقوله تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف:32].
قال السدي وابن زيد: يسخر الأغنياء الفقراء فيكون بعضهم سبباً لمعاش بعض.
ثانياً: الابتلاء والاختبار، ليظهر الشاكر من الكافر، والصادق من الكاذب، فالغني مبتلى بالغنى، والفقير مبتلى بالفقر. أما الغني فهل يؤدي شكر نعمة الله عليه وينفق المال وفق أمر الله له؟ وأما الفقير فهل يصبر ويحمد الله على ما هو فيه دون حسد لغيره وتضجر من قدر الله وحكمته؟ وبذلك ترفع درجتهما إن صبرا، ويعذب من سخط منهما ولم يرض بقسمة الله.
ثالثاً: أن الله تعالى يعطي ويمنع بما يصلح عباده، قال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى:27].

(7/360)


وقد استشهد الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية بالحديث الذي أخرجه الطبراني والديلمي في الفردوس وأبو نعيم في الحلية من حديث أنس وعمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه قال: "أتاني جبريل، فقال: يا محمد، ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا القلة ولو أغنيته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالسقم ولو أصححته لكفر، وإن من عبادي من لا يصح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لكفر"، والحديث وإن كان ضعيفاً وأورده ابن الجوزي في العلل إلا أن معناه صحيح، ولذا أورده الإمام ابن كثير ولم يعلق عليه، وكذا أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته المسماة بقاعدة في المحبة.
ومن لم يفهم هذه الحقائق فلِأَمَرَيْن:
الأول: اعتبار أن الغنى من إكرام الله للعبد والفقر من إهانة الله للعبد، وقد رد الله هذا الظن الخاطئ بقوله تعالى: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) [الفجر:15-16]، وقال تعالى: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً) [سبأ:37].
وبين النبي صلى الله عليه وسلم المعيار الصحيح للمفاضلة عند الله بقوله: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى" رواه أحمد.
وكم من صاحب مهنة دنيئة متصف بالإيمان والتقوى أرفع وأحب وأعز عند الله من صاحب جاه وسلطان ومال وهو معرض عن الله تعالى.

(7/361)


الثاني: أنه نظر إلى الدنيا مفصولة عن الآخرة فنظر إلى الظالم ولم ينظر إلى الاقتصاص منه، ونظر إلى المظلوم ولم ينظر إلى الاقتصاص له، وهكذا.
ولو أيقن بيوم القيامة ودار الجزاء لعاين الحق وظهر الأمر. قال تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [الجاثية:21-22].
والله أعلم.
17832
عنوان الفتوى:رد حول شبهة الاحتفال بالمولد والاستغاثة رقم الفتوى:17832تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : لقد ورد عندكم سؤال حول إقامة المولد وكانت الإجابة التحريم والواقع أن إقامة مثل هذه الاحتفالات إنما هي تذكير بشرف هذا اليوم ولا ضير في ذلك بل هو حسن بل ذلك صريح قوله تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وأين هذا من قول المفتي إنها بدعة ولا أدري أهذا هو ضابط معنى البدع؟ ومن ثم فما معنى قول النبي المروي من أنه يأتي إلى السماء الدنيا ويجيب السلام عليه إضافة إلى أنه أمر ليس فيه الاعتقاد به خروجا عن الشريعة وكذلك ما ورد في السؤال عن الاستغاثة به، فماذا يقول عن الذي يستغيث به بما أنه وسيلة إلى الله وقال تعالى: (وابتغوا إليه الوسيلة) أهذا شرك وكفر؟ ألا ينبغي التورع كثيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأمر في مسألة الاحتفال بالمولد على ما قرأت في هذه الفتوى بأدلتها الواردة فيها، وسنكتفي هنا بالرد على ما أوردت من شبهات، فنقول:

(7/362)


أولاً: قولك: إن هذا تذكير بشرف هذا اليوم هذا تحسين عقلي، والأصل في التعبد التوقيف على الدليل الشرعي لحديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه أحمد ومسلم عن عائشة رضي الله عنها.
ثم إن هذا القول يلزم منه ألا يكون النبي صلى الله عليه وسلم عالماً بشرف هذا اليوم ولا أصحابه لأنهم لم يحتفلوا به.
ثانياً: قولك: إن هذا حسن. مصادم لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر في صحيح مسلم: "كل بدعة ضلالة". وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: من استحسن فقد شرع.
ثالثاً: إن استدلالك بالآية: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) استدلال في غير محله، لأن من أنزلت عليه هذه الآية لم يفهم منها جواز الاحتفال بمولده ولا صحابته فهموا ذلك، وشعائر الله هي ما ثبت كونه أمراً شرعياً بالدليل من الكتاب والسنة، والمولد أو الاحتفال بالمولد ليس من ذلك.
رابعاً: الحديث الذي أوردته: أنه ينزل إلى السماء الدنيا... فلا ندري من أين أتيت به، وعلى فرض صحته، فإن قائله أعلم بالمراد منه وكذلك صحابته، فلم يفهموا منه جواز الاحتفال بالمولد.
أما مسألة الاستغاثة فالأمر فيها كما ورد في الفتوى، وأما ما أوردت من شبهة فيرد عليها بما يلي:
1- أن هناك فرقاً بين التوسل والاستغاثة، فالتوسل منه ما هو مشروع، كالتوسل بأسماء الله وصفاته، والتوسل بالعمل الصالح، والتوسل بدعاء الرجل الصالح الحي، ومنها ما هو بدعة كالتوسل بالجاه.
والاستغاثة شرك وهي: طلب الغوث فيما لا يقدر على الغوث فيه إلا الله.

(7/363)


2- أن جعل الاستغاثة وسيلة هو من باب شرك الوسائط الذي كان عليه أهل الجاهلية الأولى، كما حكى الله عنهم في سورة الزمر: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) [الزمر:3]، وكما في سورة يونس: (وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) [يونس:18].
فنصيحتي لك أيها السائل أن ترجع إلى ما كان عليه الصحابة والتابعون من الدين، فقد قال الإمام مالك رحمه الله: ما لم يكن يومئذ ديناً، فلن يكون اليوم ديناً.
والله أعلم.
17833
عنوان الفتوى:حكم تأخير حلق الرأس لآخر أيام النحر أو بعدها رقم الفتوى:17833تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : حججت في العام الماضي متمتعا , ولم أحلق رأسي إلا في اليوم الحادي عشر تساهلا مني في ذلك. فما صحة حجي ؟ وهل يتوجب علي كفاره في ذلك؟
أسال الله أن يوفق جهودكم ومسعاكم.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/364)


فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن الحلق والتقصير نسك في الحج والعمرة، وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يكن معه هدي فليطف بالبيت وبين الصفا والمروة وليقصر وليحلل. ولأمره صلى الله عليه وسلم بذلك في حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحلوا إحرامكم بطواف البيت والمروة وقصروا. وبهذين الدليلين وما في معناهما يتضح أن الحلق أو التقصير نسك لابد من فعله، ولكن لا حرج في تأخيره إلى آخر أيام النحر اتفاقاً بين الفقهاء، وأما ما زاد عليها فهو محل خلاف بينهم، حيث ذهب البعض إلى أنه لا شيء فيه، وبه قال عطاء وأبو يوسف وأبو ثور لأن الله تعالى بين أول وقته بقوله:وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ [البقرة:196]. ولم يبين آخره فمن أتى به أجزأه. وذهب آخرون إلى أنه يلزم منه دم، وهو قول أبي حنيفة ورواية عن أحمد .
ومن هذا يتبين للسائل الكريم أن ما فعله من تأخير للحلق لا يترتب عليه شيء.
والله أعلم.
17834
عنوان الفتوى:حكم الخطأ في قراءة الصلاة، وهل يلزم منها شيء رقم الفتوى:17834تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال :
هناك بعض السور القصيرة التي لم أكن أحفظها سابقا أحاول الآن حفظها وقراءتها في الصلاة ولكن لكوني حديثة الحفظ لها فإنني في بعض الأحيان أنسى بعض الآيات بها أو أتلكأ أثناء قراءتها فهل علي إثم في حال قراءتها بهذه الطريقة علما بأنني في بعض الأحيان عندما أنسى منها آية أو أخطئ في قراءتها أسجد سجدتي سهو فما حكم ذلك؟؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/365)


فينبغي للمسلم والمسلمة تعلم كتاب الله تعالى وحفظه لما يترتب على ذلك من الخير العظيم. وقد أخرج البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف). وقد أوجب العلماء تعلم الفاتحة وحفظها وذلك لتوقف صحة الصلاة عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرج البخاري : (لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب).
وأما ما زاد على الفاتحة من القراءة فليس بواجب التعلم عند جمهور العلماء، ودليلهم ما رواه مسلم عن أبي هريرة قال: "في كل صلاة قراءة، فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى منا أخفينا منكم، فمن قرأ بأم القرآن فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل" وفي البخاري "وإن زدت فهو خير". وذهب بعض العلماء إلى أنه لا بد من زيادة على الفاتحة، وممن قال بهذا ابن عباس وابن عمر وابن مسعود قالوا: لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وشيء معها من القرآن.
وعلى كل، فمن الأحوط أن يحفظ الإنسان ما تيسر من القرآن زيادة على الفاتحة، لحديث عبادة بن الصامت الذي أخرجه مسلم : لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن -زاد في رواية- فصاعدا. وبخصوص الأخطاء التي تقع أحياناً في القراءة فلا إثم فيها إن كانت غير مقصودة،إذ الأخطاء أمر يصعب التحرز منه ولا سيما في بداية الحفظ. أما السجود من أجل الأخطاء تلك في غير الفاتحة فإنه لا يشرع.
والله أعلم.
17835
فتاوى
عنوان الفتوى:منع الحمل نهائيا لأجل الضرر...نظرة شرعية رقم الفتوى:17835تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(7/366)


تزوجت منذ فترة وجيزة ووفقني الله بالزوجة الصالحة التي كنت أريد لكن اكتشفنا بعد مدة أن الحمل والولادة قد تسبب خطرا على حياتها بسبب عيب خلقي والسؤال هو هل يجوز أن نمنع الحمل (بأي من الأساليب المتوفرة هذه الأيام) محافظة على حياتها خاصة أنني أكن لها حبا عظيما ولا أفكر في الانفصال عنها؟
أفتونا أثابكم الله
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام حث على الزواج ورغب في كثرة النسل، فقال جل وعلا: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) [النحل:72]، وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21]، وفي سنن أبي داود والنسائي عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد أفأتزوجها؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا. ثم أتاه الثانية، فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال: "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة".
إذن فالولد مرغّب فيه شرعاً، ومحبّب إلى النفوس طبعاً، ولكنه إذا كان يشكل خطراً على حياة أمه، فإن العلماء أجازوا إجهاضه، لأن الأم هي الأصل في حياة الجنين والجنين فرع، فيضحىّ بالفرع من أجل الأصل، وهذا هو منطق الشرع كما أنه منطق الخلق، فالشرع ورد بارتكاب أخف الضررين وأهون المفسدتين.

(7/367)


وإذا كان الحمل من البداية يشكل خطراً على حياة المرأة، وثبت ذلك من أطباء ثقات، فإنه لا مانع من ذلك إذا لم نقل إنه يجب، لأن الله تعالى يقول: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) [النساء:30].
وقد احتج بهذه الآية عمرو بن العاص رضي الله عنه عندما امتنع من الغسل في ليلة باردة، وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويبقى الإشكال في انقطاع نسل الزوج إذا لم تكن له زوجة أو زوجات أخريات، والذي ننصح به هو أن يتزوج ثانية يرزقه الله منها ذرية صالحة إن شاء الله.
والحاصل: أن للزوجة أن تستخدم ما يمنع الحمل، ولو كان مانعاً مؤبداً إذا كان الحمل يعرض حياتها للخطر وأخبرها بذلك الأطباء الثقات، ولم يكن ما بها من مرض مما يرجى زواله، فإن كان يرجى زواله فلتستعمل الوسائل المؤقتة كالحبوب والعوازل ونحوها، وتراجع الفتوى رقم: 4219.
والله أعلم.
17836
عنوان الفتوى:جنس العمل شرط في صحة الإيمان رقم الفتوى:17836تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : هل العمل في الإيمان شرط كمال أم شرط صحة مع الدليل و جزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإيمان كما هو معروف عند أهل السنة والجماعة: قول وعمل، قول القلب وقول اللسان، وعمل القلب وعمل اللسان.
وقول القلب هو: الاعتقاد والتصديق، وعمله هو: الإخلاص والحب والخوف والرجاء وسائر أعمال القلوب التي هي واجبة باتفاق أئمة الدين.
وقول اللسان هو: النطق بالشهادتين والإقرار بلوازمهما، وعمل الجوارح ما لا يؤدى إلا بها، وهي تابعة لأعمال القلوب ولازمة لها.

(7/368)


فالقلب إذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة، وعدم الأعمال الظاهرة دليل على انتفاء الأعمال الباطنة، يقول الله تعالى:لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة:22]. وقال تعالى:وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ [المائدة:81]. فالباطن والظاهر كما هو واضح في الآيات متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، إذا تقرر ذلك فالذي يعد شرطا في صحة الإيمان هو جنس العمل، فترك جنس العمل مخرج من الملة، والأدلة على ذلك كثيرة منها:
قوله تعالى:وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [النور:47].
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : فنفى الإيمان عمن تولى عن العمل وإن كان قد أتى بالقول. انظر الفتاوى 7/142.
ويقول في موضع آخر: من الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج، ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج لله بيته، فهذا ممتنع ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح.
ولهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع من السجود الكفار كقوله تعالى:يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ*خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ [القلم،42-43]. مجموع الفتاوى 7/611.

(7/369)


أما العمل الذي هو شرط في كمال الإيمان فهو آحاده وأفراده، فمن ترك واجباً من الواجبات الشرعية أو ارتكب معصية، نقص إيمانه لكن لا يزول بالكلية. والأدلة على ذلك كثيرة، منها قول الله تعالى:وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا [الحجرات:9]. فسماهم مؤمنين رغم اقتتالهم وهو من الكبائر، فالإيمان عند أهل السنة شعب متفاوته -كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم- وكل شعبة تسمى إيماناً، وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة شهادة التوحيد، ومنها ما لا يزول بزوالها كترك أماطة الأذى عن الطريق.
والله أعلم.
1784
عنوان الفتوى:لا تقرأ شبه المنصرين إلا للرد عليها رقم الفتوى:1784تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : قرأت شبهة للمنصرين يقولون فيها إن القرآن متناقض على حد تعبيرهم فمرة يقول القرآن عن آدم لماخلقت بيدي ومرة يقول عنه خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الشبهة إما أنه خلقه بيده وإما أنه قال له كن فيكون فإن كان قال له كن فيكون فما ميزة تفضيله بالخلق بيد الله؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: بادىء ذي بدء: ننصحك أخي الكريم بتجنب قراءة كتب الكفار خاصة هذه المتعلقة بشبه النصارى إلا إذا كان قصدك من القراءة الرد عليهم وكنت ممن جعل الله في أهلية الرد، وأمنت من التأثر وأما ما ذكرته فسيكون الجواب كالتالي: الله خلق آدم من تراب بيده سبحانه وهذا الطور الأول للتراب ثم بُلَّ التراب فصار طيناً لازباً ثم خمر فصار حمأ مسنوناً ثم يبس فصار صلصالاً كالفخار فلما استوى نفخ الله فيه من روحه وقال له كن فكان. قال تعالى (إِنَّ
مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ
لَهُ كُن فَيَكُون)[آل عمران:59] والله أعلم.
17844

(7/370)


عنوان الفتوى:قوة إرادة عمرو بن الجموح غلبت عذره رقم الفتوى:17844تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : ماهو الدليل الشرعي على أن الله عذر عمرو بن الجموح من المشاركة في غزوة أحد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الدليل على أن الله عذر عمرو بن الجموح في عدم المشاركة في غزوة أحد هو قوله تعالى في سورة الفتح:لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ [الفتح:17]. وكان عمرو أعرج وقد ذكر ابن عبد البر في الإصابة أن عمرو بن الجموح خرج في أول الجيش عندما خرج صلى الله عليه وسلم لغزوة أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد عذرك. فقال: والله لأحفرن بعرجتي هذه في الجنة. قال الحافظ أخرجه ابن أبي شيبة عن أبي قتادة.
وقال الدكتور عبد الرزاق المهدي محقق الجامع لأحكام القرآن عند تعليقه على هذا الحديث لم أره في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في المسند وقد ذكر ابن هشام في سيرته أن عمرو بن الجموح كان رجلاً أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد، فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا له: إن الله عز وجل قد عذرك، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك، وقال لبنيه: ما عليكم ألا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة، فخرج معه فقتل يوم أحد شهيداً .
والحاصل أن عمرو بن الجموح من أهل العذر لكونه أعرج، لكنه رضي الله عنه وأرضاه فضل السعي في سبيل الحصول على الشهادة في سبيل الله، فرزقها.
والله أعلم.
17846

(7/371)


عنوان الفتوى:يجوز التمتع بالزوجة بسائر أوجه التمتع بشروط رقم الفتوى:17846تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم مداعبة الزوجة باليد في فرجها ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان المقصود بالمداعبة هو مس فرج الزوجة من الخارج، فهذا لا بأس به، وأما أن كان المقصود إدخال الأصابع في الفرج، فهذا لا مانع منه شرعاً، فإن الرجل يجوز له أن يتمتع بزوجته بسائر أوجه التمتع إذا اجتنب الدبر واجتنب القبل حال الحيض والنفاس، ولكن هذا الفعل مما تأباه مكارم الأخلاق وجميل العادات، فلا يليق بالإنسان السوي.
وفيما شرعه الله عز وجل ورغب فيه من جماع الزوجة غنية عن ذلك لمن استقام طبعه، كما أن تعويد المرأة على هذا قد يؤدي بها إلى اعتياد الاستمناء وهو ما يعرف بالعادة السرية، وفي ذلك مفسدة عليها.
والله أعلم.
1785
عنوان الفتوى:يجوز للمرأة إزالة ما تحت الحاجبين من شعر رقم الفتوى:1785تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما حكم إزالة المرأة للشعر الذي تحت الحاجبين؟ جزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
إزالة الشعر الذي تحت الحاجبين لا حرج فيه، لأنه لم يرد نص بالمنع من أخذه وإنما ورد النص بالمنع من الأخذ من شعر الحاجبين. لكن ننبه على أنه إن كان المقصود من الشعر الزائد تحت الحاجبين ما إذا كان يصل إلى الجفن مثلاً، وأنه زاد من أعلى حتى وصل إلى أول الجبهة فهذا لا حرج في أخذه أما إذا كان الحاجب غليظاً عريضاً على خلقته التي خلقه الله عليه ولم يكن فيه تشويه للوجه خارج المعتاد خروجا واضحاً وكان في موضعه. فلا يؤخذ منه شيء . والله أعلم.
17855

(7/372)


عنوان الفتوى:دور العبد في ما يصلح عيشه السعي والاختيار وبذل الأسباب مع التوكل رقم الفتوى:17855تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : كل شيء مقدر عند الله . ماهو دور العبد في الزواج ؟عندي يقين أن الزواج أمر مقدر وهو رزق في ميعاد معين وليس للعبد أي دور فيه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما من ذرة في هذا الكون إلا والله سبحانه مقدرها وموجدها ومدبر أمرها. ولا ينال العبد شيئاً من الخير أو الشر ولا يعمل من عمل إلا والله تعالى مقدره وموجده، لا فرق في ذلك بين الزواج وغيره.
إلا أن الله سبحانه أعطى للعبد حرية واختياراً وقدرة يوجد بها أفعاله، ويسعى بذلك في تحصيل مصالحه، فليس له أن يدع الأسباب ويعتمد على ما في القدر، بل عليه أن يسعى لإعفاف نفسه وصيانتها، والبحث عن الزوجة الصالحة التي تعينه على طاعة ربه.
فدور العبد في هذه المسألة وغيرها هو السعي والاختيار وبذل الأسباب مع سؤال الله تعالى التسديد والتوفيق.
ولمزيد الفائدة انظر الفتوى رقم:
12638.
والله أعلم.
17856
عنوان الفتوى:دعوة النبي موجهة للناس كافة سواء بسواء رقم الفتوى:17856تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : من هم الأمة المحمدية؟
هل كل الأمم الحالية الأمريكان والإنجليز والروس ضمن الأمة المحمدية؟
ثم أخيرا من هم أمة الدعوة وأمة الإجابه على ضوء السؤالين السابقين؟
وجزكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/373)


فقد بعث الله تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة الأبيض والأسود العربي والعجمي بل إلى الثقلين الإنس والجن، فهؤلاء كلهم أمة الدعوة، فالدعوة الإسلامية موجهة إليهم، ويجب عليهم أن يؤمنوا بأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ويصدقوه ويؤمنوا بكل ماجاء به من عند الله، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار.
فأقسم النبي صلى الله عليه وسلم على أن دعوته موجهة لليهود والنصارى كما هي موجهة إلى كافة الناس سواء بسواء، وقوله: لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، أي أمة الدعوة من يوم بُعث إلى يوم القيامة، ولايصلح أن يراد أمة الإجابة، لقوله: يهودي ولانصراني.
فمن استجاب لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فهو من أمته أمة الاستجابة الأمة المسلمة، وهذا الاسم الذي رضيه لنا الله ورسوله، قال الله تعالى:هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْل [الحج:78]. وروى مسلم في حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي ركباً بالروحاء فقال من القوم: قالوا: المسلمون؟ قالوا: فمن أنت؟ قال: رسول الله. فالله ورسوله لم يُسميانا محمديين أو الأمة المحمدية بل الأمة المسلمة، وحسبنا هذا الاسم فلا نختار إلا ما اختاره الله ورسوله لنا
والله أعلم.
17857
عنوان الفتوى:حكم زواج ابن الزوج من بنت زوجته الثانية رقم الفتوى:17857تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يجوز لابنى الزواج من ابنة زوجتي الثانية ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/374)


فلا حرج في ذلك لعدم وجود ما يمنع من نسب أو سبب يقتضي التحريم، يقول الإمام ابن قدامة : فصل: ولو كان لرجل ابن من غير زوجته ولها بنت من غيره، أو كان له بنت ولها ابن، جاز تزويج أحدهما من الآخر في قول عامة الفقهاء.
والله أعلم.
17858
عنوان الفتوى:الثناء لا يناسبه التأمين رقم الفتوى:17858تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : ماذا نقول عند دعاء الإمام (إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت)؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف العلماء في المأموم الذي يسمع قنوت الإمام هل حكمه أن يؤمن على دعاء إمامه ولا يقنت؟ أم أنه مخير بين القنوت والتأمين؟ إلا أن الذي ذهب إليه أكثر أهل العلم أنه يؤمن في الكلمات الخمس الأولى التي هي دعاء وهي: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطي وقني شر ما قضيت. وأما التي مشتملة على ثناء وهي قوله: إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لايذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، فإنه يخير بين أن يشارك الإمام في قوله أو يسكت، والمشاركة أولى، وإنما لم يؤمن في هذا الموضع لأنه ثناء ولا يناسبه التأمين.
والله أعلم.
17862
عنوان الفتوى:الميت محروقا وأمثاله...كيف يغسل رقم الفتوى:17862تاريخ الفتوى:05 ربيع الثاني 1423السؤال : مات محروقا كيف يغسل علما بأن الماء سوف يضر الجثة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن تكريم الله تعالى للإنسان، ومن سمو تعاليم هذا الدين العظيم أن فرض لأموات المسلمين الغسل والطهارة والنظافة والطيب والكفن والصلاة والدفن. هذا في الأحوال العادية.

(7/375)


فإذا لم يمكن ذلك كله فليعمل منه قدر المستطاع. قال تعالى:فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. وقال صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فاتوا منه ما استطعتم .... متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وعلى هذا، فإذا كان جسم الميت محترقاً أو متحللاً فإنه لايغسل، وإنما يصب عليه الماء إذا لم يزده تحللاً، وإلاترك وكفن وطيب وصلى عليه ودفن.
لأن جسم المسلم محترم بعد موته كاحترامه قبل الموت، فعن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: كسر عظم الميت ككسره حياً. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. وفي صحيح مسلم عن مرثد بن أبي مرثد رضي الله عنه مرفوعاً: لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا عليها.
والخلاصة أن الغسل واجب للميت ما أمكن، فإذا كان يزيده تحللاً ويؤدي إلى تمزقه ترك.
والله أعلم.
17863
عنوان الفتوى:لا يجوز أخذ العمولة إلا بإذن صاحب العمل رقم الفتوى:17863تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : أنا أعمل فى شركة كمسؤل مشتريات ,فى بعض الأحيان تقوم الشركات بدفع عمولة مقابل شراء البضاعة من طرفهم , والعمولة تعادل 2% من قيمة المشتريات الشهرية فهل هذا العمل جائز شرعا .
وللتوضيح أن الاسعار أقل من سعر السوق ولا يتم الطلب إلا على حسب الاستهلاك و مدة الصلاحية طويلة المدى وبعد مقارنة الأسعار مع الموردين والحصول على أقل سعر .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت هذه العمولة تعطى لك -وهذا هو الظاهر من السؤال- فلا يحل لك أخذها إلا بعلم صاحب الشركة التي تعمل بها أو مديرها المخول بالإذن في ذلك.

(7/376)


فإن لم يأذن بذلك فلا تأخذ منها شيئاً لدخولها في هدايا العمال التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل النبي صلى الله عليه و سلم رجلا من بني أسد يقال له: ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا!! والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر. ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ثم قال: اللهم هل بلغت مرتين.
وروى أبو داود من حديث عدي بن عميرة الكندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس، من عمل منكم لنا على عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل يأتي به يوم القيامة. فقام رجل من الأنصار أسود كأني أنظر إليه فقال: يا رسول الله اقبل عني عملك. قال : وما ذاك؟ قال: سمعتك تقول كذا وكذا . قال صلى الله عليه وسلم: وأنا أقول ذلك، من استعملناه على عمل فليأت بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذه، وما نُهي عنه انتهى.
وإن كانت هذه العمولة تذهب إلى شركتك، فهذا تخفيض في السعر في الواقع، ولا ينبغي أن يسمى عمولة.
والله أعلم.
17864
عنوان الفتوى:التشبه بالجنس الآخر...أسبابه...ومخاطره رقم الفتوى:17864تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : ماهو السلوك الشاذ وما هوالانحراف لماذا يتجه الرجال إلى السلوك النسائي ولماذا يتجه النساء إلى السلوك الرجالي .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/377)


فتشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال من الأمور المحرمة المنكرة التي يستحق صاحبها اللعنة، كما في حديث ابن عباس : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري .
ولا شك أن هذا شذوذ وانحراف عن الفطرة التي فطر الله الخلق عليها، فإن الرجل ينبغي أن يعتز برجولته، وأن يأنف من مشابهة المرأة. والمرأة كذلك ينبغي أن تعتز بأنوثتها، وأن تأنف من محاكاة الرجال ومشابهتهم.
وهذا الانحراف الخلقي له أسباب كثيرة: منها سوء التربية، ومنها ضعف الإيمان، ومنها أمراض وعقد نفسية يشعر معها الإنسان بالنقص، فيحاول لفت الأنظار إليه ولو بهذا السلوك الشائن.
ومنها ما هو خارج عن اختيار الإنسان، وهذا يرجع إلى طبيعة تكوينه الخلقي، وهذا إن صبر واحتسب وجاهد نفسه على لزوم سلوك بني جنسه وعدم التشبه بالجنس الآخر فلا إثم عليه، كأن يكون صوت الرجل ناعماً كصوت الإناث، أو أن يكون شديد الرقة والنعومة ونحو ذلك، وإنما المحرم الممنوع هو تعمد ذلك وتطلبه.
وهذا الانحراف يبلغ ذروته ومداه إذا ترتب عليه الوقوع في محرمات أخرى كاللواط والسحاق، عياذا بالله من ذلك، فهذا هو الهلاك المحقق، وقد سبق الكلام على هذا النوع من الشذوذ وبيان طرق علاجه في الفتوى رقم:
179 والفتوى رقم:
7123 والفتوى رقم:
7413.
والله أعلم.
17865
عنوان الفتوى:ابتلاع الصائم الدم مفسد للصوم رقم الفتوى:17865تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
في شهر رمضان عندما أمضمض فمي في الصباح يخرج من فمي بعض الدم وذلك عند الوضوء فماذا أفعل جزاكم الله عني كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن سال دم من فمه أثناء المضمضة وهو صائم وجب عليه أن يمجه ولا يجوز له ابتلاعه.

(7/378)


قال ابن قدامة الحنبلي -رحمه الله- في المغني: فإن سال فمه دماً أو خرج إليه قلس أو قيء فازدرده أفطر؛ وإن كان يسيراً لأن الفم في حكم الظاهر.
وبمثل قول الحنابلة قال الشافعية والمالكية.
وفرق الحنفية بين ما إذا كانت الغلبة للدم على البزاق فيفطر، وما إذا كان الغلبة للبزاق على الدم فلا يفطر. والصحيح المذهب الأول.
والله أعلم.
17866
عنوان الفتوى:حكم تناول دواء فيه نسبة كحول رقم الفتوى:17866تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : هل وجود نسبة الكحول البسيطة في بعض الأغذية لمرضى السكري وأصحاب الحمية جائز شرعا أم لا ؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا. وشكرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز وضع نسبة من الكحول في غذاء المرضى حتى ولو كانت النسبة بسيطة، لما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أسكر كثيره فقليله حرام.
وزيادة في الفائدة نقول: إن الراجح من قولي العلماء أنه لا يجوز التداوي بدواء فيه نسبة كحول، لما رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن طارق بن سويد الجعفي : أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر؟ فنهاه عنها. فقال: إنما أصنعها للدواء. فقال: إنه ليس بدواء ولكنه داء. ، أما إذا دعت الضرورة لاستعمال دواء فيه نسبة من الكحول وكان لا يوجد دواء خال من الكحول يقوم مقامه، فلا بأس أن يستعمل المريض منه -حينئذ- ما يخرج به عن وضع المضطر، والضرورة تقدر بقدرها.
والله أعلم.
17868

(7/379)


عنوان الفتوى:لا يجوز الانتفاع بالرهن بغير إذن الراهن بحال رقم الفتوى:17868تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : شركة عقارية تتسلم مبلغ (تأمين) يوازي إيجار شهر من المستإجر عند التعاقد ولا يرد إلا عند إخلاء الشقة وتسليمها للشركة. هل يحق للشركة أن تستغل مبالغ التأمين الموجودة تحت يدها.علما بأن الشركة تقوم برد التأمين للمستأجر عند الإخلاء إلا إذا كان عليه مستحقات للشركة فتخصم من التأمين. وجزاكم الله خيرا.....
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا المبلغ الذي تأخذه الشركة هو رهن يدفعه المستأجر توثقة عن إيجار الشقة بحيث يؤخذ منه ما امتنع عن سداده من الإيجار، وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز للشركة الانتفاع بالمبلغ المذكور بدون إذن من أصحابه إجماعاً. قال ابن قدامة في المغني: ما لا يحتاج إلى مؤنة كالدار والمتاع ونحوه، فلا يجوز للمرتهن الانتفاع به بغير إذن الراهن بحال. لا نعلم في ذلك خلافاً. ، وقال في موضع آخر: وإن كان الرهن بثمن مبيع أو أجر دار أو دين غير القرض، فأذن له الراهن في الانتفاع جاز ذلك.
فالحاصل أنه لا يجوز للشركة أن تستغل هذه الأموال إلا بإذن من مالكيها، ويدها على هذه الأموال يد أمانة وليست يد ملك.
والله أعلم.
17869
فتاوى
عنوان الفتوى:من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة رقم الفتوى:17869تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال: بسم الله الرحمن لرحيم
إخوتي بالله السلام عليكم .

(7/380)


في الحقيقة عندما كان عمري 15سنة كنت فعلا أشعر نفسي دائما مع ربي في كل وقت وشاهدت رسول الله في نومي عدة مرات وأنا لا أترك فريضة ومتحجبة وألبس المانطو ولا أضع على وجهي أياً من الماكياج ،ولكن الآن عمري أصبح اثين وعشرين عاما ومن حوالي السنة أصبحت أشعر بأنني أبتعد شيئا فشيئا عن عبادة الله فلم أعد مرتدية للمانطو وإنما أرتدي ملابس عادية ولكنها محتشمة وكذلك أصبحت أضع على وجهي ماكياجا خفيفاً جدا وغير واضح وها أنا الآن تذهب عني صلاة العصر وأحيانا المغرب أثناء وقت العمل على علم بأنني أعمل ولا أؤديها لاحقا . أفيدوني كيف لي أن أعود كما كنت في السابق وماذا عن الصلوات التي تذهب مني أثناء وقت دوامي في العمل ، وجزاكم الله خيرا
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأننا ننصح السائلة الكريمة بالبحث عن السبب الذي جعلها تستبدل الذي هو أدنى بالذي خير ، فإذا عرف الدّاء سهل الدواء.
فإذا كان سبب ذلك هو الانهماك في العمل والانشغال بالدنيا فهذا العمل لاخير فيه، ولا بارك الله في عمل يشغل عن الصلاة.
وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الموطأ والصحيحين عن ابن عمر من فاتته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله. ومن فاتته صلاة العصر فقد حبط عمله.
وفي صحيح مسلم مرفوعا لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. يعني الفجر والعصر. وفيه من صلى البردين دخل الجنة. والبردان الفجر والعصر. ومفهوم المخالفة يقتضي أن من لم يصلهما قد لا يدخل الجنة، ومن لا يدخل الجنة دخل النار. والعياذ بالله-.

(7/381)


ونقول للسائلة الكريمة: لا ينبغي أن يكون هنالك تعارض بين العمل وبين الصلاة ، فالمسلم إذا كان مطالباً بأداء الصلاة والمحافظة عليها فإنه مطالب كذلك بالعمل والإنتاج، ولكن العبادة هي الأصل الذي من أجله خلق الإنسان، وهي رأس ماله ورصيده الأخروي، والصلاة هي عماد الدين كما قال صلى الله عليه وسلم رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة .... رواه الترمذي عن معاذ. والله تعالى يقول وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [القصص:77].
فهذا الدين دين الفطرة ملائم للإنسان أينما كان، وكيفما كان، عاملا أو عاطلا.
أما الصلوات التي ضاعت منك - نسأل الله العافية - فقد اختلف أهل العلم في حكمها:
فبعضهم عد من ترك الصلاة متعمداً كافراً - والعياذ بالله - وقد حبط عمله الأول كله فلا ينتفع بصلاة ولا صيام ولا حج سابق، لقوله تعالى وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين [الزمر:65].
وقوله صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. رواه مسلم عن جابر. والقول الآخر هو أنه كافر كفرا أصغر لا يخرج من الملة. وعلى ذلك، فإن ما ضاع من الصلوات يجب قضاؤه مع كثرة الاستغفار والتوبة والعمل الصالح.
وعليه، فإن على السائلة الكريمة أن تبادر إلى التوبة النصوح وأن تنوي ألا تعود إلى ترك الصلاة أبدا ما بقي من عمرها، وأن تقضي هذه الصلوات التي فاتتها لعل الله تعالى أن يتقبل منها.

(7/382)


وأخيرا ننصح الأخت الكريمة أن تتقي الله تعالى وتبتعد عن أصدقاء السوء فإنهم مصدر كل بلاء، ويمكن أن يكونوا هم السبب فيما أصابها. وما أصاب هذه الأخت يعد مصيبة من أعظم المصائب فقد آل بها الأمر إلى ارتكاب المحرمات، والتهاون في الواجبات، أفبعدما ذاقت طعم الإيمان ولذة العبادة تنتكس على عقبيها إلى هذا الحد؟!
ومن أنفع الأدوية لها أن تصحب أهل الخير وتحضر مجالسهم وتستمع إلى المواعظ، فإن الذكرى تنفع المؤمنين. والحمد الله أنها انتبهت لما أصابها ، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياها للتوبة النصوح.
والله أعلم.
17870
عنوان الفتوى:حكم التعامل مع الراشي رقم الفتوى:17870تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
لي صديق يعمل في التجارة وهو ميسور الحال يتعامل مع أحد التجار البارزين هذا الأخير يقوم بتموين الشركات البترولية في الصحراء هذا التاجر اقترح على صديقي أن يبيعه بضاعة تدخل في إطار تموين هذه الشركات (مواد غذائية ...)
صديقي يعلم أن هذا التاجر لم يتحصل على عروض التموين من هذه الشركات إلا بعد دفعه رشاوى لبعض المسؤولين صديقي التاجر يسأل
هل إذا باعه سلعة يمون بها هذه الشركات يدخل هدا في إطار الحرام؟
جزاكم الله عنا كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأولاً يجب أن تعرف أن الرشوة المحرمة هي ما يُعطيه الشخص لإبطال حق أو إحقاق باطل، أما ما يُعطيه الشخص ليتوصل به إلى حق أو نفع يستحقه لا يتوصل إليه إلا ببذل شيء فهذا لا إثم عليه، وإنما الإثم على الآخذ (المرتشي).

(7/383)


فهذا التاجر الذي يتعامل معه صديقك، إن كان يعطي المسؤولين لكي يتوصل إلى حق مشروع له كمن يتقدم في مناقصة أو عروض فيرسلوا عليه العطاء بشروطه المسبقة، ثم لا يُمكن منه إلا يدفع شيء إلى المسؤولين فلا إثم عليه، وإنما على هؤلاء المسؤولين، ولا حرج في معاملته. أما إن كان يدفع لهم ليسقط حقوق التجار الآخرين في هذه العروض، فهذه رشوة محرمة على الآخذ والمعطي لأنها تبطل حقاً وتحق باطلاً.
والأحوط لصديقك في هذه الصورة أن لا يتعامل مع هذا التاجر، لما في هذا المعاملة من شبهة معاونته على الباطل.
17873
عنوان الفتوى:درجة حديث: من صلى في مسجدي أربعين صلاة... رقم الفتوى:17873تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يوجد حديث للنبي صلى الله عليه وسلم مفاده أن من صلى أربعين صلاة مكتوبة في المسجد النبوي تنتفي عنه صفة النفاق ----و جزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد في مسنده والطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب وبرئ من النفاق. قال الطبراني: لم يروه عن أنس إلا نبيط تفرد به ابن أبي الرجال. أهـ.
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: وهذا سند ضعيف نبيط هذا لا يعرف إلا في هذا الحديث ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات (5/483) على قاعدته في توثيق المجهولين ، وهو عمدة الهيثمي في قوله في المجمع (4/8) رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات، وأما قول المنذري في الترغيب (2/136) رواه أحمد و رواته رواة الصحيح والطبراني في الأوسط فوهم واضح لأن نبيطاً هذا ليس من رواة الصحيح، بل ولا روى له أحد من بقية الستة. أهـ.

(7/384)


ولكن هذا الحديث قد صح من طرق أخرى عن أنس موقوفاً عليه ومرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
والفرق بين الحديثين من عدة أوجه:
الأول هو أن الحديث الأول -وهو المسؤول عنه- يفيد الفضيلة بمن صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث الثاني يثبتها لكل من واظب على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في أي مسجد، ولا شك أن المواظبة على ذلك في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأنفع لما له من الفضيلة ومضاعفة ثواب الصلاة .
الثاني : أن الثواب الموعود في الحديث الأول قد علق على أربعين صلاة وفي الحديث الثاني قد علق على أربعين يوماً، وصلاة أربعين يوماً مائتا صلاة.
الثالث : أن الحديث الثاني قد صرح فيه بأنه يشترط لحصول الثواب الموعود أن تكون الصلوات مرتبة، ولم يصرح بذلك في الحديث الأول.
والله أعلم.
17875
عنوان الفتوى:لا تقبل دعوى الجهل بحرمة سب الله تعالى رقم الفتوى:17875تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماحكم الدين بالنسبة للزوجة التي تشاجرت مع زوجها وقام بسب الله وهو غاضب وهذه تقريبا المرة الثالثة وبعدها سمعا من أحد الشيوخ أنه شرك بالله والزوج لم يكن يعلم ذلك وهو نادم أشد الندم والزوجة تريد أن تعلم هل هناك كفارة عن ذلك وهل التوبة الصادقة تكفي خاصة أنه يقصد سبها هي وليس الله أم يعقد عليها قراناً من جديد وهي الآن تتعذب لأنها تريد أن تعلم حكم الدين قبل أن تقع في ما يغضب الله فأفيدونا جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/385)


فإن من سب الله تعالى وسب رسوله صلى الله عليه وسلم أو سب دينه كفر كفراً مخرجاً من الملة. ويجب على سلطان المسلمين قتله بإجماع العلماء إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع ولم يتب من ذلك.
والغضب ليس مانعاً من الحكم بكفره إلا إذا وصل صاحبه إلى الانغلاق وعدم إدراك ما يقول، فحينئذٍ يكون مانعاً من تكفيره لأنه أصبح في حكم المجنون.
ولا تقبل دعوى الجهل بحرمة سب الله تعالى لأن حرمة ذلك معلومة من الدين بالضرورة، ولا يتصور جهل مسلم بها. والعجب من هذا الساب كيف يقدم عذراً أقبح من ذنب وذلك بزعمه أنه يقصد بسبه لله سب زوجته!! وهذه مغالطة مكشوفة.
والواجب عليه أن يتقي الله تعالى ويعترف بذنبه ويستغفر ربه، ويجدد عقد نكاحه.
نسأل الله تعالى أن يمن عليه بالتوبة النصوح ويقبلها منه إنه غفور رحيم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: لو أنه - أي الساب - قبل رفعه إلى السلطان ظهر منه من الأقوال والأعمال ما يدل على حسن الإسلام وكف عن ذلك -السب- لم يقتل في هذه الحال. وفيه خلاف بين أهل هذا القول -القائلين بقبول توبته وعدم قتله- أهـ.
والله أعلم.
17876
عنوان الفتوى:ابن اخت الزوج ليس من المحارم رقم الفتوى:17876تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : هل ابن أخت زوجي محرم علي بحيث أستطيع أن أكشف عن وجهي أمامه وأصافحه ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمجرد كون الشخص المذكور ابن اخت الزوج لا يجعله مَحْرماً، إلا أن يكون هناك سبب آخر للحرمة كالرضاع مثلاً، وعليه فلا يجوز لك كشف وجهك أمامه ولا الخلوة به، وراجعي الفتوى رقم:
6741.
والله أعلم.
17879
عنوان الفتوى:لا بأس مع دعائنا لك بالصبر والدعاء والتداوي رقم الفتوى:17879تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(7/386)


سؤالي ليس للاستفتاء إأنما دعاء نعم الدعاء لي بالشفاء أنا فتاة في31من العمرعزباء مسلمة ومؤمنة بقضاء الله وقدره وأعلم أن الدعاء لله والله وحده الذي لا شريك له القادر على كل شيء سبحانه عالم بحالي وقادر أن يشفيني. أقطن بالجزائر وكم هي بعيدة عن الأرض الطاهرة المباركة، وعن الكعبة الشريفة فأمنيتي أن أقرب منها وأدعو الله بالشفاء (إني مسني الضر وأنت خير الراحمين/ لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين ) فادعوا لي شيوخنا وجزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك من كل مرض وداء ظاهر وباطن، وأن يبلغك مناك الموافقة لشرع الله إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وعليك أن ترضي بقدر الله سبحانه وتحتسي أجر مرضك عنده، فما من مرض أو بلاء يصيب المؤمن إلا كفر الله به من خطاياه أو رفع به من درجته، فاصبري إن أجر الصبر عظيم. ويكفيك قوله سبحانه:قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]. واعلمي أن الفرج مع الصبر وأن مع العسر يسرا، ولا يمنعك صبرك واحتسابك مرضك عند الله من أن تطلبي شفاءه ، فإن الله ما أنزل من داء إلا وجعل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله ، فقد روى أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء.

(7/387)


فلا تيأسي من روح الله ، ولا تقنطي من فرجه ، وخذي بأسباب الدواء المادية عند الحذاق من الأطباء ، وقبل ذلك عليك بالرقية الشرعية والأذكار المأثورة والمداومة عليها ودوام الإلحاح على الله بالدعاء، موقنة بالإجابة معتصمة به متوكلة عليه متبرئة من كل حول وقوة لغيره، لا سيما في الثلث الأخير من الليل، وستكشف إن شاء الله كربتك ويجيب دعاءك ، فهو القائل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:62]
والله أعلم.
17880
عنوان الفتوى:أقوال العلماء فيمن نذرت صوم يوم معين فوافاها الحيض رقم الفتوى:17880تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : قد نذرت صيام الثلاثة الأيام البيض من كل شهر ولكن سبحان الله أتتني العادة الشهرية في هذه الأيام هل علي قضاء لهذه الأيام في أيام أخرى؟ أم أن النذر إن كان صوم لا قضاء له؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن نذرت صوم يوم أو أيام معينة فوافقت حيضها أو نفاسها فقد اختلف أهل العلم فيما يلزمها.
فمذهب مالك وهو الصحيح من مذهب الشافعي ورواية لأحمد أنه لا يجب عليها شيء لا قضاء ولا كفارة، لأن النذر صوم أيام معينة وقد فات بفوات زمانه، وذهب الحنابلة -في الصحيح عندهم- إلى أنه يلزمها القضاء مع يمين الكفارة.
ومذهب الحنفية وهو قول آخر للشافعي ورواية أخرى عن أحمد أنه يلزمها القضاء فقط وهو الراجح، لأن صيام النذر أصبح كالفرض، والفرض إذا منع منه مانع شرعي تجب فيه عدة من أيام أخر، لقوله تعالى:وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ [البقرة:185].
وعليه، فإنه يلزمك صيام هذه الثلاثة الأيام في وقتها، فإن وافقت أيام حيضك أو نفاسك قضيتها في غيرها.
والله أعلم.
17882

(7/388)


عنوان الفتوى:هل يرخص لمن لم تتزوج فعل العادة السرية رقم الفتوى:17882تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : هل ممارسة العادة السرية للفتاة التي تخطت سن الزواج والتي تخاف على نفسها من الوقوع في حرام أكبر كالزنا حرام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتأخر الفتاة عن الزواج لا يسوغ لها فعل العادة السرية لحرمتها، ولما يترتب عليها من أضرار في نفسها ودينها. وانظري الجواب رقم:
910 وعليك بدفع غوائل الشهوة بالطرق المشروعة المبينة في الجواب رقم:
5524.
وعليك أن تسعي مع أهلك ومعارفك في البحث عن من تتزوجين به. ولا حرج في أن تبحث المرأة عن زوج صالح يعفها وتجتمع معه على شرع الله ودينه، كما هو مبين في الجواب رقم :
7682.
والله أعلم.
17884
عنوان الفتوى:لا مؤاخذة فيما يراه النائم من أحلام رقم الفتوى:17884تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمةالله وبركاته...
ماحكم الأحلام الجنسية...؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!...مع العلم أني لا أشاهد تماماً أي أفلام أباحية والحمد لله وأحافظ على غض نظري على قدر استطاعتي "والله المُعين" ... وخاصة أني أحلم بأشخاص أعرفهم جيداً وهذا ما يثير غضبي واشمئزازي
لدرجة أني أستيقظ في غاية الاشمئزاز من هذا الحلم القذر
فهل هذه الأحلام -التي لا دخل لي فيها- تغضب ربنا " سبحانه و تعالى "
أرجو الإفادة في هذا الموضوع المحير.. و شكراً
جزاكم الله خيراَ
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنما يراه النائم من الأحلام والتخيلات لا يؤاخذ به إذ لا طاقة له على دفعه، وقد قال تعالى:لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].
وقال صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ ...... إلى آخر الحديث الذي رواه الترمذي وغيره.

(7/389)


وفي الأخير ننصح الاخ بالمواظبة على أذكار والنوم وعدم الاسترسال في التخيلات وأحاديث النفس.
والله أعلم.
17887
عنوان الفتوى:القول الذي رجحه ابن تيمية في موطن سجود السهو رقم الفتوى:17887تاريخ الفتوى:12 ربيع الثاني 1423السؤال : متى يكون السجود القبلي والسجود البعدي؟
وشكراً
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فموطن سجود السهو اختلف فيه العلماء، فقيل: كله قبل السلام وهو مذهب الشافعي ، وقيل: كله بعد السلام، وهو مذهب أبي حنيفة ، وقيل: ما كان عن نقص فمحله قبل السلام، وما كان عن زيادة فمحله بعد السلام وهو مذهب مالك، وقول للشافعي في القديم، ومذهب الإمام أحمد أنه قبل السلام، إلا ما ورد فيه النص أنه بعد السلام، وهو ما إذا سلم من نقص في صلاته أو تحرى الإمام فبنى على غالب ظنه، وما عداه يسجد قبل السلام.
والصواب ما رجحه ابن تيمية حيث قال: (وأظهر الأقوال وهو رواية عن أحمد فرق بين الزيادة والنقص وبين الشك مع التحري والشك مع البناء على اليقين، فإذا كان السجود لنقص كان قبل السلام لأنه جابر ليتم الصلاة به، وإن كان لزيادة كان بعد السلام لأنه إرغام للشيطان لئلا يجمع بين زيادتين في الصلاة، كذلك إذا شك وتحرى فإنه يتم صلاته، وإنما السجدتان إرغام للشيطان فتكونان بعده.
وكذلك إذا سلم وقد بقي عليه بعض صلاته ثم أكملها فقد أتمها، والسلام فيها زيادة، والسجود في ذلك بعد السلام ترغيماً للشيطان.

(7/390)


وأما إذا شك ولم يبن له الراجح فيعمل هنا على اليقين، فإما أن يكون صلى خمساً أو أربعاً، فإن كان صلى خمساً فالسجدتان يشفعان له صلاته ليكون كأنه صلى لله ستاً لا خمساً، وهذا إنما يكون قبل السلام، فهذا الذي بصرناه يستعمل فيه جميع الأحاديث الواردة في ذلك، وما شرع قبل السلام توجب فعله قبل السلام، وما شرع بعد السلام لا يفعل إلا بعده وجوباً، وهذا أحد القولين في مذهب أحمد وغيره، وعليه يدل كلام أحمد وغيره من الأئمة). انتهى
والله أعلم.
1789
فتاوى
عنوان الفتوى:المني طاهر والأولى غسله عن ثوبك رقم الفتوى:1789تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال: نعرف أن نزول المني من موجبات الغسل فهل هو نجس؟ وما الحكم إذا صليت وأنا على طهارة ولبست لباساً به شيء من المني وأنا على علمٍ بذلك؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمني طاهر في قول جمهور العلماء لما ثبت في صحيح مسلم في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "... ولقد كنت أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم" والفرك هو الحك ومعلوم أن النجاسة لا يُطَهَّر المكان الذي أصابته بفركها منه ، فدل فرك عائشة للمني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم على طهارته. لكن الأحسن أن تغسله عن ثوبك، لأنه مستقذر كالمخاط ونحوه مما هو طاهر مستقذر. ولذلك كانت عائشة تغسله مرة من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "كنت أغسله (أي المني) من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم.." .
والله أعلم.
17890
عنوان الفتوى:لا يقع الظهار إلا أذا فُعَل المعلَق عليه رقم الفتوى:17890تاريخ الفتوى:02 ذو الحجة 1424السؤال : تشاجرت مع عائلة زوجتي وفي قوّة غضبي قلت لزوجتي : والله تحرمين عليَّ إذا ذهبت أنا إلى منزلكم.

(7/391)


فالرجاء الإجابة في أقرب وقت ممكن وهل باستطاعتي أن أذهب إلى منزل عائلة زوجتي وهل يوجد كفّارة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مثل هذا القول يعد ظهاراً في الراجح من أقوال العلماء، إلا أنك لا تكون به مظاهراً إلا إذا فعلت ما علقت عليه التحريم، وبناءً على هذا، فإنك إن ذهبت إلى بيت عائلة زوجتك صرت مظاهراً، وإن لم تذهب فلا شيء عليك، ولمعرفة الكفارة وما يلزمك في ذلك راجع الفتوى رقم:
7438.
والله أعلم.
17891
عنوان الفتوى:الدعوة بالحكمة وبيان ماعليه زوجك من خطر رقم الفتوى:17891تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : ماذا أفعل لأمنع زوجي من مشاهدة الصورالإباحية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا خلاف في حرمة المسلسلات والأفلام التي تحتوي على لقطات إباحية، وذلك لما فيه من فساد للأخلاق وإشاعة للفاحشة التي حرم الله تعالى، قال جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [النور:19].
كما أن تلك الصور من الأمور التي أوجب الله على المؤمن أن يغض بصره عنها، قال سبحانه وتعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) [النور:30].
وعليه، فالذي نقوله للأخت هو: أن تجتهد في النصح لزوجها، وأن تعظه وتخوفه عذاب الله، ولتعلمه أن الله مطلع على أفعاله وسيحاسبه على هذه المعصية، إذا هو لم يتب ويرجع، ولتستعن ببعض الأشرطة الدينية والكتب التي تتحدث عن هذا السلوك السيئ، لعل الله ينفعه بذلك.
والله أعلم.
17892

(7/392)


عنوان الفتوى:المعتبر حالة المريض وقت صدور الطلاق منه رقم الفتوى:17892تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال : لقد طلق أبي أمي ثلاث مرات أمام عيني مع العلم أن أبي كان مصابا بمرض الكلى وهذا المرض يؤدي إلى وصول السموم إلى المخ مما يؤدي إلى عدم التفكير بشكل جيد وأيضا هو كبير في السن فهل تعتبر أمي مطلقة أم لا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يظهر -من السؤال- أن هذه الزوجة بانت من زوجها بينونة كبرى، لأن الله تعالى يقول: (الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) [البقرة:229].
قال المفسرون الطلاق حل العصمة المنعقدة بين الأزواج بألفاظ مخصوصة، وهذه الآية رافعة لما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام من أن الرجل كان أحق برجعة امرأته وإن طلقها مائة مرة ما دامت في العدة، فلما كان هذا فيه ضرر على المرأة قصرهم الله تعالى على ثلاث طلقات، وأباح الرجعة في الأولى والثانية، وأبانها بالكلية في الثالثة.
ومذهب الجمهور بمن فيهم الأئمة الأربعة أنها تبين منه بالثلاث، سواء أكانت مجتمعة أم كانت متفرقة.
وقالت طائفة من أهل العلم تقع واحدة رجعية، وأفتى بذلك بعض السلف من الصحابة والتابعين وأتباع المذاهب. ونصره ابن تيمية وتبناه، وكذلك تلميذه ابن القيم وعملت به المحاكم الشرعية في بعض بلاد المسلمين في هذا العصر.
وأما عن قول السائل الكريم: إن والده مصاب بمرض الكلى الذي يؤدي إلى تسمم المخ مما يؤدي إلى إصابة العقل، فإن المعتبر هو حالته التي صدر منه الطلاق فيها، فإن كان فاقد الوعي فلا يعتبر طلاقه. أما إن كان في حال وعيه واختياره فإن طلاقه يقع، ولا عبرة لأصل المرض ولا بما قد يسببه.
والحاصل أن الطلاق إذا كان وقع متفرقاً وفي وقت انتباه والدك وعدم تأثير المرض عليه تأثيراً يذهب بعقله، فإن أمك بانت منه بالإجماع.

(7/393)


أما إذا وقع في غياب عقله، فإنه لا يقع، وإن كان وقع دفعة واحدة، وهو في وقت يتمتع فيه بكامل قوته العقلية، فإنه فيه الخلاف هل يقع واحدة أو ثلاثاً، وبالثلاث قال الجمهور.
وننصحكم بمراجعة المحاكم الشرعية إن كنتم في بلد فيه محاكم شرعية.
والله أعلم.
17893
عنوان الفتوى:إبطال السحر بالأيات والأدعية المأثورة غنية عن غيرها رقم الفتوى:17893تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : هنالك العديد من الأشخاص الذين يقولون إنّه إذا أتى إلى منزلك أحد تعتقد أنّه سوف يسحرك فأطلق البخور مثل البطول أو شجرة مريم لإبطال السحر. فما رأي الدين في هذا. مع أدلّة من القرآن والسنّة
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الذي جاء في السنة هو أن السحر يطرد ويبطل ويدفع بالآيات القرآنية، وبالتحصن بالدعوات والتعوذات والأذكار المشروعة في الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ ودخول المنزل والخروج منه، وأذكار دخول الخلاء، والخروج منه، وغير ذلك مما هو مذكور في كتبه الخاصة به، فهذا في الحقيقة هو الذي يطرد به السحر أما غير ذلك فلا حاجة له، ولم يرد فيه شيء.
والله أعلم.
17896
عنوان الفتوى:موجبات الحبس رقم الفتوى:17896تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ، ماهي العقوبات التي تتطلب السجن في الشرع ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر العلماء موجبات الحبس، وممن ذكر ذلك الإمام القرافي وجعلها ثمانية وهي :
1. حبس الجاني لغياب ولي المجني عليه حفظا لمحل القصاص.
2. حبس العبد الآبق سنة حفظا للمالية رجاء أن يعرف مالكه.
3. حبس الممتنع من دفع الحق إلجاءً إليه.
4. حبس الجاني تعزيراً وردعاً عن معاصي الله تعالى.

(7/394)


5. حبس من أشكل أمره في العسر واليسر اختباراً لحاله، فإذا ظهر حاله حكم بموجبه عسراً أو يسراً.
6. حبس من امتنع من التصرف الواجب الذي لا تدخله النيابة، كمن أسلم على أختين أو كثر من أربع نسوة، أو امرأة وابنتها، وامتنع من ترك ما لا يجوز له.
7. حبس من أقر بمجهول عين أو في الذمة وامتنع من تعيينه، فيحبس حتى يعينه، فيقول: العين هو هذا الثوب مثلاً.
8. حبس الممتنع من أداء حق الله تعالى الذي لا تدخله النيابة عند الشافعية والمالكية كالصوم والصلاة.
9. وذكر بعضهم سبباً آخر وهو، حبس المتداعى فيه لحفظه حتى نتيجة الدعوى، كامراة ادّعى رجلان نكاحها فتحبس في بيت عند امرأة صالحة، وإلا ففي حبس القاضي.
و الله أعلم .
17897
عنوان الفتوى:شروط صحة إسلام الكافر رقم الفتوى:17897تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم إشهار نصراني لإسلامه للزواج من مسلمة؟ وما هي الشروط كي يكون إسلامه حقيقياً؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أجمع أهل العلم على أنه لا يجوز ولا يصح نكاح كافر لمسلمة، سواء كان نصرانياً أو يهودياً أو غير ذلك، لأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بإذنه...) [البقرة:221].
ولكن إذا أسلم الكافر لله رب العالمين وحسن إسلامه وخلقه، فلا حرج إن يتزوج المسلمة بعد ذلك، لأنه صار مسلماً.

(7/395)


وأما شروط صحة إسلامه بالنسبة لنا لكي نجري عليه أحكام الإسلام، فهي أن ينطق بالشهادتين، وبهذا يكون قد دخل في الإسلام ثم عليه أن يلتزم بما لا يصح إسلامه إلا به من الأعمال كالصلاة، والكف عن المكفرات كلبس الصليب. وإذا فعل هذا حكمنا بإسلامه ونكل باطن أمره إلى الله، وقد قال عمر: إنما نحكم بالظواهر، والله يتولى السرائر.
والله أعلم.
17898
فتاوى
عنوان الفتوى:الهجرة واجبة لمن لم يتمكن من أداء شعائر الدين رقم الفتوى:17898تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال: السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإني يا أخي العزيز لي موضوع متعلق بمستقبل حياتي بأسره ألا وهو أنا تلميذ أبلغ من العمر 18 غير أني أعيش في بلد لا حرية إسلامية فيه فالإسلام يضطهد والمسلمون يعيشون حالة قمع وذلك لأسباب" سياسية " فسؤالي يا أخي العزيز هل بإمكاني الهجرة والرحيل إلى أي بلد من البلاد الإسلامية فيمكنني أن أتعلم القرآن وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم علي أحسن ما يكون، فيا أخي العزيز أسأل الله أن يثبتك حتى يمكنك مساعدتي علما وأني يا أخي لي أم وأب وأخ وأخت أخاف أن يمسهم سوء من جراء رحيلي.
أخي الكريم بكل بكل بساطة أريد أن أقول هل الهجرة أوالرحيل في حالتي هذه فرض. وجزاكم الله كل خير
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت لا تتمكن من إقامة شعائر الإسلام في هذا البلد الذي أنت فيه فيجب عليك الهجرة إلى بلد مسلم تتمكن فيه من عبادة ربك والقيام بشعائر دينك، وأقنع أهلك وأقرباءك بوجوب ذلك عليهم أيضاً، وإن كنت تتمكن من إقامة دينك وعبادة ربك فالهجرة مستحبة في حقك وليست واجبة. وفي حالة الاستحباب لا بد من إذن الوالدين لك بالهجرة، وألا تخشى عليهما ضيعة في حال هجرتك، وانظر الفتوى رقم:
8614 والفتوى رقم: 12829.
والله أعلم.
179

(7/396)


عنوان الفتوى:علاج الشذوذ الجنسي رقم الفتوى:179تاريخ الفتوى:02 ذو الحجة 1424السؤال : ما العلاج الإسلامي للشذوذ الجنسي؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الشذوذ الجنسي : خلق سيئ وعادة قبيحة ورثها الناس من قوم لوط وقد عذب الله هؤلاء القوم بعذاب شديد ذكره الله في كتابه وهو أنه رفعهم جبريل إلى السماء الدنيا ثم رماهم إلى الأرض على رؤوسهم نسأل الله العافية، وكفى بمثل هذا العذاب رادعاً. وبالنسبة للعلاج فإن علاج مثل هذه الأمراض والبلايا يكون كالتالي:
1ـ تقوى الله والخوف من عذابه.
2ـ الخوف من سوء الخاتمة وأن يسأل الإنسان نفسه كيف سيقابل الله لو قبض الله روحه وهو يعمل هذه الرذيلة .
3ـ أن يحفظ بصره ويغضه عما حرم الله.
4ـ الزواج.
5ـ تذكر الأمراض المترتبة على مثل هذا الشذوذ. وغير ذلك .
والله أعلم.
1790
عنوان الفتوى:رجل توفى عن زوجة وابن وابنتين رقم الفتوى:1790تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : رجل توفى عن زوجة وابن وبنتان وله تركة وترك للأم وإحدى البنتين محلا تجاريا باسمهما، وللبنت الأخرى حصة فى شركة والابن كان يعطيه فى حياته أموالا وسيارات ومصاريف فاقت الحد بالرغم من أنه يعمل وله دخل فما الحكم؟

(7/397)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: يجب على الوالد العدل بين أولاده فيما يعطيهم لما ثبت في صحيحي البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إني نحلت ابني هذا غلاماً فقال النبي صلى الله عليه وسلم أَكُلَّ ولدِك نحلت مثله قال لا قال فأرجعه" فهذا الحديث يدل دلالة صريحة على وجوب العدل بين الأولاد وعلى رد الوالد ما أعطاه لبعض ولده دون الباقين. لكن يبدو أن والد هذه الأسرة كان يعطي لكل ولده فقد أعطى إحدى البنتين مع أمها محلا تجارياً وأعطى الأخرى حصة من شركة وكان يعطي الابن أشياء أخرى حسب ما ذكرت. وكأنك تستكثر ما كان يعطيه الوالد للابن. ولعل المبرر لذلك أن الابن يقوم بشؤون أسرته والوالد يساعده على ذلك. وعلى هذا فتركة هذا الوالد الباقية تقسم على حسب ما يلي: الزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث والباقي للابن والبنتين تعصيباً للذكر مثل حظ الأنثيين. وننصح هذه الأسرة بتقوى الله تعالى وأن لا تكون بينهم مشادة بل عليهم أن يتسامحوا ويصطلحوا. وإذا لم يستطيعوا حل هذه القضية فيما بينهم فعليهم أن يرجعوا إلى المحاكم الشرعية في البلد التي هم فيها إن كانت فيها محاكم شرعية وإلاّ رجعوا إلى أحد أهل العلم عندهم ويشرحوا له القضية وتفاصيلها وملابساتها ليتمكن من حلها لهم. والله تعالى أعلم.
17902
عنوان الفتوى:شروط صحة المضاربة رقم الفتوى:17902تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : يوجد لدينا شركه تضع فيها مبلغاً من المال على سبيل المثال 5000 دينار يكون ربحك في الشهر 5% وهي شركة ألبان وخضروات بعض المشايخ عندنا قالوا لا تجوز لأنه مال بمال والبعض الآخر قال ربا نرجو الإفاده وهل في تحديد النسبة شيء وجزاكم الله كل خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/398)


فقد سبق لنا بيان حكم التعامل مع الشركة المسماة (هابتكو) تحت الفتوى رقم:
17352 وبينا أنه لا يجوز الاستثمار فيها لأسباب مذكورة هناك، وسواء كان السؤال عن هذه الشركة أو غيرها، فإننا نقول: إذا كان رأس المال 5000 دينار غير مضمون، بل هو معرض للنقص في حال الخسارة، وكان الربح 5% منسوباً إلى أرباح الشركة، وليس إلى رأس المال، فلا حرج في هذه المعاملة وهي مضاربة صحيحة.
أما إن كان رأس المال مضموناً، تتعهد الشركة بإعادته إلى صاحبه كاملاً مهما وقع من خسائر، فهذا عقد قرض في الحقيقة، وما جاء على أثره من فائدة هو فائدة على القرض، وهذا عين الربا.
والربح له ثلاثة أحوال:
الأول : أن لا يكون توزيعه بين العامل ورب المال محدداً، وحينئذ تكون المضاربة فاسدة لأن من شرطها تحديد توزيع الربح إذا حصل بأن يقال -مثلاً- لرب المال الثلث وللعامل الثلثان.
الثاني : أن يكون نسبة محددة من أرباح الشركة، كـ 5% أو 10% أو الربع أو النصف، وإذا عُدم الربح بالكلية فلا شيء لرب المال، وإن وقعت خسارة، كانت في ماله، ولا شيء على العامل (الشركة) إلا أن يفرط وهذا جائز.
الثالث : أن يكون الربح نسبته محددة من (رأس المال) فمن دفع (5000 دينار) أخذ (5%) سنوية إلى رأس المال، أي أخذ 250 ديناراً، وهذا ربا محرم، إذ حقيقته أن العميل أقرض الشركة 5000 دينار على أن يأخذ فائدة ربوية معلومة من ابتداء العقد وهي 250 ديناراً.
ولمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم:
1873.
والله أعلم.
17905
عنوان الفتوى:حكم أسهم شركة سابك رقم الفتوى:17905تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم الأسهم في شركة سابك؟ وكيف أخرج الزكاة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فشركة سابك -فيما نعلم- هي الشركة السعودية للصناعات الأساسية، وتعمل في مجال البتروكيماويات، لكن لا علم لنا إذا كان الربا يدخل في تعاملاتها أم لا؟

(7/399)


فعلى السائل الكريم أن يتثبت من ذلك، فإذا تبين له أن الشركة المذكورة تتعامل بالربا، فعليه ألا يساهم فيها، وإن كانت له أسهم بها فعليه أن يفك هذه الأسهم، فإن عجز عن ذلك فعليه إذا استطاع أن يميز الأرباح الربوية التي يحصل عليها منها ويصرفها في وجوه البر تخلصاً من الربا فليفعل، وإن لم يستطع أن يميز الأرباح الربوية فعليه - كما قرر أهل العلم - أن يتصدق بنصف الأرباح احتياطاً فلا يظلِم ولا يُظلم.
أما بالنسبة للزكاة، فإذا حال الحول على هذه الأسهم فتنظر القيمة السوقية للسهم كم مبلغها؟ ثم تضرب القيمة في عدد الأسهم مضيفاً إليها الأرباح التي هي حلال أي دون الفوائد الربوية، فإذا بلغ الإجمالي نصاباً أي ما يساوي قيمة 85 جم من الذهب الخالص فعليك في هذه الحال أن تخرج ربع العشر من المبلغ الإجمالي، علماً بأنه إذا كانت لك أموال أخرى غير الأسهم، فإنها تضاف إليها.
وعلى هذا، فإذا لم تبلغ الأسهم مع أرباحها الحلال نصاباً بنفسها، فإنها قد تبلغ نصاباً بالإضافة إلى الأموال الأخرى فتزكى بزكاتها.
وراجع الفتوى رقم: 4142، والفتوى رقم: 1214، والفتوى رقم: 3099.
والله أعلم.
17908
عنوان الفتوى:بعض ما يحرم على الجنب رقم الفتوى:17908تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال :
هل يجوز للجنب الاستماع إلى القرآن؟ أفيدونا بارك الله فيكم
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فإن العلماء ذكروا أشياء تحرم على الجنب، بعضها متفق عليه والبعض الآخر مختلف فيه، وليس منها الاستماع إلى تلاوة القرآن، ومن هذه الأشياء الممنوعة على الجنب:

(7/400)


أولاً: الصلاة، لقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) [المائدة:6] .
ثانياً: الطواف، لحديث ابن عباس عند الترمذي وغيره مرفوعاً "الطواف صلاة إلا أن الله تعالى أحل فيه الكلام؛ فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير".
ثالثاً: مس المصحف، لما في الموطأ أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لـ عمرو بن حزم: "ألا يمس القرآن إلا طاهر". وهو ما عليه الجمهور خلافا للظاهرية.
ومما يتصل بمس المصحف، مس كتب التفسير، فيحرم عند الحنفية لأنه يصير بمسها ماساً للقرآن، وهو قول ابن عرفة من المالكية، والعبرة عند الشافعية في تحريم مسها بكثرة القرآن عن التفسير المكتوب معه، فإذا كان التفسير أكثر من القرآن فلا يحرم، وأجاز المالكية والحنابلة مساها، لأنه لا يقع عليها اسم المصحف.
رابعاً: قراءة القرآن، لحديث علي في المسند قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن ما لم يكن جبنا. والجمهور من المذاهب الأربعة وغيرهم على منع القراءة للجنب، وذهب بعض أهل العلم إلى جوازها.
خامساً: المكث في المسجد لقوله تعالى ( ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا) والمعنى لا يقرب الجنب مواضع الصلاة لأنه ليس في الصلاة عبور سبيل إنما عبور السبيل في موضعها وهو المسجد، لحديث عائشة عند أبي داود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إ ني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب. وهذا الحديث ضعفوه كما قال الخطابي
لكن يجوز العبور من المسجد لقوله تعالى: ( ولا جنباً إلا عابري سبيل ) وهو مذهب الشافعية والحنابلة، ومنعه الحنفية وهو المذهب عند المالكية إلا بالتيمم.

(7/401)


سادساً:ويحرم على الجنب كتابة القرآن عند المالكية، وهو وجه عند الشافعية -وهو الراجح- لأن كتابة الحروف تجري مجرى القراءة، قال محمد بن الحسن : "أحب إلي أن لا يكتب" انتهى.
7-ويحرم على الجنب مس الدراهم التي عليها شيء من القرآن، عند الحنفية وفي وجه عند الشافعية والحنابلة، لأن الدراهم كالورقة التي كتب فيها قرآن، وأجاز ذلك المالكية، وهو الأصح عند الشافعية، ووجه عند الحنابلة، -وهو الراجح- لأنه لا يقع عليها اسم المصحف فأشبهت كتب الفقه، ولأن في الاحتراز من ذلك مشقة، والحاجة إلى ذلك، والبلوى به عامة فعفي عنه.
8-ويحرم على الجنب حمل القرآن إلا إذا كان بأمتعته، والأمتعة هي المقصودة بالحمل، أو كانت هناك ضرورة لحمله كالخوف عليه من السرقة أو أن تمسه نجاسة أو غير ذلك.
وأجاز الحنابلة حمله بعُلاقة، قال ابن قدامة في المغني: يجوز حمل المصحف بعلاقته، وهذا قول أبي حنيفة ، وروي ذلك عن الحسن وعطاء وطاووس والشعبي والقاسم وأبي وائل والحكم وحماد لأنه غير ماس له، كما لو حمله في رحلة انتهى.
أما الاستماع إلى التلاوة والتسبيح والتكبير والتهليل والأدعية وقراءة الأحاديث النبوية فلا باس بذلك كله. وكان صلى الله عليه وسلم يذكر على الله كل أحيانه.
والحاصل أن للأخ السائل أن يستمع إلى التلاوة على كل حاله، وأن يذكر الله تعالى بالتهليل والتسبيح والتكبير ويقرأ الأحاديث.
و الله أعلم .
17909
عنوان الفتوى:الأصناف الذين تحل لهم المسألة رقم الفتوى:17909تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم التسول خاصة في المساجد؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/402)


فإن الله سبحانه وتعالى مدح الفقراء المتعففين بقوله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً) [البقرة:273].
والآية وإن كانت في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل الصفة وغيرهم، فإن العبرة بعمومها.
وقد ذم الإسلام الجشع والطمع والسؤال، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس على وجهه مزعة لحم".
وقد بين صلى الله عليه وسلم من تحل له المسألة، ففي صحيح مسلم عن قبيصة بن مخارق الهلالي رضي الله عنه قال: تحملت حمالة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله، فقال: "أقم عندنا حتى تأتينا الصدقة، فنأمر لك بها، ثم قال: يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش - أو قال: سدادا من عيش - ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة. فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش - أو قال: سداداً من عيش - فما سواهن من المسألة ياقبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتاً".
فهؤلاء الثلاثة فقط هم الذين تحل لهم المسألة: تحمل الحمالة للصلح، إصابة الجائحة في المال، الفاقة والفقر المدقع.
فإن كان السائل من هؤلاء، فالمسألة جائزة بدون قيد بنص الحديث. أما غير هؤلاء فلا يجوز له سؤال الناس -أصلاً- ولو في غير المسجد، فإذا فعل ذلك في المسجد كان إثماً زائداً.
والله أعلم.
1791

(7/403)


عنوان الفتوى:بعض المخالفات الموجودة في المسلسلات والبرامج التلفزيونية رقم الفتوى:1791تاريخ الفتوى:16 ذو الحجة 1424السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد : فإنني أود أن أسال فضيلتكم سؤالين : الأول:ما حكم مشاهدة المسلسلات العربية؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالمسلسلات عربية كانت أو غير عربية لا يخلو مسلسل منها من الموسيقى والمعازف المحرمة، كما أنها لا تخلو في الغالب من متبرجات كاشفات حاسرات عن رؤوسهن أو شعورهن، واضعات للمكياج والأصباغ وسائر أنواع الزينة مما لا يجوز أن تظهر به المرأة أمام الرجال الأجانب عنها، وإنما يختص جواز ذلك بالزوج أو المحارم، وقد يكون الدور التمثيلي يقتضي الاختلاط كمن يمثل دور أب لفتاة فإنه يعاملها وكأنها ابنته رغم أنها أجنبية عنه، فربما صافحها، أو عانقها...وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة حينما يكون دورها ابنة، أو أختاً أو أماً أو زوجة، فيحصل النظر المحرم من الطرفين، واللمس والتقبيل، وغير ذلك مما لا يجوز.

(7/404)


هذا ومن المعلوم أن أصحاب هذه المسلسلات يختارون -في أغلب الأدوار - أجمل النساء وأجمل الرجال بغرض الإثارة والتشويق، مما يكون له الأثر السيئ على المشاهد، حيث وجد الكثير ممن يتعلقون ببعض الفنانين أو الفنانات لجمال الهيئة، فضلاً عمن يتخذ هؤلاء قدوة له في حياته. فعمل هؤلاء محرم، وهم بعملهم هذا ممن يزين الفاحشة ويحب أن تشيع في المجتمع، ومشاهدة هذه المسلسلات محرم قطعاً، ولا يسع مسلماً ولا مسلمة يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلس إلى شاشة التلفاز في وقت تعرض فيه هذه البرامج، ولا يجوز له السماح بمشاهدتها لمن تحت يده من أهل وذرية، بل الواجب على المسلم غض البصر عما حرم الله، لقوله تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) [النور: 30- 31]. وأن يقي نفسه وذريته أسباب الانحراف وطرق الرذيلة والفاحشة.
والله أعلم.
17910
عنوان الفتوى:اللغات التي علمها الله آدم رقم الفتوى:17910تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : ما هي لغة سيدنا آدم؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن آدم عليه السلام كان يعلم جميع اللغات، ويعلم أسماء كل شيء حتى الجفنة والمخلب، على ما قال ابن عباس. دليل ذلك قوله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) [البقرة:31].
وقد ذكر القرطبي عن كعب الأحبار وغيره: أن أول من وضع الكتاب العربي والسرياني والكتب كلها وتكلم بالألسنة كلها آدم عليه السلام، فآدم عليه السلام لم تكن له لغة واحدة، بل كان يعلم جميع أمهات اللغات.
والله أعلم.
17914
عنوان الفتوى: رقم الفتوى:17914تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال : متى ولد ومتى توفي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟
ولكم جزيل الشكر
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/405)


فقد اختلفت كتب السيرة والتاريخ في تحديد يوم ولادته صلى الله عليه وسلم اختلافاً كثيراً، فقيل: ولد لليلتين خلتا من ربيع الأول، وقيل: في ثامنه، وقيل: في الثاني عشر منه، وذلك في عام الفيل.
وقد حكى الإجماع على أنه ولد عام الفيل غير واحد من أهل السير منهم: خليفة بن خياط -رحمه الله- ولا ينبغي أن يشك في أن يوم ولادته هو يوم الاثنين، لأنه قد صرح صلى الله عليه وسلم بذلك في صحيح مسلم.
وأما وفاته صلى الله عليه وسلم، فقد كانت في ربيع الأول أيضاً، والمشهور أن ذلك كان في الثاني عشر منه، وقيل: في مستهله، وقيل: ثانيه. وقيل: غير ذلك.
والله أعلم.
17915
عنوان الفتوى:حكم بعض ألفاظ الشتم التي قد تعتبر قذفاً رقم الفتوى:17915تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : ماحكم الشرع في الشخص الذي عندما كان يسب زوجته يقول لها ياقحبة، ياشرموطة يا عايبة يابنت العايبة مع العلم أن هذا الشخص توفي نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة مع العلم أن هذا السباب كان في حالة الغضب وليس عن اقتناع . وهل يعتبر هذا الشيء من قذف المحصنات.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الميت قد أفضى إلى ما قدم، فينبغي الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وعدم التفتيش والبحث فيما قدمه من أوزار.
وأما الشتم بلفظ "ياقحبة" فهو قذف عند بعض العلماء، ومنهم من يراه من ألفاظ الكناية، فإن فسره صاحبه بما ليس قذفاً كأن يقول: إن مراده أنها تستعد لذلك لا أنها وقعت في الحرام، لم يحد.
والواجب على المسلم الحذر من استعمال هذه الألفاظ المنكرة، ولو غاب عن ذهنه قصد القذف بالفاحشة، فليس المؤمن بالطعان ولا بالفاحش البذيء.

(7/406)


ونسأل الله أن يرحم هذا الشخص ويتجاوز عنه، وينبغي لامرأته أن تعفو عنه وأن تحلله من هذا السب رجاء أن يعفو الله عنها، كما قال الله:وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور:22].
والله أعلم.
17916
عنوان الفتوى:حكم قتل الرتيلاء والعنكبوت والفأر رقم الفتوى:17916تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم
ما حكم قتل الرتيلاء أو العنكبوت، والنمل والجرذان؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فأكثر أهل العلم على جواز قتل العنكبوت لأنه من جنس المؤذي. وأما الفأرة فورد فيها الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور.
وأما الرتيلاء فقال الخرشي في شرح مختصر خليل: هي دابة صغيرة سوداء ربما قتلت من لدغته. ويجوز قتلها .
وأما النمل فسبق الجواب عنه في الفتوى رقم:
2568
والله أعلم.
17917
عنوان الفتوى:حكم إفطار المرضع إذا خافت على نفسها أو ولدها رقم الفتوى:17917تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : أنجبت طفلي في رمضان وأفطرت كل شهر رمضان ولا أستطيع الصيام لأنني كلما صمت أشعر بالتعب الشديد وطفلي مازال صغيرا ماذا أفعل قبل حلول رمضان القادم؟ هل يجب علي الصيام قبله؟ علماً بأنني قد صمت أربعة أيام فقط.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمرضع إذا خافت على نفسها من الصوم، فلها الفطر وعليها القضاء.
قال ابن قدامة رحمه الله: لا نعلم فيه بين أهل العلم اختلافاً، وإن أفطرت خوفاً على نفسها وولدها فالحكم كذلك يجب عليها القضاء فقط.

(7/407)


وإن أفطرت خوفاً على الرضيع، فجمهور أهل العلم يوجبون عليها القضاء والكفارة أي تقضي الأيام التي أفطرتها، وتطعم مع القضاء عن كل يوم مسكيناً.
والواجب هو القضاء قبل حلول رمضان من العام الثاني إن كانت هناك قدرة على القضاء، فإن بقي العذر حتى دخل رمضان الآخر صامته، ثم بعد ذلك تقضي ما كان عليها من الصيام.
والله أعلم.
17918
عنوان الفتوى:أول من ألقى على النبي عليه الصلاة والسلام تحية الإسلام رقم الفتوى:17918تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : من أول من حيا الرسول عليه الصلاة والسلام بتحية الإسلام؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأول من حيا النبي صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام هو أبو ذر الغفاري، واسمه: جندب بن جنادة رضي الله عنه، وقصته في الصحيحين بطولها، وفيها في رواية مسلم: "قال أبو ذر: فكنت أول من حياه بتحية الإسلام...".
والله أعلم.
17919
عنوان الفتوى:أساليب تربوية لتقويم عوج الأطفال رقم الفتوى:17919تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : ما هي الطريقة المثلى لمعاملة الأطفال المشاغبين ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأطفال المشاغبون غالباً ما يفعلون ذلك لافتقادهم للحب والحنان الكافيين، فهم عندما يشاغبون يحاولون أن يوجهوا أنظار والديهم إليهم ليشعروهم بالحب والحنان، ولهذا فإن أولى خطوات العلاج تتمثل في الرعاية والاهتمام والحب مع قضاء أوقات كافية معهم في اللعب والحرص علىالتنبيه الدائم لهم، وعلى الوالدين أن يتجنبا وصف الطفل بالمشاغب حتى لا يطبع ذلك في ذاكرته مع تجنيب الطفل المؤثرات الخارجية التي قد تشجعه على ذلك مثل الفيديو والتليفزيون من خلال الأفلام الكرتونية.

(7/408)


وعلى الأبوين أن ينوعا التوجيه للأولاد حسب الأنسب لهم ولسنهم، على أن يكون التوجيه بالإشارة حيناً، وبالتوجيه حينا، وبالملاحظة حينا، وبالتوبيخ حيناً آخر.
وليكن العقاب آخر خطوة يخطوانها، وله طرق تذكرها أستاذة فاضلة في التربية وهي كالآتي:
1- أسلوب الإهمال وعدم الاهتمام بهم لفترة.
2- الحرمان من مصروف أو نزهة أو أي شيء يحبونه.
3- الهجر والخصام لبعض الوقت.
4- التهديد بشرط أن ينفذ إن تهاونوا.
والله أعلم.
17927
عنوان الفتوى:(أيش لونك) معناها وإعرابها رقم الفتوى:17927تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : أنا آسف لتضييع وقتكم وهو سؤال باللغة العربية
هل كلمة ( إشلون أخيك ) بما معناها ( كيف حال أخيك ) كلمة ( إشلون ) هل هي عربية وما إعرابها
وشكراً لكم .
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكلمة أيش لونك ونحوها لم نعرفها من كلام العرب بهذا التركيب لكنها مركبة من كلمتين عربيتين وهما أحدهما: أيش، قال صاحب لسان العرب: قالوا: أيش. وإنما هو أي شيء.
والثانية: اللون، والذين يستخدمونها بالتركيب المذكور يقصدون به السؤال عن الحال فأقاموا اللون مقامه. وإعرابها كالتالي:
أيش: أي مبتدأ مضاف. وشيء: مضاف إليه. ولون: خبر مضاف. والكاف: مضاف إليه.
والله أعلم.
17929
عنوان الفتوى:حقيقة الرشوة المحرمة رقم الفتوى:17929تاريخ الفتوى:24 شعبان 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب عمري 19 عاماً وأبي يعمل مقاولاً وفي عمله يضطر إلى دفع أموال بصورة غير رسمية وأحيانا في شكل هدايا للموظفين في الشركات التي يتعامل معها ليسهلوا له التعامل وصرف مستحقاته بصورة أسرع وأنا أرى أن هذه رشوة فهل هذا صحيح؟ وعندما واجهته قال: إن البلاد كلها تسير بهذا النظام وإنا إن لم نفعل هذا فلن نجد ما نأكل ولن نستطيع الحياة.

(7/409)


أرجوك أن توضح لي الحكم فيما هو يفعله؟ وكيف يمكنني التصرف؟ لأني أفكر في أن أترك العيش معهم لاعتقادي الشديد بأن النقود التي يكسبها أصبحت ملوثة بالرشوة.
أرجو منكم الرد السريع.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالرشوة من كبائر الذنوب، وقد عرفها ابن حزم رحمه الله في المحلى فقال: هي ما أعطاه المرء ليحكم له بباطل، أو ليولى ولاية، أو ليظلم له إنسان.
وعرفها السبكي في الفتاوى بقوله: والمراد بالرشوة التي ذكرناها ما يعطى لدفع حق أو لتحصيل باطل.
وقال بدر الدين الزركشي في كتابه المنثور في القواعد: الرشوة أخذ المال ليحق به الباطل أو يبطل الحق، فأما إذا كان مظلوماً فبذل لمن يتوسط له عند السلطان في خلاصه وستره فليس ذلك بإرشاء حرام، بل جعالة مباحة.
وعليه، فإن كان الذي يدفعه والدك الغرض منه الوصول إلى حقه أو ما هو أحق به فلا مانع من ذلك، والإثم على من أخذ الرشوة، وإن كان الغرض أخذ حق الغير أو الوصول إلى شيء هو وغيره سواء فيه فلا يجوز.
وانظر الفتوى رقم: 8045، والفتوى رقم: 1713.
والله أعلم.
17931
عنوان الفتوى:المرات التي ذكر فيها اسم (محمد) عليه الصلاة والسلام في القرآن رقم الفتوى:17931تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : عدد تكراراسم النبي محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تكرر اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلفظ (محمد) في القرآن الكريم أربع مرات:
- في سورة آل عمران، قال تعالى: (ومَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) [آل عمران:144].
- في سورة الأحزاب، قال تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) [الأحزاب:40].

(7/410)


- وفي سورة الفتح، قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح:29].
- وفي سورة محمد، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ) [محمد:2].
والله أعلم.
17932
عنوان الفتوى:متى يسن سجود التلاوة رقم الفتوى:17932تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : ما حكم قراءة لفظ سجدة أثناء قراءة القرآن الكريم وشكرا ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن سجود التلاوة سنة للقارئ والمستمع، لما رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه: أنه قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ. وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -وَزَادَ نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضْ السُّجُودَ إِلَّا أَنْ نَشَاءَ.
فإذا قرأ القارئ آية السجدة واستمع إليها من قارئ صالح لأن يكون أماماً، سُنَّ له أن يسجد سجدة يكبر فيها عند الخفض والرفع، ويقول في سجوده: سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين.
والأكمل للأجر أن يكون الساجد متطهراً مستقبلاً للقبلة، وبهذا يتضح للسائل حكم سجود التلاوة.
والله أعلم.
17933

(7/411)


عنوان الفتوى:شروط جواز تأخير الزكاة رقم الفتوى:17933تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : أخرجت الزكاة وقمت بتوزيعها على المحتاجين وتركت نصيباً لواحدة من الأرامل وتبقى باقي المبلغ عندي وهو
مفصول حتى أجد مسافراً ليوصل لها المبلغ فهل يجوز هذا التأخير الغير مقصود؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت قد عزلت الزكاة عن مالك فلا تنتفع بها في قليل ولا كثير ريثما تتمكن من إرسالها أو تسليمها لمستحقها، فالظاهر أنه لا مانع من ذلك.
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني ( فصل: فإذا أخرجها ليدفعها إلى من هو أحق بها من ذي قرابة أو ذي حاجة شديدة فإن كان شيئاً يسيراً فلا بأس وإن كان كثيراً لم يجز) اهـ.
والله أعلم.
17938
عنوان الفتوى:تكاليف نكاح أحد أولاد المتوفى لا تحتسب من الركة رقم الفتوى:17938تاريخ الفتوى:06 ربيع الثاني 1423السؤال : توفي رجل ومعه من الأولاد تسعة ومن البنات ست بنات وزوج من ماله الخاص ثمانية أولاد وبقي واحد فعلى من تقع تكاليف زواجه؟
وجزاكم الله ألف خير.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتكاليف النكاح تكون في مال الولد نفسه، لا في تركة والده المتوفى؛ إلا أن يرضى بقية الورثة بإخراج جزء من التركة لزواجه فلا بأس بذلك، بشرط أن يكونوا بالغين رشداء، فمن كان منهم قاصراً أو محجوراً فلا يعتبر رضاه.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 295.
والله أعلم.
17939
عنوان الفتوى:محل وجوب دية الإجهاض رقم الفتوى:17939تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم

(7/412)


حملت والدتي مرتين وكنا نحن أبناءها كبارا في السن فأجهضت في المرة الأولى بسبب مرض وفي المرة الثانية عمداً لأنها استحت من أبنائها ولا أعرف كم كان عمر الجنين عند الإجهاض , علما بأن والدتي تجهل إثم الإجهاض فما حكم الدين في ذلك ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإجهاض محرم شرعاً وهو جريمة شنيعة فيها اعتداء على نفس مخلقة بغير وجه حق، ولا يجوز إلا في حالتين مذكورتين في الفتوى رقم:
2016.
وحياء الحامل من أولادها لا يبرر إجهاضها بحال، وبما أنها كانت تجهل حرمة الإجهاض فيسقط عنها الإثم فقط، ولا تلزمها الدية والكفارة إذا كان الإجهاض قبل تخلق الجنين، أما إذا كان بعد التخلق وهو أن يمضي عليه أربعون يوماً من بداية الحمل، فيلزم فيه الدية والكفارة؛ وإن كانت جاهلة بحرمة الإجهاض.
ودية الجنين هي غرة تسلم لورثة الجنين، ولا ترث منها الأم هنا لأنها قاتلة، والقاتل لا يرث قتيله.
ومحل وجوب الدية هنا هو ما لم يعفُ الورثة، فإن عفوا أسقطت الدية، وأما الكفارة فهي كفارة قتل النفس وهي حق لله ولا تسقط بعفو الورثة، ولمعرفة ما هي الغرة ومقدار الكفارة ينظر الفتوى رقم :
13171 والفتوى رقم: 9332.
والله أعلم.
1794
عنوان الفتوى:تصرفك بالأمانة إساءة في حفظها رقم الفتوى:1794تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : إذا كان لدي أمانة نقود فاحتجت لها وصرفتها وعندما أتى صاحب الأمانة جمعت له المبلغ وأرجعته له في نفس الوقت الذي طلب فيه المال دون أن أتأخر عليه.(هل يجوز ذلك ام لا).

(7/413)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: الواجب على من كان لديه أمانة لأحد أن يحفظها فيما يحفظ فيه مثلها، كما يحفظ ماله. لأن الله تعالى أمر بأدائها ولا يمكن ذلك إلا بالحفظ قال تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) [النساء: 58]. وما فعلته من تصرفك بالأمانة يعد منك إساءة في حفظها، ولو تلفت بعد ذلك وإن وضعتها في حرزها فأنت ضامن لها، سواء فرطت أو لم تفرط لتعديك فيها. والواجب عليك أن تستسمح صاحب الأمانة فيما فعلت، وإن كنت قد اتجرت في هذا المال، فإن سمح لك وإلا فأعطه ما ربحت، ولا تعد لمثل ذلك. لأنه تفريط في حقوق المسلمين والله الموفق إلى سواء الصراط. هذا والله تعالى أعلم.
17940
عنوان الفتوى:الفوائت التي يشرع قضاؤها رقم الفتوى:17940تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : كيفية قضاء الصلاة ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن فاتته الصلاة من نوم أو نسيان فيجب عليه القضاء باتفاق العلماء، ولحديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم نومهم عن الصلاة، فقال: "إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها". رواه النسائي والترمذي وصححه.
وأما التارك للصلاة عمداً حتى يخرج وقتها فمذهب الجمهور أنه يأثم، وأن القضاء عليه واجب، وقال ابن تيمية رحمه الله: تارك الصلاة عمداً لا يشرع له قضاؤها ولا تصح منه، بل يكثر من التطوع.
وهذا هو الذي رجحه ابن حزم وغيره لأن القضاء لو كان واجباً لما أغفله رب العالمين ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، لا سيما وهو حكم تشريعي يتعلق بالصلاة التي هي أم العبادات وما كان ربك نسياً
(ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من فاتته العصر فكأنما وتر أهله وماله".

(7/414)


فإذا كان ترك الصلاة تفويتاً لها بمعنى أنها قد فاتت بتركها فلا سبيل إلى أدائها إذن، وعلى من ترك الصلاة عمداً أن يتوب إلى الله تعالى، لقوله سبحانه:(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً )[مريم:59-60]. ثم عليه أن يجتهد في فعل النوافل، والنافلة تكمل ما نقص من الفرض، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة. قال: يقول ربنا جل وعلا لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه. ثم تؤخذ الأعمال على ذلكم". رواه أصحاب السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد سبقت الإجابة على حكم قضاء الفوائت برقم:
512
ومن وجب عليه قضاء الصلاة لكونه تركها عن نوم أو نسيان أو عمد وأراد الاحتياط فإنه يقضيها على النحو الذي كان يؤديها عليه لو صلاها في وقتها. والقضاء حيث قلنا بوجوبه فيجب على الفور.
والله أعلم.
17943
عنوان الفتوى:الوقوف للعلم أو السلام الوطني...الرؤية الصحيحة رقم الفتوى:17943تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : الحمد لله
توجد فى بلادنا العديد من الأمور الكفرية يطول حصرها على سبيل المثال الوقوف للعلم الوطني في المدارس التعليمية وهكذا يكون التلميد مضطرا للوقوف معهم في مقام التقديس وهو غير مكره ولا توجد مراكز خالية منه فما الحل وهو يعلم ثم هناك الكثير الذى يكون المرء عرضة له مثل حضور المؤتمرات الشعبية التي تقرر ما هو متعارض مع كتاب الله إلخ.

(7/415)


ولله الحمد أنا وأسرتي نتجنب هذا الكفر ونترك الدنيا الفانية متى استوجبت هذا الكفر. ولكن السؤال هو أني لا أستطيع أن أبوح بهذا للعامة، الذين يتقدمون لخطبة ابنتى للزواج لكي يحترزوا منه وأبناؤهم في الستقبل وهم يرتادون هذه الأماكن أسرابا ولا تسمع من ينكرها بل تجدهم ينكرون عليك ترك حفنة مال أو وظيفة أو زيجة ابنتك لمن هذا حاله، فما توجيهكم يرعاكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ذكره السائل من مظاهر الكفر والبدع المتفشية في بلده هو وغيره للأسف منتشرة في كثير من البلاد الإسلامية، فلا يجوز للمسلم أن يقف إجلالاً و تعظيماً إلا لله وحده، وما تعورف عليه من القيام للعلم الوطني من البدع المنكرة والتقليد الأعمى للكفار والتشبه بهم في مراسيمهم وتحيتهم، وبحرمة الوقوف للعلم الوطني أو السلام الوطني أفتت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء في المملكة السعودية.
ولا يجوز للمسلم حضور المجالس والمؤتمرات التي تقرر ما يتعارض مع كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا إذا أنكر عليهم، يقول الله تعالى:وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً [النساء:140].
فمن حضر مجلساً وسمع فيه الاستهزاء بدين الله والإعراض عنه، فإما أن يدافع وإما يقاطع المجلس وأهله.
أما أنك لا تستطيع البوح بهذا للعامة، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الاستطاعة، ففي الحديث: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

(7/416)


فمن لم يكن مستطيعاً بيده أو بلسانه أو علم أنه لاينفع كلامه ولا يفيد إنكاره، فلا يجب عليه الإنكار إلا بقلبه، بأن يكره المعاصي وينكرها ويقاطع فاعليها، ولا ينتقل إلى مجرد الإنكار بالقلب إلا بشرط أن يغلب على الظن من ينكر أن الأذى قد يتجاوز اللوم والتسفيه أو إلى الضرب أو الضرر في نفسه أو أهله أو ماله، أما إذا اقتصر على اللوم، والتسفيه فلا يسقط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإجماع المسلمين، وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يقول بالحق إذا علمه.
والله أعلم.
17945
عنوان الفتوى:شروط جواز السياحة رقم الفتوى:17945تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : الإجازة الصيفية والسفر إلى الخارج ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإنسان مسؤول عن وقته وماله، قال صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟. رواه الترمذي من حديث أبي برزه وصححه.
وقال صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه البخاري والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس.
فيجب على المسلم أن يقضي وقته فيما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه، وألا يصرف وقته وماله فيما حرم الله .
والأصل في السفر بغرض الترفيه والسياحة أنه جائز إذا لم يصحبه محرم مثل شرب الخمر أو الزنا أو النظر إلى النساء الأجنبيات أو القمار أو غير ذلك، بشرط أن يكون السفر إلى بلاد إسلامية، أما السفر لبلاد غير المسلمين فلا يجوز لمجرد التنزه ولو أمن الشخص الوقوع في المحرمات، مع أن السلامة في تلك البلاد أمر صعب المنال، فالفتن منتشرة ووسائل الشر متوفرة ولا رقيب ولا حسيب إلا الله، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
والله أعلم.
17947

(7/417)


عنوان الفتوى:لا توصف العلاقات بين الجنسين بأنها طيبة رقم الفتوى:17947تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال : قد كانت لي علاقة مع فتاة لمدة طويلة وقد كانت علاقة طيبة إلى أن وقعت أنا وهي في الرذيلة معا" وتكرر ذلك عدة مرات على مدار العديد من السنين . ولكن والحمد لله قد عقدت العزم ألا أفعل ما يغضب الله مرة أخرى، وأخبرتها بذلك ولكنها لم تنصع لذلك بسهولة. والآن والحمد لله لم أفعل هذه الرذيلة مرة أخرى على مدار ما يقرب من سنة ونصف وهى أيضا" كذلك. فقد عقدت العزم على إن أتوب لله سبحانه. والآن أريد أن أعرف ماذا أفعل ليتقبل الله مني أتزوج بها أم ماذا؟ وهل ذلك فرض علي أم لا؟ مع العلم أن أبي وأمي غير موافقين تماما" على هذه الزيجة وذلك دون علمهم بما حدث.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العلاقة بالمصطلح المعروف الآن بين أي رجل وامرأة أجنبية عنه، لا يمكن أن تكون طيبة، إلا إذا كانت في ظل زواج شرعي، لأنها معصية في ذاتها، وتؤدي مع الزمن إلى معاصٍ أخرى، وهذا يعني أنها محرمة، وهي وسيلة إلى المحرمات كذلك، وما حصل لك أكبر شاهد على ما ذكرنا، ولتعلم أيها السائل، أن الزنا كبيرة من الكبائر، التي رتب الله عليها عقاباً في الدنيا وفي الآخرة، فينبغي عليك أن تسارع بالتوبة منها والندم عليها، قبل فوات الأوان، ولمعرفة المزيد عن ذلك راجع الفتوى رقم:
1602
ولمعرفة كيفية التوبة عموماً، راجع الفتوى رقم:
5450
ولمعرفة كيفية التوبة من الزنا، خصوصاً راجع الفتوى رقم:
3150
وزواجك من هذه المرأة لا مانع منه شرعاً، بشرط أن تكون قد تابت إلى الله تعالى، توبة نصوحاً، كما أنه لا بد من موافقة والديك، فإن لم يوافق والداك على زواجك منها، فطاعتهما مقدمة على ذلك، ولمعرفة المزيد راجع الفتوى رقم:
1677 والفتوى رقم:
6563.
والله أعلم.
1795

(7/418)


عنوان الفتوى:نواقض الوضوء المجمع عليها والمختلف فيها رقم الفتوى:1795تاريخ الفتوى:23 ذو الحجة 1421السؤال : هل الأكل والشرب ينقض الوضوء وما هي النواقض . ولكم مزيد من الشكر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأكل والشرب ليسا من نواقض الوضوء، مالم يكن المأكول لحم إبل، وذلك لأن نواقض الوضوء محصورة في ثمانية أمور بالاستقراء، بعضها متفق عليه وبعضها مختلف فيه وهي:
1- الخارج من السبيلين قليلاً كان أو كثيراً طاهراً أو نجساً، لقوله تعالى: (أو جاء أحد منكم من الغائط ) [النساء: 43] ولقوله صلى الله عليه وسلم: "فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً،" متفق عليه.
2- سيلان الدم الكثير أو القيح أو الصديد أو القيء الكثير كما يرى الحنفية والحنابلة، لما رواه الإمام أحمد والترمذي من أنه صلى الله عليه وسلم قال: " من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي فليتوضأ،" أخرجه ابن ماجه. والراجح عدم النقض؛ لضعف الحديث
3- زوال العقل بجنون أو تغطيته بسكر أو إغماء أو نوم لقوله صلى الله عليه وسلم: " العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ،" رواه أحمد وابن ماجه بإسناد حسن ما لم يكن النوم يسيراً عرفاً من جالس أو قائم فلا ينقض حينئذ، لقول أنس: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينا مون ثم يصلون ولا يتوضؤون". رواه مسلم والمقصود أنهم ينامون جلوساً ينتظرون الصلاة كما هو مصرح به في بعض روايات هذا الحديث.
4- مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من مس فرجه فليتوضأ رواه أحمد والنسائي وابن ماجه.
5- لمس الرجل لبشرة المرأة أو لمسها لبشرته بشهوة لقوله تعالى: (أو لا مستم النساء) [النساء: 43]. والأظهر عدم نقضه للوضوء، وأن المقصود بالملامسة الجماع.

(7/419)


6- أكل لحم الإبل لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتوضأ من لحم الغنم؟ قال: "إن شئت فتوضأ، وإن شئت لا تتوضأ"، قال: أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم توضأ من لحوم الإبل". رواه مسلم.
7- غسل الميت، لأن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: أقل ما فيه الوضوء.
8- الردة عن الإسلام، لقوله تعالى:( لئن أشركت ليحبطن عملك [الزمر:65].
والله تعالى أعلم.
17951
عنوان الفتوى:صلاة الوتر حسب مذهب الإمام أحمد رقم الفتوى:17951تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يمكن أن تصلى صلاة الوتر خمس ركعات بتشهد واحد في آخر ركعة؟ و لو كانت ثلاث ركعات هل نتشهد فقط في آخر ركعة ؟أرجو الرد على المذهب الحنبلي مع الشكر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة الوتر في المذهب الحنبلي أقلها ركعة وأكثرها إحدى عشرة ركعة، قال الإمام المرداوي في الإنصاف: هذا المذهب، وعليه جماهير الأصحاب. وجزم به في الوجيز، وغيره، وقدمه في الفروع وغيره. وقال: الصحيح من المذهب أنه لا يكره أن يوتر بركعة ويسلم من كل ركعتين. قال المرداوي هذا المذهب وعليه الجمهور. وهذا إذا صلى إحدى عشرة ركعة، فإن أوتر بتسع سرد ثمانياً، وجلس وتشهد ولم يسلم، ثم صلى التاسعة وتشهد وسلم. وهذا هو المذهب وعليه جمهور الحنابلة.
وإن أوتر بسبع أو خمس سردهن فلا يجلس ندبا إلا في آخرهن، لما روى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها.
وجعل الثلاث بسلامين أفضل من جعلها بسلام واحد.
والله أعلم.
17952

(7/420)


عنوان الفتوى:العرضة الأخيرة على جبريل هي المثبتة في المصاحف إلى اليوم رقم الفتوى:17952تاريخ الفتوى:12 ربيع الثاني 1423السؤال : هل كان جبريل عليه السلام يعارض قراءة القرآن لمحمد صلى الله عليه وسلم بنفس الترتيب الذي عليه الآن ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد كان جبريل عليه السلام في رمضان من كل عام يعارض (يستعرضه ما أقرأه إياه) الرسول صلى الله عليه وسلم بما سبق وتم نزوله من سور وآيات القرآن حسب الترتيب الذي بينه له، حتى إذا كان رمضان الأخير في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل به مرتين سورة سورة وآية آية، وهذا ما يسمُّى بالعرضة الأخيرة، ثم أُثبت في المصاحف على هذا التأليف، وهو الموجود اليوم في أيدي المسلمين.
وقد روى الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن، والسجستاني في المصاحف وابن حجر في الفتح والسيوطي وغيرهم بإسناد صحيح، عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً -(لجنة من حفاظ الصحابة يرأسها زيد بن ثابت) من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب و زيد بن ثابت ، وكان عثمان يتعاهدهم، فكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه.
قال محمد فقلت لكثير: هل تدرون لم كانوا يؤخرونه؟
قال لا، قال محمد: فظننت ظناً إنما كانوا يؤخرونه لينظروا أحدثهم عهداً بالعرضة الآخيرة فيكتبونها على قوله، فهم متفقون على كتابة المصحف حسب العرضه الأخيرة، لكن ينظرون آخرهم سماعاً وقراءة على النبي صلى الله عليه وسلم فيكتبونها على قوله.
وهذا المصحف الذي كتبته ورتبته هذه اللجنة هو الذي نُسخ ووزعَّ على الأمصار في عهد عثمان، وهو الذي لا يزال المسلمون يقرؤونه إلى اليوم.
والله أعلم.
17953
فتاوى

(7/421)


عنوان الفتوى:شروط وأداب العمل الحلال رقم الفتوى:17953تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال: أريد أن افتتح مقهى خالياً من الشيشه والكوتشينة وألعاب النرد . هل هذا يكون كافياً لأن يكون مشروعاً حلالاً؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيشترط في أن يكون العمل حلالاً شرطان:
1-أن يكون هو في نفسه مشروعاً لا محرماً.
2-أن لا يكون في العمل أو السلعة إضرار بالناس أو بواحد منهم.
وبما أن السائل لن يبيع ما حرَّمه الله ورسوله، فمشروعه حلال.
وبقي عليه أن يتأدب بآداب الإسلام في البيع، فلا يكذب ولا يحلف ولا يغش.
وليتذكر حديث رسول لله صلى الله عليه وسلم: إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله وبر صدق. رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
والله أعلم.
17956
عنوان الفتوى:حدود جواز تطويل الشعر للرجال رقم الفتوى:17956تاريخ الفتوى:08 ربيع الثاني 1423السؤال : سلام الله عليكم و رحمته و بركاته السادة الأفاضل ؛
1-أرجو إن وفقني الله تعالى أن أكسب صداقتكم ، و أن تراسلوني بأسماء الشهور الهجريه بترتيبها ، والفتوى الشرعيه في أمري :
2-اللحيه ؛ خاصة أن حلقها تماما أصبح عرفا سائدا .
3-طول شعر الرأس ؛ خاصة وأن هناك من يتركها تطول خلف رأسه و ظهره مثل العصور التاليه لظهور الإسلام ويطلق عليهم اسم " الخنافس " .
مع بالغ شكري وتحياتي وأمانيه بالصداقه
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يجعلنا وإياك من المتحابين فيه والمجتمعين على دينه، وأما ترتيب الأشهر القمرية وأسمائها فهو مبين في الجواب رقم:5214، وأما اللحية فحلقها حرام كما هو مبين في الجواب رقم:3707وراجع الجواب رقم:3198، ولا عبرة بمن يحلقها، أو كثرتهم أو كون ذلك أصبح عرفاً سائداً لان العرف إذا خالف أحكام الإسلام صار عرفاً فاسداً، كما هو مبين في الجواب رقم:14805.

(7/422)


وأما طول شعر الرأس للرجال فهو من سنن العادة للنبي صلى الله عليه وسلم، كما هو مبين في الجواب رقم:5068 ومن فعله من الناس اليوم اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو على خير، كما هو مبين في الجواب رقم:15658، وكون بعض الفساق يفعله لا يسوغ ترك هذه السنة، ولكن ينبغي عند إطالة الشعر زائداً عن المنكبين أن لا يخرج إلى شهرة أو نقص مروءة ونحو ذلك كما قاله ابن مفلح في الآداب الشرعية.
وقد يكون قص الشعر في حق الرجل أحسن من إطالته في بعض الأحيان بحسب أحوال الرجال. قال وائل بن حجر رضي الله عنه: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي شعر طويل، فلما رآني قال: ذباب ذباب. فرجعت فجززته ثم أتيته من الغد، فقال: لم أعْنِك وهذا أحسن رواه أبو داود. والذباب الشؤم.
والله أعلم.
17957
عنوان الفتوى:حكم ترك الصيام للكدرة في غير أيام الحيض رقم الفتوى:17957تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : اغتسلت من الدورة في أول يوم من رمضان ويوم ثمان وعشرين من رمضان جاءت مثل الكدرة وبقيت لمدة يومين وبعد اليومين ذهبت الكدرة ولا يوجد شيء وبعد ثلاثة أيام نزل الدم وصمت قضاء أول يوم في رمضان وصمت أيضا يومين قضاء الكدرة وصمتها في الأيام الثلاث بعد ذهاب الكدرة من اليوم التالي ... فهل علي قضاء هذه الأيام؟؟؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الكدرة في غير أيام العادة ولا متصلة بها ليست بحيض، لما رواه البخاري عن أم عطية قالت: كُنَّا لا نعد الكدرة والصفرة شيئاً.
ولأبي داود عنها أيضاً كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئاً.
فعرف من ذلك أن ما تراه المرأة من الكدرة والصفرة في غير أيام عادتها ولا متصلاً بها ليست حيضاً.
على هذا فتركك الصيام والصلاة في يومي الكُدرة خطأ، وعليك أن تقضي ما فاتك من الصلاة الواجبة فيها، وأما الصوم فقد قضيته ولا شيء عليك.
والله أعلم.
1796

(7/423)


عنوان الفتوى:استخدم الرقية الشرعية للعلاج وحصن نفسك بالأذكار والقرآن رقم الفتوى:1796تاريخ الفتوى:12 صفر 1422السؤال : السلام عليكم أنا أعاني من مشكلة أرهقتني و أتعبتني منذ سنين . مشكلتي هي الخوف ، الخوف من كل شيء و خصوصا عندما أكون في موقف جديد مثل أن أكون في قاعة الامتحان. رغم أن لي من العمر 23 سنة و حاصل على الإجازة في الاقتصاد وأنا الآن أزاول تعليمي بالسنة الثانية من المرحلة الثالثة ولي نتائج دراسية جيدة إلا أنني غير قادر على إكمال المشوار وتحقيق طموحاتي وأحيانا أحس نفسي معاقا لا بل مصيبتي أكثر من الإعاقة، لأن الإعاقة يعرف سببها. إنني أعجز عن التكلم أو المشاركة في الحوار خلال الفصل و هذا الشيء يحرجني و يسد في وجهي أبواب النجاح و يجعلني أكره الدراسة ؛ إنني أحس بنار تتأجج في بطني، كلما حاولت المشاركة في نقاش، لتتصاعد تلك الحرارة وتشمل كامل جسدي كما يكون قلبي يدق بشكل قياسي مما يجعلني أحجم عن الكلام و أخير الصمت. بدأت أعاني من هذه المشكلة منذ سنين، منذ أن زارتنا امرأة، أظنها امرأة سوء، أذكر أن أفراد العائلة كانوا يتحدثون أمامها عن نتائجي الدراسية الممتازة. ومنذ تلك الليلة تغيرت بشكل كامل (طبعا الى الأسوأ) وظهرت عندي أعراض غريبة مثل شدة الخوف و الشعور بالفشل و التعب. لقد التجأت إلى الأطباء لكن رغم أن حالتي قد تحسنت عن ذي قبل إلا أنني مازلت أعاني من الرهبة والخوف، مع الملاحظة أنني أحس بدوار في رأسي عندما أقرأ القرآن الكريم. السؤال: هل حالتي ناجمة عن إصابة بعين حاسدة؟ وما هو الحل الجذري لهذه المشكلة؟ سمعت أن هناك أناسا يعطيهم الله قدرة على حل هذه المشاكل هل هذا صحيح؟ وأين أجدهم؟ أرجو المعذرة على هذه الإطالة.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/424)


فيحتمل أن يكون ما أصابك هو عين كما ذكرت ويحتمل أن يكون مرضاً عادياً خالطه شيء من الوسواس، وفي كل الحالات فعلاج هذه المشكلة وحلها الجذري هو دوام طاعة الله تعالى والابتعاد عن معصيته وكثرة ذكره سبحانه وتعالى، وكثرة تلاوة القرآن الكريم والمحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية والإكثار من دعاء الله تعالى والالتجاء إليه وحده في كل حين. فإن هذا بإذن الله كفيل لك بحل كل مشاكلك الحالية والمستقبلية. من غير حاجة إلى أي أحد كائنا من كان. والأمر سهل ويسير على من يسره الله تعالى عليه فاستعن بالله تعالى، ولا تتردد، وداوم على هذا فسترى النتيجة السارة بإذن الله تعالى، مع أنه لا مانع من أن تسرقي الرقية الشرعية ببعض سور أو آيات القرآن أو الأذكار الثابتة في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم كالفاتحة والمعوذتين مثلاً، ويمكن أن يرقيك غيرك بهذه أو بغيرها ما دامت الرقية بالقرآن أو الثابت من الأثر، وننصحك بالاستعانة ببعض الكتب التي جمعت الأذكار والأوراد التي يحتاجها المسلم، مثل كتاب حصن المسلم من الكتاب والسنة. لشيخ سعيد القحطاني. والله تعالى أعلم.
17962
عنوان الفتوى:الصلح...تعريفه...ومشروعيته رقم الفتوى:17962تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : ما هو حكم التحكيم وإذا لم يقم المحكمون بإصدار قرارهم بالعدل فما الحكم
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/425)


فإن كان المقصود بالتحكيم هو أن يتخذ المتنازعون شخصاً يحكم بينهم فهذا جائز بإجماع المسلمين. قال الله تعالى:وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [النساء:35]. ففي هذه الآية إثبات جواز التحكيم وقد استدل بها ابن عباس رضي الله عنهما. وقال تعالى:إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ [النساء:58]. وقال تعالى:فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65]. وقال تعالى:فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [المائدة:42]. وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم:فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ [المائدة:48]. وقال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ [المائدة:95]. والآيات الدالة على ذلك كثيرة.

(7/426)


قال الإمام البهوتي في كشاف القناع: (وهو) أي الصلح شرعاً (معاقدة يتوصل بها إلى موافقة بين مختلفين) -أي متخاصمين- وهو جائز بالإجماع، لقوله تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا [الحجرات:9]. وقوله:(والصُّلّحُ خَيْرٌ) ولحديث أبي هريرة مرفوعاً: والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً حرم حلالاً، أو أحل حراماً. رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح وصححه الحاكم. انتهى.
وهذا الحكم والصلح يشترط فيه - كما في الحديث - ألاَّ يحل حراماً أو يحرم حلالاً. فإن أحل حراماً أو حرم حلالاً فهو باطل لا يجوز قبوله.
والله أعلم.
17963
عنوان الفتوى:حديث: يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ...ضعيف رقم الفتوى:17963تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : هل أجد لديكم تفسيرا لهذا الحديث أو تأويلا
قال هَارُونُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ يُقَالُ لَهُ
الْحَارِثُ بْنُ حَرَّاثٍ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَنْصُورٌ يُوَطِّئُ أَوْ يُمَكِّنُ لِآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَكَّنَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَبَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ نَصْرُهُ) أَوْ قَالَ (إِجَابَتُهُ)
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
فالحديث ضعيف حكم بذلك عليه الحافظ المنذري -رحمه الله- وغيره، ومن المتأخرين الشيخ الألباني -رحمه الله- في ضعيف أبي داود.
وأما معناه فإنه إخبار عن أمر سيقع وهو أنه يخرج رجل هذا اسمه وعلى مقدمة جيشه رجل يقال له: منصور، والظاهر أنه اسمه كما يقول الشراح .

(7/427)


وهذا الرجل يهيئ الأسباب بأمواله وخزائنه وسلاحه ويمكن للخلافة ويقويها بعسكره، كما مكن المؤمن من قريش لـ محمد صلى الله عليه وسلم.
والظاهر أن الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم :"لآل محمد "
إلى المهدي.
هذا معنى ألفاظ الحديث إلا أنه قد سبق أنه حديث ضعيف، وبالتالي فلا يمكن أن يبنى عليه أي شيء .
والله أعلم .
17965
عنوان الفتوى:وقت قيام الليل: بدءاً وانتهاءً رقم الفتوى:17965تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : هل يجوز استمرار قيام الليل بعد دخول وقت صلاة الصبح؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فوقت قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء، وينتهي بطلوع الفجر الصادق، ولا تحتسب الصلاة بعد دخول وقت الفجر من قيام الليل، ولا يصلى بعد طلوع الفجر.
والله أعلم
17966
عنوان الفتوى:قروض ميسرة من الصندوق الاجتماعي!!! رقم الفتوى:17966تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : ماهو حكم الإسلام في العمل في الصندوق الاجتماعي للتنمية وما هو مشابه له من مؤسسات تعمل في إعطاء القروض للشباب بفوائد ميسرة وهو يعطي قروضا ميسرة للشباب أفيدونا أفادكم الله.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
فقد حرم الله عز جل الربا في كتابه وعلى لسان رسوله، والنصوص القرآنية في ذلك كثيرة، وحرمة الربا من المعلوم من الدين بالضرورة عند أهل العلم.
وفي آيات تحريم الربا أخبر الله عز وجل أن المقرض ليس له إلاَّ رأس ماله فقال سبحانه:وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:279].
فلا يجوز للمقرض أخذ زيادة على رأس ماله مهما قلَّت، فإن فعل فقد وقع في الربا.
ولذلك كان مما تقرر عن أهل العلم أن كل قرض جر نفعاً فهو ربا - أيّاً كان هذا النفع، وأصبحت هذه المقولة قاعدة فقهية يحتج بها العلماء لإبطال كل منفعة يجرها القرض.

(7/428)


وعليه فنقول: إقراض الصندوق بفوائد ميسرة -كما وصفها السائل- هو الربا الذي حرمه الله في كتابه وأعلن حربه على فاعليه.
فلا يجوز العمل معهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. وقال: هم سواء. رواه مسلم.
والله عز وجل يقول:وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
والله أعلم .
17967
عنوان الفتوى:تفيسر قوله تعالى: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ رقم الفتوى:17967تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : ما تفسير الآية "بسم الله الرحمن الرحيم" يد الله فوق ايديهم" صدق الله العظيم.
وهل لله يد حقا؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
فقول الله سبحانه وتعالى:إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح:10].
نزلت في الثناء على الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية على الجهاد في سيبل الله ومناجزة قريش، عندما بلغهم أن عثمان بن عفان قد قتلته قريش.
والقصة معروفة في كتب السير وكتب التفسير.
والبيعة هذه هي التي تعرف ببيعة الرضوان، لقوله سبحانه:لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح:18].
وليس معنى الآية أن يد الله جل جلاله كانت فوق أيديهم، أي مماسة لهم -تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً- وإنما المعنى: هو أنه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم هو رسول الله فبايعهم وعاهدهم وعاقدهم نيابة عن الله، كان الذين بايعوه صلى الله عليه وسلم قد بايعوا الله الذي أرسله وأمره ببيعتهم.

(7/429)


هذا وإن كان المقصود بالآية ما ذكرنا؛ إلا أننا نثبت بها صفة من صفات الله وهي اليد، لأن الله أضافها إليه ووصف بها نفسه، وقد دلت على هذه الصفة نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، ومن أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، أن الله تعالى يوصف بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تأويل ولا تعطيل.
وإثبات هذه الصفة وغيرها من الصفات الثابتة لا يلزم منه مماثلتها ومشابهتها لصفات المخلوقين، بل هي صفات ليست كصفات المخلوقين، وإنما صفات تليق بجلاله سبحانه:لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
والله أعلم.
17968
عنوان الفتوى:ما هية النفس والروح رقم الفتوى:17968تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة/ الشيخ بعد التحية؛؛؛
أولاً أشكركم على كل ما تبذلونه من جهد من أجل توصيل فتاواكم إلى كل سائل أراد فهم أمور دينه السامي
سؤالي إليك فضيلة الشيخ حول وجود آيات ذكر فيها مرة "الروح" ومرة "النفس"
أريد منكم فضيلة الشيخ هل يوجد لكل كلمة معنى أم معناهما واحد ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنفس والروح شيءٌ واحد. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- والنفس: هي الروح المدبرة للجسم، مثل نفس الإنسان إذا كانت في جسمه. مجموع الفتاوى 3/118 ولذا يعبر العلماء في كتبهم مرة بالنفس ومرة بالروح.
والله أعلم.
1797
عنوان الفتوى:حكم الحامل إذا وضعت في رمضان. رقم الفتوى:1797تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : ما حكم إفطار سيدة وضعت مولوداً في شهر رمضان ؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/430)


فإذا وضعت الحامل في شهر رمضان وجب عليها الإفطار ما دامت ترى دم النفاس في مدته، لأن دم النفاس كالحيض فيما يمنعه من صحة الصلاة والصيام ونحو ذلك من الأحكام.
وعلى النفساء قضاء ما أفطرته بسب النفاس.
ثم إن انقطع عنها الدم في رمضان فعليها أن تصوم إذا كان الصوم لا يؤثر على صحتها ولا على صحة ولدها، فإن أثر عليها أو عليه أفطرت، وعليها القضاء قطعاً، وفي وجوب الكفارة عليها خلاف بين أهل العلم إذا كانت علة فطرها هي خوفها على ولدها، والكفارة هنا هي: إطعام مسكين عن كل يوم مع القضاء.
والله أعلم.
17972
عنوان الفتوى:حكم من أكل في السحور بعد الأذان رقم الفتوى:17972تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم
ما حكم من أكل في سحوره بعد الأذان ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا حصل الأكل بعد طلوع الفجر الصادق وكان الشخص متعمداً، فإن صيامه لا يصح، ويجب على من فعل ذلك أن يُمسك بقية يومه إن كان في رمضان مراعاة لحرمة الشهر، وعليه أن يقضي بعد انقضاء رمضان يوماً مكانه، وراجع الفتوى رقم:
13515.
أما إذا كان الأكل بعد الأذان الأول وقبل طلوع الفجر فلا شيء فيه، لقوله صلى الله عليه وسلم: إن بلالاً ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم. رواه الإمام مالك في الموطأ مرفوعاً عن ابن عمر، وهو في الصحيحين.
والشاهد منه أنه لا حرج في الأكل والشرب بعد الأذان الأول الذي يكون قبل طلوع الفجر.
والله أعلم.
17973
عنوان الفتوى:ما يوجب الغسل على الزوجة لدى المعاشرة رقم الفتوى:17973تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة متزوجة يحدث معي خروج سائل شهوة عند مداعبة زوجي لي ولكن بدون جماع هل علي غسل أم لا أفيدوني جزاكم الله خيرا ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/431)


فمعاشرة زوجك لك توجب عليك الغسل بأحد أمرين: غياب حشفة ذكره في فرجك وإن لم ينزل منك مني، كما هو مبين في الفتوى رقم:
3735.
الثاني: نزول المني منك ولو بدون إيلاج، فإن كان ما نزل منك منياً فقد وجب عليك الغسل، وإن كان غيره فلا، وللتفريق بين المني وغيره انظري الفتوى رقم:
6542.
والله أعلم.
17976
عنوان الفتوى:ببيع آلات التصوير لا يخلو من شبهة رقم الفتوى:17976تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته :وبعد.
سؤالي هو: والدي يعمل في بيع الكاميرات ومستلزماتها فهل نقودنا حرام. وإن كانت كذلك فماذا أفعل لأنه لايستطيع تغييرها وأنا لا أستيطع أن أمتنع عن أخذها منه. وجزاكم الله خيرا.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التصوير المرئي وكذا الفوتوغرافي مختلف في جوازه وعدمه وقد ذكرنا حكمه، والراجح فيه في الجواب رقم:10888.
وعليه، فبيع هذه الكاميرات والمال المكتسب منها يجري عليه الخلاف المذكور، إلاَّ إذا غلب على الظن أن مشتريها سيستخدمها في الحرام، كتصوير النساء المتبرجات وما شابه ذلك فيحرم بيعها لهذا الشخص، وإذا جهل البائع حال المشتري فلا يلزمه البحث عن حاله إلا إذا كان في بلد يغلب استخدامها في المحرم فلا يجوز له حينئذ البيع، إلا لمن علم أنه لا يستخدمها في محرم. وانظر الفتاوى التالية برقم:7900 ورقم:10101 ورقم:13614 وإذا تقرر هذا علم أن الكسب ببيع آلات التصوير لا يخلو من شبهة، والأولى تركه وطلب الحلال في غيره.
والله أعلم.
17978
عنوان الفتوى:جماعة التبليغ...هدفها...وحكم تحديد أيام بعينها للخروج رقم الفتوى:17978تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
أريد السؤال عما إذا كان تحديد أيام معينة للخروج في سبيل الله وعدم الخروج في أيام غيرها مع العلم أن من لا يذهب تضيع عليه الفرصة

(7/432)


الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن جماعة التبليغ والدعوة، هي إحدى الجماعات الموجودة على الساحة منذ مدة غير بعيدة، وهي كغيرها من الجماعات تهدف إلى دعوة الناس إلى الله، وإرشادهم إلى الخير، ولها من الطرق الدعوية والوسائل الترغيبية ما لا ينكر، غير أنه ينبغي أن ينظر إلى اجتهادات الناس على أنها أقوال بشر غير معصوم لا يستحيل عليه الزلل والخطأ، وأن كل الناس يؤخذ من قوله ويترك؛ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر الدارسون للجماعات الموجودة في عصرنا الحاضر، أنه ما من جماعة إلا وعندها أشياء قد خالفت فيها الصواب، لكن الغالب عليهم -والحمد لله- حسن القصد، وطيب السريرة، ولكل واحدة من هذه الجماعات جهد كبير وهي على ثغر من ثغور الإسلام تصد من خلاله كيد الأعداء، وتعالج أمراض الأمة، وراجع الفتوى رقم:
9565 والفتوى رقم:
8524.
أما بالنسبة لتحديد أيام معينة للخروج على سبيل الإلزام وعدم المخالفة بحيث تصير قانوناً أو سنة، فهذا ما لا دليل عليه، وإن كان العمل به على جهة الترتيب والتنظيم مع جواز المخالفة والزيادة والنقصان فلا مانع منه، لأنه سبيل للترتيب والتنظيم اللذين شهدت لهما قواعد الشريعة، والمعروف أن الجماعة لا تحدد أياماً بعينها للخروج فيها، ولكنها تحدد عدد الأيام في أي وقت شاء الفرد خرج، وهو المقصود في جوابنا.
والله أعلم.
1798
عنوان الفتوى:صلاة الجماعة واجبة إلا لعذر. رقم الفتوى:1798تاريخ الفتوى:27 ذو القعدة 1421السؤال : ماحكم صلاة الرجل (الصلوات المكتوبة) في بيته بدون عذر؟ وما حكم الأكل والشرب والجلوس معه؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/433)


فإن الرجل الذي يصلي في بيته من غير عذر قد فاته أجر عظيم، بل وارتكب إثما مبينا، لأن صلاة الجماعة في أرجح أقوال أهل العلم واجبة فيأثم تاركها، والله جل وعلا يقول في كتابه: (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك) [النساء: 102]. فأمر الله تعالى بالجماعة حال الخوف (الحرب) ففي غيره أولى، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم". متفق عليه. وما دام الرجل يسمع النداء فعليه أن يجيب، حيث لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الأعمى أن يصلي في بيته حيث قال: "هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب" [رواه مسلم]. والذي يصلي في بيته من غير عذر على خطر عظيم لأنه بذلك ترك هدي النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) [النور: 63]، وفي صحيح مسلم أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن (أي في المسجد جماعة) فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى ولو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"

(7/434)


ومن كانت هذه حاله في ترك الصلاة مع الجماعة في المسجد، فلا ينبغي الجلوس معه ولا الأكل ولا الشرب معه، لأن فعل ذلك مع عدم الإنكار إقرار له على فعله، ومن رضي فهو كمن فعل، إلا إذا كان الجالس معه يريد أن ينصحه ويرشده عما هو فيه فلا بأس بالجلوس معه، بل إن ذلك مطلوب شرعاً لمن يقدر على ذلك. وإذا كان الأكل والشرب معه ترجى منه نتائج إيجابية كتألفه على الخير، ولعله أن يجامل جليسه فيصلي معه، أو يسمع منه كلاماً طيباً أو نحو ذلك فلا بأس به، لأنه داخل في عموم دعوته.
والداعية يطلب منه أن يكون مؤالفاً للناس ليتمكن خلال ذلك من التأثير عليهم.
هذا والله نسأل أن يوفق المسلمين للعمل بأمره واجتناب نهيه.
والله أعلم.
17982
عنوان الفتوى:الدعوة البصيرة لإجهاض الفساد جهاد في سبيل الله رقم الفتوى:17982تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إذا كثر الفساد وانتشر وذلك بالإغراء على كفر النعم وإنكار الخالق والتنكر للدين والشريعة وتحسين الخلاعة والرذيلة والفجور وذهاب الغيرة والحياء إذا تفشى كل ذلك في المجتمع مثلما هو كائن حاليا في مجتمعنا التونسي
هل محاولة مقاومة كل ذلك يعتبر جهادا في سبيل الله؟ وهل هذا واجب؟ وما هي أنسب طريقة لذلك؟
دلوني دلكم الله إلى طريق الجنة وجزاكم عني أفضل الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسلم لا يجوز له أن يستسلم للباطل، ويرضى بالمنكرات والمعاصي، ويكون إمعة يسير مع القطيع لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً.

(7/435)


ولا يجوز له كذلك أن ييأس ويقنط من الإصلاح، فاليأس والقنوط قرينا الكفر والضلال، قال تعالى: (...وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) [الحجر:56]، وقال: (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف:87].
وقد علمنا ديننا الحنيف كيف نتعامل مع المشكلات، وكيف نواجه الأزمات، فما من خير إلا دلنا عليه، وما من شر إلا حذرنا منه، قال تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام:38].
وقد أمرنا الله تعالى بالدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن على هدى وبصيرة.
وقد طبق صلى الله عليه وسلم هذا المنهج أكمل تطبيق، فقام صلى الله عليه وسلم وحده يدعو إلى الله تعالى في مجتمع الشرك والجاهلية الأولى، ولا شك أنه أشد فساداً من مجتمعاتنا اليوم، فكان يدعو بالحكمة متدرجاً في دعوته لا يدعو إلا إلى أساس العقيدة ومبادئ الإسلام، ولا يدعو إلا من يثق به حتى تكونت لديه مجموعة دار الأرقم، فكان يريبهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، حتى تخرجوا على يديه فكانوا النواة الأولى للمجتمع المسلم، والأساس الذي قام عليه بناؤه.
وإذا كنا اليوم قد فقدنا شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإننا لن نفقد المنهج الذي رباهم وكونهم عليه والمتمثل في الوحي من الكتاب والسنة المحفوظ بحفظ الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9]، وقال صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي" أخرجه مالك في الموطأ بلاغا، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

(7/436)


ويمكن أن تقول: إن الجاهلية الحديثة أكثر تعقيداً وأشد خطراً من الجاهلية الأولى وهذا صحيح، ولكن الدعوة اليوم تملك من الوسائل ما لم يكن متاحاً لها من قبل، وهذه الأمة كالغيث لا يدرى أوله خير أو آخره. على أننا غير مكلفين بالنتيجة، فالنتيجة أمرها إلى الله تعالى فنحن علينا العمل وبذل المستطاع: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [التوبة:105].
ولكن سنة الله تعالى ماضية، فمن جّد وجد ومن زرع حصد، وها هو التاريخ يعيد نفسه، وقد بدأت بشائر الخير تلوح، وعلامات النجاح تظهر نتيجة لجهود دعاة مخلصين قاموا هنا وهناك.
وما هذه الصحوة الإسلامية التي عمت أنحاء العالم الإسلامي، بل إنحاء المعمورة إلا بشرى من هذه البشائر، وعلامة من هذه العلامات.
وقد قال تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج:40]، وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور:55].

(7/437)


والخلاصة: أن أنسب طريق لمحاربة الفساد هي الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن على هدى وبصيرة، وهذا هو واجبك وواجب كل مسلم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف:108].
وهذا لا شك أنه من الجهاد الذي أمرنا الله تعالى به، وهو منهج القرآن الذي قال الله تعالى عنه لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وجاهدهم به جهاد كبيراً) [الفرقان:52].
وهو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أشرنا إلى بعض ملامحه في العرض.
والله أعلم.
17983
عنوان الفتوى:علة حجب الإخوة من الميراث في هذه المسألة رقم الفتوى:17983تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم
توفي رجل عن زوجة وأبناء ذكور وإناث وأب وأم وإخوة لأبوين ما هو نصيب كل وارث والسبب إذا ما كان هناك حجب؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالزوجة لها الثمن لوجود الفرع الوارث وهو الولد، قال الله تعالى: (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ...) [النساء:12].
ولأبويه لكل واحد منهما السدس لوجود الفرع الوارث وهو الولد، قال الله تعالى: (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ...) [النساء:11].
والباقي لأولاده تعصيباً للذكر مثل حظ الأنثيين، لقول الله تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ...) [النساء:11].

(7/438)


ولا شيء لإخوته، لأنهم محجوبون بالعصبة القريبة، وهم الأبناء. وحتى لو لم يوجد الأبناء لكانوا محجوبين بالأب، وهذا محل إجماع من أهل العلم أن الأبناء الذكور والأب يحجبون الإخوة، ومستند الإجماع قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر". متفق عليه. ولا شك أن الأبناء والأب أولى من الإخوة.
والله أعلم.
17984
عنوان الفتوى:صلاة الفجر وسنتها رقم الفتوى:17984تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : هل صلا ة الفجر فرض أم سنة؟ وهل صلا ة الصبح فرض أم سنة؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة الصبح فريضة بإجماع الأمة الذي تواتر نقله بما أغنى عن الاستدلال بآحاد الأدلة، ومن أنكر فرضيتها فقد كفر، لأنها من المعلوم من الدين بالضرورة، وهناك نافلة مع هذه الصلاة وهي ركعتان قبلها ثبتتا في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما.
والله أعلم.
17986
عنوان الفتوى:الدروز...عقيدتهم...الحكم عليهم رقم الفتوى:17986تاريخ الفتوى:11 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم
أقوم بمناظرة بعض الزملاء من الدروز الذين يؤمنون بتناسخ الأرواح فهلا أعنتموني على كيفية تفنيد هذه الفكرة أو هل بإمكانكم إعطائي اسم كتاب يمكنني مطالعته حول تفنيد هذه العقيدة؟
جزاكم الله خيراً.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعقيدة التناسخ عقيدة كفرية باطلة قائمة على تكذيب الله ورسله، وإليك بيان شيء من أوجه بطلانها.
فقد كثرت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في إثبات عذاب القبر ونعيمه، وهذا يدل على بطلان القول بأن الروح تظل متنقلة بين الأجسام كلما هلك جسد انتقلت إلى آخر.

(7/439)


فقد قال الله عز وجل: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر:46].
وثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن سؤال الملكين للميت في قبره، وأنه يتعرض إما للنعيم وإما للعذاب، فالروح إذاً مشغولة بصاحبها محبوسة عليه، وهذا مصداق قول الله عز وجل: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدثر:38].
وثبت في الحديث الصحيح: "أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قتلى بدر من المشركين فناداهم بأسمائهم يا فلان يا فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فإني قد وجدت ما وعد ربي حقاً". والحديث في الصحيحين.
وهذا يدل على وجودهم روحاً وجسداً وسماعهم للنداء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم". قال ذلك لما استغرب عمر نداء الرسول صلى الله عليه وسلم للأموات.
وأخبر الله عز وجل في القرآن أن الشهداء أحياء، فقال: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران:169].
ولو كان التناسخ حقاً لما كان للشهداء مزية على غيرهم، بل الجميع على تلك العقيدة الفاسدة أحياء.
وأخبر الله عز وجل في القرآن أن الأجساد تشهد علينا يوم القيامة، فكل جسد يشهد على صاحبه، وعلى العموم فكل آية أو حديث فيه إثبات قبض الأرواح والأنفس وإرسالها أو إثبات نعيم القبر وعذابه وإثبات البعث والحساب والجزاء والثواب والعقاب في الآخرة، كل تلك النصوص ترد هذه العقيدة وتكذبها، لأن إثبات هذه العقيدة يستلزم نفي كل ذلك، وهذا هو الكفر الصراح.

(7/440)


وقد فند العلماء هذه العقيدة المتقدم منهم والمتأخر، ومن المتقدمين صاحب كتاب (الفِصل في الملل والنحل)، ومن المعاصرين الأستاذ سعيد حوى في كتابه (الإسلام)، ومحمد سعيد البوطي في كتابه (كبرى اليقينيات)، فيمكن الاستفادة من بحوثهم في هذا الموضوع، ومنهم كذلك الدكتور محمد الخطيب في كتابه (الحركات الباطنية في العالم الإسلامي).
هذا وننصح الأخ السائل بأن لا يخوض في نقاش وجدل حول مسائل العقائد مع أهل الزيغ والضلال، إلا بعد تمكنه ورسوخه في هذه المسائل حتى لا يكون عرضة لشبهة تقع في قلبه لا يجد لها جوابا، والسلامة لا يعدلها شيءٌ.
فإما أن يكون على بصيرة من بطلان هذه العقائد وفسادها فيجادل ويناقش، وإلا فليجتنب هذه الطائفة من الناس وليحذر غيره منهم، فذاك الواجب عليه والذي هو في مقدوره.
والله أعلم.
17989
عنوان الفتوى:يختلف حكم الشبكة حسب نية الزوج رقم الفتوى:17989تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب كنت متزوجاً من امرأة ولي منها ولدان وعندما استحالت العشرة بيننا لكثرة المشاكل والخناقات اتفقنا على الطلاق الذي تم مؤخرا شرعا وقانونا مع حفظ جميع حقوق الطرفين والأطفال الشرعية والمادية وخلافه ولكن ظلت مشكلة الشبكة في الحقيقة لقد دفعت مهرا قدره 8000 دولار وشبكة ضعف هذا المبلغ مع شراء بيت الزوجية وتجهيزه من جانبي وقامت هي بشراء العفش سؤالي هل الشبكة من حق الزوجة وإذا كانت كذلك هل يمكن الاتفاق بين الطرفين على تعويض الزوج لها بمبلغ مادي أم أنها واجبة بعينها؟
وتفضلوا بقبول فائق التحية والاحترام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمسألة فيها تفصيل وهو كالتالي:
1- إذا كان الزوج أعطى زوجته هذه الشبكة على سبيل الهدية أو الهبة ونحو ذلك، فهي ملكها، ولا يحق للزوج أخذها منها.

(7/441)


2- إذا كان أعطاها هذه الشبكة على أنها جزء من المهر أو جرى العرف والعادة بذلك، فهي لها أيضاً، ولا يحق له الرجوع فيها.
3- وإذا كان أعطاها إياها لتلبسها وتتزين بها، وله أخذها منها متى أراد، أو شرط عليها أن تكون معها ما دامت زوجة له، فإذا فارقها فهي له، فيحق له الرجوع فيها وأخذها منها، ويجب عليها تسليمها له بعينها، إلا أن يوافق على أخذ شيء بدلها أو قيمتها فلا حرج عليهما في ذلك إن شاء الله.
والله أعلم.
17992
عنوان الفتوى:ستر المسلم على نفسه أولى له رقم الفتوى:17992تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : عندما كان عمري 18 سنة قمت بخطيئة وهي الجماع من ابنة عمي من الخلف فهل يعتبر هذا العمل زنا وإن كان كذلك فماذا يترتب علي؟ للإشارة فقد مضى على هذه الخطيئة 10سنوات.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الذي قمت بفعله يعتبر زنا والعياذ بالله، لأنه استمتاع بفرج محرم، فيجب عليك أولاً أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره من هذه الجريمة، كما يجب عليك أن تستر على نفسك حيث سترك الله، فقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، فمن أتى من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله". رواه الحاكم عن ابن عمر ورواه مالك مرسلاً.
وإذا كان ستر المسلم على المسلم مأمورا به مرغبا فيه، فستر المسلم على نفسه أولى له، وليس عليك شيء آخر إذا كانت المرأة مطاوعة لك في الجريمة.
والله أعلم.
17993
عنوان الفتوى:الشاعر الذي حظي ببردة الرسول صلى الله عليه وسلم هدية رقم الفتوى:17993تاريخ الفتوى:09 ربيع الثاني 1423السؤال : لمن أهدى الرسول صلى الله عليه وسلم بردته؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

(7/442)


فقد أهدى النبي صلى الله عليه وسلم بردته لكعب بن زهير بن أبى سلمى الشاعر، حيث أنشده القصيدة المشهورة ومطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ==== متيم إثرها لم يفد مكبول
قال ابن كثير في البداية والنهاية: وهكذا ذكر الحافظ أبو الحسن ابن الأثير في الغابة قال: وهي البردة التي عند الخلفاء قلت: والكلام لابن كثير وهذا من الأمور المشهورة جداً، ولكن لم أر ذلك في شيء من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه. فالله أعلم.
والله أعلم.
17995
عنوان الفتوى:الصيد أو الذبيحة بغير تسمية...نظرة شرعية رقم الفتوى:17995تاريخ الفتوى:07 ربيع الثاني 1423السؤال : لقد قمت في الأيام السابقة باصطياد حيوانات (عن طريق رجال لي) ببنادق آلية وتم الرمي على هذه الحيوانات مباشرة أي تكون قد ماتت بالرصاص ولا أدري حين رموا عليها أن قد سموا الله أم لا وقد قمت بالأكل منها وأكل منها ناس كثيرون فما حكم الشرع في ذلك؟
أرجوكم أن تفتوني في هذا الأمر.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه إذا كان الرجال الذين اصطادوا لكم الصيد مسلمين يعلمون حكم الذكاة، فَكُلْ ما اصطادوه لك ولا تسأل عن شيء، لأن المسلم لا يظن به ترك التسمية عند ذكاته برمي أو ذبح أو غير ذلك، ولا يظن به إلا الخير، وقصارى أمر هؤلاء أنهم نسوا التسمية عند الرمْي، فجمهور العلماء على أن من ترك التسمية عند الذبح أو عند الصيد نسياناً تؤكل ذبيحته وصيده، بل إن الشافعي -رحمه الله تعالى- وأصحابه يقولون: إن من تركها عمداً ونسياناً تؤكل ذبيحته.
وقال ابن جريج: قلت لعطاء: لو أن ذابحاً ذبح ذبيحته لم يذكر عليها اسم الله أيأكلها؟ قال: نعم. -سبحان الله- أوَ كل من ذبح يذكر اسم الله.

(7/443)


وقال عطاء أيضاً: كل مسلم -صغير أو كبير، امرأة أو صبية- ذبح فكلْ من ذبيحته، ولا تأكل ذبيحة مجوسي، فالتسمية واجبة عند الذبح، وعند إرسال الجوارح، وعند الرمي؛ لكنها واجبة إن ذكرها، فإن نسيها فذكاته صحيحة تؤكل ذبيحته أو صيده. هذا ما عليه أكثر أهل العلم.
ولا فرق بين أن يكون الصياد الذي اصطاد الذبيحة مسلماً أو كتابياً: يهودياً أو نصرانياً على قول جمهور أهل العلم، لقوله تعالى: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ) [المائدة:5].
والله أعلم.
18
عنوان الفتوى:اقض الصيام أولاً ثم صم ستاً من شوال رقم الفتوى:18تاريخ الفتوى:16 صفر 1420السؤال : بقي علينا من صيام رمضان يوم واحد وأرغب في صيام الستة من شوال فهل يجوز صيامها قبل القضاء مع جزيل الشكر ؟
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إذا كان المراد : أنك بقي عليك يوم من قضاء رمضان وترغب في صيام ست من شوال فهل تبدأ بقضاء اليوم أم بصيام الست؟ فالجواب هو أن الثواب المترتب إنما يكون لمن صام جميع رمضان، ومن بقي عليه يوم لا يعد صائما للجميع كما هو ظاهر الحديث:" من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" .[ رواه مسلم]. وعلى هذا فابدأ بقضاء اليوم ثم بعد ذلك صم الست... والله أعلم
1800

(7/444)